الرد على لماذا كذب داود على أخيش في 1 صموئيل 27



Holy_bible_1



الشبهة



نجد الكتاب المقدس يقول ان داود نبي الله يكذب في 1 صم 27\10 فقال اخيش اذا لم تغزوا اليوم فقال داود بلى على جنوبي يهوذا و جنوبي اليرحمئيليين و جنوبي القينيين

فكيف يصف الكتاب المقدس داود نبي الله وجد المسيح بانه كذاب؟



الإجابة



الإجابة باختصار شديد على هذه الشبهة هذا خطأ وضعف من داود

فالكتاب المقدس على عكس الفكر الإسلامي يظهر ضعفات البشر بما فيهم الأنبياء لكي نأخذ منها عبرة ونتعلم تحاشي الأخطاء وأيضا حياة التوبة متى سقط أحد في خطية وأيضا لكيلا نفقد الرجاء متى سقطنا في خطية. كثيرًا ما يقدم لنا الكتاب المقدس داود لنقتدي به في عظم إيمانه، أما هنا فيعلمنا أن لكل إنسان لحظات ضعف فيها يسقط لا ليستسلم في يأس وإنما ليقوم بالرغم مما ترتب على سقوطه من من متاعب داخلية وخارجية.



والحقيقة كما اجمع المفسرين هذا ليس خطا واحد فقط من داود بل عدة أخطاء في هذا الموقف.

بنفس الطريقة التي درسناها سبقا في مواقف مختلفة والتي الأسف خطية تقود لعدة خطايا واخطاء.

فالخطأ يبدأ من ان داود لم يستشير الرب عندما تعب وفي لحظة ضعف قرر يهرب من شاول في ارض الفلسطينيين

سفر صموئيل الأول 27

27 :1 و قال داود في قلبه اني ساهلك يوما بيد شاول فلا شيء خير لي من ان افلت الى ارض الفلسطينيين فيياس شاول مني فلا يفتش علي بعد في جميع تخوم اسرائيل فانجو من يده

هذه لحظة ضعف ايمان من داود الذي هو من ابطال الايمان ولكن من منا لا يضعف

فبعد ان تكرار هجوم شاول الملك على داود حتى بعد إقامة عهود بينهما أفقد داود كل ثقة في شاول. ولكنه للأسف لم يتذكر وعد الله جيدا انه مسحه ملك بعد أن عاين بنفسه واختبر معاملات الله له، هذا الذي وعده بالمُلك، خاصة أن يوناثان وأباه تأكدا أنه يرث المُلك وأخبراه بهذا. ولكنه شعر انه سيهلك على يد شاول لو استمر في تخوم إسرائيل. وبخاصة ان داود أصبح اثقل في المقدرة على الهرب لوجود زوجتيه أخينوعم اليرزاعيلية وأبيجايل. وأيضا رجاله الذين أتت إليهم اسرهم

27 :2 فقام داود و عبر هو و الست مئة الرجل الذين معه الى اخيش بن معوك ملك جت

داود للأسف هنا لم يذكر العدد انه استشار الرب ولكنه هربا من شاول اضطر إلى الالتجاء إلى أخيش ملك جت

اخيش ابن معوك هذا هو غالبا الملك التالي الذي خلف اخيش الذي ذكر في اصحاح 21 الذي شك في امر داود وشرحته سابقا في ملف

هل داود غير عقله امام ابيمالك ام امام لخيش ؟ مزمور 34 و 1صموئيل 21: 10-15

فاخيش السابق الذي تفكر بالشر على داود فمثل داود الجنون ونجد هنا داود يكرر الخطأ بالاتجاء الي ملك وثني. ولكن اخيش هذه المرة وجد داود معه زوجتين وستمئة محارب لذا حسب قوة ينتفع بها كحليف له، خاصة أن مطاردة شاول لداود صارت علانية ومتكررة عرفتها الأمم المحيطة، مما طمأن قلب أخيش من جهة داود ورجاله.

27 :3 و اقام داود عند اخيش في جت هو و رجاله كل واحد و بيته داود و امراتاه اخينوعم اليزرعيلية و ابيجايل امراة نابال الكرملية

27 :4 فاخبر شاول ان داود قد هرب الى جت فلم يعد ايضا يفتش عليه

طبعًا هو إلتجئ لأرض الفلسطينيين لأن شاول لن يجرؤ على دخولها وراءَهُ.

27 :5 فقال داود لاخيش ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فليعطوني مكانا في احدى قرى الحقل فاسكن هناك و لماذا يسكن عبدك في مدينة المملكة معك

27 :6 فاعطاه اخيش في ذلك اليوم صقلغ لذلك صارت صقلغ لملوك يهوذا الى هذا اليوم

داود لم يستحسن أن يسكن جت مع أخيش لأن رجاله وعائلتهم عددهم كبير وهذا سيسبب ضيق لأهل جت بالإضافة لأن وجوده في جت سيجعله في وضع محرج لأن العبادة هناك لالهة وثنية وهو يرفض هذا قطعًا. لكن ماذا يصنع في المناسبات والاحتفالات وهو يعيش وسط هؤلاء القوم. ووجوده المستمر سيجعل منه عبدًا لأخيش ينفذ أوامره فقط. فماذا يكون موقفه لو قرّر أخيش أن يحارب شاول. فداود يريد إظهار أنه يعادي شاول فقط لكنه قطعًا لا يريد أن يحاربه. واستجاب لهُ الملك وأعطاه صقلغ: أولًا هذه المدينة أعطيت لشمعون وفي أيام شاول كانت في يد الفلسطينيين وفيما بعد صارت ليهوذا.

27 :7 و كان عدد الايام التي سكن فيها داود في بلاد الفلسطينيين سنة و اربعة اشهر

27 :8 و صعد داود و رجاله و غزوا الجشوريين و الجرزيين و العمالقة لان هؤلاء من قديم سكان الارض من عند شور الى ارض مصر

إقامة داود بعيدًا عن جت أعطته حرية الحركة. ولكن خطأه هذا قادة لمشكلة أخرى وهي مقابل صقلغ يحتاج ان يقدم هدايا لاخيش وهذا الخطأ الثاني ولهذا هو أضطر أن يمارس بعض حملات الغزو ضد الشعوب الوثنيين الذين عرفوا بالحياة العنيفة واللصوصية والفساد والرجاسات وبخاصة لأن هؤلاء من قديم اشرار ولان الجشوريين والجرزيين فروعًا من العمالقة وقوله هؤلاء من قديم يشير إلى أن داود كان ينفذ أمر الرب في إبادة وأعداء الشعب وأنهم هم ممن حرمهم الرب من قديم كما في خروج 17 وأيضا 1 صم 15 فداود يعرف امر الربولكن داود بسبب موقفه ضروري أن لا يخبر أحد منهم أخيش بما فعل داود فيبدأ يحترز منهُ ويأخذ موقفًا معاديًا منهُ. ولأن الله لم يحرم ماشية هؤلاء إستبقى منها داود لنفسه وكان طبيعيًا أن يُعطى منها هدايا لأخيش مقابل سكناه.

27 :9 و ضرب داود الارض و لم يستبق رجلا و لا امراة و اخذ غنما و بقرا و حميرا و جمالا و ثيابا و رجع و جاء الى اخيش

27 :10 فقال اخيش اذا لم تغزوا اليوم فقال داود بلى على جنوبي يهوذا و جنوبي اليرحمئيليين و جنوبي القينيين

وهنا تأتي خطية داود الثالثة وهي الكذب فهو اقر بانه غزى ولكن لم يكون دقيق في وصف من غزى عليهم فهو قال جنوبي يهوذا وجنوب اليرحمئيليين من نسل يهوذا وجنوب القينيين الذين حسبوا من سبط يهوذا (1أى55:2). فيفهم منها لخيش ان هذه المناطق ولكن ما يقصده داود هو أن الشعوب جنوب هذه المناطق فالجشوريين والجرزيين والعمالقة بالفعل جنوب يهوذا وجنوب اليرحمئيليين وجنوب القينيين

27 :11 فلم يستبق داود رجلا و لا امراة حتى ياتي الى جت اذ قال لئلا يخبروا عنا قائلين هكذا فعل داود و هكذا عادته كل ايام اقامته في بلاد الفلسطينيين

27 :12 فصدق اخيش داود قائلا قد صار مكروها لدى شعبه اسرائيل فيكون لي عبدا الى الابد

فاخيش صدق انه هجم على يهود رغم انه هجم على وثنيين جنوب مناطق اليهود وبهذا داود أظهر لأخيش أنه في حالة حرب ضد شاول وشعبه فينعم بالسلام في جت.

ملحوظة: نلاحظ من سؤال اخيش لداود أن غزو القبائل والشعوب المجاورة لنهبها كان هو السائد والطبيعي في تلك الأيام لذلك ونرى أيضا هذا من هجوم عماليق على صقلغ لاحقا وكان على داود أن يخضع الشعوب المجاورة حينما تسلم المُلك حتى يأمن شعبه من هذه الغزوات

رغم ان كلام داود يحتمل الصدق ولكن لأننا المعاريض هي كذب وليست ممدوحة فلا نبرر موقف داود بل هو خطية بسبب ضعف

فمرة أخرى سبب كذب داود هو لحظة ضعف قادت لتصرف خطأ.



والمجد لله دائما