كيف يقول المسيح لمؤمنين يخرجون شياطين اذهبوا عني لا اعرفكم ؟ متي 7: 22

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

لمن يقول يسوع هذه العبارة لليهود ام للمسلمين ؟؟ أم للنصارى الذين يقولن أننا نخرج الشياطين باسم الرب ؟
متى 7عدد 22كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. (23)فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم 
وعليه نرجوا من أعزائنا الذين يقولون أن القساوسة يصنعون المعجزات ويشفون المرضى ويخرجون الشياطين باسم يسوع, فلمن يقول يسوع هذه الكلمات أعلاه ؟ هل لليهود أم للنصارى أم للمسلمين  وحقيقة لا أدري إن كان القساوسة يفعلون هذا حقيقة فما فائدة المستشفيات  وما فائدة علم الطب ؟   

ويكمل المشكك شبهته بالكلام عن لماذا لم يشفي احد البابا يوحنا الثاني.

 

الرد

 

باختصار هذا المثل هو عن قلة من الاشخاص الذين عرفوا الرب وسقطوا بعد ان اخذوا بعض مواهب من الروح القدس. 

فقط خطأ المشكك في سؤاله انه يتكلم بصيغة الاجماع فهو يسال هذه العبارة هل لكل اليهود ام المسلمين ام النصارى وهذا غير صحيح فهذه العبارة لا تتكلم علي الكل بل البعض 

وندرس معا سياق الكلام 

 انجيل متي 7

13 «اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ!
14 مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!
15 «اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!
16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟
17 هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
18 لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً.
19 كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
20 فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.

هنا الرب يتكلم بوضوح عن الكذبه او المسيحيين الاسميين وليس المؤمنين. وهؤلاء يمكن تمييزهم من ثمارهم. فهناك نفوس لا تثمر سوى الشوك، هؤلاء من يعيشوا على ثمار الأرض الملعونة التي تثمر شوكًا. هؤلاء أبناء آدم الأول الإنسان العتيق، أماّ أولاد الله فهم الكرمة والأغصان. وعمومًا فهناك توبة لمن يريد فيبدأ يحمل ثمارًا عوضًا عن الشوك. فالتوبة تعيدنا لكي نصبح في المسيح بطبيعة جديدة " إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2كو 17:5). وهذه الطبيعة الجديدة نلبسها أولًا في المعمودية، وقد نخسرها بخطايانا، ولكننا بالتوبة نستعيدها، وهذا ما كان السيد المسيح يعنيه بقوله إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدًا مت (33:12).تلقى في النار= مصير المعلمون الكذبة   
21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

فهنا ايضا يؤكد ان سياق الكلام ليس عن المؤمنين بل عن الذين هم اسميين فهم يصلون باطلان ويقولون يارب بالفم ولكنهم لا يفعلون ارادة الله. فالله لا يريد شكليات او مجرد ترديد الفاظ ولكن الله يريد قلب نقي وايمان حقيقي مترجم الي افعال واضحة تشهد ان الايمان حي 

رسالة يعقوب 2: 17

 

هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ.

 

فالله يطلب القلب الخاضع لارادته ويرفض الذي يكرمه بشفتيه اما قلبه فمبتعد عنه 

إنجيل متى 15: 8

 

يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا.

 

 فمره اخري سياق الكلام عن فقط ليس كل المسيحيين ولكن القلة الاسميين فقط 
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟

باسمك تنبأنا وهم يقصد بهم الذين فعلا يبدؤون بمعرفة الرب ولكن بعد حين ينحرفوا ولا يعملون بما يعلمون. 

باسمك اخرجنا شياطين اي انهم سمح لهم الرب ان يكون لهم سلطان اخراج الشياطين ولكنهم بسبب هذا تكبروا وافسدهم الغرور. ولنلاحظ أن يهوذا الخائن أخرج شياطين حينما كان مع التلاميذ (مت 8:10) ولكن هذا لم يمنعه ان ينحرف ويخون المسيح ويهلك.  

وباسمك صنعنا قوات اي كثيرون وصلوا لعمل معجزات وأفسدهم الغرور لأنهم نسبوا هذه النعمة لأنفسهم ففقدوا هذه النعمة.

اذا فهمنا ان العدد عن من بعد ان يعرف الرب ويصنع معجزات ولكنه يسقط سواء بتكبر او باهمال او باي خطية بدون ان يتوب. فهو يتكلم عن القلة الاسميين  
23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!

فرفضهم ليس لانهم صنعوا معجزات ولكن لانهم كانوا فاعلي اثم رغم انهم عرفوا الرب في بداية طريقهم الروحي ولكنهم انحرفوا واصبحوا صانعي اثم ولم يتوبوا .
24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.

25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ.

26 وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ.

27 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!».

اما عن الشق الثاني من السؤال فقد شرحت انه ليس بالشرط ان يشفي كل مؤمن بمعجزة 

وارجوا الرجوع الي ملف 

لماذا لم يشفي بولس الرسول ابفرودتس العامل معه

وباختصار 

فشفاء المريض بمعجزة لا يتم إلاّ لو كان لحساب مجد الله وإيمان الناس. والله يستخدم الشفاء بمعجزة في بعض الأحيان، ويستخدم المرض، وكلاهما الشفاء والمرض أدوات في يد الله لشفاء النفس ولإعداد الإنسان للسماء. المرض كان عقوبة للخطية فلم يكن هناك أمراض قبل سقوط آدم ولكن كما نقول فى القداس الغريغورى " حولت لي العقوبة خلاصاً" فالله حَوَّلَ المرض فصار وسيلة للخلاص فكما يقول معلمنا بطرس أن من تألم في الجسد كف عن الخطية، (1بط1:4). بل أن الألم صار طريق الكمال (عب10:2). أما معجزات الشفاء فالله يستخدمها لمن تساعده على نمو إيمانه أو لمن لا يريد الله موته الآن ويريد أن يعطيه الله حياة أخرى. الله هو صانع الإنسان وهو الذى يعرف ضعفاته وما الذي يصلحها ليدخل إلى السماء. والله لا يجبره احد فكما قال الرب يسوع المسيح عن ايليا صانع المعجزات واليشع ايضا  

انجيل لوقا 4

 25 وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا،
26 وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ.
27 وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ».

 وايضا بنفس المقياس كثيرون ماتوا في زمن بولس الرسول ولكن الله اقام افتيخوس فقط علي يد بولس وهذا فقط لتمجيد الله  

وبولس الرسول نفسه كان به شوكة في الجسد رغم انه شفي كثيرين 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 7

 

وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ.

 

وبولس الرسول لم يشفي تلميذه تيموثاوس 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 5: 23

 

لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.

 

فليس من الشرط ان يشفي كل المرضي في كل مكان ليكون اثبات لموهبة الشفاء. وايضا المسيحية تحترم جدا الطب ودوره وتكلم سفر يشوع بن سيراخ عن الطب 

سفر يشوع بن سيراخ 38: 1

 

اعط الطبيب كرامته لاجل فوائده فان الرب خلقه

وايضا لوقا البشير كان طبيب 

والرب يسوع المسيح استخدم امثلة بالطبيب 

إنجيل متى 9: 12

 

فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى.

 

فالمعجزات اثبات للايمان احيانا ولكن ليس بشرط في كل حالة اي انها استثناء وليس قاعدة والا ما كانت معجزة ان كانت هي القاعدة. اذا هي في حالات خاصة في اوقات خاصة علي سبيل المثال علامة لغير المؤمنين لتفتيح اعينهم. 

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يحدّثنا السيّد عن يوم مجيئه الأخير، حيث فيه يلتقي مع الأشرار لا كعريس مفرح بل كديّان مرهب، لا تشفع فيهم صلواتهم الطويلة الباطلة، ولا كرازتهم باسمه، ولا إخراجهم الشيّاطين وصنعهم قوات باسمه... فهو لا يعرفهم لأنهم فعلة إثم.

الله يعرف أولاده وخدّامه المقدّسين، ولا يعرف الأشرار فعلة الإثم، لهذا عندما سقط آدم في الخطيّة سأله: أين أنت؟ وكما يقول القديس جيروم: [كان الله يعرف أن آدم في الجنّة، ويعلم كل ما قد حدث، لكنّه إذ أخطأ آدم لم يعرفه الله، إذ قال له: أين أنت؟[378]] كأنه لا يراه، لأن آدم اعتزل النور الإلهي والبرّ، فصار تحت ظلال الخطيّة وظلمة الموت.] يُعلّق القديس أغسطينوس على قول السيد: "لا أعرفكم" هكذا: [لا أراكم في نوري، في البرّ الذي أعرفه[379].] فالله لا يرانا في نوره عندما نطيل الصلوات باطلًا أو نكرز باسمه أو نصنع قوّات وإنما حينما نحيا معه وبه ونسلك طريقه. وفيما يلي بعض تعليقات للآباء في ذلك:

إنهم يتعجّبون لأنهم يعاقبون مع أنهم صنعوا معجزات، أمّا أنت فلا تتعجّب لأن كل المواهب إنّما أُعطيت لهم كهبة مجّانيّة لم يساهموا فيها من جانبهم بشيء، لذا فهم يعاقبون بعدل، إذ هم جاحدون مَن أكرمهم... لنخف أيها الأحبّاء ولنهتم بحياتنا جدًا فلا نُحسب أشرارا لأننا لم نصنع معجزات الآن. لأن المعجزات لا تفيدنا في شيء وكما أن عدم صنعها لا يضرّنا، إنّما نهتم بكل فضيلة[380].

القديس يوحنا الذهبي الفم

كتابة أسمائنا في السماء برهان على حياتنا الفاضلة، أمّا إخراج الشيّاطين فهو هبة من المخلّص، لذلك يقول للذين يفتخرون بعمل القوات دون ممارسة الحياة الفاضلة: "لا أعرفكم"، إذ لا يعرف الله طريق الأشرار[381].

القديس أثناسيوس الرسولي

 

والمجد لله دائما