شرح من فمك ادينك ايها العبد الشرير والرد علي سوء استخدامها ز لوقا 19: 22

 

Holy_bible_1

 

نري الكثيرون من المسلمين بدون فهم يستشهدون بمقطع من انجيل لوقا 19: 22 " من فمك ادينك ايها العبد الشرير " في نقاشاتهم وكما لو كانهم يصفونا باننا عبيد اشرار . فهل يحق لهم استخدام هذا التعبير ؟ هذا ما سندرسه في هذا الملف. 

وساتكلم بمعونة الرب باختصار عن 

معني تاريخي 

سياق الكلام 

كيف يطبق هذا العدد 

 

المعني التاريخي 

الرب يسوع المسيح يضرب مثل من البيئة التي هي من الفين سنة مضت كان فيها نظام الحياة مختلف تماما فكان السيد يتحكم في عبيده بدرجة قاسية وكان القانون ينظر إلى الرقيق كأنه لا شيء، فهو ليس له أسرة، ولا شخصية، ولا يملك شيءًا. والعبد وما ملكت يداه لسيده. ويتبع الرقيق أمه حين الوضع، فإذا كانت حرّة كان حرًّا، وإذا كانت رقيقة كان رقيقًا. وكان لمالك الرقيق الحرية المطلقة في التصرف مع عبده كما يتصرف في الحيوانات التي يملكها فإذا أخطأ العبد عاقبه سيده كيفما شاء، أو بأية وسيلة شيطانية تخطر له على بال فكان يقيده بالسلاسل ويكلفه مثلاً بحرث الأرض وهو مكبل بالحديد، أو يجلده بالسياط حتى الموت، أو يعلقه من يديه في مكان مرتفع عن الأرض بينما يربط أثقالاً برجليه حتى تتفسخ أعضاء جسمه أو يحكم عليه بمصارعة وحوش كاسرة كالأسود والنمور تم حبسها وتجويعها أيامًا طوال كى تكون أشد افتراسًا وفتكًا بالعبيد البائسين الذين قُدّر عليهم أن يلقوا حتفهم بهذا الأسلوب الذي يقشعر له بدن الشيطان

ولم تكن هناك أية عقوبة في القانون الرومانى تُطبق على السيد الذي يقتل عبده أبدًا، فالقانون الرومانى كان ينص على أن العبد هو أداة ناطقة وكانوا يعتبرون الرقيق مجرد "أشياء" وليسوا بشرًا ذوى أرواح وأنفس وكان منظرًا عاديًا لديهم أن يشاهدوا جثثًا مصلوبة على جذوع الأشجار لعبيد شاء سادتهم المجرمون شنقهم، أو تعليقهم هكذا بلا طعام ولا شراب حتى الموت، أو حرقهم أحياء، أو إجبارهم على العمل الشاق وأرجلهم مقيدة بالسلاسل عراة تحت أشعة الشمس الحارقة

 وما نستفاد منه في هذا العدد ان العبد ليس له بالطبع ان يقول له من فمك ادينك بل لا يحق له ان فقط يرفع عينه في سيده ولكن السيد هو الذي له الحق ان يدين عبده ويقول له من فمك ادينك. فهذا الامر يجب ان نبقيه في الخلفية اثناء فهم سياق الكلام 

 

سياق الكلام 

انجيل لوقا 19

شرحت سابقا في ملف

الرد علي الارهاب في المسيحية

معني المثل ولكن هنا اركز علي معني الطبقات والمراتب 

19: 12 فقال انسان شريف الجنس ذهب الى كورة بعيدة لياخذ لنفسه ملكا و يرجع

الانسان شريف الجنس هو يشير الي سيد في بيته وملك علي منطقته وعنده عبيد كثيرين 

فالقصه تدور حول ملك  

19: 13 فدعا عشرة عبيد له و اعطاهم عشرة امناء و قال لهم تاجروا حتى اتي

وبالفكر البيئي ما يتاجر به العبيد وما يربحوه هو من ملك للسيد  

19: 14 و اما اهل مدينته فكانوا يبغضونه فارسلوا وراءه سفارة قائلين لا نريد ان هذا يملك علينا 

رغم انه سيد ولكن اهل مدينته الاحرار فهم يتجرؤون علي ان يعترضوا علي ان يحكم عليهم لانهم احرار رغم انه لو ملك فسيكون له سلطان ان يحاكمهم. 

19: 15 و لما رجع بعدما اخذ الملك امر ان يدعى اليه اولئك العبيد الذين اعطاهم الفضة ليعرف بما تاجر كل واحد

وكما قلت سابقا هو من حقه ان يحاسب هؤلاء لانه اولا عبيده وثانيا هم يتاجرون بامواله  

19: 16 فجاء الاول قائلا يا سيد مناك ربح عشرة امناء 

19: 17 فقال له نعما ايها العبد الصالح لانك كنت امينا في القليل فليكن لك سلطان على عشر مدن 

19: 18 ثم جاء الثاني قائلا يا سيد مناك عمل خمسة امناء 

19: 19 فقال لهذا ايضا و كن انت على خمس مدن 

19: 20 ثم جاء اخر قائلا يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعا في منديل 

19: 21 لاني كنت اخاف منك اذ انت انسان صارم تاخذ ما لم تضع و تحصد ما لم تزرع

هنا العبد تجراء علي سيده بالقول لانه رائ ان اهل المدينه تمردوا عليه فهذا العبد هو مستوجب المحاكمة 

فهو وصف سيده بانه صارم اي قاسي ولا يحق للعبد ان يقول ذلك . وايضا اتهم سيده بانه طماع. 

19: 22 فقال له من فمك ادينك ايها العبد الشرير عرفت اني انسان صارم اخذ ما لم اضع و احصد ما لم ازرع

هنا المتكلم هو السيد وهو ايضا ملك 

ومن حقه كملك ان يحاكم العبد 

وايضا من حقه كسيد ان يحاكم عبده 

وايضا من حقه كصاحب الاموال ان يحاكم عبده الذي لم يقدم اي ربح. ( فحتي شركات القروض لن تقبل ان يرجع انسان قرض اخذه بدون ان يسدد الفائدة وممكن تقاضيه ويحبس ) 

وهنا في هذه المحاكمة التي بالفكر البيئي هي محاكمة شرعية من حق الملك ان يحكم علي العبد من الاعتراف الذي خرج من فم العبد. فهنا الملك من الممكن ان يحكم علي العبد مباشره بدون ان يبدي اسباب ولكن هنا الملك يبدي الاسباب فيقول له 

لو كان سيدك ظالمًا فعلًا لكنت تخاف منه وتتاجر وتربح له حتي لو بدافع الخوف. فالعبد بالفعل حكم علي نفسه بان سيده صارم فسيتعامل معه بالصرامه التي وصفه بها. 

19: 23 فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت متى جئت استوفيها مع ربا

 ومائدة الصيارفة هي أقل الأعمال مجهودًا، ولكنها تربح.

فهو حتي في هذه النقطة مقصر 

19: 24 ثم قال للحاضرين خذوا منه المنا و اعطوه للذي عنده العشرة الامناء

ونلاحظ ان السيد فقط حرمه من الوزنه ولكنه لم يعاقبه باكثر من ذلك فالملك لم يكن صارم وطماع بل تصرف كهذا في زمانه يعتبر رحمة 

ففهمنا قائل هذا الامر هو ملك وسيد في محكمة لعبده الذي اخطأ في عدة امور فهو سمع منه في المحكمة وحكم عليه حسب قوله 

اي الحكم صدر 

من ملك لخام ولا يليق العكس

من سيد لعبد وايضا لا يليق العكس

ومن قاضي لمذنب وايضا لا يليق العبد 

ومن ديان لمديون وايضا لا يليق العكس 

اذا هذا العدد في سياقه لا يصلح ان يطبق بطريقه غبية بل كما استخدم بمعني 

 

ثالثا كيف يطبق العدد 

اذا من يستخدم هذا العدد هو من في مرتبه يحق له ان يحاكم من هو امامه لو له سلطة شرعية 

بمعني يستطيع قاضي ان يستخدم هذا العدد لو يحاكم مذنب اعترف بجريمته فيقول له من فمك ادينك ايها المذنب والعكس غير صحيح  

او مدرس يستطيع ان يستخدم هذا التعبير عندما يعاقب تلميذ اعترف بانه اخطأ فيقول له من فمك ادينك والعكس غير صحيح  

او اب يعاقب ابنه الذي اخطأ والعكس غير صحيح  

او ملك يعاقب جاسوس والعكس غير صحيح 

او حتي من هو مسؤل او في مكان يحق له لمن هو غير مسؤل ولا حق له 

وبالطبع الرب الديان علي كل البشر والعكس ايضا لايجوز

 

ولكن مسلم لا يفهم روح الانجيل ولا يسكن في قلبه روح الله القدوس لايستطيع ان يقول هذا العدد ضد ابناء الله اثناء النقاش معهم في امر مسيحي بل هو باستخدامه لهذا العدد يؤكد ويكشف جهله و انه لا يفهم الانجيل ولا يعرف عن ما يتكلم عنه 

 

امر اخر مهم 

ما هو مرتبة المسلم بالنسبه لالهه ؟ 

هو يقول انه عبد الله واعتقد انه لايوجد مسلم يختلف معي في هذا وهذا بنصوص قرانية فهو عبد  

ما هو مرتبة المسيحي ؟ 

اعتقد ايضا لن يختلف معي مسيحي في هذا ان مرتبت المسيحي هو ابن الله

إنجيل لوقا 20: 36

 

إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 14

 

لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 26

 

وَيَكُونُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فِيهِ: لَسْتُمْ شَعْبِي، أَنَّهُ هُنَاكَ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ الْحَيِّ».

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 26

 

لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ.

 

والله هو الملك وهو الديان وهو القاضي وهو المعلم وهو السيد 

اي ان المسيحي هو ابن الله وابن الملك وابن السيد وابن المعلم وابن القاضي وابن الديان. فهو يحق له ان يدين العبيد لو اخطأ فيما لابيه  

إنجيل لوقا 22: 30

 

لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ».

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 2

 

أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ، أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ الصُّغْرَى؟

ولكن المهم هو فيما يتعلق بالحق الكتابي ولا ندين دينونات خاصه او عامه لكي لا ندان 

اذا لايحق لمسلم باي حال من الاحوال عندما يكلم ابن الملك ان يستشهد بهذا العدد ولكن من حق ابن الملك المسيحي ان يقول هذا العدد للعبد المسلم ( من فملك ادينك ايها العبد الشرير ) ان اخطأ في الحق الكتابي ولكن نحن نترك هذا الحق لابينا وفقط نقف وننظر خلاص الرب وايضا دينونته للاشرار الذين يخطؤون في الحق الكتابي

 

والمجد لله دائما