هل نحمل اثقال بعض ام كل واحد يحمل حمل نفسه ؟ غلاطية 6: 2-5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

جاء في غلاطية 6 :2 »احملوا بعضكم أثقال بعض« لكنه يمضي فيقول في آية 5 »كل واحد سيحمل حمل نفسه«.

» 2اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. 3لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ. 4وَلكِنْ لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ، لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ. 5لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ. «.

 

الرد

 

الحقيقة لا يوجد اي تضارب بين العددين فمعلمنا بولس الرسول واضح انه يتكلم عن ان نساعد بعضنا بعضنا ونحمل اتعاب بعض في الحياة كشركة اما في النهاية امام كرسي المسيح فكل واحد سيكون مسؤل عن اعماله فقط امام الله ولهذا لا تعارض بين الاثنين 

وندرس الاعداد ببعض التفصيل لنتاكد من ذلك 

رسالة بولس الرسول الي أهل غلاطية 6

6: 1 ايها الاخوة ان انسبق انسان فاخذ في زلة ما فاصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا

اخذ تعبير يقصد به انه ليس انسان شرير ولكن سقط ليس بارادته او لم يكن يخطط لها ولكنه سقط فيها وابتلع اي لا صعب عليه ان يخرج منها 

زله وهي بارابتوما اي سقطة او شيئ خطأ وتعدي فيطلب منهم ان يصلحوا اي يساعدوه علي ان يعود الي طريق الاستقامة فيناديهم انتم الروحيين اي المنساقين بالروح القدس فالروح القدس يعطيهم ثمرة الوداعه في تعاملكم معه لكي  تعيدوا هذا الخاطئ. واضح هنا الفارق بين الناموس الذي يدين المخطئ والمسيحية التي تفتح قلبها له حتى يرجع ويتوب. قطعاً إن أخطأ أحد لن نقول على الخطأ أنه صواب حتى لا ندينه، بل لابد أن ندين الخطأ ونسمى الأشياء بأسمائها. ولكن المفهوم هنا أننا لا ندين المخطئ ونقفل أمامه كل الأبواب، بل نحاول في محبة إيجاد عذر له. ندين الموقف ولا ندين الإنسان. 

ويحذرهم من شيئ مهم وهو ان لا تدينوا الشخص فلانك لم تسقط في هذه الخطية فتشعر ببرك الذاتي ويدفعك هذا للكبرياء إذ يشعر أنه الأفضل من المخطئ إذ أنه لم يخطئ مثله. والكبرياء بداية السقوط ومدخل للخطايا. وأول الخطايا التي يسقط فيها هذا المتكبر هي نفس السقطة التي أدان عليها المخطئ والذي حاول أن يقسو على المخطئ بسببها. فالتجربة سرعان ما تنتقل للمتكبر. والله يسمح بهذا حتى يتضع المتكبر، فالله يمنع ستره عن المتكبر ليفهم ان عدم سقوطه راجعا لحماية الله له وليس لقوته هو.

فهو يقصد من هذا العدد ان لو سقط احد في زلة ان نساعده ليعود الي الطريق الصحيح ولا نتفاخر اننا افضل منه  

6: 2 احملوا بعضكم اثقال بعض و هكذا تمموا ناموس المسيح

بمعني انك لو ساعدته اليوم قد ياتي يوم ويساعدك هو في ضعفك لاننا مستحيل ان نحيا كلنا بدون سقطات لذلك يحثنا الرسول أن نحمل أثقال إخوتنا. ومن يفعل هذا يتمم ناموس المسيح أي المحبة لان 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 8

 

وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.

 

انجيل يوحنا 13

34 وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
35 بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ».

وتطبيقاً لهذه الآية قال بولس "إن كان طعام يعثر أخى فلن آكل لحماً إلى الأبد 1 كو 28:11". إذاً فلنحمل أخطاء الإخوة ونتحملها ولا نشهر بالمخطئ. ومن يقرر أن يفعل ذلك يجد المسيح هو الذي يحمل عنه ، ونير المسيح هين. 

اذا العدد في سياقه يقصد مساعدت الذي سقط في شيئ 

6: 3 لانه ان ظن احد انه شيء و هو ليس شيئا فانه يغش نفسه

وفي هذا العدد تحذير لمن بدل من ان يساعد الذي سقط يكتفي بان يتفاخر بنفسه وتدخله الكبرياء وفي الحقيقة هو لا شيء عند الله 2 كو 18:10 + رؤ 1:3. وهذه غلطة شهيرة نقع فيها، أن يظن الإنسان في نفسه أنه ليس مثله، هو كامل لا يخطئ بينما رأى الله فيه غير ذلك فهو يخدع نفسه.

وهو ليس شيئًا لأن الميزة التي فيه هي عطية من الله، والله ساتر عليه، فلم تكن هناك فرصة أمامه لكي يخطئ، ولو رفع الله ستره عنه لأخطأ أكثر من الباقين. فنحن مولودين بالخطية، والله هو الذي يستر علينا حتى لا نخطئ، ويعمل فينا ويحاول معنا أن نسلك في البر. إذاً علىَ أن لا أنسب شيئاً صالحاً لنفسى. فالله وحده هو الذي يعلم الحقيقة، وأنه لا شيء صالح فىَ من نفسى.

 

6: 4 و لكن ليمتحن كل واحد عمله و حينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره

اذا نساعد من سقط ولا ندينه ونتفاخر عليه وايضا نلاحظ طرقنا ولنمتحن عملنا لكي لايكون فيما نفتخر عليه اننا نصنع نفس الخطية بدون ان ندرك 

وكلمة يمتحن جائت في اليوناني يثبت اي امام الله الانسان يثبت نفسه بعمله الصالح 

فإذا وجد الإنسان أنه فعل شيئاً صالحاً فليفرح أن الرب فعل به هذا أو أن الرب ستر عليه فلم يخطئ، ويعطى المجد للرب 2 كو 17:10 + رو 17:15، 18.فلا أفتخر بنفسى بل بالرب، ولا أعمل عملاً لمجد نفسى بل لمجد الرب. هذا الكلام موجه للغلاطيين الذين تعلموا من المتهودين الإفتخار بالنفس ونقد الآخرين، فهم مثلاً يفتخرون بالمختون ويهزأون بغير المختون. ونلاحظ أن من يدين نفسه له أمل أن يصلح نفسه. لكن من يدين الآخرين لن يستفيد شيئاً. 

وكلمة له الفخر 

G2745

καύχημα

kauchēma

kow'-khay-mah

From G2744; a boast (properly the objective; by implication the act) in a good or bad sense: - boasting, (whereof) to glory (of), glorying, rejoice (-ing).

يفتخر ويفرح ويتمجد

فهنا يتكلم عن الوقوف امام الله ان الانسان الذي فحص طرقه الي النهاية هذا يفرح ويتمجد متي وقف امام كرسي المسيح   

6: 5 لان كل واحد سيحمل حمل نفسه 

وهنا يقصد كما اتضح من العدد السابق الوقوف امام كرسي المسيح وهذا ما شرحه تفصيلا في 

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 14

10 وَأَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا، لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ،
11 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ».
12 فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ.
13 فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 10

 

لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.

 

اذا هذا العدد لا يوجد فيه اي شيئ يتناقض مع العدد الثاني لان العدد الثاني يتكلم في اثناء الحياه علي الارض نساعد بعض ونحمل احمال بعض واما امام كرسي المسيح كل واحد سيتحمل نتيجة عمله فقط 

 

والمجد لله دائما