التطور الكبير الجزء العاشر كمالة قواعد للطفرات ضد التطور

 

Holy_bible_1

 

 

تكلمت في الاجزاء السابقة ان الدارونية الحديثة التي تدعي ان التطور حدث بالطفرات والانتخاب الطبيعي وهذا 

1 يستلزم حدوث طفرات كثيرة جدا جدا ليحدث كل هذا المقدار من التطور من الكائن الأولى الذي ينقسم ذاتيا الى الكائنات الحديثة المعقدة مثل الانسان الحديث

2 يستلزم الكثير منها يكون مفيد مكمل للسابق لينتج كل هذه الكائنات المعقدة المتأقلمة مع البيئة وبها هذا المقدار الضخم من الملائمات الوظيفية (يجب ان يكون كلها مفيد)

3 يستلزم ان يتراكموا وبكثرة ولا يكون فيهم اي طفرة مضرة او قاتلة لكيلا يموت لان بهذا لا يحدث تطور بل فناء

4 يستلزم ان يكتسب جينات بالطفرات ليس لها وجود سابق في هذا الدي ان ايه تضاف على الجينات الموجودة بالفعل فيه لكي يتحول الكائن الاولي البسيط أصل الحياة من بضعة اكواد الى البلايين من الأكواد والملايين من الجينات

5 يستلزم ان الكائن في كل جيل ينجوا اثناء حدوث الطفرات الصغيرة المتتالية حتى لو كانت غير مناسبة وغير مكتملة ومدمرة له احيانا حتى في النهاية يتجمع معا الطفرات كثيرة جدا بالصدفة لتكون صفات جديدة وعضو جديد ليصبح جنس جديد

بدون أي من هذه المستلزمات الطفرات لن تحدث تطور على الاطلاق.

ولكن بدأنا ندرس ان هناك خمس حقائق علمية في الطفرات ضد هذا الادعاء

1 الندرة RARE EFFECTS

2 العشوائية RANDOM EFFECTS 

3 غير مفيدة NOT HELPFUL

4 ليست إضافة NO EDDITION

وأكمل أيضا 

5 الجينات تعمل جماعيا ALL AFFECTED

الجينات لا تعمل فرادى باستقلال بمعنى ان الصفة عادة ليست بجين واحد فإضافة جين واحد (رغم استحالة هذا) لا يضيف صفة بل الجينات هي تعمل جماعيا في أشياء كثيرة فالوظيفة الواحدة لا يقوم بها جين واحد بل الوظيفة الواحدة يقوم بها عدة جينات والجين الواحد يشترك في عدة وظائف أيضا. فلو حدثت طفرة في جين وحتى لو افترضنا جدلا انها ستكون مفيدة في شيء في هذه الوظيفة فهي ستكون مضرة بل مميته لوظائف اخري كثيرة

هذا ليس كلامي بل اعتراف من علماء التطور 

فيقول ارنيست مير 

كل خاصية في الكائن تتأثر بجينات كثيرة وكل جين يؤثر في خصائص كثيرة. هو التفاعل الذي يمثل الدمج الوظيفي المترابط من النمط الجيني ككل

Every character of an organism is affected by all genes, and every gene affects all other characters. It is this interaction that accounts for the closely knit functional integration of the genotype as a whole.”

 Ernst Mayr, Populations, Species, and Evolution, p. 164 [emphasis his].-

فتخيل معي طفرة لجين في صفة لكلية ولكن الكلية لا تعمل باستقلالية بل تعمل مع الاعصاب ومع الدورة الدموية ومع الجهاز البولي ومع الغدد وغيرها من اعضاء الجسم وشبكاته فتغيير بسيط فيها بطفرة يفسد عمل الكثير بل يسبب امراض او يدمر وليس يطور الي جنس اخر.

بل تخيل هذا الجين لا يشارك فقط في وظيفة الكلية بل عادة يشارك في وظائف أخرى مختلفة فهو لو له دور في فلترة المياه في الكلية وله دور مختلف في الانسجة الضامة ودور اخر في الاعصاب فبتغيير حتى لو افترضنا انه لم يكن عشوائي وحتى لو لم يكن مضر لفلترة المياه فهو سيكون مضر للأنسجة الأخرى التي يشارك فيها.

أيضا الجينات ليست مرتبة بطريقة ان جينات تكوين الشعر في مكان واحد بل هي مرتبة بترتيبات مختلفة لان هناك الكثير من الجينات التي تقوم بأكثر من وظيفة بالاشتراك مع جينات اخرى وايضا هناك جينات ليست معبرة أي لا تنتج بروتين ولكنها تنظيمية مثل هوكس جين

بل لو تكلمنا عن الجينات التي هي في مناطق مختلفة على الدي ان ايه وتحتاج كلها معا لكي تنتج صفة معينة مهم هي ان تعرف موقع المعلومات المكملة لبعضها في الأماكن المختلفة

وأيضا الجينات التي تنظم أكثر من وظيفة هي أيضا قد توجه القراءة الى الأماكن المختلفة للجينات التي تشترك في نفس الوظيفة. كل هذا يجعل ادعاء انهم تطوروا بالطفرات غير مقبول. هذا ليس كلامي فقط بل اعتراف كثير من علماء البيولوجي مثل جي تيلور فيقول

على الرغم من ظهور التدريجي لمعظم الخواص ولكن حتى البسيط منها ينظم بعدة جينات: على سبيل المثال اربعة عشر جين يؤثروا على لون العين في ذبابة الفاكهة.... والاسواء هو الاتي، جين واحد قد يؤثر على عدة صفات. هذه الاكتشاف خصوصا كان خبر سيء بكل تأكيد لمؤيدي الانتخاب. في 1966 هنري هاريس من جامعة لندن اثبت مفاجأة للجميع. أنه ما يصل الي 30% من كل الصفات هو متعددة التعبيرات (اي كل صفة يتم التحكم فيها بعوامل مختلفة بدل من واحدة) قد يبدوا انه غير مصدق ولكن أبحاثه بعدها بفترة صغيرة تم تأكيدها بأبحاث ريتشارد ليونتن وايضا اخرين

“However it gradually emerged that most characters, even simple ones, are regulated by many genes: for instance, fourteen genes affect eye color in Drosophila. (Not only that. The mutation, which suppresses ‘purple eye’, enhances ‘hairy wing,’ for instance. The mechanism is not understood.) Worse still, a single gene may influence several different characters. This was particularly bad news for the selectionists, of course. . In 1966 Henry Harris of London University demonstrated, to everyone’s surprise, that as much as 30 per cent of all characters are polymorphic [that is, each character controlled several different factors instead of merely one]. It seemed unbelievable, but his work was soon confirmed by Richard

Lewontin and others.”

G.R. Taylor, Great Evolution Mystery pp. 165-166.

وهذا يفسر التنوع من الجنس الواحد لان نفس الجين او مجموعات الجينات يعطي اختلافات بسيطة في الصفات للجنس الواحد في ظروف مختلفة. ولكن هذا كارثة لادعاء التطور لان الصفة ينتجها عدة جينات مختلفة في مناطق مختلفة فلا تصلح ان تكون نتجت بالتطور عن طريق الطفرات. ونفس الجين يدخل في عدة صفات وهذا يزيد تأكيد خطا ادعاء التطور بالطفرات العشوائية. فكيف طفرة انتجت جين جديد رغم اننا درسنا انه مستحيل بعلم الاحصاء ان تحدث طفرة جديدة لتعطي جين جديد ليس له وجود سابق رغم ان الصفة ليست بجين واحد بل أكثر من جين والجين الواحد لا يدخل في صفة واحدة بل أكثر من صفة والجين او مجموعة الجينات تنتج صفات مختلفة في عوامل مختلفة ولكن لا تتغير.

هذا بكل تأكيد ينفي التطور من الجينات بالطفرات.

وايضا وضح كوستلر ان الطفرات الفردية تمحى قبل ان تتاح الفرصة لبقية الطفرات وهذا لان الوظائف تعمل معا والطفرة في شيء فردي لا يصلح 

فيقول 

كل طفرة تحدث لوحدها ستزال قبل ان تتحد مع اخرين. كلهم يعتمدون على بعضهم بعض. التعاليم التي تقول انهم يحدثوا معا كانت بسبب تتابع من حوادث عمياء هو إهانة ليس فقط للبديهة العامة ولكن أيضا للمبادئ الأساسية للتفسير العلمي

“Each mutation occurring alone would be wiped out before it could be combined with the others. They are all interdependent. The doctrine that their coming together was due to a series of blind coincidences is an affront not only to common sense but to the basic principles of scientific explanation.”

A. Koestler, The Ghost in the Machine p. 129.

فهو يقول ان الطفرة الأحادية لكي يتخيلوا انها تبني وتفيد لا يحدث لانها لا تعمل فري ولو تخيلنا انه ليحدث تطور يحتاج ان تحدث عدة طفرات معا مرة واحدة كلهم بنائين هذا ضد العلم الحقيقي

فصفة لون عين ذبابة الفاكهة وهي تحتاج 14 اغلبهم يشتركون في صفات أخرى لو حدث طفرة في أحدهم هو سيفسد وتفنى الطفرة ولكن لا نتوقع ان هذه الطفرة ستطور عين ذبابة الفاكهة لأنها لا تعمل لوحدها ولو حتى جدلا كانت مفيدة هي افسدت أشياء أخرى.

 

وشبهها ألبرت جيورجي بمثل من يسقط ساعة سويسرية على الارض ويكسر أحد تروسها ويتوقع ان يحصل على ساعة أفضل من القديمة فهذا لا يحدث لان التروس من البداية يجب ان تكون كلها متناسبة معا لساعة من الاول جيدة 

like saying you could improve a Swiss watch by dropping it and thus bending one of its wheels or axles. To get a better watch all the wheels must be changed simultaneously to make a good fit again.” Albert Szent-Gyorgyi, “Drive in Living Matter to Perfect Itself,” Synthesis I, Vol. 1, No. 1, p. 18, [winner of two Nobel Prizes for scientific research and Director of Research at the Institute for Muscle Research in Massachusetts].

 

كارثة أخرى لمؤيدي التطور وهو ما نشر في مجلة جامعة واشنطون وأيضا في مجلة العلم وهو اكتشاف ما يسمى باللغة الثانية في الدي ان ايه او الطبقة الثانية من اللغة والمعلومات في الدي ان ايه. هذا الامر معقد بالفعل واكتشافه يمثل اكتشاف علمي رائع 

وهو باختصار اكتشاف ان بعض اكواد الدي ان ايه لا تعبر فقط عن صفة واحد ولكنها تعبر عن صفتين فنفس الجين المنتج لبروتين المكون من اكواد كل ثلاث اكواد لكل كودون تعبر عن حمض اميني أيضا هذه الاكواد اكتشف انها لها وظيفة اخري بالإضافة الي تعبيرها الأول وهي كودون تحكم فهو مع اكواد اخري يقوموا بوظيفة تحكمية لجينات أخرى متى تعمل ومتى تتوقف عن العمل وليس تعبير فقط.  

فالاكواد الجينية وهي التي شبهتها سابقا بلغة البرمجة التي تحتوي على تعليمات كيف تبني وتتحكم وتحافظ على جسم الانسان هي تعبر عن وظيفتين في نفس الوقت 

اضرب مثال توضيحي تخيل معي كمبيوتر به لغة برمجة تجعل الكمبيوتر يسير مكينة لتنتج قطع غيار معدنية معينة مثل تروس مثلا. ولغة البرمجة هذه تسمى اكواد إنتاجية. ولكن تخيل ان نفس البرنامج الدقيق هذا في داخله بنفس حروف البرمجة هذه يحتوي على لغة برمجة اخري ليس للتصنيع فقط ولكن لتجميع القطع المنتجة معا ليكون متور اي اكواد تنظيمية. فنفس الاكواد المكونة لبرنامج التي تصنع الأجزاء هي أيضا نفس الاكواد التي تكون برنامج تتحكم في كيفية تركيب الأجزاء لإنتاج موتور. لو قام مبرمج كمبيوتر بهذا الامر الان لقيل عنه انه فائق الذكاء بطريقة غير طبيعية لكي يقوم باستخدام نص برمجي واحد مرتب بطريقة دقيقة ليس ليعبر عن برنامج واحد بل اثنين مختلفين يعملوا في نفس الوقت بنفس الكود. 

هذا الامر مدهش للعلماء لهذا تحدوا ان يقوم به أي أحد

كيف تعتقد طفرات عشوائية تغير من حروف البرمجة ممكن ان تنتهي ببرنامج مثل هذا الروعة؟

وايضا كيف تعتقد ان طفرات عشوائية في الدي ان ايه تغير الحروف فتنتج جين يعمل في أكثر من وظيفة رغم ان تغيير حرف واحد يجعله يفسد أكثر من وظيفة وممكن ان تكون مميتة؟

مثال اخر لتوضيح تعقيد هذا الامر تخيل معي ان كتاب واحد مكتوب بحروف واحدة يعبر عن لغتين فمثلا يستخدم حروف واحدة ليعبر عن اللغة الإنجليزية والفرنسية في نفس الوقت ونفس الجملة تعطي في اللغتين معلومات مفيدة دقيقة بكل حرف. او مثلا كتاب مكتوب بالحروف العربي ولكن كل جملة لا تعبر عن العربي فقط ولكن تعبر عربي وفارسي فالجملة الواحدة تعطي معنى مفيد دقيق في العربي وأيضا تعطي معني ومعلومة مفيدة بالفارسي رغم اختلافهم. 

والتعقيد ليس فقط في الاكواد التي تعبر عن معلومتين مختلفتين مفيدتين في نفس الوقت ولكن أيضا التعقيد في ان الكمبيوتر يفهم المعلومتين المختلفتين الموجودة في الكودون الواحد. أي الشخص الذي يفهم معنيين مختلفين للغتين مختلفين لنفس الجملة الواحدة المكتوبة بحروف واحدة للغتين. فالتعقيد ليس في الكتابة المزدوجة بل أيضا في المقدرة على الفهم المزدوج للكتابة الواحدة. 

هذا يجعل شريط الدي ان ايه يحتوي على كم رهيب من المعلومات في كمية قليلة من الاكواد مثل الكمبيوتر الذي برنامج واحد يأخذ مساحة ميجا بيت واحدة يحوي على معلومات كانت يجب ان توضع في برنامجين كل منهم يأخذ مساحة ميجا بيت فهذا قلل حجم التخزين لكم مضاعف من المعلومات. تخيل نفس البرنامج يكتب فيه برنامجين في نفس البرنامج في نفس المساحة بدون ما يجعل البرنامج الثاني يفسد البرنامج الأول او يغير من معلوماته. هذا ابسط كثيرا من الدي ان ايه.

او تخيل كتاب يقرأه انجليزي لا يعرف الفرنسية ويفهمه ويري انه دقيق للغاية بدون أخطاء في حرف واحد وأيضا يقرأه فرنسي لا يعرف الإنجليزية ويفهمه ويري مدي دقته. 

كيف يمكن ان تتخيل كتاب كهذا نشأ واستمر يتطور عن طريق إضافات عشوائية او حذف او تغيير عشوائي. وكيف مع كل إضافة عشوائية لحرف يستمر يعطي معنى مفيد في اللغتين واضافة أخرى تالية عشوائية يضيف حرف اخر ويستمر مفيد في اللغتين حتى يتطور في طبعات كثيرة من سطور قليلة الى كتاب ضخم مفيد في كل جملة في اللغتين؟

ولو تكلمنا انه أكثر من لغتين لازداد التعقيد جدا. 

تخيل معي هنا ان الخطأ في الحرف الواحد يعطي خطأ في برنامجين وليس برنامج واحد 

وهذا أيضا يعني ان أدعاء أن الصدف العشوائية الطبيعية الغير عاقلة التي سببت التطور لتكون قادرة على ترتيب الحروف ليعطي برنامجين بترتيب واحد هذا بالحسابات يتعدى حد الاستحالة في علم الاحصاء ونظرية الاحتماليات بكثير.

 وليس البداية فقط بل أيضا التطور بالطفرات فهو يفترض تغيير بسيط واحد في المرة ليحدث تطور. 

فكيف سيقوم بتكوين برنامجين على البداية لان لا يصلح الإضافة فيما بعد والا فسد البرنامج الأول والثاني ايضا. فهل تتخيل حذف او إضافة او تبديل حروف عشوائيا يفيد الذي يقرأ بالإنجليزي ويعطيه معنى مفيد أفضل من السابق؟ وحتى لو تخيلت هذا فكيف تتخيل انه باللخبطة العشوائية يضيف معنيين مفيدين مختلفين في اللغتين المكتوب بهما الكتاب بنفس الحروف؟ 

بل أيضا تخيل ان الذي يقرأ الكتاب هو أصلا غير عاقل فكيف سيفهم المعلومتين التين بلغتين مختلفتين في جملة واحدة؟ وكيف تضيف حروف عشوائية جديدة لتعطي معنى جديد على اللغتين بنفس الحروف لكن يجب ان تضيف معنيين جديدين في اللغتين. 

الحقيقة لو قال أحدهم أن هذا حدث بالصدف العشوائية الغير عاقلة هو لا يهين المهندس الرائع الذي صمم هذا البرنامج ليعبر عن لغتين بل هو يهين العلم نفسه والمنطق. 

فكيف يقولوا ان الدي ان ايه هو بسبب مجموعة صدف عشوائية بحتة؟

 

فلكي يحدث تطور في عضو او وظيفة هذا يتحكم فيه عدة جينات يحتاج ان تحدث مجموعة كبيرة من الطفرات في جينات تحدث معا بمنتهى الدقة ليتم التطور ومع اعتبار انه على الأقل 99 % من الطفرات ضارة فهذا يؤكد انها لن تقود الي التطور

ولهذا معرفة ان اغلب الجينات تتحكم في أكثر من صفة واغلب الصفات تحتاج أكثر من جين هذا يوضح أن ادعاء التطور يحدث بالطفرات خطأ وكافي لوحده لهدم هذا الادعاء ان التطور يحدث بالطفرات. ولو اضفنا على هذا الندرة وأيضا العشوائية وأيضا انها ضارة وأيضا انها لا تعطي جينات ليس لها وجود سابق سنتأكد أكثر وأكثر بطريقة قاطعة ان الطفرات ضد التطور.

 

هذه الخمس حقائق (الندرة والعشوائية والضرر وعدم الإضافة ولا تعمل فرادى) توضح انه لا يحدث تطور بالطفرات من جنس الي اخر بل الطفرات تقود للتدهور الملاحظ. 

بل ليس فقط للكائنات الكبيرة بل ايضا على مستوى الكائنات الدقيقة وحيدة الخلية مثل البكتيريا 

فمن يتذكر عندما درسنا معا سوط البكتيريا Bacterial flagellum

قال دارون: لو تم التمكن من تقديم نموذج عضوي موجود لم يأتي عن طريق تغيرات قليلة عديدة متتابعة. تكون نظريتي تحطمت تماما 

هذا في كتابه مصدر الانواع

موضوع التعقيد الذي لا يبسط هو بناء على كلام دارون يثبت خطأ التطور وهو ما يسمى

Irreducible Complexity

كل أعضاء الخلية لا يمكن أن تكون تطورت تدريجيا مثل الدي أن ايه والريبوزوم وجدار الخلية والميتوكندريا وغيرها الكثير. وهذا حسب شهادة دارون يكون ثبت أن نظريته تحطمت. وليس الاعضاء فقط بل مركبات وماكينات مثل اي تي بي سينثيز ATP synthase المعقدة جدا وبدونها لا يوجد طاقة في الخلية 

في هذا الموضوع قدمت مثال بسيط عن عضو في خلية من أبسط أنواع الخلايا السوط

Bacterial flagellum

http://biologos.org/uploads/static-content/flagellum_assembly.jpg

واكتشف عند تشريحها ان الذيل مركب فيما يشبه الموتور تماما بكل مكوناته

بل وأيضا نظام تحكم في السرعة بان يسرع او يبطء او يقلب اتجاه الحركة للتحرك العكسي فجأة. فهو نظام رائع معقد جدا غاية في الدقة. 

مع ملاحظة ان بدون هذا الذيل هذه البكتيريا التي تتحرك به لا تمتلك أي وسيلة اخري للحركة وهذا يعني انها تجوع وتموت. 

الموتور هذا للسوط هو مكون من 40 نوع مختلف من البروتين يحتاجون 40 نوع مختلف من الجينات التعبيرية بالإضافة الى الكثير من الجينات التنظيمية التي لا نعرفها كلها ليتكون هذا الموتور بهذه الدقة الرهيبة والرائعة. 

ما هي الطفرات والتغييرات القليلة العديدة المتتابعة لتنتج هذا الموتور في هذه البكتيريا؟

بل الأخطر من هذا كيف يضاف جينات جديدة ليس لها وجود سابق لهذه الغير مكتملة ليكتمل عمل السوط؟ 

فليس فقط اي جزء من هذا الموتور المركب المعقد ينقص يجعله لا يعمل وليس فقط أي جين ناقص او غير مناسب يجعله لا يعمل بل اي ذرة عنصر تنقص هنا تجعله لا يعمل. بل ايضا نسبة الحجم لو تغيرت تجعله لا يعمل وغيرها من التعقيدات التي لو تغير فيها اي شيء يجعله لا يعمل.

وكيف تتخيل ان الطفرات بالندرة والعشوائية والضرر وعدم إضافة ولخبطة جماعية ممكن أن تغير جينات شيء سابق لينتج هذا السوط او تطور هذا السوط لشيء اخر؟

للتبسيط تخيل موتور كهربائي مهم لتشغيل ماكينة لتدور مثل مروحة او غيره

اي نقص في جزء بسيط من اجزاء هذا الموتور لا يعمل.

ايهما ظهر أولا ولماذا هل الحلقة وبالصدفة ظهر فيها المحور ام نظام الطاقة البروتونية او الهدب؟ ام ماذا؟ واي جينات كانت أولا ثم اضيف اليها جينات أخرى؟ بل كيف أضيفت جينات مكملة ليس لها وجود سابق؟ وكيف نجت من العشوائية؟ وكيف نجت من الاضرار الكثيرة؟ وما سبب اختراع جينات معقدة دقيقة جدا لتكون مركبات الموتور التي ليس لها وجود سابقا وبخاصة هي لا تعرف ما تريد فهي لا تتنبأ؟

وأين مراحل التطور؟

الاجابة الصحيحة ان كلهم صمموا معا من البداية بطريقة رائعة. وبالطبع هذا يحتاج مصمم. واي طفرة تفسد وتدهور. 

وبخاصة انه لا يوجد اي شيء يعمل عليه الانتخاب الطبيعي لكي يختاره قبل ان يكون بعمل بالكلية. فلكي يعمل الانتخاب الطبيعي على اختياره يجب ان يكون كله من بدايته يعمل وبدقة. وان تكون اي جزء فيه ولكن لا يعمل بدقة الانتخاب الطبيعي سيعمل على ازالته وليس بقاؤه بدون فائدة.  

ولو كان تكون تدريجيا لكنا وجدنا اثار هذا التدريج او كنا وجدنا حاليا كم كبير بالألف والملايين من الجسيمات التي بدون فائدة في جدار البكتيريا ليتطور أحدهم ليصل الي صورة مكتملة من هذا الموتور.  

هذا يشهد وبدقة على التصميم الذكي لخالق. ويؤكد حسب اعتراف دارون على خطأ التطور. ويؤكد أيضا أن ادعاء التطور بالطفرات هو خطأ. 

بل ليس التركيب فقط بل أيضا بدراسة أسلوب تكوينه 

كيف تكونه البكتيريا الجديدة فوجد ان أسلوب إنشاؤه في منتهى التنظيم وتعرف البكتيريا متى ترسل هذا البروتين وأين ترسله ومتى تتوقف عن ارساله ومتى أيضا تفصل أجزاء انتهى دورها. لتبدأ الخطوة التالية

فكيف مجموعة من الصدف في بكتيريا لا تعرف ما تريد جمعت هذا التعقيد من أسلوب التركيب رغم اختلال خطوة واحدة لبروتين واحد من الاف البروتينات للأربعين نوع بالإضافة الى الكثير التنظيمي يدمر هذا تماما.

بل الطاقة أيضا في منتهى التنظيم لكي يعمل او يعمل في الاتجاه العكسي او متى يتوقف فجأة عند وجود طعام للبكتريا وغيره

هذا الذيل لوحده ليس فقط يشهد على التصميم الذكي بل أيضا يشهد على الذكاء الفائق للمصمم.

هذا لو اضفنا له عشوائية الطفرات وندرتها وأنها مضرة وأنها لا تضيف شيء وأنها تلخبط النظام الجماعي سنتأكد ان الطفرات هي ضد التطور

بالإضافة الى هذا ندرة الطفرات حتى في الكائنات الصغيرة فنسبة حدوث الطفرات المطلوبة لتطورها لشيء أرقي وجنس اخر تتعدي نسبة الاستحالة وهذا باعتراف علماء التطور نفسهم 

“Based on probability factors. any viable DNA strand having over 84 nucleotides cannot be the result of haphazard mutations. At that stage, the probabilities are 1 in 4.8 [Warning: Linked object ignored]. Such a number, if written out, would read

480,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000.

“Mathematicians agree that any requisite number beyond [Warning: Linked object ignored] has, statistically, a zero probability of occurrence. Any species known to us, including the smallest single-cell bacteria, have enormously larger numbers of nucleotides than 100 or 1000. In fact, single cell bacteria display about 3,000,000 nucleotides, aligned in a very specific sequence. This means, that there is no mathematical probability whatever for any known species to have been the product of a random occurrence; ‘random mutations,’ to use the evolutionist’s favorite expression.”

*L.L. Cohen, Darwin was Wrong (1984), p. 205.

الطفرات لا تطور ولكن تدهور كما نرى

 

والمجد لله دائما