الرد علي ما هي الكتب التي يقصدها السيد المسيح . متي 22: 30

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

تضلون إذ لا تعرفون الكتب ؟ أي كتب يقصد ؟
جاء في إنجيل متى الإصحاح الثاني والعشرون الفقرة ( متى22 : 23 - 30) الصدوقيين يسألون المسيح عن المرأة يرثها أخو زوجها إن مات زوجها ففي الآخرة لمن تكون المرأة زوجة فقال هكذا : في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه قائلين يا معلّم قال موسى إن مات احد وليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته ويقيم نسلا لأخيه. فكان عندنا سبعة إخوة وتزوج الأول ومات.وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة.فإنها كانت للجميع. فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء. (svd) ... وسؤالنا من شقين كالآتي : الشق الأول : أين في كتب الأنبياء أو في العهد القديم مكتوب أو موجود انهم في القيامة لا يزوجون أو يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء ؟ رجاءً ادعم إجابتك بالنصوص من العهد القديم . الشق الثاني : المسيح لم يعترض على كون المرأة يتوارثها إخوة زوجها بعد وفاة زوجها , بل كل ما استنكره أن يكون هناك زواج في الآخرة كما قرأت , والسؤال هو : لماذا ترك النصارى هذا الجزء من شريعة موسى ؟ تحت أي سبب وما هي الحجة ؟ المسح قال ما جئت لأنقض بل لأكمل ( متى 5عدد17 ) , وهو لم يعترض على كون الإخوة يتوارثون زوجة أخيهم الميت بالتتابع عند وفاة الأكبر منهم فالذي يليه كما ترى , لماذا لا يطبق النصارى هذه الشريعة اليوم ؟؟ رجاءً ادعم إجابتك بالنصوص من الكتاب المقدس .

 

الرد

 

الاجزء الاول من السؤال وهو ( أين في كتب الأنبياء أو في العهد القديم مكتوب أو موجود انهم في القيامة لا يزوجون أو يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء ؟  ) من قال ان الرب يسوع المسيح يقتبس من نص العهد القديم في هذا الكلام عن انهم لا يزوجون ولا يتزوجون ؟

فهو لكي يكون اقتباس يجب ان يقول قبله مكتوب او يقول كما قيل بالنبي او بالانبياء او كما قال اشعياء او كما قيل باشعياء او كما كتب او اما قراءتم او غيرها من التعبيرات التي توضح انه اقتباس. 

ولكن هنا السيد المسيح لم يقل هذا فهو لا يقتبس ولا يوجد اي اشارة الي انه يقتبس ولكن يوضح مفهوم ملكوت السموات انه لا يوجد به زواج لاننا سنكون باجساد روحانية ففي عدد 30 هو لا يقتبس ولكن يشرح ملكوت السموات 

اما عندما يقتبس في عدد 32 فيسبقه في عدد 31 بتعبير (و اما من جهة قيامة الاموات افما قراتم ما قيل لكم من قبل الله القائل ) فهو لا يقتبس في عدد 30 عن عدم الزواج في الملوكت ولكن يقتبس في عدد 32 عن وجود القيامة 

وسياق الكلام  

فهو يوبخ الصدوقيون

انجيل متي 22

22: 23 في ذلك اليوم جاء اليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسالوه

ويوبخهم لانهم لا يعترفون بالقيامة فالصديقيون هم فرقة يهودية دينية ينتسبون إلى مؤسس فرقتهم صادوق عاش حوالي سنة 300ق.م. حسب رأي البعض وهذه الفرقة كما يقول يوسيفوس كانت مناقضة للفريسيين، لكن مع قلة عددهم كانوا متعلمين وأغنياء وأصحاب مراكز وإحتلوا مركز القيادة في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد في العصرين الفارسي واليوناني. وأحبوا الثقافة اليونانية وإهتموا بالسياسة أكثر من الدين. فسيطر عليهم الفكر المادي ولم يستطيعوا أن يقبلوا عودة الروح إلى الجسد بعد إنحلاله فأنكروا القيامة، ولذلك إصطدموا بكلمات السيد المسيح في هذا الشأن إذ كان يتحدث عن الملكوت السماوي وأنه ملكوت أبدي. وأنكروا قانونية أسفار العهد القديم ما عدا أسفار موسى الخمسة وإستخفوا بالتقليد على خلاف الفريسيين الذين حسبوا أنفسهم حراسًا لتقليد الشيوخ لذلك كرههم الفريسيين. ولكن كان الفريسيون على استعداد لوضع يدهم في يد خصومهم الصدوقيون لمقاومة المسيح.

 22: 24 قائلين يا معلم قال موسى ان مات احد و ليس له اولاد يتزوج اخوه بامراته و يقيم نسلا لاخيه 

22: 25 فكان عندنا سبعة اخوة و تزوج الاول و مات و اذ لم يكن له نسل ترك امراته لاخيه 

22: 26 و كذلك الثاني و الثالث الى السبعة 

22: 27 و اخر الكل ماتت المراة ايضا 

22: 28 ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة فانها كانت للجميع 

22: 29 فاجاب يسوع و قال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله 

22: 30 لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء 

وظن الصدوقيون بأن أسفار موسى لا تذكر شيئًا عن القيامة من الأموات. (أع8:23). بل هم ظنوا أنه بخصوص الزواج الناموسي، حينما يموت زوج بدون أطفال فتلتزم زوجته بالزواج من أخيه أو أقرب ولي له (تث5:25-6) ويكون الأطفال باسم الميت. ظنوا في هذا تأكيدًا لعدم القيامة من الأموات. ولأنهم تعلقوا بالحياة السياسية والعالم فحسبوا القيامة حياة زمنية مادية. وهذه القصة التي استخدمها الصدوقيون هنا، كانت غالبًا مستخدمة في الحوار بين الصدوقيين والفريسيين . وقدّم الصدوقيون القصة للمسيح على أنها لغز يصعب حله. وإشتملت إجابة المسيح على:

1- أظهر لهم أنهم لا يعرفون حتى الكتب الخمسة التي لموسى والتي يؤمنون بها= تضلون إذ لا تعرفون الكتب. واستخدم السيد المسيح قول الله لموسى (خر6:3، 15) وأنه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، والله لا يمكن أن يكون إله أموات بل إله أحياء. 

2- إن الحياة في الأبدية ستكون كحياة الملائكة بلا شهوات ولا جنس، إذ لا موت ولا إنقراض للجنس البشري، أجسادنا ستكون روحية لا مادية، ومن تذوق الفرح الروحي لا يعود يحتاج بعد للفرح الماديلذلك لن تناسبنا الشهوات بل سيكون المؤمنين في مجد نوراني. وهم تعمدوا أن يقولوا أنها لم تنجب حتى لا يقول المسيح تكون زوجة لمن أنجبت منه.

 اما عن مقصود الكتب ( لا تعرفون الكتب ) فالعهد القديم علي زمن المسيح مقسم الي جزئين هو الناموس والكتب فالناموس هو اسفار موسي الخمس والكتب هو بقية الاسفار التاريخية والشعرية والنبوية كلها معا تسمي الكتب او الانبياء 

إنجيل يوحنا 1: 45

 

فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».

 

إنجيل متى 26: 54

 

فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُأَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».

 

 إنجيل متى 21: 42

 

قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!

وهذا عن المزامير 

واحيانا يستخدم تعبير الكتب عن العهد القديم كله مرادفا للناموس ( لان كلمة سفر بالعبري ספר تعني بالعربي كتاب فالاسفار הספרים هي الكتب ) 

إنجيل لوقا 24: 27

 

ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.

 

إنجيل لوقا 24: 32

 

فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟»

 

إنجيل لوقا 24: 45

 

حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ.

 

إنجيل يوحنا 5: 39

 

فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.

 

إنجيل يوحنا 7: 15

 

فَتَعَجَّبَ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «كَيْفَ هذَا يَعْرِفُ الْكُتُبَ، وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟»

 

لانهم يؤمنون فقط باسفار موسي الخمس بطريقه حرفية ويرفضون بقية الاسفار فيقول لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لان اسفار العهد القديم هي كلمات الله وتعلن قوة الله.

وايضا

22: 31 و اما من جهة قيامة الاموات افما قراتم ما قيل لكم من قبل الله القائل 

22: 32 انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب ليس الله اله اموات بل اله احياء 

22: 33 فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه 

المسيح حين جاوبهم أتى لهم بآية من أسفار موسى الخمسة التي يعترفون بها 

سفر الخروج 3: 6

 

ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.

 

سفر الخروج 3: 15

 

وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.

 

اما عن الجزء الثاني من السؤال (الشق الثاني : المسيح لم يعترض على كون المرأة يتوارثها إخوة زوجها بعد وفاة زوجها , بل كل ما استنكره أن يكون هناك زواج في الآخرة كما قرأت , والسؤال هو : لماذا ترك النصارى هذا الجزء من شريعة موسى ؟ تحت أي سبب وما هي الحجة ؟ المسح قال ما جئت لأنقض بل لأكمل ( متى 5عدد17 ) , وهو لم يعترض على كون الإخوة يتوارثون زوجة أخيهم الميت بالتتابع عند وفاة الأكبر منهم فالذي يليه كما ترى , لماذا لا يطبق النصارى هذه الشريعة اليوم ؟ ) الحقيقه المشكك لا يفهم شريعة زوجة الاخ وسببها 

وهذه قد شرحتها في ملف

 هل شريعة مخلوع النعل هو تشجيع علي الشتيمة واجبار للمراه ؟ تثنية 25: 9

اولا هذا فقط للاخوه الذين اتفقوا ان يسكنوا معا وليس اسلوب عام 

ثانيا لو مات الزوج بدون نسل اولاد او بنات 

ثالثا لو لها اخ لزوجها غير متزوج يقبلها 

رابعا هي غير مجبره علي الزواج فهي لها حق الاختيار ان تكون ارمله

خامسا هو له الحق في رفضها ولكن يجب ان يقوم بحق الاخر بان يرعي ارض اخيه الميت وارملته واملاكه ولا يطمع فيها 

سادسا لو هو رفض اقامة نسل ورفض رعاية ارض اخيه هذا ينفذ فيه شريعة مخلوع النعل لانه أهم ما يملكه الإنسان - في العهد القديم - هو نصيبه في أرض الموعد التي قُدِّمت هديَّة إلهيَّة مجانيَّة من قبل الله للشعب كله، وقسِّمت على يد يشوع بن نون بالقرعة. ولم يكن ممكنًا للأرملة التي ليس لها أولاد أن تدير شئون الأرض بالمزروعات وبيع المحاصيل والاهتمام بالأغنام الخ. لذلك كان الزواج بالنسبة لها غالبًا ما يمثِّل ضرورة. فلكي لا تتزوَّج بإنسانٍ من عشيرة أخرى فيرث هو ونسله من بعده أرضًا ليست من عشيرته، وُضع هذا القانون، فتحفظ الأرض ليس فقط لذات السبط، وإنَّما حتى لنفس العشيرة، وإلى أقرب الأقرباء للميِّت بلا نسل، بل تُسلَّم الأرض للابن البكر الذي يحمل اسم الميِّت، فتبقى الأرض محفوظة لنفس الأسرة.

سابعا وهو الاهم هو شريعة لكي يكون لكل رجل وامراة فرصة ان ياتي من نسلهم المسيا لأن كل امرأة كان لها رجاء أن يأتي المسيح من نسلها وقطعًا كان هذا رجاء كل رجل أن ينتسب إليه المسيح وبالتالي إن مات دون إنجاب ابن يعني إزالة اسمه من العالم نهائيًا ولا يكون له فرصة في ان ياتي من نسله المسيح ولا المراة ايضا. لهذا كان الأخ أو الوليّ يلتزم أن يتزوَّج أرملة الميِّت لا لشيء إلاَّ لإقامة نسلٍ للميِّت فلا يُمحى اسم الميِّت من العالم ولا يفقد الميت والارملة ان ياتي من نسلهم المسيح.

 

فلهذا بعد مجيئ المسيح واكتمل الوعد بتجسده لا يوجد احتياج الي الحرص علي اقامة كل اسم لانسان ميت بدون اولاد لان الذي ينتظره الشعب اليهودي تم وتجسد بالفعل وهو الرب يسوع المسيح فلا حاجة لهذه الشريعة التي اكتملت بمجيئ المسيح 

وايضا المسيح جاء واكمل الناموس الارضي بالناموس السماوي فلا حاجة بعد الي التمسك بارض الاسباط لان وطننا الحقيقي الذي نتمسك به هو اورشليم السماوية وملكوت السموات فلا حاجة الي تنفيذ هذه الشريعة التي اكتملت لاننا لا نسعي الي املاك ارضية بل سماوية. 

 

ولهذا بمجيئ المسيح لا يحتاج المسيحيين في تنفيذ هذه الشريعة التي اكتملت بمجيؤه .

 

والمجد لله دائما