هل تعبير ولكن انا أقول لكم ترجم خطأ انجيل متى 5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ)، لا يوجد فى الأصول اليونانية، وعلى ذلك فإن الترجمة الأفضل لهذا النص يجب أن تكون: (وإضافة إلى ذلك أَقُولُ لَكُمْ).
(
δ) وتُنطق (de) وهى تحت رقم (Strong's G1161)، وجاءت 2870 مرة فى العهد الجديد فى نسخة الملك جيمس وجاءت بعدة معانى منها: لكن، وبالإضافة إلى ذلك، وأيضًا، والآن، ولذلك، ومع ذلك، وإذًا، وبالرغم من ذلك، بينما، وتُركت بدون ترجمة حوالى 300 مرة. Authorized Version (KJV) Translation Count — Total: 2870 
AV — but 1237, and 934, now 166, then 132, also 18, yet 16, yea 13, so 13, moreover 13, nevertheless 11, for 4, even 3, misc 10, not tr 300 

الرد

 

المشكك اما لا يعرف التعبيرات اليونانية جيدا او يعرف ويدلس لان فالامر ليس فقط في معنى كلمي دي ولكن التعبير الكامل ايجو دي ليجو εγω δε λεγω التي تعني بوضوح ولا خلاف عليها "اما انا أقول But I say" والمهم في هذه الجملة هو تركيبها وليس فقط كلمة دي  

واتت سبع مرات وفي السبع مرات ترجمت اما انا فاقول منهم 6 في انجيل متى اصحاح 5 وأيضا مرة في 

أفسس 5: 22

هذا السر عظيم ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة

το μυστηριον τουτο μεγα εστιν εγω δε λεγω εις χριστον και εις την εκκλησιαν

ولهذا كلمة دي تفهم من سياقها 

وكما يشرح قاموس كلمات الكتاب المقدس 

G1161

 

δέ

dé; a particle standing after one or two words in a clause, strictly adversative, but more frequently denoting transition or conversion, and serving to introduce something else, whether opposed to what precedes or simply continuative or explanatory. Generally it has the meaning of but, and, or also, namely.

(I) Adversative, meaning but, on the contrary, on the other hand.

(A) Simply (Mat_6:6, see also Mat_6:14-17Luk_12:9-10Joh_1:12Joh_15:24Act_12:9Rom_6:222Co_6:102Ti_2:16Heb_4:15). Before answers implying contradiction (Luk_12:14Luk_13:8Act_12:15Act_19:2Act_19:3-4).

(B) In the formula with mén (G3303), on the one hand, preceding it: mén . . . dé, meaning indeed . . . but, though often not to be rendered at all in Eng. (Act_9:7Act_23:8Rom_2:7-81Co_1:121Co_15:392Co_10:1). See also mén (G3303), on the one hand.

(II) Continuative, meaning but, now, and, also, and the like.

(A) Generally and after introducing a new paragraph or sentence (Mat_1:18Mat_2:9Mat_3:1Mar_16:9Luk_12:11Luk_12:16Luk_13:6Luk_13:10Luk_15:11Luk_15:17Act_6:1-2Act_6:8-9Act_9:7-81Co_14:11Co_15:171Co_16:1). In this way it is sometimes emphatic, especially in interrogative clauses (2Co_6:14-16Gal_4:20, "I could wish indeed" [a.t.]).

(B) Where it takes up and carries on a thought which had been interrupted, meaning then, therefore (Mat_6:7Joh_15:26Rom_5:82Co_10:2Jas_2:15). Also consequentially after ei (G1487), if, for epeí (G1893), seeing that, since (Act_11:17).

(C) As marking something added by way of explanation or example meaning but, and, namely, e.g., to wit (Mar_4:37, "and the waves," meaning so that the waves; Mar_16:8, "trembling also seized them" [a.t.]; Joh_6:10, "Now there was [or there being] much grass"; Act_23:13Rom_3:221Co_10:111Co_15:56).

(D) Kaí (G2532), and, together with dé, i.e., kaí dé, and also. With kaí, it always has the meaning of also, and also (Mar_4:36, "And . . . also . . . other little ships"; Joh_15:27Act_5:32).

حرف يأتي بعد كلمة او اثنين في الجملة وبخاصة ضمير وتستخدم كثيرا لتقدم تحور او تغير وتستخدم كمقدم لشيء اخر سواء مضاد لما تقدم او ببساطة استمرارية او تفسير وعامة لها معنى ولكن او او وأيضا وطبيعيا 

1 مضاد معنى ولكن او في المقابل او الوجه الاخر.... 

 

فكما فهمنا ان التعبير لغويا هو واضح ان المسيح يقول لغويا اما انا فأقول 

 

أيضا من سياق الكلام دائما يقول

انجيل متى 5

21 «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ.
22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا،

فواضح المقابلة. لان يتكلم عما سمعوه وهو غير دقيق وليس ما قاله نصا العهد القديم كعقاب القتل لان العهد القديم لم يقل ومن قتل يكون مستوجب الحكم ولهذا يكمل ليس فقط توضح الامر ودقته بل يكمل بقية ابعاده 

 

مع ملاحظة ان الأجزاء الأخرى وهي ادعاء ان المسيح خالف وصايا العهد القديم هذه تم الرد عليها تفصيلا في

شبهات الموعظة على الجبل

واوضح الحكم الذي قاله الرب في العهد القديم وهو 

سفر التكوين 9: 6

 

سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُلأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ.

 

خروج 21

12 «مَنْ ضَرَبَ إِنْسَانًا فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً.

 

لاويين 24

17 وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَانًا فَإِنَّهُ يُقْتَلُ.

 

سفر العدد 35

33 لاَ تُدَنِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، لأَنَّ الدَّمَ يُدَنِّسُ الأَرْضَ. وَعَنِ الأَرْضِ لاَ يُكَفَّرُ لأَجْلِ الدَّمِ الَّذِي سُفِكَ فِيهَا، إِلاَّ بِدَمِ سَافِكِهِ. 
34 
وَلاَ تُنَجِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ فِيهَا الَّتِي أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهَا. إِنِّي أَنَا الرَّبُّ سَاكِنٌ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

وهنا الحكم الذي صدر من فم الرب لموسي أن من قتل يقتل ووضح ان القتل العمد حكمه القتل علي فم شاهدين او ثلاثه ويبدا بالشهود وولي الدم ولن الفريسيين كان يقبلون الفديه من الاغنياء لو قتلوا وهي التي حزر منها الرب في العهد القديم ولهذا لم يقل الرب ان من قتل يكون مستوجب الحكم الذي فيه يطبق اليهود القتل علي الفقراء اما الاغنياء فيدفعون فدية رغم ان الرب قال القاتل مستوجب القتل فاولا السيد المسيح وضح انهم عندهم الناموس الواضح ولا ينفزونه وايضا السيد المسيح اكمل مصدر القتل من اين ينبع وكيف يمنعه الانسان من داخل قلبه اولا قبل ان ينفزه بيده وفي هذه النقطه تاملات كثيره في كلمات رب المجد لا يسع المجال لذكرها هنا.

ولكن كما وضحت لماذا قال المسيح تعبير ولكن انا أقول. 

فلهذا ما قاله المشكك هو غير صحيح واما نابع عن جهل او تدليس 

 

المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الإباء

بعدما أكّد السيّد عدم نقضه للناموس بل تكميله، حوّل هذا الحديث العالم إلى التطبيق في الوصايا الناموسيّة، موضّحًا كيف يدخل بها إلى الكمال، مبتدئًا بوصيّة عدم القتل، إذ يقول: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلًا يكون مستوجب الحكم" [21-22].

*     من يعلّمنا عن عدم الغضب لا ينقض الوصيّة الخاصة بعدم القتل، بل بالأحرى يكمّلها، إذ في عدم الغضب نتنقّى، من الداخل في قلوبنا، ومن الخارج أيضًا بعدم القتل[217].

القديس أغسطينوس

*     القول "اقتل" يضاد الوصيّة "لا تقتل"، أمّا أن المسيح لا يسمح بالغضب، فبهذا يثبت فكر الناموس بصورة أكثر كمالًا، فإن من يطلب تجنّب القتل لا يوقفه مثل من يستبعد حتى الغضب، فإن الأخير يبعد بالأكثر عن الجريمة[218].

القديس يوحنا الذهبي الفم

ماذا يقصد السيّد بقوله "باطلًا"؟ إنه يريدنا ألا نخسر إخوتنا بسبب أمور زمنيّة تافهة وباطلة، مهما بدت ذات قيمة. أمّا إن كان من أجل أبديّتهم، فيليق بالأب أن يغضب على ابنه، والمعلّم على تلميذه، ليس غضب الانتقام، بل غضب التأديب النابع عن الحب. فإنه لا يقدر أحد أن يُعلّم الآخرين بغضب الكراهيّة، فالحق لا يُعلَن بالباطل، ولا يفقد الإنسان نفسه فيما يظن أنه يُصلِح الآخرين. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا تقف في جانب نفسك في المعركة، ولا تنتقم لذاتك، فإن رأيت إنسانًا يرتكب خطأ قاتلًا ابسط يدك لتعينه[219].] إذ يثور الإنسان بالغضب لأن أخاه ارتكب شرورًا ضدّه فلينظر إلى أخيه أنه يقتل نفسه ويهلكها، فيسنده باللطف والحنو حتى يعينه للخروج من شروره لا أن يطلب ما لذاته.

*     ليس شيء أكثر خطورة من الحنق، ولا أقسى من الغضب!

*     يوجد سُكر بالغضب أكثر خطورة من السُكر بالخمر![220]

القديس يوحنا الذهبي الفم

ينتقل بنا السيّد من الغضب كانفعال داخلي خفي إلى الغضب الذي يصاحبه تعبير خارجي عنه بكلمة لا تحمل معنى قبيحًا، وإنما مجرّد تحقير، إذ يقول: "ومن قال لأخيه رقّا، يكون مستوجب المجمع" [22]. يقول القديس أغسطينوس[221]أنه سأل رجلًا عبرانيًا عن كلمة "رقا Raca" فأجابه أنها لا تعني سوى مجرّد تعبير عن انفعال الغضب يصعب ترجمته إلى لغة أخرى. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنها تعبير سرياني كان مستخدمًا في الحديث مع الخدم والأشخاص الذين من الطبقات الدنيا، وذلك بدلًا من قوله "أنت" في هذا التعبير نوع من عدم الاحترام للشخص الموجّه إليه الحديث.

إذ يدخل الإنسان إلى مرحلة أردأ بالإعلان عن غضبه بكلمة تدل عليه يصير مستحقًا المجمع وليس فقط الحكم. ففي الحكم يكون الاتهام مشكوكًا فيه، فيبحث القاضي في الاتهام ليتأكّد من صحّته، أمّا المجمع فيحمل نوعًا من التأكّد أن الاتهام ثابتًا على المتهم، فيحدّد القضاة الجزاء الذي يسقط تحته. ففي النظام اليهودي كانت تقام محاكم في القرى والمدن يتراوح أعضاؤها ما بين 3 و23 شيخًا، يقف أمامها المتّهمون بجريمة معيّنة. أمّا المجمع فهو أعلى من هذه المحاكم إذ هو أعلى هيئة قضائيّة في ذلك الحين ويسمى "مجمع السنهدرين". وواضح من كلمات السيّد أنه يقتبس التشبيه ليبرز خطورة الغضب المصحوب بكلمة، فلا يقف الإنسان أمام محكمة صغرى يمكن نقض حكمها، وإنما أمام أكبر هيئة قضائيّة للبت في أمره!

أما المرحلة الثالثة ففيها الغضوب، وقد التهب فيه الغضب، لا ليعبّر عنه بكلمة بلا معنى أو مجرّد تعبير عن الاستياء، إنّما ينطق بكلمات جارحة، فإنه يستحق عقابًا أعظم: "ومن قال يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنّم" [22].

كلمة "جهنّم" تتركّب من كلمتين عبريّتين: "جه، هنوم" أي "داخل هنوم". هنوم هو وادي فيه كانت تُلقى مخلّفات الذبائح بميازيب خاصة، فكانت دائمًا مملوءة دودًا من مخلّفات الحيوانات، وكانت النار مشتعلّة فيها بلا انقطاع، لهذا جاءت رمزًا لعقاب إبليس وجنوده الأبدي، إذ قيل "دودها لا يموت ونارها لا تُطفأ". في هذا الوادي أجاز أحاز ومنسي أولادهما بالنار (2 مل 16: 3، 2 أي 28: 3؛ 33: 6).

إن كانت جهنّم، موضع العقاب الأبدي لإبليس الذي صار بطبعه قتالًا، فإن من يترك نفسه لروح الغضب في استسلام فلا يقف عند الانفعال الداخلي ولا التعبير عنه بكلمة دون معنى، إنّما ينطلق إلى كلمات جارحة، هذا يسلّمه الله لسيّده فيبقى معه في جهنّم، يتركه لمشتهى قلبه الذي يستسلم للغضب!

إن كان الغضب يحمل هذه الخطورة، فكيف نستطيع أن نضبط لساننا عن كلمات الغضب؟

يجيب القديس أغسطينوس: [إننا نرتعب... لأنه مَنْ من الناس لا يخاف من قول الحق: "من قال لأخيه يا أحمق يكون مستحق نار جهنّم"، وفي نفس الوقت يقول الكتاب المقدّس: "اللسان لا يستطيع أحد من الناس أن يذله" (يع 3: 8). يستطيع الإنسان ترويض الوحوش المفترسة، أمّا لسانه فلا يقدر أن يلجمه... يستطيع أن يهذب كل ما يخاف منه، وكل ما ينبغي أن يخشاه، لكنّه لا يقدر أن يهذّب نفسه التي لا يخافها... إذن لنلجأ إلى الله الذي يستطيع أن يلجمه...! لنبحث بدورنا عن الله لكي يروّضنا... أنتم تروِّضون الأسد الذي لم تخلقوه، أفلا يستطيع خالقكم أن يروّضكم...؟! من أين أتيتم بهذه القوّة التي بها تُخضِعون الحيوانات المفترسة؟! هل تستطيع صورة الله (الإنسان) أن تروض الأسد المفترس، ولا يستطيع الله ترويض صورته؟[222]]

 

والمجد لله دائما