الرد على ادعاء ان كتبة الاناجيل غير محايدين لأنهم مسيحيين.



Holy_bible_1

March 27, 2023



الشبهة



كتبت الاناجيل حتى لو تماشينا مع النصارى انهم من الحواريين تلاميذ ورسل المسيح ولكن حتى مع هذا هم غير مصدقين لانهم غير محايدين فهم مسيحيين فبالطبع سيغالوا فيما قالوا عن المسيح.



الرد



في البداية المشكك افترض ان المسيحيين هم كلهم غير محايدين وطالما كتبة الاناجيل مسيحيين فهم غير محايدين وهذا مغالطة منطقية بشعة. بل حتى لو ننظر لها من منظور وهو المسيحي الحقيقي مثل التلاميذ والرسل الذين يعرفون ان الكذابون لن يدخلون ملكوت السماوات فكيف يغامروا بالملكوت ليعظموا المسيح ويكونوا غير حياديين؟

ولكن الأهم من كل ذلك، التلاميذ والرسل لم يكونوا مسيحيين بل اغلبهم يهود وكتبة الاناجيل الأربعة هم يهود متزمتين أي أصلا ضد المسيحية ولكن لأنهم رأوا باعينهم معجزات المسيح وصلبه وموته وقيامته وصعوده هذا الذي غيرهم وجعلهم مسيحيين وكتبوا ما رؤا بالرغم من خلفيتهم اليهودية. أي أصلهم هو دليل صدق وليس ضدهم. بل أصلا ما كتبوه هو ضد خلفيتهم فخلفيتهم ان المسيح سيكون محارب قوي كما علموهم الشيوخ وتقليد اليهود في هذا الزمان. أي هم تغيروا وامنوا بشيء عكس ما تربوا عليهم بسبب ما رؤوه من ادلة قطعية وهذا يؤكد أكثر صدق شهادتهم.

واضيف بعض النقاط التي قدمتها في ملفات معايير مصداقية الكتاب المقدس والتي فيها الكثير عن مصداقية كتبة الأربع اناجيل.

يوجد معايير ان كان صادق او يكذب أي يتآمر على تأليف ذلك في علم التحقيق الجنائي كما ذكرها كتاب Cold Case Christianity

1 المتآمر الذي يؤلف احداث ويدعي انها حدثت لن يضع شخصيات كثيرة متعددة الجوانب لان هذا صعب جدا اتقانه والاقناع به فلا يمكن ان تكون قصة المسيح واحداث حياته وتعليمه وصلبه وموته وخبر قيامته قصة مؤلفة ومثلها في باقي الكتاب المقدس لكثرة شخصياتها المثبتة تاريخيا. فكما في علم التحقيقات المؤامرة تتناسب عكسيا مع العدد اي كلما ازداد عدد الشخصيات في القصة المؤلفة كلما قلت حبكتها وسهل كشفها أي انها لا يمكن حبكها كلما ازداد العدد. ومع المسيحية في بدايتها هذا العدد الضخم من الشهود من بدايتها مستحيل ان يكون مؤامرة ففي اعمال الرس أكد انهم عدد ضخم مثل 120 في اعمال 1: 15 و500 في 1 كو 15: 6 وغيره. فهل مع اعداد ضخمة مثل التي رأت المسيح ليس فقط صلبه بل بعد قيامته وشهدوا وذكر أسماء كثيرين منهم كل هؤلاء متآمرين ورغم هذا لم تنكشف المؤامرة؟ هذا مخالف للمبادئ المؤامرة حسب علم التحقيقات الجنائي.

2 أيضا المؤامرة تتناسب عكسيا مع الزمن فكلما طال زمن التحقيق في المؤامرة قلة إمكانية اخفاء المؤامرة وسهل كشفها فالزمن يظهر الكذب لان الكذاب نساي ومع طول الزمن الذي يدعي انه شاهد عيان وهو كاذب هو يخالف التفاصيل التي قالها سابقا. بل وبخاصة لو تغيرت الظروف مع الزمن. ونجد هذا يشهد لصدق التلاميذ الذين استمروا زمن طويل بنفس شهاداتهم رغم تغير الظروف. فهل مع طول الزمان من الاضطهاد لكل تلاميذ ورسل المسيح واتباعهم بحد يصل للاستشهاد كل هؤلاء متآمرين ورغم هذا الاضطهاد الطويل زمنيا بما فيه من تحقيق معهم متصل ولم تنكشف المؤامرة؟ هذا مخالف للمبادئ المؤامرة حسب علم التحقيق الجنائي. فالدليل الاخر هو ان كل هؤلاء الشهود رغم الاضطهاد البشع لم يتراجع عن شهادته ولم يقول انها مؤامرة او تأليف او كذبة او غيره بل قبلوا الاستشهاد على شهادتهم مما يؤكد صدقهم.

3 أيضا لتنجح المؤامرة، المتآمرين لا بد ان يكون بينهم اتصال مباشر مستمر ولكن متى فقدوا الاتصال عادة تنهار المؤامرة بسهولة وبخاصة تحت ضغط لان وقتها لا يعرفوا ان كان أحدهم اعترف بالمؤامرة لينجوا ام لا ووقتها المتآمرين يسرعوا بالاعتراف بل ويرشدوا عن الاخرين املين ان هذا ينقذهم من العقوبة

ولكن كما قلت في النقطة السابقة ان كل هؤلاء الشهود من التلاميذ والرسل رغم أولا تشتتهم وانفصالهم عن بعض وبعدهم وحبسهم بانفراد وأيضا الاضطهاد والعذاب البشع لهم ولم يتراجع أي منهم عن شهادته ولم يقول انها مؤامرة او تأليف او كذبة او غيره بل قبلوا كلهم الاستشهاد على شهادتهم مما يؤكد صدقهم بطريقة قاطعة حسب أبحاث المحققين لان لو فيها أي نوع من الكذب لكانوا خافوا ان اخرين يعترفوا بها قبلهم فتمسكهم رغم انفصالهم يشهد ان كل نقطة في كلامهم صادقة بالكامل.

4 أيضا المأمورة تتناسب مع قوة علاقة المتآمرين الشخصية فالإخوة أصعب من الزملاء والذين يعملوا معا في نفس المهنة لزمن طويل أصعب من الذين يختلفوا في أسلوب حياتهم. ولكن في المسيحية نجد لا يوجد هذا ورغم ذلك لم تختلف شهاداتهم. فبعضهم كان أعداء منهم يهودي غيور مع عدوه الخائن جابي ضرائب مع الجليلي مع من يحتقره الاورشليمي مع من كان يطاردهم ويقتلهم مع غرباء لم يعرفوهم من قبل مثل يهودي الشتات ومختلفين في خلفياتهم وثقافاتهم ومهنهم ومكانتهم بل وقضوا زمان قليل مقارنة بالسنين والعقود الطويلة التي ابتعدوا فيها عن بعض وبهتت الأيام التي جمعتهم بل وتشتتوا من إيطاليا للهند وغيرها من المسكونة ورغم هذا لم يعترف منهم أحد بانها مؤامرة رغم عدم وجود علاقة شخصية. مما يؤكد صدقهم بطريقة قاطعة حسب أبحاث المحققين

5 أيضا المؤامرة تتناسب عكسيا مع الضغط أي كلما ازداد الضغط على المتامرين كلما قل احتمالية استمرار المؤامرة وازداد احتمالية فشلها. وأكرر ان كل هؤلاء الشهود رغم الاضطهاد البشع لم يتراجع عن شهادته ولم يقول انها مؤامرة او تأليف او كذبة او غيره بل قبلوا الاستشهاد على شهادتهم مما يؤكد صدقهم لأنهم تعرضوا لضغط رهيب وصل للقتل والاستشهاد ولم يتراجع منهم أحد. مع ملاحظة ان اغلب هؤلاء التلاميذ تعذبوا على يد الرومان أساتذة التعذيب الوحشي الغير أدمي في هذا الزمان الذي يجعل الصادق أصلا يعترف انه كذاب لينتهي تعذيبه. ورغم هؤلاء كل الشهود صمدوا للنفس الأخير رجال ونساء وصغار.

6 المؤامرة لا تؤلف لتجعل قائدها الديني يوضع في مواقف عار او ينهزم بالمقياس البشري أي يصلب لكي يقوم

7 بل ما هو أكثر من ذلك لو كانت كذبة لن يوعد افرادها بالأتعاب لو صدقوها

فلو المسيحية وقصة الصلب والقيامة مؤلفة لكنا المفروض نجد عكس الصورة الحالية أي كان يجب ان تكون شخصيات قليلة جدا لكي يسهل تأليف الكذبة ولكن عكس هذا في المسيحية التي بها شهود كثيرين جدا وكلما كثر الشهود ضعف جدا ادعاء التأليف

وأيضا لكنا وجدنا العكس أي يحاول المسيحيين ادعاء انه انتصر انتصارات مبهرة بالمقاييس البشرية ولكن أعداء الايمان يحاولوا اثبات انه انهزم سواء صلب او مات أي ميتة مهينة

ولكن ما نراه هو ان المسيحيين يؤمنوا بان المسيح صلب ومات ميتة مهينة وقام واعداء الايمان يحاولوا اثبات انه لم يصلب ولم يتعرض للخزي.

وأيضا لن يجعل الصف الأول له في نفس الامر ان يكون نهايتهم البشرية القتل وميتات مهينة كان تأكلهم الوحوش او يصلبوا مقلوبين او محروقين وغيرها. بل لا يدعوا انهم قاموا.

بل واحد من قادة المسيحية بولس الرسول تاريخه الأول بالمقياس البشري كان قتالا للمسيحيين وأصبح قائد لهم ثم قطع راسه أي انهزم وأيضا موسى قتل وهرب ومن نفيوا وقتلوا ونشروا

وكما قلت من ناحية عامة كل الكتاب المقدس أسلوبه يؤكد مصداقيته فيذكر ضعفات الشخصيات المهمة واخطاؤهم بما فيها المشينة وهذا لن يكون موجود لو هو كتاب مؤلف وغير صادق فاغلب السير تميل الى تجميل سيرة الابطال على عكس الكتاب المقدس الذي وضح قواتهم واخطائهم بمنتهى المصداقية

بل أيضا كتبت الاناجيل في الاناجيل لهم مواقف ضعف شديد مثل مرقس الذي هرب ومتى الذي تاريخه جابي ضرائب أي خائن لليهود ولوقا الذي غير مشهور لديهم وأيضا الرسائل بولس الذي كان شاول القاتل وبطرس الذي أنكر المسيح وهكذا. لو كانت مؤلفة لكان ينسب لكتبة الاناجيل لأشخاص ويجعلوهم مرموقين في سيرتهم (ملحوظة جانبية في كل هذه النقاط لو طبقت على الإسلام على سبيل المثال يتضح انه مؤلف)

ايضا في هذه التحقيقات يبحثوا في كلام كل شخص وهو ما يفضلوا بعضهم عدم التكلم عنه ولماذا وما يركزوا عليه وما يقر به كلهم وهذا يكشف الصدق من الكذب. ونجد هذا في الكتاب المقدس والاناجيل خاصة يشهد لمصداقيتهم.

أيضا حسب فكر هذا الزمان سواء يهوي او روماني يرفضوا شهادة المرأة ولكن اول شهود قيامة المسيح امرأة يهودية مريم المجدلية فمن يؤلف قصة القيامة في هذا الزمان بكل تأكيد لن يدعي ان اول شاهد امرأة بل كان ادعى شخصية مشهورة كقائد روماني أو يوحنا الذي يعرف رئيس الكهنة أو بيلاطس او رئيس الكهنة نفسه او غيره

فالمقاييس هذه يؤكدا صدق تاريخ المسيحية

فالتلاميذ عددهم ضخم ضد المتوقع، وبعد تشتتهم لم يكن بينهم اتصال مباشر ليعرفوا ان كان اعترف أحدهم، واستمروا زمن طويل يشهدوا، وتعرضوا لأقصى الضغط حتى الاستشهاد

وهذا حسب القانون الأمريكي الحالي يشهد بمصداقيتهم. وبخاصة القانون في صف الشهود حتى يثبت العكس

فالمحلفون عليهم مسؤولية ان يأخذوا نظرة غير متحيزة تجاه الشاهد ويفترضوا أفضل شيء عنه الا لو ثبت لديهم شيء مخالف. فيقول القانون

لو الأدلة توضح ان خصائص الشاهد من ناحية المصداقية لم يتم نقاشها بين الناس الذين يعرفونه يمكنك ان تستنتج من عدم مناقشة ذلك ان خصائص الشاهد من ناحية المصداقية انها جيدة

Section 115, Judicial Council of California Criminal Jury Instructions, 2006.

فعليهم افتراض صحة الشاهد حتى يثبت بدليل واضح كذبه.

(المتهم بريء حتى تثبت ادانته والشاهد صادق حتى يثبت كذبه)

ونجد أنه لم يتكلم أي أحد في زمن التلاميذ على أي شيء يمس مصداقية شهاداتهم وهذا أيضا حسب القانون يشهد لمصداقيتهم وهذا يظهر أن المشككين هذه الأيام ابعد ما يكون عن الحيادية

أيضا المحلفين عليهم إدراك لو كان الشاهد سيتربح شيء من شهادته يدفعه ان يكذب ونجد أيضا هذا في صالح التلاميذ الذين خسروا كل شيء من اجل الايمان

كل شخص له دافع ولا يوجد شخص محايد بالكلية ولكن هل ميله يكفي بان يجعله يكذب او يرتكب جريمة؟

الشخص يكذب أو يرتكب جريمة لو كان سيتربح ويظن ان كذبه او جريمته صعب ينكشف أي هو نسبة وتناسب ما بين الذي ما سيربحه الذي يجعله يكذب ويخاطر بخسارة انكشاف كذبه بما فيه من عار. فالذي لن يربح شيء على الاطلاق لن يكذب لو كان هناك فرصة ان كذبه ينكشف. ولكن الشخص الذي سيتربح بشدة قد يغامر ويكذب لأنه يرى ان المكسب يستحق المغامرة

فمثلا التلاميذ حتى لو لهم ميول او دوافع مختلفة لن يكذبوا وهم يعرفوا ان هناك كم كبير من اليهود ممكن يكشفوا كذبهم وفي المقابل التلاميذ الذين يعرفوا سهولة كشف كذبهم هل يوجد هناك دافع يصل من القوة ان يجعلهم كلهم يغامروا هذه المغامرة؟

لخص علم التحقيق الجنائي ثلاث دوافع رئيسية يندرج تحتهم اغلب الدوافع وهم المال (او الأملاك) والجنس والسلطة (الكتاب ذكر ثلاثة مشابهين وهم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة)

فاولا شهوة المال او الطمع او الحصول على أملاك

والثاني الشهوة الجنسية سواء للحصول عليها او أحيانا غيرة او انتقام

والثالث الحصول على سلطة او مرتبة او أحيانا دافع انتقام من الذي حصل على سلطة أفضل

كل هذا قد يدفع الشخص لكي يكذب او يرتكب جريمة ولكن وجود دافع حتى لو كان قوي لا يعني بالضرورة الشخص ارتكب الكذب او الجريمة ولكن عدم وجود دافع يقلل جدا احتمالية ان الشخص او الشاهد كذب او ارتكب الجريمة. فلماذا يغامر بعقوبة بدون فائدة من الثلاثة الذين قدمتهم؟

فيقول القانون الأمريكي

وجود دافع قد يكون عامل يميل ان يظهر ان المتهم انه مذنب. عدم وجود دافع قد يكون عامل يميل أن يظهر أن المتهم بريء

Section 370, Judicial Council of California Criminal Jury Instructions, 2006.

فبتطبيق هذا على التلاميذ، لا يوجد أي دليل تاريخي إيجابي لا المسيحي ولا أعداء المسيحية قال ان التلاميذ قاموا بكل هذا وشهادتهم وايمانهم بالمسيح بدافع مكسب من الثلاثة الذين قدمتهم

فأولا التلاميذ لم يحصلوا على أي مكسب مالى ولم يكن بدافع شهوة مال بل نرى العكس انهم ضحوا بكل ما يملكوه في سبيل ايمانهم بل من بدايات ايمانهم كما قال لوقا 18: 28 ومع بداية التبشير لم يكن لديهم لا فضة ولا ذهب اعمال 3: 6 بل فلم يكتسبوا بل كانوا يخسروا كما في اعمال 20: 33 واستمروا يبشروا وحالتهم المادية تزداد سوء سواء من جوع وعطش واحتياج كما في 1 كو 4: 11 و2 كو 6: 9-10. ولم يذكر أي منهم ولا اعدائهم انهم أصبحوا اغنياء بل هم وضحوا ان حب المال هذا يمثل تهديد للحياة الأبدية مثل يعقوب 2: 5. بل أصلا التلاميذ والرسل لما كان يمكنهم ان يكذبوا ويدعوا انهم فقراء وهم يفعلوا هذا لأجل المال لأنهم يوجد كم ضخم حولهم قادر على اظهار كذبهم وهذا سيكون له نتيجة عكسية. بل الحقيقة التلاميذ والرسل لو كانوا يبحثوا عن المال وهذا كان هدفهم فأسهل طريقة هي كانت انكار المسيح ولكانوا حصلوا على أموال كثيرة وأصبحوا اغنياء

وثانيا لم يكن مدفوعين بدافع جنسي بل نجد العكس ان التلاميذ في الزمن الذي الجنس متاح وتعدد الزوجات عند الامميين مسموح نجدهم يوصوا بالزوجة الواحدة او البتولية 1 كو 9: 5 ومقاومة الشهوة وهم أنفسهم كانوا امثلة في هذا. وشهد تلاميذهم ان المتزوج منهم كان يترك زوجته في التبشير والاخرين استمروا بتوليين لاجل التبشير. مثلما قال اكليمندوس الاسكندري في الجزء الرابع من كتاب Ante-Nicene Fathers بل وضع التلاميذ والرسل شرط ان من يصبح شماس او أسقف يجب ان يكون بعل امراة واحدة في 1 تي 3: 2

وثالثا التلاميذ والرسل لم يكونوا مدفوعين باي دافع سلطة او انتقام او غيره بل من كان منهم له مكانة مثل يوحنا وبولس وغيره تنازل عن هذه المكانة بل تنازلوا حتى عن حق الحماية وتعرض للعذاب من اجل التبشير ووصلوا ان يحرقهم الرومان في زمن نيرون بدل أعمدة الاضائة. فحتى القيادة في المجتمع المسيحي والسلطة الرسولية لم تكن مكسب بل معناه اعتراف بتهمة الايمان بالمسيح التي كانت تهمة تسبب خطورة شديدة للعذاب واضطهاد للاستشهاد. فالنسان يكذب لكي يفوز او ينجوا وليس لكي يتهم ويقتل

فالتلاميذ لم يكن لهم أي مكسب بل خسائر واضحة فهذا يقطع بصدقهم وانهم كانوا مدفوعين بان يقولوا الحقيقة ويشهدوا بصدق ما رؤوه

فكما قلت الكل غير محايد وقد يستشهد البعض بهذا ويقول التلاميذ كانوا غير محايدين في صالح المسيح ولكن النقاط الماضية توضح ان ميلهم للمسيح كانسان فقط ومعلم صالح لا يكفي ان يجعلهم يخوضوا كل هذه الاتعاب. بل يوجد دليل اخر وهو ان التلاميذ أصلا لم يكونوا مسيحيين ولكن أصبحوا مسيحيين بعد شهادتهم لحياة والام وقيام المسيح فهم أصلا لم يكونوا غيورين على المسيحية بل كانوا غيورين على اليهودية وأصبحوا مسيحيين بما رؤوه وهذا يشهد ان التحيز لم يكن موجود من الأصل. بل حتى منظورهم للمسيح المنتظر كيهود أصلا يختلف بالكلية عن الرب يسوع المسيح لأنهم نشؤا على تعاليم الشيوخ اليهود الذين غرسوا فيهم ان المسيح سيكون محارب عظيم وسينقذهم من الرومان. بل أصلا حتى اخر حياة المسيح هم تركوه وهربوا لأنهم لم يكونوا يتوقعوا ان المسيح يصلب فهذا ينفي التعصب كدافع. وبالطبع لم يكونوا يصدقوا انه سيصلب ويقوم. فكل هذا يوضح ان شهاداتهم ليس بسبب خلفية نشؤا عليها ومتعصبين لها بل هي عكس خلفيتهم. فشهادتهم تعكس صدق رؤيا عينهم وبخاصة بعد رؤيتهم للمسيح بعد قيامته وليس تعصب سابق. فهم كانوا مساقين من قبل الأدلة التي رؤوها ولهذا هم لم يكونوا يكذبوا او يؤلفوا. فالذي يتهم التلاميذ بالكذب لانهم متعصبين فالواضح انه هو المتعصب فهم يكذبوا لكي ينجوا وليس لكي يقتلوا ولا يوجد شهادة قديمة تنكر قتلهم في سبيل ايمانهم.

لو انطبقت كل هذه الخصائص فالشاهد تعتبر شهادته صدق حسب القانون وهذا يشهد قانونيا بصدق التلاميذ بل وكتبة كل اسفار الكتاب المقدس

ولكن ما قدمت في ملفات معايير مصداقية الكتاب المقدس اكثر بكثير



والمجد لله دائما