الجزء السابع والاربعون من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح الذي ينتظروه لان بعض النبوات لم تنطبق عليه كبناء الهيكل ملاخي 3: 4



Holy_bible_1

3/9/2018



أعرض شبهة من عدة أجزاء يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح

فيقولوا

الشبهة



من الخصائص المميزة لمجيء المسيا هو انه يبني الهيكل

ملاخي 3: 4

ولكن يسوع جه والهيكل كان مبني ولكنه اتهد فهذا يوضح انه ليس المسيح الذي ينتظره اليهود.



الرد



هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح الملك الأرضي. فاليهود الحداثي الذين خالفوا الراباوات القدامى كل ما فعلوه انهم تنصلوا من النبوات الواضحة عن المسيا والتي تنطبق على الرب يسوع المسيح واخترعوا لأنفسهم ما يسمونه خصائص لن تجدوا عنها أي شيء في الكتابات القديمة واحضروا اعداد كثيرة لا تتكلم عما يدعوه فقط ليقدموا شواهد كثيرة. ونوعية الشواهد التي احضراها بطريقة مخالفة عن معناها الحقيقي اما تختلف عن سياقها اما فعلا انطبقت على الرب يسوع اما هي عن زمن قبل مجيء المسيح مثل الرجوع من السبي او ان يحضروا نبوات ليست عن زمن المسيح بل عن احداث الأيام الأخيرة بوضوح ويدعوا انها عن المسيا الذي ينتظروه. منها نوع هو لا يذكر أي شيء عما يدعوه أصلا فمن يقرأ معي العدد المستشهد به لن يجد به أي شيء عن ملك ارضي يبنى الهيكل على الاطلاق.

هذه النبوة هي نبوة بالفعل عن زمن المسيا ولكن ملاحظة ان الكلام عن يهوه أي اليهود الذين يقولوا ان هذا عن المسيح هم يقروا ان المسيح هو يهوه.

سفر ملاخي 3

انتهي الاصحاح الثاني بسؤال مهم لكل من تعب من الشرور فيقول " اين اله العدل " فالنبوة التي يبدا بها الاصحاح الثالث عن مجيئ اله العدل

بعد ان تحدث ملاخي عن الخطية واتعابها وفساد قادة الشعب يتحدث الرب في هذا الاصحاح عن الحل في مجيؤه هو نفسه وتجسده وحلوله بين البشر وتقديم نفسه ذبيحه ايضا واقامة عهدا جديدا ويشرح ما سيفعل قبل مجيؤه واثناء مجيؤه وبعد ذلك ايضا وهو يجاوب اين اله العدل فاله العدل بنفسه سياتي

3: 1 هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي و ياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود

فالرب يخبرهم عن مجيء إله العدل قد اقترب ولكن قبل ظهوره يخبر بان رسوله سياتي وهو يوحنا المعمدان

بل يوضح ملاخي بنفسه من هو الذي يأتي قبل مجيء الرب

سفر ملاخي 4

4: 5 هانذا أرسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف

هذا الشاهد يؤكد ان الذي سياتي بعد يوحنا المعمدان هو الرب نفسه (يهوه) فهل بإقرار اليهود انه عن المسيا فهل هذا يعني انهم يعترفوا ان المسيح هو يهوه؟

واكد السيد المسيح بنفسه ايضا ان الملاك المقصود هنا الذي ياتي بروح ايليا وقوته هو يوحنا المعمدان

انجيل متي 11

9 لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.
10
فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.
11
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.

ويكمل العدد " هوذا ياتي قال رب الجنود " فالمتكلم هو رب الجنود

ويكمل ملاخي النبي قائلا ليؤكد ان الكلام عن مجيئ يهوه نفسه

3: 2 و من يحتمل يوم مجيئه و من يثبت عند ظهوره لانه مثل نار الممحص و مثل اشنان القصار

ظهر مجد المسيح كثيراً بالرغم من إخلائه لذاته وظهر هذا في التجلي وفي سقوط من أتي للقبض عليه، عند قوله "أنا هو". وفي معجزاته ولقد فزعت منه الشياطين وقالت "أتيت لتهلكنا". ولكنه كان مخفياً مجد لاهوته، فالشياطين بالفعل لم تحتمل يوم مجيؤه وهو نار ممحصه ينقي القلوب

أشنان القصارالمنظف الذي يستخدمه منظف الأقمشة ومبيضها، فالمسيح بمجيئه يفرز من يقبل الملكوت عن من لا يقبله، فمن يقبل الملكوت فهذا يطهره ويغسله بدمه أولاً (رؤ14:7) وبسماحه ببعض التجارب له، أما من لا يقبل فهذا يكون مرفوضاً ومصيره الهلاك ولن يستطيع أن يثبت أمام الله، مهما كان جباراً قوياً وعنيداً. ويقصد اسنان القصار بالتبيض اي انه الفادي الذي قيل عنه

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 14


فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ

هذا بالإضافة الي ان العدد يحمل معني مجيء المسيح الثاني ايضا مجيء الدينونة الذي كان يتكلم عنه العهد القديم بدون تفصيل

سفر إشعياء 61: 2


لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ.

هذه الصفات تنطبق علي الرب نفسه يهوه نفسه فلا ديان غيره ولهذا بادعاء انها نبوة عن الرسول وليس عن تجسد الرب فانتم تؤلهوا رسولكم

ويكمل ايضا مؤكدا ان النبوة عن الرب قائلا

3: 3 فيجلس ممحصا و منقيا للفضة فينقي بني لاوي و يصفيهم كالذهب و الفضة ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر

والتنقيه هنا عن انه يصير رئيس الكهنه الأعظم

ولكن ينقي بني لاوي باختيار تلاميذه من اليهود ووهبهم عطية الكهنوت، وبالتالي جاء خلفاؤهم يتسلمون ذات الموهبة، إلا أنه يوجد كهنوت عام يناله المؤمن في سرّ المعمودية. خلاله يقدم المؤمن صلواته وأصوامه وعطاياه وخدمته تقدمات روحية مقبولة لدى الله. يقول القديس يوحنا باسم كل الكنيسة: "جعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه" (رؤ 1: 6).

وتقدمة البر فهذا عمل المسيح وعمل الكهنة فالكهنة يقربوا أي يقدموا قرابين لله، ولكي يقوموا بهذا العمل يقوم الله بتطهيرهم ليقدموا تقدماتهم بالبر أي وهم في طهارة. وهم استلموا هذه التقدمه من الرب الذي قدم جسده الطاهر ذبيحه عنا واعطانا ان ناكل جسده ونشرب دمه ليحيا فينا ونحيا فيه وبه

انه ياتي في اورشليم فيقول

3: 4 فتكون تقدمة يهوذا و اورشليم مرضية للرب كما في ايام القدم و كما في السنين القديمة

هذا لان ملاخي تكلم في الاصحاح الاول عن تقدماتهم المرفوضهم بسبب خطاياهم لذلك يتكلم هنا عن تقدمه واحده هي الوحيده المقبوله والمرضيه وهذه التقدمه تكون الخارج من سبط يهوذا وتقدم في اورشليم والمسيح الذي هو التقدمة المقبوله هو الخارج من سبط يهوذا وهو قدم جسده الطاهر تقدمه فداء عنا علي عود الصليب في اورشليم

ويوضح ان بهذه التقدمه نعود الي القدم قبل الوقوع في الخطيه لان تقديم المسيح جسده حمل عنا خطايانا وتتم المصالحة مع السمائيين

وايضا يقول

3: 5 و اقترب اليكم للحكم و اكون شاهدا سريعا على السحرة و على الفاسقين و على الحالفين زورا و على السالبين اجرة الاجير الارملة و اليتيم و من يصد الغريب و لا يخشاني قال رب الجنود

وهنا يتحول ضمير الكلام للحاضر لان المتكلم هو رب الجنود فيقول الرب يهوه انه سيقترب الينا بمجيؤه هذا ويكون ديان علي الاشرار وكل من لا يخاشه ولا يقبله في مجئؤه وهو رب الجنود

لان الله هو الذي يطهر وينقي فما عذر من يستمر في خطيته؟ وماذا يكون تبريره لموقفه حين يقترب الله للحكم؟ أي حين يأتي للدينونة. ففي مجيء المسيح مسرة وفرح لمن يقبله ونار دينونة لمن يرفضه

فاذا هي نبوة واضحة جدا وتعلن بوضوح لاهوت المسيح وهو السيد المتجسد وهو يهوه وهو الصاباؤت الذي ياتي الي هيكله وتعلن ايضا تجسده من سبط يهوذا وانه يقدم نفسه تقدمه وذبيحة في اورشليم بعد ان يختار لاويين جدد انقياء وهم تلاميذه

فكل هذا لا يقول فيه لا بناء هيكل حجري ولا يذكر أصلا اسم ملك ارضي وراشي أيضا لم يقل ان هذا عن المسيا

ولكن لو قالوا ان هذا عن المسيا فهم يعترفوا بعد انكار ان المسيا هو يهوه صاباؤوت.

وكما اكرر كل مرة لو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة.



والمجد لله دائما