«  الرجوع   طباعة  »

قصة إنكار بطرس للمسيح

 

هذا مجهود رائع قام به اخي الحبيب صوت الله الذي تعلمت منه في هذا الملف كثيرا 

وفقط اضع بعض التعليقات الصغيره من ضعفي وايضا بعض الصور التي تؤكد وصف دار رئيس الكهنة وغيره 

وسيكون التعليق باللون القاني 

 

إعداد خادم الرب:     صوت الله     sout allah_1 

مراجعة خادم الرب:   هولي بايبل   holy_bible_1

نشره خادم الرب:       كاس الدم    KaS_ELdaM

 

فهرس البحث

·      مقدمة عن الموضوع.

·      مفهوم الوحي في المسيحية .

·      وصف دار رئيس الكهنة .

·      إنكار بطرس الأول وشرحه .

·      إنكار بطرس الثانى وشرحه .

·      إنكار بطرس الثالث وشرحه .

·      أسئلة المعترضون والرد عليها

 

 

مقدمة عن الموضوع


بسم الثالوث القدوس ( الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين ).

 لقد ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الاعتراضات في قصة إنكار القديس بطرس للسيد المسيح ورأى المعترضون

 (من وجهة نظرهم ) في هذه القصة أن البشيرين الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا وقعوا في كم كبير من المغالطات والتناقضات مما ينفى حدوث هذه القصة أصلاً وبناء عليه فهم يرون أن هذا دليل على أن الكتاب المقدس ليس كتاب سماوي موحى به من الله ويستدلون بهذه القصة أيضاً في تدعيم دعواهم بعدم صلب المسيح , ونظراً لخطورة هذا الفكر الخاطئ المغلوط 
وتأثيره في قلوب البسطاء قررنا بنعمة الرب الرد على جميع ما أثاره المعترضون من أسئلة في هذه القصة ليتبين للمعترضين ولغيرهم ممن يريدون النوال من الكتاب المقدس بأي شكل من الأشكال أن كتابنا المقدس موحى به من الله وأن صلب المسيح حقيقة لا يمكن إنكارها وأن قصة إنكار القديس بطرس للسيد المسيح مثبتة في الأناجيل الأربعة ومتفق عليها ومؤيدة من البشيرين الأربعة في أتفاق تام دون وجود أي تناقضات أو مغالطات فيها كما سنرى.
 

 

 

مفهوم الوحي في المسيحية 

قبل أن نجيب على أسئلة المعترضين في قصة إنكار القديس بطرس للسيد المسيح يجب أن نلفت النظر لشيء هام جداً لا يمكن الإغفال عنه وهو ( مفهوم الوحي في المسيحية ) .

 

1- فنحن نؤمن  إيمان راسخ أن كل حرف في الكتاب المقدس كُتب بوحي إلهي مؤكداً لنا هذا القديس بولس  إذ يقول 

"كل الكتاب هو موحى به من الله" (2تم3: 16) . و الوحي في المسيحية يتم بإرشاد من الروح القدس للكاتب ليعصمه بن الخطأ والسهو فيما سيكتبه ولكن في نفس الوقت لا يلغى شخصية الكاتب , بمعنى أن الوحي يتم من الروح القدس ويُكتب بصياغة وأسلوب وشخصية الكاتب ولهذا السبب قال الكتاب المقدس  " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (2بط 1: 21) .ولأن الكتاب المقدس الموحى به من الله كُتب بأسلوب الكاتب نجد أحياناً قصة أو نص أموقف معين مذكور في أكثر من موضع بشكل يختلف عن الآخر فيمسك المعترضون هذا النص ويُنادى بأنه يوجد تناقض واختلاف في الكتاب المقدس , في حين إنهم لو أمعنوا النظر في النصوص سيروا ويعترفوا إنهما نص واحد ولكن تم صياغته بأكثر من شكل وأكثر من أسلوب وهذا راجع لاختلاف كل كاتب في أسلوب كتابته عن الكاتب الآخر .

 

2- وأيضاً الوحي في المسيحية لا يهتم كثيراً بالزمن أو ترتيب الأحداث زمنياً بالتدريج , فأحياناً نجد كاتب ذكر حدث قبل حدث آخر حدث بعده , أو نجد كاتب ذكر حدث بعد حدث آخر حدث قبله والسبب في هذا أن الكتاب المقدس لم يٌكتب اعتباطا أو بمشيئة إنسان بل كُتب بوحي إلهي مقدماً أو مؤخراً حدث عن حدث لهدف معين يريد أن يخبرنا به الله  في سياق الكلام. 

 

3- وأيضاً الوحي في المسيحية لا يستلزم ذكر جميع الأحداث فأحياناً نرى كاتب ذكر حدث أو قصة لم يذكرها كاتب آخر والعكس صحيح , وهذا ليس معناه أن الكاتب الذي لم يذكر الحدث غٌفل عنه أو كان يجهله أو نسيه, فكما قلنا أن الكتاب المقدس كُتب بوحي من الروح القدس فلو جاز النسيان على الكاتب من المستحيل بالطبع أن الروح القدس أيضاً ينسى فالروح القدس هو الله ولا يمكن أن الله ينسى! ولكن عدم ذكر كاتب لحدث معين أو قصة معينة راجع لحكمة الله في ذلك فعندما أوحى الروح القدس للكاتب الذي ذكر القصة أراد الله ووصل لنا كل ما يريده من أهداف في ذكرها  وبالتالي فلا داعي لذكرها مرة أخرى .

 

وصف دار رئيس الكهنة 

البوابة : وهى باب كبير ذات مصراعين مصنوع من الخشب يقع في أول الدار الخارجية .

الدار الخارجية : وكانت تعرف باسم دار المسكن وهى عبارة عن مساحة خالية أو فناء مكشوف غير مسقوف ، قد يضم داخله مبنى أو أكثر . 

الدهليز :   هو مساحة الأرض الفارغة بين البوابة والدار  وكان يقع ضمن الدار الخارجية.

ساحة الدار : هو المكان الواسع الذي كان يجتمع فيه الناس وكان يقع في الطابق الأرضي من الدار الداخلية .

الدار الداخلية : وهى المبنى الذي يسكنه رئيس الكهنة

 

وبعض الصور لتوضيح رسم دار رئيس الكهنة 

2

 

وتخطيط

3

1

 

4

 

وصور للاثار تثبت ما قدم 

اولا شكل ساحة الدار

 

5

 

 

 

6

وسلم بيت قيافا

 

36 Steps to the House of Caiaphas

اسفل بيت قيافا يوجد محبس غالبا هو الذي قضي فيه المسيح الليل من من منتصف الليل الي الفجر عندما اجتمع مجمع السنهدريم 

37 Dungeon

 

وبجوار هذا الموضع بنيت كنيست بيت قيافا

http://www.biblewalks.com/Photos19/ArmenianZion2s.jpg

اذا وصف الكتاب المقدس في منتهي الدقة 

 

والآن نأتي لموضوعنا الرئيسي وهو إنكار بطرس للسيد المسيح ولكي نوضح الأمر ببساطة وسهولة على القارئ قمنا بعمل جدول لكل إنكار على حدة لنوضح جميع النقاط في كل إنكار بالتفصيل والجداول الثلاثة تحتوى على خمس خانات رئيسية حسب البشائر الأربعة  تشمل النقاط التالية

 1- سائل بطرس في كل إنكار 

 2- زمن حدوث كل إنكار

 3- المكان الذي تم فيه كل إنكار

 4- صيغة السؤال الذي وُجه لبطرس في كل إنكار 

 5- صيغة جواب بطرس ورده في كل إنكار .

وبهذا الشكل سنُغطى الموضوع من جميع جوانبه ولا ندع مجالاً للقيل والقال .

 

إنكار بطرس الأول وشرحه

الإنكار الأول:

 

الحدث

الشاهد

السائل

الزمان

المكان

صيغة السؤال

صيغة الجواب

 

حسب متى


جارية

مت26: 69

 

غير مذكور

؟؟؟؟؟؟

خارجاً فى الدار مع الخدام مت26: 58

و انت كنت مع يسوع الجليلي

مت26: 69

 

فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين

مت26: 70

 

 

حسب مرقس

 

جارية

مر14: 66

عندما كان بطرس يستدفىء مع الخدام

مر14: 67

أسفل دار رئيس الكهنة

مر14: 66

و أنت كنت مع يسوع الناصري

مر14: 67

 

فانكر قائلا لست ادري و لا افهم ما تقولين

مر14: 68

 

حسب لوقا

 

جارية

لو22: 56

 

عندما كان بطرس يستدفئ

لو22: 55

 

في وسط دار رئيس الكهنة

لو22: 55

 

و هذا كان معه

لو22: 56

 

فأنكره قائلا لست اعرفه يا امرأة

لو22: 57

 

 

حسب يوحنا

 

الجارية 

يو18: 17

عندما كان بطرس يستدفئ

يو18: 18

المكان الذي كان يصطلي فيه خدام وعبيد رئيس الكهنة

يو18: 18

الست أنت أيضا من تلاميذ هذا الإنسان

يو18: 17

 

لست أنا

يو18: 17

من خلال هذا الجدول البسيط نستنتج الأتي :

1- أن البشيرين الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا اتفقوا تماماً فيما راووه بخصوص إنكار بطرس الأول , فالقديس متى والقديس مرقس والقديس لوقا أخبرونا أن الذي سأل بطرس السؤال الأول كان الجارية التي تعمل عند رئيس الكهنة والقديس يوحنا أتفق أيضاً معهم ووضح لنا أن هذه الجارية كانت تعمل على البوابة .

2- أيضاً البشيرين اتفقوا في تحديد زمن إنكار بطرس الأول وإن كان القديس متى لم يذكره فالبشيرين الثلاثة الآخرين ذكروه ووضحوه لنا فأخبرنا القديس لوقا إن إنكار بطرس الأول تم عندما كان يستدفئ وأيد هذا الكلام القديس يوحنا وأيد القديس مرقس هذا الكلام ووضح أكثر عندما أخبرنا أن بطرس كان يستدفئ مع الخدام .

3- أيضاً البشيرين الأربعة اتفقوا في المكان الذي تم فيه الإنكار الأول مع اختلاف صياغة كل كاتب في التعبير عن المكان (اختلاف في الصيغة وليس في المكان ) فالقديس مرقس أخبرنا أن بطرس كان يستدفئ مع الخدام ((أسفل دار رئيس الكهنة)) ومن هذا نفهم أن دار رئيس الكهنة كانت مكونة من أكثر من طابق وهذا يؤيده الكتاب المقدس في أن المساكن في عهد المسيح كانت تتكون من أكثر من طابق والدليل . 

** وحيثما يدخل فقولا لرب البيت: إن المعلم يقول: أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟  فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة. هناك أعدا لنا((مر14: 14-15)).

** وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت فغسلوها ووضعوها في علية.وإذ كانت لده قريبة من يافا وسمع التلاميذ أن بطرس فيها أرسلوا رجلين يطلبان إليه أن لا يتوانى عن أن يجتاز إليهم. فقام بطرس وجاء معهما. فلما وصل صعدوا به إلى العلية فوقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن ((اع9: 37-39)).

** في دمشق والي الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد أن يمسكني، فتدليت من طاقة في زنبيل من السور، ونجوت من يديه ((2كور11: 32)).

إذاً عندما يخبرنا القديس مرقس أن بطرس كان يستدفىء أسفل دار رئيس الكهنة يقصد الطابق الأرضى وعندما أخبرنا القديس لوقا أن بطرس كان يستدفىء فى ((وسط دار رئيس الكهنة)) هذا لا يناقض كلام القديس مرقس بل يتفق معه تماماً فالقديس لوقا يقصد بقوله ((وسط الدار)) ساحة المنزل التى تقع أسفل الدار , ويوضح لنا هذا الأمر القديس متى عندما يخبرنا أن بطرس فى إنكاره الأول كان يستدفىء  (خارجاً فى الدار) لاحظ ياعزيزى جيداً ماذا يقول القديس متى يقول ((خارجاً)) وفى نفس الوقت يقول ((فى الدار)) , نعم فبطرس كان خارجاً فى ساحة المنزل (قاعة المنزل الخارجية) يصطلى ولكنه فى نفس الوقت داخل الدار أى الدار الكبرى و هذا يؤيد تماماً ويتفق مع كلاً من كلام القديسان مرقس ولوقا وأخيراً يتفق معهم القديس يوحنا ويخبرنا أن هذا المكان كان يصطلى فيه خدام وعبيد رئيس الكهنة .

4- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا تماماً فى السؤال الذى وُجه لبطرس فى إنكاره الأول وكل بشير صاغ السؤال بإسلوبه الخاص ولو دققنا النظر فى كلام البشيرين الأربعة سنجد إنه نفس الكلام ولكن بصيغة تختلف عن الأخرى أى أن الإختلاف فى الصيغة وليس فى جوهر السؤال  , فالسؤال عند متى (( وأنت كنت مع يسوع الجليلى)) هو هو نفس السؤال عند مرقس بصيغة أخرى (( وأنت كنت مع يسوع الناصرى )) هو هو نفس السؤال عند لوقا بصيغة أخرى ((وهذا كان معه)) هوهو نفس السؤال عند يوحنا بصيغة أخرى (( ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الإنسان)) فكما نرى جوهر السؤال واحد وكل بشير صاغه بطريقته وإسلوبه الخاص .

5- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا فى رد القديس بطرس على السؤال الذى وجُه له من الجارية ولم نجد بشير قال أن بطرس أنكر وبشير آخر ناقضه وقال إنه أعترف ولم ينكر , هذا غير وارد بالمرة فى كلام البشيرين الأربعة فكلهم أخبرونا أن بطرس أنكر معرفته بالمسيح عندما سألته الجارية وكل بشير أورد إنكار بطرس بطريقته وإسلوبه , فجواب بطرس عند متى ((لست أدرى ما تقولين)) هو هو نفس الجواب عند مرقس بصيغة أخرى ((لست أفهم ولا أدرى ما تقولين)) هوهو نفس الجواب عند لوقا بصيغة أخرى ((لست أعرفه)) هو هو نفس الجواب عند يوحنا بصيغة أخرى (( لست أنا)) .

فهل يجرؤ إنسان أن يقول أن هناك تناقض أو إختلاف أو تضاد فى هذا الكلام ؟

أليس كلام جميع البشيرين واحد مصاغاً بأكثر من شكل ؟

 

 

إنكار بطرس الثانى وشرحه

الإنكار الثاني :

 

الحدث

الشاهد

السائل

الزمان

المكان

صيغة السؤال

صيغة الجواب

 

حسب متى

 

الجارية اخري

مت26: 70

بعدما خرج بطرس إلى الدهليز

مت26: 71

الدهليز

مت26: 71

فقالت للذين هناك و هذا كان مع يسوع الناصري

مت26: 71

فأنكر أيضا بقسم اني لست اعرف الرجل

مت26: 72

 

حسب مرقس

الجارية

مر14: 69

عندما خرج إلى الدهليز

مر14: 68

الدهليز

مر14: 68

ابتدأت تقول للحاضرين ان هذا منهم

مر14: 69

فأنكر أيضا

مر14: 70

حسب لوقا

رجل

لو22: 58

بعد الإنكار الأول بقليل

لو22: 58

غير مذكور

؟؟؟؟؟

قال و أنت منهم

لو22: 58

يا إنسان لست إنا

لو22: 58

 

حسب يوحنا

مجموعة من الناس

يو18: 25

عندما كان بطرس يصطلى

يو18: 25

عند باب دار رئيس الكهنة

يو18: 16

الست أنت أيضا من تلاميذه

يو18: 25

لست إنا

يو18: 25

 

من خلال هذا الجدول البسيط نستنتج الأتى :

1- يخبرنا القديس متى أن فى إنكار بطرس الثانى الذى سأل بطرس هو نفس الجارية التى سألته السؤال الأول ويتفق معه أيضاً القديس مرقس ولكننا نجد القديس لوقا يخبرنا غير ذلك فالسائل عند لوقا لم يكن نفس الجارية بل كان رجلاً وهنا يظهر وللوهلة الأولى إنه فعلاً يوجد تناقض فمتى ومرقس يقولان جارية بينما لوقا يقول رجل ولكن يحل لنا هذه المشكلة القديس يوحنا عندما يخبرنا أن الذى قام بسؤال بطرس الثانى كان مجموعة من الناس وهنا تتضح لنا الصورة ويُحل الإشكال ونفهم أن مجموعة الناس الذين سألوا بطرس كان من ضمنهم الجارية المذكورة فى متى ومرقس وأيضاً الرجل المذكور فى لوقا ويزداد يقين كل مسيحى حقاً أن الأناجيل المقدسة تُكمل بعضها بعضاً  بنظام وحي إلهى لا يُمكن أن يُخطىء .

ونفهم السياق بمعني ان موضوع بطرس بدا ينتشر فالاول تعرفت عليه الجاريه فقط في الانكار الاول ثم بدا مجموعه من الناس ومنهم رجل بدا يتعرف عليه وهو مع الجاريه يؤكدون انه كان مع المسيح فبشير يقول جاريه صحيح وبشير يقول رجل صحيح ويوحنا البشير الذي يقول مجموعه صحيح ويؤكد السابقين ايضا

 

2- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا تماماً فى تحديد زمان الإنكار الثانى لبطرس ولم نجد بشير قال شىء وبشير آخر قال عكسه حتى نحكم بالتناقض بل نجدهم يكملون بعضهم البعض حتى تظهر الصورة كاملة لنا , فالقديس لوقا أخبرنا أن الإنكار الثانى لبطرس تم بعد الإنكار الأول بزمن قليل عندما خرج إلى الدهليز كما أخبرانا القديسان متى ومرقس , وكان يصطلى كما أخبرنا القديس يوحنا , وهكذا تتضح لنا جميع تفاصيل إنكار بطرس الثانى بإتفاق تام بين الأناجيل .

3- أيضاً لم نجد أى تناقض بين البشيريين فى تحديد المكان الذى تم فيه الإنكار الثانى فالقديس لوقا لم يذكره أما القديسان متى ومرقس أخبرانا بالمكان وهو الدهليز ((والدهليز هو مساحة الأرض الفارغة بين البوابة والدار)) , والقديس يوحنا حدد البقعة التى تم فيها الإنكار الثانى وقال عند باب دار رئيس الكهنة ((يقصد البوابة)) وبالطبع باب دار رئيس الكهنة كان فى الدهليز وهكذا يكون القديس يوحنا متفق تماماً مع القديسان متى ومرقس .

ويصطلي في الدهليز لان الفكر في هذا الزمان كان يشعل نيران في عدة براميل ويجتمع كل مجموعه من بضعة افراد يتدفون حول احدهم 

وبطرس غير مكانه ولكنه لا يريد ان يغادر الدار لانه يريد ان يعرف ماذا سيحدث لسيده الرب يسوع المسيح 

 

4- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا فى السؤال الثانى الذى وُجه لبطرس وكل بشير صاغه بطريقته الخاصة فالقديس متى  أخبرنا أن الجارية بعدما سألت بطرس السؤال الأول وأنكر ((قالت للذين هناك و هذا كان مع يسوع الناصري)) ويؤيده فى هذا القديس مرقس إذ قال أن الجارية بعد إنكار بطرس الأول ((أبتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم)) ويوضح لنا القديس لوقا أن الجارية بعدما أخبرت الحاضرين بأمر بطرس سأله رجل منهم وقال له ((وأنت منهم)) ثم فى النهاية يجمل لنا القديس يوحنا الأمر ويقول أن الحاضرين بما فيهم الجارية و الرجل سألوا بطرس (( ألست أنت أيضاً من تلاميذه )) .

فكما ترى أيها المعترض الكريم البشائر الأربعة تكمل بعضها بعضاً  بشكل عجيب والفضل فى ذلك يرجع للروح القدس الذى أرشد الآباء القديسين لكتابة هذه الأمور لتتضح لنا الحقيقة .

5- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا تمام الإتفاق فى رد بطرس على السؤال الثانى الذى وُجه له وكل بشير كلمنا عن جانب معين فى رد بطرس متفقاً مع البشيريين الثلاثة الآخريين دون تناقض أو إختلاف , فالقديس مرقس أقتصر رد بطرس فى الإنكار الثانى عندما سمع الجارية تُخبر الحاضرين بأمره وقال ((فأنكر أيضاً )) والقديس متى أورد لنا رد بطرس بالكامل عندما سمع الجارية تٌخبر الحاضرين بأمره فقال ((فأنكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل)) ونفهم من هذا أن القديس مرقس أورد  رد بطرس ملخصاً والقديس متى أورده مفصلاً , أما القديس لوقا أخبرنا برد بطرس لسؤال وُجه له مباشرة من رجل كان ضمن الحاضرين الذين أخبرتهم الجارية عن أمره  فذهب لبطرس شخصياً وقال له ((وأنت منهم)) فرد عليه بطرس وقال ((يا إنسان لست أنا)) , و القديس يوحنا أتفق مع غيره من البشيريين وأورد رد بطرس الإجمالى لجميع الحاضرين بقوله ((لست أنا)) .

فجميع هذه الأقوال كلها متفقة مع بعضها ولا يوجد فيها أى تناقض أو إختلاف.

 

 

إنكار بطرس الثالث وشرحه

الإنكار الثالث :

 

الحدث

الشاهد

السائل

الزمان

المكان

صيغة السؤال

صيغة الجواب

 

حسب متى

 

القيام

مت26: 73

 

بعد الإنكار الثاني بقليل

مت26: 73

 

غير مذكور

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حقا أنت أيضا منهم فان لغتك تظهرك

مت26: 73

فابتدأ حينئذ يلعن و يحلف إني لا اعرف الرجل و للوقت صاح الديك

مت26: 74

 

حسب مرقس

 

الحاضرون.

مر14: 70

 

بعد الإنكار الثاني بقليل

مر14: 70

 

غير مذكور

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حقا أنت منهم لأنك جليلي أيضا و لغتك تشبه لغتهم

مر14: 70

فابتدأ يلعن و يحلف إني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه

مر14: 71

 

حسب لوقا

 

رجل آخر

لو22: 59

بعد الإنكار الثاني بنحو ساعة واحدة

لو22: 59

غير مذكور ولكن يُفهم من لو22: 61

إنه داخل منزل رئيس الكهنة

بالحق ان هذا أيضا كان معه لأنه جليلي أيضا

لو22: 59

يا إنسان لست اعرف ما تقول

لو22: 60

 

حسب يوحنا

عبد رئيس الكهنة نسيب ملخس الذى قطع بطرس أذنه

يو18: 26

 

 

غير مذكور

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

غير مذكور

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اما رايتك انا معه في البستان

يو18: 26

 

 

فانكر بطرس ايضا

يو18: 27

 

 

ملحوظة هامة :

من خلال هذا الجدول البسيط نستنتج الأتى :

1- يخبرانا القديسان متى ومرقس أن الذى قام بسؤال بطرس فى إنكاره الثالث كانوا القيام أو الحاضرين ويوضح لنا القديس لوقا أن الذى بادر بالكلام منهم وسأل بطرس شخص آخر غير الشخص الذى سأله فى الإنكار الثانى , ثم يحدد لنا القديس يوحنا هوية هذا الشخص ويخبرنا إنه كان عبد لرئيس الكهنة وكان نسيب ملخس الذى كان أيضاً عبد لرئيس الكهنة و قام بطرس بقطع أذنه فى البستان ساعة القبض على السيد المسيح .

2- أيضاً البشيريين أتفقوا فى تحديد زمن الإنكار الثالث لبطرس فالقديس يوحنا لم يذكر الزمن , بينما القديسان متى ومرقس يخبرانا أنه حدث بعد الإنكار الثانى بقليل ,ويحدد لنا القديس لوقا هذا الزمن القليل ويخبرنا إنه كان حوالى ساعة واحدة .

3- أما بالنسبة للمكان الذى تم فيه الإنكار الثالث لبطرس فلم يذكره أى بشير صراحة ولكن من سياق الكلام فى بشارة معلمنا لوقا أستطعنا أن نحدد المكان بسهولة إذ يقول النص أن بعد إنكار بطرس الثالث وصياح الديك (( فالتفت الرب ونظر إلى بطرس ، فتذكر بطرس كلام الرب ، كيف قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات)) لوقا 22: 61 .

فهذا النص صريح وواضح ونفهم منه أن إنكار بطرس الثالث  تم بعد رجوع بطرس من الدهليز ودخوله منزل رئيس الكهنة مرة أخرى ومشاهدته لمحاكمة المسيح .

4- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا فى صيغة السؤال الذى وُجه لبطرس فى إنكاره الثالث فالقديسان متى ومرقس أوردوا لنا مُجمل كلام الحاضرين فأخبرنا القديس متى أن الحاضرين سألوا بطرس ((حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك )) وأيده فى هذا الكلام القديس مرقس بصيغة أخرى إذ قال أن الحاضرين قالوا ((حقا انت منهم لانك جليلي ايضا و لغتك تشبه لغتهم)) , أما القديس لوقا فركز على شخص معين كان ضمن الحاضرين  فأورد لنا أن هذا الشخص أيد كلام الحاضرين بقوله ((بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا  ))  ووضح القديس يوحنا أن هذا الشخص  بعدما أكد كلام الحاضرين وجه سؤال مباشر لبطرس وهو (( أما رأيتك أنا معه فى البستان))  وفى هذه اللحظة ومع كثرة الإتهامات التى وُجهت لبطرس على المستوى الجماعى والمستوى الفردى وظن بطرس أن هذه المرة سيُقبض عليه لا محالة لأن الشهود هذه المرة بينهم شخص رآه فى البستان رؤى العين حينئذ ومن شدة الخوف أبتدأ بطرس يلعن ويحلف إنه لا يعرف المسيح وفى تلك اللحظة صاح الديك فنظر الرب لبطرس فتذكر بطرس كلام الرب إنه قبل أن يصيح الديك سينكره ثلاث مرات فخرج خارجاً وبكى بكاءاً مراً.

5- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا على رد بطرس فى الإنكار الثالث فكل بشير تكلم عن جانب معين فى إتفاق تام مع البشيريين الثلاثة الآخريين فبالنسبة للقديس لوقا أورد لنا رد بطرس على سؤال مباشر مُركز يحتاج لإجابة مباشرة مركزة فالسؤال كان فيه إتهام لبطرس إنه كان مع يسوع فرد بطرس وقال للعبد الذى سأله (( ياإنسان لست أدرى ما تقول)) , حينئذ أبتدأ جميع الحاضرون ينهالوا على بطرس بالإتهامات فوجد من يتهمه بأنه منهم (من أتباع المسيح)) ووجد من يتهمه بأنه جليلى مثله ووجد من يتهمه إنه يتكلم بنفس لغته ولما كانت كل هذه الإتهامات خطيرة ولكي ينجو بحياته من هذا الموقف أبتدأ يلعن ويحلف إنه لا يعرف المسيح وهذا ما أورداه لنا القديسان متى ومرقس فيقول القديس مرقس أن رد بطرس هو ((فابتدا يلعن و يحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه)) ويؤيده القديس متى ويضيف أن فى هذه اللحظة صاح الديك ((فابتدا حينئذ يلعن و يحلف اني لا اعرف الرجل و للوقت صاح الديك)) , أما القديس يوحنا فأورد لنا مضمون الموقف كله  من أوله إلى أخره وقال (( فأنكر بطرس أيضا )).

 

أسئلة المعترضون والرد عليها

 

الكلام المظلل هو نص المعترضون على قصة إنكار بطرس أوردناه بالحرف كما جاء فى مواقعهم ثم عقبنا على كل سؤال بالرد مباشرة . 

اختلف رواة الاناجيل الأربعة في حكاية إنكار بطرس عدة اختلافات فاحشة 

أولاً : لو تأمل القارىء الفطن في حكاية الانكار برمتها ، سيجد أنها مناقضة لما ورد في لوقا [ 22 : 32 ] من خطاب المسيح لبطرس بقوله : ((ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك ، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك)) .  وما ورد في يوحنا [ 17 : 15 ] وملخصه أن المسيح سأل الله أن يحفظ تلاميذه من الشرير وأنه أعطاهم المجد الذي أعطاه إياه الله ، ليكونوا واحداً .وقد قال المسيح لبطرس في متى [ 16 : 17  ] (( أنت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فما تربطه فى الارض يكون مربوطاً في السماء … ((فإن صدقت هذه الرويات عن لوقا ويوحنا ومتى ، كيف يصح لبطرس أن ينكر سيده ومعلمه ؟

الرد : 

يندهش المعترض الكريم ويتسائل كيف ينكر بطرس سيده ومعلمه رغم كل ما قيل عنه فقد قيل عنه إنه هو الذى سيثبت أخوته فى الإيمان وقيل عنه إنه الصخرة الذى سيبنى عليها المسيح كنيسته وقيل عنه إنه سيُعطى مفاتيح ملكوت السموات .

دعونا نستعرض هذه النصوص ونرى فى أى مناسبات قيلت 

النص الأول الذى أستشهد به المعترض وهو فى لوقا 22: 32 يقول فيه المسيح لبطرس ((ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك وأنت متى رجعت ثبت إخوتك)) . هذا النص لم يكن مدح لبطرس عن إيمانه كما فهم المعترض الكريم بل على العكس تماماً فهذا النص يتكلم عن ضعف إيمان بطرس وإنه بسبب ضعف إيمانه وخوفه من الموت سينكر المسيح ويٌخبر النص أيضاً أن بعد هذه التجربة سيندم بطرس ندماً شديداً ويتوب توبة حقيقية بإيمان ثابت لا يتزعزع ويطلب الرب يسوع من بطرس إنه بعدما يرجع للإيمان يثبت أخوته فى هذا الإيمان فالنص نبوة عن إنكار بطرس الذى سيحدث ولو كان المعترض الكريم كلف نفسه وقرأ العددين التاليين مباشرة لفهم هذا جيداً وأستغنى عن سؤاله هذا فالعديين اللذين بعد هذا يقولان (( فقال له يارب إنى مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت! فقال أقول لك يابطرس لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني)).

أما النص الثانى الذى أورده المعترض الموجود فى يوحنا 17: 15 فيقول ((لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير)) فهذا النص أيضاً كان قبل القبض على يسوع مباشرة وقاله المسيح ضمن صلاة طويلة أخذت كل الإصحاح السابع عشر , صلاة من أجل تلاميذه الذين بعد قليل نراهم كلهم لحظة القبض عليه  تركوه وحده وهربوا من شدة الخوف . فلم يكن النص مدح لإيمانهم بل صلاة لأجلهم لكى يحفظهم الله من الشيطان .

أما النص الثالث الذى أورده المعترض الموجود فى متى 16: 18 وليس 16: 17 فيقول فيه المسيح لبطرس ((وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس ، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها)) هذا النص عبارة عن مدح ونبوة أيضاً فالسيد المسيح مدح بطرس عندما أعترف به إنه ابن الله ونبوة عن حال بطرس بعد الإنكار والتوبة وصعود المسيح إنه سيكون الصخرة التى سيبنى عليها الرب كنيسته وقد تم هذا فعلاً بعد صعود المسيح  فى يوم الخمسين عندما تمت أول بشارة وعظة للمسيحية على يد القديس بطرس وأمن على يديه فى هذا اليوم نحو ثلاثة الأف نفس ((أع 2: 41)).

******************

ثانياً : اختلفت الاناجيل في الذين قاموا بسؤال بطرس :فعلى رواية متى التي سألته أولاً جارية ، والتي سألته ثانياً جارية ، والذين سألوه ثالثاُ الرجال القيام .وعلى رواية لوقا ، التي سألته أولاً جارية ، وثانياً رجل ، وثالثاً رجل آخر .وعلى رواية يوحنا ، التي سألت أولاً الجارية البوابة ، وثانياً الرجال ، وثالثاً واحد من عبيد رئيس الكهنة .وهذا اختلاف فاحش وفي حادثة واحدة .

الرد :

عزيزى المعترض لا يوجد أى تناقض بين الأناجيل الأربعة بخصوص من قاموا بسؤال بطرس والإجابة على أسلئتك هذه موجودة فى تعليقنا فى جدول الإنكار الأول فقرة واحد , وجدول الإنكار الثانى فقرة واحد , وجدول الإنكار الثالث فقرة واحد . فهذه الفقرات تتحدث عن من قاموا بسؤال بطرس فى إنكاراته الثلاثة نرجو الرجوع إليها لتعلم الإجابة الصحيحة فلا داعى لتكراها هنا مرة أخرى .

 

********************

ثالثاً : كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار حسب رواية متى ، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل الدار على رواية يوحنا .

الرد :

ما ذكره المعترض الكريم يوضح إنه يتكلم عن الإنكار الأول لبطرس ونحب أن نطمئنه إنه لا يوجد أى تناقض أو إختلاف فى تحديد المكان الذى كان موجوداً فيه بطرس ساعة الإنكار الأول فجميع البشيريين أتفقوا معاً فى تحديد المكان راجع الإنكار الأول الفقرة الثالثة للتأكد . 

*******************

رابعاً : اختلفوا في نوع الأسئلة الموجَّهة لبطرس :فعند متى أن الجارية قالت له : ((وأنت كنت مع يسوع الجليلي (( ، ومرقس مثله ، لكنه أبدل لفظ الجليلي بالناصري ، وعند لوقا أنها قالت : ((وهذا كان معه (( أما يوحنا فذكر أنها سألته هكذا : ((ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الانسان(( . ونحن نقول لما كانت الحادثة واحدة ، كان ينبغي ألا تختلف نوعية الأسئلة من إنجيل لآخر .

الرد :

المعترض الكريم يتكلم عن نوع السؤال الذى وُجه لبطرس فى الإنكار الأول والإجابة على جميع تساؤلاته فى هذه النقطة  موجودة فى الإنكار الأول الفقرة الرابعة .

*******************

خامساً : اختلفوا في وقت صياح الديك : فعلى رواية متى ولوقا ويوحنا صاح الديك بعد مرات الانكار الثلاثة ، وصاح مرة واحده ، وعلى رواية مرقس صاح الديك مرة بعد الانكار الأول ، وصاح مرة ثانية بعد الانكار الثاني والثالث .

الرد :

حقيقة أندهشت من سؤال المعترض فى هذه النقطة فهو يرى بل ويحكم أن البشيريين أختلفوا فى موضوع صياح الديك فى حين إنه يعترف بأن جميع البشيريين ذكروها فى أناجيلهم  وننصحه بأن يرجع لأول بحثنا وشرحنا البسيط لمفهوم الوحي فى المسيحية وسنسرد له هنا النقطة رقم 3 فقط من مفهوم الوحي فى المسيحية فهى ذات صلة بسؤاله هذا .

3- وأيضاً الوحي فى المسيحية لا يستلزم ذكر جميع الأحداث فأحياناً نرى كاتب ذكر حدث أو قصة لم يذكرها كاتب آخر والعكس صحيح , وهذا ليس معناه أن الكاتب الذى لم يذكر الحدث غٌفل عنه أو كان يجهله أو نسيه, فكما قلنا أن الكتاب المقدس كُتب بوحي من الروح القدس فلو جاز النسيان على الكاتب من المستحيل بالطبع أن الروح القدس أيضاً ينسى فالروح القدس هو الله ولا يمكن أن الله ينسى! ولكن عدم ذكر كاتب لحدث معين أو قصة معينة راجع لحكمة الله فى ذلك فعندما أوحى الروح القدس للكاتب الذى ذكر الحدث أو القصة أراد الله ووصل لنا كل ما يريده من أهداف فى ذكرها  وبالتالى فلا داعى لذكرها مرة أخرى .

إذاً تحت هذا البند سيجد المعترض الإجابة على سؤاله ونرجو أن يفهم أن القديس مرقس عندما ذكر صياح الديك مرتين مرة بعد الإنكار الأول والأخرى بعد الإنكار الثالث وصل لنا الله كل ما يريده مما دعا البشيريين الثلاثة الأخيريين متى ولوقا ويوحنا لذكر صياح الديك الثانى والأخير وهو الأهم .

*****************

سادساً : في جواب بطرس للجارية التي سألته أولاً فحسب رواية متى انه قال : لست أدري ما تقولين وعلى رواية لوقا انه قال : لست أعرف يا امرأة ,وعلى رواية ويوحنا : انه أتى بلفظ لا النافية فقط .

الرد :

لماذا لم تذكر أيها المعترض الكريم جواب بطرس بحسب رواية مرقس ؟ لماذا تجاهلته ؟ لن أقول أنا لماذا ولكن القارىء الفطن سيفهم من نفسه وعموماً الرد على جميع تسأولاتك فى هذه النقطة موجودة فى الإنكار الأول الفقرة الخامسة .

*****************

سابعاً : في جوابه للسؤال عند الانكار الثالث ، فعلى رواية متى ومرقس أنه أنكر مع القسم واللعن قائلاً : (( إني لست أعرف الرجل (( ورواية لوقا : (( يا إنسان لست أعرف ما تقول )) ، وفي إنجيل يوحنا انه قال : (( لست أنا)).

الرد :

إجابة جميع هذه النقاط موجودة فى الإنكار الثالث الفقرة الخامسة .

****************

ثامناً : يفهم من رواية مرقس أن الرجال القيام وقت السؤال كانوا خارج الدار ويفهم من رواية لوقا أنهم كانوا في وسط الدار .وهكذا يسرد الحدث الواحد ، في أكثر من إنجيل بشكل مختلف تماماً و متناقض .فاعتبر أيها المسيحي بالمناقضات الكثيرة ، في هذه الحكاية الصغيرة .

الرد :

عزيزى المعترض لم أفهم هنا عن ماذا تتكلم وعن أى إنكار تتحدث فالقديس مرقس لم يذكر القيام بل الذى ذكر هذه اللفظة هو القديس متى راجع متى 26: 73 وذكرها فى الإنكار الثالث وأيضاً مكان القيام غير مذكور فى متى , أما كلامك عن رواية لوقا وذكرك أن الرجال كانوا فى وسط الدار , هذا الأمر متعلق بالإنكار الأول وليس الثالث فلربما أختلط عليك الأمر أو تقصير منا فى عدم إستيعاب السؤال فنرجو منك أن تذكره بتفصيل وتدقيق أكثر حتى نُجيب عنه.

 

انتهى بنعمة الرب

شكر خاص لأخوتي الأحباء هولي بايبل وكاس الدم الرب يعوض تعب محبتهم

أذكروني في صلواتكم .

خادم الرب : صوت الله

 

شكرا لاخي الحبيب صوت الله علي البحث والمجهود الرائع الذي قام به 

واقدم شبهة اخري اراد المشكك نقدر الرد الواضح للقس الدكتور منيس عبد النور وساضع نصها باللون الاخضر والتعليق من ضعفي بالقاني 

 

تعليق القس منيس 

وللرد نقول : 

(1) 
اتفق الإنجيليون على عدد مرات إنكار بطرس لسيده، وأجمعوا على أن إنكاره كان قبل أن يصيح الديك. وتمت بذلك نبوَّة المسيح أن بطرس سينكره ثلاث مرات، وقبل صياح الديك.

لقد قال المسيح العبارتين - قال إن بطرس سينكره قبل أن يصيح ديك، وإنه ينكره قبل أن يصيح الديك مرتين. وذكر متى إحدى العبارتين، وذكر مرقس العبارة الأخرى. ومما يجدر ذكره أن لوقا ويوحنا أوردا قول المسيح بنفس الصيغة الواردة في متى. وقبل الجزم بأن أحد البشيرين يناقض البقية يجب أن نأتي بالدليل على أن المسيح لم يقل هذه العبارة إلا مرة واحدة، وإلا فلا تناقض.

فيصح أن نتصور ما يأتي: أنذر المسيح بطرس أنه قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات.. ولما كان بطرس سريع التأثر ثار لما سمع هذا، وكأنه يقول: هل أنا أنكر سيدي؟ إن هذا مُحال! "ولو اضطُررت أن أموت لا أنكرك". وعندئذ كرر المسيح الإنذار، وأضاف تفصيلاً آخر بقوله: يا بطرس، قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات. ويترجح جداً أنه قد تُبودلت عبارات كثيرة بين بطرس وسيده بصدد هذه النقطة الخطيرة. ولا شك أن المسيح قال لبطرس نفس العبارة الواردة في متى ولوقا ويوحنا، والعبارة الواردة في مرقس أيضاً.

ولنورد حلاً آخر، وهو أن متى ولوقا ويوحنا أوردوا إعلان المسيح لبطرس أنه سينكره بصيغة عامة، أما مرقس (فكما هي عادتهأورد العبارة بالتدقيق. وكما نراه في روايات أخرى يورد تفصيلات دقيقة لا نراها في بقية البشائر، هكذا هنا أيضاً أورد كلمة دقيقة لم يوردها غيره. وعلاوة على هذا يجب أن نتذكر أن بشارة مرقس (كما يفيد التقليد) كُتبت تحت إشراف بطرس. ولذا نرى فيها أسلوب بطرس ولهجته. فلا نستغرب عندما نجد أن العبارة المقولة لبطرس واردة في هذه البشارة بدقة أكثر من سواها.

(2) 
اقتصر لوقا البشير على ذكر المرة التي أنكر فيها بطرس سيده صراحة وبشدة، لأنها كانت أهم من المرة الأولى. وهذا لا ينافي أن جاريتين سألتاه مرتين. أما متى ومرقس فذكرا الحالتين. وعليه فلا اختلاف، فإن الاختلاف لا يتحقق إلا إذا نفى الواحد ما أثبته الآخر. وهنا اقتصر لوقا على ذكر الأهم، وأما الآخرون فذكروا كل شيء بالتفصيل.

(3) 
قال لوقا إن رجلين سألاه عن نسبته إلى سيده، وقال متى ومرقس إن الرجال سألوه، فعبارتهما تتضمن أن رجلين سألاه نيابةً عن باقي الجمهور، فلا نتصوَّر أن كل الحاضرين سألوا بطرس مرة واحدة.

(4) 
قال متى: إنه كان خارجاً في الدار، وقال مرقس: في الدار أسفل، وقال لوقا: في وسط الدار، وقال يوحنا: إنه كان واقفاً عند الباب خارجاً، فخرج التلميذ وكلَّم البوَّابة فأدخل بطرس (آية 16). فلا يوجد اختلاف. بطرس كان حسب قول متى خارجاً في الدار، أي ليس في الدار الأعلى الذي كان فيه المسيح والمجلس. ومما يدل على أنه كان في صحن الدار قول متى إنه لما ضايق اليهود بطرس خرج إلى الدهليز، مما يدل على أنه كان في الدار. ولم يقل البشير إن بطرس كان خارج الدار، بل "خارجاً في الدار" أي خارج المخادع. وبما أنه كان في المحل التحتاني (أي صحن الدارفيصح أن يُطلق عليه أسفل الدار. ولا يخفى أن معنى صحن الدار هو أسفله، وهو لا ينافي أنه كان جالساً في وسطه يستدفئ. وقصد الرسل أنه لم يكن في الدور الأعلى المرتفع الذي كان فيه المجلس، بل كان في مكان الخدم وهو الصحيح.

(5) 
من تأمل الأسئلة الموجَّهة لبطرس وجدها واحدة، ففي متى قالت الجارية : " وأنت كنت مع يسوع الجليلي ". ثم قالت أخرى: " وهذا كان مع يسوع الناصري ". وقال القيام (أي الحراس) : " أنت أيضاً منهم فإن لغتك تظهرك ". هذه هي رواية متى.

أما مرقس فذكر أن الجارية قالت: "أنت كنت مع يسوع الناصري". ثم رأته ثانية وقالت للحاضرين: "إن هذا منهم". وقال الحاضرون لبطرس : "حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً ولغتك تشبه لغتهم". وقِس على ذلك ما ورد في إنجيل لوقا ويوحنا، فإنه لا يختلف عن ذلك في شيء ما.

(6) 
أنكر بطرس المسيح ثلاث مرات قبل صياح الديك، غير أن بعضهم ذكر أن الديك صاح مرتين واقتصر البعض الآخر على ذكر صياح الديك مرة، وسبب ذلك هو أن الديوك عادةً تصيح مرتين، عند قدوم الصبح وعند طلوع النهار. وبما أنه يندر من يسمع صياحه أول مرة، لم يذكره بعض البشيرين. والمهم هو الصياح الثاني وقد ذكره جميع البشيرين، وهذا لا ينافي أنه صاح قبلها.

(7) 
إجابات بطرس واضحة متشابهة لا فرق بينها. وبما أن كثيرين من الخدم والحاضرين أخذوا يعنفونه ويضايقونه، فزع وتلعثم في الكلام، وهو يبرئ نفسه بأساليب متنوعة في الوضوح والخفاء. فتارة ينكر، وأخرى يحلف ليتخلّص من ظلم اليهود. وكان ينتقل من مكان لآخر ليواري نفسه ويتخلص من مأزقه.

وهكذا يتضح عدم وجود اختلاف في أقوال البشيرين، فكل واحد منهم ذكر أقوال الوحي الإلهي بحسب روحه ونَفَسه، فإن الوحي لا يبتلع شخصية الإنسان. فالله يوحي للنبي أو الرسول المعاني والأحكام، ويكون في يد الله بمنزلة القلم في يد الكاتب، فتُحفظ شخصيته، ويظهر في كتابته ما اختص به من القوى العقلية وطرق الفكر والتصوّر. وهذا هو سبب تنوّع طرق تعبير الأنبياء. وكلامنا هنا هو عن الأنبياء أو الرسل بصيغة الجمع. أما إذا اختلف رسول أو نبي في أقواله وعباراته، فهذا هو الذي يُؤاخذ عليه، لأنه ناقض نفسه بنفسه اتفق الإنجيليون على عدد مرات إنكار بطرس لسيده، وأجمعوا على أن إنكاره كان قبل أن يصيح الديك. وتمت بذلك نبوَّة المسيح أن بطرس سينكره ثلاث مرات، وقبل صياح الديك.

التعليق 

حاول الدكتور القس عبد النور دفع تناقضات قصة انكار بطرس بأجوبة مليئة بالمغالطات منها :

1) 
زعم القس أن نبوءة المسيح بانكار بطرس له ثلاث مرات قبل صياح الديك تعنى قبل الصياح مرتين ، و أن الاناجيل اتفقت علي ذلك المعنى ، و هذا خطأ لأن روايات متى و لوقا و يوحنا علقت صياح الديك مطلقاً على وقوع الانكار الثلاثى و هو ما أدى إلى تعارضها مع رواية مرقس الذى انفرد بذكر صياح الديك مرتين .

اولا تعليق المشكك علي ان المسيح اكد ان الصياح مرتين سيكون معلق علي اتمام الانكار بالكامل ثلاث مرات غير صحيح بالمره فالسيد المسيح يقول 

متي 

26: 34 قال له يسوع الحق اقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات 

مرقس

14: 30 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات 

لوقا 

22: 34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني 

يوحنا

13: 38 اجابه يسوع اتضع نفسك عني الحق الحق اقول لك لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات 

المبشرين الثلاثه متي ولوقا ويوحنا شرحوا بطريقه عامه ان الديك سيصيح بعد انكاره ثلاث مرات 

ولكن مرقس البشير يشرح بتفصيل اكثر بان الديك سيصيح مرتين وصياحه الثاني سيكون بعد اتمام الانكار ثلاث مرات 

في مقولة قبل ان يصيح الديك مرتين  اي المره الثانية تنكرني ثلاث مرات هو ان الانكار سيتم ثلاث مرات قبل ان يصيح الديك ويتمم المرتين ولكن في المره الاولي صاح الديك مره واحده وهذا بعد الانكار الاول 

فكان التناقض حقيقي لو صاح الديك مرتين في الانكار الاول 

وبخاصه كاتب العددين هو مرقس البشير بمعني هو يعرف ما كتب ويشرح معني كلام المسيح ويوضح تنفيذه لانه الوحيد الذي تكلم عن تفصيل النبوة وتحقيقها 

و لايوجد تناقض بين المبشرين الاربعه فالثلاثه تكلموا بصيغه عامه ومرقس البشير هو الوحيد الذي وضح ان السيد المسيح تكلم عن صياح الديك مرتين وتحقق كلامه مره بعد الانكار الاول ومره بعد الانكار الثالث



ولا مجال للقول بعمومية اللفظ ، نظراً لاتفاق متى و يوحنا و مرقس عليه 

اخطأ هنا المشكك فهو يقصد يقول متي ولوقا ويوحنا وليس مرقس 

 فلا يتصور إجتماع الثلاثة على تعميم اللفظ فى هذا الموضع بالذات و بشكل يؤثر فى المعنى على هذا النحو إلا إن كان هو اللفظ المقصود ، زد على هذا وضوح العبارات و قطعية دلالتها مما لا يترك مجالاً للشك : " فقال : أقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك تعرفنى " لوقا34:22 " الحق أقول لك إنك فى هذه اليلة قبل أن يصيح ديك تنكرنى ثلاث مرات " متى 34:26
المشكك يدخل في قواعد اللغه العربيه وعموم اللفظ وغيره رغم ان الكتاب كتب باليونانه والذي بالعربي هو فقط ترجمات 

فلا يستطيع تطبيق قواعد النحو والصرف علي النص اليوناني 

و قد أورد القس احتمالاً آخر تصور فيه وقوع العبارتين من المسيح وأن بطرس كان يجادله فى هذا الخبر و بالغ فى تصوره حتى قال : " ويترجح جداً أنه قد تُبودلت عبارات كثيرة بين بطرس وسيده بصدد هذه النقطة الخطيرة " 
هذا تفسير القس منيس وله الحق ان يشرح الامر من وجهة نظره 
ونحن نسأل القس هل انتهت مشاكل المسيح ليمضى وقته فى مجادلة بطرس و الأخذ و الرد معه بهذه الطريقة ؟!
وما المانع فبطرس يتكلم عن اهم شيئ في حياته في هذه اللحظات وهو استعداده ان يضع ذاته عن المسيح والمسيح يريد ان يوضح له هو وكل من يقراء الكتاب المقدس بعد بطرس ان تقديم الذات وبذلها من اجل المسيح ليست عن قوه ذاتيه ولكن هذا من عمل الروح القدس في داخلنا وبطرس في هذا الوقت لم يكن اخذ عطية الروح القدس بعد فهو اعتمد علي ذاته وفشل 
و حسبنا فى إبطال أقوال القس الملهم أن ننظر إلى النص كاملاً سواء فى رواية متى او رواية مرقس و سنجد أن العبارة السابقة و العبارة اللاحقة للنص محل الخلاف فى انجيل مرقس موافقتان لنظيرتيهما بالنسبة للنص محل الخلاف فى انجيل متى مما يؤكد أنه نص واحد صدر عن المسيح و لكن أخطأ أحدهما فيه :
ليس خلاف ولكن تكميل رائع وندرس معا 
حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية .ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل . فاجاب بطرس وقال له وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا . قال له يسوع الحق اقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات قال له بطرس ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك .هكذا قال ايضا جميع التلاميذ " متى31:26-35

وقال لهم يسوع ان كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة .لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف .ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل .فقال له بطرس وان شك الجميع فانا لا اشك .فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم في هذه الليلة قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات .فقال باكثر تشديد ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك .وهكذا قال ايضا الجميع " مرقس27:14-31
واسال المشكك ما هو التناقض بين الاعداد 

وندرسها جمله جمله 

كلام متي البشير باللون الازرق ومرقس البشير بالاسود 

حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة

وقال لهم يسوع ان كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة

 

لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية

لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف

 

ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل

ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل

 

فاجاب بطرس وقال له وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا

فقال له بطرس وان شك الجميع فانا لا اشك

 

وبعد العدد

قال له بطرس ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك

فقال باكثر تشديد ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك

 

هكذا قال ايضا جميع التلاميذ

وهكذا قال ايضا الجميع

فاين التناقض قبل وبعد العدد الذي ادعاه ؟ هل نبدا ندرك ان المشكك غير امين ويذكر شبهات بدون اساس ؟

اذكر لي معلومه اختلفوا فيها . المشكك يريدهم نسخه متطابقه فلوا كانوا نسخه متطابقه فما الفائده ولكن كل منهم يصف باسلوبه فيعطي تجسيم للموقف 


و أخيراً أرجع القس الإختلاف إلى أن الصياح الأول للديك قلما يُسمع فتجاوز عنه البشيرون الثلاثة!!، فما علاقة سماع الصياح من عدمه بتحرى الامانة فى نقل أقوال المسيح و نبوءاته ليُعرف مدى صدقها ؟،

واكرر هذا راي القس منيس ولكن ايضا يعترض المشكك بان يجب ان ينقل التلاميذ بالحرف 

فاوضح له ان الوحي ليس حرفي لان الحرف يقتل والروح القدس لا يلغي دور الانسان ولكن الوحي في المسيحيه هو ان الروح القدس يسوق كاتب الوحي 

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 21

 

لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

 

بمعني انه يستخدم فكر كتبة الوحي واسلوبهم وفلسفتهم وامثلتهم وثقافتهم ولكن يخرج تعبيرات توضح الفكر بطريقه رائعه تكميليه للبنيان وليس لنحفظه حرفيا 

فالمسيح وضح لبطرس انه سينكره قبل صياح الديك وهذا له معناه الروحي المهم ليوضح ان الانسان في اعتماده علي ذاته يسقط وفجأه يتيقظ عندما يبكته الروح القدس وايضا لا يشتكي احد علي روح الله لماذا لم يتيقظ قبل السقوط فيوضح ايضا الكتاب ان صوت روح الله فينا الذي مرات يصيح ونحن لا نسمعه حتي نسقط 

ولهذا فالقصه تكميليه بطريقه رائعه ليس فقط لشرح الموقف ولكن ايضا لتوضيح المعني الروحي بمنتهي الدقه 

ولكن ليس فقط نقل حروف بدون فهم معناها 

 ثم أن الصياح الأول مثل الصياح الثانى كلاهما يصدر عن الديك و يسمعه الناس، إلا من يكونوا نياماً ، فهل كان بطرس نائماً وقت الصياح الاول؟
هذا لم يقوله الكتاب فبطرس سمع ولكن تجاهل مثل الانسان الذي يسمع التبكيت من الروح القدس ويتجاهل ليكمل خطيته 
2) 
و من نقاط التناقض ما أورده متى ومرقس من أن جاريتين والرجال القيام كلَّموا بطرس، بينما لوقا قال إنهم جارية واحدة ورجلان. فكان جواب القس بالآتي : 

اقتصر لوقا البشير على ذكر المرة التي أنكر فيها بطرس سيده صراحة وبشدة، لأنها كانت أهم من المرة الأولى. وهذا لا ينافي أن جاريتين سألتاه مرتين. أما متى ومرقس فذكرا الحالتين " 

ونحن نرد ذلك بالآتي :

أ- أن كل انجيل حرص على ذكر ثلاث انكارات فقط فذكر لوقا انكار بطرس امام جارية ثم أمام رجل ثم مرة ثالثة امام رجل آخر بينما ذكر متى و مرقس انكاره أما جارية ثم أمام جارية أخرى ثم أمام الجمع الذين سألوه ، و بالتالى يتبين أن الجمع و التوفيق من القس الفاضل لا يقوم على أساس ، فكما أن لوقا قد أهمل انكار بطرس امام إحدى الجارتين ، لم يذكر متى ولا مرقس أن الانكار أمام الرجال وقع مرتين و ذكرا مرة واحدة .

اولا في الانكارات الثلاثه شرح استاذ صوت الله تناسق البشائر الاربعه 

ويتخيل المشكك ان بطرس في حديث فردي مره مع جاريه ومره مع جاريه ومره مع رجل ولا يسمعهم احد رغم ان الكتاب يوضح انه وسط خدام رئيس الكهنة وبعد اعلانها ذلك بدا يكرر البعض كلامها وبدا بعضهم يؤكد من لغته وهكذا فقبل الانكار الاول كان المتكلم فقط الجاريه ولكن قبل الانكار الثاني لم تكن الجاريه لوحدها ولكن بدا مجموعه يكررون معها كلامها فمتي ومرقس البشيرين يوضحون ان نفس الجاريه وهذا صحيح ولوقا يوضح ان رجل سمعها المره الاولي وكرر معها المره الثانيه وهذا صحيح ويوحنا البشير يوضح انهم جمع وهذا صحيح 

ب- لا نعلم ما الفارق بين الانكار الشديد و الانكار الغير شديد ؟! فالانكار هو الإنكار، وقد أنكر بطرس بوضوح امام الجارتين ، و تبع الإنكار الاول الصياح الأول للديك كما جاء فى مرقس 67:14، 68: " ...نظرت إليه و قالت : أنت كنت مع يسوع الناصرى؟ فأنكر قائلاً: لست أدرى ما تقولين! و خرج خارجاً إلى الدهليز فصاح الديك " 
هذه نقطه فرعيه في تعليقه هو يضوح ان المبشرين يوضحوا ابعاد مختلفه للقصه 
اما الانكار الثانى أمام الجارية فقد أقسم بطرس عليه زوراً تأكيداً له : ".... ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك: و هذا كان مع يسوع الناصرى، فأنكر أيضاً بقسم : إنى لست أعرف الرجل! " متى71:26، 72

فلا سبيل للتنكر لاحدى الروايتين ، و تكون نتيجة الجمع بين الروايات حينئذ وفق تعليل القس أن بطرس قد أنكر المسيح أربع مرات، مرتين أمام الجارتين و مرتين امام الرجال فيكون المجموع أربع انكارات لا ثلاثة و تبطل بذلك مقولة القس " اتفق الإنجيليون على عدد مرات إنكار بطرس لسيده " بل و تبطل نبوءة المسيح بالكلية إذ أخطأ فى تحديد عدد مرات الانكار 
وهنا المشكك يوضح خطؤه فهو يتخيل انه حديث فردي رغم ان كل المبشرين وبخاصه يوحنا الحبيب يؤكدون ان بعد كلام الجاريه المره الاولي بدا جمع يتهم بطرس بانه كان مع المسيح ووضحت ان المشكك اخطأ في تخيل انه حديث فردي
3) 
من نقاط التناقض أيضاً ، قال لوقا أن إنكار بطرس جاء رداً على رجلين بينما جعل متى و مرقس الانكار رداً على مجموعة من الرجال، فزعم القس أن عبارتى متى و مرقس تتضمن أن رجلين سألاه نيابة عن الجمهور، و هذا غلط لأن سؤال الرجال فى متى و مرقس كان مرة واحدة و أنكر بطرس انكاره الثالث حين سؤل هذا السؤال من قبلهم ، بينما نجد فى لوقا أن الانكارين الثانى و الثالث كانا رداً على رجلين و أن كل رجل منهم كان سؤاله على حده و كان يتحدث من تلقاء نفسه لا بتفويض من الجلوس 
اؤكد للمره الثالثه ان هذا رائي القس منيس ولكن المشكك يصر علي ان يكمل في القياس بانه احاديث فرديه ولكن كما اوضحت ان الجاريه بدات وبدا صوت تلو الاخر يهاجم بطرس كلاميا والمهم في القصه ان بطرس انكر ثلاث مرات ولكن صاحب هذا اسئله واتهامات كثيره بدات من جاريه واحده وانتشرت في الجمع الذي كان حول بطرس يصطلي
و بعد قليل رآه أخر وقال: و أنت منهم!، فقال بطرس : يا إنسان لست أنا!، و لما مضى نحو ساعة واحدة أكد أخر قائلاً: بالحق إن هذا أيضاً كان معه، لأنه جليلى أيضاً، فقال بطرس: يا إنسان لست أعرف ما تقول " لوقا58:22-60

اما روايتى متى و مرقس فتؤكدان مجىء عدد من الحضور إليه و سؤاله و بمجرد انكاره صاح الديك : 

و بعد قليل جاء القيام و قالوا لبطرس: حقاً أنت أيضاً منهم، لأن لغتك تظهرك، فابتدأ حينئذ يلعن و يحلف: إنى لا أعرف الرجل!، وللوقت صاح الديك، فتذكر بطرس كلام يسوع.. " متى73:26-75

4) 
و من مواضع التعارض بين الأناجيل ، تحديد موقع بطرس من الدار فى الوقت الذى أنكر فيه المسيح ، فقال القس عبدالنور أن بطرس كان فى صحن الدار و أن هذا هو معنى مقولة متى : (كان خارجاً فى الدار) و أن صحن الدار هو أسفل الدار، و أن بطرس كان جالساً فى وسط صحن الدار يستدفىء ،........أخذاً بتفسير القس الموقر نستخلص الأتى : 
صحن الدار ليس صاله في داخل الدار الداخليه ولكن المقصود منه بانه هو ساحة الدار مكان مكشوف كما وضحته في الصور السابقه 
بالنظر فى رواية متى نجد أن بطرس كان يستدفىء فى وسط صحن الدار حين جاءته جارية و سألته فانكر إنكاره الأول : " أما بطرس فكان جالساً خارجاً فى الدار ، فجاءته جارية قائلة: و أنت كنت مع يسوع الجليلى! فأنكر قدام الجميع " 69:26، 70، ثم خرج بطرس إلى الدهليز و هناك لقته جارية ثانية و سألته فأنكر انكاره الثانى " ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك : هذا كان مع يسوع الناصرى!، فأنكر أيضاً بقسم.." 71:26، 72، ثم جاء إليه القيام و سألوه للمرة الثالثة فأنكر : " و بعد قليل جاء القيام و قالوا لبطرس: حقاً أنت منهم فإن لغتك تظهرك!، فابتدأ حينئذ يلعن و يحلف: إنى لا أعرف الرجل، و للوقت صاح الديك " 73:26، 74، فيكون قد أنكر مرة فى وسط صحن الدار و مرتين فى الدهليز الذى خرج اليه بعد مضايقات اليهود.
ويكرر المشكك كلامه عن دون فهم كامل للقصه ولكن تفصيلاها شرح سابقا بترتيب رائع من اخي صوت الله 

5) 
نصل إلى موضوع الأسئلة و إختلافها بين الاناجيل : فقد زعم القس أن الأسئلة التى وجهت إلى بطرس واحدة ثم عرض روايتى متى و مرقس المتشابهتين ، و أعرض عن روايتى يوحنا و لوقا موهماً القراء أنهما تسيران على نفس المنوال ، و بالنظر فى رواية مرقس نجد الجارية خاطبت بطرس قائلة : ( أنت كنت مع يسوع الناصرى ) فأنكر، ثم خاطبت الاخرى الحراس مشيرة الي بطرس فقالت: (إن هذا منهم) فأنكر، ثم خاطبه القوم الموجودون فقالوا : ( حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً ولغتك تشبه لغتهم ) فانكر، و صيغ الخطاب هنا تشابه نظيراتها فى رواية متى مع وجود اختلافات فى اللفظ، و لكن بالنظر فى روايتى لوقا و يوحنا تتجلى الاختلافات ، و دعوى القس أن هاتين الروايتين تماثلان روايتى متى و مرقس هى دعوى فاسدة نظراً لاختلافات أشخاص السائلين أساساً بين الروايات فكيف يُقاس بعضهم على بعض؟!
ايضا مقياس المشكك هو مقياس حرفي خطأ فهو يريد كل منهم ان يسمع نفس الكلام حرفيا وهذا ليس بالوحي في المسيحية فكل مبشر يروي باسلوبه بارشاد الروح القدس 

ويكمل المشكك بقية اسلوبه بهذا المقياس 

فهو لو اصر علي الرفض فليرفض 

 و بذلك أثبت القس مشكوراً تضارب الاناجيل

والحقيقه ما اثبت المشكك هو عدم فهمه للوحي في المسيحيه واصراره علي المقياس الحرفي الاملائي وهذا له اضراره ولذلك ارجو منه ان يرجع الي ملف معني الوحي 

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يتحدّث القدّيس كيرلّس الكبير عن ضعف بطرس الرسول وتوبته، قائلاً: [لم يكن المسيح قد قام من الأموات، ولا أبطل الموت، ولا نزع الفساد، لذلك كان الخوف من الموت فوق احتمال البشر... قد دان الرسول نفسه بضميره كما يظهر من بكائه مباشرة بعد ذلك ومن دموع توبته النازلة من عينيّه بسبب خطيّته الخطيرة... إنه لم يكن مهمِلاً في توبته، فكما سقط سريعًا في خطيّته هكذا بسرعة كانت دموعه تسقط بسببها، فإنه لم يبكِ فحسب وإنما بكى بمرارة. كإنسان سقط، وفي شجاعة قام مرّة أخرى إذ يعرف أن الله الرحوم يقول بأحد أنبيائه: "هل يسقطون ولا يقومون؟! أو يرتدّ أحد ولا يرجع؟!" (إر 8: 4). ففي رجوعه لم يفقد العلامة بل اِستمر كما كان عليه قبلاً كتلميذٍ حقيقيٍ[904].] ويقول القدّيس أمبروسيوس: [بكى بطرس لأنه أخطأ، كإنسان ضلَّ وبكى ولم يعتذر، لأن الدموع تغسل ما تخجل أفواهنا أن تنطق به... الدموع لا تسأل الغفران إنّما تناله... نظر إليه يسوع، فبكى بكاءً مرًا. لتنظر إلينا أيها الرب يسوع فنعرف البكاء على خطيَّتنا[905].]

أولاً: يعلق القديس أمبروسيوس على الموضع الذي فيه أنكر بطرس والظروف المحيطة به، فيقول:

[تبعه بطرس من بعيد فأنكره، ولما اتحد بالرب يسوع واقترب منه جدًا لم ينكره...

كان في دار رئيس الكهنة نار متقدة واقترب بطرس يستدفئ، فقد فترت حرارة الروح في بطرس لأن الرب كان سجينًا...

أين أنكر بطرس؟ لم ينكره على الجبل ولا في الهيكل ولا في البيت وإنما في دار اليهود، في منزل رئيس الكهنة، في الموضع الذي لا يوجد فيه الحق حيث سُجن يسوع!...

لنتأمل في حال بطرس وهو يخطئ، فقد كان باردًا، ربما ليس بسبب الطقس، لكن لأن الجو (الروحي) كان باردًا في هذا الموضع الذي لا يعترف بالرب يسوع، الموضع الذي لا يرى فيه إنسان نورًا... كان البرد يمس الروح لا الجسد لذلك وقف بطرس يصطلي إذ كان قلبه يرتعش[355].]

ليت بطرس الداخلي لا يدخل بعد مثل هذا الدار، ليعيش بروح بارد غير ملتهب بالروح الإلهي، فيطلب نارًا من العالم للدفء، لئلا يجحد سيده، ويفقد قلبنا الملكوت الأبدي.

ثانيًا: يقول الإنجيلي أن بطرس كان في الدار أسفل حين أنكر في المرة الأولى، ولم يستطع أن يعترف أمام جارية، بينما حينما ارتفع فيما بعد على السطح (أع 10: 11) انفتحت عيناه لتنظر رؤيا إلهية وينطلق لا ليشهد أمام جارية بل يكرز بين الأمميين (كرنيليوس وأهل بيته). بمعنى آخر حين يكون بطرس في الدار أسفل يطلب الزمنيات ويستدفئ بنار محبة العالم أو شهوة الجسد، لكنه حين يكون مرتفعًا كما على السطح يرى العلويات ويلتهب بنار الروح القدس.

ثالثًا: رأينا أن صياح الديك للمرة الثانية الذي ذكرّ بطرس بكلمات سيده فبكى نادمًا، يشير إلى عمل الروح القدس في العهد الجديد "الذي يبكت العالم على خطية" (يو 16: 8)، والذي يذكرنا بكل ما قاله لنا السيد (يو 14: 26).

غير أن معلمنا لوقا البشير يقدم لنا سببًا آخر لتوبة بطرس، إذ يقول: "وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك، فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب" (لو22: 60-61)، فإن كان صياح الديك يشير إلى عمل الروح القدس لتبكيت القلب وتذكيره بكلمات الرب، فإن التفات السيد المسيح ونظره إلى بطرس يدفع إلى التوبة المملوءة رجاء! في هذا يقول القديس أمبروسيوس: [حسنة هي الدموع التي تغسل الخطية! من يلتفت إليهم الرب وينظر يبكون، فإن بطرس أنكر أولاً ولم يبكِ، لأن الرب لم يلتفت ولا نظر إليه. أنكر للمرة الثانية ومع هذا لم يبكِ... وفي المرة الثالثة أنكر أيضًا وإذ التفت إليه يسوع ونظره عندئذ بكى بمرارة... لا نستطيع القول بأنه (مجرد) التفت إليه بعينيه الجسديتين ونظر إليه في عتاب منظور واضح، إنما تحقق هذا داخليًا في الذهن والإرادة... تلامس معه الرب برحمته في صمت وسرية، فذكره بنعمته الداخلية، مفتقدًا بطرس وحاثًا إياه، مقدمًا له دموعًا ظاهرة تعبر عن مشاعر الإنسان الداخلي. أنظر بأية طريقة الله حاضر بمعونته ليسندنا في الإرادة والعمل، يعمل فينا أن نريد وأن نعمل[356].]

كما يقول في موضع آخر: [أنظر إلينا يا ربنا يسوع لنعرف البكاء على خطايانا[357].]

 كانت هذه التجربة بحق درسًا لخلاصنا، فنتعلم أننا إذا استهنا بضعف جسدنا نُجرب. إن كان بطرس قد جُرب فمن منا يمكنه أن ينتفخ؟... لقد أخبرنا عن بطرس الذي جُرب لكي نتعلم منه كيف نقاوم التجارب، وإننا وإن كنا نجرب لكن يمكننا أن نغلب شوكة التجارب بدموع الصبر[895]

القديس أمبروسيوس

ماذا يعني "فالتفت الرب ونظر إلى بطرس" [61]، سوى أنه قد أعاد إليه الوجه الذي حوله عنه منذ قليل؟! لقد صار مضطربًا لكنه تعلم ألا يثق في ذاته فكان هذا نافعًا له.

 لا يمكن أن يقال أنه التفت إليه (تحوّل إليه) ونظره بعينيه الجسديتين... بل تحقق هذا داخليًا؛ تمّ في الذهن، في عمل الإرادة. اقتربت إليه مراحم المسيح بصمت وسريةَ، ولمست قلبه، وذكرّته بالماضي. افتقد الرب بطرس بنعمته الداخلية، وأثار فيه دموع مشاعر الإنسان الداخلي عاملاً فيه.

أنظر بأية وسيلة الله حاضر بمعونته ليعمل في إرادتنا وأعمالنا، انظر كيف يعمل فينا أن نريد وأن نعمل![896] 

القديس أغسطينوس

 كان في عوز إلى أن يذّكره سيده، فكانت نظرته إليه عوض الصوت، فامتلأ خوفًا متزايدًا[897].

القديس يوحنا الذهبي الفم

 مراحم الله ضرورية ليس فقط عندما يتوب الإنسان وإنما لكي تقتاده للتوبة... قبل أن يبكي بطرس بمرارة يخبرنا الإنجيلي أن الرب التفت ونظر إليه[898]

القديس أغسطينوس

يمكننا أيضًا أن نقول بأن بطرس الرسول إذ حدد نظرته إلى ما هو حوله، ومن هم حوله ارتجف أمام كلمات جارية وانهار، لكنه إذ نظر إلى الرب رآه يتحول إلية ليضمه بالحب فندم وتاب!

 بكى بطرس، بكى لأنه أخطأ، بكى لأنه ضلّ كإنسان، بكى دون أن يعتذر، لأن الدموع تغسل ما تخجل أن ننطق به بأفواهنا...

الدموع تعترف بالجرم دون أن تؤذي الحياء.

الدموع لا تسأل الغفران لكنها تناله[899]

القديس أمبروسيوس

 يا للعجب من بطرس الحار في الشوق، الثابت فيه، كم استحوذ عليه السهو، بعد أن أوثقوا السيد المسيح ومضوا به، لم يتحرك، لكنه لبث يستدفئ أيضًا، ثم لما سُئل أنكر أيضًا، لكي تعرف ما هو مبلغ ضعف طبيعتنا (لو 22: 62).

القديس يوحنا الذهبي الفم

 

والمجد لله دائما