مدخل في سفر الرؤيا

الجزء الثالث محتوى السفر



Holy_bible_1

2009











مجمل السفر: -

هذا السفر هو رسالة تعزية شفريه تتنبأ عن مستقبل ايام الكنيسة وما ستقابله من صراعات واضطهادات وحروب في صور شتى وعصور متتالية، لكن الكنيسة ستنتصر حتماً.

هذا السفر يبدأ بالكنيسة التي على الأرض (رسائل الكنائس السبع) وينتهي بالكنيسة في السماء أي أورشليم السمائية وما بينهما حروب ضد الكنيسة وعريسها المسيح. ولكن لابد وستنتصر الكنيسة بالمسيح عريسها.

هو سفر السباعيات (7 كنائس / 7 أبواق / 7 ختوم / 7 جامات / 7 تطويبات...).

بل حتى كلمات التسابيح سباعية.

اقسامه:

1 مقدمة.

2 3 تاريخ الكنيسة.

4 الي الاخر الضيقة العظيمة والنبي الكذاب والمقاوم والقيامة

ينقسم السفر الى سبع رؤى:

1 -الرؤيا الاولى: الكنيسة على الارض ص1 -ص3.

2 -الرؤيا الثانية: الاختام السبعة ص4 -ص 7.

3-الرؤيا الثالثة: الابواق السبعة ص 8 -ص 11.

4 -الرؤيا الرابعة: المرأة والتنين والوحشان ص 12 -ص 14.

5 -الرؤيا الخامسة: الجامات السبعة ص 15 -ص 16.

6 -الرؤيا السادسة: سقوط بابل والملك الألفي ص 17 -ص20.

7 -الرؤيا السابعة: الكنيسة في السماء ص 21 -ص 22.

اقسام السفر: -

اولا: الرؤيا الاولى: -الكنيسة على الارض ص1 -ص 3

الافتتاحية 1: 1 -3.

الراسل والمرسل إليهم 1: 4 -8.

التكليف الإلهي ليوحنا 1: 9 -11.

المسيح المجيد وسط المنائر 1:12 -20.

رسائل الى الكنائس السبع

1 -كنيسة أفسس 2: 1 -7.

2 -كنيسة سميرنا 2:8 -11.

3 -كنيسة برغامس 2: 12 -17.

4 -كنيسة ثياتيرا 2: 18 -29.

5 -كنيسة ساردس 3: 1 -6.

6 -كنيسة فيلادلفيا 3: 7 -13.

7 -كنيسة لاودكيه 3: 14 -22.

الكنائس السبع: -

هي كنائس محليه كانت فى اسيا الصغرى (تركيا حاليا) وقت الرؤيا.

رقم سبعه هو عدد الكمال فهي تشير الى الكنيسة في كل العصور وفى الاماكن.

هذه الكنائس السبع تمثل سبعه مراحل وعصور ستتوالى على تاريخ الكنيسة المسيحية.

1-كنيسة أفسس (المحبوبة) تشير الى عصر الرسل، ضعفها الفتور في الحب والعلاج: تأمل في الأبدية "شجرة الحياة".

2-كنيسة سميرنا (المرة) تشير الى عصر الشهداء، ضعفها الألم والعلاج: انتظار إكليل الحياة.

3-كنيسة برغامس (اقتران) تشير الى عصر المجامع الذي فيه حدث اقتران مع العالم، ضعفها العثرة والعلاج: ممارسة الأسرار.

4-كنيسة ثياتيرا (المسرح) تشير الى عصر المظهرية والشكلية، ضعفها: الشهوات والعلاج: بتر الشر.

5-كنيسة ساردس (بقية) تشير الى عصر الاصلاح، ضعفها الرياء والعلاج: الاهتمام بالمجد الأبوي.

6-كنيسة فيلادلفيا (محبه الأخوة) تشير الى عصر العمل المسكوني الذي تتلاقى فيه الكنائس فى محبه اخويه، ضعفها التراخي في العمل والعلاج: إدراك الحقيقة.

7-كنيسة لاودكية (حكم الشعب) تشير الى كنيسه الايام الاخيرة، ضعفها الفتور والعلاج: المثابرة برجاء.

ثانيا: الرؤيا الثانية: -الاختام السبعة ص 4 -ص 7

وهي تعبر عن مشهد من مشاهد الصراع بين الكنيسة وقوى الشر وتنتهي بنصره الكنيسة

ص 4 مشهد سمائي: نرى الرسول وهو ينتقل بنظره من الارض الى السماء فيرى مشهدا سمائا رائعا؛ العرش، والجالس عليه، والبحر البلوري، والأربعة كائنات غير المتجسدة، وهتاف وتسبيح مجيد.

رقم 24 ضعف الرقم 12 وهو يرمز للديانة المنظمة، الكنيسة الواحدة (12 سبط العهد القديم + 12 تلميذ للعهد الجديد).

ص 5 الخروف والسفر المختوم: يرى الرسول السفر الختوم ويسمع نداء يدوي في الأعالي من هو مستحق ان يفتح السفر ويفك ختومه؟! وتنسد الافواه ولا يجرؤ أحد من البشر وسكان السماء ان ينظر الى السفر.... ويبكي يوحنا، ولكن يطمئنه واحدا من القسوس؛ ان الاسد الخارج من سبط يهوذا سوف يفعل ذلك، وينتظر يوحنا الاسد فاذا به حمل وديع، سمات الالم والجراحات مازالت تبدو عليه. وهنا هللت جوقات السماء بنشيد الشكر والتهليل......

ص 6 الاختام الستة الاولى: يبدأ فك الختوم الخمسة الاولى، فنرى الفرس الابيض ثم الاحمر ثم الاسود ثم الاخضر ثم صيحات النفوس الأمينة من تحت المذبح ثم الزلزلة الاخيرة التي تنهى الصراع لصالح الكنيسة حيث نجدها في الاصحاح السابع في مجد عظيم في السماء، في ثياب النقاوة، ومع سعف النخل ومع عيد الابدية الذي لا ينتهي.

ص 7 نصرة السماءين: منظر سمائي بهيج فيه نرى الكنيسة وقد انتصرت

1 -كنيسة العهد القديم 7: 1 -8

144 ألف بتوليون رمز للبتولية القلبية وعدم التدنيس بالعالم والفساد المستشري فيه

12 رمز العبادة المنتظمة.

1000 رمز الكثرة ويشير الى كل المفديين المختومين على جباههم.

حذف اسم دان وافرايم لانهما مراكز عبادة الاوثان، دان شمالا وبيت ايل جنوبا.

2 -كنيسة العهد الجديد 7:9 -17

جمعا كثيرا جدا لا يحصى حيث عطية البر تخلص كل العالم من كل شعب وجنس وليس كعطيه العهد القديم المحدودة برقم وجنس معين.

سمات المنتصرين:

1-واقفون؛ رمز النصر والثبات

2-امام العرش؛ رمز المجد والتواجد في حضرة الله

3-متسربلين بثياب بيض؛ رمز النقاوة والوقار

4-فى ايديهم سعف النخل؛ رمز النصرة والسلام والفرح

5-يصرخون بصوت عظيم؛ رمز الترنيم البهيج وتسبيح الله.

ثالثا: الرؤيا الثالثة: -الابواق السبعة ص 8 -ص 11

رؤيا الابواق السبعة وهي تعبر عن صورة اخرى من صور الصراع بين الكنيسة وقوى الشر في العالم.

اثناء رحلتها من الارض للسماء؛ سواء من اليهودية والوثنية ثم الهرطقات ثم اتحاد الدين والسياسة ثم البذخ المادي ثم ديانات وفلسفات ضد المسيحية كالشيوعية والوجودية والعبث و..... الخ.

هنا في رؤيا الابواق نجد ان الختم السابع قادنا الى سكوت في السماء 8: 1، ثم ملاك يبخر ثم ابواق سبعه مما يؤكد ان هذه الرؤى تتوالى وتتوازى معا، فهي تصف رحله الكنيسة من الارض الى السماء، لهذا تداخل الختم السابع يقود الى الابواق السبعة، وتتوالى متتابعة لتعبر عن ادوار الصراع المختلفة.

الابواق تحمل الينا رسالة "انذارات" التي يقدمها الله للبشر لكي يتوبوا عن شرورهم

البوق الاول 8:6 -7: برد ونار.... انذار بالجوع.

البوق الثاني 8:8 -9: جبل يسقط في البحر فيحيله دما.... انذار الموت.

البوق الثالث 8:10 -11: كوكب يسقط على الانهار فتصير مرة.... انذار ضلال.

البوق الرابع 8: 12 -13: يضرب الشمس والقمر والنجوم حتى الثلث...انذار الارتداد.

البوق الخامس 9:1 -12: كوكب يسقط من السماء ويفتح بئر الهاوية فيخرج منها جراد غريب يؤذى الناس.... انذار غويات شيطانية.

البوق السادس 9:13 -21: حرب ضروس يهلك فيها الكثيرون.... انذار حروب ماديه ومعنويه مرة.

ص 10: نرى ملاكا في يده سفر صغير ثم رعودا تتكلم، لكن الرسول لا يسجل حديثها، واخيرا يأكل الرسول السفر فيجده حلوا في فمه ومرا في جوفه.

ص 11: يتم قياس هيكل الله (أي انه سيحدد من هم المقبولين لدى الله من ابناء الكنيسة ايام الدجال) ويتنبأ الشاهدان الامينان ولكن الوحش يقتلهما، ثم يقيمهما الله من جديد، وتحدث زلزله مرعبه ومهلكه.

اخيرا يبوق الملاك السابع 11: 15 -19 قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه وتنتصر المسيحية بقوه المسيح.

1260 يوما= 42 شهرا= 3,5 سنه= نصف رقم 7 (عدد الكمال) فهو يرمز الى موضع ناقص ومؤقت للكنيسة ونصره مؤقتة للشر على الكنيسة.

رابعا: الرؤيا الرابعة: -المرأة والتنين والوحشان ص 12 -ص 14

فى هذه الرؤيا نتقابل مع صوره اخرى من صور صراع الكنيسة والعالم وتتكون عناصر هذه الرؤيا من:

1 -امرأة متسربله بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل به أثني عشر كوكبا؛

يرجح انها كنيسه العهد الجديد التي بدأت بالسيدة العذراء وميلادها للمسيح وصراع الشيطان معه ومعها ثم استمرت في ميلاد الكثيرين من ابناء المسيح والمشابهين لصورته، متسربله بشمس البر والقمر رمز المادية المظلمة في ذاتها وتأخذ ضوئها انعكاسا، والكنيسة يحتقر كل امجاد الارض.

الحديث عن المرأة يتوقف ليكشف لنا الرسول ان هذا الصراع هو منذ القديم من قبل خلقتنا، وان الشيطان قاوم الله وقاوم الملائكة.

"وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت".

مقومات النصرة على الشطان:

1 -دم المسيح: الذي يغفر باستمرار ويطهر من كل خطيه.

2 -كلمه الشهادة: أي تحديد معالم الشخصية بأن يحيا للمسيح ويشهد له في كل مواقف الحياة.

3 -الاستعداد للموت: أي التطلع الأبدي الابقى وعدم التعبد للأرض والزمن.

2 -تنين احمر له سبعه رؤوس وعشرة قرون يصارع المرأة محاولا ان يفتك بابنها الذكر.

3 -وحش يخرج من البحر له سبعه رؤوس وعشره قرون وعشره تيجان يجدف على الله.

4 -وحش اخر يخرج من الارض له قرنان شبه خروف، ويعمل بكل سلطان الوحش البحري، ويحاول ان يضل الناس ويقتل من يرفض السجود للوحش السابق وعدده (666).

رقم 6 رمز للإنسان ويرجح ان هذا الوحش رمز للمسيح الدجال الذي يظهر في شكل المسيح ويصنع عجائب بقوه الشيطان ويسيطر على الناس قائلا من لا يسجد لصوره الوحش، ويضع سمه لعبيده على يدهم اليمنى (اشاره للعمل) وعلى جبهتهم (اشاره للتفكير والإرادة) ويمنع التعاملات عمن يرفضون هذه السمة.... انه ضد المسيح.

5 -ينتهي الصراع بظفر نهائي للمفديين، فيقفون على جبل صهيون مع الخروف الفادي ويرنمون ترانيم النصر بينما تسقط بابل الشريرة وكل الساجدين للوحش.... انه يوم الحصاد النهائي.

1600 غلوه رمز للجهات الاربع للأرض وكل البشر.

خامسا: الرؤيا الخامسة: -الجامات السبعة ص 15 -ص 16

في هذه الرؤيا نرى سبعه ملائكة معهم السبعة ضربات الاخيرة التي بها أكمل غضب الله، ثم نرى الغالبين المنتصرين على الوحش وهم يرنمون الحانهم على القيثارات (15: 1 -4) وبعد ذلك يخرج الملائكة لصب جاماتهم، فيصبونها جاما جاما حتى السابع الذي يشير الى الدينونة الاخيرة (15: 5 -8، ص16)

نلاحظ ان ترانيم الغالبين جاءت قبل الجامات كنوع من تأكيد نصرتهم وتعطينا احساس باقتراب الايام الخيرة بما فيها من ضيقات وآلآم.

هرمجدون هي موقعه حربيه قديمة في العهد القديم بين جدعون ومديان وايضا فيها كسر الفلسطينيون شاول وفيها ايضا قتل فرعون نخو الملك يوشيا، فهي رمز لحرب خطيرة سواء كانت ماديه وحربية.

 مقارنة بين الاختام والابواق والجامات: -

اول: ختم الفرس الابيض اشارة الى عصر الرسل.

بوق برد ونار ودم يحرق ثلث الاشجار رمز المجاعة.

جام دمامل خبيثة تصيب الناس الاشرار.

ثاني: ختم الفرس الاحمر اشارة الى عصر الاستشهاد.

بوق جبل متقد بالنار يسقط في البحر رمز الحروب.

جام البحر صار كالدم وماتت الانفس التي به.

ثالث: ختم الفرس الاسود اشارة الى عصر الهرطقات.

بوق كوكب سقط على الانهار فصارت مرة رمز الطائفية.

جام مياه الانهار والينابيع صارت دما.

رابع: ختم الفرس الاخضر بدعه مرتدة الى الوراء تنكر الوهية السيد المسيح.

بوق ضرب ثلث الشمس والقمر والنجوم رمز الظلمة في المعرفة الدينية.

جام الشمس تحرق الناس فيزداد تجديفهم على الله.

خامس: ختم نفوس الشهداء تطلب انتقام الله العادل من الاشرار.

بوق فتح بئر الهاوية وخروج جيش من الجراد المهلك رمز الضلال والالحاد.

جام ظلام رهيب في مملكة الوحش والناس يعضون على السنتهم الما وغيظا.

سادس: ختم الزلزلة العظيمة ونهاية كل شيء.

بوق الملائكة الأربعة يثيرون حربا مدمرة تقتل ثلث الناس

جام نشفت مياه الفرات واستعد ملوك المشرق لمعركة هرمجدون.

سابع: ختم سكوت في السماء ثم بداية للأبواق.

بوق صارت ممالك العالم للرب ولمسيحه.

ختم رعود وبروق وسقوط بابل مع برد عظيم.

نلاحظ ان: -

الاختام استخدمت كإعلانات تشرح ما سيقابل الكنيسة في مسيرتها والابواق استخدمت كإنذارات تحث الناس على التوبة والايمان ورفض الشر والبدع والجامات استخدمت كأحكام بعد ان فاض الكيل وتصلف الانسان.

الجامات كأحكام تأتى متأخرة عن الاعلانات والانذارات ونستطيع ان نضعها في نهاية البوق السادس.

الابواق اصابت ثلث الاشياء لكن الجامات اصابت الكل، الابواق بدأت تصيب الانسان من البوق الرابع اما الجامات فأصابت الانسان ابتداء من الجام الاول.

سادسا: الرؤيا السادسة: -سقوط بابل ص17 -ص 20

في هذه الرؤيا السادسة صوره اخيرة من صور الصراع في رحله الكنيسة والايام تقترب من نهايتها، فهنا نرى صوره لبابل الزانية التي تمثل القوى الشريرة التي تواجه الكنيسة ونرى دينونتها النهائية، ثم نرى نصره المفديين في عشاء عرس الخروف وبعد ذلك نهاية الشيطان بعد ان حل يسيرا من سجنه.

ص 17 صوره بابل الزانية:

بابل ترمز لكل قوى الشر التي تقف ضد المسيح واولاده مهما كانت صورها، واسم بابل استعاره من التاريخ القديم حيث انها ازلّت بنى اسرائيل وسبتهم الى ارضها سبعين سنه.

"الوحش كان وليس الآن وهو عتيد ان يصعد من الهاوية ويمضي الى الهلاك" ع 8...الحديث هنا عن الشيطان ولا فرق بين التنين والوحش وبين الشيطان والمسيح الدجال فهو تجسيد له. لقد كان للوحش سلطانا عظيما قبل الصليب، لكن الرب سحقه بالفداء واسقطه ولم يعد له سلطان على البشر كما كان قبلا، لهذا فهو "ليس الآن" أي انه حاليا مقيد ويتحرك دون سماح الله وسلطان له على البشر؛

"لكنه عتيد ان يصعد من الهاوية" أي انه سيحل من سجنه في الايام الاخيرة.... تمهيدا لهلاكه النهائي، وهذه الحقيقة "كان وليس الآن مع انه كائن" ستثير دهشة الناس الغير مدونين في سفر الحياة، لأنهم لم يعرفوا ماذا فعله المسيح على الصليب، وكيف قيد الشيطان وازال سلطانه "رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء" لو 10: 18 وكيف انه مازال حيا رغم فقده هذا السلطان.

"وضع في قلوبهم ان يصنعوا رأيا واحدا ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل اقوال الله" ع 17 اشارة واضحة الى يد الله العاملة في الكون، والتي يستحيل ان تخرج الاحداث من قبضتها المحكمة التي توجه كل شيء نحو نهاية محتومه في مقاصد الله.

ص 18 دينونة بابل الزانية:

"اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياهم، ولئلا تأخذوا من ضرباتها" ع 4، فهذه دعوة الى اولاد الله في كل جيل ان يخرجوا بقلوبهم من مجالات الخطية حتى لا ينساقوا اليها فيحكم عليهم.

ص 19 عشاء عرس الخروف:

صوره عكسية لما فات، فهناك كان دمار الشر والاشرار أما هنا فنرى فرحة البر والابرار...

هللوا أي هللوا ليهوه الرب.

ص 20 الملك الألفي وتاريخ الكنيسة:

انتهى الوحش، والنبي الكذاب، انتهت قوى الشر والضلال وباقي "التنين" الشيطان الذي كان يحرك كل هذا فما هو مراحل عقابه؟؟!

1 -تقيد الشيطان 1 -6: "ملاكا نزل من السماء وقبض على الشيطان وطرحه في الهاوية حتى تتم الالف سنة وبعدها لابد ان يحل زمانا يسيرا"... لذلك يهتف الرائي قائلا "مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى (قيامه التوبة)، هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم (الموت الأبدي في جهنم)، بل سيكونون كهنة لله والمسيح (يقدمون ذبائح الحب والحمد والتسبيح) سيملكون معه ألف سنه (أي يعيشون في ملكوت النعمة وسلطانها تاريخ الكنيسة)".

2 - حل الشيطان 7 -10: ثم اذ تنتهى هذه الالف سنة التي في ذهن الله وقصده يحل الشيطان من سجنه، يخرج ليضل الامم "فتبرد محبه الكثيرين" مت 24: 12 ويجمع امم جوج ومأجوج (حزقيال ص38) معه للحرب، ويحيطوا بمعسكر القديسين أي اولاد الله في كل انحاء الارض فهم "المدينة المحبوبة" وينزل نار من السماء تأكل الاعداء وتنقذ اولاده....وهنا يطرح الشيطان في بحيرة النار والكبريت ليشارك الوحش (الدجال) والنبي الكذاب (مساعده في صنع المعجزات الكاذبة) في مصيرهما المحتوم والعذاب هنا "الى ابد الابدين" فهذا حكم نهائي يختلف عن التقييد المؤقت السابق.

3 -الدينونة النهائية 11-15: يجلس الرب على عرشه الابيض العظيم في يوم الدينونة الرهيب ويدين الابرار والاشرار، "وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار".... لم يعد هناك موت جسدي ولا هاويه للنفوس الشريرة، فقد جاءت ساعة الدينونة النهائية، هذا هو “الموت الثاني" أي الموت الأبدي في جهنم وهكذا انتهى الشيطان، والموت والهاوية، وحلت دينونة الاشرار ومكافأة الابرار... فلنستعد!!!

سابعا: الرؤيا السابعة: -الكنيسة في السماء ص 21 -22

نأتي هنا الى ختام هذا السفر النفيس فقد انتهى الصراع في صوره المتلاحقة ودوراته المتعاقبة، انتهت الاختام بإعلاناتها، والابواق بإنذاراتها، والجامات بأحكامها، وانتهى الصراع بين المرأة والتنين والوحش والنبي الكذاب، سقطت بابل المدينة الزانية التي اضطهدت القديسين، ودخل الجميع الى الراحة الكاملة بعد ان طرح الشيطان الى عذاب ابدى، فما هي صورة العالم الجديد؟؟ صورة اورشليم السماوية التي تصبو اليها ارواحنا؟؟ هذه هي الرؤيا الاخيرة وقد استقرت "الكنيسة في السماء".

المدينة السماوية ص 21:

1 -اورشليم الجديدة 1 -8

نحن الآن على مشارف عالم جديد ابعاده ليست كأبعاد ارضنا الحسية، ملامحه ليست كملامحها، نحن في عالم الروح، وفى ما لم تره عين، ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان " 1 كو2: 9، البحر ايضا قد مضى وهو رمز للعالم بمياهه المالحة فنحن الآن في عالم النقاء والارتواء الكامل، عالم السلام والصفاء العجيب.

"هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون الها لهم"... "مسكن" علامة الاستقرار النهائي في حضن الله مع ارتباط دائم بينهما فهو إلههم وهم شعبه الخاص.

2 -اوصافها المبهجة 9-27

على جبل عظيم، نازله من السماء من عند الله، لها سور عظيم، اثني عشر اساسا، قاس المدينة بقصبة من ذهب، الاساسات مزينة بأحجار كريمة....... سوق من ذهب كزجاج شفاف.... كل هذا رموز واستعارات مكنيه وتشبيهات لتبين سمو وكرامة ومجد المدينة، ونقاوتها وبرها ودوام حيويتها وخلودها وفدائها وجاذبيتها والحياة المشتركة بين المؤمنين فيه.

3 -نهر الحياة وشجرة الحياة 22: 1 -5:

الكلام هنا رمزي ليعلن ان شركتنا في السماء (السوق) التي تمت عن طريق المعمودية (النهر الصافي) والاكل من شجرة الحياة يسوع المسيح الدائم الشبع (الاثني عشر ثمرة) والورق الذي شفى امراض الروح...كل هذا هو لهذيذ الانسان الدائم في الأبدية تذكر بعمل الله معه اثناء جهاده على الارض.

4-الاقوال الصادقة الامينة 22: 6 -7:

للرب قصدا ان يعلن هذه الرؤى لأولاده ليعرفوا مقاصده ويتشددوا في ضيفاتهم لذلك طوبى لمن يؤمن بما هو مكتوب فيها ويستعد لكفاح الايام ونصرة الرب.

5 -تحذير الملاك 22: 8، 9:

"لا تختم على اقوال نبوة هذا الكتاب لان الوقت قريب" أي افتح هذا الكتاب للجميع لان تمام مقاصد الله آت سريعاً:

"من يظلم فليظلم بعد، ومن هو نجس فليتنجس بعد، ومن هو بار فليتبرر بعد، ومن هو مقدس فليتقدس بعد".... أي ليمشي كل في الطريق الذي يروق له، لكن الله سيجازى كل واحد حسب اعماله.

6 -الرب يتكلم 22: 10 -17:

"ها انا آتى سريعا، وأجرتي معي، لأجازي كل واحد كما يكون عمله"......

7 -تحذير واشتياق 22: 18 -21:

"من يزيد على اقوال هذا الكتاب يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فيه".

"آمين... تعالى ايها الرب يسوع".

فأقسامه:

مقدمة

الباب الأول الإصحاحات [1-3]

الإصحاح الأول (شخص المُعلن)

الإصحاح الثاني (رسائل إلى أربع كنائس)

الإصحاح الثالث (رسائل إلى ثلاث كنائس)

الباب الثاني الإصحاحات [4-19]

مقدمة

1.  ظهور السفر المختوم

الإصحاح الرابع (المشهد السماوي)

الإصحاح الخامس (السفر المختوم)

2. الختوم السبع الإصحاحات [6-7].

الإصحاح السادس (عمل الله في كنيسته المتألمة)

الإصحاح السابع (اهتمام الحمل بالكنيسة المتألمة)

3. الأبواق السبع الإصحاحات[8-11].

الإصحاح الثامن (الأبواق الأربعة إنذارات للبشرية)

الإصحاح التاسع (البوقان الخامس والسادس)

الإصحاح العاشر (ظهور السفر المختوم)

الإصحاح الحادي عشر (إرسال النبيين)

4. المرأة الملتحفة بالشمس   الإصحاحات [12 -14]

الإصحاح الثاني عشر (مقاومة التنين للكنيسة)

الإصحاح الثالث عشر (مقاومة ضد المسيح للكنيسة)

الإصحاح الرابع عشر (الجانب المفرح للكنيسة)

5. الجامات السبع الإصحاحات [15-16].

الإصحاح الخامس عشر (منظران تمهيديان)

الإصحاح السادس عشر (الجامات السبعة)

6. سقوط بابل     الإصحاحات [17-19].

الإصحاح السابع عشر (بابل والوح)

الإصحاح الثامن عشر (سقوط بابل)

الإصحاح التاسع عشر (نصرة السماء)

الباب الثالث الإصحاحات [20-21]

الإصحاح العشرون (تقييد الشيطان وتمتعنا بالملكوت)

الإصحاح الحادي والعشرون (وصف أورشليم السماوية)

الإصحاح الثاني والعشرون (تطويب الساكنين فيها)

صعوبته

يعتبر تفسير سفر الرؤيا أمرًا عسيرًا للأسباب:

1. بكونه سفر نبوي (رؤ 22: 7) وهو السفر النبوي الوحيد في العهد الجديد.

 2. يتنبأ عن حقائق روحيّة سماويّة، لا يعبر عنها بلغة بشريّة، لهذا جاءت في أعداد ورموز وألوان وتشبيهات.

 3. تحدث عن أمور لا شأن للمؤمن أن يدرك دقائق أسرارها، ولا غنى له عن التعرف عليها فلو عرف الأزمنة أو الأوقات لأصابه الخمول أو اليأس، ولو لم يعرف ما سيتعرض له من ضيقات أثناء جهاده لأصابه يأس وقنوط. لهذا يقدم لنا سفر الرؤيا الأحداث بالقدر الذي به يلتهب القلب غيرة ويمتليء رجاء دون أن يبحث عن أزمنة أو أوقات أو يهتم بمجرد حب الاستطلاع للحوادث المقبلة.

4. حملت كلماته معانٍ عميقة، وقف آباء الكنيسة في دهشةٍ أمامها! فقد كتب القديس إيرونيموس إلى الأب بولينوس أسقف نولا يقول: [إن أسرار سفر الرؤيا كثيرة قدر ألفاظها. فكل لفظ يحمل في طيَّاته سرًا. وهذا قليل بالنسبة لسمو شرف هذا السفر، حتى ليحسب كل مديح له قليلاً. لأن كل كلمة فيه تحمل معانٍ كثيرة. وإنني أمتدح فيه ما أفهمه وما لا أفهمه.]

ويقول عنه البابا ديوناسيوس السكندري: [مع أنه يحمل فكرًا يفوق إدراكي إلا إنني أجد فيه الحاوي لفهم سري عجيب في أمور كثيرة... وبالرغم من عجزي عن فهمه غير إنني لا أزال أؤمن أن هناك معانٍ عميقة وراء كلماته. فإنني لا أقيس عباراته ولا أحكم عليها حسب قدرة إدراكي بل أتقبلها بالإيمان وببساطة. أنظر إليها أنها حلوة ولذيذة لفهمي. فلا أرفض ما لا أفهمه بل بالأكثر أقف مندهشًا أمامه.

ملاحظة هامة: كثيرون شوَّهوا سفر الرؤيا بتحويل تفسيره إلى البحث عن تفاصيل حوادث مقبلة، وأمور ليس لنا أن نبحث فيها، تاركين المعاني الروحية السامية، التي يريد الرب أن يُعلنها لنا لنحيا بها وننمو روحيًا، لا أن نقيم من أنفسنا أنبياء، لنرى أو نعلن ما لا يمس حياة الإنسان وخلاصه، حتى لا نسمع ذلك التوبيخ "أعلِمونا المستقبلات، أخبروا بالآتيات فيما بعد فنعرف أنكم آلهة" (إش 41: 22-23).

ماذا نجد فى هذا السفر:

1) يوحنا المتألم لأجل المسيح والمضطهد والمنفى في هذا المكان القاسي يعزيه الله بهذه الرؤيا السماوية فشريك الصليب والألم شريك المجد (رو 17:8).

2) هى رسالة للكنيسة المضطهدة والمتألمة، رسالة عزاء بهذه الرؤيا ودعوة من الله أن من يغلب سيكون شريكاً فى هذا المجد المعلن.

3) نرى بصورة متكررة أن الشيطان وراء كل هذه الآلام وهو مصدر كل اضطهاد للكنيسة، ولكننا نرى أيضاً أن المسيح هو ضابط الكل، الإله القدير الذي يرعى كنيسته، يحملها فى يديه، يجول وسط كنيسته ليرعاها، لا شيء يحدث إلا بسماح منه، هو انتصر وغلب وبالتأكيد فإن كنيسته عروسه ستنتصر وتغلب. وإذا كان ما يحدث هو بسماح من عريس الكنيسة وهو المتحكم فيه فلماذا الخوف؟

4) نجد هنا نصرة الكنيسة التي قال عنها السيد المسيح أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، هي كنيسة مضطهدة على الأرض حاملة صليبها كعريسها، ولكنها ممجدة في السماء، ونرى هنا ما أعده الله لها من مجد مذهل. ويمكننا أن نفهم لماذا يسمح المسيح بالألم لكنيسته ولأحبائه؟ السبب ببساطة أن بداخلنا حب وانجذاب للخطية وللعالم بسبب أننا بالخطية ولدتنا أمهاتنا. والله وجد أن طريق الصليب هو الطريق الذي نكمل به، بل قيل عن المسيح نفسه أن "كمل رئيس خلاصنا بالألآم" (عب10:2) فإن كان المسيح قد كمل بالألآم أفلا يكون طريق كمالنا هو الصليب الذي به نصير تلاميذ له.

5) إذا كان المسيح قد وجد أن الألم هو طريق الكمال وبالتالى هو طريق السماء والمجد، إذاً علينا أن نصبر... لذلك تتكرر كلمة الصبر فى هذا السفر (رؤ9:1 + 19، 3:2 + 10:13).

6) نرى السماوات مكان الفرح والتسبيح، فالسفر مملوء تسابيح للسمائيين وهذه السماويات هي المكان المعد للكنيسة. ولكن أوصاف السماء أتت بصورة رمزية فلغة البشر محدودة لا تستطيع أن تصف ما في السماء.

7) نرى في السفر الهزيمة الكاملة للشيطان وأتباعه فى البحيرة المتقدة بالنار، فيكون هذا دافعاً لنا لترك كل شر وشبه شر. ونرى مجد الغالبين وأفراحهم فيكون هذا دافعاً لنا للجهاد الروحي.

8) نرى هنا نصرة السيد المسيح المؤكدة على كل الأشرار والشياطين فنتمسك به كإله قدير، لقوته وقدرته، ويكون هذا مصدراً لتعزيتنا كما تعزى يوحنا نفسه في ضيقته ومنفاه بهذه الرؤيا.

 

والمجد لله دائما



المراجع

قاموس الكتاب المقدس

اقوال الاباء قبل مجمع نيقيه

قانونية العهد الجديد لبروس متزجر

فليب كامفورت New testament text and commentary

الموسوعة العالمية القياسية للكتاب المقدس

تفسير ابونا تادرس يعقوب ملطي

تفسير ابونا انطونيوس فكري

مقدمة ابونا انطونيوس فهمي

دائرة المعارف الكتابية

تاريخ الكنيسة للقديس يوسابيوس القيصري

الانجيل كيف كتب وكيف وصل الينا ابونا عبد المسيح بسيط

كتاب تاريخ العهد الجديد لكوني بير

مقدمة العهد الجديد لفريدريك سكافينر