هل تعبير حسن لهم اذا لبثوا كما انا يناقض ليس جيد ان يكون ادم وحده ؟ تكوين 2: 18 و 1كو 7: 8

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في 1كورنثوس 7 :8  » 8وَلكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ، إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. «. ومعروف أن بولس الرسول لم يكن متزوجاً. فكيف نوفّق بين رأي بولس الرسول وأوامر الرب بالزواج في التكوين 2 :18؟.

» 18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ».

 

الرد 

 

الحقيقة لايوجد تناقض فالرب لم يامر ويجبر ادم ان يتزوج ولا بولس يامر الكورنثوسيين ان يتبتلوا ولكن فقط الاختيار ومعلمنا بولس الرسول ليس ضد الزواج علي الاطلاق  

مع مراعاة ايضا البعد التاريخي ومن يتكلم عنه كل اصحاح ففي سفر التكوين 2 يتكلم عن ادم ابو البشرية الذي ان لم يتزوج فلا يوجد نسل بشري وانتهت البشرية من بدايتها هذا شيئ لا يريده الله اما في هذا الاصحاح يكلم معلمنا بولس الرسول الكورنثوسيين الذين اتوا من خلفية وثنية ماجنه مليئة بفعل الرزيلة في معبد افروديت وكانوا منغمسين في الشهوات فهو يريد ان يقللوا من شهوات الجسد والذي يقرر منهم ان يلبث هكذا يشجعه معلمنا بولس الرسول.

وايضا يوجد الفكر اليهودي الذي يعتبر الزواج امرا ضروريا ويحسبون من لا يريد الزواج قد ارتكب جرمًا .

 في قوانين ليكورجيس كان غير المتزوجين يمنعون من مشاهدة الألعاب العامة، وفي قوانين سبورتانس كان غير المتزوجين يُعاقبون. وأعلن أفلاطون بأن هؤلاء لا يستحقون أية كرامة

ولكن ايضا في المقابل ظهر فكر اخر وهو أن المسيحيين توقعوا في بداية المسيحية سرعة مجيء السيد المسيح، فظن كثيرون أنه من الواجب أن يتركوا ممتلكاتهم وزوجاتهم وبيوتهم مِمَّا كان سيقوض البيوت المسيحية لولا انتباه الرسل. وهنا الرسول يرد على تساؤلات بخصوص الزواج والطلاق والبتولية. ولقد ثارت هرطقات كثيرة تدعو لنجاسة الزواج وربما تأثر بها بعض الكورنثيون. وكان لهم تساؤلات عن العلاقات الزوجية. ونفهم من ردود الرسول أن العلاقات الجسدية من خلال سر الزواج علاقات طاهرة، فالله خلقنا هكذا. ولكن نجد الرسول يفضل البتولية على الزواج، فالموضوع درجات، فهناك درجة أعلى من درجة. وكل له طريقه الذي رسمه له الله، ولنتصور أن الشعب المسيحي كله إختار طريق الرهبنة أو البتولية، بهذا ستنقرض الكنيسة كلها خلال عدة سنوات والله هو الذي أسس سر الزواج حين قال الله لآدم "يلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" (تك 2: 24). والبتولية ليست هدفاً في حد ذاتها، بل المطلوب تكريس الطاقات كلها لعبادة الله. فبين هذين الفكرين يكتب معلمنا بولس الرسول لكي لاينشغلوا بالشهوات فقط ولا يعتبروا الزواج نجاسه فيتحرقوا فقط لرفضهم الزواج. فمعلمنا بولس الرسول يكتب لهم عن الاعتدال ولا يجبر احد نفسه علي شيئ. وبولس يوصى المتزوجون أن يمتنعوا عن العلاقات الجسدية لفترات يتفرغون فيها للصوم والصلاة فقط فلوإنشغل المتزوج بشهواته ينخفض مستواه الروحي. وحين يتفرغ المتزوج للصوم والصلاة فقط دون الانشغال بالشهوات الجسدية يتدرب على الحياة السمائية ففي السماء لا توجد علاقات جسدية. على أن الرسول يشترط موافقة الطرفين (الزوج والزوجة) على هذا الامتناع حتى لا تفقد الأسرة سلامها. أي من حق طرف أن يمارس العلاقات الجسدية حتى في وقت الصوم " فالزواج أصلح من التحرق " ولكن يبقى من يفعل ذلك في درجة روحية أقل. 

عموماً كلما ننمو في الروحيات نزهد في الجسديات حتى المحلل منها. وكلما ننمو في الروحيات تاركين شهواتنا متفرغين لعبادة الرب نتذوق طعم السمائيات والحياة السمائية، والتعزيات السمائية، وهذا ما يطلبه الرسول ولكن بالتدريج وبلياقة وبترتيب. 

وفي العهد القديم والعهد الجديد ابطال ايمان بتوليين ومتزوجين ايضا فابراهيم واخنوخ وموسي واشعياء متزوجين وايليا وارميا ويوحنا المعمدان بتوليين  

ويوحنا الحبيب وبولس الرسول ولوقا الطبيب بتوليين وبطرس الرسول وكثير من التلاميذ متزوجين  

والرب في التجلي ظهر معه موسي المتزوج وايليا البتول 

 

سفر التكوين 2

2: 18 و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره

كما قلت ان ادم هو الجنس البشري الوحيد وان لم ينجب ادم لبقي لوحده طول العمر وان اخطأ ومات فلا يكون هناك جنس بشري فان كان هناك احتياج للزواج لاجل استمرار الجنس البشري يكون اكثر واحد محتاج لهذا هو ادم  

والبتولية اختيار وليس اجبار وان لم يخلق الرب حواء لادم لكان الامر اجبار لادم فيجب ان تكون هناك حواء ويختار ادم البتولية او الزواج وكلاهما مقدسين  

وقبل ان يخلق الرب حواء فعل امر اخر مع ادم 

2: 19 و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها 

2: 20 فدعا ادم باسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره

وكان المسار الطبيعي للأيات أن تأتي أية 21 بعد أية 18 مباشرة. فما الذي أدخل الأيات 20،19فيما بينهما

هنا نري طريقة الله في التعامل مع الإنسان، صديق الله. فالله خلق الإنسان حراً، والله لا يفرض علي الإنسان شيء رغما عن إرادته لذلك نجد الله هنا يأتي بالحيوانات ويشرح لآدم طبيعة كل حيوان وبعد أن يفهم آدم طبيعة الحيوان ويدرسه دراسة كاملة يعطيه أي يعطي للحيوان اسمه  وفي أثناء الشرح يكتشف آدم أن الحيوانات كلها ذكر وأنثى فيسأل الله ولماذا هم ذكر وأنثي؟ فتكون إجابة الله أن الإنثي يا آدم 1- لتكون معيناً نظيره" 2-ليتكاثروا.

فيطلب ادم من الله ان يكون له معين نظيره و هنا تحول قرار الله في آية 18 إلي طلب من آدم لله. فالله لا يفرض علي شيئاً إلا بعد أن يقنعني، ويصير هذا الشئ طلباً لي، 

فكما ذكرت سابقا فالبتولية والزواج الاثنين اختيار وليس اجبار وحتي ادم كان يجب ان يكون له الحق في الاختيار ولكن بالطبع الاصلح لادم ان يتزوج لاجل البشرية كلها

2: 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه و ملا مكانها لحما 

2: 22 و بنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم 

2: 23 فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت 

2: 24 لذلك يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكونان جسدا واحدا 

2: 25 و كانا كلاهما عريانين ادم و امراته و هما لا يخجلان 

ولكن نلاحظ ان ادم ايضا رغم وجوده مع حواء مر بفترة بتولية فهما قبل السقوط كانوا بتوليين ليس لان الزواج خطأ بل علي العكس فالزواج مقدس وطاهر والزواج افضل من التحرق ولكن ادم وحواء قبل السقوط لم يكن فيهما شهوة ولا تحرق يجب ان تكون مقننة بالزواج فلهذا ظلا بتوليين 

ولكن اكرر مره ثانية هذا ليس لان الزواج خطأ بل هو طاهر ومقدس ولكن ادم وحواء كانوا يشتهوا الخير فقط بل وارقي مرتبه من الخير وهو الوجود في محضر الله الذي يشغلهما عن اي شيئ اخر 

ولانهما في مستوي روحي مرتفع لم يخجلان من انهما عريانيين اي لم يعرفا الخجل لأن ما يخجل الإنسان ليس جسده بل الفساد الذي دب فيه بسبب الخطية "فمن لم يعرف الخطية لن يعرف الخجل" ولهذا الاطفال الصغار لا تدرك معني الخجل بسبب بساطتهما

 

الشاهد الثاني 

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل كورنثوس 7

7: 1 و اما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمس امراة 

7: 2 و لكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امراته و ليكن لكل واحدة رجلها

الذي يتبتل فحسن يفعل والذي يتزوج ايضا جيد لانه يحمي نفسه من الزنا اذاً نري أنه من ضمن دوافع الزواج المحافظة علي الحياة الطاهرة الغير دنسة. وهناك تعليم خاطئ أن الزواج فقط للإنجاب. و هذا مخالف لهذه الآية. ولكن الموضوع درجات  

7: 3 ليوف الرجل المراة حقها الواجب و كذلك المراة ايضا الرجل

اي الامتناع عن العلاقه الزوجية ليس من حق طرف واحد بل من حق الطرف الاخر فلا يجب ان يمتنع طرف عن ان يعطي الطرف الاخر حقه  

7: 4 ليس للمراة تسلط على جسدها بل للرجل و كذلك الرجل ايضا ليس له تسلط على جسده بل للمراة 

7: 5 لا يسلب احدكم الاخر الا ان يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم و الصلاة ثم تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم 

7: 6 و لكن اقول هذا على سبيل الاذن لا على سبيل الامر

فما يقوله هنا معلمنا بولس الرسول هو اذن وليس امر 

فموضوع التفرغ للصلاة و إبتعاد طرف عن آخر ليس أمراً أو وصية إلهية، بل الرسول يعطي إذن بذلك، والرسول يقول هذا حتى لا يظن من لا ينفذ ذلك أنه قد كسر وصية إلهية. الأمر متروك لمستوي النضج الروحي، فهذا طريق الكمال للقادرين. وايضا موضوع رغبته في ان البعض يتبتل ليس امر من الله مفروض عليهم ولكنه مرتبات روحية لمن يرشده الروح القدس ويقدر علي هذا لان له هذه الموهبة  

7: 7 لاني اريد ان يكون جميع الناس كما انا لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا و الاخر هكذا

البتوليه هي ليست ضد الزواج ولكن التفرغ الي الله فقط بدون اي مشاغل عالمية ولكن لكل واحد كوهبته والذي يمنح المواهب هو روح الله القدوس حسب فحصه لقبل الانسان وحسب معرفته لما يصلح للانسان فالبتوليه موهبة لا يقدر عليها كل فرد فالبعض يعطيهم الله ان يتبتلوا والبعض يعطيهم الله ان يتزوجوا ولكن ليس عن اجبار بل عن اختيار وايضا تسليم لقيادة روح الله القدوس  

7: 8 و لكن اقول لغير المتزوجين و للارامل انه حسن لهم اذا لبثوا كما انا

هو يفضل التبتل ولهذا اختاره لنفسه ولكنه لا ينكر الزواج واما من اختار ان يكون بتول او ترمل بانتقال زوجته ولكنه لم يستطيع ان يبقي بلا زواج لانه يتحرق فيقول له 

7: 9 و لكن ان لم يضبطوا انفسهم فليتزوجوا لان التزوج اصلح من التحرق 

اي الذي لا يستطيع ان يتبتل او يبقي ارمل فالزواج افضل له من التحرق اي الاشتعال بنار الشهوة 

ويكمل بعد ذلك في وصايا ان من يتزوج لا يفارق 

 

فمعلمنا بولس الرسول اختار التبتل ولكنه ليس ضد الزواج فهو قال 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 13

13: 4 ليكن الزواج مكرما عند كل واحد و المضجع غير نجس و اما العاهرون و الزناة فسيدينهم الله 

بل أنه شبه الزواج بعلاقة المسيح بكنيسته

رسالة بولس الرسول الي أهل أفسس 5

5: 25 ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها 

5: 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة 

5: 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها و لا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة و بلا عيب 

5: 28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم من يحب امراته يحب نفسه 

5: 29 فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته و يربيه كما الرب ايضا للكنيسة 

5: 30 لاننا اعضاء جسمه من لحمه و من عظامه 

5: 31 من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا 

5: 32 هذا السر عظيم و لكنني انا اقول من نحو المسيح و الكنيسة 

5: 33 و اما انتم الافراد فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه و اما المراة فلتهب رجلها 

بل هو وصف من يجبر الناس علي التبتل فهذه تعاليم شيطانية 

رسالة بولس الرسول الاولي الي تيموثاوس 4

4: 1 و لكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة و تعاليم شياطين 

4: 2 في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم 

4: 3 مانعين عن الزواج و امرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين و عارفي الحق 

4: 4 لان كل خليقة الله جيدة و لا يرفض شيء اذا اخذ مع الشكر 

4: 5 لانه يقدس بكلمة الله و الصلاة 

فالامر اختيار وليس اجبار . واختيار التبتل ليس لان الزواج نجس بل علي العكس تماما فالزواج طاهر ومقدس ويقدس بكلمة الرب في سر الزيجة  

فلهذا من ياخذ انه قال ان البتولية هذا امر حسن علي انه يناقض وصية الزواج فهو اخطأ 

 

والمجد لله دائما