«  الرجوع   طباعة  »

هل الرب يسر بالذبائح ام لا يسر ؟ لاويين 1: 9 واشعياء 1: 11



Holy_bible_1



الشبهة



يقول لاويين 1: 9 عن عِجل قربان المحرقة: » 9وَأَمَّا أَحْشَاؤُهُ وَأَكَارِعُهُ فَيَغْسِلُهَا بِمَاءٍ، وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. «.

ولكن جاء في إشعياء 1: 11 » لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب؟ اتَّخمْتُ من محرقات كباشٍ وشحم مسمناتٍ، وبدم عجولٍ وخرفان وتيوسٍ ما أُسَرّ! «.

وفي هذا تناقض ثم كيف ينسب إلى الله تعالى مثل هذا القول « اتَّخمْتُ » أيليق هذا بجلاله سبحانه وتعالى ؟.



الرد



الذبائح بانواعها امر الهي والرب حددها وحدد تقسيمها وكيفية تقديمها وايضا بعض مناسباتها والاعياد وكلهم كانوا يشيروا الي الذبيح الحقيقي وهو يسوع المسيح وشرحت ذلك في ملف الذبائح العامه وانواعها

وفي كلامه عن ذبيحة المحرقه

سفر اللاويين 1

9 واما احشاؤه واكارعه فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب.



والاصحاح يتكلم عن ذبيحة المحرقه التي تحرق بالكامل علي المذبح وتقدم للرضا فيقدمها الانسان ليس عن خطيه معينه ولكن لكي يرضي عنه الرب ولكن لها شروط في تقديمها ومنهم ان تكون رائحة سرور للرب



ومعني كلمة محرقة سرور

قاموس سترونج

H5207

ניחח ניחוח

̂ychôach nı̂ychôach

nee-kho'-akh, nee-kho'-akh

From H5117; properly restful, that is, pleasant; abstractly delight: - sweet (odour).

مريحه بشكل صحيح وهو سعيد فرحه تجريديه حلو ( رائحه )



فالكلمه يقصد بها لغويا رائحة سرور بشرط ان يكون مقدمها فرحا بالرب فعلا ويقدمها براحه وسعاده في الرب بشكل صحيح



اما الذي يخالف هذه الشروط تكون ذبيحه غير مقبوله

فحتي التعبير لفظيا يوضح ان الذبيحه مهمة ولكن قلب مقدمها اهم ولو كان مقدمها قلبه مليئ بالخطيه وينفذها كعاده تكون مرفوضه امام الرب

ولذلك الكتاب المقدس وضح ان هذه الذبيحه مرتبطه بغسل الجوف بمعني انها مقدمه عن انسان فيجب ان يكون داخل الانسان الذي قدمها نقي وقلبه طاهر من الخطايا والافكار الشريره

لهذا يقول المرنم

سفر المزامير 40: 8


أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي».



وايضا يجب ان تقدم مع فم طاهر

سفر هوشع 14: 2


خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: «ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا.



وهو وضح في نفس السفر بعدما شرح انواع الذبائح

سفر اللاويين 26

27 «وَإِنْ كُنْتُمْ بِذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ،
28 فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطًا، وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ،
29 فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ، وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ.
30 وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ، وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ، وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ، وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي.
31 وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً، وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً، وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سَرُورِكُمْ.
32 وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا.
33 وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً.



اذا الوصيه واضحه وترتيب الذبائح واضح وايضا الوصيه بان مقدم الذبيحه يكون بالفعل يقدمها بقلب نقي وفم طاهر واحشاء مغسوله من كل خطيه



والان العدد في اشعياء

سفر اشعياء 1

11 لماذا لي كثرة ذبائحكم، يقول الرب. اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أسر



وهذا الاصحاح يعاتب في الرب شعبه علي خطاياهم الكثيره وتحويلهم العباده الي طقوس حرفيه بدون روح العباده وحياة التوبه

وتعبير اتخمت هو غير دقيق في الترجمه العربي

فهو في العبري شاباع

שׂבע שׂבע

śâba‛ śâbêa‛

saw-bah', saw-bay'-ah

A primitive root; to sate, that is, fill to satisfaction (literally or figuratively): - have enough, fill (full, self, with), be (to the) full (of), have plenty of, be satiate, satisfy (with), suffice, be weary of.

من جذر شبع وامتلا ملء الرضا ( حرفيا ومجازيا ) يكفي , ملء ( الكل النفس مع ) مليئ ب عنده الكثير اكتفي من يكفي ضجر

فهو تعبير مجازي قاله الرب علي فم نبيه اشعياء ليعبر انه اكتفي من محرقاتهم الشرير ولا يقبل اكثر من ذلك

فالرب انتظر علي توبتهم كثيرا واحتمل تقديمهم لذبائحهم ولكن قلبهم مليئ بالخطيه كثير والان يقول لهم كفي

وسياق الاعداد يؤكد ذلك فهو يقول لهم في نفس الاصحاح

12 حينما تأتون لتظهروا أمامي، من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دوري

13 لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي. رأس الشهر والسبت ونداء المحفل. لست أطيق الإثم والاعتكاف

14 رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. صارت علي ثقلا. مللت حملها

15 فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن كثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دما



فهو يعتبرهم انهم يدوسون بيته بقدم مدنسه ويقدمون ذبائح وايديهم مليئه بدم القتلي ظلما ومليئه بفعل الشر فرفض الرب تقدماتهم واعيادهم واعتبر كل تقدماتهم باطله لان قلبهم شرير فلهذا الرب يعاقبهم ويرفض تقدماتهم ويقول لهم انه مكتفي من محرقات المقدمه بدون توبه بل مصحوبه بفعل الشر ولهذا لن يستمع الرب لهم

والمطلوب منهم

16 اغتسلوا. تنقوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني. كفوا عن فعل الشر

17 تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة



فيطلب منهم ان يبدؤا في التوبه وغسل داخلهم وتنقية قلبهم عن طريق عزل الشر والتوقف عن الافكار والافعال الشريره وان يبدؤا في عمل الخير مثل طلب الحق ومساعدة المحتاج وانصاف المظلوم ورد حقه وان يقضوا لليتيم ولا يسلبوه بل يحاموا عنه والارمله

ولو فعلوا هذا

18 هلم نتحاجج، يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف

19 إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض



لو فعلوا هذا يقبل الرب ان يتناقش معهم ويطهرهم وينقيهم ويغفر لهم خطاياهم وبالطبع يبدا ان يقبل تقدماتهم وذبائحهم ويعطيهم خير كثير

ولكن ان رفضوا واستمروا علي خطاياهم

20 وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف. لأن فم الرب تكلم

يستمر الرب في رفض ذبائحهم كما قال سابقا ويعاقبهم بالسيف

فكلام الرب في عدد 11 هو في سياق التحذير والعتاب وليس رفض المحرقات لمجرد الرفض فهو يتطابق مع سفر اللاويين 1: 9

وقد اكد الكتاب كثيرا ان الرب يرفض التقدمات المصحوبه بالخطيه وتكون نتيجتها عكسيه بدل الرضا يكون العقاب

سفر الأمثال 15: 8


ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ.



سفر الأمثال 21: 27


ذَبِيحَةُ الشِّرِّيرِ مَكْرَهَةٌ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ حِينَ يُقَدِّمُهَا بِغِشٍّ!



سفر صموئيل الأول 15: 22


فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ.



سفر هوشع 6: 6


«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.



وشرح ايضا هذا الامر في

مزمور 50

7 «اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأَتَكَلَّمَ. يَا إِسْرَائِيلُ فَأَشْهَدَ عَلَيْكَ: اَللهُ إِلهُكَ أَنَا.
8 لاَ عَلَى ذَبَائِحِكَ أُوَبِّخُكَ، فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ هِيَ دَائِمًا قُدَّامِي.
9 لاَ آخُذُ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْرًا، وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ أَعْتِدَةً.
10 لأَنَّ لِي حَيَوَانَ الْوَعْرِ وَالْبَهَائِمَ عَلَى الْجِبَالِ الأُلُوفِ.
11 قَدْ عَلِمْتُ كُلَّ طُيُورِ الْجِبَالِ، وَوُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ عِنْدِي.
12 إِنْ جُعْتُ فَلاَ أَقُولُ لَكَ، لأَنَّ لِي الْمَسْكُونَةَ وَمِلأَهَا.
13 هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟
14 اِذْبَحْ للهِ حَمْدًا، وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ،
15 وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي».
16 وَلِلشِّرِّيرِ قَالَ اللهُ: «مَا لَكَ تُحَدِّثُ بِفَرَائِضِي وَتَحْمِلُ عَهْدِي عَلَى فَمِكَ؟
17 وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ.
18 إِذَا رَأَيْتَ سَارِقًا وَافَقْتَهُ، وَمَعَ الزُّنَاةِ نَصِيبُكَ.
19 أَطْلَقْتَ فَمَكَ بِالشَّرِّ، وَلِسَانُكَ يَخْتَرِعُ غِشًّا.
20 تَجْلِسُ تَتَكَلَّمُ عَلَى أَخِيكَ. لابْنِ أُمِّكَ تَضَعُ مَعْثَرَةً.
21 هذِهِ صَنَعْتَ وَسَكَتُّ. ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ. أُوَبِّخُكَ، وَأَصُفُّ خَطَايَاكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ.
22 افْهَمُوا هذَا يَا أَيُّهَا النَّاسُونَ اللهَ، لِئَلاَّ أَفْتَرِسَكُمْ وَلاَ مُنْقِذَ.
23 ذَابحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي، وَالْمُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ خَلاَصَ اللهِ».



فالرب يوضح انه ليس في حاجه الي ذبائحهم ولكن هم الذين يحتاجون ان يقدموها للرضا عنهم ولكن لو قدموها بدون توبه يكون لهم اشر



مزمور 51

16 لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى.
17 ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ.



فلهذا لاتناقض بين العددين فالرب يريد قلب الانسان واعمال الرحمه هي افضل من الذبائح وان قدم ذبيحه يقدمها بنقاوة قلب وتوبه من الخطيه

اما الشرير الذي يفعل الشر وياتي بذبيحه فهو يصنع ام مكروه جدا لدي الرب



وهذا ايضا ما شرحه رب المجد بوضوح

إنجيل متى 23: 23


وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.



ورد القس الدكتور منيس عبد النور



قال المعترض: «يقول لاويين 1: 9 عن عِجل قربان المحرقة «وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها (الكاهن) بماء، ويوقد الكاهن الجميع على المذبح، محرقة وقود، رائحة سرور للرب». ولكن جاء في إشعياء 1: 11 «لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب؟ اتَّخمْتُ من محرقات كباشٍ وشحم مسمناتٍ، وبدم عجولٍ وخرفان وتيوسٍ ما أُسَرّ!». وفي هذا تناقض».

وللرد نقول: عند قراءة نبوَّة إشعياء الأصحاح الأول نرى أن الله لا يعترض على تقديم الذبائح، بل على روح الذي يقدِّمها، فيقول لشعبه إنه قد ملَّ ليس فقط من محرقاتهم، بل من أعيادهم وصلواتهم أيضاً. فواضح أن عبادتهم كلها كانت مكروهة أمامه. والسبب في هذا أن أيديهم كانت مملوءة دماً، فكانوا جيلاً شريراً، وأكثروا من الذبائح لينجوا من القصاص الذي كانوا يستحقونه. وقصدوا في الوقت نفسه أن يتمادوا في خطاياهم، فكانوا يظنون أن مجرد تأدية الفرائض والطقوس الخارجية يكسبهم رضى الله، ويعطيهم (كما أرادوا) فرصة التمادي في شرورهم. ولا بد أن الله يرفض الذبائح متى قُدِّمت بهذه الروح.

لما أمر الله بالذبائح المختلفة المنصوص عنها في شريعة موسى ووعد بأن يبارك مقدِّميها، كان ينتظر أن تكون قلوبهم خاشعة طاهرة. ولكن في عصر إشعياء انحطت عبادة الشعب لله، وكانت قاصرة على ممارسة طقوس ظاهرية وفرائض خارجية. وقد أوصى الله شعبه بالصلاة، ولكن إن كانت الصلاة مجرد نفاق ورياء، فالله يبغضهافلا تناقض بين إشعياء 1: 11 ولاويين 1: 9 لأن العبادة إن لم تصدر من قلب نقي فهي ليست عبادة بالمرة، ولا هي مقبولة عنده.



والمجد لله دائما