الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل الرب يبطل الشيء الصالح

2صم 17: 14

هل الرب يبطل الشيء الصالح؟ 2صم 17: 14

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

هل تتخيل أيها المؤمن أن من صفات الرب فى الكتاب المقدس أنه إله الشر والضلال والتشويش والتفرقة؟ 
الرب يخلق الشر ويدمر الخير: (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14

 

الرد

 

المشكك يقلب الحقيقة بتدليس فابشالوم واخيتوفل هم الأشرار في هذا الموقف ضد داود النبي والملك. ولكن باختصار العدد يقول ان مشورة اخيتوفل الشرير كانت مناسبة لابشالوم الشرير وضد داود فالرب أبطلها دفاعا عن المظلومين مثل داود ورجاله. وحتى أسلوب الابطال كان فقط عن طريق رفض ابشالوم لمشورة اخيتوفل رغم ان الرب لم يجبره ولكن بسماح من الرب. 

 

مع ملاحظة شيء هام 

كان يوجد معتقدات بتعدد الالهة والرب باستمرار يؤكد لشعبه انه لا يوجد سوي إله واحد وهو يهوه وهو الذي لا يتم امر الا بالسماح منه اولا وحتى الارواح الشريرة لا تعمل بحرية ولكن تعمل فقط متي سمح الرب. وحتى تصرفات الأشرار لا يستطيعوا ان يفعلوا شرور الا لو الرب سمح. مع ملاحظة ان سماح الرب لا يعني إرادة الرب فالرب يسمح بعقاب الأشرار رغم ان ارادته خلاص الجميع ولكن لن يجبر الأشرار لأنه لا يجبر أحد. 

 

أولا لغويا 

كلمة صالحة كوصف لمشورة اخيتوفل هي لا يقصد بها انها خير ولكن المقصود بها انها كانت مناسبة لخطة ابشالوم الشرير فهي كانت جيدة له ورفضها 

والدليل ان كلمة توبي 

H2896

טוב

ṭôb

BDB Definition:

1) good, pleasant, agreeable (adjective)

جيد حسن مناسب

وفي هذا العدد هي تعني ان مشورة اخيتوفل الشرير كانت مناسبة لابشالوم الشرير وشهواته الشريرة لقتل داود.

 

سياق الكلام 

 

ابشالوم انقلب على داود وكان يريد قتل داود وكل رجاله 

سفر صموئيل الثاني 15

15 :10 و ارسل ابشالوم جواسيس في جميع اسباط اسرائيل قائلا اذا سمعتم صوت البوق فقولوا قد ملك ابشالوم في حبرون 

15 :11 و انطلق مع ابشالوم مئتا رجل من اورشليم قد دعوا و ذهبوا ببساطة و لم يكونوا يعلمون شيئا 

15 :12 و ارسل ابشالوم الى اخيتوفل الجيلوني مشير داود من مدينتة جيلوه اذ كان يذبح ذبائح و كانت الفتنة شديدة و كان الشعب لا يزال يتزايد مع ابشالوم 

15 :13 فاتى مخبر الى داود قائلا ان قلوب رجال اسرائيل صارت وراء ابشالوم 

15 :14 فقال داود لجميع عبيده الذين معه في اورشليم قوموا بنا نهرب لانه ليس لنا نجاة من وجه ابشالوم اسرعوا للذهاب لئلا يبادر و يدركنا و ينزل بنا الشر و يضرب المدينة بحد السيف 

15 :15 فقال عبيد الملك للملك حسب كل ما يختاره سيدنا الملك نحن عبيده 

15 :16 فخرج الملك و جميع بيته وراءه و ترك الملك عشر نساء سراري لحفظ البيت 

واخيتوفل كان شرير وخاطئ ولكن للأسف كانوا يقبلوا كلامه 

سفر صموئيل الثاني 16 

16 :20 و قال ابشالوم لاخيتوفل اعطوا مشورة ماذا نفعل 

16 :21 فقال اخيتوفل لابشالوم ادخل الى سراري ابيك اللواتي تركهن لحفظ البيت فيسمع كل اسرائيل انك قد صرت مكروها من ابيك فتتشدد ايدي جميع الذين معك 

16 :22 فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح و دخل ابشالوم الى سراري ابيه امام جميع اسرائيل 

وبالفعل اخيتوفل أراد ان يطارد داود ويقتله 

سفر صموئيل الثاني 17

17 :1 و قال اخيتوفل لابشالوم دعني انتخب اثني عشر الف رجل و اقوم و اسعى وراء داود هذه الليلة 

17 :2 فاتي عليه و هو متعب و مرتخي اليدين فازعجه فيهرب كل الشعب الذي معه و اضرب الملك وحده 

فالرب في هذا الموقف يدافع عن داود والمظلومين الذين معه من ابشالوم واخيتوفل الأشرار 

وبدا مساعدة الرب لداود عندما صلى داود فارشد الرب داود ان يجعل حوشاي الاركي يرجع اورشليم 

سفر صموئيل الثاني 15

15 :31 و اخبر داود و قيل له ان اخيتوفل بين الفاتنين مع ابشالوم فقال داود حمق يا رب مشورة اخيتوفل 

15 :32 و لما وصل داود الى القمة حيث سجد لله اذا بحوشاي الاركي قد لقيه ممزق الثوب و التراب على راسه 

15 :33 فقال له داود اذا عبرت معي تكون علي حملا 

15 :34 و لكن اذا رجعت الى المدينة و قلت لابشالوم انا اكون عبدك ايها الملك انا عبد ابيك منذ زمان و الان انا عبدك فانك تبطل لي مشورة اخيتوفل 

15 :35 اليس معك هناك صادوق و ابياثار الكاهنان فكل ما تسمعه من بيت الملك فاخبر به صادوق و ابياثار الكاهنين 

15 :36 هوذا هناك معهما ابناهما اخيمعص لصادوق و يوناثان لابياثار فترسلون على ايديهما الي كل كلمة تسمعونها 

15 :37 فاتى حوشاي صاحب داود الى المدينة و ابشالوم يدخل اورشليم 

فعندما نصح اخيتوفل ابشالوم بان يطارد داود في نفس الليلة ليقتله الرب أرشد حوشاي ان يعطل هذا. ولكن مع ملاحظة ان ليس كل كلام حوشاي هو من الرب. فقط الرب سمح له ان يفكر في تعطيل ابشالوم 

سفر صموئيل الثاني 17

17 :1 و قال اخيتوفل لابشالوم دعني انتخب اثني عشر الف رجل و اقوم و اسعى وراء داود هذه الليلة 

17 :2 فاتي عليه و هو متعب و مرتخي اليدين فازعجه فيهرب كل الشعب الذي معه و اضرب الملك وحده 

17 :3 و ارد جميع الشعب اليك كرجوع الجميع هو الرجل الذي تطلبه فيكون كل الشعب في سلام 

17 :4 فحسن الامر في عيني ابشالوم و اعين جميع شيوخ اسرائيل 

17 :5 فقال ابشالوم ادع ايضا حوشاي الاركي فنسمع ما يقول هو ايضا 

17 :6 فلما جاء حوشاي الى ابشالوم كلمه ابشالوم قائلا بمثل هذا الكلام تكلم اخيتوفل انعمل حسب كلامه ام لا تكلم انت 

17 :7 فقال حوشاي لابشالوم ليست حسنة المشورة التي اشار بها اخيتوفل هذه المرة 

17 :8 ثم قال حوشاي انت تعلم اباك و رجاله انهم جبابرة و ان انفسهم مرة كدبة مثكل في الحقل و ابوك رجل قتال و لا يبيت مع الشعب 

17 :9 ها هو الان مختبئ في احدى الحفر او احد الاماكن و يكون اذا سقط بعضهم في الابتداء ان السامع يسمع فيقول قد صارت كسرة في الشعب الذي وراء ابشالوم 

17 :10 ايضا ذو الباس الذي قلبه كقلب الاسد يذوب ذوبانا لان جميع اسرائيل يعلمون ان اباك جبار و الذين معه ذوو باس 

17 :11 لذلك اشير بان يجتمع اليك كل اسرائيل من دان الى بئر سبع كالرمل الذي على البحر في الكثرة و حضرتك سائر في الوسط 

17 :12 و ناتي اليه الى احد الاماكن حيث هو و ننزل عليه نزول الطل على الارض و لا يبقى منه و لا من جميع الرجال الذين معه واحد 

17 :13 و اذا انحاز الى مدينة يحمل جميع اسرائيل الى تلك المدينة حبالا فنجرها الى الوادي حتى لا تبقى هناك و لا حصاة 

17 :14 فقال ابشالوم و كل رجال اسرائيل ان مشورة حوشاي الاركي احسن من مشورة اخيتوفل فان الرب امر بابطال مشورة اخيتوفل الصالحة (مناسبة لابشالوملكي ينزل الرب الشر بابشالوم 

كما قلت سابقا في الجزء اللغوي ان كلمة تبي تعني مناسب وكما اتضح من سياق الكلام ان مشورة اخيتوفل كانت مناسبة للغرض الشرير لابشالوم 

فبالفعل مشورة اخيتوفل الشريرة كانت ستقود ابشالوم ان يقتل داود فهي كانت مناسبة له ولكن الرب ابطلها بان ارشد حوشاي ان يفكر في شيء عكس مشورة اخيتوفل 

حوشاى أراد أن يعطى فرصة لداود لينظم نفسه وفرصة ليخبره فلا يفاجأ. وبحكمة أجاب حوشاى أي كان كلامهُ مقنعًا لمن سمعوه وملخص ما قاله:-

1- أن داود رجل حرب وهو بالتأكيد أعد عدته لمثل مشورة أخيتوفل ومؤكد أنه لن يبيت وسط رجالهُ بل سيختفي في شق أو مغارة في الجبل يصعب اكتشافها وستقوم حرب طاحنة بين رجال داود ورجال إبشالوم بلا فائدة لأنهم لن يجدوا داود ويبقى داود لينغص على إبشالوم فهناك جمهور مؤيد لداود. 

2- أن إبشالوم يواجه داود وهو رجل حرب يخطط جيدًا فينبغي التروى حتى لا ينهزم جيش إبشالوم فيفقد الشعب الثقة فيه. وخبر أي هزيمة ينتقل بسرعة (هذا معنى آية 9). 

3- أن داود الجريح ورجاله الآن ليسوا ضعفاء فهم أنفسهم مرة كدبة مثكل في الحقل والجندي الجريح نفسيًا يحارب بقوة وضراوة. فإذا كان أصلًا جبار (أية 10) فكم وكم تكون قوتهم. والهزيمة الأولى ستلقى الرعب في قلوب رجال إبشالوم (آية 10). 

4- إبشالوم الآن كملك شعبه يمتد من دان إلى بئر سبع فليستخدم إمكانياتهم ويعد جيش كبيرًا جدًا ولا يكتفي بـ12,000 حتى لا يتعرضوا للهزيمة وينزل كالطل على الأرض (مثل يدل على كثرة عدد الجيش). وإن إختبأ في مدينة= وإذا انحاز إلى مدينة= أي إذا إختبأ داود داخل أسوار مدينة فليدمروا هذه المدينة ولا يتركوا حجرًا على حجر (معنى آية 12) وعجيب أن يفرح إبشالوم بهذا الحل أن يدمر مدينة بشعبها. وداود هرب من أورشليم حتى لا يضربها إبشالوم بحد السيف، هذا هو الفارق بين الراعي الحقيقي والذئب (يو10: 10-12). 

5- حتى يجد الكلام صدى في نفسية هذا الشاب المتكبر الأرعن ضرب حوشاى على وتر حساس. فبعد أن تجمع يا مولاى هذا الجيش الجبار وحضرتك سائر في الوسط (أية 11) وتركه يتيه فخرًا وزهوًا بنفسه متصورًا هذا المنظر العظيم أنه في وسط جيش من مئات الألوف يقودهم ليبيدوا كل رجال داود ولا يبقى منهم واحد (أية 12) ومن السهل جدًا أن يُخدع الإنسان المتكبر، فقط بأن تقول لهُ ما يشبع كبرياءهُ أمّا المتواضع فلا يمكن خداعه بهذا. 

هذه النقاط التي أثارها حوشاى أرعبت إبشالوم من التسرع وأشبعت كبرياءهُ ولم يُدرك أن كثيرين مازالوا متعلقين ببطلهم داود. ولكن لكي يتعلق الكل به فهذا يحتاج لوقت طويل. فالله الذي كان يرشد أخيتوفل أيام ما كان صالح قبل ان يصبح شرير ويشير بالشر ها هو يبطلها بمشورة حوشاى ليعطى النصرة لداود ورجاله الأمناء، هذه هي يد الله العاملة عبر الأجيال لحساب مؤمنيه. 

وسماح الرب هو أيضا ان ترك ابشالوم لشره وان يسمع لشيطان التكبر الذي فيه ان يدفعه ان يتكبر ويفكر في ان يقود جيش عظيم. 

والغريب ان اخيتوفل لم يرجع ويتوب ولكن كان رد فعله انه انتحر 

سفر صموئيل الثاني 17

17 :23 و اما اخيتوفل فلما راى ان مشورته لم يعمل بها شد على الحمار و قام و انطلق الى بيته الى مدينته و اوصى لبيته و خنق نفسه و مات و دفن في قبر ابيه

وهو انتحر من أجل كرامته الذاتية فقد قبلوا مشورة حوشاى وتركوا مشورته. وصار أخيتوفل هذا رمزًا ليهوذا الذي خان سيده وخنق نفسه

 

فالرب في هذا مع الضعفاء والصالحين وضد الاشرارة الخطاة. وسماح الرب هو أيضا ان ترك ابشالوم لشره وان يسمع لشيطان التكبر الذي فيه ان يدفعه ان يتكبر ويفكر في ان يقود جيش عظيم 

 

والمجد لله دائما