ما الذي يحجز استعلان ابن الهلاك؟ 2 تسالونيكي 2



Holy_bible_1

7/11/2018



سؤال



يقول بولس الرسول في رسالة 2 تسالونيكي 2/ 6، والآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. 7 إن سر الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن.

فما هو الذي يحجز استعلان ابن الهلاك؟



الرد



ما أؤمن به ان ما يحجز هو عمل الله في المؤمنين من خلال عدة طرق ففي زمن الارتداد العام عندما يقل جدا الايمان ويكاد لا يوجد معه يقل عمل الله الذي كان يمنع عمل الشيطان.

ولكن قبل ان اشرح ما اقصد أقدم باختصار الأفكار المختلفة وبعد هذا ما اقبله

قيل ثمان اراء في معنى ما الذي يحجز

1 الروح القدس

والذين يقولوا هذا وهو الأغلبية ان عمل الروح القدس في العالم

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 11

وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ.

الذي بدأ بقوة من وقت حلول الروح القدس يوم الخمسين وهو الذي يمنع عمل الشيطان ولكن لما يرفع الروح القدس يعود الشر بقوة وتصبح حرب الشيطان بشعة لان الاثام تصبح فاصل بيننا وبين الرب

سفر إشعياء 59: 2

بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ.



2 العناية الإلهية

وهو معنى مشابه لعمل الروح القدس ولكن بأكثر عمومية لان لكما ازداد قل عدد المؤمنين الذين هم أبناء الرب الذين هم نور العالم

إنجيل متى 5: 14

أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل،

يزيد الظلام والارواح الشريرة تعمل في الظلام وليس النور بل له سلطان الظلمة

إنجيل لوقا 22: 53

إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ لَمْ تَمُدُّوا عَلَيَّ الأَيَادِيَ. وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ».

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 12

فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.

أي بنزع النور والنعمة الإلهية يستعلن الاثيم بقوة الشيطان



3 تقييد الشيطان من قبل الصليب

إنجيل لوقا 10: 18

فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ.

أي يرفع القيد الذي قيد به الشيطان ألف سنة رمزية وعندما يرفع هذا القيد يحل زمانا يسيرا كما ذكر

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20:

1 وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ.
2
فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،
3
وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا.

وبعد فتح البئر ورفع السلسلة يخرج المضل

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 1

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ، فَرَأَيْتُ كَوْكَبًا قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ.



4 ميخائيل

وهي فكرة مشابهة للنقطة السابقة ان ميخائيل رئيس الملائكة في حربه مع الشيطان وطرده من السماء

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 7

وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ

ان ميخائيل وملائكته هو الذي يمنع الشيطان من حرية تصرفه حتى الوقت الذي يرفع هذا



5 البعض قال حكومات وأنظمة

فيقولوا أنظمة محددة هي بتغيرها ستسمح للأثيم ان يأتي ويسود على العالم مثل النظام العالمي الموحد وفي هذا الرأي قال الإباء في القرون الأولى هو بزوال الحكومة الحالية (روما) يأتي ضد المسيح ولكن هذا لم يكن دقيق الا لو عادت روما بطريقة مختلفة في القرن الصغير الذي تكلم عنه دانيال

سفر دانيال 7: 8

كُنْتُ مُتَأَمِّلاً بِالْقُرُونِ، وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا، وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ، وَإِذَا بِعُيُونٍ كَعُيُونِ الإِنْسَانِ فِي هذَا الْقَرْنِ، وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ.

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 17: 11

وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إِلَى الْهَلاَكِ.

فقد يكون تغير النظام هو النظام العالمي الموحد المتوقع الذي يسمح لاستعلان ابن الهلاك وتطبيق سمته



6 تبشير بالإنجيل

أي لا بد ان يرفع الشرط الذي يحجز النهاية وهو ان يتم التبشير للخليقة كلها كما قال الرب يسوع

إنجيل مرقس 13: 10

وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ.

فلكي يرتدوا لا بد ان يبشروا أولا ثم يرتدوا

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2

2 :3 لا يخدعنكم احد على طريقة ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن انسان الخطية ابن الهلاك

فبعد رفع هذا الشرط يستعلن ابن الهلاك



7 موقف اليهود

البعض يقول ان ما يحجز هو عدم اكتمال النبوات عن عودة إسرائيل بما فيها نبوات سفر حزقيال مثل 38 و39 وما بعده وزكريا 12 و14 ورومية 11 وغيرها فعند عودة اليهود للرب هذا سيرفع الذي يحجز استعلان ابن الهلاك لأنه في استعلانه سيكون ضيقة يعقوب



8 وجود الكنيسة

وهذا الفكر هو ينادي به من يؤمن بالاختطاف والملك الالفي الحرفي المادي ان بعد تختطف الكنيسة

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 17

ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.

هذا يرفع الحماية الذي كان يحجز استعلان ابن الهلاك والضيقة العظيمة بعد اختطاف الكنيسة

وهذه النقطة بالطبع يختلف عليها أصحاب الفكر التقليدي (وضعفي منهم) لأننا نؤمن بان الاختطاف للسحاب هذا بعد انتهاء الضيقة وفي مجيء الرب يسوع المسيح الثاني والأخير

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15:

51 هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ،
52
فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.
53
لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ.
54
وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ».

فأيضا في النقطة الثامنة تصلح مع الفكر التقليدي فقط بان وجود الكنيسة الذي يضعف جدا عندما يضعف الايمان

إنجيل لوقا 18: 8

أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟».

وهذا بسبب الاثم

إنجيل متى 24: 12

وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ.

فبزيادة أبناء المعصية يزيد عمل الشيطان لأنه يعمل فيهم

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2

الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،

فبالفعل الكنيسة مانع لاستعلان الاثيم ومع الارتداد العام وقلة المؤمنين يرفع الذي يحجز عمله فيعطي التنين قوته للوحش البحري وابن الهلاك الوحش البري في رؤيا 13 وبهذا يستعلن ابن الهلاك



بعد عرض الآراء الثمانية في الحقيقة انا مع الآراء السبعة (وليس الثمانية) فليس واحد فقط والباقي خطا بل هم كلهم امر واحد وروح واحد (مع ملاحظة في النقطة الثامنة رغم اني اؤمن بالرأي التقليدي لكن لا أقول ان رأي الكنائس الغير تقليدية خطأ انا فقط أؤمن بالرأي التقليدي)

ولأوضح ما اقصد اريد ان أوضح نقطة لغوية في اليوناني

أولا كلمة يحجز

G2722


κατέχω

katechō

kat-ekh'-o

From G2596 and G2192; to hold down (fast), in various applications (literally or figuratively): - have, hold (fast), keep (in memory), let, X make toward, possess, retain, seize on, stay, take, withhold.

Total KJV occurrences: 19

الكلمة من مقطعين الأول كاتا ضمير حسب ما يرتبط به بمعنى وقوف والثاني فعل ايخو ويعني يمسك او يبقي فتعني يحجر بالمسك بتطبيقات متنوعة سواء لفظيا او رمزية يحفظ سريعا يبقي في ذاكرة يدع يقف امام اتجاه تملك تحفظ استيلاء يبقي يأخذ يحجز

واستخدمت كثيرا بمعنى حجز او تمسك

وهذه الكلمة تستخدم لشخص يمسك او لشيء يمسك.

مع ملاحظة ان في العربي يوجد تصريف مذكر ومؤنث ولكن في اليوناني يوجد ثلاثة تصريفات للضمائر وهم مذكر ومؤنث ومحايد. فالأب والكلمة مذكر ولكن الروح القدس يأخذ تصريف محايد.

العددين في اليوناني

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2

2 :6 والان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته

2 :7 لان سر الاثم الان يعمل فقط الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان

نلاحظ شيء مهم وهو ان تعبير يحجز جاء معه تصريفات الضمير مختلفة في العددين

(IGNT+) καιG2532 AND νυνG3568 NOW τοG3588 THAT WHICH κατεχονG2722 [G5723] RESTRAINS οιδατεG1492 [G5758] YE KNOW, ειςG1519 τοG3588 FOR αποκαλυφθηναιG601 [G5683] TO BE REVEALED αυτονG846 HIM ενG1722 IN τωG3588 εαυτουG1438 HIS OWN καιρωG2540 TIME.

عدد 6 الضمير محاية τὸ κατέχον تو كاتيخون

(IGNT+) τοG3588 γαρG1063 FOR THE μυστηριονG3466 MYSTERY ηδηG2235 ALREADY ενεργειταιG1754 [G5731] τηςG3588 IS WORKING ανομιαςG458 OF LAWLESSNESS; μονονG3440 ONLY " THERE IS " οG3588 HE WHO κατεχωνG2722 [G5723] RESTRAINS αρτιG737 AT PRESENT εωςG2193 UNTIL εκG1537 OUT OF "THE" μεσουG3319 MIDST γενηταιG1096 [G5638] HE BE " GONE ",

عدد 7 الضمير مذكر ὁ κατέχων هو كاتيخون

وهذا امر مهم ندركه لان هنا معلمنا بولس الرسول لغويا لا يتكلم عن شيء واحد هو الذي يحجر ويمنع استعلان ابن الهلاك ولكن أكثر من شيء. فمن عدد 6 بالتصريف المحايد هو عمل الروح القدس والنعمة والعناية الإلهية وأيضا الانجيل مثل نقطة 1 و2 و6 فكلهم محايدين

وعدد 7 بالتصريف المذكر فهو يصلح لكل المعاني التي تصلح للمذكر مثل تقييد الشيطان وميخائيل والنظام العالمي وموقف اليهود أي 3 و4 و5 و7

ولكن الوحيد الذي لم اجده يتفق مع العددين لغويا هو الكنيسة لأنها في اليوناني اكليسيا تأخذ تصريف مؤنث فلا يصلح ان نقول الكنيسة لا كاختطاف معنى غير تقليدي ولا ارتدادها كمعنى تقليدي ولكن فقط مسيحيين

إذا مفهومي ان العددين شملوا الثمان نقاط وهو ان الذي يحجز هو ويمنع استعلان ابن الهلاك حتى الان هو عمل الروح القدس الذي ينع ان يسود روح الشر والظلمة وأيضا النعمة والعناية الإلهية الذي يعمل في المؤمنين ويجعلهم نور العالم وأيضا الانجيل الذي يجب ان يبشر به في الخليقة كلها أولا وأيضا تقييد الشيطان الذي قيد من قبل الصليب وبالطبع هذا يمنعه وهو أيضا له علاقة بخلاص المسيح وعمل الروح القدس والنعمة ومع هذا دور الملائكة في المحاربة ومعهم ميخائيل رئيس الملائكة وأيضا النظام العالمي الذي لما يزيد الشر ويجتمع العالم على الرب وعلى مسيحه هذا سيفتح الطريق لأنه قبل هذا العالم المنقسم لا يسمح بوجود رئيس للعالم كله. وبالطبع مع كل هذا والذي له علاقة بكل الماضي وهو موقف اليهود وعودتهم للمسيح. وأيضا النقطة الثامنة وهي ارتداد اغلب المسيحيين في أواخر الأيام.

هذا مفهوم ضعفي عما يعنيه الذي يحجز



وسياق الكلام

رسالة بولس الرسول الثانية الي أهل تسالونيكي 2

هذا الاصحاح يتكلم فيه معلمنا بولس الرسول عن ابن الهلاك الذي سياتي في اخر الايام قبل المجيئ الثاني للرب يسوع المسيح فهو يتكلم بنبوة

وفي الجزء الاول من الاصحاح يتكلم معلمنا بولس الرسول عن الارتداد والبشر الذين سيصروا علي ترك الرب بارادتهم ورفضه والبحث عن ضد الرب فسيسمح الرب للشيطان بان يستعلن ابن الهلاك وعمل الضلال

2: 1 ثم نسالكم ايها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح و اجتماعنا اليه

في هذا العدد يرد معلمنا بولس الرسول علي بعض التسالونيكيين الذين فهموا خطأ من رسالته الاولي لهم ان يوم الرب قد حضر فرفض بعضهم ان يعمل . فهنا يوضح ان يوم الرب قريب ولكن قبله توجد علامات ستحدث فلا يخدعهم احد ويقنعهم بالتفرغ وترك العمل

2: 2 ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم و لا ترتاعوا لا بروح و لا بكلمة و لا برسالة كانها منا اي ان يوم المسيح قد حضر

لا بروح ولا بكلمة هو يقصد بها بعض المعلمين الكذبه الذين ادعوا ان عندهم وحي بهذا . ولا برسالة وهو يرد علي من كتبوا رسالة ونسبوها إلي بولس الرسول بأن اليوم قريب. فارتاعوا بسب ذلك. فأرسل لهم هذه الرسالة وأعطاهم علامة علي الرسائل الحقيقية التي يرسلها هو (راجع 2 تس 3: 17، 18).

2: 3 لا يخدعنكم احد على طريقة ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن انسان الخطية ابن الهلاك

وهنا يوضح معلمنا بولس الرسول ان المسيح لن ياتي الا بعد الارتداد العام ولكي يرتد البشر يجب بالطبع ان تكون البشارة اصلا وصلت للمسكونة كما قال الرب يسوع في متي 24 : 14 وهذا سيحتاج الي زمن طويل

وبعد ان تمتد البشارة ياتي بعدها الارتداد. وعندما يصل الارتداد ذروته يتعلن ابن الهلاك هو هالك ويسعي لاهلاك البشر، ففيه كل قدرة الشيطان (رؤ 13: 2)، هو ابن لإبليس يعمل أعمال أبيه (يو 8: 44) + (1 يو 3: 10). والشيطان هلك لاعتزاله الله، من يسير وراء الشيطان يهلك فهو سيعتزل الله، أتباع الشيطان يحملون صورته ويكونون علي مثاله محبين لهلاك الناس، كما يحمل أبناء الله صورة الله. وإنسان الخطية هو إنسان حقيقي يلبسه الشيطان ليعمل فيه بكل طاقته حتى إن أمكن يضل حتى المختارين (مت 24: 24) + (رو 13: 2).

ولقبه بانسان الخطية هو عكس المسيح فالمسيح هو استعلان للبر، فيه تشخيص كمال البر الإلهي، من يقتنيه إنما يقتنى بر الله فيه، أما هذا فتتشخص فيه الخطية ببث روح الشر في أتباعه، وفي أنه يقاوم كل بر حقيقي.

2: 4 المقاوم و المرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا حتى انه يجلس في هيكل الله كاله مظهرا نفسه انه اله

صفاته انه مقاوم للمسيح ومتكبر ويبطل كل عبادة سواه. وهذا نص ما ذكره دانيال النبي في (دا 11: 36) عن الملك المتأله وغالبًا هو الوحش في سفر الرؤيا (ص 13، 16، 19، 20) وهو ضد المسيح في رسائل معلمنا يوحنا الحبيب. المقاوم = فهو سينطق بما هو ضد العلي ويتجاسر بإرتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين. يتركز فيه كل ارتداد شيطاني، ويخادع الناس بأنه إله، وفي كبرياء يثير الناس ضد الله.

وقد ساد في القرون الأولي إعتقاد أن هذا الإنسان يظهر بعد زوال الدولة الرومانية، وأن الإمبراطور الروماني هو القوة المقاومة لظهوره لذلك صلوا ليستقر الإمبراطور علي كرسيه وتبقي الدولة الرومانية. وحدد بعض الآباء أنه سيكون يهوديًا ومن سبط دان.

وقال البعض من الآباء أن كثيرين من المقاومين لله وللمسيح كانوا رمزًا له مثل أنطيوخس أبيفانيوس آخر الملوك اليونان الذين حكموا اليهود، ونيرون الذي حسب نفسه إلهًا.

أن اليهود سيقبلون هذا الإنسان علي أنه المسيح "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلوني، إن أتي أخر باسم نفسه (إنسان الخطية) فذلك تقبلونه" (يو 5: 43)، وباسم نفسه أي يطلب مجد نفسه في كبرياء. وهم سيقبلونه إذ يظنون أنه في كبريائه وعظمته قادر أن يعطيهم مجد العالم وحكم العالم.

هيكل الله: يري بعض الآباء ومنهم كيرلس الكبير أن ضد المسيح يقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم كمركز لعمله. ويري ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم أنه يتربع في هيكل الكنيسة المسيحية. وهناك رأي أن المؤمن هو هيكل لله، تقدس بالمعمودية، أما هذا فسيفسد قلوب الناس ويملأها شر لحسابه. إذًا إنسان الخطيئة هو إنسان حقيقي يظهر قبيل مجيء المسيح، ليقيم نفسه إلهًا ويقاوم الكنيسة المسيحية كضربة نهائية من قبل الشيطان قبل أن يحتضر بأعلان ملكوت الله الأبدي، وهو سيثير حركة إرتداد عن الإيمان ويقاوم هو وأتباعه كل حق ويقفون ضد الله ويدنس المواضع المقدسة دا 11: 30، 31 والرسول يطلب من التسالونيكيين أن لا يظنوا أن يوم الله أتي قبل أن يظهر هذا الإنسان، ويرتد الكثيرين وسماه إنسان الخطية لأنه يصنع شرورًا لا حصر لها ويثير الآخرين لفعل ذلك، وهو ابن الهلاك فهو سيَهلك بل سيُهلك معه كل من تبعه ويكون سببًاً في هلاك كثيرين. ويدعي المقاوم لأنه يقف ضد الله والمرتفع إذ يقيم نفسه إلهًا.

ويكمل في وصفه قائلا

2: 5 اما تذكرون اني و انا بعد عندكم كنت اقول لكم هذا

يظهر من هذا القول أن الرسول سبق فحدثهم عن إنسان الخطية حين كان حاضراً عندهم يكرز بالإنجيل، فعلي من يؤمن أن يفهم أنه عبر العصور سيقاوم إبليس الله وكنيسته، بل هذا سيحدث حتي النهاية. وهذا ما نبه له السيد المسيح بأن هناك مسحاء كذبة يقومون (مت 24: 23 – 25). وأيضا عندما تكلم عن من سياتي باسم نفسه. فالرسول هنا يشير لكلام قاله عندهم شفاهة ولكن في رسالته الأولى الاصحاح الرابع أشار اليه في كلامه قيامة الراقدين .

2: 6 و الان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته

وهذا ما شرحته ان ما يحجز هو الايمان بكل ما يتعلق به في الثمان نقاط التي عرضتها. والذي يستعلن هو ابن الهلاك كما يقول بوضوح في بقية الاعداد

2: 7 لان سر الاثم الان يعمل فقط الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان

سر الاثم وهو عمل الشيطان في الخفاء في أبناء المعصية كما قدمت فمنذ بداية المسيحية هاج الشيطان وبدأ في العمل علي هدم ملكوت الله سواء بالاضطهاد أو بهرطقات وبتشكيك أو إثارة شهوات وخطايا، ولكن في كل هذا الشيطان دائما مستتر وراء ادعاء كاذب سواء ادعاء ان المسيحيين حرقوا روما او يخالفوا النظام الروماني او ادعاء ان اشخاص فهموا شيء مختلف عن اللاهوت ويدافعون عن فهمهم او مكانة عالمية للحفاظ على كنيسة او إزالة زوان في كنيسة او غيره وباستمرار عمل شيطاني شرير سري يتستر وراء شعار جميل ولكن في نهاية الأيام ستكون الحرب علناً انها على المسيح وكنيسته. فكلمة سر هي في مقابل استعلان أو يستعلن، فالشر يعمل الآن ولكن خفية، أما حين يظهر ضد المسيح فسيكون علانية. ما قبل ضد المسيح كان المسحاء الكذبة يعملون العداء للمسيحيين سراً وبالخديعة، وأما أعمال ضد المسيح هذا فستظهر علانية (1يو2: 18).

الخلاصة أن هناك أضداد كثيرين للمسيح يعملون الآن سراً ولكن سيأتي الوقت المناسب حين ينزع الذي يحجز فيظهر ضد المسيح علناً ولكن بشاعة ما يفعله ضد المسيح علانية تتضاءل أمامه كل أعمال الشيطان السابقة.

2: 8 و حينئذ سيستعلن الاثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه و يبطله بظهور مجيئه

هذا يؤكد ان الكلام عن مجيء ابن الهلاك والذي سيكون زمان قصير كما شرح سفر الرؤيا وأيضا أسابيع دانيال

2: 9 الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة و بايات و عجائب كاذبة

كما شرح رؤيا 13 ان التنين سيعطيه قوته

2: 10 و بكل خديعة الاثم في الهالكين لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا

هؤلاء يحبون الكذب، ولهم الاستعداد لقبول الكذب، هؤلاء يتركهم الله حتى يصدقوا الكذب، ومن يسرون بالضلال يسر الله بأن يسلمهم للضلال، لضلالهم. فالمسيح حين جاء جذب إليه محبى الحق، وضد المسيح حين يجئ بجذب إليه محبي الضلال. فمن هذا الجزء نفهم ان الله لا يضل احد ولا يرسل عمل ضلال لاحد لكي يضله بدون ذنب كما فهم المشكك . ولكن هو يتكلم في المستقبل الذين الحق الكتابي معلن لهم وهم عن اختيار بحرية يرفضون بل يقاومون . فهؤلاء بعد ان يستهلكوا زمان توبتهم ياتي الضلال الذي بحثوا عنه وطلبوه. وهذا يوضح ان الشر هو الذي سيكون سائد مثلما كان سائد في أيام نوح وأيضا في سدوم وعمورة

2: 11 و لاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب

عمل الضلال وهو الشيطان الذي سيحل زمانا يسيرا . ولماذا يسمح الله بفك الشيطان من أسره وظهور هذا الأثيم ؟ لسبب واحد، أن الناس سيكونون رافضين لله طالبين الشر والخطية والرب يعطيك حسب قلبك ويتمم مشورتك (مز20: 24)، والناس الآن صاروا لا يريدون المسيح بل يريدون الشر فسيعطيهم الله بحسب قلبهم سيرسل إليهم الله عمل الضلال ومعناه أن الله لا يمنع الشرير من ارتكاب الشر، فيجد الشيطان مجالاً لإتمام مقاصده الشريرة. قد يسمح الله للأشرار بالوقوع في الشر والخطأ قصاصاً منه للذين يتعمَّدون الحيدان عن الحق ويرفضونه. وهو أحياناً يعاقب الشرير على فعل الشر بأن يسمح للشرير بالوقوع في شرٍّ أردأ. فالله لا يمنع الشرير غير التائب من ارتكاب الشر عندما يقصد أن يتمادى في شره. وفي رومية 1: 18-24 ينسب الرسول بولس انحطاط الوثنيين الأخلاقي إلى قضاء الله العادل، لأنهم يحجزون الحق بالإثم ويعبدون الأوثان. فلا نجد هنا تناقضاً بين صفات الله المختلفة. فهو صالح وعادل في الوقت نفسه، كما أن القاضي الجالس على كرسي القضاء كثيراً ما يحكم على المجرمين بالإعدام ولو كان ذا قلب عطوف. فالصلاح والعدل صفتان مجتمعتان معاً، دون أن تتعارضا. فعندما يقول الكتاب إن الله قد أرسل عمل الضلال أو ما يشبه هذا، فهو يقصد تنفيذ قصاصه العادل بأن يكفّ عن محاولة إرجاع الخاطئ بعمل روحه القدوس فيه الذي كان يعمل في العالم من خلال المؤمنين ويحجز حل الشيطان واستعلان ابن الهلاك ولكن الان اصبح الايمان نادر جدا

2: 12 لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالاثم

فالله لم يضلهم ولكن هم الذين لم يصدقوا الحق المعلن ورفضوه فتركهم الله لشهوات قلوبهم من الضلال فهم الذين سروا بلاثم

لقد سبق فجاء الحق متجسدًا ولم يعد للإنسان عذر في جهالته، ومع ذلك فقد وُجد أناس لا يصدقوا بل يفرحوا بالإثم. هؤلاء أسلموا أنفسهم للجهل والظلمة، فيسمح اللَّه بإرسال المضلل لا ليضلهم، وإنما ليفضح أعماقهم الشريرة،

واضرب مثال علي ذلك وهو فرعون فالرب أرسل له انذارات كثيرة ولكنه رفض التوبة فبعد الضربة السادسة والانذار السادس وبعد ان استهلك فرعون كل فرص التوبة بدا الرب يقسي قلبه أكثر ليتمجد به امام شعبه وامام المصريين ايضا

فالله لا يعاقب الا بعد الانذار والا بعد استهلاك فرص التوبه وحتى عقاب الرب هو ان يترك الشرير يسقط فيما أحب واختار وهو عمل الضلال والمضل

2: 13 و اما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب ان الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح و تصديق الحق



وأتمنى أكون وضحت على قدر ضعفي



والمجد لله دائما