هل ملكوت السماوات يختطف من أيام يوحنا المعمدان ام من أيام موسى متى 11 ولوقا 16

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

خاطب يسوع اليهود وقال لهم إن الغاصبون يغتصبون ملكوت السماوات، فهل أعلمهم أنهم يغتصبونه من أيام يوحنا المعمدان أو من أيام موسى؟ 

من أيام يوحنا المعمدان: (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.) متى 11: 12-13
من أيام موسى: (16«كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ.) لوقا 16: 16

 

الرد 

 

الحقيقة ما قاله المشكك غير صحيح بل غير امين أيضا فالعددين في بشارة متى وبشارة لوقا الاثنين يميزوا بين فترتين الفترة الأولى هي من أيام الأنبياء الى اول بداية خدمة يوحنا المعمدان والفترة الثانية من بداية خدمة يوحنا المعمدان الى الوقت الذي يتكلم فيه المسيح والفترتين بهما مقدرة على اختطاف ملكوت الله ولكن بهما اختلاف هام جدا وهو ان الناموس والانبياء يتنبؤا عن مجيء المخلص وفيها من كان يرقد كان يرقد على الرجاء

سفر زكريا 9: 12

 

ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِالْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ.

 

سفر المزامير 9: 18

 

لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى الْمِسْكِينُ إِلَى الأَبَدِرَجَاءُ الْبَائِسِينَ لاَ يَخِيبُ إِلَى الدَّهْرِ.

 

سفر إرميا 31: 17

 

وَيُوجَدُ رَجَاءٌ لآخِرَتِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. فَيَرْجعُ الأَبْنَاءُ إِلَى تُخُمِهِمْ.

فمن كان يرقد في زمن الأنبياء لم يكن يستطيع ان يخطف الملكوت ولكن له رجاء ان يأتي المخلص فيخرجه من المحبس الي الملكوت 

اما من بداية يوحنا المعمدان فبدأ عصر جديد وهو عصر الاعداد للملكوت نفسه ولهذا من كان يقبل كلام يوحنا المعمدان ويتوب ويتعمد هذا كان يتنقى قلبه وقبل المسيح ربا ومخلصا وهذا خطف الملكوت ولم يحتاج ان يدخل المحبس أولا. 

فمتى البشير ولوقا البشير الاثنين وضحوا الفرق بين العصرين 

 وهذا ما سأشرحه بشيء من التفصيل 

 

انجيل متى 11

مت 11 :7 وبينما ذهب هذان ابتدا يسوع يقول للجموع عن يوحنا ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا اقصبة تحركها الريح 

مت 11 :8 لكن ماذا خرجتم لتنظروا اانسانا لابسا ثيابا ناعمة هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيوت الملوك 

مت 11 :9 لكن ماذا خرجتم لتنظروا انبيا نعم اقول لكم وأفضل من نبي 

مت 11 :10 فان هذا هو الذي كتب عنه ها انا أرسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك 

الرب يسوع المسيح في هذا المقطع يتكلم عن يوحنا المعمدان ودوره ومن هو 

يوحنا المعمدان هو الفاصل بين العهد القديم والعهد الجديد وهو اخر انبياء العهد القديم 

وهو الذي بدأ يعد الشعب بمعمودية التوبة لقبول ملكوت المسيح 

بل يوحنا المعمدان هو تم التنبؤ عنه في العهد القديم في إشعياء 40 وملاخي على انه الملاك الذي يهيئ الطريق للمسيح فهو أفضل من نبي فلا يوجد نبي تنبأ آخر عن مجيئه. الوحيد الذي جاءت عنه نبوات من أنبياء العهد القديم (غير المسيح طبعًا) هو يوحنا المعمدان (ملا 1:3 + أش 3:40). وتنبأ ملاك بولادته (لو 13:1) وامتلأ بالروح من بطن أمه (لو 15:1 + لو 44:1). وكل الأنبياء تنبأوا عن المسيح، أما يوحنا فأعد له الطريق مباشرة. كل الأنبياء أشتهوا أن يروا المسيح ولم يروه، أما يوحنا فرآه.

مت 11 :11 الحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت السماوات أعظم منه 

بالطبع المسيح صاحب الملكوت رغم انه أصغر سنا من يوحنا هو أعظم من يوحنا الذي يعد الطريق للملكوت وأيضا من يرث الملكوت بالتواضع والمعمودية أعظم من البر بالناموس 

ما سبق كان عن يوحنا المعمدان وهو على الأرض. ولكن بعد أن فتح السيد المسيح الفردوس للبشر، ودخل أباء وأبرار العهد القديم ودخل معهم أبرار العهد الجديد كان هناك كلامًا آخر، فالكنيسة المقدسة تضع ترتيب السمائيين هكذا مريم العذراء أولًا ثم الملائكة ثم يوحنا المعمدان ثم الشهداء ثم القديسين والأبرار.

مت 11 :12 ومن ايام يوحنا المعمدان الى الان ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه 

من أيام يوحنا = هنا المسيح يتكلم عن بداية خدمة يوحنا والاعداد للمسيح بمعمودية التوبة وهي التي فيها كان كان يوحنا المعمدان نهاية للعهد القديم، وبه يبدأ العهد الجديد، به انتهت رسالة الأنبياء، ومن يوم ابتدأ خدمته في تعميد التائبين بدأت خدمة ملكوت السموات، لأن هؤلاء التائبين صاروا مستعدين لقبول المسيح، بل مستعدين أيضًا لمعرفته. وما دفع الناس للتغصب أيام يوحنا المعمدان هو تعليم المعمدان وإنذاراته مما وضع الخوف في قلوب الناس فاندفعوا يسألون ماذا نفعل (لو3: 10). وكانت دعوة المعمدان توبوا، ومن تجاوب معه وقدم توبة تنقى قلبه فعرف المسيح. وكان هذا هو دور المعمدان أي تمهيد الطريق للمسيح.

فهذا يذكره المسيح كسبب آخر لعظمة يوحنا المعمدان، إذ بتعليمه ومناداته بالتوبة جعل الكثيرين يجاهدون ويتوبون فيغتصبون ملكوت السموات فمنذ ظهور يوحنا المعمدان مناديًا بدعوة التوبة واليهود يتزاحمون عليه ويقدمون توبة في جهاد، واعتمدوا على يديه وغيروا سيرتهم ونبذوا خطيتهم فبهذا هم يغتصبون ملكوت السموات. ويوحنا اعد الكل لقبول المسيح كما نرى وبخاصه بعد سنجه أرسل تلاميذه ليصيروا تلاميذا للمسيح.

مت 11 :13 لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنباوا 

الناموس والأنبياء كانا يتنبآن عن المسيح ومجيئه، وكانا يكلمان اليهود عن الطقوس والفرائض القديمة التي ترمز للمسيح هذا الي يوحنا المعمدان. وكان من يقبل كلامهم يصبح بار ولكنه لا يخلص بل يذهب الى الاسر ولكنه يرقد على رجاء مجيء المخلص الذي يخلصه من الهاوية

أمّا يوحنا المعمدان الذي بدأ بمعمودية التوبة تمهيدا للمسيح فقد بدأ فعلًا الاستعداد لنشر هذا الملكوت السماوي في العالم. لقد اكتمل وانتهى عصر طقوس الناموس التي كانت تشير للمسيح، فالمسيح نفسه أتى، وها هي النبوات قد تحققت، وبدأ تأسيس ملكوت الله. كان هذا بدءًا من يوحنا المعمدان وحتى الآن. فكما قلت يوحنا المعمدان بدا خدمة ليس تنبؤ فقط بل اعداد لقبول المسيح ومن كان يقبل كلام يوحنا المعمدان ويتوب ويتعمد هذا كان يتنقى قلبه وقبل المسيح ربا ومخلصا وهذا خطف الملكوت ولم يحتاج ان يدخل المحبس أولا. 

 

ولوقا البشير يقول نفس الامر 

انجيل لوقا 16

16 :16 كان الناموس والانبياء الى يوحنا ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه

أولا فترة زمنية هي الناموس والانبياء وهذه تنتهي ببداية خدمة يوحنا المعمدان. لان الناموس والانبياء تنبأ عن المسيح.

اما فترة يوحنا المعمدان من بداية خدمته فهي لم تكن تنبؤ فقط بل تبشير بملكوت الله (ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله) وهذا التبشير جعل كل من يقبل التوبة يتنقى ويستعد وهذا قبل المسيح واختطف الملكوت لنفسه

فهذا العدد يوضح ان بداية خدمة يوحنا المعمدان هو الخط الفاصل بين العهدين القديم والجديد 

انجيل يوحنا 1

1 :19 و هذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة و لاويين ليسالوه من انت 

1 :20 فاعترف و لم ينكر و اقر اني لست انا المسيح 

1 :21 فسالوه اذا ماذا ايليا انت فقال لست انا النبي انت فاجاب لا 

1 :22 فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا ماذا تقول عن نفسك 

1 :23 قال انا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي 

1 :24 و كان المرسلون من الفريسيين 

1 :25 فسالوه و قالوا له فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح و لا ايليا و لا النبي 

1 :26 اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه 

1 :27 هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه 

1 :28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد 

1 :29 و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم 

1 :30 هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي 

1 :31 و انا لم اكن اعرفه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء 

1 :32 و شهد يوحنا قائلا اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه 

1 :33 و انا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا و مستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس 

1 :34 و انا قد رايت و شهدت ان هذا هو ابن الله 

فالأنبياء تنبؤا ولم يروا بعينهم ام يوحنا المعمدان لم يتنبأ فقط بل شهد لان المسيح امامه عيانا ولهذا شهادته حق وأيضا هو اعد الطريق لبداية خدمة المسيح ومن سمعوا شهادته وأيضا تعمدوا على يده بمعمودية التوبة وقبلوا المسيح خطفوا الملكوت. 

فأين الاختلاف الذي ادعاه المشكك؟

 

والمجد لله دائما