الجزء الثالث والعشرين من الرد على ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يرجع السدوم والسامرة الى حالتهم حزقيال 16: 55



Holy_bible_1



الشبهة



يقول بعض اليهود لأن يسوع لم يرجع سدوم وبناتها والسامر وبناتها الى حالتهن القديمة كما قال حزقال 16: 55 واخواتك سدوم وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة والسامرة وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة وانت وبناتك ترجعن الى حالتكن القديمة

فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح الذي ينتظروه



الرد



هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح

ولكن من قال ان هذه النبوة لم تنطبق على الرب يسوع المسيح في مجيؤه الأول؟ فهي بالفعل انطبقت وسأشرح هذا

مع ملاحظة رغم انها انطبقت على المسيح في مجيؤه الأول لكن لها مستوى اخر وانطباق اخر في مجيؤه الثاني أي له double fulfillment

وأيضا مع ملاحظة انها تشبها كثيرا حزقيال 37: 12 وهذا تحقق بصلب المسيح وموته وقيامته وفداؤه وإخراج أسري الرجاء.

سفر حزقيال 16

بعد ان قدم في الاصحاحات السابقة خطايا كثيرة للشعب هنا يتكلم عن العظة التي يجب ان يأخذها الشعب من الشعوب الخطأة السابقين وعقابهم مثل سدوم التي هلكت وأيضا مثل السامرة التي تم سبيها ثم يوضح ان يوجد فرصة تبرير لكل من يتوب

16 :52 فاحملي ايضا خزيك انت القاضية على اخواتك بخطاياك التي بها رجست أكثر منهن هن ابر منك فاخجلي انت ايضا واحملي عارك بتبريرك اخواتك

أي الرب يكلم الشعب ويوضح للشعب انهم ليسوا ابرار كما يظنوا فهم يعتقدوا انهم شعب الله المختار الابرار وشعوب أخرى مثل سدوم هؤلاء هلكوا لأنهم اشرار. فالرب يقول ان رجاساتك التي تمت في زمن طويل مجموعها أكثر من هؤلاء فستحمل عارها. وخطية يهوذا فاقت خطايا أختيها فأظهرتهم أبرارا بالنسبة لها. وهذا الاية أيضا هي نبوة واضحة عن أن اليهود هم من سيصلبون المسيح وبهذا يفوقوا شر سدوم والسامرة، وبالصليب سيتبرر أخواتها أي كل العالم أمم وسامريين ويهود أيضا وسيكمل هذا في العدد التالي. فلان اليهود نسبة منهم سيرفضون المسيح والامميين (سدوم) سيقبلونهم فسيصير الامميين هم ابر من اليهود وهذا سيخجل اليهود.

وهو لا يكلم شعبه بل يتكلم بالمفرد على كل نفس بشرية فكل انسان يظن نفسه انه بار في عين نفسه ويجرد نفسه من الخطايا ويقيم ديانا (قاضي) على اخوته ويدينهم في تصرفاتهم وهو خطاياه أكثر منهم بما يفعله في الخفاء بل هم أعلنوا خطيتهم ندما وسيتوبون عنها اما هو لأنه لم يعلن خطيته وبار في عين نفسه فسيستمر يحمل خطاياه ورجاسته أكثر وأكثر.

16 :53 وارجع سبيهن سبي سدوم وبناتها وسبي السامرة وبناتها وسبي مسبييك في وسطها

هنا الكلام لا يصلح عن مسيح ملك ارضي لان مسيح ملك ارضي محارب كما يدعي اليهود هل هذا سيقيم سدوم وعمورة من الأموات؟ بل كما سنعرف في حزقيال 37 انه سيقيم شعبه وخاصته وهم أسري الرجاء فلا يصلح ان يقول ان مسيح ارضي سيقيم سدوم وعمورة.

ولكن بالصليب سيتبرر أخواتها أي كل العالم يهوداً وأمم وهم سبي سدوم وبناتها وسبي السامرة وبناتها وسبي مسبييك أي اليهودية أي ان العالم الذي يرمز له بسدوم والسامرة السامريين وسبيك هم كثير من اليهود كل هؤلاء سيقبلون الرب يسوع المسيح. فهذه النبوة تحققت بدقة على يد الرب يسوه المسيح ولا تصلح ان تنطبق على مسيح ملك ارضي.

ولكن اليهود الذين سيصرون على الرف يقول عنهم

16 :54 لكي تحملي عارك وتخزي من كل ما فعلت بتعزيتك اياهن

أي اليهود كثير منهم يسميهم سبي مسبييك هؤلاء سيرجعهم المسيح من سبي الخطية ومن قبضة الشيطان ولكن الذي سيصرون على رفضه من اليهود هؤلاء سيحملون عارهم وسيخزون وهذا حدث معهم سنة 70 ميلادية وكان خزيهم عظيم. ولكن حتى يدركون كل ما فعلوا ويتوبوا ويتعزوا.

طريق العودة إلى الحالة القديمة، أي حالة ما قبل السبي تستلزم حمل الخزي والشعور بالخجل مما ارتكبه الإنسان من خطأ ورجاسات.

16 :55 واخواتك سدوم وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة والسامرة وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة وانت وبناتك ترجعن الى حالتكن القديمة

أي يقدس كل من يقبله الامميين الذي يرمز لهم بسدوم وبناتها والسامريين وأيضا اليهود الذين يقبلوه. وتعبير يرجعن إلى حالتهن القديمة = أي إلى حالة ما قبل السقوط والفساد بالإنسان الجديد والتبرير بالفداء.

وعندما يقول وَأَنْتِ وَبَنَاتُكِ تَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِكُنَّ الْقَدِيمَةِ (آية 55). وتكون خطية اليهود بصلب المسيح عاراً أبديا لهم لا يزيله سوى إيمانهم بالمسيح فيتبررون بفداؤه.

وهنا أتساءل هل المسيح الملك الأرضي الذي اقل من موسى سيرجع سدوم الى حالتها القديمة؟

هل يصلح هذا ان ينطبق حرفيا؟ هل يقبل اليهود ان يوصف سدوم ابر منهم وان مسيحهم سيقيم سدوم وبناتها من الموت ويرجعهم لحالتهم القديمة؟

16 :56 واختك سدوم لم تكن تذكر في فمك يوم كبريائك

اختك سدوم هو يقصد الامميين خليقة الله الذين كان يرفض اليهود ان يذكروهم ويعتبروهم بكلاب بسبب تكبر اليهود ولكن خطايا اليهود ورجساتهم والتي ختموها بصلب المسيح فاقت جدا الامميين. فنال اليهود جزاؤهم على تكبرهم واصبحوا يوصفوا بما وصفوا بتكبرهم الأمم.

سفر التثنية 32: 21

هُمْ أَغَارُونِي بِمَا لَيْسَ إِلهًا، أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا لَيْسَ شَعْبًا، بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 15

لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا.

وهم أصبحوا خارجا

16 :57 قبل ما انكشف شرك كما في زمان تعيير بنات ارام وكل من حولها بنات الفلسطينيين اللواتي يحتقرنك من كل جهة

هذا يؤكد انه يقصد بسدوم هو الأمم لانه بعد ان يقارنهم بسدوم الذين هم ابر من اليهود الان يقول ان انكشف شرهم في زمان تعيير ارام واحتقار فلسطين وهذا اثبت ان بسبب خطاياهم تركهم الرب. مثل أيام احاز.

16 :58 رذيلتك ورجاساتك انت تحملينها يقول الرب

وهذا يؤكد ما قلت ان اليهود الذين قبلوه رجعوا من سبي الخطية اما الذين رفضوه استمروا في الرزيلة والرجسات.

فالنبوة انطبقت على الرب يسوع المسيح ولا تصلح على الاطلاق ان تنطبق على مسيح ملك ارضي اقل من موسى كما ينتظر اليهود



فالحقيقة النبوة روحيا ولفظيا تحققت عن المسيح في مجيؤه الأول ولهdouble fulfillment في أواخر الأيام

فالنبوة صحيحة وتحققت ولكن العيب في بعض اليهود الذين لم يؤمنوا ولم يفهموا النبوة حينما تحققت امام الجميع.

فلو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها اللفظي والروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته.



والمجد لله دائما