سفر الرؤيا الاصحاح الثالث عشر عدد 1 و2



Holy_bible_1



درسنا سباعية الكواكب وسباعية الختوم التي كان في اخر ختم فيها سباعية الابواق التي نحن فيها وبدانا في البوق السابع والذي سيكون فيه السبع جامات غضب الله.

ففي الاصحاح الاول كان تعريف بالكاتب وهو يوحنا ثم تعريف بالمتكلم وهو الرب يسوع المسيح

ثم في الثاني والثالث عن السبع مناير وهي السبع كنائس وهي السباعية الاولي وهم افسس المحبوبة وسميرنا المرة وبرغامس المرتبطة وثياتيرا المدعية وساردس رياء التقوى وفلادلفيا المحبة الاخوية الكاذبة ولاوكدية المرتدة والكنائس هي تمثل تاريخ الكنيسة في الارض بداية من صعود رب المجد حتى الضيقة من الداخل

ثم في الاصحاح الرابع نجد المنظر يتغير وإذا باب مفتوح فى السماء ويرى يوحنا عرش الله والمنظر المعزي جدا للنتيجة

ثم تكلمنا في الاصحاح الخامس عن السفر المختوم ثم صفات فاتح الختوم وسبب استحقاقه وهو المسيح بالطبع

والاصحاح السادس وفيه الختوم. الاربع الاولي والاربع افراس بما فيهم من الاول المسيح والكنيسة الاولي وثلاث ضربات

ضربة الاضطهاد وهو الفرس الاحمر الناري ثم الهرطقات والفرس الاسود ثم الفرس الاخضر باهت ميت والاسلام

ثم أكملنا معا الختم الخامس وكنيسة الفردوس ومجيئ العبيد ويتحولون الي رفقاء واخوة وهو زمن العابرين واتعابهم

والسادس وانتظار العريس والزلزلة وبداية زمن الاتعاب الأرضية وبداية البعد عن المسيح وضعف الكنيسة وتحولها الي دم وتساقط نجوم اي رجال دين وانفلاق السماء كدرج

وبعده انتقلنا الي المنظر السماوي الرائع في الاصحاح السابع ليرينا النتيجة قبل ان يتكلم عن الوسيلة التي قادت هؤلاء الجمع الذي لا يحصي الي الملكوت

وبدا الاصحاح الثامن يتكلم عن الختم السابع وفيه الابواق السبعة وهي ثالث سباعية في أربع سباعيات سفر الرؤيا

والاصحاح الثامن بدا يتكلم عن الابواق في الختم السابع ويتكلم عن ستة ابواق اربعه منهم في الاصحاح الثامن واثنين في الاصحاح التاسع ثم يتوقف في الاصحاح 10 و11 الي الاية 14 وبعدها يبوق البوق السابع ويتكلم عن النهاية الترتيب التاريخي

وانواع الابواق السبعة هي

اول أربعة انذارات نراها متعلقة بالطبيعة وظروف المعيشة

والابواق الأربعة في الاصحاح الثامن

البوق الأول: إلقاء برد ونار مخلوطين بدم. وغالبا بدأ زمن النقاد وبداية الاسمية

 البوق الثاني: إلقاء جبل عظيم متقد. وغالبا زمن الحروب العالمية

 البوق الثالث: سقوط كوكب عظيم. وهو تحكم المادة في العلم

 البوق الرابع: ظلمة ثلث الكواكب المنيرة. وهي سقوط بعض القادة الدينيين والمبشرين الأقوياء

وبعد الأربع ابواق تبدأ الثلاث ويلات وهم البوق الخامس والسادس والسابع

والاصحاح التاسع فيه البوق الخامس والسادس

والبوق الخامس باختصار غالبا يتكلم عن حرب فكرية الحاديه على مستوي لم يعرفه أحد من قبل وهو غالبا زمن الارتداد العام او الاعداد له

والبوق السادس هو صراعات مادية عنيفة تتسبب في حروب مدمرة وفيها يظهر ابن الهلاك في نهايتها

وبين البوق السادس والبوق السابع فاصل مثلما رأينا بين الختم السادس والختم السابع ايضا.

ففي الاصحاح العاشر هو البوق السادس والويل الثاني الي 11: 14

العاشر تكلم عن الملاك القوي وهو المسيح كملاك متسربل بالسحاب ممسكًا في يده سفرًا صغيرًا مفتوحًا يعلن مقاصده تجاه البشريّة، خاصة في فترات الضيق، وعلى وجه أكثر تخصصًا في فترة ضد المسيح الشديدة الظلمة. وايضا تكلم عن سباعية غير معلنة وهي سباعية الرعود السبعة التي تكلمت ولم نعرف ماذا قالت، فالله منع يوحنا من أن يذكر أو يسجل ما قالته هذه الرعود.

والاصحاح 11 فيه الهيكل وقياس هيكل الله والدار الخارجية المدوسة وشهادة النبيين الزيتونتان والمنارتان ونبوتهما وقتلهما وعن الوحش الصاعد من الهاوية باختصار وقيامتهما باختصار ونهاية الويل الثاني بحدوث الزلزلة وبداية البوق السابع

ولكن سنعود من الاصحاح 12 ونري نظره اخري تعطينا تفاصيل أكثر ويتكلم عن المسيح والبشرية الطفل والمرآه وهي الكنيسة والتنين وهو الشيطان وهذا يجعلنا نفهم لماذا يوجد وحوش تضطهد الكنيسة في أواخر الايام ثم 13 والوحش البحري العالمي والوحش الارضي الخاضعين للتنين ثم 14 والتمجيدات والتحذيرات والمناجل ثم في 15 و16 الجامات وهي جامات غضب الله ويتكلم عن ستة جامات ثم مقطع اعتراضي في 16 عدد 15 ويكمل الجامه السابعة بعد ذلك ثم يتكلم عن هلاك بابل 17 و18 واصحاح 19 نزول الرب وبعد هذا نهاية الاحداث في 20 ثم 21 السماء الجديدة والأرض الجديدة واورشليم الجديدة ثم 22 والختام على اقوال الله

والابواق والجامات بينهم ترابط ففي البوق الله ينذر بضربة وفي الجام الله ينفذ عقاب اشد لمن لم يسمع لصوت البوق.

وأيضا الجامات مثل الابواق تنقسم الي 4 ثم 3 القسم الأول خاص بالناس الثاني خاص بالويلات التي ليست في منطقة محدودة ولكن غالبا على العالم.


ونبدأ هنا في الإصحاح الثالث عشر وسنجده يتكلم عن وحشين وحش من البحر ووحش من الأرض والاثنين يحاربون الكنيسة والاثنين من أسلحة التنين الذي تكلم عنه الاصحاح 12 الذي من البدء يكره المرأة

ويتكلم من عدد 1 الى 10 عن الوحش البحري العالمي لان البحر إشارة للعالم المضطرب بأمواجه

ويتكلم من عدد 11 الى 18 عن الوحش الأرضي وهو ابن الهلاك الذي أيضا يعمل مع الوحش الأول وهو ارضي او قد يكون من الأرض أي إسرائيل

وبهذا يكمل الثالوث الشيطاني التنين والوحش والنبي الكذاب

ويقول

13 :1 ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان وعلى رؤوسه اسم تجديف

نلاحظ من البداية أن الوحش له ما يشبه نفس مواصفات التنين المذكورة في (رؤ3:12).

12 :3 وظهرت اية اخرى في السماء هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان

والتنين هو كما عرفنا الحية القديمة ابليس والشيطان كما عرفه بوضوح السفر، بمعنى أن الشيطان أعطى كل قوته لهذا الوحش العالمي، وهذا ما سيتضح من الاعداد التالية. ولكن هنا اختلاف عن رؤيا 12: 3 فنجد عدد التيجان عشر تيجان على القرون العشر وليس سبع تيجان على الرؤوس السبع. ففي (رؤ3:12) كان على رؤوسه 7 تيجان والسبب أنه في (رؤ3:12) كان يتكلم عن حرب إبليس ضد الكنيسة عبر العصور مستخدما في ذلك 7 ممالك عظيمة مثل بابل وغيرها كما سيأتي في تفسير إصحاح (17) وسبعة رقم الكمال أي كمال اضطهاد الشيطان للكنيسة. أما هنا فنسمع أن الوحش له 7 رؤوس دون ذكر تيجان، وهذا يعنى غالبًا أن القوى العالمية كلها ستؤيده ولن يكونوا ملوك بل رؤساء. ولكن القرون العشرة فهم 10 ملوك او عشرة قادة او عشر سلطات متوجين بطريقة ما عالمية حديثة سيظهرون في فترة ظهور الوحش. إذا إصحاح (13) في آخر الأيام أو قربها، والوحش العالمي بدأ يظهر، وهؤلاء الموك او القادة سيعطون قوتهم أو سيكونون بقوتهم العالمية تابعين للوحش. والقوة شبهها بقرن لان القرن رمز للقوة. والقادة العشرة رمزهم 10 تيجان هؤلاء القادة العشرة لن يكتفوا بالتأييد بل سيعطون الوحش كل قوتهم.

والاختلاف الثاني أنه يقول عنه: على رؤوسه اسم تجديف هذا لم يذكر في أسلوب محاربة التنين طوال التاريخ أي ان اثناء اضطهاد الشيطان للكنيسة سيكون هناك محاولات كثيرة يخفي التجديف ولا يظهره لكي يخدع فالهرطقات مثلا تجديف على المسيح ولكن غير معلن والإسلام أيضا يجدف على المسيح ولكن بطريقة ملتوية شيطانية وأيضا حب العالم فكلهم تجديف خفي بطريقة غير مباشرة ولكن في أواخر الأيام والشيطان يعلم ان له زمان يسير سيكون التجديف على الرب ظاهر ومعلن ولن يحاول ان يخفيه فهو على الرؤوس فهو لا يفكر سوى في التجديف على المسيح وإنكاره والرأس يشير للفكر والاتجاه. فهذا الوحش يخترع التجديف ضد الله والهجوم على المؤمنين ويألف أي طريقة مهما كانت ضلال، كذب، علم كاذب، شذوذ، ديانات أخرى، تكنولوجيا مضلة، تشتيت، حقوق وحريات خادعة، وغيره فقط للتجديف على الرب بوضوح

وندرس كلمات العدد معا

ثم = في اليوناني كاي وتعني واو أي التتابع

وقفت = من هستيمي وعرفنا سابقا انها تعني وقف وتثبت بقوة وحافظ على

فهي تعني استقرار ويوحنا الحبيب وقف في المكان الذي أعلنه له الله والمكان هو

على رمل = فهو ليس في داخل البحر (العالم) ولكن على الشاطئ

وكلمة رمل امون من اموس ἄμμος استخدمت بعدة رموز في الكتاب المقدس

رمز الشيء الكثير كرمل البحر تكوين 22: 17

رمز للشيء الثقيل في كثرته رغم صغره في أيوب 6: 3

رمز الشيء الغير ثابت يهدم في مثل الذي يبني بيته على الرمل متى 7: 26

رمز لإخفاء أي الشيء ويصبح مطمور في الرمل مثل كنز كما في تثنية 33: 19

وهنا يصلح اغلب هذه الرموز معا فالزمن الذي يتكلم عنه النبوة هذه هو العالم سيكون كثير جدا كرمل البحر والعالم سيكون حاله غير ثابت مثل الرمل وخطاياه ثقيلة وكثيرة كالرمل ويخبي الكنوز الحقيقية ويخفيها كما يحاول إخفاء الحق المسيحي

ولكن يوحنا واقف فوق الرمل أي مرتفع عن الأسلوب العالمي الخاطئ وهذا ما يحتاج ان يفعله أي مسيحي وهو يرتفع عن العالميات. دائما تذكر أنك تعيش على سطح هذا العالم ولكنك لست من هذا العالم فأنت فرد في مملكة المسيح التي ليست من هذا العالم (يوحنا 18: 36).

ويكمل فوق رمل البحر

البحر = وكما قلت دائما سفر الرؤيا يشير للعالم بالبحر لان العالم متقلب مثل أمواج البحر ولأنه يغرق من يمتسك وينشغل به أكثر ولهذا يقولوا في الامثال أن البحر غدار فهو مثل العالم يغدر بمن يتمسكوا به.

وأيضا الذي من يشرب من مياهه المالحة (ملذاته وشهواته) لا يرتوي بل يعطش أكثر، والبحر يتغير احواله مع الانسان الذي يرفع الإنسان يومًا ويخفضه يومًا كالموج.

وفي هذا الامر نري ان البحر اي العالم الذي سيخرج منه هذا الوحش أي أن من يتبع هذا الوحش سيجد سهولة في الحصول على ملذات الدنيا ولكنه لن يشعر بشبع أو ارتواء ولا بسلام ولا براحة بل العطش أكثر. حقا سينهل من ملذات العالم الكثيرة لكن دونما شبع حقيقي وسيكون في حالة اضطراب مستمر كالبحر ويوم يرفعه العالم وثاني يوم يخفضه ونفسيا يكون سعيد جدا يوم وثاني يوم مكتئب وليس مليء بالسلام الداخلي. ونهايته ستكون الغرق.

فرأيت = كما ذكرت سابقا تعني شهادة عينية مؤكدة

وحشا = كلمة وحش هنا مثل التي استخدمت في الاصحاح الحادي عشر في وصف الصاعد من الهاوية

11: 7 ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما

ثيريون وكما شرحت هي تعني حيوان خطير صفاته وحشية

فهنا رغم ان أسلوبه العالمي وقتها سيخدع الكثيرين بالنظام العالمي والتقدم والشهوات الا ان الكتاب المقدس يعلن بوضوح ان طبيعته وحقيقة جوهره هو وحشي

فرمز الوحش دائما يعبر عن القوة والبطش وقد يشير إلى أداة من أدوات الشيطان. وقد يكون هو القوة العالمية التي تساعد ابن الهلاك

وتطلق كلمة وحش على القوى التي من شأنها التخريب والتدمير والاستبداد بالشر والتسلط عليهم. وبهذا المعنى رمز في الإصحاح السابع من سفر دانيال إلى ممالك أربع متعاقبة كانت أولها مملكة بابل. والوحوش الأربعة مجتمعة في وحش مشترك تمثل السلطة العالمية

وأيضا الوحوش من الحيوانات النجسة مثل لاويين 5: 2 و17: 13 فهذا يعني انه يفضل النجاسة عن القداسة وهذا يشير الى ان النظام العالمي في هذه الزمان سيفضل النجاسة والشذوذ والاباحية والزنى عن القداسة والطهارة.

اول من وصف بانه وحشي هو إسماعيل

سفر التكوين 16: 12


وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».

فالبعض يقول من هذا هو الإسلام ولكن لا ينطبق عليه الوصف هنا اي السبعة رؤوس والعشرة قرون. ولكن يجب ان نلاحظ ان هناك أكثر من وحش، الوحش الطالع من البحر والوحش الطالع من الأرض والوحش الصاعد من الهاوية فهو ثالوث نجس يقاوم الله الثالوث الحقيقي فهو له أكثر من معنى وقد يكون أكثر من شخص او أكثر من قوة معا ولكن المهم هو الشيطان في الأساس ومن معه.

ووصف الشيطان ومن يتبعه بالوحش لان صفاته وحشيه يهلك حتى من يتبعه ويستسلم له فتسميته بهذا هو نصيحة وتحذير فحتى من يرفض الله هو بدون ان يدري يسلم نفسه للوحش لأنه لا حماية من الوحش الا بقبول الله ربا ومخلصا الذي لا يستطيع أحد ان يخطف من يديه

فسواء هو اتحاد عالمي او غيره المهم الان انه من الشيطان وضد أبناء الله ويهلك

طالعا = كما شرحت سابقا ان الوحش سيكون في هذا الوقت في حالة صعود فهو حل زمانا يسيرا وقوته تتزايد

من البحر = شرحتها سابقا وهو طالعا من البحر أي انه عالمي من قلب العالم المتقلب

له = وهي كلمة ايخون في اليوناني من ايخو وتعني الامتلاك

G2192

ἔχω

echō

يمسك يقبض على يكون له يمتلك شيء يسيطر على يتملك على يستقر ....

فهو له أي هو مسيطر على كل مما يأتي

سبعة = رقم سبعة هو رقم الكمال واكتمال الشيء فهو هنا اكتمال الشر والكره للبشر من الشيطان ومن يملك عليهم. ولهذا هو غالبا عن الزمان الأخير الذي يكتمل فيه شر الشيطان.

رؤوس = الرأس دائما رمز للقيادة والتفكير والتوجه فهو هنا يتكلم عن ان الشيطان يتحكم فيمن يملك عليهم ويوجههم حسب ما يشاء لأنهم سلموا أنفسهم له بإرادتهم. وبمعنى عام انه سيتملك على مراكز التفكير والقيادة على الارض فللأسف كثير من القادة والمفكرين وحتى كثير من العلماء سيكون مسيطر عليهم الشيطان ويوجه تفكيرهم ومجهودهم لكمال الشر واضطهاد المسيحية والتجديف على الرب رغم انهم لا يؤمنوا بوجوده.

وسبعة رؤوس غالبا هذا رمز لسبع ممالك يتملك الشيطان على قوادها وغالبا هو ما سياتي بتفصيل أكثر في الاصحاح 17

سفر الرؤيا 17

7 ثُمَّ قَالَ لِي الْمَلاَكُ: «لِمَاذَا تَعَجَّبْتَ؟ أَنَا أَقُولُ لَكَ سِرَّ الْمَرْأَةِ وَالْوَحْشِ الْحَامِلِ لَهَا، الَّذِي لَهُ السَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونِ:
8
الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ. وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ.
9
هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ! اَلسَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ هِيَ سَبْعَةُ جِبَال عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً.
10
وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلاً.
11
وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إِلَى الْهَلاَكِ.

فالسبعة رؤوس او السبعة جبال والجبل رمز للمملكة القوية والثبات بالقوة الارضية.

وهؤلاء السبعة غالبا هم

1.  مصر: -التي أذلت شعب الله وقال ملكها فرعون "مَنْ هو الرب لأسمع له؟"

2.  أشور: -التي سبت عشرة أسباط سنة 722 ق.م.

3.  بابل: -التي سبت يهوذا سنة 586 ق.م. ودمرت هيكل الرب وأورشليم.

4.  فارس: -التي عطَّل بعض ملوكها بناء الهيكل.

5.  اليونان: -وفيها الذي اضطهد شعب الله اضطهادًا عنيفا ودنس الهيكل وذبح خنزيرة عليه كان هو أنطيوخس إبيفانيوس.

ووقت الرؤيا التي رآها يوحنا اللاهوتي كان هؤلاء الملوك الخمسة قد سقطوا فهذه الرؤيا كانت في أيام الدولة الرومانية التي قامت على أنقاض الدولة اليونانية، كما قامت كل دولة من الدول الخمسة السابقة على أنقاض من كان موجودا قبلها.

6.  الرومان: -هؤلاء من قيل عنهم وواحد موجود فالرؤيا كانت أيامهم.

والرومان كان لهم 10 ملوك اضطهدوا المسيحية بعنف.

7.  وهو الآخر وهو لم يأتي بعد ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلا. لان من وقت المملكة الرومانية العالم القديم لم يتجمع في مملكة واحدة

وعشرة = رقم عشرة يشير الي الوصايا (الوصايا العشرة) ويشير أيضا الي العقاب (الضربات العشرة) لمن يخالف الوصايا. والشيطان دائما يريد ان يجعل الانسان يكسر الوصايا العشر لينفصل عن الله وينال الضربات

قرون = القرن دائما علامة القوة وثبات

وقرن هي اداه للدفاع صلبه وقويه متصلة بالجسم وليس منفصلة عنه وهي رمز للشيء الصلب جدا مثل كلمة الله ايضا التي يتمسك بها الانسان ويحيا بها بتطبيق في حياته فيدافع بها ضد الشيطان ويقول للشيطان مكتوب

ولكن العشر قرون هنا يوضح اشياء قوية جدا وصلبة سيعتمد عليها الشيطان في محاربة اولاد الله. وقد تعني العشرة قرون 10 ملوك يساندون الوحش عند ظهوره لتحطيم الإيمان كما شرح في

سفر الرؤيا 17

12 وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونِ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ، لكِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ.
13
هؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ.
14
هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».

فهم العشر ملوك في الزمان الاخير وهم غالبا يمثلوا الوحش او تحت سلطانه من الثالوث الشرير فالتنين هو الشيطان والوحش سبع رؤوس وهم العشرة ملوك ومن هو رئيس عليهم في نظام عالمي موحد والوحش الأرضي او الكذاب.

وعلى = في اليوناني ايب تعني على وفوق

قرونه = وهنا تخالف رؤيا 12: 3 الذي قال وعلى رؤوسه أي اتجاهاته، ولكن هنا وعلى قرونه أي قوته فكما شرحت القرن رمز القوة

عشرة = كما شرحت رقم 10 يشير الي الوصايا الأرضية ويشير أيضا الي العقاب لمن يخالف الوصايا. وهنا إشارة الى ان السبع رؤوس لهم عشر قوات او قيادات

تيجان = التاج دياديما وشرحتها سابقا واتت من كلمتين الاولى ديا من خلال او تجميع والثانية ديو وتعني ربط وتقييد. فهي تعني تاج ورباط للراس وتجميع بقيد

وهو علامة ملك وهو يختلف لفظيا عن اكليل استفانوس الذي هو علامة علي المجد والنصرة فقد كان في الماضي البطل المنتصر في المسابقات الأولمبية يأخذ اكليل من اوراق الشجر كعلامة على الانتصار والتفوق كالقديسين اما هنا الوحش العالمي له تيجان أي قيود وليس اكاليل وهذا يعني انه متحكم وليس منتصر فهو يقيد ويسيطر ولا يفوز بمنافسة شريفة. كثيرا ما نري عدو الخير واتباعه يفوزوا بأساليب غير شريفة كنشر أكاذيب واعلام مضلل وتدليس او ارهاب وتقييد وكتم الافواه او غيره وهذا ما سبق وأخبرنا به الكتاب ولكن الغلبة في الابدية لأبناء الرب.

ولم يقل تيجان من ذهب لأنه ملك وقيد ليس بمستديم ولكن مؤقت لان له زمان يسير

وكما قلت هو نفس الوصف في رؤيا 12: 3 مع بعض الفروق التي شرحتها وهو أنه يُذكر هنا أن التيجان هي على قرون الوحش العشرة، بينما التيجان هناك (وعددها سبعة) هي على رؤوس الوحش السبعة. وإعلان التجديف

وقرونه العشرة هنا المتوجة إشارة إلى العشرة الملوك او القيادات او حتى وسائل تكون مسيطرة ومقيدة البشرية أي قادة او أمور خاضعة للوحش وسيكونون تحت سيطرته. فالتنين هو القوة الشيطانية الغير المنظورة وراء حكم الوحش العالمي الذي يقيد العالم، ولذلك نجد قرونه أي قوته متوجه تعبيراً عن سلطته للعمل في الأرض، ولو أنه سيستخدمها بواسطة الوحش الذي سيكون هو الحاكم المنظور للنظم العالمية، ومن هنا نرى أن قسوة وفظاعة الحكم في ذلك الوقت إنما ترجع إلى أن الشيطان وراء هذا الحكم بقوته وصفاته الغاشمة وخداعه مع استخدام التكنولوجيا التي بدأت تصل لمستوى بشع للتقييد والتضليل.

وعلى رؤوسه = كما شرحت سابقا توجه ومن يسيطر عليهم

اسم = الاسم في الكتاب يعني طبيعة وقوة وأيضا يمثل سلطان فكما ان الكتاب قال

سفر الخروج 23: 21


اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ، لأَنَّ اسْمِي فِيهِ.

إنجيل مرقس 16: 17


وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.

إنجيل يوحنا 14: 13


وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ.

لان الاسم يعني سلطان وقوة

تجديف = وهي بالسيفيمياس من بالسفيميا

G988

βλασφημία

blasphēmia

blas-fay-me'-ah

From G989; vilification (especially against God): - blasphemy, evil speaking, railing.

التشهير وبخاصة ضد الله وتجديف وكلام شرير واحتجاج

أي كلام غير لائق يقال على الرب وحجج باطلة شريرة لرفض الرب ومجادلات للتشكيك في كلام الرب.

ورؤوس التنين السبعة أي هدفه متوجه بتجديف تشير إلى تركيز السلطة الأرضية الكاملة ضد المسيح والمسيحية، والحكمة الشيطانية المتفننة في الهجوم على كنيسة الرب والتجديف عليها بعشر قوات وسبعة اتجاهات، أي التيجان السبعة التي تكلم عنها في رؤيا 12: 3 هي فقط قيود تجديفيه ضد الرب تجبر الكثيرين على التجديف ضد الرب



المعنى الروحي للعدد

وهو هام ان ندرك ان الشر العالمي وراؤه الشيطان حتى لو لم يكن ظاهر بشره وبطشه فيجب ان نحترس منه. عدونا هو الشيطان وليس الانسان ولا النظام بل الشيطان الذي يحركه ويعطيه قوته.

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 12


فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.

وعندما تتعامل مع بشر اشرار لا يعرفون الرب، البشر ليس عدوك ولكن الشيطان الذي هو مستتر وراؤهم هو عدوك وهو مقيدهم بالسلطان الذي اعطاهم لهم. فيجب ان تصلي لهم لكي يتخلصوا من سيطرة ابليس عليهم. ويجب ان تعرف باستمرار ان الذي معنا اقوى من الذي علينا وان حتى لو انهزمنا وخسرنا حقوق ارضية في منافسة غير شريفة بسبب شره اي خسرت وظيفة بسبب ظلم او خسرت ترقية او منحة او شهادة أو حقوق او حتى حياتنا فالغلبة النهائية لنا في ملكوت السماوات. وأيضا لا تنخدع بنظم العالم أو علم كاذب الاسم أو حريات كاذبة او حقوق غير صحيحة التي تنادي بشعارات كاذبة ولكن ما ورائها يخالف وصايا الكتاب بادعاء كاذب انها حريات او علوم او تقدم او سلام عالمي او توحيد او غيره فهي هدفها فقط التجديف على اسم الرب وتقييد البشر ضد الرب.



13 :2 والوحش الذي رايته كان شبه نمر وقوائمه كقوائم دب وفمه كفم اسد واعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا عظيما

بعد ما عرفنا ان الوحش البحري او العالمي هو مؤيد بقوة التنين أي الشيطان سنعرف هنا ما أعطاه الشيطان لهذا الوحش العالمي ولهذا له وصف التنين. هنا يبدأ يعطي صفات لهذا الوحش البحري. ولاحظ أن وحشية هذا الوحش اجتمع فيها وحشية النمر والدب والأسد كلهم مجتمعين. وهذه أشرس الحيوانات البرية.

شبه نمر لان النمر سريع الحركة وبلا رحمة في الافتراس فهذا الوحش كالنمر في اضطهاده للكنيسة بسرعة، بلا حنان ولا رحمة.

قوائمه كقوائم دب. الدب فعلا قوائمه عنيفة جدا وقاسي ولهذا ضربة من يد الدب بمخالبه القوية هي تكون عادة قاتلة فهذا إشارة لعنفه في حربه ضد الكنيسة وان الضربات ستكون قوية وقاتلة.

فمه كفم أسد، ففك الأسد وانيابه غاية في القوة وهو مفترس ونعرف ان عضة او قرضه من انياب الأسد هي التي تقضي على الحيوان الذي يفترسه. فهو يقول ان فمه قتال بقوة أي هجمة من هذا الوحش حتى لو كلامية هي قاتلة. وقيل عن إبليس أنه كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه.

فوصف هذا الوحش هو انه سريع بلا رحمة وعنيف جدا وقاسي ومفترس كل هذا لألا نستهين به فهو خطير ومواجهته هي قاتلة. هنا سفر الرؤيا استخدم أسلوب بلاغي في توضيح خطورة العدو لهذا نفهم ان الذي يغلبه هو اقوى منه

والذي يعطي قوة لهذا الوحش هو التنين أي الشيطان الخطير الذي تم حله أعطاه قدرته وعرشه، لان الشيطان استقر في هذا الوحش البحري ليضل به العالم، وأعطاه كل قوته وسلطانه بعد أن أُطْلِق من سجنه أي الهاوية

سفر الرؤيا 11

11 :7 ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما

سفر الرؤيا 20

20 :3 وطرحه في الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكيلا يضل الامم فيما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا

وسيستخدم الشيطان كل قوته وخداعه ليضل الناس من خلال هذا الوحش البحري. وأعطاه عرشه لان الشيطان هو رئيس العالم وعرشه العالم

إنجيل يوحنا 14: 30


لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2


الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،

وبهذا نفهم أن الوحش البحري سيكون له سلطان على العالم أي زعامة عالمية او اتحاد عالمي وعرش عالمي شيطاني بأساليب مختلفة عرش المال وعرش السلطة وعرش العلم وعرش التكنولوجيا وعرش القوانين والحقوق وغيرها. وهذا سيمارس كل أنواع الاضطهاد ضد الكنيسة بسرعة وبوحشية وبافتراس ليسقط أكبر عدد ممكن في عبادته تاركين المسيح فيهلكوا معه في بحيرة النار.

ونبدأ ندرس كلمات العدد معا باختصار

والوحش = كما شرحت سابقا رمز الوحش دائما يعبر عن القوة والبطش والصفات البرية وهو لا يزال يتكلم عن وحش عالمي الخارج من البحر

الذي رايته = كما درسنا سابقا رؤية تعبر عن شهادة عينية مصدقة وتأكيد حدوث فهو يؤكد مرة ثانية انها شهادة عيان

كان شبه = كما عرفنا سابقا ان هذه الكلمة تعني انه ليس حقيقي ولكن يتخذ صفات. فهو ليس نمر حقيقي ولكن يشبه نمر في صورة عامة وفي صفاته مثل السرعة في الافتراس والانطلاق

نمر = الكلمة في اليوناني بارداليس πάρδαλις تستخدم في اليوناني للنمر والفهد وهذه الكلمة هي استخدمت مرة واحدة في العهد الجديد في هذا العدد. ولكن في العهد القديم في

سفر دانيال 7: 6

7 :6 وبعد هذا كنت ارى وإذا باخر مثل النمر وله على ظهره اربعة اجنحة طائر وكان للحيوان اربعة رؤوس واعطي سلطانا

استخدم شبه نمر في وصف الاسكندر الأكبر وجيشه ومملكة اليونان وبالفعل الاسكندر كان سريع جدا في فتوحاته للعالم القديم وفي اقل من 6 سنوات ساد على كل إمبراطورية فارس ومصر وسوريا والهند وأمم أخرى. فهذا الوحش البحري سيمتد سلطانه الأرض بسرعة شديدة فوق الدول والممالك والرؤساء والقادة في وقت سريع مثل الاسكندر الأكبر بل قد يكون أسرع منه بكثير لان التكنولوجيا تساعد الان لأننا في عصر السرعة.

وأيضا الكتاب يتكلم عن النمر أن من صفاته أنه ارقط لا يتغير ولا يتنقى منه

سفر إرميا 13: 23


هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْرًا أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ!

أي به بقع سوداء. والتي تشير الى خطايا تخالف شكل الجلد. فهنا تعني أن هذا الوحش مشوه بالرذائل والخطايا وهذه طبيعته وينشرها بسرعة شديدة. رأينا مثال على هذا حديثا سرعة انتشار الشذوذ وحقوق الشواذ وسنرى ما هو أسرع من هذا في انتشار بعض الخطايا.

وقوائمه = كلمة بوديس ποδες تعني اقدام وتشير للسير والتدعيم

كقوائم دب = أيضا ليست حقيقية ولكن تشبيه بأقدام الدب القوية العنيفة القاتلة وخطواته عنيفة ويعني ان ضرباته ستكون قوية ولا يلين في حربه مع الكنيسة. وانه للأسف سيكون ثابت واقف بقوة. وكلمة دب لم تستخدم في العهد الجديد الا في هذا العدد ولكن في العهد القديم في

سفر دانيال 7: 5

7 :5 و اذا بحيوان اخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد و في فمه ثلاثة اضلع بين اسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحما كثيرا

تم تشبيه مادي وفارس بالدب في اكل لحم كثير وبالفعل مادي وفارس قتلت الكثير وأكلت لحم جنود كثيرين وأيضا فرضت ضرائب فأكلت خيرات شعوب كثيرة. فهذا الوحش الثابت ذو الضربات المميتة سيفترس كثيرين ويأكل لحوم كثيرين ويأكل خيرات العالم بسرعة

وفمه = وشرحت سابقا ان الفم او استوما وهو يعني فتحة الفم وشق وأيضا يعني مصدر وتعبير

كفم اسد = الأسد له رمز البطش والافتراس واستخدمت كثيرا في العهد الجديد 1بط 5: 8 و2 تي 4: 17 والشيطان مز 2: 7 وأيضا يشير للشجاعة والانتصار في رؤ 5: 5 وار 49: 19

وشبه سابقا مملكة بابل بأسد في

سفر دانيال 7: 4

7 :4 الاول كالأسد وله جناحا نسر وكنت انظر حتى انتتف جناحاه وانتصب عن الارض واوقف على رجلين كانسان واعطي قلب انسان

فهنا يشير الى ان هذا الوحش مفترس وما يصدر عنه من إعلانات هي هدفها افتراس الكنيسة وعضاته مميته ولهذا قيل عن إبليس أنه كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه.

مع ملاحظة ان الترتيب هنا هو عكس ترتيب سفر دانيال وذكر ثلاثة من أربعة

7 :3 وصعد من البحر اربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك

7 :4 الاول كالاسد و له جناحا نسر و كنت انظر حتى انتتف جناحاه و انتصب عن الارض و اوقف على رجلين كانسان و اعطي قلب انسان

7 :5 و اذا بحيوان اخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد و في فمه ثلاثة اضلع بين اسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحما كثيرا

7 :6 و بعد هذا كنت ارى و اذا باخر مثل النمر و له على ظهره اربعة اجنحة طائر و كان للحيوان اربعة رؤوس و اعطي سلطانا

7 :7 بعد هذا كنت ارى في رؤى الليل و اذا بحيوان رابع هائل و قوي و شديد جدا و له اسنان من حديد كبيرة اكل و سحق و داس الباقي برجليه و كان مخالفا لكل الحيوانات الذين قبله و له عشرة قرون

وهذا يعني ان ترتيب عكسي فزمن الممالك القديم القوة بابل ثم البطش فارس ثم السرعة اليونان ثم الوحش القوي جدا الحديدي وهو الرومان. ولكن هنا الوحش العالمي أولا الذي قد يكون نفس مكان مملكة الرومان او اسلوبها الحديدي ثم السرعة ثم البطش والسيطرة ثم القوة في أبشع صورها

وأيضا انه جمع ما بين رمز اليونان كنمر ومادي وفارس الدب وبابل الأسد في الوحش العالمي فهذا أيضا يشير لتجمع صفات الشر التي كان كل مملكة منهم متميزة بها فهو اعنف منهم كلهم وأيضا قد يكون إشارة جغرافية من أوروبا وكل مملكة اليونان القديمة مرورا بمملكة بابل التي سيطرت في الشرق الأوسط وحتى مادي وفارس فقد يكون من كل أوروبا وجزء كبير من اسيا وجزء كبير من افريقيا.

واعطاه = تسليم طواعية كما يقول في

سفر المزامير 2

2 :1 لماذا ارتجت الامم وتفكر الشعوب في الباطل

2 :2 قام ملوك الارض وتامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين

فهو اتفاق شيطاني عالمي ضد المسيحية

التنين = وكما شرحت سابقا انه الشيطان وهذا اسم من اسماؤه الأربعة وهذا الاسم يعبر عن قسوة الشيطان وجبروته

ويذكر ما اعطاه

قدرته = دونامين ايتو

G1411

δύναμις

dunamis

doo'-nam-is

From G1410; force (literally or figuratively); specifically miraculous power (usually by implication a miracle itself): - ability, abundance, meaning, might (-ily, -y, -y deed), (worker of) miracle (-s), power, strength, violence, mighty (wonderful) work.

قوة وبخاصة قوة المعجزات وقدرة وتعني عظيم عمل أيات قوة شدة عنف قدرة عمل

وهي لفظ تعود على قدرة الشيطان. فالشيطان اعطى لهذا الوحش العالمي قدرته كلها ولكن تحمل أكثر معنى قدرة على عمل أيات ليس مثل شفاء او غيره من معجزات الشفاء ولكن اعمال قوية جدا مثل انتصارات اعجازية او سيطرة او نجاحات ماديه أو حتى خداع بأيات مضلة وغيره توصف قدره وسيفسر هذا سياق الكلام في بقية الاصحاح لاحقا عندما يقول

13 :13 ويصنع ايات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الارض قدام الناس

13 :14 ويضل الساكنين على الارض بالايات التي اعطي ان يصنعها امام الوحش قائلا للساكنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش

13 :15 واعطي ان يعطي روحا لصورة الوحش حتى تتكلم صورة الوحش ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون

فهي قدرة الشيطان على أشياء مبهرة خادعة.

وعرشه = شرحت العرش سابقا وتعني مكان ومكانة وحضور واستقرار وسيطرة. فالتنين سيكون حاضر بقدرته مع هذا الوحش العالمي ومستقر ومسيطر. وأيضا يستخدم ضمير للتعبير عن كل العرش

وسلطانا = اكسوسيان

G1849

ἐξουσία

exousia

ex-oo-see'-ah

From G1832 (in the sense of ability); privilege, that is, (subjectively) force, capacity, competency, freedom, or (objectively) mastery (concretely magistrate, superhuman, potentate, token of control), delegated influence: - authority, jurisdiction, liberty, power, right, strength.

مقدرة صلاحية قوة قدرة حرية سلطة سلطان تسلط قوة تحكم سلطة حرية قوة حق قوة

فسلطان الشيطان الذي يمتلكه على كل أبناء المعصية

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2


الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،

فللأسف أبناء المعصية الغير مسيحيين او حتى الاسميين سيكون خاضعين للوحش العالمي وسيؤيدونه بقوة وبعنف حتى لو كان واضح ان اعماله وحشية وشريرة، وهو يعمل فيهم ويستخدمهم بقوة لتحقيق اغراضه

عظيما = ميجالين أي هذا السلطان سيكون عظيم ضخم.

ولكن نلاحظ انه رغم قال قدرته وعرشه ولكن لم يقل سلطانه بل سلطان عظيم أي الشيطان لن يعطي للوحش كل سلطان الشيطان ولكن فقط سلطان عظيم أي سلطان الشيطان سيستمر أعظم من الوحش العالمي. ولكن الوحش الأرضي الذي سيظهر في عدد 11 هو الذي سيعمل بكل سلطان الوحش الأول



المعنى الروحي

يجب الا نستهين بهذا الوحش العالمي فالعدد قصد ان يوضح لنا القوى الخفية التي وراؤه فهو الشيطان بكل قدرته، لهذا نحن كأبناء الرب لا يجب ان نركز في هذا الوقت كيف نكسب رضاء هذا الوحش العالمي أو نسايره فهو سيكون عرش الشيطان بل نركز كيف نكشف ما هو مستتر وراء هذا الوحش العالمي وهو الشيطان الذي هدفه ليس اهداف أرضية بل الاغواء لان الشيطان هو رئيس العالم (يو30:14). ومثال الزيتونتان كما درسنا سابقا لم يكونوا يسعوا لإرضاء الوحش الصاعد من الهاوية بل هو حاربهم. وحتى وصل الاضطهاد للقتل هذا لا يجعلنا نتماشى معه.

وأيضا في هذا الوقت أبناء الرب لا يجب ان يتراخوا ويتساهلوا ويتنازلوا لان هو في المقابل سيكون سريع جدا مثل النمر فلا يصلح ان نتراخى بل نكون مستعدين يقظين جدا لسرعته مثلما قال

إنجيل لوقا 12: 35


«لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً،

وأيضا سيكون ثابت فايضا يجب ان نجاهد لنكون ثابتين لكي لا نهتز

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 10


لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا.

وسيكون قوي فيجب ان نتسلح بكل سلاح الله الكامل

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6:
10
أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ.
11
الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.
12
فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.
13
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا.
14
فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،
15
وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ.
16
حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ.
17
وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.
18
مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،

هذا طريق الغلبة

فكما عرفنا أن وحش البحري سيكون له سلطان على العالم أي زعامة عالمية واتحاد عالمي. وهذا سيمارس كل أنواع الاضطهاد ضد الكنيسة بسرعة وبوحشية وبافتراس ليسقط أكبر عدد ممكن في عبادته تاركين المسيح فيهلكوا معه في بحيرة النار. فهدفه هو هلاك البشر ابديا. ارجوا ان تفهموا هدف الشيطان هو هلاك النفوس ابديا ولهذا في حروبك مع الشر ركز على الأبدية وليس الارضيات.

احترس من أي شيء لا يمجد المسيح لأنه في الحقيقة حتى لو بدى براقا كحريات زائف وتفتح وعلم كاذب الاسم او مكانة وتسلط فهو يجدف على المسيح. وحاربه لأنه في الحقيقة هو حرب من الوحش لأبعاد الناس عن الله باي وسيلة.

ورغم هذا حتى لو بدى هذا الوحش العالمي مرعب بكل هذا الوصف المخيف وان العلم كله اتحد على الشر بقدرة الشيطان ولكن المفرح أنه لا يزال لنا الغلبة

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 13


الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،

ونعرف النهاية التي سبق وأخبرنا بها قبل ان يخبرنا عن الظروف الصعبة والنهاية هي

سفر رؤيا يوحنا 12

10 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.
11
وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.

فحتى لو وصل الامر لقتل الجسد فأيضا الغلبة الأبدية لنا. فالحرب هي هدفها المصير الابدي. الشيطان ليس هدفه المصير الأرضي للإنسان بل هلاك الانسان ابديا. ارجوا ان لا تدع هذا يغيب عن ذهنك والغلبة عن طريق التمسك بالرب وان لا تحب حياتك بل تحب الرب إلهك وتتمسك بنصيبك الابدي معه في ملكوت السماوات.



والمجد لله دائما