هل معلمنا بطرس الرسول نادى بتاله الانسان؟ 2بط 1: 4



Holy_bible_1

22/2/2019



السؤال



هل العدد الذي يقوله رسالة 2بط 1/4 اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.

هو ينادي فيه بتأله الانسان؟



الرد



في هذا الملف أقدم شرح لغوي وأيضا مفهوم ضعفي لما يقوله معلمنا بطرس الرسول ولكن لا اتطرق لمفهوم تأله الانسان عند الإباء ان كنت سأشير الى امر مختصر جدا عنها

أي تركيزي سيكون عن كلام معلمنا بطرس الرسول فقط

أولا لغويا

لنفهم ما يقول معلمنا بطرس الرسول ندرس الكلمة المهمة (شركاء) لغويا

رسالة بطرس الرسول الثانية 1

اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.

أولا كلمة شركاء κοινωνοι كوينونوي من كلمة كوينونوس

قاموس سترونج

G2844

κοινωνός

koinōnos

koy-no-nos'

From G2839; a sharer, that is, associate: - companion, X fellowship, partaker, partner.

Total KJV occurrences: 10

من كلمة كوينوس التي تعني عام فهي تعني مشارك مصاحب متابعة يقاسم الطعام شريك

قاموس ثيور

G2844

κοινωνός

koinōnos

Thayer Definition:

1) a partner, associate, comrade, companion

2) a partner, sharer, in anything

2a) of the altar in Jerusalem on which the sacrifices are offered

2a1) sharing in the worship of the Jews

2b) partakers of (or with) demons

2b1) brought into fellowship with them, because they are the authors of heathen worship

Part of Speech: noun masculine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G2839

Citing in TDNT: 3:797, 447

شريك مساعد مرافق مصاحب

شريك مساهم في أي شيء ....

قاموس كلمات الكتاب

G2844

κοινωνός

koinōnós; gen. koinōnoú, masc.-fem., neut. koinōnón, adj. from koinós (G2839), common. A partaker, partner, companion, used in an absolute sense in 2Co_8:23; Phm_1:17. Followed by the gen. of person of whom one is the companion, with whom he partakes in something (Mat_23:30; 1Co_10:20; Heb_10:33; Sept.: Isa_1:23); by the dat. of person to or with whom one is partner (Luk_5:10); by the gen. of thing (1Co_10:18, "partakers of the altar" may mean of the victims sacrificed; 2Co_1:7; 1Pe_5:1; 2Pe_1:4).

المعاني الشائعة شريك رفيق وتستخدم بمعنى مطلق ويليها وصف او شخص يرافق شخص اخر في شيء يشتركوا فيه او شخص شريك شخص اخر او يشارك مذبح بمعنى في الضحايا التي تم تضحيتهم



فالكلام لا تعني تغير طبيعة او تحول طبيعة لأخرى او يأخذ طبيعة اخر بل الكلمة شخص مميز يشارك شخص اخر في شيء ويكون بينهما رابطة شراكة ولكن كل منهما محتفظ بطبيعته بل يوجد اعداد استخدمت فيها هذه الكلمة تؤكد هذا المعنى

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 18

انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟

فهل هو يعني شركاء المذبح ان طبيعتهم تتغير ويصبحوا جزء حجري من المذبح؟ بالطبع لا أي هو أصبح ملازم ومرافق ومصاحب المذبح

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 20

بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ، لاَ للهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ.

فهل يعني بتعبير شركاء الشياطين ان تتحول طبيعتهم الى طبيعة شيطانية؟ بالطبع لا ولكن يصبح رفيق الشياطين ويلازمهم

وبنفس المعنى شركاء الطبيعة الإلهية لا تعني ان الانسان يصبح جزء من الطبيعة الإلهية ولكن يصبح مرافق وملازم ومصاحب الطبيعة الإلهية ويشترك معه ويوجد في محضره

فعرفنا ان الكلمة لا تحمل معنى تأله ولكن مرافقة لله وهذا قيل عدة مرات بتعبيرات مختلفة سأعود اليها لاحقا

الكلمة الثانية أيضا التي ترجمت بها وهي ديا δια واتت مرتين اول العدد ومنتصفه

اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.

هي تترجم بدقة من خلال (ليس للمذكر ولا للمؤنث)

G1223

διά

dia

dee-ah'

A primary preposition denoting the channel of an act; through (in very wide applications, local, causal or occasional). In composition it retains the same general import: - after, always, among, at, to avoid, because of (that), briefly, by, for (cause) . . . fore, from, in, by occasion of, of, by reason of, for sake, that, thereby, therefore, X though, through (-out), to, wherefore, with (-in). In composition it retains the same general import.

Total KJV occurrences: 610

هو ظرف يعني قناة لفعل: خلال ....

فهو لا يقول نتحد بالطبيعة الإلهية ولا حتى نشارك الطبيعة الإلهية بل نرافق من خلال شيء موصوف في الاعداد



سياق الكلام

رسالة بطرس الرسول الثانية 1

1 سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:

وهنا يتكلم بطرس انه يعبد يسوع المسيح وانه رسول يسوع المسيح

ويقول ببر الهنا وهو انقاذه للبشر وخلاصهم فيضيف باستخدام كلمة كاي اليوناني التي تعني اضافه وليس بشرط الانفصال

والعدد اليوناني هو يقول

تو ثيؤو ايمون كاي سوتيروس ايمون ايسو اخرستو

تو ثيؤو ايمون = الهنا

كاي = و

سوتيروس ايمون = مخلصنا

ايسو اخرستو = يسوع المسيح

فالعدد لفظا = الهنا ومخلصنا يسوع المسيح

فببر الهنا ومخلصنا يسوع المسيح لانه هو البار الذي بدون خطيه وهو الوحيد القادر علي تبريرنا بل بار تعنى أنه كان أمينا وبحسب ما وعد تمم الخلاص. وتعنى أيضا أنه يعطينا بره فنحن نحيا بحياته أبرارا (2كو21:5) "نصير بر الله فيه.. ونخلص بحياته" (رو10:5). لكى أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في (غل20:2). لى الحياة هي المسيح (فى21:1).

فهو يتكلم ان المسيح هو الله البار المخلص

2 لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا.

وأيضا يكرر نفس التعبير توس ثيؤوس كاي ايسوس توس كيريوي ايمون أي الله وربنا يسوع
3
كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،

وهو يتكلم عن يسوع ربنا والهنا ومخلصنا ان قدرته الالهية قد وهبت لما كل ما هو للحياة

معلمنا بطرس يقول ان ربنا يسوع بقدرته الالهية وهب لنا كل ما هو مطلوب للحياه والتقوي ببره وليس وهبنها لنا بطبيعته أي عطية من بره وليس طبيعة

4 اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.

وبالطبع هذا ما يهبه لنا المسيح فهو وهب اننا من خلال المجد والفضيل ننال المواعيد العظمة والثمينة والتي من خلالها نصير مرافقين الطبيعة الإلهية وبعد ان وهب لنا ان نصير مصطحبين الطبيعة الالهية وبهذا انا ان نهرب من الفساد العالمي ونحارب الشهوات

فالكلام لا يوجد فيه أي معنى تاله او تغير طبيعة او نصبح جزء في الطبيعة الإلهية بل الكلام ان لو عشنا حسب وصايا الهنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح وعشنا في التقوى والفضيلة فالله يحل فينا ويرافقنا ويعطينا ان نهرب من الفساد الشهوة



واعداد كثيرة قدمت نفس المعنى

إنجيل يوحنا 1: 13

اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 9

وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15

27 لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَلكِنْ حِينَمَا يَقُولُ : «إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ» فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 27

لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ:

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 10

وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 10

وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ،

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 5

هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 15

أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12

12 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا.
13 لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا.
14 فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضًا لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 15

بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ،

وغيرها الكثير جدا التي توضح معنى امتلائنا واتحادنا ومرافقتنا لللاهوت بداية من حلول المسيح في قلوبنا وامتلائنا من الروح القدس وأيضا يتغير صورة هذا في الأبدية عندما نأخذ صورة النوراني ونوجد فيه ونصبح أعضاء في جسده النوراني

فكرة ان جسد المسيح هو متحد باللاهوت السماوي وبدون الاتحاد بالسماوي لن نصبح سماويين أي لا نستطيع ان ندخل ملكوت السماوات

مثل الانسان لا يستطيع ان يصعد للفضاء ان لم يلبس زي رواد الفضاء والا مات مخنوق ومتجمد وهكذا الانسان في المعمودية يلبس المسيح (اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح) بدون ما يلبس أحد المسيح السماوي لا يقدر ان يذهب لملكوت السماوات

شبهها بلبس العرس في مثل صاحب العرس من ليس عليه ملابس العرس لا يقدر ان يدخل العرس فمن لا يلبس المسيح العريس لا يقدر ان يدخل العرس السماوي

فمن لا يتعمد معمودية الماء والروح ويلبس المسيح ويصبح عضو في جسد المسيح (وليس ان يكون صالح فقط) قد لا يستطيع ان يدخل الملكوت



وقبل النهاية تفسير المفسرين

ابونا تادرس يعقوب

عمومية الدعوة ومجانيتها لا يعنيان إلا حب الله. إذ هي دعوة للتزين بالمجد والفضيلة. وأي مجد؟ وأية فضيلة؟ إننا مدعوّون لنتزين بالله ونتسربل بفضائله، فهو مجدنا، وهو سلاحنا.

لسنا مدعوّين لفضائل خارجية بل للاتحاد به، والامتثال به، فيكون لنا حب الرب، وقداسته، وصبره واحتماله وطول أناته ووداعته وبساطته. لهذا يقول الرسول: "لكي تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة".

فإذ نحن في العالم كيف نسلم من الفساد؟ بالاتحاد بالرب القدوس والإقتداء به؛ نتمثل به فلا يلمسنا فساد العالم الذي بالشهوة.

إنها دعوة ثمينة أن تنعكس علينا إشعاعات الصفات الإلهية من حب وقداسة ووداعة... على القلب لنكون مثله (1 يو 3: 2؛ مت 6: 23).!



ابونا انطونيوس فكري

كما أن = المسيح لم يعطنا فقط النعمة والسلام بل أن قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا ...

شركاء الطبيعة الإلهية = راجع تفسير (كو 2: 9، 10).

الله وهب لنا بقدرته الإلهية كل ما يقودنا للحياة والتقوى فالله أعطانا أسرارا كنسية نحصل بها على نعم غير منظورة، فبالمعمودية نحصل على ميلاد سماوي، به نتحد بالمسيح في موته وقيامته، فيعطينا المسيح حياته وهذه هي الحياة الأبدية التي لنا. وبالميرون يحل علينا الروح القدس الذي يبكتنا على الخطية فنحيا في تقوى، وبالتوبة والاعتراف تغسل خطايانا وبذلك تتكرس  أعضاءنا وحواسنا. وبالتناول نثبت في المسيح. والروح القدس الذي حصلنا عليه يثبتنا في المسيح ويعطينا أن تكون لنا ثمار بر. وباتحادنا بالمسيح صار لنا المسيح مصدر كل نعمة نحصل عليها. فالروح القدس حل علينا وصرنا مسكنا له، وصار لنا حياة أبدية، ومجد وسلطان ندوس به الحيات... = صرنا شركاء الطبيعة الإلهية.

بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا = الله خلق الإنسان وكان القصد الإلهى أن يحيا الإنسان فى مجد وفرح ووحدة وأن يحيا أبدياً، راجع مقالة "ماذا قدم لنا المسيح بتجسده" فى نهاية تفسير رسالة كولوسى. ولكن بالخطية ضاع كل هذا. فجاء المسيح ليتحد بالبشر ليتمم القصد الإلهى. والإتحاد يشار له بكلمة المعرفة = بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا.

وراجع تفسير آية 2 فالمعرفة تشير للإتحاد، فالمسيح إتحد بنا ليهبنا حياته. فمعرفة المسيح هى الحياة (يو3:17). ولذلك يقول بولس الرسول "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى16:3)، والمعنى أن سر تقوى الإنسان المسيحى هو ظهور الله فى الجسد أى تجسد المسيح فبتجسد المسيح وفدائه، وعن طريق الأسرار صارت لنا حياة المسيح، التى بها نحيا فى تقوى. حياة المسيح فينا تستخدم أعضاءنا كألات بر (رو6 : 13). ووجود المسيح فينا أعاد لنا المجد ولكنه غير مستعلن الآن. وأعاد لنا الفرح ولكن كعربون. أضف لهذا أن من يعرف المسيح حقيقة وما أعده لنا من مجد غير منظور على الأرض ومنظور فى السماء يحتقر العالم وما فيه ويحسبه نفاية (فى8:3). والله دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ = الْمَجْدِ هو فى إتحادنا بالله، والفضيلة هى ثمار هذا الإتحاد، أى حياتنا التى نحياها فى بر إلهنا.

ولاحظ ماذا أعطانا الله ودعانا إليه الْحَيَاةِ ، ومَجْدِ .... هذه للحياة الأبدية....

اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ = اللذين عائدة على قدرته الإلهية + دعوته = الَّذِي دَعَانَا. فهو قادر وهو يريد أن يعطينا هذا المجد وأن نحيا في فضيلة. فوعود الله وعطاياه ليست خاصة بالمجد الأبدي فقط أي وعودا للمستقبل، بل أعطانا العربون في الحياة الحاضرة، بحياة تقوية بارة أي فضيلة... وما هي نتيجة كل عطايا الله من حياة وتقوى ومجد وفضيلة ؟ وما الذي سيحصل عليه من آمن بأن له حياة أبدية ومجد أبدى فإلتزم بحياة التقوي أي مخافة الله والسلوك في الفضيلة ؟ الإجابة نصير شركاء الطبيعة الالهية = لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ. وطبعا لن نكون شركاء في لاهوته وجوهره، فالرسول لم يقل شركاء في طبيعته الإلهية. وشركاء الطبيعة الإلهية تعنى أننا نأخذ من طبيعته كل احتياجاتنا مما هو من طبيعته ولا يوجد سوى عنده أو فيه ، مثلًا نأخذ من قداسته وأبديته وحياته الأبدية، ومحبته ووداعته وطول أناته وبساطته واحتماله وتواضعه. ومجده فنحن سيكون لنا صورة جسد مجده (جسد مجد المسيح) (فى21:3) بل سيكون لنا أن نرث الله نرث مع المسيح (رو17:8). بل سيكون لنا نصيب في عرشه (رؤ21:3). وأيضا صرنا شركاءه فى فضيلته عمومًا. وصار روحه القدوس يسكن فينا (1كو3 : 16). وهذه الصفات، المحبة والأبدية والمجد... هي صفات لله وهي صفات مطلقة نأخذ منها أي نشترك فيها معه لكن على قدر طاقتنا فما نأخذه هو نسبى وليس مطلق مثل الله. ويقول القديس بولس الرسول في بركته لأهل كورنثوس "نعمة ربنا يسوع....وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كو13: 14) فالروح القدس يشترك معنا في كل عمل صالح. ويقول السيد المسيح "لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو15: 5). فنحن في المسيح الذي يقوينا نستطيع كل شيء (فى4: 13). لذلك أضاف هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ = فالشهوة الخاطئة هي سبب الفساد الذي في العالم، ولكن بعطية الله الذي أعطانا كل ما سبق من فضائل وعطايا. بل وكان ذلك عن طريق إتحادنا به صرنا نستطيع النصرة. ولولا عطية الله وإتحاده بنا ما إستطعنا النصرة. فالتقديس يعنى إتحادنا بالله بروحه القدوس لكي يقدسنا. هذا هو مجد المسيحية. فالمسيح أخذ الذي لنا (شركة طبيعتنا البشرية) وأعطانا الذي له (شركة طبيعته الإلهية) طبيعة الله وجوهره هي المحبة. فالمسيح أخذ جسدنا ليعطينا طبيعة المحبة فنحب الله ونحب كل إنسان حتى أعدائنا. أي تصير قلوبنا مملوءة محبة. فالروح يسكب المحبة فينا (رو5:5) ومن ثمار الروح المحبة (غل22:5). فنحن لا نتبع زعيما دينيا أو مصلحا جاء من العلاء، بل إلهاً نتحد به ونصير واحدا معه. لقد صارت حياة المسيح فينا "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21) وهذا هو سر التقوى التي أصبح الانسان المسيحي يحيا فيها أن الله ظهر في الجسد (1تى3 : 1616)، وصارت لنا حياة المسيح، فصار المسيح يستخدم أعضاءنا كألات بر (رو6: 13). ونلاحظ أن شركتنا في الطبيعة الإلهية تسبق هروبنا من فساد العالم = لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ. فشركتنا فى الطبيعة الإلهية هي سبب نصرتنا، فطبيعة المحبة وبالذات محبة الله تجعلنا نحتقر العالم بما فيه من خطايا وتكون وصاياه ليست ثقيلة (1يو3:5) + (فى3: 7، 8).



جيل

that by these you might be partakers of the divine nature; not essentially, or of the essence of God, so as to be deified, this is impossible, for the nature, perfections, and glory of God, are incommunicable to creatures; nor, hypostatically and personally, so as the human nature of Christ, in union with the Son of God, is a partaker of the divine nature in him; but by way of resemblance and likeness, the new man or principle of grace, being formed in the heart in regeneration, after the image of God, and bearing a likeness to the image of his Son, and this is styled, Christ formed in the heart, into which image and likeness the saints are more and more changed, from glory to glory, through the application of the Gospel, and the promises of it, by which they have such sights of Christ as do transform them, and assimilate them to him; and which resemblance will be perfected hereafter, when they shall be entirely like him, and see him as he is:

وغيره الكثيرين



وأخيرا لا اريد ان ادخل في موضوع تاله الانسان ولكن فقط توضيح سريع لانه يساء فهم بعض الإباء

ولكن كان هيبوليتس من أوائل مَن تحدّثوا عن دور السيد المسيح في تألّه الإنسان. فالتألّه، بالنسبة إليه، هو التحرّر من الشهوات وكلّ الشرور. ويتابع قدّيسنا قائلًا في هذا السياق: "فالمسيح، الإله التامّ، هو الذي قرّر أن يغسل خطيئة البشر، ويجدّد تجديدًا كاملًا الإنسان القديم؛ فمتى اقتديتَ بصلاح مَن هو صالح، تصير شبيهًا به وتنال منه الإكرام، فالله لا يفتقر عندما يجعلك إلهًا لمجده". هكذا، يتألّه الإنسان بالإيمان بالإله الحقيقيّ، فيكون له "نصيب في الخلود"، ويكون "في ملكوت السموات، رفيق الله ووارثًا مع المسيح".



واكتفي بهذا القدر واعتذر لو كنت اخطأت في شيء



والمجد لله دائما