هل أشار المسيح للاهوته في الموعظة على الجبل متى 5 ولوقا 6



Holy_bible_1



الموعظة على الجبل هي ليست مخصصة لإعلان لاهوت المسيح ولكن هي مخصصة لتعليمه وبمعنى أكثر مخصصة لتكميل

إنجيل متى 5: 17

«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.

بتكميل كل ما تكلم هو به على فم انبياؤه القديسين في العهد قديم يعد لملكوت السماوات

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1:

1 اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ،
2
كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،

ورغم هذا يوجد إشارات واضحة عن لاهوت المسيح في الموعظة على الجبل اشير اليها باختصار

أولا لمن لا يدرك الفكر اليهودي الموعظة على الجبل كانت مهمة ان تكون في بدايات خدمة الرب يسوع وتبشيره بالملكوت وبخاصة إعلانه ان الملكوت اقبل وبدأ بإعلان المسيح عن نفسه

إنجيل متى 12: 28

وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ!

إنجيل لوقا 17: 21

وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ».

أي المسيح بخدمته يبدأ الملكوت كنعان السماوية

وهنا ندرك لماذا في الموعظة على الجبل بدأ بالتطويبات لان كما قال الرب في تثنية 27

27 :11 و اوصى موسى الشعب في ذلك اليوم قائلا

27 :12 هؤلاء يقفون على جبل جرزيم لكي يباركوا الشعب حين تعبرون الاردن شمعون و لاوي و يهوذا و يساكر و يوسف و بنيامين

27 :13 و هؤلاء يقفون على جبل عيبال للعنة راوبين و جاد و اشير و زبولون و دان و نفتالي

انهم عندما يدخلون كنعان الأرضية يقفوا 6 اسباط على جبل عيبال و6 على جبل جرزيم وهؤلاء يقولوا اللعنات والمفترض ان على جرزيم يقولوا البركات

ولكن نجد اللعنات معلنة في اصحاح 27 بوضوح وتحديدا 12 لعنة ولكن البركات في الاصحاح التالي غير مميزة كما يقول دكتور لايت فوت بل نجد وسطها لعنات أيضا لان هذا هو الناموس الذي يظهر لعنة الخطية ولكن لا يبرر منها

فالمسيح في الوعظة على الجبل بدأ بالبركات التطويبات فذكر 9 تطويبات نجدها في متى 5 + 3فرح وتهليل واجر ولكن لا نجد اللعنات واضحة بل في سياق ذكر خطايا نجد أيضا بركات لمن يتخلص منها

فالمسيح بالفعل كما قال

مت 5 :17 لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل

فالمسيح أكمل الناموس الذي ذكر اللعنات بوضوح وينقصه البركات الواضحة فجاء المسيح وذكر التطويبات بوضوح. بل

فالمسيح بهذا ليس فقط أعظم من موسى بل أعظم من الناموس نفسه لان كما قلت الناموس يسبب لعنة بتوضيح الخطية لكن لا يبرر منها ولا يوعد بدخول الملكوت اما المسيح يبرر من الخطية ويدخل الابرار الى الملكوت

ونتدرج في إعلانات المسيح عن لاهوته في الموعظة على الجبل

المسيح يتكلم عن الله ان كل شيء لأجل الله

مت 5 :8 طوبى للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله

مت 5 :9 طوبى لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون

مت 5 :10 طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات

مت 5 :11 طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين

فكنا نتوقع ان يقول طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجل الله كاذبين ولكنه يقول من أجلي فهو الله الظاهر في الجسد فيما يقولونه على المسيح هم يقولونه على الله وأيضا كل ما يقولونه كذبا على الله يقولونه على المسيح.



نتدرج أكثر

ونجد تعبير يتكرر "قيل اما انا فأقول" وهذا له خلفية يهودية وهو ان المعلم اليهودي أي الراباي عندما يعلم تلاميذه يقول وصية فهو يقول عن الراباي الذي تعلم منه وعن السابق وعن عن (العنعنات) حتى يصل عن موسى عن الله ولكن المسيح الذي يعلم في هذا الوقت يقول اما انا فاقول فهو لا يقول عن راباي كذا وهكذا بل يقول أقول أي يبدأ من الله مباشرة

ولهذا اندهشوا وتعجبوا لان هذا الكلام

مت 7 :29 لانه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة

بل كما يشرح دكتور لايتفوت اليهودي ان الراباي اليهودي لكي يكون كلامه مقبول لابد ان يشير للراباوات السابقين والتقليد بل حتى هليل المعلم اليهودي العظيم لم يقبل كلامه حتى قال سمعت عن الراباي شماعيا وابتاليون

وأيضا يضيف ان التقليد اليهودي يعرف ان المسيح متى جاء سيجيئ بشريعة جديدة حسب كلام ارميا ولكن هي لا تناقض شريعة موسى.



ورغم كثرة الإعلانات ولكن نصل الى اعلان واضح في الموعظة على الجبل

انجيل متى 7

مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات

مت 7 :22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة

مت 7 :23 فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم

وهذا شرحته سابقا في

لماذا الرب يسوع المسيح اخذ لقب الرب أكثر من الله اي لماذا يهوه أكثر من ايلوهيم

وأيضا في

اثبات ان السيد المسيح قال لفظيا انه الله

ان الرب كيريوس هو يهوه. فهنا المسيح يعلن انه الديان في اليوم الأخير بوضوح شديد ويعلن لاهوته وسلطانه



هذا كان فقط امثلة قليلة واكتفي بهذا القدر الان



والمجد لله دائما