«  الرجوع   طباعة  »

هل قول المسيح اما نحن فنسجد لما نعلم يدل انه عبد الله ورسوله ؟ يوحنا 4: 22



Holy_bible_1



الشبهة



يقول المسيح في حديثه مع السامرية " اما نحن فنسجد لما نعلم " والكلمه في الحقيقه تعني عباده وهذا يؤكد ان المسيح يعبد الله لانه عبد الله ورسول وهذا ينفي لاهوته



الرد



قي البداية المسيح لا يتكلم عن ذاته ولكن يتكلم عن اليهود والاختلافات بينهم وبين السامريين فهو لم يقل اما انا فاعبد ما اعلم ولكن ردا علي سؤالها الموجه عن عبادة اليهود

والكلمه المستخدمه في هذا العدد تعني سجود

بروسكونيو

G4352

προσκυνέω

proskuneō

pros-koo-neh'-o

From G4314 and probably a derivative of G2965 (meaning to kiss, like a dog licking his master’s hand); to fawn or crouch to, that is, (literally or figuratively) prostrate oneself in homage (do reverence to, adore): - worship.

من تقبيل وخضوع وتعني عبادة



G4352

προσκυνέω

proskuneō

Thayer Definition:

1) to kiss the hand to (towards) one, in token of reverence

2) among the Orientals, especially the Persians, to fall upon the knees and touch the ground with the forehead as an expression of profound reverence

3) in the NT by kneeling or prostration to do homage (to one) or make obeisance, whether in order to express respect or to make supplication

3a) used of homage shown to men and beings of superior rank

3a1) to the Jewish high priests

3a2) to God

3a3) to Christ

لتقبيل يد في اتجاه كرمز للتقديس وايضا العبادة

في الشرق الوقوع علي الركبيتن ولمس الارض بالجبهة تعبيرا عن تقديس عميق ( عبادة )

في العهد الجديد السجود للولاء او لاحد الكبار للتعبير عن الاحترام او لتقديم دعاء

اجلال للتبيين احترام الرتب سواء الكهنة او عبادة الي الله او الي المسيح



وساقبل انه سجود بمعني صلاه فالسيد المسيح يتكلم عن اليهود لان في حوار المسيح مع المراه لكنعانية مر بثلاث مراحل اولا في نظرها انسان غريب ثم اقرت بانه نبي ثم انه المسيح المنتظر ابن الله الحي وفي الثلاث مراحل المسيح لم يفرض عليها فكره بل جلعها تدرك ذلك بنفسها

وهذا العدد كان في المرحله الثانيه اي انه في نظرها فقط نبي فيجاوبها علي مقدار مفهومها في هذه المرحلة

انجيل يوحنا 4

4: 19 قالت له المراة يا سيد ارى انك نبي

4: 20 اباؤنا سجدوا في هذا الجبل و انتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه

فالحوار عن مكان السجود هل هو هيكل سليمان الذي تجدد مره اخري ام جبل جرزيم حيث اقام يشوع المذبح في دخول ارض كنعان وجددوه السامريين تقريبا سنة 409 ق م عندما قام عزرا بتطهير الانساب فطرد السامريون من قبل اليهود. وهذا الامر كان نقطة خلاف قويه من وقت الرجوع من السبي من ضمن نقاط كثيره للخلاف والعداء بين اليهود والسامريين.

فهي توجه له الكلام في صيغة الجمع وتقول انتم تقولون فهي تقصد بهذا اليهود وليس شخص المسيح

4: 21 قال لها يسوع يا امراة صدقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجبل و لا في اورشليم تسجدون للاب

تاتي ساعه وهي البشاره بالعهد الجديد وبمجيئ المخلص فهو يقصد عن نفسه ولكن يتكلم باسلوب الغائب . ويوضح انه عندما يصلب تبطل الذبيحه فلا يوجد حاجه بعد الي هيكل سليمان او مذبح جرزيم لان الساجدين سيسجدون للاب من خلال المصالح وهو الرب يسوع المسيح الذي هو الله الظاهر في الجسد الذي صالحنا مع الله من خلال جسده ( 2 كو 5: 18 )

فالسجود للاب بالابن وبدون الابن لانستطيع ان نتصالح مع الاب

واتي الي العدد المهم

4: 22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم لان الخلاص هو من اليهود

ويقول انتم تسجدون لما , ونتوقف اما تعبير لما وليس لمن لان الاب ياخذ تصريف لمن اي للعاقل ولكنه اتي هنا لما التي هي للاشياء ونفهم من العدد انه يتكلم عن العقائد والشرائع والناموس اذا المسيح لا يتكلم عن السجود لشخص الله ولكن الخضوع للناموس والشرائع لكي يوضح المسيح ان بالفعل ان الشرائع تحدد ان السجود المعروف والحقيقي هو في اورشليم وليس في جرزيم فهو قال ذلك لكي تفهم ان ايمان اليهود هو الاصح لان السامريين رفضوا كل الانبياء بعد موسي ولم يعرفوا شرائع الله معرفة صحيحة

وبهذا نفهم جيدا تعبير اما نحن فنسجد لما ( وليس لمن ) نعلم اي ان اليهود يعلمون جيدا الناموس والانبياء والتشريع ولهذا يتكلم المسيح بصيغة الجمع ليس بمعني انه عبد الله ورسوله كما ادعي المشككين عن جهل ولكنه بمعني انه اليهود يخضعون للتشريع الصحيح وتعاليم الانبياء كامله

والمسيح هنا لا يدافع عن اليهود بل عن الحق المعلن لليهود. فالله استأمنهم على أسرار الخلاص. وهو يدافع عن مصدر الخلاص الآتي الذي هو نفسه، ويشفق على السامريين إذ أن عبادتهم تذهب سدى بسبب عدم معرفتهم وغياب الحقيقة. والحقيقة أن المسيح (الخلاص) سيتجسد ويأتي من اليهود، وهذه الحقيقة أعلنها الأنبياء.

4: 23 و لكن تاتي ساعة و هي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح و الحق لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له

ولكن عندما تكلم عن السجود للاب بمعني العبادة لم يشمل نفسه انما تكلم عنهم بضمير الغائب ثم يوضح امر مهم جدا وهو تعبير تاتي ساعه وهي الان فيريد ان يقول لها ان المسيح جاء بالفعل وتجسد ومن خلاله سيكون السجود للاب بالروح والحق ومعني الروح هو الروح القدس ومعني الحق هو المسيح الكلمة المتجسد الحق المطلق لذلك نحن نسجد للاب العامل بالابن في الروح القدس ونسجد للاب بالروح والحق

لأن المسيح أوجد الإتصال مع الآب الذي نسجد له. فنحن في المسيح نسجد للآب بالروح. والمسيح هو الإستعلان الكامل للآب، فنحن صرنا نسجد لمن نعرفه. فالعبادة الحقيقية لا تكون إلاّ بالإبن. ويكون بهذه العبادة الحقيقية الخلاص.

والله روح ووضع في الإنسان عنصراً روحياً يقيم كيانه، ليكون مخلوقاً روحياً يتسنى له الإتصال بالله. والروح هي إداة الإتصال بالله، وفي وضع الإنسان السليم يكون الروح خاضعاً لله (رو8:1-9). والعبادة بالروح ليست مستعصية. فالآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له= فهو يجذبهم إليه. فالساجد بالروح والحق يطلب الله والله يطلب هذا الساجد فيحدث التلاقي. ولأن الله روح يطلب الساجدين بالروح ولأنه حق يطلب الساجدين بالحق. الساجدين= العابدين. والله يبحث عن هؤلاء العابدين ويفرح بنضوجهم الروحي ويتمجد فيهم فهو يرى صورته تتحقق فيهم.



4: 24 الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا



ولهذا لا ارفض رائي المشكك ان الكلام ان المسيح يسجد سجود عبادة رغم اني وضحت ان العدد لغويا لا يفهم بهذه الطريقه فهو عبادة اليهود للاب وليس المسيح ولكن ساتمشي انها عن المسيح

فالمسيح ليس لاهوت فقط ولكن اللاهوت متحد بالطبيعه البشريه فهو الانسان يسوع واللاهوت المسيح وهو ممثل للطبيعه البشريه في جسده فهو تخضع له كل الخليقه ويخضع هذا الجسد الذي خضع له الكل الي الاب ليصير الله الكل في الكل

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 28


وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.

وخضوع جسد المسيح هذا شرحته تفصيلا علي قدر ضعفي في ملف

متي اخضع له الكل

http://holy-bible-1.com/articles/display/10295



ولكن انتقل الي نقطه هامة وهي لو بهذه الشبهة يعترف صراحة المشككين ويصرون ان معني الكلمة هو سجود عبادة ولا تحمل اي معني اخر فهذا شيئ رائع وهو بالفعل في اغلب الاحوال يعني عبادة وبدليل ان يقال علي العباده لله في الهيكل تعبير سجود

إنجيل يوحنا 12: 20


وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ



اذا كل من وصف بانه سجد للمسيح بنفس التعبير اليوناني بروسكونيو يكون سجد للمسيح عباده لان هذا التعبير اتي 60 مره في العهد الجيد علي سبيل المثال لا الحصر

سجود المجوس اذا هم عبدوا المسيح منذ ميلاده

إنجيل متى 2: 2


قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».



إنجيل متى 2: 11


وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.



وسجود الابرص كان عبادة

إنجيل متى 8: 2


وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي».



وسجود رئيس المجمع كان عبادة ( وبخاصه ان رئيس المجمع هو لا يسجد لاي احد من افراد الشعب لمكانته الدينية فهو فقط يسجد لله )

إنجيل متى 9: 18


وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا».



وسجود التلاميذ بالطبع كان عبادة لانهم عبدوه وقالوا نؤمين

إنجيل متى 14: 33


وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».



وسجود الكنعانية هو عبادة

إنجيل متى 15: 25


فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي



وسجود ام ابني زبدي كان عبادة وبخاصه انها طلبت انهما يكونوا عن يمينه ويساره في ملكوته ومجده وهذا اعتراف بعبادتها له

إنجيل متى 20

20 حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا.
21 فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ».

وغيره كثير مسل سجود الانسان الذي به شيطان واعتراف بانه ابن العلي وسجود التلاميذ له وسجود المريمات وسجود المولود اعمي الذي اعترف وامن وسجد

إنجيل يوحنا 9: 38


فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ.



فشكرا علي اعترافهم بان المسيح هو الله المستحق العباده وان كثيرين عبدوه

والمشككين اعترفوا بذلك بدون ان يدروا اثناء اختراعهم وبحثهم عن شبهات



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

أنتم تسجدون لما لستم تعلمون،

أما نحن فنسجد لما نعلم،

لأن الخلاص هو من اليهود". [22]

بقوله: "لما لستم تعلمون" يشير إلى إنكار السامريين لأسفار الأنبياء التي تمهد طريق المعرفة للتعرف على شخص المسيا المخلص. وبقوله "نسجد لما نعلم" يشير إلى الأسفار الإلهية كطريق آمن للمعرفة والعبادة الحقيقية. ضم السيد المسيح نفسه إلى جمهور العابدين، لأنه صار في تواضعه ابن الإنسان.

لم يخجل ابن الله الوحيد من أن يعلن طاعته للآب وسجوده وعبادته له، بينما يستهين كثير من بني البشر في كبريائهم بالعبادة ويحسبونها مضيعة للوقت.

"لأن الخلاص هو من اليهود": ظهر الخلاص الأبدي من اليهود (رو ٩: ٥) وقُدم لهم أولاً. سلمت لهم التعاليم الإلهية (رو ٣: ٢)، وخدمة الله (رو ٩: ٤)، ومنهم جاء المسيا، ومنهم تبدأ الكرازة بالإنجيل للأمم.

v    "لأن الخلاص هو من اليهود"، ما يقوله هو هكذا: أن بركة هذا العالم تأتي منهم (لأن معرفة الله وجحد الأصنام وإنكارها بدأت بهم، وبالنسبة لكم فإن عمل السجود وإن كنتم لا تؤدونه بالأسلوب الصحيح إلاَّ أنكم استلمتموه منهم)... كما أشار بولس الرسول إلى مجيئه إذ يقول: "ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا" (رو ٩: ٥). أنظر إليه كيف يمتدح العهد القديم، ويوضح أنه أساس البركات[497].

v    لم يظهر المسيح للمرأة السامرية لماذا سجد الآباء في ذلك الجبل، ولماذا سجد اليهود في أورشليم، فلهذا صمت، إذ أبطل وأزال عن الموضعين كليهما معالي التقدم. وأنهض نفسها موضحًا أنه لا يمتلك السامريون ولا اليهود فعلاً عظيمًا بالمقايسة إلى الفعل المزمع أن يوهب لنا. وبعد ذلك أورد الفصل بينهما، إلا أنه قد حكم أن اليهود أشرف قدرًا على هذا القياس، دون أن يفضل مكانًا على مكان. لكنه أعطى لليهود التقدم، وكأنه قال: لا ينبغى لأحد أن يجادل لأجل مكانٍ فيما بعد، إلا أن اليهود في غريزتهم قد حازوا الشرف أكثر منكم أنتم أيها السامريون لأنه قال: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم".

فإن سألت: كيف لم يعرف السامريون من هو الذي يسجدون له؟! أجبت: لأنهماعتقدوا بأن الله يحده مكان معين ويتحيز لهم، لهذا يسجدون له. إذ أرسلوا للفرس قائلين: "إن إله هذا المكان غاضب من أجلنا" (٢ مل ٢٦).ظنوا أنه يوجد إله محدود، فعلى هذا استرضوه وعبدوه، ولهذا السبب لبثوا يسترضون الأصنام، ويسترضون إله المسكونة، أما اليهود فكانوا بعيدين عن هذا الظن، فقد عرفوا الله أنه إله المسكونة كلها، وإن كان هذا الرأي لم يكن رأيهم كلهم، فلهذا السبب قال المسيح: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم"[498].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    عندما تحدثت هذه المرأة معه كيهودي وظنت أنه نبي، أجابها كيهودي يعرف أسرار الناموس روحيًا: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم". يقول "نحن" إذ يضم نفسه مع البشر، ولكن كيف يضم نفسه مع البشر إلا بحسب الجسد، ولكي يظهر أنه أجاب كمتجسدٍ، إذ يضيف "الخلاص من اليهود"[499].

القديس أمبروسيوس



والمجد لله دائما