«  الرجوع   طباعة  »

الرد علي شبهة هل طلب الرب من صموئيل ان يكذب علي شاول ؟



Holy_bible_1



الشبهة



قال بعض المشككين ان الرب نسخ وصاياه بان لا تكذب وطلب من صموئيل ان يكذب علي شاول عندما يذهب ليمسح داود ونص شبهة منهم

جاء في 1صموئيل 16: 1 و2 يأمر الرب صموئيل النبي بالكذب:

»1فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا». 2فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «كَيْفَ أَذْهَبُ؟ إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يَقْتُلْنِي». فَقَالَ الرَّبُّ: «خُذْ بِيَدِكَ عِجْلَةً مِنَ الْبَقَرِ وَقُلْ: قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ «.

وهذا أمر لصموئيل بالكذب، بينما يقول الله في أمثال 12:22 » 22كَلامُ الكَذِبِ يَمقُتُهُ الرّبُّ، ويَرضَى عَنِ العامِلينَ بالحَقِّ. 23الرَّجلُ الذَّكيُّ يَكتُمُ مَعرِفَتَهُ، والبليدُ يُعلِنُ حماقةَ قلبِهِ.«.



الرد



وباختصار اولا لتوضيح الفكره يوجد هناك فرق كبير بين عدم الاعلان والكذب فالرب طلب من صموئيل ان لا يعلن وان يمسح داود في السر ولكن لم يقل له اكذب ولا اعرف من اين اتي المشكك بهذا الافتراء

فلنقراء الاعداد معا

سفر صموئيل الاول 16

1 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا».
2 فَقَالَ صَمُوئِيلُ
: «كَيْفَ أَذْهَبُ؟ إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يَقْتُلْنِي». فَقَالَ الرَّبُّ: «خُذْ بِيَدِكَ عِجْلَةً مِنَ الْبَقَرِ وَقُلْ: قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ.

وهنا يقول صموئيل النبي كيف اذهب ولو فعلت هذا اي بذهابه لمسح داود وسمع شاول سيقتله هو والذي مسحه وهذا يفهم بان المسحه التي قام بها صموئيل لشاول علانيه والامر الثاني ان صموئيل النبي شخص مشهور جدا وله مكانه وفي تحركه وانتقالاته سيتسائل البعض عن سبب الزياره ولكن الرب يقول لصموئيل انه لا يحتاج ان يجعل الامر في العلن ولكن المسح يتم سرا فهو لن يكذب ولكن يكتم الامر الا علي عائلة يسي فقط واما باقي الاشخاص فهو فقط يقدم ذبيحه وهذا ليس بكذب فهو بالفعل قدم ذبيحه ولكن بالعكس لو كان اعلن سبب مجيئه الثاني السري لكان خائن للرب بافشاء سره

والكذب لو كان قال انه يقدم ذبيحه وهو لم يفعل

ولو ذهبت في مهمة عمل كلفني بها مدير العمل لغرضين الاولي معلنه وهي تركيب جهاز جديد او اعطاء كورسات تدريبيه ولكن هدف سري هو تقييم الاداء هل لو سؤالت عن مهامي واجبت انها التدريب فقط وهذا بالفعل ما سافعله علانيه اكون كاذب ؟ بالطبع لا بل بالعكس لو افشيت سر المدير بدون ان يسالني احد اكون خائن لصاحب العمل

ولتاكيد ان الرب لم يؤمر صموئيل ان يكذب وبالفعل صموئيل لم يكذب نكمل باقي الاعداد
3 وَادْعُ يَسَّى إِلَى الذَّبِيحَةِ، وَأَنَا أُعَلِّمُكَ مَاذَا تَصْنَعُ
. وَامْسَحْ لِيَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ».

فالرب اعطاه هدفين للزياره هدف علني وهو ان يذبح للرب وهدف سري ان يمسح داود في الخفاء ويقول له الرب انه سيعلمه ما يفعل خطوه بخطوه فالله سيرشده وهنا صموئيل ترك خوفه واتكل علي الرب ويعلم ان الرب لن يدعه يخطئ وايضا لن يدع الامر السري يعلن لان الله هو المشرف بنفسه
4 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ
. فَارْتَعَدَ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ عِنْدَ اسْتِقْبَالِهِ وَقَالُوا: «أَسَلاَمٌ مَجِيئُكَ؟»

وهذا يؤكد ما قلت سابقا ان بالفعل صموئيل النبي شخص مهم جدا فهو كان قاضي اسرائيل وهو الذي مسح الملك شاول وهو نبي الرب وخاف الشيوخ لكي لا يكون جاء بنبوه محزنه او عقوبه علي خطيه عملوها فهو نبي الرب وسالوه كما هو متوقع وكانت صيغة السؤال هل مجيؤه لسلام ؟ فاجاب بارشاد الرب
5 فَقَالَ
: «سَلاَمٌ. قَدْ جِئْتُ لأَذْبَحَ لِلرَّبِّ. تَقَدَّسُوا وَتَعَالَوْا مَعِي إِلَى الذَّبِيحَةِ». وَقَدَّسَ يَسَّى وَبَنِيهِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الذَّبِيحَةِ.

فاجابهم وقال نعم الهدف سلام فاي امر يكلف به الانسان من قبل الرب بالطبع هو سلام وهو صادق في هذا واكمل قائلا انه سيقيدم ذبيحه وهو ايضا صادق في ذلك ودعي بحكمه يسي وبنيه لكي يتقدسوا وياتوا الي الذبيحه

وهنا اتوجه بسؤال ما الكذب الذي قاله صموئيل ؟ بالطيع لا يوجد

ثانيا هل تصرف بحكمه بارشاد الرب ام لا ؟ الاجابه بالطبع بحكمه فهو ذكر السبب المعلن وهو فقط ابقي الاسر الذي ائتمنه الرب عليه في الخفاء

وهو نفذ كما هو مكتوب في سفر الامثال

سفر الأمثال 11: 13


السَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، وَالأَمِينُ الرُّوحِ يَكْتُمُ الأَمْرَ.


سفر الأمثال
20: 19


اَلسَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، فَلاَ تُخَالِطِ الْمُفَتِّحَ شَفَتَيْهِ.

وايضا هو نفذ الوصيه

سفر الأمثال 25: 2


مَجْدُ اللهِ إِخْفَاءُ الأَمْرِ، وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ.



وهنا نري بوضوح ان الرب لم يطلب من صموئيل ان يكذب ولكن فقط يبقي الامر سر وبالفعل صموئيل لم يكذب لان الكذب هو اقول عكس الحقيقه ولكن اخفاء السر ليس بكذب



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب



خاف صموئيل إذ يعرف حماقة شاول وبطشه، لكن الرب دبّر له الأمر، أن يأخذ معه عجلة من البقر ليقدم ذبيحة للرب وفي نفس الوقت يمسح داود ملكًا... يبرز العمل الأول أمام الجميع ويتمم الآخر سرًا. بهذا لا يكذب صموئيل عندما يُسأل عن سبب مجيئه إلى بيت لحم، إنما يخفي جزءًا من الحقيقة.

لماذا قُدمت الذبيحة في بيت لحم علانية بينما مُسح داود سرًا وسط إخوته [13]؟

أ. حتى لا يبطش شاول الملك بصموئيل النبي كما قلنا.

ب. لأنه لم يكن الوقت قد حان لإعلان مُلك داود، إذ لم يستلم العرش إلا بعد موت شاول، إنما أُعطيت المسحة كنعمة إلهية تعده وتسنده للعمل حتى يتولى الملك.

ج. لأن الذبيحة تشير إلى الصليب (ذبيحة السيد المسيح) بينما الملك وإن كان قد بدأ بالصليب - إذ ملك الرب على خشبه - لكن تم ذلك بقيامته وصعوده إلى السموات ليملك ويهبنا أن نملك معه بروحه القدوس. لقد تم الصلب علانية على جبل الجلجثة حتى لا يوجد عذر لإنسان لا يؤمن بخلاص الرب المجاني، أما القيامة والصعود فأمران يمثلان مجدًا يوهب للأخصاء الذين قبلوا الصليب في حياتهم.

لنقبل أن نذبح مع المسيح كل يوم علانية لكي يملك فينا في القلب خفية. لنتألم معه علانية فنتمجد معه سرًا.

جاء صموئيل النبي إلى "بيت لحم" التي تعني "بيت الخبز"، تبعد حوالي ستة أميال جنوب أورشليم، في أرض يهوذا. في هذه المدينة ارتعب الشيوخ إذ رأوا صموئيل قادمًا ظانين أنهم أخطأوا في شيء ما، بينما كان صموئيل في أعماقه متهللاً من أجل سيامة ملك هو للرب. في هذه المدينة وُلد السيد المسيح - ملك الملوك - من نسل داود، أرعب هيرودس ورجاله بينما تهللت السماء وفرحت مع المؤمنين من أجل مجيئه لخلاص العالم. ما يرعب البعض يكون سر تهليل للغير.



والمجد لله دائما