لماذا لم ينقذ المسيح يوحنا المعمدان من السجن متى 11 ولوقا 7 يوحنا 5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

كان المعمدان في الماضي قد أعلن اعتباره وشدة حبه للمسيح، فكيف لا يسأل المسيح عنه في سجنه هذه الأشهر الطويلة؟ أليس هو المسيح الموعود به، نصير المظلوم؟ فأي ظلم أفظع من هذا الذي أصابه، بسبب صلاحه وغيرته على الصلاح؟ فكيف لا يمدُّ له المسيح نسيبُه وحبيبه، يده القديرة لينتشله من هذا الضيق والخطر، ولو اقتضى الأمر إجراء معجزة؟

 

الرد

 

باختصار كمقدمة المسيح لم ينقذ وينجي يوحنا المعمدان لان خدمته ودوره قد اكتمل وان له ان ينال اكليل الشهادة ليفوز بمكانة أعظم في الملكوت. وبخاصة أن المسيح كما أوضح الانجيل انه لا يحتاج شهادة يوحنا التي كان لها دور مهم في البداية فقط لأعداد الطريق لان المسيح له شهادة أعظم. 

 

في البداية البعض يعتقد ان يوحنا شك او غيره وهذا غير صحيح وتطرقت لهذه النقطة في ملف 

هل عرف يوحنا المعمدان المسيح قبل ام اثناء ام بعد المعمودية بفتره؟ متي 3: 14 ومتي 11: 3 ولوقا 7 ويوحنا 1: 33

انجيل متي 11

11: 2 اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه

7: 18 فاخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله 

7: 19 ( ا ) فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه و ارسل الى يسوع

ويوحنا المعمدان أدرك أنه سوف يستشهد، فأرسل تلاميذه للسيد المسيح ليلمسوا بأنفسهم من هو المسيح، هو أراد تحويل تلاميذه حتى لا يقاوموا المسيح فيما بعد بل يتتلمذوا له. وسؤال يوحنا أنت هو الآتى (أى المسيح المنتظر) أم ننتظر آخر. كان هذا السؤال ليس عن شك في المسيح، فمن عرف المسيح وهوفى بطن أمه (لو 44:1) ورأى حمامة تحل عليه يوم عماده (يو 29:1-34). فمن شهد للمسيح كل هذه الشهادات أيعود ويشك فيه! قطعاً لا. ولكن كان السؤال لأجل أن يؤمن تلاميذه بالمسيح. خصوصاً أن الغيرة كانت قد بدأت في قلوب تلاميذ المعمدان من نجاح خدمة المسيح (يو 26:3). خصوصاً أنه واضح من (يو 35:1-37) أن المعمدان كان يشهد لتلاميذه عن المسيح ليتبعوه كما تبعه هنا يوحنا وأندراوس.

وهنا الكتاب يظهر ليس معرفه يوحنا المعمدان للمسيح الارشاديه ولا الاسميه ولا الاعلانيه بالعلامه فقط ولكن ايضا الاختباريه فهو عرف وسمع وتاكد من معجزات المسيح 

ولهذا فهو لا يسال عن جهل ولكن يرسل تلاميذه  

11: 3 و قال له انت هو الاتي ام ننتظر اخر

7: 19 ( ب ) قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر 

7: 20 فلما جاء اليه الرجلان قالا يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر 

وهذا ليس سؤال ليوحنا لانه نصا شهد وقال ان المسيح هو التي ولكن ليسال تلاميذه المسيح ويسمعوا بنفسهم من المسيح 

والمسيح يعلم ذلك فلم يقل لهم انا هو بل اجاب اجابه رائعه 

11: 4 فاجاب يسوع و قال لهما اذهبا و اخبرا يوحنا بما تسمعان و تنظران

7: 21 و في تلك الساعة شفى كثيرين من امراض و ادواء و ارواح شريرة و وهب البصر لعميان كثيرين 

7: 22 ( ا ) فاجاب يسوع و قال لهما اذهبا و اخبرا يوحنا بما رايتما و سمعتما ان 

اجاب المسيح بصنع معجزات اكثر امام اعينهم لتكون معرفتهم ايضا اختباريه ليس بسماع الاذن فقط بل بالنظر والاختبار 

11: 5 العمي يبصرون و العرج يمشون و البرص يطهرون و الصم يسمعون و الموتى يقومون و المساكين يبشرون

7: 22 ( ب ) العمي يبصرون و العرج يمشون و البرص يطهرون و الصم يسمعون و الموتى يقومون و المساكين يبشرون 

وهنا المسيح يؤكد تحقيق النبوات مثل 

سفر اشعياء 35

35: 5 حينئذ تتفقح عيون العمي و اذان الصم تتفتح

 

سفر اشعياء 42

42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة 

 

سفر اشعياء 42

42: 18 ايها الصم اسمعوا ايها العمي انظروا لتبصروا 

 

سفر اشعياء 61 

61: 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق و للماسورين بالاطلاق 

 فها هي النبوات تتحقق امامهم وهذا لكي يؤمنوا به 

فيوحنا المعمدان لم يريد ان يفرض علي تلاميذه ان يتبعوا المسيح بالامر ولكن اراد ان ينبع هذا منهم بان يقتنعوا بان يسوع هو المسيح المنتظر ويؤمنوا به عندما يروا معجزاته ويروا تحقيق النبوات فيه 

ويعرف يوحنا المعمدان بان المسيح سيكون امين علي تلاميذه لانه الراعي الصالح وهو قال ينبغي ان ذاك يزيد واني انا انقص فهو يريد ان يسلمهم في ايدي المسيح قبل ان يستشهد وهذه كانت طريقه رائعه لاقناع تلاميذ يوحنا الباقي منهم لكي يتبعوا المسيح  

11: 6 و طوبى لمن لا يعثر في 

7: 23 و طوبى لمن لا يعثر في

كان قصد السيد المسيح لا تشكا فىّ , ويعثر فىَّ تعنى عدم الإيمان بى

فهذا لا يتعارض مع شهادة يوحنا المعمدان بل شهادة يوحنا تؤكد ان ارسل تلاميذه بهذا السؤال لكي يتبعوا المسيح عن اقتناع 

 

ولكن اتي للنقطة الأساسية وهي 

لماذا لم ينقذ المسيح يوحنا المعمدان. 

أولا يوحنا المعمدان هو جاء ليعد الطريق للمسيح وليس ليكمل الطريق مع المسيح او يخدمه 

سفر إشعياء 40: 3

 

صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا.

 

إنجيل متى 3: 3

 

فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِصَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».

فهو جاء ليعد الطريق للمسيح وليس ليخدم المسيح 

والاعداد هو ان يدعوا للتوبة لينتظروا المسيح ويعمد معمودية التوبة ثم يعمد المسيح ويشهد عن المسيح 

ولكن بعد هذا يتناقص ليكمل المسيح 

انجيل يوحنا 3

22 وَبَعْدَ هذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ، وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ، وَكَانَ يُعَمِّدُ.
23 وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ، لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ
24 لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ.
25 وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ.
26 فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ»
27 أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ.
28 أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ.
29 مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ.
30 يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ.
31 اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ،
32 وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا.
33 وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ،

 

ولهذا بعد ان تم يوحنا المعمدان شهادته انتهت خدمته ولهذا قبل ان يسجن ويستشهد بعد ان تمم رسالته. 

الامر الثاني والمهم ان المسيح لم يكن يحتاج شهادة من يوحنا 

انجيل يوحنا 5

5 :31 ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا 

5 :32 الذي يشهد لي هو اخر و انا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق 

5 :33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق 

5 :34 و انا لا اقبل شهادة من انسان و لكني اقول هذا لتخلصوا انتم 

5 :35 كان هو السراج الموقد المنير و انتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة 

5 :36 و اما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني 

5 :37 و الاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط و لا ابصرتم هيئته 

5 :38 و ليست لكم كلمته ثابتة فيكم لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به 

5 :39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هي التي تشهد لي 

5 :40 و لا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة 

5 :41 مجدا من الناس لست اقبل 

5 :42 و لكني قد عرفتكم ان ليست لكم محبة الله في انفسكم 

فالمسيح وضح ان يوحنا هو دوره اعداد الطريق وهو شهد للمسيح ولكن لا يحتاج ان يقدم أي شيء للمسيح بعد هذا فالمسيح لا يحتاج شهادته 

وهذا شرحته في

هل المسيح يقبل شهاده له من الناس ام لا يقبل ؟ يوحنا 5: 34 و يوحنا 15: 27 و متي 16: 16

ولهذا سمح المسيح ليوحنا المعمدان بان يستريح بعد ان تمم خدمته وسمح له ان هذه الخدمة تنتهي باكليل الشهادة ليؤكد بهذا انه أعظم مواليد النساء 

انجيل متى 11

7 وَبَيْنَمَا ذَهَبَ هذَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟
8 لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ.
9 لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.
10 فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.
11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
12 وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.
13 لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.
14 وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.

فكثير من أبناء الرب يختارهم في الوقت المناسب لينتقلوا ليفوزوا بأفضل أكاليل في ملكوت السماوات. هذا للأسف امر لا يفهمه غير المؤمنين الذين يتمسكون بالأرضيات فقط ويتخيلون ان الرب ليثبت وجوده يجب ان يشفي كل مرض ولكن هذا ليس المفهوم المسيحي. فالمسيح يعين من سيكون شفاؤه او إنقاذه للبنيان له وللأخرين ولكن لو كان الأفضل له ان يتألم قليلا حتى ينال اكليل أفضل بعد ان تمم خدمته

ولن اتطرق لهذا الامر أكثر فقد شرحته بشيء من التفصيل في 

الرد علي مشكلة الألم

فالمسيح سمح ليوحنا المعمدان ليستريح بعد ان تمم خدمته. 

 

والمجد لله دائما