الجزء الثاني من هل كانت مريم العذراء لا تؤمن بلاهوت الرب يسوع المسيح؟ لوقا 2



Holy_bible_1



الشبهة



أليس تعبير مريم متفكرة تعني انا لم تكن تؤمن بلاهوت المسيح من الصغر؟

[فــــانـــدايك][لوقا.19.2][واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها.]

وأيضا تتعجب أي كانت لا تؤمن بلاهوته

[فــــانـــدايك][لوقا.33.2][وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه.]

ولو كانت تؤمن به انه هو الرب فكيف ذهبت لتقدمه للرب

[فــــانـــدايك][لوقا.22.2][ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب.]



الرد



في البداية ارجو الرجوع الى ملف

هل امنت السيدة العذراء بلاهوت المسيح وهو في احشائها؟ لوقا 1 و2

وقدمت في هذا الملف ادلة كثيرة باختصار عن ايمان السيدة العذراء بلاهوت المسيح بما فيها الخلفية اليهودية بمراجع يهودية بالإضافة الى النبوات الواضحة

فهو جزء لا يتجزأ من الرد هنا لأنه يوضح ايمان السيدة العذراء كيهودية بمن هو المسيح الرب القدوس ابن العلي وبخاصة انها نشأت في الهيكل وأيضا شرحت فيه بشارة الملاك لها بالأدلة اللغوية وسياق الكلام وعلاقتها بالنبوات وأيضا كلام اليصابات نسيبتها

وأيضا ملف

هل عدم فهم السيدة العذراء لتعبير ينبغي أن أكون فيما لأبي ينفي ايمانها بلاهوته منذ الصغر؟ لوقا 2: 49

وأكرر نفس السؤال للمشككين

هل ان السيدة العذراء كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها ينفي ايمانها بلاهوته منذ الصغر والذي قدمت عليه ادلة؟

وأيضا تعجبها مما يقال فيه هل ينفي ايمانها بلاهوته؟ ما علاقة هذا بذلك؟ هل يتخيل المشككين ان مريم العذراء تفهم كل شيء وعلمها مطلق؟ بالطبع لا فهي تؤمن بلاهوت المسيح وأيضا تتعجب عندما تفهم ما يقال امامها من إعلانات أو تفصيلات أكثر عن خطة خلاصه.

فمثلا لو شخص مسيحي يؤمن بلاهوت الرب يسوع ولكن لو شرح له نبوات لم يكن ينتبه اليها ببعض التفصيلات فتعجب منها. هل هذا يعني أنه لم يكن يؤمن بلاهوت الرب يسوع؟

بالطبع لا.

الحقيقة المشككين يعتمدون على ادعاء أشياء لا وجود لها وما لم يذكر وهذا يصنف مغالطات منطقية وأيضا ربط أشياء مختلفة لا علاقة لها ببعض ليدعوا أشياء خطأ

ولكن هذا يظهر انهم لا يوجد لديهم ادلة حقيقية على ما يدعونه



ابدأ بالعدد الأول

السيدة العذراء مريم الفتاة اليهودية التي تربت في الهيكل والتي تنتظر مجيء العجيب المشير الاله القدير أي يهوه المخلص وتمت البشارة لها بوضوح ان الذي هي حبلى به هو القدوس وابن العلي وهو الملك الابدي والرب كما شرحت في ملف

هل امنت السيدة العذراء بلاهوت المسيح وهو في احشائها؟ لوقا 1 و2

ولكن هذا لا يمنع انه عندما يقال شيء رائع كهذا تتأمل فيما يقال لتحفظه جيدا لأنها خادمة الكلمة الامينة التي يجب عليها ان تسلم وبدقة ما يقال عنه بإرشاد الروح القدس وبالفعل هي قامت بهذا وسلمته للوقا البشير الذي كتبه في انجيله كما شرحت لغويا تعبيرات لوقا البشير في

هل مقدمة انجيل لوقا توضح انه غير موحي به

ونفهم ما قيل لان التعليق هو على كلام الملائكة للرعاة

انجيل لوقا 2

2 :8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم

2 :9 وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما

2 :10 فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب

2 :11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب

هذا التعبير شرحته سابقا بالتفصيل في ملف

الفرق بين مسيح الرب والمسيح الذي هو الرب يسوع المسيح

وأيضا

اثبات ان السيد المسيح قال لفظيا انه الله

فهو ليس مسيح الرب أي مسيح يهوه بل هو المسيح الرب المسيح يهوه نفسه

فتعبير الملائكة كما هو مؤكد من الكتاب المقدس هو اعلان عن لاهوت المسيح

2 :12 وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود

2 :13 وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين

2 :14 المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة

أي الله هو في الاعالي وهو الذي على الأرض وهو رئيس السلام الذي يعطي السلام الله الظاهر في الجسد والروح القدس سيحل على الناس ويعطيهم المسرة وهذه تسبحة للثالوث

المجد للآب اي في الأعالي.

المجد للإبن اي الذي تجسد ووُلِد ليأتي بالسلام للبشر (يو21:20) فهو ملك السلام.

المجد للروح القدس الذي هيأ له المسيح بتجسده أي الذي حل على البشر بعد عمل المسيح الفدائي ليعيد الفرح للإنسان (غل22:5) فمن ثمار الروح فرح أي المسرة.

2 :15 ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي أعلمنا به الرب

أي الرعاة فهموا ان الرب أعلمهم عن ميلاد الرب (المسيح الرب) وهذا مفهوم يهودي من العهد القديم واضح وهذا سآتي اليه في الجزء الثالث والأخير

2 :16 فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود

2 :17 فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي

2 :18 وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة

أي الموجودين تعجبوا من هذا اما رد فعل السيدة العذراء ليس التعجب رغم أنه ليس خطأ ولكن لأنها فهمت هذا جيدا من البشارة كما وضحت سابقا ولكن رد فعلها هو

2 :19 واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها

التفكر أي تكميل الأمور معا في الكلام وحفظه

ومعنى كلمة متفكرة وهي كلمة سومبالويسا من كلمة سومبالو

G4820

συμβάλλω

sumballō

soom-bal'-lo

From G4862 and G906; to combine, that is, (in speaking) to converse, consult, dispute, (mentally) to consider, (by implication) to aid, (personally) to join, attack: - confer, encounter, help, make, meet with, ponder.

من مقطعين الأول سون أي تجمع او تركب وبالوا أي تقديم وطرح

وتعني تركيب الكلام معا وحوار واستشارة واعتبار واضافة على ما سبق وتربيط ومساعدة ....

فالكلمة هنا في سياقها تعنى ان السيدة العذراء كانت تربط وتجمع معا ما يقال عنه لتحفظه كله في قلبها لان كل هذه الإعلانات الهامة عن لا هوته فهي تربط ما قاله الرعاة عن كلام الملائكة مع ما قاله الملاك لها وما قاله الملاك ليوسف النجار وما قالته اليصابات لها فهي تجمع كل هذا معا وتربط الإعلانات معا وتحفظها جيدا

وهي تعرف انها المسؤولة عن تسليمها وهذا ما حدث

فاين عدم ايمانها هنا بلاهوته؟

الاعداد هنا توضح انها ليست فقط تؤمن بلاهوته بل تحفظ التفصيلات وتجمع كل الاعلانات

بل الحقيقة كلام الملاك الذي نقله الرعاة يؤكد لاهوت المسيح فحتى جدلا لو تماشينا بالخطأ مع المشككين فان شهادة الرعاة كافية لتأكيد لها انه هو المسيح الرب المتجسد



العدد الثاني

وهو رد فعل لكلام سمعان الشيخ

انجيل لوقا 2

2 :25 وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه

2 :26 وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب

2 :27 فاتى بالروح الى الهيكل وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس

2 :28 اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال

2 :29 الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام

2 :30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك

فهو يتكلم عن المسيح المخلص أنه هو خلاص يهوه هو الخلاص نفسه. ولكن يضيف شيء مهم وهو ان المسيح هو ليس لليهود فقط بل لجميع الشعوب

2 :31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب

فهنا سمعان يعلن بوضوح ان الخلاص هو ليس خلاص ارضي بل هو خلاص لجميع الشعوب ولكل إنسان. وسر الفداء كان منذ القدم وقبل خلق العالمين. ولهذا يقول قدام وهو في اليوناني كاتا أي قبل كل الشعوب

(IGNT+) οG3739 WHICH ητοιμασαςG2090 [G5656] THOU HAST PREPARED καταG2596 BEFORE "THE" προσωπονG4383 FACE παντωνG3956 OF ALL τωνG3588 THE λαωνG2992 PEOPLES;

فتعبير كاتا يعني قبل وتعبير وجه وهو بروسبون الذي يعني أيضا ظهور وحضور

أي سمعان في هذا التعبير يعلن ان المسيح المخلص والخلاص هو ليس من وقت وعد الله لآدم ولا إعلانه لإبراهيم ولا لداود ولا لاشعياء بل هو قبل الخليقة هو اعد هذا الخلاص

وهذا تعبير رهيب قد نكون تعودنا عليه الان بعد ان نشأنا على سماعه ولكن بالنسبة ليوسف ومريم هذا اعلان رهيب ان يقول اعددته قبل ظهور جميع الناس

2 :32 نور اعلان للأمم ومجدا لشعبك اسرائيل

يقول التقليد أن سمعان عرف المسيح بعلامة نورانية ظهرت فوق رأسه وهو بين يدي العذراء أمه. ولهذا يقول نور اعلان. فاليهود ينتظرون ظهور يهوه والميتاترون ليخلص اليهود ولكن هنا سمعان يعلن ان يهوه اعد خطة تجسده قبل ان يظهر أي انسان على وجه الأرض وليكون نور لكل الأمم

فاليهود يفهموا من إعلانات العهد القديم ان المسيا الميتاترون هو النور

سفر إشعياء 42: 6


«أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ،

واليهود أكدوا ان هذا عن أيام ظهور المسيح

Midrash Rabbah, Genesis XCVI, 5.

(Our teachers said two things in R. Helbo’s name: Why did the Patriarchs long for burial in Eretz Israel? Because the dead of Eretz Israel will be the first to be resurrected in the days of Messiah … Resh Lakish said: There is a text explicitly teaching that when they reach Eretz Israel God will put a soul into them, for it says, He giveth a soul unto the people upon it (Isa. XLII, 5).

Midrash Rabbah, Genesis XCVI.

R. Simeon b. Lakish said: Because the dead of that land will be the first to be resurrected in the days of the Messiah. R. Simeon b. Lakish inferred this in Bar Kappara’s name from the following verse: He giveth a soul unto the people upon it (Isa. XLII, 5).

Midrash Rabbah, Genesis LXXIV, 1.

It means, however, the land whose dead will be the first to be resurrected in the days of the Messiah. Resh Lakish in Bar Kappara’s name deduced it from the following verse: He giveth a soul unto the people upon it (Isa. XLII, 5).

وهذا النور هو نور الرب يهوه نفسه

سفر المزامير 43: 3


أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ.

وعنده يسكن النور

سفر دانيال 2: 22


هُوَ يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ وَالأَسْرَارَ. يَعْلَمُ مَا هُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَعِنْدَهُ يَسْكُنُ النُّورُ.

واليهود نفسهم يقولوا ان هذا عن المسيا

Jarchi in Psal. xliii. 3.

Bereshit Rabba, fol. 1. 3.

Echa Rabbati, fol. 50. 2.

فالمسيا هو النور الشكينا والممرا فيعرفوا انه عندما يأتي المسايا الرب السماوي سيكشف اسرار عجيبة

إنجيل يوحنا 4: 25


قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ».

والان امام يوسف النجار ومريم ينكشف سر عجيب عن خطة الله للخلاص منذ الازل

وهذا له علاقة بالخليقة عندما قال وقال الله ليكن نور فكان نور فالله خلق النور ولكن الله هو النور الحقيقي وسيظهر عندما يتجسد وهذا ما شرحه يوحنا عندما قال

انجيل يوحنا 1

3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.
4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،
5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.

9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ.
10 كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.

فالإعلان الذي يقوله سمعان الشيخ هو رهيب ليس عن لاهوت المسيح فقط ولكن عن الخطة الازلية للخلاص للبشرية وان الرب النور سياتي بنفسه للخلاص

وهذا فعلا يجعل أي انسان يتعجب من روعة خطة الله للخلاص حتى مريم العذراء نفسها التي تؤمن بلاهوت المسيح

2 :33 وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه

فكما قلت ما يقال هو امر عجيب بالنسبة لليهود ان يكون مجيء المسيا هو خطة ازلية لخلاص العالم كله وانه النور

وكلمة يتعجبان وهي في اليوناني ثاومازونتيس من ثاومازو

G2296

θαυμάζω

thaumazō

thou-mad'-zo

From G2295; to wonder; by implication to admire: - admire, have in admiration, marvel, wonder.

يتعجب بتطبيق اعجاب: معجب يكن اعجاب مدهش عجيب

فهما يتعجبان بمعنى معجبين بروعة مما يقال فيه من إعلانات عن عمله.

مع ملاحظة من عجائب الرب ان يجعل زمن مجيء مريم ويسوف به الى الهيكل هو نفس توقيت مجيء سمعان الشيخ ليقول إعلانه

وهنا سمعان الشيخ يقول أشياء هو نبوات وليس فقط اعلان عن لاهوت المسيح. هذه النبوات تجعل مريم تتعجب وتعجب من روعة هذه النبوات وبخاصة أن الجزء التالي منها تتعلق بها شخصيا وبخاصة ان من أسلوب لوقا البشير ان يقدم اجمال ثم تفصيل وأيضا رد فعل أحيانا قبل الفعل كأسلوب بلاغي وشرحت هذا عدة مرات سابقا

فهو قال

2 :34 وباركهما سمعان وقال لمريم امه ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم

2 :35 وانت ايضا يجوز في نفسك سيف لتعلن افكار من قلوب كثيرة

وهنا مريم يقول لها سمعان نبوة غامضة الى حد ما في ان يجوز في نفسها سيف اعلان أفكار وهذا يجعلها تتعجب لأنه أول مرة يقال وفعلا هذه النبوة تحققت والسيف هو الألم الشديد الذي لحق بالعذراء الأم وهي ترى ابنها مهاناً مضطهداً ومعلقاً على الصليب. ولكن عندما قيلت لها هذه النبوة قبل حدوثها بمقدار 33 سنة هي لم تفهم كيفية ان يجوز في نفسها سيف

فمرة أخرى تعجبهما او اعجابها بروعة إعلانات سمعان الشيخ عن الخطة الازلية للخلاص للعالم وأيضا نبوته عن مريم هذا لا علاقة له بإيمانها بلاهوت الرب يسوع المسيح

بل الحقيقة كلام سمعان الشيخ يؤكد لاهوت المسيح وازليته فحتى جدلا لو تماشينا بالخطأ مع المشككين فان شهادة سمعان الشيخ كافية لتأكيد لها عن ايمانها انه هو المسيح الرب الله المتجسد



العدد الثالث

مقدمة صغيرة لا يفهمها المشككين ولكن اليهود والمسيحيين يفهموها جيدا حتى لو كان هناك اختلاف بسيط بينهم

اليهود يؤمنون ان بظهور الرب مثل ظهوراته في العهد القديم هذا لا يحده في الظهور بل هو لا يزال يملأ السماوات

وهذا شرحته بالتفصيل في ملف

الثالوث في العهد القديم

وأيضا

اقوال الربوات اليهود عن الثالوث

وحسب المفهود اليهودي عن الله الذي لا يحد في ظهوره

بل يفهموا جيدا ان الميمرا أي كلمة الله أي الدبار هو من ذات الله ومجد الله نفسه ولكنه مميز في الله فيمكن التمييز بين كلمة الله الدبار والله ولكن كلمة الله لا ينفصل عن الله لأنه هو يهوه

سفر إشعياء 48: 16

تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ» وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ.

والمتكلم هنا يهوه نفسه فيهوه يقول ان يهوه وروحه ارسله

سفر هوشع 1

1: 7 و اما بيت يهوذا فارحمهم و اخلصهم بالرب الههم و لا اخلصهم بقوس و بسيف و بحرب و بخيل و بفرسان 

الرب يخلصهم بالرب إلههم اي يهوه يخلصهم بيهوه إلههم

سفر المزامير 45

45: 6 كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك 

45: 7 احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك 

الله مسح الله المتجسد وهذا التمييز الاقنومي وأيضا عندما يظهر الرب يهوه على الأرض هذا لا يعني ان يهوه غير موجود في السماء

وعلى سبيل المثال لا الحصر

الكتاب المقدس يعلن عن هذا بوضوح

سفر التكوين 19

19: 24 فامطر الرب على سدوم و عمورة كبريتا و نارا من عند الرب من السماء  

فيوجد يهوه مميز هو الذي نفز وأمطر نار وكبريت ولكنه امطره من عند يهوه مميز في السماء رغم انه يهوه واحد

ويهوه الذي نزل على الارض وظهر لابراهيم هو مع وحدانيته مع يهوه ولكن يهوه الثاني المميز في نفس الذات الالهية في السماء 

سفر زكريا 2

2: 8 لانه هكذا قال رب الجنود بعد المجد ارسلني الى الامم الذين سلبوكم لانه من يمسكم يمس حدقة عينه 

2: 9 لاني هانذا احرك يدي عليهم فيكونون سلبا لعبيدهم فتعلمون ان رب الجنود قد ارسلني 

وهنا نلاحظ ان المتكلم يهوه صاباؤوت فرب الجنود ارسل رب الجنود ويقول انه بعد المجد اي هناك مرحله تختلف عن مرحلة مجده الأولى

وهو يهوه المرسل والذي يرسله هو يهوه ايضا فرب الجنود هو الراسل وهو المرسل في ذات الوقت

فلهذا عندما يقول

انجيل لوقا 2

2 :22 ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب

هو نفس الفكر ان يهوه ظاهر على الارض ويهوه لا يزال يملاء السماوات وكما يهوه الظاهر على الارض أمطر على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند يهوه من السماء فلا يوجد اي اشكالية في مفهوم السيدة العذراء في هذا

ثانيا قائل هذا التعبير ليس السيدة العذراء اصلا

بل الذي قاله لوقا الطبيب وتعبير ليقدموه للرب اصلا مقصود به هيكل الرب ولكن قالها باختصار وتأكيد هذا العدد التالي

2 :23 كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب

فهو لا يتكلم عن اقنومه ولا تقديمه ليهوه أي تقديمه للرب ذاته ولكن يتكلم عن تقديمه للهيكل كعادة الناموس في لاويين 12: 1 لاي بكر ان يقدم في الهيكل عنه ذبيحة

2 :24 ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام

كما جاء في خروج 13: 1 "قدس لي كل بكر فاتح رحم"

فهذا فقط تعبير عن الهيكل. ولكن حتى لمن يرفض هذا فالتعبير عن التمييز الاقنومي في الثالوث وتقديم جسد يسوع الذي متجسد فيه اقنوم الابن امام الاب يتفق تماما مع الايمان المسيحي وبخاصة ان اقنوم الابن اخلى نفسه اخذا صورة عبد

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2:

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.
8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.

فهذا العدد تأكيد عدم محدودية الرب وانه على الارض متجسد ولكنه أيضا يملاء السماوات

إنجيل يوحنا 3: 13


وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.

فالثلاث اعداد في الحقيقة تؤكد ايمان السيدة العذراء به وأيضا تعلن لاهوته بوضوح.



والمجد لله دائما