معرفة الساعه

إنجيل مرقس 13: 32

وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.



Holy_bible_1

الشبهة



هي شبهة معروفه وملخصها ان المسيح يجهل الساعه وهذا انكار للاهوته



الرد



لن اقدم شئ جديد في هذا المقال فقد تم الرد علي هذه الشبهه من القرون الاولي رد تفصيلي وحتي الان المدافعون والمتخصصين قدموا ردود رائعه وانا اصغر تلميذ للكل . واي رد من ردود الاباء كافي للشرح الا لمن يصر ان يعاند فقط .

ولكن لان الشبهه بدات تتكرر مره اخري هذه الايام فاقدم ملخص لبعض الافكار لعل البعض من المشككين يعرف ان تشكيكه مجهود ضائع .



وساقسم الرد في عدم محاور

اولا المعني اللفظي لبعض الكلمات في العدد يوناني

ثانيا ماذا يتكلم عنه رب المجد في هذا الاصحاح ( ملخص )

ثالثا هل المسيح يجهل الساعه وهل هذا انكار للاهوته ؟

رابعا ملخص لاقوال الاباء في هذا الامر



وقبل ان ابدا اريد ان انبه ان الشبه النقديه بخصوص انجيل متي 24: 36 ردها التفصيلي من المخطوطات في ملف مستقل علي الموقع تحت عنوان : اما ذلك اليوم وتلك الساعه فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده متي 24: 36 .



اولا المعني اللفظي للعدد من اللغه اليونانيه

العدد يوناني

(GNT-TR) περι δε της ημερας εκεινης και της ωρας ουδεις οιδεν ουδε οι αγγελοι οι εν ουρανω ουδε ο υιος ει μη ο πατηρ

اولا معني كلمة اليوم

G2250

ἡμέρα

hēmera

Thayer Definition:

1) the day, used of the natural day, or the interval between sunrise and sunset, as distinguished from and contrasted with the night

1a) in the daytime

1b) metaphorically, “the day” is regarded as the time for abstaining from indulgence, vice, crime, because acts of the sort are perpetrated at night and in darkness

2) of the civil day, or the space of twenty four hours (thus including the night)

2a) Eastern usage of this term differs from our western usage. Any part of a day is counted as a whole day, hence the expression “three days and three nights” does not mean literally three whole days, but at least one whole day plus part of two other days.

3) of the last day of this present age, the day Christ will return from heaven, raise the dead, hold the final judgment, and perfect his kingdom

4) used of time in general, i.e. the days of his life.

فهو يعبر عن يوم الطبيعي الذي نعرفه وايضا بمعني من الشروق الي الغروب

وايضا بمعني 24 ساعه او جزء من اليوم ايضا يعبر عنه بيوم

له معني هو ما بعد الحياه وقيامة الاموات والدينونه الاخيره وملكوت السموات

يوم من الحياه

فمثلا جاء هذا التعبير عن سنين طويله غير محدده

إنجيل لوقا 1: 7

وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِرًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.

(GNT-TR) και ουκ ην αυτοις τεκνον καθοτι η ελισαβετ ην στειρα και αμφοτεροι προβεβηκοτες εν ταις ημεραις αυτων ησαν


إنجيل لوقا 1: 18

فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟»

(GNT-TR) και ειπεν ζαχαριας προς τον αγγελον κατα τι γνωσομαι τουτο εγω γαρ ειμι πρεσβυτης και η γυνη μου προβεβηκυια εν ταις ημεραις αυτης

فهل يستطيع احد ان يجاوبني بمقياس بشري كتاريخ ؟

وتستخدم نفس الكلمه بمعني ابديه والدليل

إنجيل متى 28: 20

وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ ( وفي اليوناني تعني استمراريه وترجمة للانجليزي باستمرار ) إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.

(GNT-TR) διδασκοντες αυτους τηρειν παντα οσα ενετειλαμην υμιν και ιδου εγω μεθ υμων ειμι πασας τας ημερας εως της συντελειας του αιωνος αμην

رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 18

وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ.

(GNT-TR) αυξανετε δε εν χαριτι και γνωσει του κυριου ημων και σωτηρος ιησου χριστου αυτω η δοξα και νυν και εις ημεραν αιωνος αμην

فهل يستطيع احد ان يجاوبني هل يوم الدهر 24 ساعه او له تاريخ محدد يذكر بمقايسنا او بمفهومنا ؟

واتت ايضا لتعبر عن الدينونه

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 4: 3

وَأَمَّا أَنَا فَأَقَلُّ شَيْءٍ عِنْدِي أَنْ يُحْكَمَ فِيَّ مِنْكُمْ، أَوْ مِنْ يَوْمِ بَشَرٍ ( ويعني يوم الدينونه وترجم انجليزي الدينونه الابديه ) . بَلْ لَسْتُ أَحْكُمُ فِي نَفْسِي أَيْضًا

(GNT-TR) εμοι δε εις ελαχιστον εστιν ινα υφ υμων ανακριθω η υπο ανθρωπινης ημερας αλλ ουδε εμαυτον ανακρινω



شئ اخر مهم قبل ان اترك معني كلمة يوم

اتت كلمه اخري في اليوناني مضافه الي كلمة يوم وهي

G1565

ἐκεῖνος

ekeinos

ek-i'-nos

From G1563; that one (or [neuter] thing); often intensified by the article prefixed: - he, it, the other (same), selfsame, that (same, very), X their, X them, they, this, those. See also G3778.

وهي كلمه تشير الي شئ بعيد محدد او غير محدد

اذا من يصر علي ان يدعي ان المسيح يتكلم عن يوم محدد مثلا 12 يناير 2020 مثلا فهو اخطأ الفهم ( وهذه نقطه اولي مهمة )



معني كلمة ساعه

G5610

ὥρα

hōra

ho'-rah

Apparently a primary word; an “hour” (literally or figuratively): - day, hour, instant, season, X short, [even-] tide, (high) time.

وهو ساعه ( اي 60 دقيقه ) وايضا تعني يوم وموسم وزمن قد يكون غير محدد

فاسئل سؤال هنا هل احد يستطيع ان يجيبني ويقول لي ساعة الابديه كم دقيقه ؟؟؟؟؟؟؟

وهذه نقطه ثانيه



معني كلمة معرفه

G1492

εἴδω

eidō

i'-do

A primary verb; used only in certain past tenses, the others being borrowed from the equivalent, G3700 and G3708; properly to see (literally or figuratively); by implication (in the perfect only) to know: - be aware, behold, X can (+ not tell), consider, (have) known (-ledge), look (on), perceive, see, be sure, tell, understand, wist, wot. Compare G3700.

هي اتت من رؤية العين اي شئ يري بالعيان ومن وضوح اي شئ مرئي . وهي تعني

يري ( بالعين ) يعرف , يضع في الحسبان , ينظر ( بالعين ) يخبر يفهم يقارن


G1492

εἴδω

eidō

Thayer Definition:

1) to see

1a) to perceive with the eyes

1b) to perceive by any of the senses

1c) to perceive, notice, discern, discover

1d) to see

1d1) i.e. to turn the eyes, the mind, the attention to anything

1d2) to pay attention, observe

1d3) to see about something

1d3a) i.e. to ascertain what must be done about it

1d4) to inspect, examine

1d5) to look at, behold

1e) to experience any state or condition

1f) to see, i.e. have an interview with, to visit

2) to know

2a) to know of anything

2b) to know, i.e. get knowledge of, understand, perceive

2b1) of any fact

2b2) the force and meaning of something which has definite meaning

2b3) to know how, to be skilled in

2c) to have regard for one, cherish, pay attention to (1Th_5:12)

يري ( وهذا معناها الاساسي ) اي يري بالعين او باي حاسه من الحواس الخمس يكتشف بالنظر يحرك العين ويري ينتبه للرؤيه والملاحظه يري شئ مادي يختبر بالعين يري بالنظر يختبر الحاله يزور

يعرف معرفه تفهم حقيقه يشرح معني يكتسب مهاره ينتبه

فمعني ( لا يعلم ) ليست جهل ولكن عدم الاخبار وعدم القدره علي شرح شئ لادراكه بالحواس الخمسه واختباره بطريقه ملموسه او شرح لمعرفه حقيقيه

وهي اتت 669 مره في العهد الجديد

188 بمعني رائ بالعين ( بالماضي ) و 78 مره يري بالعين ( الحاضر ) 34 يري باستمرار 15 رائ وانتبه 5 ينتبه

178 بمعني يعرف كل المعرفه بطريقه شرحية ملموسه 38 + 22 يعلم باستمرار 27+15 علم في الماضي

9 أخبر وقال 7 يقول

3 يبصر 3 مبصر

وبعض المعاني الاخري

فهل يستطيع احد ان يجاوبني ويقول لي كيف اري يوم الدينونه بعيني البشريه وكيف اشرح معناه واخبر بتفاصيله بطريقه ملموسه او يقارنها بشئ اخر ؟ هل يستطيع انسان ان يستوعب شئ غير محدود ؟ فهل يستطيع التلاميذ ان يفهموا الاشياء الغير محدوده لو شرحها لهم المسيح ؟ اعتقد استطيع ان اقول لا

وهذه نقطه ثالثه لغويه مهمة



اما كلمة معرفه التي تعني معرفه فقط و التي لا تعني وصف شئ حسي يري بالعين فهي كلمه مختلفه تماما

G1108

γνῶσις

gnōsis

gno'-sis

From G1097; knowing (the act), that is, (by implication) knowledge: - knowledge, science.

يعرف معرفه علم ( واتت 29 مره )

والكلمه لها مشتقات مثل

G1110

γνωστός

gnōstos

gnoce-tos'

From G1097; well known: - acquaintance, (which may be) known, notable.

بمعني معرفة عامة ( واتت 15 مره في العهد الجديد )

فالمسيح قال لايعلم ( ايدو ) بمعني لا يقدر ان يصف بشئ حسي يري بالعين ولكنه لم يقل انه لا يعلم ( جنوسيس او جنوستوس ) اي يجهل لانه بالطبع لا يجهل

لذلك المسيح اعلن انه يعلم المعرفه الحقيقيه



نقطه رابعه لغويه وهي معني لقب الابن الذي استخدمه المسيح للتعبير عن بشريته ( وارجوا الرجوع لملف لقب الابن المعبر عن طبيعته البشريه فقط )

وهو يختلف عن لقب ابن الانسان الذي يعبر عن لاهوته ( وارجوا الرجوع لملف ابن الانسان يعبر عن لاهوته )



رغم اني متاكد ان الجزء اللفظي يكفي للتعبير وبخاصه بعد ان وضحت لا يعلم بالمعني اليوناني التي تعني اخبار بطريقه مرئيه ولكن المسيح يعلم بمعني المعرفه الحقيقيه الغير اخبارية.



ثانيا عن ماذا يتكلم هذا الاصحح

هنا السيد المسيح يجاوب علي سؤال للتلاميذ هم صاغوه بطريقه خطأ لجهلهم بالمستقبل

وساشرحه من انجيل متي 24 ومرقس 13 لكي لا يعود احد ويتحجج بشئ من عدد 1 الي 31 لنفهم معا



24: 1 ثم خرج يسوع و مضى من الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه ابنية الهيكل

13: 1 و فيما هو خارج من الهيكل قال له واحد من تلاميذه يا معلم انظر ما هذه الحجارة و هذه الابنية

وهنا بداية الموقف هو الابنيه ومنظرها وافتخار بالابنيه والهيكل الحجري رغم ان ما هو اهم من الهيكل الحجري وهو الهيكل اللحمي واقف معهم



24: 2 فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه الحق اقول لكم انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض

13: 2 فاجاب يسوع و قال له اتنظر هذه الابنية العظيمة لا يترك حجر على حجر لا ينقض

فاستغل السيد المسيح هذا الموقف ليعلم تلاميذه بعض الاشياء الهامة جدا لكي يسلموها لكنيسته وهي

1 ان ابناؤه لا يجب ان يفتخروا بشئ لا بمباني ولا بهياكل ولكن الافتخار هو فقط برب المجد

2 ان يبدا يتكلم عن النبوات المهمة ان يعرفها جيل تلاميذه ومن هم بعدهم



24: 3 و فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك و انقضاء الدهر

13: 3 و فيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل ساله بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس على انفراد

13: 4 قل لنا متى يكون هذا و ما هي العلامة عندما يتم جميع هذا

وبالطبع بعد ان لفت نظر تلاميذه تقدموا ليسالوه عن مقصده لانه قال لهم بكل وضوح ان كل احجار الهيكل الذي هو من اغلي الرموز عند كل يهودي

ولكن نلاحظ شئ هام جدا في سؤال التلاميذ هو انهم سالوه بدون قصد سؤال مركب من ثلاث اجزاء ولو نظرنا اليهم هم مختلفين عن بعض فهو تكلم فقط عن هدم الاحجار لكنهم سالوه عن

1 متي يكون هذا ( اي هدم احجار الهيكل )

2 ما هي علامات مجيئك

3 انقضاء الدهر الذي سيكون بعد مجيئ المسيح الثاني وهو لا زماني اي فوق الزمان او الادراك المحسوس

ولان مجئ المسيح الثاني بعده مباشره انقضاء الدهر فهنا المسيح عن دون قصد سئلوه عن زمانين لاعلاقه بينهما وامر اخر هو مابعد الزمان وهذا ما وضحه ايضا مرقس البشير انهم زمنين متي يكون هذا عن الهيكل وما هي العلامه عندما يتم الجميع هو الزمن الثاني ثم انقضاء الدهر وهذا لا زمني

فمن يفهم جيدا سؤال التلاميذ الذي سالوه بطريقه بديهية مركبه سيدرك معني اجابة رب المجد الرائعه المركبه ايضا



24: 4 فاجاب يسوع و قال لهم انظروا لا يضلكم احد

13: 5 فاجابهم يسوع و ابتدا يقول انظروا لا يضلكم احد

ويبدا اولا علي الاجابه

بتحزيرهم لان هذا الموضوع استغله كثيرين من المضلين وهو نهاية العالم وغيرها من الافكار الشريره



24: 5 فان كثيرين سياتون باسمي قائلين انا هو المسيح و يضلون كثيرين

13: 6 فان كثيرين سياتون باسمي قائلين اني انا هو و يضلون كثيرين

وبدا اولا بالاجابه علي الاشياء المشتركه التي ستحدث قبل وبعد انهدام الهيكل وهو ظهور المسحاء الكذبه والانبياء الكذبه وهذا حدث بالفعل بعد قيامة رب المجد وايضا لازال يحدث حتي الان وحتي استعلان ابن الهلاك



24: 6 و سوف تسمعون بحروب و اخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لانه لا بد ان تكون هذه كلها و لكن ليس المنتهى بعد

13: 7 فاذا سمعتم بحروب و باخبار حروب فلا ترتاعوا لانها لا بد ان تكون و لكن ليس المنتهى بعد

ويبدا بالتركيز علي الجزء الثاني وهو العلامات التي تحدث قبل انقضاء الدهر تدريجيا

فبدا اولا بالحروب الكثيره التي ستذداد صعوبه وسياتي درجه من الصعوبه تجعل الجميع يرتاعوا وتطن اذاناهم مثل الاباده الجماعية والحروب النووية ولكن يوضح الرب ان المنتهي ليس بعد الحروب العالميه مباشره وهذا حدث بالفعل اعتقد الكثير بان هذه هي النهايه وهذا ماورد عليه المسيح من البدايه بانه غير حقيقي



24: 7 لانه تقوم امة على امة و مملكة على مملكة و تكون مجاعات و اوبئة و زلازل في اماكن

13: 8 لانه تقوم امة على امة و مملكة على مملكة و تكون زلازل في اماكن و تكون مجاعات و اضطرابات

ويشرح مرحله اخري وهي غير فقط الحروب ولكن ابادات جماعية وانتشار المجاعات والاوبئه الغريبه والزلازل وهذا بدا الحدوث ولكن هذا ليس النهاية ولكن البداية للاوجاع

ولو نلاحظ ان هذه الكلام لا ينطبق علي اورشليم فقط لان اورشليم امه واحده ولكنه يتكلم علي امم كثيره وممالك كثيره وبالطبع كل هذه والاوبئه والمجاعات والزلازل لن تحدث في زمن جيل واحد بالطبع وهذا يؤكد انه يتكلم علي اجيال كثيره جدا ليحدث فيها كل ذلك



24: 8 و لكن هذه كلها مبتدا الاوجاع

هذه مبتدا الاوجاع

وهذا تاكيد انه زمان طويل جدا وليس بضعة سنين لجيل واحد



24: 9 حينئذ يسلمونكم الى ضيق و يقتلونكم و تكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي

13: 9 فانظروا الى نفوسكم لانهم سيسلمونكم الى مجالس و تجلدون في مجامع و توقفون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم

ويبدا قبل التكلم عن الاوجاع الاخيره يتكلم عن تلاميذه لذلك يكلمهم بصيغة المخاطب انهم بينهم محبه ولكن العالم يبغضهم ويشرح لهم انه سيسلمون الي مجالس ويجلدون ويشهدون امام ملوك بقوة وقد تقودهم هذه الشهاده الي قتلهم



13: 10 و ينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم

وبعد ذلك يشرح ان سيكون في نهاية الايام ضيق اكثر من عصر الاضطهاد وبغضه لاسم المسيح صعبه وهذا حدث بالطبع في عصر الاضطهاد وايضا سيحدث في الايام الاخيره بصوره اصعب



13: 11 فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون و لا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس

وهذه كلمات هامه عن عمل الروح القدس الذي سيبدا مع التلاميذ وسيستمر مع ابناؤه



24: 10 و حينئذ يعثر كثيرون و يسلمون بعضهم بعضا و يبغضون بعضهم بعضا

13: 12 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم

وهذا من الامور الصعبه لان الاضطهاد الاول كان من اعداء المسيحيه وكانت المحبه قويه جدا وكان المسيحين يبذلون انفسهم لخدمة اخوتهم المسيحيين وايضا اسم المسيح ويقبلون الاستشهاد بفرحه

اما في هذا الزمان المسيحيين سيسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا وهذا امر محزن جدا وهذا حدث ايضا وسيزداد



24: 11 و يقوم انبياء كذبة كثيرون و يضلون كثيرين

وايضا حدث في فتره الهرطقات وايضا في الاخير واستعلان ابن الهلاك



24: 12 و لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين

لكن الفرق بين الزمان الاول وقبل الاخير هو المحبه فالمحبه قويه في الاول ولكنها تبرد في النهاية



24: 13 و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص

13: 13 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص

وهي رساله تعزيه ولكن الصبر والعمل والجهاد بالصلاه والتمسك بالمحبه فهذا يكون محفوظ في يد الرب



24: 14 و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى

وهذا ما سيحدث في عصر انتشار البشاره في العالم كله

ونلاحظ انه اكد ان البشاره للعالم كله وهذا بالطبع يستغرق اجيال كثيره وليس جيل واحد

ولذلك كل الاعداد الماضيه من العدد العاشر يتكلم بصيغة الغائب ( يعثر ويقوم وتبرد ويكرز ) فبعدما تكلم عن جيل تلاميذه يتكلم عن الاجيال الغائبه لانها في المستقبل وهذا دليل واضح جدا علي تسلسل كلامه

فبعد المسيح والمحبه القويه يرتب فيقول

اولا اضطهاد تلاميذه من العالم (ولذلك كلمهم بصيغة المخاطب)

ثم خلافات كنسيه وتسليم بعضهم بعضا( بصيغة الغائب )

ثم عصر الهرطقات و الانبياء الكذبه

ثم عصر الظلمه والضعف والاحتياج للصبر والاحتمال

ثم عصر البشاره القويه والنهضة

ثم بداية النهاية

وبعدما انهي المسيح شرح تفصيلي مبسط عن التسلسل الزمني للاجيال قال



24: 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ

13: 14 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ

ويعود مره اخري الي اول جيل وهو جيل تلاميذه

ويبدا في الاجابه علي الجزء الاول من السؤال وهو متي يكون خراب اورشليم ولا يترك حجر علي حجر الا وينقض بعد ان شرح ووضح الجزء الثاني وهو علامات الانقضاء

ويبدا في الرساله المهمه التي انقذت كنيسته لما حفظوها وتذكروها حينما حدثت سنة 70 ميلاديه

في حصار تيطس لاورشليم الذي استمر فتره وفشل فيها وكاد ان يياس في محاوله اخير ارسل بعض جنوده فتسلقوا الحائط المجاور للهيكل ودخلوا الهيكل ووضعوا النسر الروماني في المكان المقدس ولكن اليهود شعروا بهم فقاموا عليهم وقتلوهم وفشلت المحاوله الاخيره لتيطس القائد الروماني فقرر الانسحاب وفك الحصار وترك اورشليم وغادر مسيره ثلاث ساعات اثنائها حدث رد فعل مختلف

اليهود بدؤا في اقامة الاحتفالات بفك الحصار والنصره بشده اما المسيحيين فتذكروا كلمات رب المجد ونفذوا كلامه الاتي



24: 16 فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال

فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال

وهذا تاكيد انه الان لا يتكلم عن كل الامم ولكن اليهودية فقط لانه لو كان يتكلم علي العالم لما كان هناك حاجه للهروب



24: 17 و الذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا

13: 15 و الذي على السطح فلا ينزل الى البيت و لا يدخل لياخذ من بيته شيئا

وهو يكلم المسيحيين لان اليهود رفضوه ورفضوا تحزيره



24: 18 و الذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه

24: 19 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام

13: 17 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام

دليل انها حادثه في يوم واحد وليسة سنوات طويله او حروب طويله وهذا ايضا تاكيد انه يتكلم الان عن اورشليم فقط



24: 20 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء و لا في سبت

13: 18 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء

وهذا ما فعله المسيحيين في اورشليم هربوا الي الجبال بسرعه شديده اما اليهود فكانوا منشغلين بالاحتفال ورفضوا تحزيرات المسيحيين وبعد الثلاث ساعات هذه وفي طريق رجوع تيطس القائد الروماني قابله جيش ضخم اتي من قيصر ومعهم اوامر لتيطس بابادة اليهود تماما فعاد تيطس بقيادة هذا الجيش الكبير الي اورشليم مره اخري بعد ستة ساعات من بدئ مغادرته اورشليم وهجم عليها وهد اسوارها وقتل 120,000,000 شخص يهودي واسر الباقين وباعهم كعبيد فنجي فقط المسيحيين الذين انتشروا بعدها مبشرين في كل مكان



24: 21 لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون

13: 19 لانه يكون في تلك الايام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله الى الان و لن يكون

وبالفعل هذه الضيقه لم ولن تحدث في اورشليم منذ ابتداء العالم الي زمن المسيح ولن يكون ايضا وهذا تاكيد ان بعد هذا الاضطهاد ليس المنتهي لانه يتكلم عن زمان سيكون بعد اضطهاد اورشليم



24: 22 و لو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام

13: 20 و لو لم يقصر الرب تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين الذين اختارهم قصر الايام

ويتكلم عن الفرق ان الاضطهاد الاخير اقوي بكثير ولكنه اقصر لانه لو طول فتره لن يخلص احد فلاجل محبة الله لاولاده الباقيين سيجعلها ايام قصيره



24: 23 حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا

13: 21 حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدقوا

ويبدا في التاكيد علي اشياء مهمة بعد هدم اورشليم انه سيدعوا الكثيرين انهم المسيح



24: 24 لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا

13: 22 لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات و عجائب لكي يضلوا لو امكن المختارين ايضا

ويوضح حرب الشيطان بعد هدم اورشليم باقامة انبياء كذبه لان اي نبي بعد المسيح هو نبي كاذب ومرسل من الشيطان وتختلف قوتهم فسياتي البعض بكلمات شيطانيه فقط والبعض في الزمن الاخير بقوات وعجائب ومعجزات ( عندما يحل الشيطان ) لان البعض لن يجزبه الكلام ولكن العجائب تاثيرها اقوي من الكلام فقط لذلك الضلاله الاخيره اصعب



24: 25 ها انا قد سبقت و اخبرتكم

13: 23 فانظروا انتم ها انا قد سبقت و اخبرتكم بكل شيء

وهذا تاكيد ويجب ان نتذكر



24: 26 فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا

والبريه يقصد بها العالم فسيخرج انبياء كاذبين اولا من العالم

والمخدع يقصد به في الداخل اي اورشليم وقد يكون المقصود ان الكاذب الاخير من اورشليم



24: 27 لانه كما ان البرق يخرج من المشارق و يظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان

وهذا توضيح ان لم ياتي من السماء لا يجب ان نقبله علي انه المسيح مهما قال او فعل من معجزات لان مجئ ابن الانسان الحقيقي مثل البرق من السماء مباغت



24: 28 لانه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور

وهذه رغم انها مثال بسيط لكنه ينطبق علي كل الاحداث بمعني

في خراب اورشليم يجتمع النسور الرومانيون ويتسلل بعضهم اولا قبل الهجوم الاخير وهذه كانت علامه فهمها المسيحيين

في مجائ انبياء كذبه سنجد اول من يجتمع حوليهم هم من يبغون المنفعه منهم بحثا عن سلطان او غنائم او نساء وهذا حدث مع اتباع الانبياء الكذبه وهذه علامه نتعلمها لان الاتباع لو كانوا هدفهم ليس بذل الذات وكل شئ ولكن المكسب هذا يدل انه نبي كاذب وهم نسور

وايضا في الايام الاخيره ستكون اتباع الوحش وابن الهلاك كنسور تاكل من الجثث لان الانسان الكذاب هو كجثه ميته بانفصاله عن الله



24: 29 و للوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس و القمر لا يعطي ضوءه و النجوم تسقط من السماء و قوات السماوات تتزعزع

13: 24 و اما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم و القمر لا يعطي ضوءه

13: 25 و نجوم السماء تتساقط و القوات التي في السماوات تتزعزع



وهذه علامات اخيره مجازيه وايضا حقيقيه فالشمس المقصود بها المسيح نفسه ونوره يحجب عن الناس لانهم احبوا الظلمه اكثر من النور والقمر بمعني كنيسته التي تعكس نوره كما يعكس القمر نور الشمس فبغياب نور المسيح يقل نور كنيسته جدا والنجوم اي هم ابطال الايمان يتساقطوا وبعض الاقوياء سيسقطون في التجربه كما سقط شمشون

وايضا بالمعني الحرفي بسبب كثرة البراكين والحرائق والحروب ستخرج غازات تجعل السماء قاتمه وتخفي نورها وتجعل القمر مخفي ايضا لا يعطي ضوؤه وايضا تحدث بعض الحوادث الكونيه تزيد من هذه الغازات في الغلاف الجوي وتتساقط النجوم بمعني الشهب والاحجار الساقطه من السماء الي سطح الارض وتكون مؤلمه جدا ( ارجوا للمزيد من المعلومات الرجوع الي ملف تساقط النجوم في الموقع ) وقوات السماء بمعني الاشياء الثابته تبدا في التغير كمقاييس كونيه



24: 30 و حينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير

13: 26 و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة و مجد

وهذا هو المنهي بمجئ ابن الانسان في السماء وليس من الارض وستكون بدلا من الفرحه بمجيؤه حزن شديد لضياع الفرصه ولان في هذا الزمان سيكون كثيرين قد رفضوه



24: 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها

13: 27 فيرسل حينئذ ملائكته و يجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء

وتبدا الانتقاء ويقصد من الارض الذين هم احياء والي اقصي السموات الذين هم في الفردوس اي المنتقلين . وبعدها الدينونه للاشرار



24: 32 فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب

13: 28 فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقا تعلمون ان الصيف قريب

علامه خطيره جدا وهي شجرة التين التي ترمز لليهود التي لعنة وطردت وجفت ويبست سنة 70 ميلاديه ستعود مره اخري وتبدا في التجمع وتبدا في الايمان بالمسيح وتخرج اوراق ليست كاذبه هذه المره هذا يدل علي قرب النهاية



24: 33 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب

13: 29 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا انه قريب على الابواب

ويوضح لكنيسته انهم باستمرار يبشروا بالاقتراب اولا اقتراب خراب اورشليم وايضا لكل جيل يمر اقتراب ملكوت السموات



24: 34 الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله

13: 30 الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله

وهو يتكلم الان عن هذا الجيل وستمر عليه بالحقيقه اضطهاد تلاميذه وخيانة وبرود محبة البعض وتسليم بعض من تلاميذه للقتل وحروب ورجسة الخراب سنة سبعين و نهاية الجيل سنة 70 هذا حدث فنهاية هذا الجيل كما قال

وايضا يحدد انه من وقت قبول الايمان في اسرائيل قبل ان يمضي الجيل الذي امن وسيستعلن فيها ابن الهلاك ثم سيكون الانقضاء والنهاية



24: 35 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول

13: 31 السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول

وتاكيد علي انه سيحدث ولن يتغير ولن تزول كلمه من كل ماقله بل ستحدث

ونري معا انه تم الاضطهاد لتلاميذه

ثم خراب اورشليم في نهاية الجيل الاول

ثم خلافات كنسيه وتسليم بعضهم بعضاوهذا تم ايضا

ثم عصر الهرطقات وهذا حدث

و الانبياء الكذبه واستعلن كثيرين واضلوا كثيرن يكفي ان الاسلام اضل ربع سكان الارض

ثم عصر الظلمه والضعف والاحتياج للصبر والاحتمال وهذا ايضا تم

ثم عصر البشاره القويه والنهضة وهذا ما نحن فيه الان بكل دقه

ثم بداية النهاية التي ستحدث قريبا



وبهذا يكون رب المجد اوضح وكلامه ولم تزول كلمه واحده حتي الان ولن تزول



وقدمتها كامله لان المقصود من الاصحاح هو رد علي سؤال متي يكون تدمير كل احجار اورشليم كنقطه اولي وعلامات مجيئ المسيح الثانية ثم انقضاء الدهر وهي النقطه الثالثه التي لم يجيب عنها رب المجد لانهم بشر محكومين بالمفاهيم البشريه فلا يستطيع ان يشرح لهم ما هو بعد الزمان وهو بنفسه اكد ذلك عندما قال

إنجيل يوحنا 3: 12

إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟

وشرحها معلمنا بولس الرسول عندما قال

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 12

فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.



فتضدح لنا الصوره اكثر فاكثر

السيد المسيح سؤال من التلاميذ سؤال مركب وهو سالوه بدون فهم

وهو 1 عن دمار اورشليم : واجاب عنه رب المجد وحددها زمنيا

2 علامات مجيئ المسيح الثاني : واجاب عنه رب المجد تفصيليا

وهو اجاب عن هذين النقتطين بالتفصيل لانهم امور مستقبليه زمنيه يستطيع ان يشرحها تفصيلا وهم يدركونها بعض الادراك لانها امور ارضيه تفهم ولكنه لم يحدد تاريخ لانه لايريد ذكر تواريخ لكي لا يهمل احد

3 انقضاء الدهر بعد مجيئ المسيح الثاني : وهذه الجزئيه لم يجاوب عنها واعلن انها فوق ادراك البشر لانها امور سمائيه ابديه لاهوتيه فقط لا تدرك بالعقل فقال بلفظ يوناني معبر انهم لا يستطيعوا فهم او ادراك بالعيان هذا الامر لانه فوق الادراك البشري



والنقطه الثالثه

هل المسيح يجهل الساعه وهل هذا انكار للاهوته ؟

اعتقد وضحت لفظيا انه يعلم وكلمة يجهل غير صحيحه في التعبير اليوناني وايضا من اجابته علي التلاميذ يؤكد انه يعلم جيدا

ولكن ندرس الاعداد

18) إنجيل مرقس 13:

32

«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.

ويجب ان ندرس العدد التالي ايضا

33 اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ.

وهذا العدد مهم هو يكلمهم ولا يجمع نفسه معهم اذا فهو وضح لهم انهم لا يقدرون ان يروا ولا يفهموا ولا يدركوا لانهم تحت رباط الجسد

واثبات انه فوق مستواهم

رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 12

مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ.

فيوم الرب لا يقاس بالماده ولكنه ما بعد انتهاء الماده



واشرح مفهوم مسيحي هام عن يسوع المسيح

سؤال التلاميذ هذا يفتح باب هام جدا وهو علاقه الله بالانسان . الله احب الانسان قبل ان يخلقه محبه غير متغيره اعمق من مفهوم الانسان وعبر عن ذلك فقال

سفر إرميا 31: 3

تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.

وعبر عنها بان محبة الانسان لذات

سفر الأمثال 8: 31

فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.

ولاجل ذلك خلق الله الانسان علي صورته ومثاله

سفر التكوين 1: 26

وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

والله كان يعلم ان الانسان هيسقط وسمح بذلك لان الله دبر ان يحول السقوط الذي يبدوا شر لخير للانسان

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

فهو لم يرد ان الانسان يسقط من الداخل لانه لو سقط من ذاته لتطلب ان ياتي الفداء من ذاته وهذا مستحيل فسمح الله للشيطان ان يجرب الانسان فيسقطه من الخارج باغواء الحيه واعتقد الشيطا زمانا طويلا انه انتصر ولم يعرف ان الله اعد ما هو اروع لابناؤه

فبالعد والرحمه ايضا الذي سقط باغواء خارجي يكون له فرصه لخلاص من الخارج فقدم الله الخلاص للانسان الذي لا يقدر بثمن ولكنه اعطاه للانسان مجانا فتجسد وصلب وقبر وقام ليفدي الجسديه ويقيمها من جسد الخطيه وساعود الي هذه النقطه ولكن قبل ذلك لماذا فعل الله كل هذا وسمح لنفسه ان يهان ؟ الله بالحقيقه كما قال احب الانسان ولكن لا يريد ان يجبر الانسان علي ان يحب الله فالله محبه وليس متجبر متعالي ومثال رجل احب امراه حبه يكون جميل لو اثبت لها محبته حتي تبادله نفس المشاعر ولكنه لو اجبرها علي الارتباط به دون ارادتها دون ان تحبه فهو مغتصب وهذا فرق بين المحب الحقيقي المحبه الباذله والذي يحب بانانيه فالله سمح واستغل سقوط الانسان ليثبت للانسان محبة الله له ببذل صورته البشريه

إنجيل يوحنا 15: 13

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.

فبهذا اثبت الله محبته للانسان. فالانسان الذي يقبل ويبادل الله هذه المحبه يصير شريك في الطبيعه الالاهيه من خلال المسيح الوسيط

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 4

اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.

فبعد ان فهمنا هذا نعود ليسوع المسيح الله المتجسد في ملئ الزمان

نلاحظ ان الله قبل خلق الانسان حينما بدا يخلق يقول

تكوين 1

1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.
3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.

رغم ان الله يتكلم عن الاب الخالق والروح المحتضن لكل شئ الخالق وكلمة الله اللوغوس الخالق ( ارجو الرجوع الي المسيا في المفهوم اليهودي ) فيتكلم بوضوح ولكنه يستمر في هذا الاصحح من اوله الي اخره يستخدم لفظ ايلوهيم الذي وضحت في ملف اثبات ان المسيح قال لفظيا انا هو الله معني ايلوهيم من القواميس العبريه وايضا من الموسوعه اليهوديه ان ايلوهيم لفظ الجلاله جمع ياخذ تصريف مفرد فهو يعني الله الجامع

ويستمر تعبير ايلوهيم في بداية الاصحاح الثاني ثم عند خلق الانسان المحبوب يبدا الله في اخذ لقب ثاني هام جدا وهو يهوه ايلوهيم اي الرب الاله وايضا بالرجوع الي المصادر العبريه ( ايضا ارجو الرجوع الي ملف اثبات ان المسيح قال لفظيا انا الله ) لقب يهوه الذي يعني الرب هو لقب لله فقط ولكنه يعبر عن داله بين الله والانسان اي الله الوسيط فمن خلق الانسان يستمر لقب يهوه ايلوهيم اي الرب الاله حتي يسقط الانسان في الخطيه وبسقوطه ينفصل عن الله وهنا يختفي لقب يهوه ايلوهيم اي الرب الاله ويبدا اسم يهوه فقط لان رغم سقوط الانسان وطرده من حياة الشركه مع الله ومنعه من ان ياكل من شجرة الحياه لاكي لا يحي في انفصال عن الله الي الابد فيحيا الي الابد في انفصال فطرده اثبات محبه يستمر يهوه

تكوين

2: 3 و بارك الله اليوم السابع و قدسه لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا

في تممز وظيفي في العهد القديم يعد شئ هام جدوا وهو ملئ الزمان فسار مع شعبه في خطة العزل وشرح مفهوم خروف الفصح واعطاهم النبوات وذكر ايضا المواعيد واعطي الرموز واعد كل شئ حتي مجيئ ملئ الزمان ويبدا تمييز وظيفي اخر فتجسد وتمم الفداء ودفع ثمن الخطيه ثم قام وصعد ويبدا تمييز وظيفي اخر وهو فتح السفر كما يخبرنا رؤيا 5 بالتفصيل حتي ياتي زمان مجيئه الثاني والدينونه ثن انقضاء الدهر الذي هو بداية الحياه اللازمنية التي هي فوق الزمان لا تدرك وهذه لم يخبر بها المسيح لانهم لن يدركوها

إنجيل متى 25: 13

فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 2

لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 4

وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ كَلِصٍّ.


رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 10

وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 3

فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ.


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 16: 15

«هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ».



لانها فوق الحس وايضا لم يخبر بها لانها ليست تمييز وظيفي له في هذا الوقت فهو قال

سفر أعمال الرسل 1: 7

فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ،



فهو وضح وظيفته وايضا ما هو وظيفت الاب ووضح انه وظيفته بعد ان اخلي ذاته هو الاخبار بحدود



إنجيل يوحنا 15: 15

لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.



ولكنه وضح ايضا ان اخلاؤه لنفسه

فيلبي 2

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
7
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.
8
وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.



ولكنه لم يفقد مكانته

إنجيل يوحنا 17: 5

وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.



ووايضا وضح تمييز للروح القدس وظيفة الروح القدس اخبار اكثر لما للحق

إنجيل يوحنا 16: 13

وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.



فاعتقد بذلك تكون الصوره اتضحت اكثر فهو لم يجهل ويستخدم لفظ يوناني دقيق يعبر عن ان انقضاء الدهر فوق المعرفه البشريه وايضا معني سؤال التلاميذ ومعني كلامه وايضا التمييز الوظيفي فهو كلمة الله المخبر الذي يخبر بما يسمعه من الاب

والاخبار يحتاج الي شيئين

اولا المخبر يكون لديه المعرفه وهذه وضحها السيد المسيح كما ذكرت وهو في الاب والاب فيه وايضا هو رب السبت

إنجيل متى 12: 8

فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».

والشيئ الاخر هو المتقبل يكون علي مستوي الحوار فممكن تاتي باستاذ رائع متمكن في علم الذره وتحضر له شخص صيني او عربي لا يفهم الانجليزيه بالطبع لن يعرف ان يشرح له شئ وايضا لو احضرت له طفل انجليزي لن يستطيع ايضا ان يشرح له

ولكن في الحاله الاولي لن يستطيع ان يتخاطب معهم ولكن مع الطفل فيستطيع ان يقول له اشياء بسيطه ولكن لن يعرف كيف يوصل له المعلومه كامله لان مقاييس علم الطفل ومعرفته لا تقارن بمعرفة استاذ الجامعه

فمن هذا المثل نفهم ان المسيح للتلاميذ يخبرهم بعلامات ولكن لا يخبرهم بما هو فوق معرفتهم اما بالنسبه لغير المؤمنين الرافضين والمشككين فهم يتكلمون بلغه اخري لن يفهموا كلمه واحده من كلام رب المجد بمعني روحي لان لغته روحيه وهم لغتهم حرفيه



ووجهة اخري التعبير بكلمة لا اعرف لا يدل علي الجهل كما ذكر في امثلة المدرس والامتحان وعدم اعلانه لتلاميذه قبل الميعاد المحدد ولو سؤل عن اسئلة الامتحان سيجيب لا اعلم وغيره من الامثله وهو تعبير كتابي ايضا

2) إنجيل متى 7: 23

فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!



إنجيل لوقا 13: 25

مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ الْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ الْبَابَ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! افْتَحْ لَنَا. يُجِيبُ، وَيَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ



وبالطبع الرب في اليوم الاخير وقت ما يدينهم يعرفهم بس هنا يقصد انه ينكر انتسابهم له


1)
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 2

لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا

وبالطبع معلمنا بولس يعرفهم وبشرهم ويكتب لهم رساله



والرد علي من يحتج بابونا متي المسكين ففي تفسيره لانجيل متي قال

( واضع صوره من كتابه مباشره )

ويكمل



وايضا يقول في انجيل مرقس

وضعت نص كلامه كامل لكي لا يقتطع احد شئ من كلامه



واخيرا اقوال الاباء من تفسير ابونا تادرس يعقوب



13. عدم معرفة الساعة



قبل أن يختم حديثه بالدعوة للسهر أراد أن يوجه أنظار تلاميذه إلى عدم الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، إنما بالاستعداد بالسهر المستمر وترقب مجيئه، لهذا قال: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب" [32].

هل يجهل السيد المسيح الساعة؟



أولاً: يقول القديس أمبروسيوس[323] أن السيد المسيح هو الديان وهو الذي قدم علامات يوم مجيئه لذا فهو لا يجهل اليوم.هذا وإن كان يوم مجيئه هو "السبت" الحقيقي الذي فيه يستريح الله وقديسوه فكيف يجهل هذا اليوم وهو "رب السبت" (مت 12: 18)؟

ثانيًا: يرى القديس أغسطينوسأن السيد المسيح لا يجهل اليوم، إنما يعلن أنه لا يعرفه، إذ لا يعرفه معرفة من يبيح بالأمر.لعله يقصد بذلك ما يعلنه أحيانًا مدرس حين يُسأل عن أسئلة الامتحانات التي وضعها فيجيب أنه لا يعرف بمعنى عدم إمكانيته أن يُعلن ما قد وضعه، وأيضًا إن سُئل أب اعتراف عن اعترافات إنسان يحسب نفسه كمن لا يعرفها. يقول القديس أغسطينوس: [حقًا إن الآب لا يعرف شيئًا لا يعرفه الابن، لأن الابن هو معرفة الآب نفسه وحكمته، فهو ابنه وكلمته وحكمته. لكن ليس من صالحنا أن يخبرنا بما ليس في صالحنا أن نعرفه...إنه كمعلم يعلمنا بعض الأمور ويترك الأخرى لا يعرفنا بها.إنه يعرف أن يخبرنا بما هو لصالحنا ولا يخبرنا بالأمور التي تضرنا معرفتها[324].]

كما يقول: [قيل هذا بمعنى أن البشر لا يعرفونها بواسطة الابن، وليس أنه هو نفسه لا يعرفها، وذلك بنفس التعبير كالقول: "لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم" (تث 13: 3)، بمعنى أنه يجعلكم تعلمون.وكالقول: "قم يا رب" (مز 3: 7)، بمعنى "اجعلنا أن نقوم"، هكذا عندما يُقال أن الابن لا يعرف هذا اليوم فذلك ليس لأنه لا يعرفه وإنما لا يظهره لنا[325].]

بنفس الفكر يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:[بقوله "ولا ملائكة" يسد شفاهم عن طلب معرفة ما لا تعرفه الملائكة، وبقوله "ولا الابن" يمنعهم ليس فقط من معرفته وإنما حتى عن السؤال عنه[326].]

هكذا أيضًا قال الأب ثيؤفلاكتيوس: [لو فقال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.]وقال القديس هيلاري أسقف بواتييه: إن السيد المسيح فيه كنوز المعرفة، فقوله إنه لا يعرف الساعة إنما يعني إخفاءه كنوز الحكمة التي فيه[327].

ثالثًا: يرى القديس إيريناؤس أنه وإن كان السيد المسيح العارف بكل شيء لم يخجل من أن ينسب معرفة يوم الرب للآب وحده كمن لا يعرفه، أفلا يليق بنا بروح التواضع أن نقتدي به حين نُسأل في أمور فائقة مثل كيفية ولادة الابن من الآب أن نُعلن أنها فائقة للعقل لا نعرفها.



والمجد لله دائما