الرد على لماذا سمح الله بقتل أطفال بيت لحم متى 2



Holy_bible_1



السؤال



حادثة قتل أطفال بيت لحم هو بسبب ان هيرودس سمع عن ميلاد ملك لليهود فامر بقتل أطفال بيت لحم من سنتين فما دون. أي انهم قتلوا بسبب ميلاد المسيح. فلماذا سمح الله بقتل هؤلاء الابرياء ولماذا لم يمنع هيرودس من فعل هذا؟



الرد



في البداية الله لم يقتل ولم يأمر ولا حتى اعطى سماح أو تصريح لهيرودس لقتل أطفال بيت لحم هذا تصرف بشري من هيرودس الشرير وهو فقد الذي يدان ويلام عليه

وهذا ما قيل لفظا في العدد

انجيل متي 2

: 16 حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا فارسل و قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس

هنا نرى وحشية هيرودس، فمن قتل أولاده وزوجاته وأقربائه من المؤكد أنه يفعل هذا فهو قتل أولاده وزوجاته لنفس السبب الذي قتل أطفال بيت لحم بسببه ألا وهو خوفه وحرصه على عرشه. وهذا يرينا نتائج الحسد والغضب ومحبة العالم. وصار هؤلاء الأطفال أولا شهداء المسيحية، صاروا رمزاً للكنيسة المضطهدة المتألمة لأجل المسيح، الكنيسة التي رجعت وصارت كالأطفال بسيطة كمسيحها، هذه الكنيسة لا يحتملها إبليس ولا يحتملها العالم ويريد قتلها واختفاءها.

ولكن أريد أن أوضح شيء مهم وهو لو إرهابي قتل طفل هل يلام الله على هذا؟

الله لا يلام على هذا فهو لم يأمر الإرهاب بفعل هذا.

ومن يقول أن الله كان يجب عليه ان يمنع فالله يستطيع يمنع شر كل انسان ولكن لو قام بهذا ستظهر مشكلة

اولا منع حرية التصرف المرتبطة بالحرية

فمنع تصرفات البشر هذا يعني منع الحرية لان الانسان الذي يقيد الله تصرفاته لكيلا يسبب الم بتصرفاته هو مسير وهذا ضد ارادة الانسان وحريته وضد الله المحب الذي يريد الانسان ان يختاره عن اقتناع وليس عن اجبار وتسيير وقسر. فالحرية اعطاها الله لنا لنختار ان نبادله المحبة فهو بحريته احبنا ويريد ان نحبه بحريتنا.

ولكن لكي يمنع الالم سيمنع الحرية ومنع الحرية هو يمنع ان نحبه بحرية ولو منعنا ان نحبه يكون منع غاية الحياة.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 17


وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

وثانيا لو منع هذا هو سيحرم المظلومين من هذه التعزيات التي تعرفهم حنانه واهم منها المكافئات الأبدية التي تفوق وبشدة هذه الالام المؤقتة.

فنحن نثق ان الرب يستخدم هذه الضيقات حتى التي تصل لقتل أبرياء ولو أطفال لخيرهم

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28


وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 18


فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.

فمن يظلم هذا ينال مجد لا يقارن بالالام

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 18


فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.

فهؤلاء الأطفال الذين ظلموا وقتلوا وهم أبرياء هؤلاء نالوا مجد أبدى لا يقارن بالآلام المؤقتة

وهؤلاء أيضا مات المسيح لأجلهم ليعطيهم حياة ابدية رائعة

فاضرب مثل

ملك له عبد مديون له بالكثير والملك يعلم ان لهذا العبد أعداء يكرهوه هذا العبد اعتدى عليه اعداؤه وضربوه وسرقوه. هل الملك يدان ام الأعداء؟

في رائي الأعداء.

ثانيا الملك قرر ان يعوض العبد ما خسر وأيضا عن الالام هل هذا أفضل ام يتركه ينتقم من اعداؤه؟

اعتقد التعويض أفضل.

فلو ان الملك الذي كان قادر على منع الاعداء عوض العبد ولم يستوفِ ماله ذاك، وحسب الأشياء المسلوبة ممَّا يلتزم به العبد نحوه، فهل يكون هذا العبد مظلوماً؟

كلا.

بل ما رأيك لو أن الملك عوَّضه بأكثر جدا جدا مما فقد بما لا يقارن؟ أفلم يربح ربحاً عظيماً؟

أعتقد أن الامر واضح.

فأيّ ضررٍ إذاً لحق بهؤلاء الأطفال اللذين قُتلوا ظلما من هيرودس واستراحوا سريعا من ارض الاتعاب ودخلوا بسرعة إلى الراحة الابدية؟

ومن يعتقد أنهم كانوا يستطيعون أن يحوزوا أفضل لو عاشوا. لكن ليس بالشيء القليل ما استحق لهم موتهم من مكافئة ابدية انهم ماتوا لأجل المسيح مثل أي شهداء. وإلاَّ لما سمح الله أن يهلك أولئك الاطفال قبل الأوان، لو كانوا أعِدّوا لأعمال خطيرة.

وأرجوا الا تفهموني خطأ ولكن أحيانا موت الانسان في الصغر افضل بكثير ان من ان يكبر ويصبح شرير وينتهي في العذاب الابدي ولكن هذا لا يعني انى اقبل قتل الأطفال او الانتحار بل على العكس تماما انا ارفض قتل أي روح. ولكن ما اقصده هنا أني اثق في ان الرب عندما حدث هذا وقتلوا كان يعد ما هو افضل لهم

فالصغير لا يدان كما قال

سفر صموئيل الثاني 12

12: 19 و راى داود عبيده يتناجون ففطن داود ان الولد قد مات فقال داود لعبيده هل مات الولد فقالوا مات

12: 20 فقام داود عن الارض و اغتسل و ادهن و بدل ثيابه و دخل بيت الرب و سجد ثم جاء الى بيته و طلب فوضعوا له خبزا فاكل

12: 21 فقال له عبيده ما هذا الامر الذي فعلت لما كان الولد حيا صمت و بكيت و لما مات الولد قمت و اكلت خبزا

12: 22 فقال لما كان الولد حيا صمت و بكيت لاني قلت من يعلم ربما يرحمني الرب و يحيا الولد

12: 23 و الان قد مات فلماذا اصوم هل اقدر ان ارده بعد انا ذاهب اليه و اما هو فلا يرجع الي

وايضا

إنجيل متى 19: 14


أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ».



وتكررت في مرقس 10: 14 ولوقا 18: 16 واكرر انا لست ديان ولكن اثق ان الرب الذي لم يمنع هذا هو رحمة لهم من مصير أبدى صعب



الامر الأخير وهو فقط للتوضيح

قرية بيت لحم في هذا الزمان هي قرية صغيرة فعدد الاطفال في هذه القريه الذين هم اقل من سنتين قد لا يتعدي دستتين كما قال كثير من المفسرين وبعض الموسوعات مثل الكاثوليكية ويقولوا انهم بين 6 الي 20 ولكن لا اقلل من اهميتهم فطفل واحد هو غالي على قلب الرب ولهذا يكافؤه بملكوت السماوات بل فقط أوضح أنهم كعدد لا يقارنوا بالذين قتلهم هيرودس في مواقف أخرى وليس في العامة فقط بل حتى في الأشخاص الأساسيين في الحكم وحتى اسرته فهو قبل وفاته امر بجمع افراد من اغلب العائلات اليهودية ليذبحوا ساعة موته ليكون مناحة في كل اليهودية.

فما نظن أن الرب ظلم هؤلاء لأننا لسنا ديانين وهو فقط الديان والمكافئ العادل ولكن ندين فقط هيرودس الشرير. أما بعد قتلهم هم في يد الرب الحنون الذي يريد ان الجميع يخلصون وحنون جدا عليهم



والمجد لله دائما