كيف يفتخر بولس الرسول بنفسه ويقول تعبت أكثر منهم جميعهم ؟ 1كو 15: 10 و 1كو 1: 29 و امثال 27: 2

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يفتخر بولس في 1كورنثوس 15: 10 انا تعبت اكثر منهم جميعهم  

ولكن هو يعلن ان الافتخار هو خطأ في 1كورنثوس 1: 29 لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه 

ويقول سفر الامثال 27: 2 ليمدحك الغريب لا فمك الاجنبي لا شفتاك 

 

الرد

 

بولس الرسول لا يفتخر بنفسه بل هو في الحقيقه يفتخر بنعمة الرب وهذا هو وصي به سابقا 

فهو في بداية رسالة التي استشهد بها المشكك يقول 

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 1

1: 27 بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء 

1: 28 و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود 

1: 29 لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه 

1: 30 و منه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و برا و قداسة و فداء 

1: 31 حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب 

اذا الانسان يستطيع ان يفتخر بالرب وبعمل الرب معه ومن خلاله فاستطيع لن افتخر بالرب لان اي صلاح فينا هو هبة من الرب

اذا نفهم ان هناك نوعين من الافتخار 

الاول هو الافتخار بالذات وبالبر الذاتي وهذا تكبر

وهذا ما يتكلم عنه 

سفر الامثال 27

 27: 1 لا تفتخر بالغد لانك لا تعلم ماذا يلده يوم 

27: 2 ليمدحك الغريب لا فمك الاجنبي لا شفتاك 

اي لا تفتخر بما تعده لنفسك وما تخزنه لمستقبلك لانك لا تعلم ماذا سيحدث ولا يعلم أنه قد يسمع "في هذه الليلة تؤخذ نفسك". علينا أن لا نتفاخر بأنفسنا وقدراتنا، ومن يفتخر عليه أن يفتخر بالرب فقط. فالله احتفظ لنفسه بأنه يكون الغد مجهولاً أي المستقبل مجهولاً لنا، لكننا نثق في محبته وتدبيره حسناً لكل أمور حياتنا وبهذا نفتخر. وعلينا أن لا نتكلم عن نجاحنا فهذا كبرياء بل ننظر لخطايانا ونعمل لنرضي الله فقط. ولاحظ أن كلامنا عن أنفسنا يثير غيرة الناس، أما لو كان الله هو الذي حرَّك قلوبهم ليمدحوننا فسيكون هذا بمحبة وليس بغيرة أو باستهزاء. فلنترك هذا لله غير طالبين مدح أنفسنا. بل نمدح عمل الرب فقط. 

والثاني هو الافتخار بالرب وبعمل الرب 

 رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 10: 17

 

وَأَمَّا: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ».

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 31

 

حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ».

 

رسالة بولس الرسول الي أهل أفسس 2

8 لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.
9 لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ
.

وهذا ما فعله بولس الرسول في هذا الاصحاح  

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل كورنثوس 15

15: 8 و اخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا 

معلمنا بولس الرسول يعلن في هذا العدد انه من حيث الترتيب هو الاخير وهذا ليس افتخار ولكن كلام حقيقي . ومن حيث المكانه اعتبر نفسه مثل السقط وهذا تواضع شديد جدا منه 

وهو يصف نفسه بالسقط وهو الولد الذي يسقط من بطن أمه ميتاً قبل تمامه. وبولس سمى نفسه سقطاً، فالسقط لا يعيش، وبولس بسبب إضطهاده للكنيسة ما كان يحق له الحياة، لولا أن أدركته رحمة الله. والمقصود أننى أنا بولس لست أهلاً أن أكون رسولاً كما أن السقط ليس أهلاً أن يكون إنساناً، بل هو يموت ولا يستطيع أن يحيا كذلك أنا، فأنا لا أستحق سوى الموت لأننى إضطهدت كنيسة المسيح. لكن نعمة الله أعطتنى أن أحيا. المسيح القائم أعطانى حياته لأحيا بها.

ويكمل في سياق التواضع فيقول 

15: 9 لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله

 المؤمن الحقيقى والتائب الحقيقى هو من يشعر بالمذلة ويذكر خطاياه السابقة قائلاً مع المرتل " خطيتي أمامى كل حين " بل يكره نفسه ويتضع كما تواضع الرسول فى هذه الآية. فهو لا يذكر أنه صار رسولاً عظيماً بل ظل يذكر خطاياه السابقة. وتذكر الخطايا السابقة يعطى إنسحاقاً، والمنسحق لا تستطيع الشياطين أن تخدعه، ويحيا شاكراً الله الذي أدركه برحمته. أما الذي يشعر في نفسه أنه مستحق، فإبليس يستغل كبريائه ويخدعه. بل أن كل ما يمتلئ الإنسان من الروح تنفتح عينه ويرى قذارة خطاياه فيحتقر نفسه، هو يرى قداسة المسيح، ويرى خطاياه، فيدرك كم هي قذرة خطاياه فينسحق بالأكثر.

في أعماقه كان يشعر أنه ليس أهلاً لهذه الدعوة، ولا لهذا اللقب. وفي نفس الوقت لا يتجاهل عطايا اللَّه له ومواهبه التي تمتع بها من يدي مخلصه وجهاده وأتعابه وآلامه من أجل الخدمة، بهذا "لم أنقص شيئًا عن فائقي الرسل" (2 كو 5:11). بمعنى آخر كان الرسول يذكر على الدوام ماضيه حتى يسلك بروح التواضع، ولا ينسى إحسانات اللَّه معه حتى يقدم ذبيحة شكر دائمة. وكأنه في كل يوم يقدم ذبيحة القلب المنسحق الذي لا يرذله اللَّه، المرتبطة بذبيحة الشكر الدائم التي تفتح أمامه أبواب السماء لينال بغير كيلٍ.

حسب نفسه ليس أهلاً أن يُدعي رسولاً لأنه كان مضطهدًا خطيرًا ضد كنيسة اللَّه، أي كنيسة المسيح، الأمر الذي لم يفعله قط أحد من الرسل.

مع أن اضطهاده للكنيسة كان عن جهلٍ منه، وقد غفر اللَّه له ذلك واختاره رسولاً، لكن كان الرسول يجد صعوبة شديدة أن يغفر لنفسه ما قد ارتكبه.

يشير الرسول إلى جريمته التي لم يستطع أن ينساها، إذ كان يضطهد كنيسة اللَّه. فهو ليس أهلاً أن يُدعي رسولاً ليس عن عجزٍ في سماته كرسول، ولا في إمكانية الشهادة له، وإنما من أجل هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبها، فإنه لا يفارقه قط الشعور بالذنب عن الماضي. وقد سمح له اللَّه بذلك لكي يُولد فيه روح التواضع والشعور بعدم الاستحقاق. إشارته إلى ذلك تعطي قوة لشهادته الشخصية، فهو المقاوم للحق الانجيلي والمُضطهد لشخص المسيح في كنيسته، ما كان يمكنه أن يتحول للشهادة دون أن يتيقن من قيامة السيد وصعوده إلى السماء

وفي هذا السياق يؤكد ان رسوليته ليس عن استحقاق ولكن نعمة الله الذي رحمه وقبله رغم خطيته القديمة في اضطهاد الكنيسة وحوله اناء مختار 

سفر أعمال الرسل 9: 15

 

فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ.

فهو بالنسبه لذاته لاشيئ ولكن لعمل الرب من خلاله فيفتخر بعمل الرب 

15: 10 و لكن بنعمة الله انا ما انا و نعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم و لكن لا انا بل نعمة الله التي معي

فهو اعلن انه اصغر الرسل ولكن الان يتكلم عن نعمة الله فيه فيقول تعب اكثر منهم ليس بإستحقاقه الشخصى فهو كان مضطهداً لكنيسة المسيح، بل لنعمة الله العاملة فيه، وكلما تصور ماضيه تعاظمت في عينيه نعمة الله التي غيرته إلى رسول فيشكر الله على نعمته. هو لم يكن سوى إناء صالح استخدمته نعمة الله. وأعطته النعمة أن يتحمل كل أتعاب الكرازة التي كانت فوق ما تحمل كل الرسل فتحمله لهذه الاتعاب ليس عن بر ذاتي ولكن نعمة الله  

فهو لو انكل هذه الاتعاب فهو ينكر عمل النعمة وهذا الانكار ليس تواضع بل هو نكران لنعمة الله اما اعلانها فهو تمجيد لعمل الرب من خاله بعد تاكيد انه في ذاته مثل السقط اما من خلال نعمة الرب فهو تعب كثيرا

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 13

 

أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 13

 

لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 21

 

لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ

 

نحن كلا شيء، لكن اللَّه بنعمته جعلنا هكذا أبناء اللَّه مملوءين غيرة مقدسة، ملتهبين بالروح، عاملين بروح القوة لا الفشل. نال الرسول نعمة الرسولية ليس خلال حكمته ولا بتخطيطٍ من عنده، إنما كهبة مجانية من خلال النعمة الإلهية التي رافقته ووهبته إمكانية العمل الرسولي. واعتطه ان يتعب كثيرا جدا اكثر منهم فيفتخر بنعمة الله وليس ذاته

والحقيقه هذا تعبير تواضع بانه يقول  بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم و لكن لا انا بل نعمة الله التي معي فهو يقول لهم في الظاهر انا امامكم اتعب اكثر من بقيتهم ولكن في الحقيقه من يعمل هو نعمة الله وليس ذاتي فهو ايضا يوضح لمن قد يعتبر معلمنا بولس الرسول عظيم جدا في ذاته بسبب عمله هو يوضح له هذا ليس بولس ولكن نعمة الله 

اذا بالفهم الصحيح للتعبير في سياقه نفهم انه ليس تعبير افتخار بل تعبير تواضع وافتخار بنعمة الرب فقط 

وبخاصه انه يرد علي من قال انا لبولس وانا لابولس فهو يوضح ان كل العمل هو لنعمة الرب فقط وليس لاشخاص باسماؤهم فيقول  

15: 11 فسواء انا ام اولئك هكذا نكرز و هكذا امنتم 

اي يكرز بالرب وهم امنوا بسبب عمل نعمة الرب من خلالهم 

فالذي يفتخر بالرب هذا امر رائع 

سفر ارميا 9

23 « هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ.
24 بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ.

ولكن الشرير الذي يفتخر بذاته وغناه وبشهواته 

سفر المزامير 10: 3

 

لأَنَّ الشِّرِّيرَ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالْخَاطِفُ يُجَدِّفُ. يُهِينُ الرَّبَّ.

 

سفر المزامير 49: 6

 

الَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَى ثَرْوَتِهِمْ، وَبِكَثْرَةِ غِنَاهُمْ يَفْتَخِرُونَ.

 

سفر المزامير 94: 4

 

يُبِقُّونَ، يَتَكَلَّمُونَ بِوَقَاحَةٍ. كُلُّ فَاعِلِي الإِثْمِ يَفْتَخِرُونَ.

 

والمعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

v    يقول بولس كل هذا ليظهر أنه بالرغم من عظمة خطاياه وعدم استحقاقه فإن نعمة اللَّه لم تُوهب له باطلاً.

أمبروسياستر

v    "تعبت أكثر من جميعهم"(1 كو 15: 10): الذي يقضى زمانه في نعومة وكل ترفٍ بسبب ترف الحياة، والذي يرتدي الأرجوان والكتان الناعم، ويقيم حفلات كل يوم ببذخٍ (لو 16 : 19)، والذي يهرب من التعب اللازم للفضيلة، فإنه لن يتعب في هذه الحياة ولا يعيش في المستقبل، بل سيجد الحياة بعيدة عنه عندما يتعذب في نار الأتون[1104].

القديس باسيليوس

v    بسرور وبعيني الإيمان يتطلع الكل في مدينة الله إلى هذا الرجل العظيم بولس، هذا المصارع للمسيح، الذي مسحه المسيح وعلّمه. معه سُمر على الصليب، وخلاله تمجد. صار هذا الإنسان منظرًا للعالم، للملائكة والبشر. دخل في جهاد قانوني إلى مسرح هذا العالم واستمر إلى النهاية، فنال اكليل دعوته السماوية[1105].

القديس أغسطينوس

v    إن كان بولس متواضعًا هكذا فلماذا يذكر أتعابه؟ التزم أن يفعل ذلك لكي يبرر حقه في الشهادة الموثوق فيها كمعلم[1106].

v    بولس معروف لديكم، هذا الذي تعب كثيرًا، وتمتع بنصرات كثيرة هكذا في المعركة ضد الشيطان. كان جسمانيَا يعبر خلال العالم المعروف؛ دار في الأرض والمحيط والجو، كان يدور حول العالم كما لو كان له أجنحة. لقد رُجم وضُرب وقُتل. احتمل كل شيء من أجل اسم اللَّه، ودُعي بصوت سماوي من الأعالي... إننا نعرف ونفهم أنه يقول بأن النعمة التي ننالها لم تجده غير مهتم[1107].

بعد صعود الرب إلى السماء دُعي بولس، فإنه مثل بقية الرسل الذين لم ينتظروا دعوة ثانية إنما للحال تركوا الشباك وكل ما لديهم وتبعوه، هكذا هذا الإنسان عند دعوته الأولى تحرك بكل نشاطٍ، وإذ اعتمد دخل في معركة مع اليهود في كل موضع. في هذا الأمر فاق بقية الرسل بقوة إذ يقول: "أنا تعبت أكثر منهم جميعهم" (1 كو 15: 10)[1108].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    "نعمة اللَّه التي معي"(1 كو 15: 10): هذا هو المجد الكامل والتام في اللَّه، لا أن يمجد الإنسان بره الذاتي بل يحسب نفسه أنه ينقصه البرّ الحقيقي، وأن يتبرر بالإيمان بالمسيح وحده. تمجد بولس باحتقاره لبره الذاتي. إذ كان يطلب البرّ بالإيمان الذي للَّه بالمسيح طلب فقط أن يعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه، إذ حُسب مشابهًا لموته لكي ينال القيامة من الأموات... إن اللَّه هو الذي يهب فاعلية لأتعابنا[1109].

القديس باسيليوس الكبير

v    هل رأيتم كيف حصد من فيض بركة اللَّه وكيف ساهم بسخاء من جانبه بغيرته وحماسه وإيمانه وشجاعته وصبره وسمو فكره وإرادته التي لا تخور؟ لهذا استحق عونًا من فوق بقياس أوسع[1110].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    انظروا مرة أخرى إلى تواضعه الزائد؟ ينسب الضعفات إلى نفسه، وأما الصالحات فلا ينسب منها شيئًا لنفسه بل يشير إلى كل الصالحات للَّه...، قائلاً: "لا أنا بل نعمة اللَّه التي معي"(1 كو 15: 10)، أي أمرٍ أكثر عجبًا من مثل هذه النفس؟ فإنه في أمورٍ كثيرة يضغط على نفسه، ناطقًا بكلمة واحدة (كرزت) وحتى هذه التي يدعوها كرازته، مع ذلك يجد طرقًا كثيرة في الأمور السابقة واللاحقة ليستخدم هذا التعبير السامي، إذ جاء إليها عن ضرورة[1111].

v    عندما نسمع هذه الأمور لنفضح ضعفاتنا، ولا ننطق بشيء عن أمورنا الحسنة... ليته بهذا لا يسقط أحد في اليأس عندما يخطئ، ولا يعتد أحد بنفسه وهو في الفضيلة، بل ليخف الأول بالأكثر والثاني فليتقدم في الفضيلة. فإنه لن يثبت أحد متكاسل في الفضيلة، ولا يبقى أحد مجتهد ضعيفًا في الهروب من الشر[1112].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    لم يعمل بولس لينال نعمة، وإنما نال النعمة لكي يجاهد[1113].

v    كيف إذن يمكن إتمام وصية اللَّه ولو بصعوبة بدون عونه، حيث أنه ما لم يبنِ الرب باطلاً يتعب البنّاء[1114].

القديس أغسطينوس

v    قد بلغ معلم الأمم درجة الرسولية بنعمة اللَّه إذ يقول: "بنعمة اللَّه أنا ما أنا"، وفي نفس الوقت يعلن أنه قد وافق النعمة الإلهية قائلاً: "ونعمتهُ المعطاة لي لم تكن باطلةً بل أنا تعبت أكثر من جميعهم" (1 كو10:15). فعندما يقول: "أنا تعبت" يظهر جهاد إرادته، وعندما يقول: "ولكن لا أنا بل نعمة اللَّه" يشير إلى قيمة الحماية الإلهية. وعندما يقول: "التي معي" يؤكد تعاون النعمة معه عندما لا يكون في كسلٍ أو إهمالٍ بل عاملاً ومجاهدًا[1115].

الأب شيريمون

 

والمجد لله دائما