الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى الرب هو الله

1مل 18

الرب هو الله

1ملوك 18

Holy_bible_1

 

حينما اقف امام هذا العدد واتخيل رهبة الموقف لااتمالك مشاعري وكاني اري بالفعل النار نازله من السماء واتمني ان اقف بجوار ايليا واقول معه ومع الشعب بصوت عظيم تهتز له الارض 

الرب هو الله الرب هو الله

( يهوه هو هو ايلوهيم يهوه هو هو ايلوهيم )

الموقف كما يخبرنا به الكتاب ايليا رجل الله الناري لوحده وسط كل الجموع . 

في المشهد هو لوحده. ولكن من يري بالروح يعرف انه ليس وحده لان معه العلي  

في الظاهر هو الاضعف فهو رجل وحيد ولكن في الحقيقه هو الاقوي  

ما اجمل ان نكون في هذا العالم حتي ولو كنا في الظاهر لوحدنا ولكن بالروح نحن في صحبة العلي

 

اعتبر اخاب وشعب اسرائيل ان ايليا مكدرهم 

17 وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟»

وهو في الحقيقه منقذهم من هلاك ابدي. فالذي يكدر الانسان هو تركه لله الحقيقي ويختار اله كاذب

 

جائما نتحاشى ان نواجه الاعداء وبخاصه لو نحن فرادي وهم مجموعات ضخمه والاقوي ولكن كم انت قوي يارجل الله الناري فبكل شجاعه اعطيتها من الرب تقول للملك انك تريد ان تقف امام انبياء البعل فانت بنفسك الذي تطلب ان تقف امام اعداءك 

والعجيب انك تطلب لا ان تقف امام واحد منهم لكي تغلبه ولا اثنين ولا ثلاثه بل وصلت شجاعتك ان تطلب من الملك ان يجمع لك كل انبياء البعل اربع مئة وخمسين اكرر الرقم لم لم يستوعبه انت تطلب ان تقف لوحد امام اربع مئة وخمسين نبي للبعل . ماذا تتخيل انك تقدر ان تفعل امام هؤلاء ؟ فلو نطق كل منهم بكلمه لمنعوك من الكلام ولو رماك كل منهم بحصاه لدفنوك وانت حي 

ولا تكتفي بهذا بل تطلب ايضا ان يجتمع اليك كل انبياء السواري ايضا الاربع مئة 

افتطلب ان تقف امام ثمان مئة وخمسين نبي ؟ ما نوع الايمان الذي في داخلك ؟ 

بل تطلب ايضا ان يجتمع كل اسرائيل والذي تعرف مقدار كرههم اليك فهو لم يحصلوا علي مطر مدة ثلاث سنين ونصف بسببك فكم تتخيل مقدار كرههم لك ؟ 

هذا الشعب الغفير ماذا تتوقع عندما يقع نظرهم عليك ؟ لو كن مكان لارتعبت من مجرد الفكره فقط ان اقف لوحدي امام شعب كامل يكرهني ويتمني هلاكي لمدة ثلاث سنين ونصف 

ولا اقول يكرهك بسبب موقف ولا كلمه بل يكرهك لانهم تعذبوا بالعطش والجوع ثلاث سنين ونصف بسببك فبالفعل ان لهم مكدر اسرائيل 

بل وتقف امام الملك وتملي شروطك بعد هذا علي الملك ؟ 

ما اعجبك يا الهي عندما تعطي قوه لرجل من رجالك. قوة ايمان عجيب منك . وما هو الانسان لكي تملاؤه بهذا القدر ؟

وانت يا ايليا عندما رايت هذا الشعب وتقدمت ماذا كان يدور في عقلك ؟ الم تتخيل انهم مستعدين ان يلتهموك حيا ؟

وانت تقف وتعرف انهم لا يريدوا ان يسمعوا كلمه منك ثم تكلمهم عن الله وتقول لهم ان كان الرب هو الله فاعبدوه ؟ هل تتوقع في هذا الموقف ان يسمعوا لك حرف واحد ؟

وانتم ياشعب اسرائيل ويا انبياء البعل والسواري ماذا رايتم في وجه ايليا وماذا شعرتم في صوته حتي لا تنقضوا عليه من اللحظه الاولي وتفنوه ؟

هل بالفعل كانت نعمة الله قويه علي وجهه لدرجة ان كلكم , كل هذا الشعب باشر من فيكم لاترموه  بحربه او حتي بحجر ؟ ما هو تاسير كلامه كان عليكم ؟

كيف يقول العدد انكم لم تجيبوه بكلمة ؟ بعد ان اجاعكم وعطشكم ثلاث سنين ونصف واتعب ابناؤكم واحباؤكم ها هو امامكم وفرصة الانتقام اتيحت لكم وبدل من ان تنتقموا منه اشر انتقام لا يجيبه احدكم بكلمة ؟ ماذا حدث ؟ اين الشيطان الذي يغويكم ؟ اين الشر الذي في قلوبكم ؟ كل هذا خاف من وجه ايليا وصوته ؟ 

ما اعظم صوتك وما اجمل وجهك يا ايليا لان نعمة الهي تملؤه ؟ نجاهد لكي نتكلم بكلام معسول وانت تنتهر ولا يجرؤ احد ان يرد عليك بكلمة  

بالحقيقه يا الهي انت محب جدا وتعطي بسخاء تجعل وجه احد رجالك يخيف شعب ويرهبهم ؟ ليس بالرعب ولا علامات الشر بل بالنعمه التي لا استطيع ان اصفها 

تجعل الكلام الخارج من فمه اقوي من اي تروس وحصون وجيوش تخرس كل هؤلاء 

واتعجب اذ اجد ايليا يذكر الشعب انه لوحده ؟ ماذا تقول ؟ اتقول لهم انا بقيت نبيا للرب وحدي ؟ الا تخاف ان يفوقوا ويدركوا انك بالفعل لوحدك ؟

وانتم يا شعب اسرائيل الم تدركوا الموقف حتي الان ؟ هو يقول لكم انه لوحده اي لايوجد جيش يسنده امامكم فماذا تنتظرون ؟ 

وافاجأ ان ايليا يطلب منهم ثورين 

بعد ان جوعتهم ثلاث سنين افتتجراء وتطلب منهم ان يعطوك ثورين ؟ من هذا الذي يعطيك ثورين بعد القحط والمجاعة ؟ وكيف استجابوا لك ؟ 

كيف اعطيتوا يا شعب اسرائيل ثورين لعدوكم مكدركم ايليا ؟ ما قدر تاثير روح الله الذي فيه عليكم ؟ وما تاثير اوامره عليكم وباي سلطان تستجيبون له ؟ 

ويا لروعة وقوة روحك القدوس يا الهي حقيقي اقف امام كل لحظه من هذا المشهد مزهول فالمتكلم هو ليس جسد ايليا الضعيف ولكن روح الله القوي الذي في ايليا ؟ واعود وافتكر ان نفس الروح القوي هذا في داخلي ولا ازال بضعفي اخاف من مضايقات العالم والمجهول رغم ان امامي ايليا لا يخاف .

ثم اري ايليا يضع الشروط ويقول لهم 

23 فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ يَضَعُوا نَارًا. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لاَ أَضَعُ نَارًا.
24 ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللهُ». 
 

من ذا الذي اكد لك ان نار ستنزل من السماء ؟ الم تخاف تشك لحظه او تفكر في احتمالية عدم نزول نار ؟ الا يوجد ذرة شك في ايمانك ؟ الا تعلم انه مع احتمالية عدم نزول نار انهم سيهلكونك ويقطعونك ويخلطون دمك بدماء الثور ؟ الم تخاف لحظه او تتردد ؟ ولكن الهي الحبيب انت الذي منعت عدو الخير من ان يقترب منه ويلقي الشك في قلبه لانه وثق بك فانت خلف كل هذا بعملك العظيم 

والحقيقه اتعجب جدا عندما اري الشعب يجيب ايليا ويقول الكلام حسن . اي كلام حسن بالنسبه لكم يا شعب اسرائيل ؟ مكدركم وسبب جوعكم وعطشكم وشقاؤكم يامركم بتقديم ثورين ويدعي انه سينزل نار من السماء وتقولون له الكلام حسن ؟ اليس من حقكم ترفضوا ؟ ابهذا القدر تخافون من نعمة الله التي في ايليا ؟ 

ولكن عمل الله يستمر وخطته لا يعترضها احد 

ويقول ايليا بجراءه 

25 فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ: «اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْرًا وَاحِدًا وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَضَعُوا نَارًا».

 وايضا في موقف كهذا الا تخشي انهم قد يخدعوك ؟ الم تضع في حسابك انهم ممكن بسحر يشعلوا نار عن طريق خدعه ؟ او الشيطان ياخذ شكل نار نازل من السماء ؟ الهذه الدرجه تثق في عمل الاه وبايمانك واثق ان الرب قادر ان يبطل كل قوات العدو ؟ عظيم هو ايمانك يا رجل الله .

واعود وانظر الي موقف انبياء البعل وكالعاده اتعجب لماذا وافقتم ؟

الا تعلمون ان الهتكم لم تنزل لكم نار من السماء سابقا ؟ من ذا الذي جعلكم تعتقدون انكم تقدرون ان تفعلوا هذا ؟ ثم كيف اقنعكم ان تبدؤا ؟ اليس من الدهاء ان يبدأ هو فتكون عندكم فرصه لو فشك ان تتجنبوا الاحراج ؟ او لو نجح تستطيعوا ان تجدوا الوقت الكافي لاعداد خدعه ؟ ما قوة سلطانه عليكم ؟ اكل هذا بسبب خداع الهتكم اظننتم لان الهكم البعل هو اله الشمس انه بالفعل سيستجيب لكم بنار من عنده ؟ اعلم السبب وهو قوة نعمة الله في كلامه التي قيدت كل قوة شريرة في فكركم وبددت مشورتكم 

بل اراكم تكملوا وهو يسخر بكم وانتم تتقطعون بالسيوف ويسيل دمكم وهو يسخر ؟ لماذا لم تهجموا عليه حتي بسبب سخريته علي الهتكم ؟ ايها المستعدين ان يسيل دمكم لاجل الهتكم كيف صبرتم عليه وهو يقول عن الهكم «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!» 

وانت يا ايليا رجل الله الم تخف ان ينتقموا منك وانت تسيئ الي الهتهم بعد كل هذا ؟ اكرر انهم ثمان مئة وخمسين وانت واقف وحدك . 

واحزن علي نفسي لاني اجد ضعفي احيانا اراعي مشاعر الذين من الدين الاخر ولا اقول لهم بقوه اين هو الهكم ؟ كم انت عظيم بسبب نعمة الله التي فيك وكم نحن ضعفاء .

واقتربت اللحظات الحاسمة 

والشمس تعدت منتصف السماء لانه جاز الظهر وجاء الدور عليك يا ايليا واشعر انك بكل ثقه وايمان ترمم المذبح المنهدم. تضع حجر علي حجر وتثبتهم معا بثقتك واشعر بانك ترمم بعمل الله من خلالك كل ركبه مخلعه وكل هيكل قلبي بدأ يتهدم. ثم تجمع اثني عشر حجر وانت تصلي لاجل كل سبط من الاثني عشر لكي يرجعوا الي الرب. بدل من يحمل رئيس الكهنة اثني عشر حجر كريم علي صدرته ولكن الحجاره الكريمه فسدت وهم اسباط اسرائيل فها انت تحمل حجاره عاديه وبكل ثقه ستملئها بعمل الله وتثق ان الرب سيحولها الي ما هو افضل من حجاره كريمه.

بل وتقول كلمة تكشف عما يدور في ذهنك «إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ» اي يجاهد مع الله يكون اسمك. اكل هذا ثقه وايمان في عمله معك . انت لا تفعل هذا عن اضطرار ولا عن واجب تشعر به بل هذه الكلمه تشعرني انك تستمتع بالحقيقه بالعمل مع الله والجهاد معه فمن هو احلي منه لكي تكون معه رفيق جهاد . بالحقيقه انت قوي الايمان وبالحقيقه انت ياالهي متواضع لكي تعطي احد من البشر هذه القوه من لدنك .

وبعد ان اكملت بناء مذبحا للرب وانت فرح بهذا الجهاد لماذا قررت ان تعمل قناه حول المذبح وتصب علي المذبح وتملئها باربع جرات مياه ثلاث مرات ؟ الهذه الدرجه تثق ان الرب سينزل ماء فتريد ان تؤكد لهم انه لا يوجد خدعه ؟ ام انك تري بالايمان رمز الماء والاثني عشر وتلاميذ المسيح الذي سيذهبون الي كل الامم ويعمدون باسم الاب والابن والروح القدس ؟  

وتكمل عملك باهم شيئ في حياة ابن الله وهو الصلاه فتقول«أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا».

فانت لا تفعل هذا تظاهر ولكن انت بالفعل تحب الله وتحب ابناء الله وتريد مثله انهم يخلصون والي معرفت حقه يقبلون.

واتت اللحظة التاريخية. فها هي النار تنزل من السماء بسرعه رهيبة نار قوية ونور عظيم يراها كل الشعب . تشق الهواء وتكتم الانفاس من الرهبة. وايضا اجد ان انفاسي ايضا تباطئ من روعة المشهد. يا الهي كم انت عظيم. انت هو الله.

ماذا شعرت يا ايليا ؟ صدقني اراك امامي وانت واقف وتشعر بسعادة لاتوصف ليس للمعجزه ولكن لان الهك يسمعك. اراك وانت واقف وتمد يديك بقوه امامك له وعلي وجهك ابتسامه اجما من ابتسامة من راي حبيبه بعد فراق طويل او من ام تري ابنهي شفي بعد مرض. فانت تفرح لان بايمانك متاكد ان اسباط اسرائيل سيعودوا الي الله. انت مثل الراعي الذي يفرح بخلاص ليس خروف ولكن كل الخراف من هجمة شرسة من الذئاب. 

وانت يا الهي الحبيب اتنزل نار من السماء لاجل حبيبك ايليا ؟ هل لي ان اشك انك ستنهي كل التجارب بخير ؟ وانتم يا اخوتي المجربين باي نوع من التجارب ابعد هذا لايزال عندكم شك في ان الرب يقدر يستجيب حتي لو وصل الامر الي احتياج ان ينزل نار من السماء ؟ 

وفجأه اسمع الشعب كله الذي كان غاضب وسائر فجأه يسقط علي الارض علي وجوههم فلا يعودوا ينظرون بغضب الي ايليا ولا يعودوا يفكرون في اي شيئ الا شيئ واحد فقط سيطر علي علي عقولهم وفكرهم ولسانهم وهو تعبير واحد فقط 

الرب هو الله الرب هو الله

( يهوه هو هو ايلوهيم يهوه هو هو ايلوهيم )

صدقوني كم تمنيت ان اكون حضار لهذا المشهد الرهيب بجوار ايليا. ولكن يكفيني ان الرب هو الله هو ايضا الذي يحل بروحه القدوس فينا . ويكفيني اني ادركت عصر النعمه وان الرب هو الله الذي انزل نار لايليا اتي وتجسد ومات عني 

 

والمجد لله دائما