الحلف والقسم ولا تحلفوا البتة تث 6: 13 و10: 20 ومتى 5: 34



Holy_bible_1



الشبهة



الله امر في العهد القديم ان نحلف باسمه وفي العهد الجديد بان لا نحلف البتة. هل هذا نسخ للعهد القديم؟



الرد



باختصار شديد في البداية الرب منعنا بان لا نحلف بشيء ليس لنا تحكم فيه لا السماء ولا الأرض ولا شعر رؤوسنا ولا غيره ولا أيضا باسم الرب باطل ولا نحلف باسم الرب ونحن حطاة. ولكن التعهد على شيء بأمانة أمام الرب وباسم الرب مسموح به عهد قديم وعهد جديد

وهذا ما سأحاول شرحه وتوضيحه بالتفصيل في هذا الملف

وسأقسم الرد الى أجزاء

لغويا

بيئيا

المعنى المقصود

في العهد القديم

في العهد الجديد



أولا لغويا

كلمة حلف في العبري

H7650

שׁבע

shâba‛

shaw-bah'

A primitive root; properly to be complete, but used only as a denominative from H7651; to seven oneself, that is, swear (as if by repeating a declaration seven times): - adjure, charge (by an oath, with an oath), feed to the full [by mistake for H7646], take an oath, X straitly, (cause to, make to) swear.

من جزر الكلمة التي تعني يكمل وتستخدم من كلمة شيباع حلف (كما تكون بإعادة التعهد سبع مرات) شهادة يشحن (بقسم) يغذي للامتلاء يقسم يتقدم بقسم

تعني اتعهد ان الله الذي هو شاهد علي هو إلهي الممتلئ به أكمل

لهذا فإن القسم يشير إلى النفس التي تتوسل إلى الله كشاهدٍ على أي وعد أنه كفيل بتحقيق الوعد بالكامل وضامن لما تنطق به. بهذا فمن يحلف إنما يُعلن عن إيمانه بالله القادر أن يحقق ما يَعدْ المؤمن به اخوته.



في العهد الجديد يوناني

G3660

ὀμνύω

omnuō

om-noo'-o

A prolonged form of a primary but obsolete word, ὄμω omō, for which another prolonged form (ὀμόω omoō om-o'-o) is used in certain tenses. To swear, that is, take (or declare on) oath: - swear.

اومنيو من كلمة اومو بمعنى تأكيد حلف واخذ قسم يحلف



فالحلفان هو تأكيد وتعهد بعهد والذي يتعهد ويوعد بهذا يحلف أي يؤكد كلامه بقسم وبخاصة لأنه بهذا يعطي راحة للمستمع لأنه أكد له وعده بقسم.

فالعهد القديم الكلمة العبري هي أكثر دقة لأنها تعني اعلان وتعهد امام الرب وليس حلف للحلف ذاته في أي شيء. اما الكلمة في اليوناني لا تحتوي على نفس المعاني العميقة لكلمة قسم في العهد القديم التي بها رابطه واعلان الامتلاء من الله والتمسك به وإعلان اسمه والتعهد قدامه



بيئيا

الرب عنما يكلم شعبه في العهد القديم يكلمهم وهم خرجوا من ارض مصر وكان امامهم المصريين يعبدون الهة كثيرة. فرغم ان شعب إسرائيل يعبد يهوه فقط ولكنه بيئيا تأثر بان يصنع شيء مرئي ملموس للإله مثل العجل الذهبي وأيضا لغتهم أحيانا لتأثرها بفكر المصريين يحلفون بأشياء بيئية محيطة. فالرب لم يأمر شعبه ان يحلفوا الا في مواقف رسمية مثل الكاهن لمذنب ولكن بقية الشعب لم يأمرهم أن يحلفوا ولكن لو احتاجوا ان يحلفوا أن يحلفوا باسم الرب وليس بشيء او إله اخر.

فالرب يطلب من شعبه انه حينما يحلف يكون هناك شروط

1 يخشوا الرب كمشرِّع ودياّن ويخدمونه كخالق، ويحلفون باسمه بكونه إلههم الوحيد. كان القسم باسم الله علامة الثقة والتكريم والارتباط به تعني اتعهد ان الله الذي هو شاهد علي هو إلهي الذي اعبده الوحيد وهو يعلم إني امين فيما أقول

2 لا يحلفوا باي شيء اخر ولا أي إله اخر لان الرب إله غيور

3 لا يحلفوا باسمه باطلا

والسبب ان سمح الله لليهود في طفولتهم الروحية بأن يستخدموا اسمه في القسم:

1)    حتى يرتبطوا به ولا يرتبطوا بالآلهة الوثنية إذ يقسمون بها.

2)    حتى لا يحنثوا بوعودهم بل يلتزمون بأن يوفوا أقسامهم أمام الرب

ولكن للأسف بمرور الوقت اليهود حتى يتجنبوا شر القسم بالله وحتى لا يعاقبهم الله إن حنثوا بما أقسموا عليه لأنه لا يبرئ من يحلف باسمه باطلا، قد سمحوا بالقسم بالسماء وبالأرض وبأورشليم وبرأس الإنسان واعتبروا أن هذه الأشياء لا علاقة لها الله. ولا يعاقبوا ان حنثوا في قسم كهذا. وكان هناك عقوبات وغرامات مادية لو حنث ولكن ليس مثل الحلف باسم الرب

فالقانون اليهودي وتقاليد الشيوخ في المشنة

"they that swear בשמים, "by heaven", and by earth, are free.''

Misn. Shebuot, c. 4. sect. 13.

أي من يحلف بالسماء والأرض هو حر أي لا عقوبة.

بل استشهدوا بسفر النشيد 2: 7 احلفكن يا بنات اورشليم انه حسب راباي اليعازر انه يحلفهن بالسماء والأرض

"by what does she adjure them? R. Eliezer says, by the heavens, and by the earth; by the hosts, the host above, and the host below.''

Shirhashirim Rabba, fol. 10. 4.

وهذا قاله فيلو لا تتسرع بالحلف باسم الرب بل احلف أولا الأرض والشمس والنجوم والسماء

that the most high and ancient cause need not to be immediately mentioned in swearing; but the "earth", the sun, the stars, ουρανον, "heaven", and the whole world.

De Special. leg. p 770.

وللأسف قال الراباوات ان من يحلف بالسماء ولا ينظر لها فهو غير مرتبط بقسم ولو أحنث ليس بمجرم

R. Aben Ezra, and R. David Kimchi, explain Amo_4:2. "The Lord God hath sworn by his holiness"; that is, say they, בשמים, "by heaven": which may be thought to justify them, in this form of swearing; though they did not look upon it as a binding oath, and therefore if broken they were not criminal



"He that swears בשמים by heaven, and by the earth, and by the sun, and the like; though his intention is nothing less than to him that created them, this is no oath.''

Maimon. Hilch. Shebuot, c. 12. sect. 3.

وأيضا باورشليم ويقولوا مقولة شهيرة يذكرها المشناه ان مثل المذبح مثل الهيكل مثل اورشليم

"as the altar, as the temple, כירושלם, "as Jerusalem";''

Misn. Nedarim, c. 1. sect. 3.

فيقولوا أنى احلف باورشليم أنى سأفعل كذا

ولهذا من يحلف باورشليم عليه بالالتزام مثل الذبيحة كما جاء في الجومار

"he that says as Jerusalem, does not say anything, till he has made his vow concerning a thing, which is offered up in Jerusalem.''

T. Bab. Nedarim, fol. 11. 1.

ومن يخالف يدفع غرامة

ومن يحلف برأسه ومقصود بها بحياته وكان عليها خلاف هل يعاقب لو حنث ام لا

"If anyone is bound to his friend by an oath, and says to him, vow unto me בחיי ראשך, "by the life of thy head"; R. Meir says, he may retract it; but the wise men say, he cannot.''

Misn. Sanhedrim, c. 3. sect 2.

والبعض قال لو خالف يضرب

وكل هذا كان مخالف للكتاب الذي قال باسمه تحلف

ولكن السيد المسيح جاء يعلمنا أن كل خليقة الله لها علاقة بالله. وفى العهد الجديد ما عاد أحد يعبد آلهة غريبة، وبالتالي ما عاد القسم بالله علامة التعبد لله، فلا داعي إذاً لأن يقسم أحد بالله، خصوصاً أن اسم الله أسمى من أن نتعامل به في الأمور المادية العالمية، بل يذكر في العبادة فقط. والمسيحي له سمة مميزة، هي أنه لا يُقسم بل يكون كلامه نعم ولا = أي الصدق فقط. وما زاد عن الصدق أو قل عنه فهو كذب، والكذب هو من الشرير الكذاب وأبو الكذاب يو 44:8.

وتعبير نعم نعم هو كان تعبير تأكيدي لصدق الكلام فعندما يقول معلم كلام مهم يقولوا وراؤه نعم نعم وهو يعتبر نوع تأكيد

T. Bab. Moed Katon, fol. 20. 1.

Maimon. Hilch. Dayot. c. 5. sect. 13.

بل وقال راباي اليعاز ان نعم نعم ولا لا وتكرار نعم مرتين ولا مرتين هو قسم واستشهد بتكوين 9: 11

"nay is an oath; yea is an oath", absolutely; "nay" is an oath

T. Bab. Shebuot, fol. 36. 1. Vid.

Maimon. Hilch. Shebuot, c. 2. sect. 1.

فالرب يسوع المسيح يتدرج بهم فلم يكن ممكنًا في العهد القديم أن يمتنع المؤمنون وهم في الطفولة الروحيّة عن القسم، لهذا طالبهم أن لا يحنثوا بل يوفوا للرب أقسامهم. ولم يأمرهم أن يحلفوا ولكن لم يمنعهم ولكن كان يأمرهم أن أقسموا أن يقسموا به ليس لأنه يودّ القسم، وإنما علامة تعبّدهم له وحده دون الآلهة الغريبة، بهذا كان يمنعهم من القسم بآلهة الأمم المحيطين به. ولهذا في العهد الجديد وضح لهم ان لا يحلفوا البتة لأن الانسان لا يتحكم في شيء وفي هذا عالج نقطتين أولا توضيح أنه لم يأمرهم بالحفان وثانيا لو حلفوا لا يحلفوا بشيء لا يستطيعوا ان يتحكموا فيه

ونتأكد من هذا من سياق الكلام



سياق الكلام.

العهد القديم

فالحلف باسم الرب في العهد القديم في الامر اللائق الذي يظهر الايمان هذا صحيح اما الحلف باسم الرب ومخالفة القسم او الحلف باسم الرب في شيء تافه او في شيء لا يمكن التحكم فيه او الحلف باسم أي شيء اخر هو خطية

لهذا في العهد القديم الذي سمح بالحلف باسم الرب في المواقف المهمة وللتمييز عن الوثنية أيضا قال

سفر الخروج 20: 7

لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.


سفر التثنية 5: 11

لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.

وكلمة باطلا هنا تعني بدون سبب لائق ملزم. فأيضا من الوصايا العشرة نفسها كان ممنوع على اليهودي ان يحلف وينطق باسم الرب في كل شيء كعادة يومية لكي يصدقه الناس في كل ما يقوله هذا يصبح خاطئ ومدان امام الرب. فكان اليهودي يجب ان يقسم فقط في أمور مصيرية وفي المحكمة فقط. وممنوع عليه استخدام اسم الرب في الأمور اليومية ولا في التهديد والانتقام ولا في التجارة والمكسب ولا في الحصول على عمل ولا ليكون كلامه مصدق باستمرار ولا ليأخذ كرامه ولا غيره.

سفر اللاويين 5
4
أَوْ إِذَا حَلَفَ أَحَدٌ مُفْتَرِطًا بِشَفَتَيْهِ لِلإِسَاءَةِ أَوْ لِلإِحْسَانِ مِنْ جَمِيعِ مَا يَفْتَرِطُ بِهِ الإِنْسَانُ فِي الْيَمِينِ، وَأُخْفِيَ عَنْهُ، ثُمَّ عُلِمَ، فَهُوَ مُذْنِبٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذلِكَ.
5
فَإِنْ كَانَ يُذْنِبُ فِي شَيْءٍ مِنْ هذِهِ، يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ.
6
وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا: أُنْثَى مِنَ الأَغْنَامِ نَعْجَةً أَوْ عَنْزًا مِنَ الْمَعْزِ، ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ.

فالرب وضح أن الحلفان كله خطأ فيما عدا المقصود به تعهد ويتمم وعده.

سفر اللاويين 19: 12

وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.



سفر العدد 30

2 إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْرًا لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَمًا أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ.

بمعنى ان الحلف هو مثل النذر او الوعد

سفر التثنية 6
13
الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.

المقصود هنا كما شرحت في الجزء اللغوي اتعهد ان الله الذي هو شاهد علي وعدي هو إلهي.

فيجب عليهم ان لا يحلفوا لاي سبب ولو حلفوا لا يحلفوا باسم أي شيء اخر او اله اخر ولكن باسم الرب ولابد ان يكون امينا جا في ما تعهد به وان يوفقه بالكامل لانه تعهد به امام الرب

وما يؤكد أن الكلام هو عن عدم الحلف باسم الهة اخرة هو العدد التالي في سياق الكلام
14
لاَ تَسِيرُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الأُمَمِ الَّتِي حَوْلَكُمْ،
15
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ إِلهٌ غَيُورٌ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلاَّ يَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ إِلهِكُمْ عَلَيْكُمْ فَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ.

أي لو استخدموا اسم إله اخر سيعاقبهم بشدة. فواضح ان الوصية ليست تشجيع للحلفان ولكن لو حلفوا يحلفون باسم الرب وبصدق وامانة وان ينفذوا عهودهم

ولو حلفوا يحلفون بالرب للافتخار بانه إلههم

سفر التثنية 10

20 الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي. إِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِهِ تَلْتَصِقُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.
21
هُوَ فَخْرُكَ، وَهُوَ إِلهُكَ الَّذِي صَنَعَ مَعَكَ تِلْكَ الْعَظَائِمَ وَالْمَخَاوِفَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ.

يسألهم أن يخشوا الرب كمشرِّع ودياّن ويخدمونه كخالق، ويحلفون باسمه بكونه إلههم الوحيد.

لان في هذا الزمان القديم كان الوثنيين يحلفون باسم الهتهم فلكي يتميز شعب إسرائيل عن الوثنيين ولا يسايروهم في وثنيتهم كان مسموح له أن يحلف باسم الله لأنه كان القسم باسم الله علامة الثقة والتكريم والارتباط به، لهذا أكمل حديثه قائلاً:

"لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم"

سفر يشوع 23: 7

حَتَّى لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ، أُولئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا، وَلاَ تَعْبُدُوهَا، وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا.

فكان الحلف علامة عبادة وتمسك بهذه الالهة الوثنية والايمان بها.

فالأمر له فقط علاقة برفض الوثنية. وليس لاستخدام اسم الرب في الأمور اليومية بحلف متكرر هذا مرفوض.

ولكن أيضا ليس فقط منعهم ان يحلفوا باي شيء الا اسم الرب بل أيضا وضع شرط اخر وان لا يكون الذي يحلف باسم الرب هو انسان خاطئ

سفر هوشع 4: 15

«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِيًا يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. وَلاَ تَأْتُوا إِلَى الْجِلْجَالِ وَلاَ تَصْعَدُوا إِلَى بَيْتِ آوَنَ وَلاَ تَحْلِفُوا: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ.

فأيضا العهد القديم يمنع الانسان الخاطئ ان يحلف باسم الرب بل حلف به فقط في الحق والعدل والبر فقط وليس أمور يومية

سفر إرميا 4: 2

وَإِنْ حَلَفْتَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالْبِرِّ، فَتَتَبَرَّكُ الشُّعُوبُ بِهِ، وَبِهِ يَفْتَخِرُونَ.

ولكن لما اخطؤا وبدوءا يحلفون أولا بدوءا يحلفوا باسم الرب ليس فقط في الأمور الايمانية المهمة بل في الأمور اليومية الغير لائق ان يستخدم اسم الرب فيها مثل البيع والشراء وغيره الذي مثل هذا إهانة لاسم الرب

وثانيا حتى يتجنبوا شر القسم بالله وحتى لا يعاقبهم الله إن حنثوا بما أقسموا عليه، قد سمح الشيوخ (تقليد الشيوخ الذي اعترض عليه المسيح) بالقسم بالسماء وبالأرض وبأورشليم وبرأس الإنسان وإعتبروا أن هذه الأشياء لا علاقة لها الله فيقدروا ان يقسموا بالسماء او بالأرض ويحنثوا بقسمهم.

العهد الجديد

فجاء الرب يسوع يكمل بشرح ان هذا خطأ وأفضل منه ان لا يحلفوا البتة

انجيل متى 5

33 «أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ.

تعبير لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ= لم يقوله الرب في العهد القديم ولهذا أكمل السيد المسيح الناموس وصحح تعاليم الشيوخ وتقليدهم الخطأ بتوضيح ان هذا ليس كلامه

ولكن كلام الرب هو ان ولو حلفوا يحلفون باسم الرب فقط وبصدق وفي الأمور المهمة مثل المحكمة اليهودية وينفذوه ولا يحلفوا وهم خطاة وطالما لا يريدوا ان يحلفوا باسم الرب اذا لا يحلفوا البتة
34
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ،

السماء كرسي الله والأرض موطئ قدميه فمكان احترامي لله هذا ما قاله العهد القديم في اشعياء 66: 1
35
وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ.

ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم ليس داود ولكن المسيا رب الجنود كما قال في مزامير 48: 2
36
وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.

أي حتى رأس الانسان وشعره الانسان ليس له تسلط عليها لانها تشير لحياة الانسان التي في يد الرب
37
بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.

فالقسم بمعني تعهد خطأ لمن لا يملك اي لا يتسلط فلا تستطيع ان تقسم بالله ولا بخليقته لأنك غير متسلط عليها ولكن تستطيع ان تقسم فقط بما تملك ولهذا فأنك تتسلط علي نعمك ولائك فلهذا تستخدم وتتعهد بنعم او بلاء فقط وهي تعتبر قسم حسب مقدار ضعف الانسان. اما الله فهو متسلط فيستطيع ان يقسم حسب سلطانه المطلق

فالله لم يقل لا تحلفوا البتة وصمت بمعني ان الحلف خطية مثل لا تكذب او لا تزني بل أكمل لا تحلف البتة بأشياء لا سلطان لك عليها بمعني انكم لا تحلفوا لا بالسماء ولا بالارض ولا باي شيء لا تقدر ان تتحكم فيه وليس ملكك حتى نفسك لا تستطيع ان تتحكم فيها فهي ليست ملكك فانت لا تستطيع ان تجعل وجهك أجمل او طولك أكثر او غيره. ولكن الانسان لا يستطيع ان يقسم بذاته لأنه لا يستطيع ان يتحكم في ذاته

فالله يقسم بما يستطيع كما قال اقسمت بذاتي

سفر التكوين 22: 16

وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ،



سفر إشعياء 45: 23

بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ.

فالله له الحق في القسم اما الانسان فليس له الحق في القسم بما لا يملك

لهذا فهو اقسم بالحي الي ابد الابدين في رؤيا 10: 6 اي بلاهوته الذي هو متسلط عليه. ولكن الانسان يستطيع ان يقسم فقط بأمانته ما يتحكم به وهو نعم ولاء

ومعلمنا يعقوب كرر كلام المسيح

رسالة يعقوب 5: 12

وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ.

وهنا معلمنا يعقوب لا يتكلم عن الحلفان باسم الرب في أمور هامة لائقة ان يتعهد الانسان بها امام الرب ولكن يوضح ان المقصود ان لا يحلف لا بالسماء ولا بالأرض ولا باي شيء اخر مهما كان حياة او غيرة بل نعم نعم ولا لا وهو تأكيد على المصداقية ويفضل عدم ذكر اسم الرب القدوس في أمور حياتنا اليومية لان هذا فيه استهانة باسمه.

وحاليا الانسان المسيحي في كلامه لا يقسم لأنه في عصر المحبة بعد ان أكمل المسيح كل شيء

السيد المسيح هنا يعلمنا أن كل خليقة الله لها علاقة بالله. وفى العهد الجديد ما عاد أحد يعبد آلهة غريبة، وبالتالى ما عاد القسم بالله علامة التعبد لله، فلا داعي إذاً لأن يقسم أحد بالله، خصوصاً أن اسم الله أسمى من أن نتعامل به فى الأمور المادية العالمية، بل يذكر فى العبادة فقط. والمسيحى له سمة مميزة، هى أنه لا يُقسم بل يكون كلامه نعم ولا = أى الصدق فقط. وما زاد عن الصدق أو قل عنه فهو كذب، والكذب هو من الشرير الكذاب وأبو الكذاب يو 44:8. فلهذا تعبيرات مثل اقسم بالله التي ممكن يهان فيها اسم الرب في إدخال اسمه في شيء تافه هو خطية وأت تعبير قسم اخر بأي شيء اخر مثل الذين يقولون خطأ وحياة النعمة دي او وحياة اولادي او ورحمة ابي وغيرها من التعبيرات هي خطية حلف خطأ.

ولكن لو انسان مسيحي في دولة بها نظام قسم وتعهد سواء في محكمة او للحصول على جنسية او وظيفة حكومية هامة وغيرها وهي تستلزم تعهد بقسم. يجب على الانسان المسيحي ان لا يتعهد باسم شيء اخر ويرفض ولكن بأمانة ويقسم على الأمانة على انجيل الرب ويقول تعهده على الانجيل هذا ليس خطأ طالما هو باسم الرب ان الانسان يقول I do ويتعهد بهذا على كلمة الرب امام الرب

ولكن غير لائق ان يقسم الانسان المسيحي بتعبيرات مثل والله العظيم او ورحمة كذا او غيرها من التعبيرات الإسلامية الغير لائقة لان الانسان لا يستطيع ان يتحكم في الله او رحمته او غيرها

ولكن أيضا يوجد تعبيرات حلف هي لائقة وتظهر الايمان مثل تعبير يعلم الرب أني صادق فيما أقول لو كان قائلها عن صدق وايمان يقول هذا في مواقف مهمة فقط مصيرية أو الرب شاهد على وغيرها من نفس الاسلوب. ولهذا أيضا القسم في المحكمة هو ليس خطية لأنه ليس إهانة لاسم الرب ولن يحنث في حلفه ولا قسم بأشياء أخرى لا يستطيع ان يتحكم فيها بل في امر قضائي مصيري مهم يستطيع أن يتحكم في شهادته ويقول الصدق.



واخيرا مقال البابا شنوده الثالث





والمجد لله دائما