هل المسيحية ضد الفلسفة رغم ان الفلسفه هي حب الحكمة ؟ كولوسي 2: 8

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول بولس في كولوسي 2: 8 انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة و بغرور باطل  

وهذا يعني ان المسيحية ضد الفلسفة, فاذا كانت الفلسفه هي طلب المعرفة اليس هذا ضد طلب المعرفة وان كلام بولس يخالف ان الله أعطانا عقل يبحث عن المعرفة ؟

 

الرد

 

الحقيقه من يركز في كلام معلمنا بولس الرسول بالكامل يفهم انه ليس ضد الفلسفه ولا حب المعرفة ولكنه يتكلم عن التعاليم الفاسدة 

لان الفلسفة هي حب الحكمة واقنوم الحكمة هو المسيح الكلمة اللوغوس وهو الحكمة الحقيقي ولكن من يبحث عن تعاليم فلسفية باطلة فهو لا يحب الحكمة الحقيقية ولكن يترك الفلسفة الحقيقية ويبحث ويحب الباطل  

ومعني كلمة فلسفه يوناني 

G5385

φιλοσοφία

philosophia

Thayer Definition:

1) love of wisdom

1a) used either of zeal for or skill in any art or science, any branch of knowledge. Used once in the NT of the theology, or rather theosophy, of certain Jewish Christian ascetics, which busied itself with refined and speculative enquiries into the nature and classes of angels, into the ritual of the Mosaic law and the regulations of Jewish tradition respecting practical life

Part of Speech: noun feminine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G5386

هي اتت من كلمة فيلوسوفوس وهي من مقطعين فيلو اي محب سوفوس اي حكمة وتعني لفظا محبة الحكمة . وتستخدم كوصف الي المهارة في فن او علم او نوع من انواع المعرفة وتعني في العهد الجديد معرفة الله بدل من حكمة الله ......

والحكمة هو المسيح وهذا اخبر به الكتاب المقدس كثيرا وشرحته تفصيلا في ملف المسيا في الفكر اليهودي 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 27

 

للهِ الْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِآمِينَ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 1: 17

 

وَمَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى، الإِلهُ الْحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ.

 

رسالة يهوذا 1: 25

 

الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.

فالحكيم هو الله واقنوم الحكمة الذي تكلم عنه سليمان في امثال 8 والجامعة وسفر نشيد الانشاد هو اقنوم اللوغوس وهو المسيح والحكمة هو عطية منه يهبها لمن يطلب ومن يبحث  

اما من يترك الله ويبحث عن الحكمة والفلسفه في اشياء باطلة وعبادة نجوم واوثان ويعتقد انه وصل لمستويات مرتفعه من الفلسفه فهذا يقود الي غرور باطل وضلال 

فمعلمنا بولس الرسول يقول 

رسالة بولس الرسول إلي أهل كولوسي 2

2: 8 انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة و بغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم و ليس حسب المسيح

معلمنا بولس الرسول يحذر من الفلسفه الباطلة وليست الحقيقية الفلسفة التي تقود الي الغرور وبالطبع الغرور ضد الايمان بالله والتواضع 

هنا معلمنا بولس الرسول يحذرهم في هذا العدد من نوعين محددين وليس الفلسفه بوجه عام  

الاول وهم الذين يطلقون علي انفسهم محبين الحكمة وهم اسمهم الغنوسيين والثاني هم المتهودين الذين يشير اليهم تقليد الناس 

واركز علي الغنوسية لان هي المقصودة بتعبير يسبيكم احد بفلسفة  

والغنوسية باختصار هى فلسفة عقلية أنتشرت في القرن الأول ولكنها أخذت اسمها (غنوسية) في القرن الثانى، وكلمة غنوسية مشتقة من كلمة يونانية هي نوسيس، ومنها KNOW الإنجليزية ومعناها علم أو معرفة. وهي تعتمد على أفكار الإتكال على الفكر البشرى دون الإيمان، وتطلب عبادة الملائكة. لذا جاء الحديث عن المسيح كرأس الكنيسة وواهب كل شىء لكنيسته وهو مصدر كمال الكنيسة.  

والغنوسية هي خليط من الفلسفة اليونانية والتصوف الشرقى (وهذا إبتدعته جماعة يهودية اسمها الأسينية، فهم دعوا للتقشف والزهد وعدم الزواج وإحتقار المال، وهؤلاء شككوا في القيامة).

والغنوسيون قالوا إن المادة شر والروح  خير، لذلك أثاروا سؤالاً.. كيف يخلق الله الكامل، الشر.. ؟ أو كيف يتصل بالمادة والشر الموجود في العالم ؟ وإذا لم يكن الله هوالخالق للشر، فهناك إله للخير وإله للشر. ولكن طالما أن هناك إلهاً واحداً، فلقد إبتدع الغنوسيون فكرة عجيبة هي أن الله يُظِهر نفسه بأن ينبثق منه نبتة إلهية أسموها "أيون". وهذه النبتة الإلهية تنشىء نبته أخرى من ذاتها "أى أيون أخر" ولكن في درجة أقل وهكذا كلما إبتعدت الأيونات عن الله يضعف الجوهر الإلهى فيها وينحطون في المرتبة بالتدريج، حتى تمكن الملاصقة أخيراً مع المادة وتتولد الخليقة. لذلك هم يقولون أن هناك أنساباً، عبارة عن سلم يبدأ بالكائن الأعظم وينزل خلال وسائط كثيرة (أى الأيونات) وهذه تنتهى بالسيد المسيح. وكأن المسيح هو الوسيط الأول للإنسان، وبهذا فهم ينكرون ألوهية السيد المسيح.

والغنوسيون يعتبرون أنه بالمعرفة العقلية، أي بالإعتماد على العقل البشرى فقط يستطيع الإنسان أن يتعرف على الله خلال تفكيره العقلانى المجرد. وبمعنى آخر يتجاهلون أو يقللون من شأن الإعلان الإلهى خلال كلمة الله ونعمة الله. والمسيح كوسيط أول للإنسان يدخل به خلال المعرفة إلى الأيون الأعظم من المسيح، وهذا الأيون الثانى يقدم له معرفة جديدة ليدخل به إلى من هو أعظم، وهكذا حتى نصل للكائن الأعظم (الله). ففي نظرهم أن الإنسان يصل إلى الله عن طريق العقل والمعرفة وليس عن طريق السيد المسيح، وبهذا فإن الخلاص يكون بالمعرفة وليس بالمسيح. فرد عليهم الرسول بأن الخلاص يكون بدم المسيح (كو1:20،14) وأظهر في (كو9:2) أن المسيح هو الله نفسه، إذ قال "إنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً". ونتيجة تجسد المسيح إذ أخذ جسداً بشرياً صرنا "مملوؤون فيه" (كو10:2). وإذا كنا نحن مملوئين فيه صار المسيح لنا مصدر كل معرفة، لذلك فالرسول يطلب لهم إزديادهم في المعرفة عن طريق المسيح رأس الكنيسة (كو9:1) ويضيف الرسول أن هناك وسيطاً واحداً هو المسيح بين الله والناس (1تى5:2). وفي إشارة لأن المعرفة والفهم مصدرهما الروح القدس يقول في (كو9:1) "أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة وفهم روحى" (أى أن الروح القدس هو مصدر هذه الحكمة والفهم الروحى). ومن (9:1 + 9:2،10) نفهم أن الروح القدس يملأنا من الحكمة والفهم الروحى نتيجة أننا متحدون بالمسيح، فالروح ينسكب أصلاً على المسيح، وبالتالى على من يتحد بالمسيح.

ولأنهم يعتقدون أن المسيح هو وسيط بين وسطاء كثيرين بين الله والناس دعوا إلى عبادة الملائكة كوسطاء ومُخلَّصين، وقالوا أنه من الإتضاع أن لا نعبد الله مباشرة، بل نعبد الملائكة (18:2). والرسول يرد في هذه الآية (18:2) ويقول في (كو10:1) أن المسيح هو رأس كل رياسة وسلطان. أما الملائكة الساقطون فهؤلاء هم الرؤساء والسلاطين الذين جردَّهم المسيح من قوتهم بصليبه (15:2).

وإعتقد الغنوسيون في علم التنجيم وأن الكواكب تسيطر على مصير البشر المحتوم، فهاجم هذا الفكر وأسماه أركان العالم (8:2)

عموماً فالرسول ينبه أهل كولوسى لأن ما سمعوه من أبفراس هو كلمة حق الإنجيل 5:1 وأن كل ما يسمعوه من المتهودين أو الغنوسيين ليس بحق (4:2).

ولأن المعرفة في نظر الغنوسيين هي الوسيلة الوحيدة للتعرف على الله، فلقد وضعوا نظريات حتى تزداد المعرفة، وهذه النظريات تتلخص في التحرر من المادة بكونها شراً، وذلك بالممارسات النسكية. وإعتبار بعض الأطعمة نجاسة، بل اعتبار العلاقات الزوجية نجاسة. والعجيب أنهم بينما منعوا الزواج، أباحوا الخلاعة الجسدية (الزنا) لأن الجسد في نظرهم شر، فالخلاعة الجسدية لن تؤثر على الإنسان فهي تحصيل حاصل لهذا الجسد الشرير. أي أن الزنا لن يزيده شراً على ما هو عليه من شر أصلاً! فسلك بعضهم في الدنس والنجاسة بغير ضابط، ورد الرسول بأنه يجب خلع الإنسان العتيق (9:3) والموت عن الشهوات (5:3) ولبس الإنسان الجديد (10:3). وأضاف بولس الرسول في (عب 4:13) "ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله". ولاحظ إلى ماذا قادهم عقلهم وغرورهم وكبريائهم ومعرفتهم، إذهم إنفصلوا عن المسيح المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (3:2).

ولأنهم اعتبروا أن الجسد نجاسة قالوا إن جسد المسيح خيالى، وأنه عندما كان يمشى على الأرض كان لا يترك أثراً لقدميه، وأنه قام بالروح وليس بالجسد، فلا يقوم في الملكوت عنصر ظلمة وأنه عبر في بطن العذراء كما في قناة ولم يأخذ منها شيئاً. وبنفس المنطق يقولون أن من يبلغ الكمال هو من يعادى الجسد. لذلك يركز بولس الرسول على ان المسيح كان إنساناً، ويؤكد حقيقة ناسوته في (كو 22،20:1) "دم صليبه"، "جسم بشريته"، "بالموت". فإن كان جسده مجرد خيال فكيف يموت ويسفك دمه.

وهم أنكروا أن المسيح هو الله والمخلص، لذلك يؤكد الرسول على ألوهية المسيح وموته الكفارى على الصليب من أجل خطايانا. فالمسيح هو الله المتجسد، وهو الطريق الوحيد للغفران والسلام مع الله، فهو كل شىء لنا، وهو كل ما نحن في حاجة إليه. لذلك يلزمنا أن نوثق صلتنا بالمسيح ونُتوَّجه رباً على حياتنا. وهو ليس مجرد وسيط بين وسطاء كثيرين (أيونات وملائكة) بل هو كل شىء:-

المسيح عمله كامل وخلاصه كامل فهو صورة الآب غير المنظور (15:1). وبه وله تحققت الخلقة (16:1). وخلاصه كامل (28:1). وهو كل شىء لنا (10:2). وهو حياتنا نموت معهُ (20:2) ونقوم معهُ (1:3). وهو كنز الحكمة والعلم (3:2).

ينقلنا من سلطان الظلمة للنور (13:1). وهو ابن محبة الآب (13:1). إذاً بإتحادنا به ننعم بالتبنى ونحسب محبوبين. ولاحظ أن ملكوت الإبن هو النور.

هو الفادى (14:1). القادر وحده على غفران الخطايا.

هو الخالق وهو غاية الخليقة وحافظ الخليقة (1: 16، 17).

حيث أنه صورة الآب غير المنظور، فهو يخبرنا عن الآب فنعرف الآب. "من رآنى فقد رأى الآب" (يو 9:14) وهو يرد لنا الصورة التي أفسدها آدم الأول.

فيه يحل كل ملء اللاهوت (19:1 + 9:2) ويهبنا حياة الملء (10:2).

هو المُصالح، صالحنا مع الآب بدم صليبه ووحَّد السماء مع الأرض (20:1).

غالب إبليس وكل قواته بالصليب (2: 15،14) فيهبنا روح الغلبة.

هو جالس عن يمين الله فسيرفعنا إلى سمواته (1:3)، فحيث يكون هو نكون نحن أيضاً (يو 3:14) وهو الممجَّد (4:3) فسنظهر معه في المجد.

أراد الرسول بهذا أن يُظهر أن المسيح هو رأس الكنيسة وشفيعها الوحيد الكفارى، وأن أي تعليم ينقص من شفاعة المسيح الكفارية، وكونه رب الخليقة ورأس الكنيسة يعتبر ضد الإيمان ومحاولة لفصل الجسد عن رأسه الذى في السماء ومصدر كل بركاته. وأراد الرسول أن يظهر أن الغنوسية والتهود هما مبادىء فاسدة تفصل بين المسيح وكنيسته. فبالمسيح نصل لله دون أيونات أو أي خليقة أخرى أو ممارسات ناموسية أو غنوسية أو تواضع أو عبادة ملائكة.

وهم قالوا أن إله العهد القديم إله قاسٍ فأرسل الله إله العهد الجديد يسوع المسيح ليخلص العالم من هذا الإله فدخلوا في ثنائيه بين إله العهد القديم وإله العهد الجديد. وهذا مادفع بولس لتأكيد وحدة العمل بين الآب والإبن (12:2) + (1:3) + (3:3) + (1:1) + (1: 2، 13، 15). وفي (كو 3:1) نرى محبة الآب للإبن.

والغنوسيون قسموا المؤمنين إلى طبقات:-

جماعة العارفين أو الكاملين  GNOSTICS وهم أصحاب الحكمة والمعرفة وقالوا أن هؤلاء لهم الخلاص.

البسطاء وهؤلاء يكتفون بالتسليم الأعمى.

لذلك يكرر الرسول كلمة "كل أو جميع" ليعلن أن الخلاص للجميع، لكل من يؤمن بالمسيح وليس بالمعرفة، أو ليس للكاملين فقط كما يقول الغنوسيون ولا لليهود فقط كما يقول اليهود، فالمسيح مخلص الجميع (كو 28:1). 

فالفلسفه الحقيقية وحب الحكمة الحقيقية يقودنا الي 

2: 9 فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا

 كلمة اللاهوت تعنى الكيان الإلهى والجوهر الإلهى. ففي التجسد لم يتحد جزء من اللاهوت مع جسد المسيح بل كل اللاهوت. اللاهوت بالكامل إتحد بالجسد. فالمسيح هو الله حتى لو إتخذ شكل إنسان. وكلمة يحل جاءت بمعنى الإستمرار أي أن الألوهية ساكنة فيه على الدوام، كل الطبيعة الإلهية في كمالها.

وهذه الآية تشير أيضاً لأن المسيح لم يترك جسده بعد أن أنهى عمله الفدائى بل لقد كان إتحاد اللاهوت بالجسد (الناسوت) بلا أختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولم ينفصلا قط لحظة واحدة ولا طرفة عين. وفي هذه الآية نرى رداً على الغنوسيين فالمسيح هو الله نفسه وليس أيوناً وَسَطاً. وكان اتحاد اللاهوت بالناسوت بركة لنا. فنحن بالمعمودية والتناول نتحد بجسده، فنمتلئ من كل بركة نحتاج اليها.

 

2: 10 و انتم مملوؤون فيه الذي هو راس كل رياسة و سلطان 

فالمسيح ليس ايون ولكنه هو راس كل رياسة وسلطان 

 

ونلاحظ أن الرسول لم يرفض المعرفة بل أوضح أنها هبة إلهية في نفس الرسالة 

رسالة بولس الرسول الي كولوسي 

1: 6 الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا و هو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم و عرفتم نعمة الله بالحقيقة 

 

1: 9 من اجل ذلك نحن ايضا منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين و طالبين لاجلكم ان تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة و فهم روحي 

 

1: 26 السر المكتوم منذ الدهور و منذ الاجيال لكنه الان قد اظهر لقديسيه 

1: 27 الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد 

 

2: 2 لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة لكل غنى يقين الفهم لمعرفة سر الله الاب و المسيح 

2: 3 المذخر فيه جميع كنوز الحكمة و العلم 

2: 4 و انما اقول هذا لئلا يخدعكم احد بكلام ملق 

ففهنما انه لا يتكلم عن الفلسفه وحب الحكمة الصالحة ولكنه يتكلم عن الفلسفة الباطلة والغنوسية التي تبعد الانسان عن الله الحقيقي بفكرهم الخطأ 

فهو درس الفلسفه وتكلم مع اليونان حسب كلام فلاسفتهم ويقدر ان يوضح من فلسفتهم ان المسيح هو الاله الحقيقي  

سفر اعمال الرسل 17

17: 23 لانني بينما كنت اجتاز و انظر الى معبوداتكم وجدت ايضا مذبحا مكتوبا عليه لاله مجهول فالذي تتقونه و انتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به 

17: 24 الاله الذي خلق العالم و كل ما فيه هذا اذ هو رب السماء و الارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي 

17: 25 و لا يخدم بايادي الناس كانه محتاج الى شيء اذ هو يعطي الجميع حياة و نفسا و كل شيء 

17: 26 و صنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض و حتم بالاوقات المعينة و بحدود مسكنهم 

17: 27 لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا 

17: 28 لاننا به نحيا و نتحرك و نوجد كما قال بعض شعرائكم ايضا لاننا ايضا ذريته 

17: 29 فاذ نحن ذرية الله لا ينبغي ان نظن ان اللاهوت شبيه بذهب او فضة او حجر نقش صناعة و اختراع انسان 

17: 30 فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل 

 

فما يقصده معلمنا بولس الرسول هنا ان نختار اللائق بمعني عندما اريد ان اتعلم علم معين مثل الاحياء المائية مثلا يجب ان اذهب الي اساتذته الحقيقيين الذي درسوه ومارسوه وكتبوا فيه ابحاث ولا اذهب الي من يدعي معرفة هذا العلم وهو كاذب لانه سيقودني الي معرفة خطأ عن هذا العلم 

وايضا المريض يذهب الي طبيب متخصص درس ومارس وتخصص في الطب ولا اذهب الي من يكذب ويدعي انه طبيب فهذا لن يشفي بل قد يقود المريض الي الهلاك 

فهو لايرفص الفلسفه الصحيحة ولن يرفض النوع الخطأ منها الذي لا يعرف شيئ عن الله ويدعي ان الله اخرج ايونات واشياء خرافية كثيره لايوجد اي حقيقه لها ويذهب ليخدع كنائس المسيح بهذا الكلام الباطل  

 

والمعني الروحي

 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

 

v    تأملوا كيف يُظهره لصًا وشخصًا غريبًا يتسلل خلسة؟... لأن لفظة "فلسفة" لها مظهر الكرامة، فيضيف "وغرور (خداع) باطل" إذ يوجد أيضًا خداع حسن، قد انخدع به كثيرون، وهو ما لا يمكن للمرء أن يطلق عليه وصف "خداع" أبدًا إذ يقول إرميا النبي: "قد أقنعتني (حرفيا غررت بي) "يا رب فاقتنعت (حرفيا فانخدعت)" (إر7:20) ومثل هذا لا يمكن لنا أن نسميه خداعًا على الإطلاق، لأن يعقوب أيضًا خدع أباه، لكن لم يكن ذلك خداعًا، بل كان تدبيرًا.

ويقول القديس بولس: "بالفلسفة وخداع باطل بحسب تقليد الناس، بحسب مبادئ العالم، وليس بحسب المسيح"، وها هو يوبخهم لحفظهم أيامًا بعينها، إذ يقصد بأركان العالم أو عناصره أو مبادئه: الشمس والقمر. كما يقول أيضًا في الرسالة إلى أهل غلاطية فكيف ترحبون أيضًا بالأركان الضعيفة الفقيرة؟ (راجع غل 9:4) وهو لم يقل: حفظ أيام، بل حفظ أمور العالم الحاضر عمومًا ليكشف عن تفاهته. لأنه إن كان العالم الحاضر لا شيء فكم بالحري عناصره (من أيام وشهور وسنين)، وإذ يكشف أولاً من مدى ما نالوه من منافع عظيمة وحنوٍ، يبدأ بعدها في توجيه اتهامه ليظهر مدى خطورته وليقتنع سامعيه[129].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    إنه بعد ذلك يدمغ الفلسفة ويدينها، ليس بصفة شاملة بل يدين الفلسفة الأبيقوريّة التي يذكرها بولس الرسول في سفر أعمال الرسل (17: 18)، تلك التي تجحد اللََّه القدير وتؤلّه اللذّة[130].

القديس إكليمنضس السكندري

v    هذا الإنسان إنسان عالمي ينتبه لتعاليم الناس، ضحية الفلسفة، لأنه لا يتصرف في المسيح بملء اللاهوت[131].

القديس هيلاري أسقف بواتييه

v    لئلا تضل النفس وتقع في خداع الفلسفة الوثنية، فإنها تقبل الدرس الأفضل الذي للولاء الأكمل للإيمان المقدس الذي علَّم به الرسول في كلمات موصى بها[132]

القديس هيلاري أسقف بواتييه

v    احذروا لئلا يفسدكم أحد عن الإيمان بالمسيح بفلسفة وخداع باطل الذي يهمل تدبير العناية الإلهية "بحسب تقليد الناس". لأن الفلسفة التي هي بحسب التقليد الإلهي إنما تطابق وتتبع تدبير العناية الإلهية، والذي إذ أُهملِ ظهور المخلص بتدبير خلاصه في الزمن كنا منقادين بحسب "أركان العالم وليس بحسب المسيح"[133].

v    لأن القديس بولس أيضًا، في رسائله لا يهاجم الفلسفة، بل يراها تنزل بمستوى الإنسان ليبلغ المعرفة الخاصة بالعالم. لا يليق به أن ينحدر إلى الفلسفة الهيلينية والتي يسمَّيها بشكل رمزي قائلاً إنها أركان العالم الحاضر، إذ هي ناقصة لم تكتمل بعد، وهي مجرد مبادئ تمهيدية للحق[134]

v    هل يقول أحدكم إن الفلسفة التي اكتشفها أهل اليونان قد جاءت نتيجة الفهم البشري، إلا أني أجد الكتاب المقدس يقول إن الفهم هو من الله ذاته. فالمرنم يعتبر الفهم أعظم هبة مجانية ويحث المؤمنين قائلاً، بأن داود بالرغم من فيض تجاربه، ومعرفته، يكتب: "علمني الرقة والحكمة والمعرفة، لأنني آمنت بوصاياك"[135]

v    بقول الرسول: "بحسب أركان العالم وليس بحسب المسيح" يؤكد أن التعليم الهيليني (اليوناني) تعليم أوليَّ، أما تعليم المسيح فكامل[136]

القديس إكليمنضس السكندري

 

والمجد لله دائما