كيف يقول بولس عن الاله انه لا ينفعكم في شيء غلاطية 5



Holy_bible_1



الشبهة



بولس رسول يسوع يقول هنا.
غل 5:2 ها انا بولس اقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا.

ان كان يؤمن بولس ان المسيح هو الاله فكيف يقول ان الاله لا ينفعكم في شيء. يسوع اختتن يعني المسيح مش هينفع المسيح شيء



الرد



أهذا ما وصل اليه المشككين من مستوى؟

فباختصار معلمنا بولس الرسول في سياق الكلام يوضح ان من يعتقد ان الختان هو الذي يخلصه وليس دم المسيح فهذا لن ينال خلاص المسيح

والامر المهم هو لم يقول ان المسيح لن ينفعكم في شيء بل لا ينفعكم المسيح شيئا

وندرس معا سياق الكلام لانه كافي للرد على الشبهة

رسالة بولس الرسول الي اهل غلاطية 5

ظروف الرسالة ان بعض كنائس غلاطية وقعت تحت ضغط لبعض اليهود المسيحيين المتعصبين للناموس، وهؤلاء ينادون بضرورة الختان والالتزام بالناموس بالنسبة للمسيحيين حتى الامميين، وأنه لا خلاص بدون حفظ الناموس والختان وهذه امور جديده للغلاطيين وامور تبلبل افكارهم في معني الخلاص . وأسماهم بولس بالإخوة الكذبة، فهم إخوة لأنهم متنصرين، وهم كذبة لأنهم رفعوا موسى فوق المسيح لانهم باصرارهم ان المسيحيين من اصل اممي يجب ان يطيع الناموس ويختتن هذا معناه ان الرب يسوع المسيح الله الظاهر في الجسد لم يتمم مواعيد وعلامات الناموس التي سبق واخبر بها انبياؤه ليتنبؤا عن تفاصيل مجيؤه وأيضا وضع ظل اموره في ناموس موسى لياتي المسيح ويتمم هذه الرموز وتكتمل فيه ولكن هؤلاء المسيحيين من اصل يهودي قلبوا الامر واهتموا بالحرف وليس المعنى بل ناموس موسي لديهم اي الرموز هو اهم من ما تممه المرموز اليه وهو المسيح وهذا خطأ شديد وخطية كبيرة لانه يقلل من أهمية دم الله المسفوك عنهم. فهم امنوا بالمسيح ولكن بقي فيهم الفكر اليهودي. وأسماهم أيضاً بالمزعجين إذ تابعوه وأثاروا الكنائس ضده في كل مكان (غل7:1+ أع12:18، 13).

وهي كتبت بعد مجمع اورشليم فما يقوله بولس الرسول هو راي كل التلاميذ والرسل والمشايخ لكن المتهودين المتعصبين لازالوا مصرين على تعصبهم للناموس وان المسيحيين من أصل اممي يجب ان يتهودوا

فيقول بولس الرسول للغلاطيين شارحا خطأ هذا الفكر قائلا

5: 1 فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا ايضا بنير عبودية

فهو يقول لهم المسيح الله الظاهر في الجسد حرر كل من امن به وأصبح هذا الانسان بدل ما كان مقيد بناموس الخطية أصبح متحرر بدم المسيح.

هذا العدد الذي يسبق الذي استشهد به المشككين خطا هو كافي تماما للقضاء على الشبهة لان فيه معلمنا بولس الرسول يؤكد ان الله حرر الانسان. ولا يستطيع بشر ان يحرر كل البشرية ولكن الله الخالق وحده هو الذي يستطيع ان يقوم بهذا فهو لا يقول الاله لا ينفع في شيء بل وضح ان الاله الرب يسوع المسيح هو المحرر الحقيقي وليس بغيره الخلاص

ثم بعد هذا يوضح خطورة وخطية اعتبار الناموس هو الذي يخلص لان هذا يجعلهم لا يتمسكوا بدم المسيح فيقول

5: 2 ها انا بولس اقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا

وهو يقول لهم ها انا بولس لسببين

الاول هو يهودي الاصل من اهل الختان قبل الايمان بالمسيح وهو رغم انه من اهل الختان يقول لهم إن إختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئًا: من يذهب ليختتن ظنًا منه أن الختان طريق للخلاص، فهو لا يؤمن بالمسيح مخلصًا وأن في دم المسيح الكفاية. هو لا يثق في كفاية دم المسيح للخلاص وهذه خطية كبري. ومن لا يؤمن لا يتبرر، ومن يؤمن بالمسيح أي أن يثق فيه ينال من المسيح خلاصًا وبرًا ومعونة ونعمة بلا حدود لأنه الله المخلص. أما من يختتن خوفًا من الناموس فهو لا يثق في قوة نعمة المسيح الفادي لذلك فهو يفقد فعلها في حياته بل يضع نفسه تحت حكم الناموس.

ثانيا هو يقول لهم لأنه هو رسول المسيح وكتاباته بوحي الروح القدس وتبشيره بإرشاد المسيح وهو أحبهم فعلا وهو مبشر كنيسة غلاطية وهم اولاده في الايمان وهم عرفوا المسيح بواسطته فيحزن عليهم ان يسرقهم سارق الي التهود رغم انهم كنيسة المسيح وليسوا مجامع يهودية من العهد القديم فمثال من يمسك بشمعه لكي يصل الي مفتاح النور ليضي النور فهل بعد ان أشرق نور المسيح يتمسك المتهودين بالشمعة ويعتبرونها هي النور الوحيد؟ فالشمعة قادت للوصول للنور ولكن بعد ان أسطع النور لا نحتاج الي نمشي على ضوء الشمعة ونترك النور الحقيقي القوي

واضرب مثل:

الله الذي لا يجبر أحد ولا يفرض نفسه على أحد ينتظر الانسان يطلب منه ان يساعده في امر معين او ضيقة. هذا الانسان لو رفض ان يصلي ويطلب من الرب مساعدته في الضيقة وأصر ان يعتمد على امر اخر او ذراع بشر، هل الله سيجبره؟ وهل سيتقدم الله ويساعده غصب عن إرادة الانسان؟ الإجابة لا لان الهنا إله حرية. موقف هذا الانسان الذي اتكل على شيء اخر ورفض ان يطلب من الله المساعدة هو في هذا الموقف الله لم ينفعه شيئا لان الله لن يجبره ان يقبل مساعدته الله له. فان اعتمد على ذراع بشر لا ينفعه الرب شيئا

هذا هو المقصود.

ويشرح لماذا من يعتمد على الختان للخلاص لا ينتفع بدم المسيح المخلص الحقيقي وحده

5: 3 لكن اشهد ايضا لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس

ايضا عائدة على العدد السابق الذي يقول فيه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح بمعني ان من ادعي ان الختان هو طريق الخلاص الوحيد لا ينفعه المسيح الطريق الحقيقي للخلاص ولا ينال خلاص المسيح لأنه بهذا لا يريد ان يدخل من باب المسيح ولكن باب أخر وهو باب الناموس لان الختان هو المدخل لكل الناموس اليهودي، هو علامة الدخول لليهودية ومن ثم الالتزام بالناموس. فمن اختتن يلزمه تقديم ذبائح دموية. ومن التزم بالناموس عليه أن يكمله وإلا صار ملعونًا (غل10:3) وأين في هذا العالم من استطاع الالتزام بكل ما في الناموس من وصايا. ومن ارتد عن المسيح ليتبع الناموس فقط ليتبرر فهو يرتد عن المسيح لأنه إن كان الناموس يبرر، فالمسيح مات بلا سبب (21:2). فالذي استعبد نفسه تاركًا حرية المسيح يجب ألا يسلك فيما بعد كإنسان حر بل كعبد ملتزم بكل قوانين الناموس. أما البر الذي بالمسيح فهو أنه أي المسيح أُسلِمَ من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا (رو25:4).

5: 4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة

تبطلتم اي تركوا المسيح إذ ذهبوا لمصدر آخر غير المسيح ليتبرروا بطلت العلاقة مع المسيح، فمن يرجع ليحيا تحت لعنة الناموس يسقط من عمل النعمة، فماذا يبقى له حينئذ إلا الغضب لأن الناموس يقف عاجزًا لأنه لا يبرر والنعمة تتخلى تمامًا. الناموس مثل الختان والذبائح الحيوانية ليس لديه قوة على الخلاص لأنه كان فقط رمز للمسيح وليس خلاص في ذاته فهو فقط كان علامة. فهنا يشرح جيدا لماذا لا ينفعه المسيح شيئا لأنه هو الذي تبطل على ربنا ورفض بإرادته خلاص الرب وفداء الرب له.

والمرتد قد ترك المسيح ونعمته، ولم يعد للنعمة عمل معهم. كل هذه الخسارة تحدث في حالتين:

1) عندما يتكل المؤمن على أحد غير المسيح أي الناموس في حالة غلاطية أو على بره الذاتي فيفتخر بأعماله

2) أن يرتد المؤمن لطريق الشر، فلا شركة للنور مع الظلمة.

5: 5 فاننا بالروح من الايمان نتوقع رجاء بر

5: 6 لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة

والختان لم ينفع اليهود إذ وهم مختونين صلبوا المسيح مخلصهم رغم ان الختان هو علامة العهد بين الله وبين شعبه في العهد القديم ان يأتي يهوه ويخلصهم

ولكن الخلاص هو الايمان العامل بالمحبة لان الإيمان ليس فكرة أو أقوال تصدر من الفم، ليس هو أن أؤمن بأن الله هو واحد مثلث الأقانيم، فهذا النوع من الإيمان تعرفه الشياطين (يع 19:2) إنما الإيمان هو الإيمان الحي العامل الفعال بأمور المحبة هذا الإيمان العامل بالمحبة يجعلني أموت عن العالم وأترك شهواته وخطاياه، فأنا أحب الله أكثر من كل العالم. هذا الإيمان يجعلني أقف للصلاة وجسدي منهك، فكيف لا أقف لأتكلم مع من أحبه. هذا الإيمان يدعوني أن أقدم خدمات لكل الناس باذلاً نفسي بمحبة فهو إيمان عامل بمحبة لأولاد الله الذي احبه. أما الإيمان بدون أعمال فهو إيمان ميت (يع20:2).

فهذا يوضح الفرق بين الاعمال الميتة الناموسية وبين الاعمال الإيمانية بعد الايمان بان الرب يسوع المسيح الله الظاهر في الجسد هو المخلص الوحيد

فالأعمال الناموسية مثل الختان والذبائح بدون ايمان بالمسيح هي لا تخلص وبالإيمان بالمسيح لا احتاج للختان ولا للذبائح لأني لو امنت بالمسيح امنت انه تتم كل رموز الناموس فيه وحقق المواعيد

اعتقد بهذا اتضح ان الشبهة لا أصل لها وفهما ما يقصد معلمنا بولس الرسول بأسلوبه الحكيم الرائع بإرشاد الروح القدس



والمجد لله دائما