الرد على ادعاء ان نبوة ابن انسان هي نبوة عن رسول الاسلام دانيال 7: 13



Holy_bible_1



الشبهة



يذكر دانيال النبي أنه رأى في رؤى الليل مع سحب السماء مثل ابن الإنسان وقد رفع إلى قديم الأيام عزّ وجلّ وقرّب إليه حيث أعطاه السلطان والمجد والمملكة التي سينضوي تحتها كل الناس والأمم والألسن في سلطان أبدي ومملكة لا تـنقرض. وهذا مايؤكده القرآن حين يقول "ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى" وهي التي ستقضي على المملكة الرابعة .. وهكذا فإن مملكة الله الأخيرة والباقية إلى منتهى الأزمان سينشئها ويقيمها إنسان مختار من أبناء آدم يعرج به إلى السماء و يعطى هنالك التأييد والمكانة المرموقة أو المجد فينشئ مملكة الله التي ستنـزع الأرض المباركة من أيدي دولة الروم (المملكة الرابعة) وتنضوي تحت لوائها مختلف شعوب الأرض وألسنتها .. وكذلك كانت دولة الإسلام التي جائت فعلاً بعد المملكة الرابعة. الرومانية



الرد



الحقيقة لا اعرف من اين اتي المشكك بهذا الادعاء. فمتي أطلق علي رسول الاسلام ابن الانسان؟ وهذا معروف انه لقب الرب يسوع المسيح الذي أطلقه على نفسه 84 مره في العهد الجديد. بل حتى عند اليهود يقروا ان هذا عن المسيا. فالكلام عن المسيح ومملكة المسيح واضطهاد المملكة الرومانية لها وانهزامها وتحولها للمسيحية. وأيضا ما سيحدث في الزمان الأخير من اضطهاد بشع للاتحاد العالمي على كنيسة المسيح لأنها من أنواع نبوات ثنائية الإشارة double reference التي اشتهر بها دانيال التنبؤ عن حدثين مختلفين بدون توضيح الفاصل.

ولفهم هذه النبوة نجب ان نقرأها في سياقها ومعنى الأربع ممالك ولابد ان نربطها باختصار مع الأربع ممالك في دانيال 2 في نبوة تمثال نبوخذنصر وأيضا ما وضحه سفر الرؤيا ولهذا اقتطاع المشكك قاده لسوء فهم.

فندرس سياق الكلام وتأكيد انه عن الرب يسوع المسيح

سفر دانيال 7

7: 1 في السنة الاولى لبيلشاصر ملك بابل رأى دانيال حلما ورؤى راسه على فراشه حينئذ كتب الحلم وأخبر براس الكلام

7: 2 اجاب دانيال وقال كنت ارى في رؤياي ليلا وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير

7: 3 وصعد من البحر اربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك

7: 4 الاول كالأسد وله جناحا نسر وكنت انظر حتى انتتف جناحاه وانتصب عن الارض واوقف على رجلين كانسان واعطي قلب انسان

7: 5 وإذا بحيوان اخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد وفي فمه ثلاثة أضلع بين اسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحما كثيرا

7: 6 وبعد هذا كنت ارى وإذا باخر مثل النمر وله على ظهره اربعة اجنحة طائر وكان للحيوان اربعة رؤوس واعطي سلطانا

7: 7 بعد هذا كنت ارى في رؤى الليل وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد جدا وله اسنان من حديد كبيرة اكل وسحق وداس الباقي برجليه وكان مخالفا لكل الحيوانات الذين قبله وله عشرة قرون

وبالطبع الكلام هنا عن الممالك الاربعة التي لا خلاف عليها وهم كما ذكر الاصحاح الثاني والاصحاح الثامن

الراس الذهب = اسد له جناحا نسر = مملكة بابل

الصدر والذراعان فضة = دب مرتفع على جنب واحد = كبش له قرنان = مملكة مادي وفارس

بطن وفخذان نحاس = نمر له أربع اجنحة وأربع رؤوس = تيس من المعز = مملكة اليونان

الساقان حديد = حيوان هائل اسنان حديد وعشر قرون = الدولة الرومانية

وهذا الحيوان كان له عشر قرون. الإمبراطورية الرومانية لها شكلان، الأول هو الذي ظهرت به في القديم، أيام مجدها وكان يتوسطها البحر المتوسط الذي كان كبحيرة رومانية. وقد يكون هذا له شكل اخر بطريقة ما في نهاية الأيام كما يخبرنا سفر الرؤيا لكن لكل دولة شكلها وشخصيتها المستقلة في نبوة دانيال ولكن في الرؤيا يكونوا معا، أي شكل الأصابع في رجل واحدة، ولكن بعض الأصابع حديد وبعضها خزف

وهذه العشر قرون هي تشبه العشر اصابع وهي اشارة الي العشر اباطرة الذين اضطهدوا الكنيسة كما ذكر

سفر الرؤيا 2

2: 8 واكتب الى ملاك كنيسة سميرنا هذا يقوله الاول والاخر الذي كان ميتا فعاش

2: 9 انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك مع إنك غني وتجديف القائلين انهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان

2: 10 لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتألم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة

فحتي الان مناسب عن المسيحية وما حدث معها بالفعل من العشر اباطرة الرومان

ولا يوجد عشر اباطرة اضطهدوا رسول الإسلام فالكلام بوضوح ليس عنه بل عن مملكة المسيح وكنيسته التي بالفعل تاريخيا اضطهادها عشر أصابع أي العشر اباطرة الرومانيين وهذا في ملف

اعداء الكنيسة في عصر الاضطهاد

ولكن الكنيسة بتحملها الاضطهاد كلهم العشرة انسحقوا وهي امتدت وتحولت جبل عظيم

7: 8 كنت متأملا بالقرون وإذا بقرن اخر صغير طلع بينها وقلعت ثلاثة من القرون الاولى من قدامه وإذا بعيون كعيون الانسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم

القرن الصغير هو غالبا انطيوخوس ابيفانيس وهو اقتلع ثلاث قرون وهم بطليموس السادس وبطليموس السابع وارتراكسياس ملك ارمينيا ولكنه سينطبق ايضا في اواخر الايام في زمن ضد المسيح الذي سيستبدل نفسه مكان ثلاث قادة

فحتي الان الامر متعلق بالمسيح ومملكته وهذا يناسب ايضا نفس سياق النبوة في الاصحاح الثاني عندما تكلم عن الحجر الذي قطع بغير يد

سفر دانيال 2

2 :31 انت ايها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم هذا التمثال العظيم البهي جدا وقف قبالتك ومنظره هائل

2 :32 راس هذا التمثال من ذهب جيد صدره وذراعاه من فضة بطنه وفخذاه من نحاس

2 :33 ساقاه من حديد قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف

2 :34 كنت تنظر الى ان قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما

2 :35 فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معا وصارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان اما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملا الارض كلها

بل ودانيال أكد انها مملكة الرب نفسه الأبدية وهذه مملكة المسيح

2 :44 وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب اخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد

وهو المسيح حجر الزاوية وهو ليس من زرع بشر (قطع بدون يد) ولكنه ابن انسان لأنه اخذ الطبيعة البشرية الذي كون مملكة روحية رمز اليها بجبل سحقت العشرة اصابع اي سحقت كل الاضطهاد وصمدت وتحولت المملكة الرومانية الي المسيحية. فالعشرة أيام هنا هي عشرة فترات زمنية يكون فيها ضيق للكنيسة ومع كل هذا الضيق تنمو الكنيسة وتمتد، فكما أن الحجر قطع بلا يد أي بعمل إلهي = فالمسيح ولد بدون زرع بشر، هكذا نمو الكنيسة يكون بعمل إلهي وفعلا انتشرت المسيحية في الأربع ممالك كلها البابلية ومادي وفارس واليوناني والرومان. ومازالت هذه الكنيسة تمتد عبر العالم كله مكونة جبل عال رأسه المسيح الذي يملك ليس على ممالك دنيوية زائلة، بل يملك بصليب محبته على قلوب شعبه وتستمر الى الابد بعد زوال العالم.

فالنبوة عن الازمنة اكتملت هنا ثم يبدا يتكلم عن مشهد سماوي مكمل وهو كيف يأتي الجبل الذي قطع بدون يد ويوضح مكانته

7: 9 كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة

7: 10 نهر نار جرى وخرج من قدامه الوف الوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه فجلس الدين وفتحت الاسفار

هنا الكلام عن نهاية الايام بوضوح لأنه يتكلم عن الدينونة وبالطبع الكلام عن الرب بوضوح

7: 11 كنت انظر حينئذ من اجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن كنت ارى الى ان قتل الحيوان وهلك جسمه ودفع لوقيد النار

7: 12 اما باقي الحيوانات فنزع عنهم سلطانهم ولكن اعطوا طول حياة الى زمان ووقت

نجد باقي الحيوانات أي بابل وفارس واليونان موجودة ولكنها بلا قوة مؤثرة في مجريات الأمور. ولنراجع رؤيا التمثال في إصحاح (2) فنجد أن الحجر الذي قطع يشير للمسيح في ولادته، وهو ولد في زمان قوة وعظمة الدولة الرومانية ولم تنتهي الدولة الرومانية بميلاده بل استمرت ما يزيد على 400 سنة في قوتها. فما معنى أن الحجر سحق الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معًا وصارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان 35:2؟ ولنلاحظ في 11:7 أن في الدينونة أي في نهاية هذا العالم قتل الوحش وهلك جسمه ودفع لوقيد النار = فيبدو أن الممالك التي كونت الدولة الرومانية المحيطة بالبحر المتوسط ضعفت لفترة ما بعد القرن الرابع الميلادي لكنها ستعود للظهور بقوة تؤثر في مجريات الأحداث قرب نهاية الأيام وظهور الوحش فهي تحمل مستويين حدث الأول في بداية المسيح والعشر اباطرة والثاني سيتكرر في أواخر الايام. ومما يؤكد هذا (رؤ12:17) "والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك لم يأخذوا ملكًا بعد لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش" (راجع رؤ17) وبهذا التدعيم من الملوك العشرة للوحش سيخربون العالم ويضطهدون شعب الله ولكن سيكون شكل الدولة الرومانية مختلفًا

وفي شكل الإمبراطورية الأول سيكون الملوك متعاقبين وهم بدأوا بنيرون وانتهوا بدقلديانوس (في القرن الرابع الميلادي) وفي الشكل الجديد للإمبراطورية الرومانية فسيكون العشرة ملوك في وقت واحد ومتزامنين مع ظهور الوحش، هذا الذي يبيده المسيح بنفخة فمه عند ظهوره الثاني (2تس8:2). وأيضا الممالك الأربعة قبل المسيح متعاقبين اما الوحوش الأربعة في أواخر الأيام أيضا يكونوا معا في وحش واحد وهذا في (رؤ1:13 ،2) فالوحش الذي خرج من البحر كان شبه نمر وقوائمه كقوائم دب وفمه كفم أسد، أي نفس شكل الحيوانات السابقة ولكن نجدها هنا مجتمعة في وحش واحد أعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانًا عظيمًا. فيبدو من هذا أن وحش الأيام الأخيرة سيكون جامعًا لكل صفات الوحوش السابقة الشريرة. فالشيطان في نهاية الأيام سيكون محلولًا لزمان يسير وهذه الأيام هي ايام الضيقة العظيمة التي لو لم تقصر لما خلص جسد (مت22:24) وأيضا في (إصحاح2) فالشيطان هو القوة المحركة وراء التمثال ووراء الوحوش أي وراء الممالك التي تضطهد شعب الله.

اي أن المجيء الأول للمسيح كان في عصر قدمي التمثال الحديديتين للمملكة الرابعة والمجيء الثاني سيجيئ في عصر وحش يجمع الأربع وحوش معا.

فتاكنا ان الكلام في سياقه لا يصلح لا عن رسول ولا الإسلام الذي لا يوجد كلام عن مجيئي ثاني له ولا حدث معه اضطهاد من عشر اباطرة رومانيين متتاليين ولا غيره بل ولم ينتشر في وقت رسول الإسلام لا الى روما ولا الى اليونان.

ونأتي الي العدد المهم الذي لا يزال في دانيال يتكلم عن الجبل الذي قطع بغير يد ومملكته الابدية

13 «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.
14
فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ

هو مثل ابن انسان أي هو يخلى ذاته ويأخذ صورة ابن انسان في 2: 7. وهذا لا يصلح عن شخص عادي.

وما صفات ابن انسان الذي يقوله دانيال النبي؟

هو اعطي سلطان ومجد ولو وقف عند ذلك لكان احتج البعض بانه سلطان محدود ومجد بشري كرسول او نبي ولكن العدد يكمل ويقول ملكوت وليس ملك طبيعي ولكن لشرح المعني يكمل لتتعبد له الكل ومعني التعبد بالطبع معروف وواضح فهو لله فقط ولا تعبد لبشر ولا انبياء او احجار او حيوانات او ملائكة. فمكتوب في العهد القديم

واياه تعبد وباسمه تحلف (تث 6:13 وتث 10: 20 وتث 13: 4 ويش 22: 5)

والعهد الجديد للرب إلهك تسجد واياه وحده تعبد (متي 4: 10 ولوقا 4: 8) فالعبادة لله فقط لهذا الكلام عن الله المتجسد وليس عن رسول كاذب او مدعي نبوة

ويكمل بعد ذلك ويؤكد ان هذا السلطان ليس محدود بشري ولكنه سلطان إلهي أبدى لن يزول وملكوته وليس ملك ارضي ولكنه ملكوت سماوي لا ينقرض فابن الانسان هو الله المتجسد

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16

وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.

الذي له التعبد والسلطان الازلي الابدي وملكوت السماوات ولو انقرضت الارض لن ينقرض ملكوت الله السماوي

فهذا الانسان هو الله الظاهر في الجسد: الذي له كل سلطان:

فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض وتحت الارض (متي 28: 18)

لان ابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا (متي 9: 6)

واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لأنه ابن الانسان (يو 5: 27) وهو الله لان لا يوجد أحد ديان الا الله

إذا اعطيته سلطان عل كل ذي جسد ليعطي حياه ابديه لكل من اعطيته (يو 17: 2)

وهذا الانسان ايضا له كل المجد لانه الله الظاهر في الجسد لان كل المجد لله فقط:

متي جلس ابن الانسان على كرسي مجده (متي 19: 28)

ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب بقوه وجد كثير (متي 24: 30)

ومتي جاء ابن الانسان في مجده (متي 24: 31)

بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم (يو 17: 5)

ظهر إله المجد لأبينا ابراهيم (اع 7: 2)

لما صلبوا رب المجد ( 1 كو 2: 8 )

وملكوت السماوات هو ملكوته:

يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته (متي 13: 41)

ويخلصني لملكوته السماوي ( 2 تي 4: 18 )

فهو له السجود والتعبد:

لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبه ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض (في 2: 10)

وهذا يؤكد ان دانيال يتكلم عن ابن الانسان الذي يتعبد له كل البشر اقترب ميعاد تجسده وسياتي بدون يد بشرية اي بدون زرع بشر. ولكن دنيال لا يتوقف عند هذا الامر بل يكمل ويقول

15 «أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَحَزِنَتْ رُوحِي فِي وَسَطِ جِسْمِي وَأَفْزَعَتْنِي رُؤَى رَأْسِي.
16
فَاقْتَرَبْتُ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الْوُقُوفِ وَطَلَبْتُ مِنْهُ الْحَقِيقَةَ فِي كُلِّ هذَا. فَأَخْبَرَنِي وَعَرَّفَنِي تَفْسِيرَ الأُمُورِ:

فأحد الملائكة يفسر لدانيال باختصار معني الرؤيا وما يهمني هو وظيفة ابن الانسان الاولي والأخيرة

17 هؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ.
18
أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ

لقبهم قديسي العلين وهذا لقب المسيحيين وليس اخر غيرهم ولم يلقب المسلمين ولا غيرهم بلقب قديسين. فالنبوة تكلمت عن الاربعة حيوانات وهي رموز لأربع ممالك مادي وفارس واليونان والرومان ثم مجيء ابن انسان في اثناء قيام اخر مملكة وتلاميذه القديسين هم الذين يمتلكون المملكة الحقيقية الي ابد الابدين. فالإصحاح نفسه يؤكد ان النبوة عن المسيح وقدسييه

ولكن نلاحظ شيء خطير وهو ان يلقبهم ليسوا باتباع ابن انسان ولكن يلقبهم بقديسو العلي وهذا يكشف لنا أكثر ويؤكد ان ابن انسان الذي تكلم عنه دنيال وانه تتعبد له الشعوب هو ايضا لقبه العلي وبالطبع نعرف من هو صاحب لقب العلي ولا أحد غيره فهو الله فهو الابدي

وهذا عن مجيؤه الاول
19
حِينَئِذٍ رُمْتُ الْحَقِيقَةَ مِنْ جِهَةِ الْحَيَوَانِ الرَّابعِ الَّذِي كَانَ مُخَالِفًا لِكُلِّهَا، وَهَائِلاً جِدًّا وَأَسْنَانُهُ مِنْ حَدِيدٍ وَأَظْفَارُهُ مِنْ نُحَاسٍ، وَقَدْ أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ،
20
وَعَنِ الْقُرُونِ الْعَشَرَةِ الَّتِي بِرَأْسِهِ، وَعَنِ الآخَرِ الَّذِي طَلَعَ فَسَقَطَتْ قُدَّامَهُ ثَلاَثَةٌ. وَهذَا الْقَرْنُ لَهُ عُيُونٌ وَفَمٌ مُتَكَلِّمٌ بِعَظَائِمَ وَمَنْظَرُهُ أَشَدُّ مِنْ رُفَقَائِهِ.
21
وَكُنْتُ أَنْظُرُ وَإِذَا هذَا الْقَرْنُ يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ،

22
حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ، وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ، وَبَلَغَ الْوَقْتُ، فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ.
23 «
فَقَالَ هكَذَا: أَمَّا الْحَيَوَانُ الْرَّابعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ، فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا.
24
وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ مِنْ هذِهِ الْمَمْلَكَةِ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ، وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ، وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ، وَيُذِلُّ ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ.
25
وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ، وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ.
26
فَيَجْلِسُ الدِّينُ وَيَنْزِعُونَ عَنْهُ سُلْطَانَهُ لِيَفْنَوْا وَيَبِيدُوا إِلَى الْمُنْتَهَى.

وهنا يتكلم عن مجيئي ابن الانسان الاخير وهو لقبه في هذه المرحلة الديان لأنه هو الرب الديان القاضي العادل ويبدأ المنتهي ويجازي الخطأة ويكافئ القديسين
27
وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ
. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ.

إذا دانيال لم يترك بالحقيقة فرصه لأي مشكك فابن الانسان هو العلي وهو الديان وهو الازلي الابدي وهو له العبادة من الشعوب.

وقبل ان اترك هذه النقطة أوضح ان كل الإباء والمفسرين المسيحيين أكدوا ان هذا عن الرب يسوع المسيح وكنيسته ولكن لن استشهد بمسيحيين فأقدم ما قاله الرباوات اليهود عن ابن الانسان في دانيال هو عن زمن المسيح

فالمدراش يقول زمن المسيح

Daniel 7:9.

Midrash on Psalms, Book Four, Psalm 93, I.

The Holy One, blessed be He, is clothed with seven garments … And with the seventh garment, in the days of the Messiah, as it is said His raiment was as white snow (Dan. 7:9).

بل هذا من الاعداد التي جعلتهم يلقبوا المسيح بالمسيح السماوي heavenly messiah لأنه يأتي مع سحب السماء

فالتلمود البابلي أكد ان كلام دانيال ان ابن الانسان يأتي مع سحب السماء

Daniel 7:13.

Babylonian Talmud, Sanhedrin 98a.

R. Alexandri said: R. Joshua opposed two verses: it is written, And behold, one like the son of man came with the clouds of heaven;

والمدراش مرة أخرى يؤكد ان ابن الانسان هو الملك المسيح

Daniel 7:13.

Midrash on Psalms, Book One, Psalm 21, 5.

Thou shalt make him exceeding glad with Thy countenance (Ps. 21:7). R. Berechiah said in the name of R. Samuel: One verse reads of the king Messiah that One, like the son of man … came to the Ancient of days, and they brought him near before Him (Dan. 7:13), but in another verse God says, I will cause him to draw near, and he shall approach unto Me (Jer. 30:21).

وغيرها الكثير من الكتابات اليهودية القديمة التي اكدت ان هذا عن المسيح السماوي

Daniel 7:14.

Midrash Rabbah, Numbers XIII, 14.

How do we know the same of the King Messiah?… How do we know that he will hold sway on land? Because it is written, All kings shall prostrate themselves before him; all nations shall serve him (ib. II)

Daniel 7:14.

Babylonian Talmud, Sanhedrin 97b.

It has been taught: R. Nathan said: This verse pierces and descends to the very abyss: For the vision is yet for an appointed time, but at the end it shall speak, and not lie: though he tarry, wait for him; because it will surely come, it will not tarry. Not as our Masters, who interpreted the verse, until a time and times and the dividing of time; nor as R. Simlai who expounded, Thou feedest them with the bread of tears; and givest them tears to drink a third time; nor as R. Akiba who expounded, Yet once, it is a little while, and I will shake the heavens, and the earth: but the first dynasty [sc. the Hasmonean] shall last seventy years, the second [the Herodian], fifty two, and the reign of Bar Koziba two and a half years.

The Talmud has a footnote after this quote which reads: ‘The verses cited from Daniel, the Psalms, and Haggai were interpreted so as to give a definite date for the advent of the Messiah. R. Nathan however, on the authority of Hab. II, 3, asserts that all such calculations are false. The three verses refer to the Hasmonean, Herodian, and Bar Koziba’s reign, but the advent of Messiah is unknowable, Rashi’.


فكل هذا تأكيد ان ابن الانسان هو المسيا السماوي الذي كان ينتظره اليهود

وايضا من سفر اخنوخ الابكريفي الذي كتب في القرن الاول قبل الميلاد

في الفصل 46 الذي هو بعنوان رئيس الايام ابن الانسان

The Head of Days and the Son of Man

يقول ان الملاك قال له عن ابن الانسان الذي عنده الحق وعنده كل كنوز الحق المختفية

2. And I asked the angel who went with me and showed me all the hidden things, concerning that Son of Man, who he was, and whence he was, (and) why he went with the Head of Days? And he answered and said unto me:

This is the son of Man who hath righteousness, With whom dwelleth righteousness,
And who revealeth all the treasures of that which is hidden,

Because the Lord of Spirits hath chosen him, And whose lot hath the pre-eminence before the Lord of Spirits in uprightness for ever.

4, And this Son of Man whom thou hast seen Shall †raise up† the kings and the mighty from their seats, [And the strong from their thrones]

And shall loosen the reins of the strong, And break the teeth of the sinners.

فاعتقد ان هذا وصف واضح لمكانة ابن الانسان وهو رب الارواح وهو الديان

ويقول عنه في

The Fount of Righteousness; the Son of Man--the Stay of the Righteous: Judgement of the Kings and the Mighty.

نبع الحق ابن الانسان كينونة الحق: دينونة الملوك وهو القدير

1. And in that place I saw the fountain of righteousness Which was inexhaustible:
And around it were many fountains of wisdom;

And all the thirsty drank of them, And were filled with wisdom, And their dwellings were with the righteous and holy and elect.
2. And at that hour that Son of Man was named In the presence of the Lord of Spirits,
And his name before the Head of Days.

3. Yea, before the sun and the signs were created, Before the stars of the heaven were made, His name was named before the Lord of Spirits.

4. He shall be a staff to the righteous whereon to stay themselves and not fall, And he shall be the light of the Gentiles, And the hope of those who are troubled of heart.

5. All who dwell on earth shall fall down and worship before him, And will praise and bless and celebrate with song the Lord of Spirits.

6. And for this reason hath he been chosen and hidden before Him, Before the creation of the world and for evermore.

ويقول عنه ايضا في 61

6. And all who dwell above in the heaven received a command and power and one voice and one light like unto fire.

7. And that One (with) their first words they blessed,
And extolled and lauded with wisdom,
And they were wise in utterance and in the spirit of life.
p. 80

8. And the Lord of Spirits placed the Elect one on the throne of glory.
And he shall judge all the works of the holy above in the heaven,
And in the balance shall their deeds be weighed

9. And when he shall lift up his countenance
To judge their secret ways according to the word of the name of the Lord of Spirits,
And their path according to the way of the righteous judgement of the Lord of Spirits,
Then shall they all with one voice speak and bless,
And glorify and extol and sanctify the name of the Lord of Spirits.

فهو يقول عنه

رأت عيناي مختار الحق والإخلاص، العدالة ستسود في زمنه، والأبرار والمختارون، الذين لا يُحْصَي عددهم (سيمتثلون) أمامه والأبرار والمختارون كانوا كلَّهم أمامه بمثل جمال نور النار بحضوره لن تهلك العدالة أبدًا، ولن يفني الحق بوجوده " (6و7).

2 – هذا المختار سيجلس علي عرش المجد " سيجلس مختاري على عرش المجد وسيصنف أعمالهم " (3:45).

3 – كما يصفه أيضًا بالذي ينتمي إليه الحق " فسألت حول ابن الإنسان هذا أحد الملائكة القديسين الذي كان يرافقني ويبيِّن لي الأسرار كلها: " من هو؟ ومن أين جاء؟ ولماذا يرافق قديم الأيام؟ " فأجابني: " إنَّه ابن الإنسان الذي ينتمي إليه الحقّ، وقد أقام العدل معه، وهو الذي سيكشف كنز الأسرار كلَّه ابن الإنسان هذا

الذي رأيته سيرفع الملوك والجبابرة من مضاجعهم، والأقوياء من مقاعدهم سيفصم روابط الأقوياء وسيسحق أسنان الخطاة. سيطرد الملوك من عروشهم ومن ممالكهم لأنّضهم لا يُسبّحونه ولا يمجّدونه ولا يعترفون من أين جاءهم الملك. سيخفض وجوه الأقوياء، ويملؤها بالخجل " (1:46-4) .

4 – ثم يصفه في بقيَّة الإصحاحات كنورِ الأمم الموجود قبل الخليقة والذي سيسجد له جميع سكان الأرض " و(لفظ) اسمه بحضور قديم الأيام. قبل أنْ تُخلق الشمس والإشارات، قبل أنْ تُصنع نجوم السماء، كان اسمه قد أُعلن بحضور ربّ الأرواح. سيكون عصا للأبرار، وسيتكئون عليه بلا خوف من التعثّر. سيكون نور للأمم، سيكون أمل للذين يتألمَّون في قلبهم. أمامه سينحني ويسجد جميع سكان الأرض " (2:48-5). ثم يُؤكِّد بعد ذلك أنَّه أُعطي ابن الإنسان هذا كل الدينونة (27:69-29)، وأنَّه سيجلس علي عرش اللَّه (1:51-3؛6:61-8)

فهل بعد كل هذا يقول أحدهم ان النبوة عن مدعي نبوة؟ ولو قالوا ذلك فهم يؤلهوه ويدعوا انه الله

لان صفات المتكلم عنه هو

صاحب السلطان المطلق

صاحب المجد المطلق

له الملك والملكوت السماوات

له وحده التعبد من كل الشعوب والامم والالسنة

صاحب السلطان الابدي

صاحب الملك الابدي

الديان

الجالس على عرش الله

المسجود له ومتعبد من الجميع

فاعتقد ان المشكك يجب ان يتوب عما قاله في هذه الشبهة لأنه ادعي الوهية رسوله دون ان يدرك

اما عن الشق الإسلامي الذي استشهد به المشكك من سورة النجم وياليته ما استشهد به

فقد شرحت في ملف

مقارنة بين إشعياء 14 و سورة النجم

كارثية ان المتكلم بوضوح وهو النجم الهاوي الساقط شديد القوى هو الشيطان والذي أراد ان يرتفع مرتفعات السحاب الذي كان يريد ان يجلس في سدرة المنتهى او جبل الاجتماع ليصير مثل العلي ولكنه طرد وسقط ودنى وتدلى وهو الذي أوحى لرسول الإسلام. ولكني لا اريد ان اطيل في هذا الجزء فيكفيني الرد المسيحي وتوضيح ان النبوة تنطبق بوضوح على الرب يسوع المسيح وأيضا تعلن لاهوته ومكانته وانه هو الديان



والمجد لله دائما