الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى ختان المسيح والوهيته. لوقا 2: 21

لو 2: 21

ختان المسيح والوهيته. لوقا 2: 21

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

قال لوقا في إنجيله عن ختان المسيح : (( ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن )) [ 2: 21 ] والسؤال هو : هل القطعة المقطوعة من يسوع عندما ختن هل كانت متحدة باللاهوت ام انفصلت عنه و أين رموا القطعة بعد الختان ؟ 
ثم الأهم من ذلك هل هذه القطعة هي من ضمن الفداء والصلب؟ هل هذه القطعة أيضاً تحملت خطيئة آدم ؟ وهل صعود يسوع بعد القيامة كانت بهذه القطعة أم بدونها ؟ 

 

الرد

 

في البداية اعتذر عن نص الشبهة ولكن لانهم يتكلمون عن هذا الامر في العلن فلهذا وجب الرد علي ما يقولوا فقط لاجل الذين يفكرون في قبول الايمان وتقف امامهم مثل هذا الاشياء كعائق ولو بسيط 

اولا اهمية الختان 

هو علامة الاشتراك في الشعب اليهودي 

سفر التكوين 17

17: 9 و قال الله لابراهيم و اما انت فتحفظ عهدي انت و نسلك من بعدك في اجيالهم 

17: 10 هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني و بينكم و بين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر 

17: 11 فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني و بينكم

فالختان علامة للعهد الذي وعد به الرب ابراهيم وانه ياتي من نسله الذي تتبارك فيه جميع قبائل الارض ولهذا نتاكد ان الختان هو علامة عهد علي مجيئ المخلص  

17: 12 ابن ثمانية ايام يختن منكم كل ذكر في اجيالكم وليد البيت و المبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك 

17: 13 يختن ختانا وليد بيتك و المبتاع بفضتك فيكون عهدي في لحمكم عهدا ابديا 

17: 14 و اما الذكر الاغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها انه قد نكث عهدي 

وهذا لانه رفض علامة انتظار مجيئ المخلص من نسل ابراهيم الذي فيه تتبارك جميع قبائل الارض

الختان هو علامة عهد دم انتظار للمخلص ومتي جاء المخلص اكتملت العلامه بمجيؤه ولا يوجد لها معني الا كتعود وليس كاساسيات خلاص 

سفر اللاويين 12

12: 1 و كلم الرب موسى قائلا 

12: 2 كلم بني اسرائيل قائلا اذا حبلت امراة و ولدت ذكرا تكون نجسة سبعة ايام كما في ايام طمث علتها تكون نجسة 

12: 3 و في اليوم الثامن يختن لحم غرلته 

اليوم الثامن هو بداية أسبوع جديد. وفيه يدخل الطفل في عهد جديد مع الله. وبعد ختان الطفل وإنتمائه لشعب الله نجد الأم تشارك إبنها بركات الختان وترفع عنها نجاستها

فالختان هو للذكور كعلامة قبول عهد الله الذي يحمل عنا كل نجاسه ويطهرنا منها لانه الفادي والمخلص والمطهر والمنقي

وبدا عهد الدم بين الله وابراهيم في الختان 

وعلامة الختان هي تمثل عهد دم في جسم الانسان بقطع جزء ليس له وظيفه بيلوجية مهمة ولكنه بسببه يحدث نزف دم بشري فيمثل علامة التعاقد او التعاهد انه يصدق علي هذه العهد بدمه ويشترك في التعاهد بحياته منتظرا مجيئ المسيح الفادي

وفي هذا التعاهد مضي الانسان بدمه التعاهد في عهد الدم مع الله والله لا يخالف وعوده فهو ايضا انه سيقدم عهد دم للانسان ولهذا موسي عندما اهمل في عهد الدم وتنفيذه في ابنه كان خطيه عظيمه عليه لانه اهمل عهد الدم في ابنه لان هذا معناه ان ابناء موسي لا ينتظرون مجيئ الرب 
فان لم يختتن المسيح هو يصبح كاسر لشريعة موسي وعقاب هذا يجب ان يطرد من الشعب . ويصبح ناقض للناموس والمسيح جاء ليكمل الناموس فعدم الختان ضد ارادته وضد ما اعلن عن التكميل 

فالغلفة كان لها دور مهم وهو اعلان تتميمه الناموس وبعد هذا انتهي دورها ولا يصبح لها اثر او ذكر او بقاء.

اما عن ما قال المشكك وتسائله عن الغلفة وهل يوجد فيها لاهوت ام لا فارد عليها بتساؤل ايضا عن روح الانسان البشرية 

هل روح الانسان تنقسم في كل خلية ؟ 

فهل عندما يقص الانسان اظافره او شعره يخرج فيها جزء من روحه ؟

وهل الانسان الذي تتجدد فيه خلايا كل يوم ومثلا طبقة الجلد تخرج الخلايا القديم وتسقط هل هذه تخرج ايضا بجزء من الروح ؟

بل الانسان الذي فقد عضو من اعضاؤه مثل عين او ذراع او قدم او غيره هل جزء من روحه قطعت مع هذا العضو الذي قطع ؟

والاجابه علي كل ما مضي انه لآ. فروح الانسان لا تتجزء ولا يخرج جزء منها مع قص الاظافر او الشعر او حتي بفقد عضو فعندما تموت مجموعة من الخلايا هذه لا تاخذ معها جزء من الروح

فالحقيقة سؤال المشكك هو سؤال سفسطائي فقط يريد به تلويث الفكر 

ولهذا الاجابة باختصار بناء علي المقياس السابق ان الغرلة مثلها مثل الاظافر والشعر لا يوجد بها لا روح المسيح البشرية ولا اللاهوت 

فاتحاد لاهوت المسيح بناسوته هو في سر التجسد شبهه مع فرق الشبه اتحاد روح الانسان بجسده فالطبيعة اللاهوتية اتحدت بالطبيعة الناسوتية وليس اتحاد قطعه وكل منها لها نصيب 

وبناء علي هذا اجابة سؤاله الثاني 

هل كانت جزء من الصلب ؟

لا الغرلة لم تكن جزء من الصلب مثل ايضا الاضافر التي قصها اثناء حياته لم تكن جزء من الصلب فهي اشياء ذائدة عن الجسد 

والسؤال الثالث هل تحمل خطية ادم ؟

هذا السؤال خطأ تماما لان السيد المسيح ليس من زرع بشر فهو لا يحمل خطية ادم اصلا فهو بلا خطية 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 21

 

لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.

 

إنجيل يوحنا 8: 46

 

مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 22

 

«الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»،

 

اما سؤاله الرابع عن صعوده 

فهل المسيح صعد بكل شعره قصت في صغره او ايضا قصاصة ظافر ؟ الحقيقة اسلوب سخيف في التفكير الملوث 

فمره اخري المسيح هو الله الظاهر في الجسد 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16

 

وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَىاللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.

 

وهذا الجسد هو الذي اخلي في نفسه 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 7

 

لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.

 

وهو الذي حل فيه كل ملئ اللاهوت 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9

 

فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

فالمهم في هذا هو ان اللاهوت حل في هذا الجسد واتحد بالطبيعة البشرية وظهر بصورة مرئية فالمهم هو الاتحاد وليس المهم اين ذهب هذا الشعر او الاظافر او غيرها 

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

في دراستنا لسفر التكوين رأينا التزام كل ذكر ابن لإبراهيم أن يُختتن، علامة العهد المقدَّس مع الله ودخوله إلى العضويّة في الجماعة المقدَّسة (تك 15). وكل من لا يُختتن تُنزع نفسه من وسط الشعب المقدَّس. لكن إذ جاء كلمة الله متجسّدًا لم يكن محتاجًا للختان لنفعٍ خاص به، وإنما وقد قبِل أن ينحني بإرادته كصديقٍ حقيقيٍ لنا، خاضعًا مثلنا تحت الناموس (غل 4: 4) يرفعنا من تحت الناموس، إذ هو وحده غير الكاسر للناموس. إذن ختان السيِّد هو خطوة جديدة يسلكها الرب في طريق الصليب والإخلاء، بخضوعه للناموس من أجلنا، مكمِّلًا كل برٍّ (مت 3: 15).

فيما يلي تعليقات بعض الآباء على ختان السيِّد:

v خُتن الطفل الذي تكلَّم عنه إشعياء: "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا" (إش 9: 6)، وقد صار تحت الناموس ليعتق الذين تحت الناموس (1 كو 9: 5).

القدِّيس أمبروسيوس

v الآن نجده مطيعًا لناموس موسى، وبعبارة أخرى نجد الله المشرِّع ينفِّذ القانون الذي شاء فسنَّه! أو كما يقول الحكيم بولس: "لما كنَّا قاصرين كنَّا مُستعبَدين تحت أركان العالم، ولكن لما جاء مِلء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبنِّي" (غل 4: 3-5).

فالمسيح إذن افتدانا من لعنة الناموس نحن الذين كنَّا عبيدًا للناموس، وأظهرنا عجزًا تامًا في العمل بشرائعه.

وكيف افتدانا؟... بحفظه وصايا الناموس. وبعبارة أخرى أطاع المسيح الفادي عِوضًا عنَّا الله الآب، إطاعة تامة، كما هو مكتوب: "لأنه كما بمعصيّة الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا" (رو 5: 19).

سلَّم المسيح نفسه للناموس أُسوَة بنا، لأنه يليق به أن يكمِّل كل برّ، واتَّخذ صورة عبدٍ وأصبح واحدًا منَّا نحن الذين بطبيعتنا تحت نير الناموس، بل دفع نصف الشاقل، وهو المقدار الذي فرضته الحكومة الرومانيّة على أفراد الشعب...

مع أن المسيح هو ابن الله، ولكن لا مفر من دفع هذا المبلغ، لأنه رضيَ أن يتَّخذ صورتنا...

فإذا ما رأيت المسيح يُطيع الناموس فلا تتألّم ولا تضع المسيح الحُر في زمرة العبيد الأرِقَّاء، بل فكّر في عمق السرّ العظيم، سرّ الفداء والخلاص!

ترون أنه خُتن في اليوم الثامن، وهو اليوم الذي عُيِّن للاختتان الجسدي طبقًا للناموس، وقد سُمِّيَ الفادي "يسوع"، ومعنى هذه الكلمة "مخلِّص" الشعب[104]!

القدِّيس كيرلس الكبير

 

والمجد لله دائما