هل شعب اسرائيل خالف وصية الفطير وقت الخروج؟ خروج 12 و خروج 13

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول سفر الخروج ان الرب اوصاهم ان بعد الفصح سبعة أيام لا يكون فيها خمير 

12: 15 سبعة ايام تاكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل

ولكن في نفس الاصحاح يقول انهم خرجوا بعجينهم قبل ان يختمر أي انهم كانوا سيصنعوا عجين مختمر

12: 34 فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر و معاجنهم مصرورة في ثيابهم على اكتافهم

فلماذا لم يقطعهم الرب من اسرائيل؟

 

الرد

 

في البداية وباختصار الرب لم يقطع شعب اسرائيل لانهم بالفعل لم ياكلوا خبزا مختمرا بل فطيرا بالفعل من يوم الفصح وليس لمدة سبع ايام فقط بل شهرا. فهم نفذوا الوصية ليس عن تعود لانها اول مرة ولم يعرفوا كيف يفعلوها سابقا بل الرب دربهم عليها لاجل الضرورة بسبب الظروف التي وضعوا فيها ولم يكن هناك وقت كافي.  فهذا كان تدريب جيد لهم ليعرفوا كيف ينفزوا هذا العيد. 

عيد الفصح يبدأ من اليوم الرابع عشر وعيد الفطير يبدأ من اليوم الرابع عشر مساء حتى 21 مساءً أي ليلة الاثنين وعشرين. وكانوا قبل العيد بيوم او اكثر يبدؤا ينظفوا البيت من كل خمير ويستمروا في تنقية البيت اكثر من يوم ويحرقون كل أثر لخبز مختمر في البيت. كانوا ينظفون البيت من أي أثر للخمير ويسير رب الأسرة بمصباح قبل اليوم الرابع عشر ليبحث عن أي كسرة خبز ويحرقها. بحيث عندما يكون بدأ اليوم الرابع عشر لا توجد اي كسرة بها خمير ساقطة في اي مكان 

ولكن ليتمكنوا من صنع الخبز بعد هذا العيد ولا يوجد عندهم اي خمير متبقي كانوا يقوموا بصنع خمير جديد وهو عن طريق اللبن الحامض المعروف باسم اللبن الخض

يعجن قليل من الدقيق بلبن الخض، ثم يترك حتى يطلع ويصبح جاهزا للاستعمال كخميرة تضاف إلى العجين أول مرة، ثم تترك قطعة من العجين كلما تم العجن لتضاف إلى العجين المقبل. وبعد خمس أو ست عمليات متتالية تصبح الخميرة التقليدية جاهزة للاستعمال. يمكن الحصول على نفس الخميرة أو نفس المفعول، باستعمال الخل أو عصير الحامض بدل اللبن الخل أو عصير الليمون أو التمر أو الزبيب عوض اللبن الحامض إذا تعذر وجوده 

فالرب أيضا بالاضافة الي تدريبهم على العيد بهذه الطريقة هو اصلا منعهم أن ياخذوا خمير أرض مصر بل ان يبدؤا بعد العبور بخمير جديد تماما.  (ساحاول ان اعود الي هذا في الجزء الروحي) بدليل انهم لم ياكلوا من الخمير في البرية بل اكلوا المن فطقوس عيد الفطير هذه عاشوها اربعين سنة تقريبا في البرية وعندما دخلوا ارض كنعان بدؤا يصنعوا لهم خمير جديدة في ارض الموعد.

 

وندرس الاعداد معا باختصار

سفر الخروج 12

12: 13 و يكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها فارى الدم و اعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر 

12: 14 و يكون لكم هذا اليوم تذكارا فتعيدونه عيدا للرب في اجيالكم تعيدونه فريضة ابدية 

12: 15 سبعة ايام تاكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل 

12: 16 و يكون لكم في اليوم الاول محفل مقدس و في اليوم السابع محفل مقدس لا يعمل فيهما عمل ما الا ما تاكله كل نفس فذلك وحده يعمل منكم 

12: 17 و تحفظون الفطير لاني في هذا اليوم عينه اخرجت اجنادكم من ارض مصر فتحفظون هذا اليوم في اجيالكم فريضة ابدية 

12: 18 في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي و العشرين من الشهر مساء 

12: 19 سبعة ايام لا يوجد خمير في بيوتكم فان كل من اكل مختمرا تقطع تلك النفس من جماعة اسرائيل الغريب مع مولود الارض 

12: 20 لا تاكلوا شيئا مختمرا في جميع مساكنكم تاكلون فطيرا

نلاحظ أن عيد الفطير كما ذكرت سابقا يحتاج اعداد له بتنقية البيت من الخمير بيوم او اكثر قبله بحيث عندما يبدأ اليوم الرابع عشر لا يكون هناك اي خمير في البيت ولكن هذا لم يتوفر لليهود لان الرب قال لموسى ليلة الرابع عشر أو قبل بداية ليلة الرابع عشر بساعات قليله لا يمكنهم ان يقوموا بالتخلص من كل الخمير وبخاصة أن العجين بدأ اعداده لليوم التالي بالفعل لم يوضع فيه الخمير بعد وهو يحتاج الي ليلة بعد اضافة الخمير لكي يختمر. 

اذا فهمنا ان الزمن المطلوب للاستعداد لعيد الفطير لم يكن متوفر وتاكيدا على هذا نقراء في الاعداد التالية ان عندما كلم الرب موسى وموسى كلم الشعب هو كان يوم الفصح بالفعل  

12: 21 فدعا موسى جميع شيوخ اسرائيل و قال لهم اسحبوا و خذوا لكم غنما بحسب عشائركم و اذبحوا الفصح 

12: 22 و خذوا باقة زوفا و اغمسوها في الدم الذي في الطست و مسوا العتبة العليا و القائمتين بالدم الذي في الطست و انتم لا يخرج احد منكم من باب بيته حتى الصباح 

12: 23 فان الرب يجتاز ليضرب المصريين فحين يرى الدم على العتبة العليا و القائمتين يعبر الرب عن الباب و لا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب 

12: 24 فتحفظون هذا الامر فريضة لك و لاولادك الى الابد 

12: 25 و يكون حين تدخلون الارض التي يعطيكم الرب كما تكلم انكم تحفظون هذه الخدمة 

12: 26 و يكون حين يقول لكم اولادكم ما هذه الخدمة لكم 

12: 27 انكم تقولون هي ذبيحة فصح للرب الذي عبر عن بيوت بني اسرائيل في مصر لما ضرب المصريين و خلص بيوتنا فخر الشعب و سجدوا 

12: 28 و مضى بنو اسرائيل و فعلوا كما امر الرب موسى و هرون هكذا فعلوا 

12: 29 فحدث في نصف الليل ان الرب ضرب كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه الى بكر الاسير الذي في السجن و كل بكر بهيمة

اذا فهمنا ان الوقت كان كافي لاعداد الفصح ولكنه لم يكن كافي للاستعداد للفطير فقط العجين تم ولكن لم يوضع فيه خمير 

12: 30 فقام فرعون ليلا هو و كل عبيده و جميع المصريين و كان صراخ عظيم في مصر لانه لم يكن بيت ليس فيه ميت 

12: 31 فدعا موسى و هرون ليلا و قال قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما و بنو اسرائيل جميعا و اذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم 

12: 32 خذوا غنمكم ايضا و بقركم كما تكلمتم و اذهبوا و باركوني ايضا 

12: 33 و الح المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الارض لانهم قالوا جميعنا اموات 

12: 34 فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر و معاجنهم مصرورة في ثيابهم على اكتافهم

فهم بدل من ان ينقوا البيت من الخمير لكي لا يكون معهم خمير قديم ولا يتلامسوا معه وقت الفصح هم انفسهم خرجوا من كل بيوتهم وبدؤا رحلة الخروج ولم يكن معهم اي خمير وبهذا وبمعرفة الرب السابقة نفذوا وبدقة وصايا عيد الفطير بعدم وجود خبز مختمر معهم بسبب الظروف.  

وايضا العدد التالي يؤكد ذلك  

12: 39 و خبزوا العجين الذي اخرجوه من مصر خبز ملة فطيرا اذ كان لم يختمر لانهم طردوا من مصر و لم يقدروا ان يتاخروا فلم يصنعوا لانفسهم زادا

ولهذا احتاج الرب ان يكرر الامر ليشرح لليهود بعد خروجهم من ارض مصر أن هذا ما يجب ان يفعلوه 

سفر الخروج 13

13: 3 و قال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا و لا يؤكل خمير 

13: 4 اليوم انتم خارجون في شهر ابيب 

13: 5 و يكون متى ادخلك الرب ارض الكنعانيين و الحثيين و الاموريين و الحويين و اليبوسيين التي حلف لابائك ان يعطيك ارضا تفيض لبنا و عسلا انك تصنع هذه الخدمة في هذا الشهر 

13: 6 سبعة ايام تاكل فطيرا و في اليوم السابع عيد للرب 

13: 7 فطير يؤكل السبعة الايام و لا يرى عندك مختمر و لا يرى عندك خمير في جميع تخومك 

13: 8 و تخبر ابنك في ذلك اليوم قائلا من اجل ما صنع الي الرب حين اخرجني من مصر

فهم بالفعل نفزوا الوصية جزء منها كان باضطرار ولكن الرب دبر هذا لكي لا ياخذوا معهم من خميرة مصر ثم شرح لهم مرة اخرى الوصية بتفصيل 

اذا فهمنا أن الرب لم يعاقب اليهود اولا لانهم بالفعل لم ياكن معهم خمير ثانيا هم نفزوا المطلوب عن التنقية ولكن بطريقة فيها ضرورة وليس باستعداد مسبق. 

 

أيضا يجب أن نعرف الخبز اليهودي والفطير اليهودي

الخبز اليهودي التقليدي الشهير 

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f1/Shabbat_Challos.jpg/275px-Shabbat_Challos.jpg

هو عبارة عن دقيق وماء وسكر وخمير وملح (واحيانا يضاف اليه القليل من البيض) ويعد من الليلة السابقة ويترك ليختمر فهو يحتاج ليلة كاملة ليصبح خبز مختمر. اما الفطير هو نفس المكونات السابقة ولكن لا يضاف اليه خميرة ولا يحتاج وقت للتخمير. 

والخميرة هي بقايا العجين اليوم السابق يترك قطعة منه وتصبح هي خميرة العجين الجديد. وهي المعروفة باسم الخميرة التقليدية القديمة. 

وملحوظة هامة وهي أن الخميرة التقليدية (الخميرة البلدي) هي عبارة عن مجموعات مختلفة من السلاسلات من البكتريا مثل 

L. plantarum.
- L. buchnerii.

- L. delbrueki.

- L. brevis.

- L. sanfrancisco.

- Leu. dextranicum.

- Leu. mesenteroides.

- P. acidilactis.

- L. casei.

- Pediococcus sp.

وبالفعل نوع الكائن وتركيزه يختلف من منطقة الي منطقة. فالرب عندما اخرج شعبه نقاهم ليس فقط من خطايا مصر بل نقاهم من خمير مصر بالكامل.

فهو مثلما قال المسيح لتلاميذه 

انجيل متى 16

6 وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ».
7 فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزًا».
8 فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزًا؟
9 أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ؟ وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ؟
10 وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَلاً أَخَذْتُمْ؟
11 كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟»
12 حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ.

فالرب يريد ايضا تنقية شعبه من خمير ارض بمصر بمعنة التعاليم الفاسدة في ارض مصر من عبادات وثنية في هذا الوقت.

ايضا استعمال الخمير محظورًا في التقدمات للرب (لا 2: 11)، وذلك لأن لأن التخمر يتضمن التحلل والفساد، وكان كل شيء متحلل أو متعفن يعتبر نجسًا وايضا التخمير كان رمزًا إلى الفساد ويرمز إلى التعاليم الفاسدة (متى 16: 11 ومرقس 8: 15) وإلى الشر في قلب الإنسان (1 كو 5: 6- 8 وغلا 5: 9) لكن استثناء من هذا كانت تقرب "أقراص خبز خمير..." على ذبيحة شكر السلامة " يقرب منه واحدًا من كل قربان رفيعة للرب. ويكون للكاهن الذي يرش دم ذبيحة السلامة" (لا 13:7 و14)، ومعنى هذا أن هذه الأقراص لم تكن توقد على المذبح. ولم يكن يسمح لليهود باستعمال الخمير خلال أيام الفصح، وذلك رمز إلى الحياة عديمة الفساد التي تتطلبها خدمة الله الحقة. ولهذا يشير إلى الدخول في الإيمان المسيحي؛ حيث أنه يمثل الميول الداخلية الخالية من الشر والخبث (الخميرللمعمدين الجدد. فلهذا عندما اخرب الرب شعبه جعلهم لا يكون معهم اي عجين مختمر بل فطير نقى للحياة الجديدة.  المسيح بصليبه أسس كنيسته لتكون طاهرة لا عيب فيها ولا غضن (أف25:5، 27) وعلينا كمؤمنين مات المسيح عنا أن نقضي أيام غربتنا وقد اعتزلنا الشر (1كو13:5+ خر15:12). وكان رمزًا لهذا يأتي كل رجل يهودي ليلة الفصح ويفتش في منزله ويبحث عن أي قطعة خبز مختمر ليعزلها بعيدًا عن منزله. ومعنى هذا أنه بعد أن ذُبِحَ المسيح لأجلي فكيف أرضى وأسمح بوجود خطية في حياتي. وهذا لمدة العمر كله (7أيام رمز للكمال، كل الحياة) واليهود كانوا يفهمونها أنهم خرجوا من مصر وحملوا عجينهم الذي لم يختمر (خر34:12). وهكذا نحن إذا أردنا أن نعبر من العبودية للحرية علينا أن لا نضع أي شر في قلوبنا أو أن نعزله لو وُجِدَ ونتخلى عنه.

 

والمجد لله دائما