الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل الرب يعطي كل من يسال ام لا يستجيب

لو 11: 10يع 1أي 24أي 30أي 40أي 42

هل الرب يعطي كل من يسال ام لا يستجيب؟ لوقا 11: 10 ويعقوب 1 وأيوب 24 و30 و40 و42

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول وحي لوقا ويعقوب إن الرب جوَّاد سخي، يعطى كل من يسأله: (10لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.) لوقا 11: 10
(5وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. 6وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. 7فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.) يعقوب 1: 5-7
إلا أنه من يقرأ أقوال الرب الموحى بها إلى أيوب، يجد أن أيوب كان يستصرخ الرب ويدعوه فلا يُستجاب إليه: (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) أيّوب 30: 20-21
(12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) أيوب 24: 12

الرد

 

الحقيقة المشكك يدلس وبشدة في هذه الشبهة فهو يعرف جيدا ان في نهاية سفر ايوب الرب استجاب لأيوب وشفاه وعوضه اضعاف ما فقد اثناء التجربة 

فما يستشهد به المشكك ويقتطع اعداد من وسط كلام أيوب هو فقط تعبيرات الم من أيوب قبل ان يستجيب له الرب بل أيوب ندم على ما قاله من تعبيرات مثل ان الله لا يستجيب في اخر السفر 

أيوب بدات تتسرب في قلبه خطية وبسبب التجربة تكشف حتي اعلنها الله له وتاب عنها 

فايوب خطيته هي البر الذاتي فهو كان بار في عين نفسه وهذه الخطية التي لم يعرفها اي احد في البداية ولا الشيطان ولا حتي ايوب نفسه الا الله فقط لان الله هو فاحص القلوب والكلي 

سفر إرميا 17: 10

 

أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23

 

وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.

فالذي يعرف خطية البر الذاتي وراها تظهر في ايوب هو الله اما الشيطان الذي اراد ان يجرب ايوب اعتقادا انه يتبع الرب لاجل عطاياه 

فقال السفر 

32: 1 فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة ايوب لكونه بارا في عيني نفسه 

32: 2 فحمي غضب اليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام على ايوب حمي غضبه لانه حسب نفسه ابر من الله 

بل هو اعترف دون ان يدرك عندما قال 

سفر ايوب 30

30: 1 و اما الان فقد ضحك علي اصاغري اياما الذين كنت استنكف من ان اجعل ابائهم مع كلاب غنمي 

فهو بالفعل كان عنده بر ذاتي وهو يعتقد انه ابر من الكل بل ابر من الله 

سفر أيوب 27: 5

 

حَاشَا لِي أَنْ أُبَرِّرَكُمْ! حَتَّى أُسْلِمَ الرُّوحَ لاَ أَعْزِلُ كَمَالِي عَنِّي.

 

سفر أيوب 31: 6

 

لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ، فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.

 

سفر أيوب 27: 6

 

تَمَسَّكْتُ بِبِرِّي وَلاَ أَرْخِيهِقَلْبِي لاَ يُعَيِّرُ يَوْمًا مِنْ أَيَّامِي.

فهو وصل في اعتقاده في بره الذاتي انه اعتبر ان الله هو الذي نزع حقه 

سفر أيوب 27: 2

 

«حَيٌّ هُوَ اللهُ الَّذِي نَزَعَ حَقِّي، وَالْقَدِيرُ الَّذِي أَمَرَّ نَفْسِي،

بل هو يريد احد يحضر الله الي المحاكمة ليظهر نفسه بار امام الرب

سفر ايوب 9

19 إِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ قُوَّةِ الْقَوِيِّ، يَقُولُ: هأَنَذَا. وَإِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ الْقَضَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُحَاكِمُنِي؟
20 إِنْ تَبَرَّرْتُ يَحْكُمُ عَلَيَّ فَمِي، وَإِنْ كُنْتُ كَامِلاً يَسْتَذْنِبُنِي.
21 «كَامِلٌ أَنَا. لاَ أُبَالِي بِنَفْسِي. رَذَلْتُ حَيَاتِي.

32 لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَانًا مِثْلِي فَأُجَاوِبَهُ، فَنَأْتِي جَمِيعًا إِلَى الْمُحَاكَمَةِ.
33 لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا.
34 لِيَرْفَعْ عَنِّي عَصَاهُ وَلاَ يَبْغَتْنِي رُعْبُهُ.

كل هذه تعبيرات خاطئة والتجربة أظهرت الخطية التي كانت في قلب أيوب من بر ذاتي 

ولهذا بعد ان كشف الرب خطية ايوب بالتجربة بدا يعاتبه 

سفر ايوب 38

38: 1 فاجاب الرب ايوب من العاصفة و قال 

38: 2 من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة 

38: 3 اشدد الان حقويك كرجل فاني اسالك فتعلمني 

 

سفر أيوب 40

40: 6 فاجاب الرب ايوب من العاصفة فقال 

40: 7 الان شد حقويك كرجل اسالك فتعلمني 

40: 8 لعلك تناقض حكمي تستذنبني لكي تتبرر انت 

ولهذا اعترف أيوب بخطاه في الكلام وتعبيراته الغير لائقة (التي استشهد بها المشكك بتدليس) 

فقال أيوب عندما كلمه الرب

سفر ايوب 40

40: 3 فاجاب ايوب الرب و قال 

40: 4 ها انا حقير فماذا اجاوبك وضعت يدي على فمي 

40: 5 مرة تكلمت فلا اجيب و مرتين فلا ازيد 

 

سفر ايوب 42

42: 1 فاجاب ايوب الرب فقال 

42: 2 قد علمت انك تستطيع كل شيء و لا يعسر عليك امر 

42: 3 فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة و لكني قد نطقت بما لم افهم بعجائب فوقي لم اعرفها 

42: 4 اسمع الان و انا اتكلم اسالك فتعلمني 

42: 5 بسمع الاذن قد سمعت عنك و الان راتك عيني 

42: 6 لذلك ارفض و اندم في التراب و الرماد 

 

وأراد الله بهذه التجربة أن ينقيه وينجيه فهي كانت لخيره. وراينا الرب قد استجاب له 

والرب الطيب حول هذه التجربة للخير فليس فقط 

1 انه نقاه من خطية البر الذاتي بل ايضا

2 جعله مثال للصبر والاحتمال والبر عبر الاجيال 

3 عوضه ببركات ارضيه ايضا كثيره

سفر ايوب 42 

42: 10 و رد الرب سبي ايوب لما صلى لاجل اصحابه و زاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفا 

4 اكرمه علي اصحابه واظهر من خلال ايوب ايضا اخطائهم 

سفر ايوب 42

42: 7 و كان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك و على كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب 

42: 8 و الان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب 

42: 9 فذهب اليفاز التيماني و بلدد الشوحي و صوفر النعماتي و فعلوا كما قال الرب لهم و رفع الرب وجه ايوب 

5 اعطاه ايضا كرامه في عين اخوته واعطوه هدايا كثيرة 

سفر ايوب 42

42: 11 فجاء اليه كل اخوته و كل اخواته و كل معارفه من قبل و اكلوا معه خبزا في بيته و رثوا له و عزوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه و اعطاه كل منهم قسيطة واحدة و كل واحد قرطا من ذهب 

42: 12 و بارك الرب اخرة ايوب اكثر من اولاه و كان له اربعة عشر الفا من الغنم و ستة الاف من الابل و الف فدان من البقر و الف اتان 

42: 13 و كان له سبعة بنين و ثلاث بنات 

42: 14 و سمى اسم الاولى يميمة و اسم الثانية قصيعة و اسم الثالثة قرن هفوك 

42: 15 و لم توجد نساء جميلات كبنات ايوب في كل الارض و اعطاهن ابوهن ميراثا بين اخوتهن 

42: 16 و عاش ايوب بعد هذا مئة و اربعين سنة و راى بنيه و بني بنيه الى اربعة اجيال 

42: 17 ثم مات ايوب شيخا و شبعان الايام 

فالرب رغم انه في الظاهر سمح بالشر ولكن هو في الحقيقه اراد الخير لايوب بحكمته كما وعد وقال 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

 

امر اخر هام جدا وهو ان الرب دائما يستجيب لكل من يطلب منه ولكن استجابة الرب ليس حسب مفهومنا فهو اعلى من ادراكنا بكثير 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 33

 

يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!

فقد يكون ما نطلبه ليس في صالحنا ولكن هو يعلم ما نحتاج اليه أفضل من ادراكنا 

إنجيل متى 6: 8

 

فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.

لهذا نقول للرب دائما لتكن مشيئتك 

إنجيل متى 6: 10

 

لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَلِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.

فنحن نصلي ونطلب حسب ادراكنا ولكن نقول للرب مع ان هذه طلبتنا ولكن لتكن مشيئتك لو ترى في الانتظار او الاستجابة بطريقة أخرى ما هو افضل لنا في الملكوت 

فتخيل مع بداية تجربة أيوب وأول شيء وهو ان السبئيون ضربوا الغلمان واخذوا البقر والاتن. لو كان استجاب الرب له مباشرة وضرب السبئيون واسترد لايوب البقر والاتن ماذا كان سيحدث لايوب؟ كان سيزيد عنده البر الذاتي اكثر ويتعظم في عين نفسه اكثر. 

فانتظار الرب وطول اناته وترك التجربة تستمر قليلا هو كان لخير أيوب 

ربنا يري شيئ خطأ في قلب الانسان فيريد ان ينقيه منه لكي يحسن اليه في الابدية لانه لو ترك هذه الشيئ الخطأ حتي ولو كان صغير ممكن يصبح مثل الثعلب الصغير الذي يفسد الكرم كله وفي النهاية ممكن يهلك اهم شيئ وهو نفسه 

وحدوث تلك التجارب، لا تعنى مطلقاً تخلى الله عمن أصابتهم تلك المتاعب والضيقات. كما لا تعنى غضبه عليهم أو عدم رضاه.

بل أنه قد يسمح بالتجربة لمنفعتهم. ويكون معهم فى التجربة، يعينهم ويقويهم ويحافظ عليهم، 
ويسندهم أيضاً.
وهكذا يغنى المرتل فى المزمور ويقول


سفر المزامير 124

1 «لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا». لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ:
2 «لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا،
3 إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا،
4 إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا.
5 إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ».
6 مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ.
7 انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا.
8 عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.

فهو ليس بشرط من الاول يحمينا بل احيانا يسمح ان ندخل الفخ ولكن يتدخل فيما بعد ويكسر الفخ وينجينا ويظهر عونه لنا ومحبته لنا بل ويظهر عظم عمله اكثر مما لو كان حمانا من الفخ في البداية.

إنه اختبار جميل: أن نرى معونة الله فى خلال ضيقاتنا. قد لا ندرك هذا لو الرب حمانا ومنع التجربة من البداية. جميل ان نري عمل الله من خلال الضيقة.

فايوب النبي قال تعبير رائع عن فائدة التجارب رغم ان تجربته كانت صعبه وعنيفه ومؤلمه جدا رغم ان ايوب وصل لمرحلة البر انه يقدم ذبائح عن ابناؤه لكي لا يكون احدهم اخطأ في ذهنه 
ولكن في النهاية قال عنها 

سفر أيوب 42: 5

 

بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.

يجب ان نستغل التجارب ان نتمسك بالرب ونثق في الرب هو بالفعل في جانبنا ولكن يريد ان تتمسك فقط به 
وأن نختبر حنو الله ومحبته وعمله من أجلنا.

 

والمجد لله دائما