هل الانسان ياكل لحم ام لا وهل كل اللحوم حلال ام لا ؟

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

: قال الله مخاطباً نوح وأولاده في تكوين 9: 3

»3كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ.«.

وهذا يناقض ما جاء في تكوين 1: 29 حيث يقول »29وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. «.

كما أن التصريح في تكوين 9: 3 بالأكل من كل دابَّة حيَّة يناقض شريعة موسى التي حرمت حيوانات كثيرة، منها الخنزير، كما في لاويين 11: 7 »7وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 8مِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ لَكُمْ.«.

وتثنية 14: 8 »8وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.«.

 

الرد

 

الله بالحقيقه خلق الانسان لياكل البقول والبذور وفاكهة الشجر هذا قبل الطوفان ولكن بعد الطوفان تغير المناخ وطبيعة الانسان فبدا يقل عمر الانسان كمى نرى انه تدريجيا انخفض عمره من 950 سنه الي 100 سنه وبدا بالفعل يحتاج الى الطعام الاقوي الذي يعطي طاقه اعلى لضعف جسم الانسان.

ولكن الرب وضع ضوابط لهذا الامر مع نوح فقال له

سفر التكوين 9: 4

 
 

غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ، لاَ تَأْكُلُوهُ.

فوضح لهم القاعدة الاساسية وهي عدم اكل الدم وهذا التشريع لم يتغير من ايام نوح ولا موسي

سفر التثنية 12: 23

 

لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلاَ تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ.

ولا في العهد الجديد

سفر أعمال الرسل 15: 20

 

بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ، وَالزِّنَا، وَالْمَخْنُوقِ، وَالدَّمِ.

 

اما عن موضوع ان كيف يسمح لهم بالحيوانات كلها وهذا مخالف لشريعة موسي فهذا غير صحيح لان سفر التكوين نفسه يتكلم عن وجود نوعين من الحيوانات.

الحيوانات الطاهره والغير طاهره وقت نوح

سفر التكوين 7: 2

 

مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى.

 

سفر التكوين 7: 8

 

وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ

 

ونلاحظ ايضا انه اثناء وصية الرب نوح ايضا يفرق بين الاثنين

سفر التكوين 8: 20

 

وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ،

فقط لم يذكر موسي عندما كتب عن نوح تفصيل الوصيه لانها ستاتي بالتفصيل في سفر اللاويين

وبتفكير بسيط نجد ان الحيوانات الغير طاهره هي اثنين ذكر وانثي فلو ذبح نوح وبنيه واكلوا منها مباشرة لانقرض هذا النوع ويكون تعبهم في رعايته طوال فترة الطوفان لكي لا ينقرض تعب باطل.

ولكن الرب اعطاهم من الحيوانات الطاهره سبعه لان اثنين للتكاثر واربعه للاكل وواحد الذي هو السابع للمحرقة.

معني كلمة طاهرة:

H2889

טהר טהור

ṭâhôr ṭâhôr

haw-hore', taw-hore'

From H2891; pure (in a physical, chemical, ceremonial or moral sense): - clean, fair, pure (-ness).

اي نظيفه ونقيه وهي عكس كلمة نجسة التي تعني تامي اي غير نظيفة.

و تشير علامة طهارة الحيوان ( ارجو الرجوع الي ملفات رموز الحيوانات الطاهره في لاويين 11 ) هي تؤدي الي الغلبة فالحيوانات الغير طاهرة هي إما نجسة عشبية او نجسة شرسة فالطهارة تقود الي التفوق فيكون الغلبه والانتشار للطهاره

ثالثا يوضح ان الله يعلم احتياج الانسان جيدا قبل ان يطلب. والذي اقصده هو تامل بسيط لطبيعة الحياه بعد الطوفان وهو موقف المملكه النباتية بعد الطوفان فالمملكه النباتية بداية من الفطريات حتى الاشجار العملاقه فالفطريات لن تموت بالطوفان فهي تعيش في المياه ولكن العشبيات حسب اسلوب تكاثرها فهي لو بقول تستمر بانها تطفوا حتى ترسوا مره اخرى وتبدا في النمو أو ما احتفظ به نوح نفسه كما امره الرب

6: 21 و انت فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل و اجمعه عندك فيكون لك و لها طعاما

فهذا هو النباتات التي تؤكل كبقوليات او عشبيات او ريزوميات وغيرها يقدر نوح ان يزرعها او يلقيها في هذه التربه الرطبه فتنمو مره اخري وتستمر الانواع ويقدر ان يجنيها نوح واولاده بعد فتره قصيره

ويتبقي عندنا الفواكه والثمار من الاشجار التي غرقت في الطوفان كلها وبذورها نجت سواء بطفوها فوق سطح المياه او بدفنها في التربه واخذت فتره السكون قبل ان تنموا مره اخري ولكن تحتاج فتره زمنيه قدرها من سنتين لعدة سنوات لتنتج الثمار والفواكه مره اخري. وهنا يبرز سؤال ماذا كان سياكل نوح واولاده في هذه الفتره لو اعتمدوا فقط علي البقوليات ستكون صعبه لذلك تعويضا عن ثمر الاشجار سمح الله لنوح واولاده ان ياكلوا من الحيوانات الطاهره والمتبقي هنا 4 لان واحد ذبيحه واثنين للتكاثر واربعه ليكون طعام لنوح وبنيه في الفتره التي لا يوجد بها ثمار للشجر

واهم شيئ لان الرب يريد ان يعلم الانسان ان ينتظر الذبيحه الحقيقيه الذي سيخلص البشريه من خطاياهم فهو يريدهم ان يبدؤا في الاشتراك في اكل الذبيحه اعدادا لقبول الاشتراك في التناول

وشرح رائع من تفسير ابونا انطونيوس فكري

ناموس نوح

هذا الناموس يناظر الوصية التي أعطاها الله لآدم وحواء.

  1. ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات. فالله يعطي سلطاناً للإنسان علي المخلوقات، بل يعطيها ان تخافه وهذا رأيناه مع عديد من القديسين (دانيال… الأنبا برسوم العريان).
  2. كل دابة حية تكون لكم طعاماً= كان طعام الإنسان قبلا من العشب الأخضر. والآن يسمح له الله بأكل لحوم الحيوانات والطيور والأسماك. لماذا؟ سقوط الإنسان حول طبعه لطبع وحشي فوجدنا قايين يقتل أخوه هابيل ووحشية الإنسان إنعكست علي الحيوان فصارت بعض الحيوانات متوحشة وصارت بعض الطيور متوحشة وهكذا الأسماك. وحرصا من الله أن لا يتحول الإنسان لوحش يأكل أخيه سمح الله بأكل لحوم الحيوانات. إلا أننا أيضا وجدنا بعض القبائل تأكل لحم الإنسان. قد تكون الأرض ضعفت نتيجة اللعنة وأصبحت تعطي نباتات أضعفقد تكون العلة في ضعف جسد الإنسان الذي أصبح يحتاج لطعام أقوي ليهيئ الطريق لقبول الشريعة الموسوية التي بها يلتزم الكاهن أن يأكل من بعض الذبائح.[1] وهذا رمز للتمتع بتناول جسد ربنا يسوع ودمه " لأن جسدي ماكل حق… يو 55،54:6" "فالذبيحة تعلن مصالحة الله مع الإنسان وهي عطية للإنسان بها تشبع نفسه ويرتوي قلبه علي مستوي روحي فائق للطبيعة. (أما الوثنيين فيظنون أن الذبيحة هي لتهدئة غضب الهتهم.) أكل الكاهن لجزء من لحم ذبيحة الخطية إشارة للمسيح الذى حمل خطايانا فى جسده.فالخاطىء يأتى بذبيحة الخطية ويمسك بقرونها معترفاً بخطاياه وكأنه نقل خطاياه إليها ثم تذبح وتقدم للمذبح (الصليب) وجزء منها يأكله الكاهن. والكاهن هنا هو رمز للمسيح الذى حمل خطايانا بصليبه.
  3. لحماً بحياته دمه لا تأكلوه: الله سمح بأكل اللحوم ولكنه يحذر من أكلها بدمائها. فالدم يساوي الحياة والحياة هي لله، أما اللحم فيعطي للإنسان. وإحتفظ الله بسر الدم الذي لا يشربه الإنسان حتي كشف السر المخفي في دم المسيح الذي أعطي كفارة لنا ونشربه لنحيا به. أما شرب دم الحيوانات فيعطي للإنسان وحشية يرفضها الله. الله لا يريد أن تدخل فينا حياة غريبة بل أن تكون لنا حياة المسيح.
  4. وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط: الله هو الذي ينتقم من قاتل الإنسان. لذلك منع القتل وكذلك الإنتحار فالله وحده هو الذي يحدد حياة الإنسان. وقد يتم هذا بالشريعة كما يأتي.
  5. من يد كل حيوان أطلبه: إذا قتل حيوانا إنساناً يقتل الحيوان (خر 28:21 وما بعده).
  6. سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه: هذا أول قانون مدني. والله يَسُنه فمن قتل يقتل. وهذا القتل للقاتل بسماح من الله.
  7. فأثمروا أنتم.. رغبة الله حياة وتعمير للأرض وبركة للإنسان.

 

ومن تفسير ابونا تادرس يعقوب

أولاً: السماح بأكل لحوم الحيوانات والطيور والأسماك، إذ قال لهم "لتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض وكل طيور السماء، مع كل ما يدب على الأرض وكل أسماك البحر دُفعت إلى أيديكم. كل دابة حية تكون لكم طعامًا، كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع" [3-4]. كان طعام الإنسان قبلاً العشب الأخضر، والآن سُمح له بأكل لحوم الحيوانات والطيور والأسماك... لماذا؟ لكي يهيئ الطريق لقبول الشريعة الموسوية التي بها يلتزم الكاهن أن يأكل من ذبيحة السلامة كرمز للتمتع بالتناول جسد ربنا يسوع ودمه، كقوله: "لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية" (يو ٦: ٥٤، ٥٥). فالذبيحة ليست كما يظن بعض الوثنيين لتهدئة غضب الله، إذ الله لا يُسر بالمحرقات ولا يأكل لحوم أو شحوم، إنما الذبيحة المقدسة وهي تعلن مصالحة الله مع الإنسان هي عطية للإنسان بها تشبع نفسه ويرتوي قلبه على مستوى روحي فائق للطبيعة.

ثانيًا: إذ سمح بأكل اللحوم حذر من أكلها بدمها، ليهيئ الطريق للكشف عن خطورة الدم المبذول عنا كعنصر أساسي للتكفير والفداء، إذ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب ٩: ٢٢)، "دم كريم من حمل بلا عيب دم المسيح" (١ بط 1: 19).

من الجانب الجسدي منعه من أكل الدم أو شربه لأجل المحافظة على صحته، ومن الجانب السلوكي خشى عليه من التوحش والعنف، أما من الجانب الروحي فأراد تقديس الدم بكونه يمثل الحياة المبذولة من أجل خلاص الإنسان.

ثالثا: خشي الله من السماح للإنسان بأكل لحم الحيوانات فتمتد يده على أخيه الإنسان لذا حذر من سفك دم الإنسان.

 

والمجد لله دائما