«  الرجوع   طباعة  »

هل الاسلوب اليائس في سفر الجامعه وحي الهي ؟



Holy_bible_1



الشبهة



كيف يكون سفر الجامعة وحياً إلهياً وهو يثير أسئلة يائسة، مثل القول في 1: 2 »باطل الأباطيل، قال الجامعة، باطل الأباطيل، الكل باطل«؟



الرد



الحقيقه اسلوب السفر ليس يائس كما يدعي المشكك ولكن يوضح ان العالم فاني وزائل والرجاء به رجاء باطل وهذه حقيقه لمن اختبر العالم ووجد انه لا شيئ والشيئ الوحيد الذي له قيمه هو الله

وندرس معني كلمة باطل

قاموس سترونج

H1892

הבל הבל

hebel hăbêl

heh'-bel, hab-ale'

From H1891; emptiness or vanity; figuratively something transitory and unsatisfactory; often used as an adverb: - X altogether, vain, vanity.

كلمة هيبيل من مصدر هابل التي تعني يضمحل وتعني فراغ او باطل ومجازيا بمعني شيئ مؤقت غير مشبع او مجدي دون جدوي باطل



قاموس برون

H1892

הבל / הבל

hebel / hăbêl

BDB Definition:

1) vapour, breath

1a) breath, vapour

1b) vanity (figuratively)

2) vainly

Part of Speech: noun masculine

A Related Word by BDB/Strong’s Number: from H1891

Same Word by TWOT Number: 463a

بخار تنفس باطل ( مجازيا ) عبثا

ونلاحظ ان نفس المعني تكرر كثيرا في العهد القديم والجديد

سفر الأمثال 21: 6


جَمْعُ الْكُنُوزِ بِلِسَانٍ كَاذِبٍ، هُوَ بُخَارٌ مَطْرُودٌ لِطَالِبِي الْمَوْتِ.



سفر أيوب 7: 16


قَدْ ذُبْتُ. لاَ إِلَى الأَبَدِ أَحْيَا. كُفَّ عَنِّي لأَنَّ أَيَّامِي نَفْخَةٌ.



سفر المزامير 39: 5


هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ.



سفر المزامير 39: 11


بِتَأْدِيبَاتٍ إِنْ أَدَّبْتَ الإِنْسَانَ مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِ، أَفْنَيْتَ مِثْلَ الْعُثِّ مُشْتَهَاهُ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْخَةٌ. سِلاَهْ.



سفر المزامير 129: 6


لِيَكُونُوا كَعُشْبِ السُّطُوحِ الَّذِي يَيْبَسُ قَبْلَ أَنْ يُقْلَعَ،



سفر المزامير 144: 4


الإِنْسَانُ أَشْبَهَ نَفْخَةً. أَيَّامُهُ مِثْلُ ظِلّ عَابِرٍ.



والعهد الجديد

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 20


إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ.



رسالة يعقوب 1: 10


وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ.



رسالة يعقوب 4: 14


أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ.



رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 24


لأَنَّ: «كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ،



وباطل الاباطيل هو نفس معني ما قاله العهد الجديد

رسالة يوحنا الرسول الاولي 2

15 لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.
16
لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ
: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ.
17
وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ
.

فهل كل هؤلاء وايضا يوحنا الحبيب يائس ؟

ام كلهم اكدوا الحقيقه التي قدمها سفر الجامعه ان الحياه هي باطل والشيئ الحقيقي فيها هو الله والتمسك به

فقط يوضح الجامعه ان العالم بالفعل باطل ولكنه ليس مثل يوحنا الحبيب لان يوحنا الحبيب وصل لهذه الحكمة مباشره اما سليمان احكم شخص وصل اليها بعد ان جرب كل شيئ وسقط وادبه الرب بالام كثيره

فهو بالفعل اكد بطلان العالم بكل شهواته ولكنه ايضا يوضح أن كل ما صنعه الله حسن ورائع. ولكن علينا أن نفهم أنه علينا أن نعيش في العالم نستعمله ولكن لا يسيطر علينا، فالله هو هدفنا وليس خليقته، علينا ألا ننشغل بخليقة الله عن الله نفسه، فمن ينشغل بالعالم فقط سيسمع الصوت المخيف "يا غبي في هذه الليلة تؤخذ نفسك فهذه التي أعددتها لمن تكون". وعوضاً عن أن ننشغل بالعالم يكشف لنا السفر أن الله وحده هو مصدر الشبع والسعادة وليس العالم. لذلك ركز السفر على كلمة "باطل" فوردت 37مرة في السفر ليثبت أنه لا شيء في العالم قادر أن يهب الإنسان شبعاً حقيقياً أو سعادة مطلقة.

وسليمان نفسه فسر كلمة باطل وقال قبض الريح فهل يمكن لانسان ان يقبض علي نسمة هواء انعشته فترة قليلة من الزمن. فهل نتمسك بما هو زائل ونترك الله الأبدي. العالم كله يعجز عن تقديم أي نوع من الشبع للإنسان الداخلي الذي هو على صورة الله خالقه. فالنفس التي لها صورة الله لن تشبع إلا بالأصل أي الله ذاته. والنفس سماوية فلن تشبع لو أُعطِىَ لها كل الأرضيات ما لم تلتقي بالسماوي ذاته. العالم حسن وجيد ولكننا نسئ استخدامه عندما نجعل منه هدفاً في ذاته، أو نظن حياتنا الوقتية كأنها أبدية. إذاً المشكلة ليست في طبيعة العالم بل في مفاهيمنا المنحرفة. ولذلك طلب الله أن نعمل 6 أيام ونستريح في اليوم السابع لنذكر أننا ننتمي إلى السماء وأننا سننطلق للسماء، فيوم السبت عطلة عن العمل ويوم عبادة لنذكر الله.

لان العمل والتعب في الارض جيد لحدود ولكن الانجيل وضح ان لن نشبع من خيرات الارض

انجيل يوحنا 4

13 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا.
14
وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ
».

اذا فالراحه في الله والشبع من اللهومهما تعب الإنسان في عمله لن يجد شبعاً، وهذا ليس معناه أن الله يريد أن يحطم إمكانياتنا البشرية بل هو يريد أن يقدسها ويكملها بأن يشترك في العمل معنا اما من يعمل لوحده في العالم بانفصال عن الله فكل عمله هو باطل

فخلاصة السفر أن الحياة بملذاتها وثرواتها وحكمتها البشرية بمعزل عن الله إنما هي عبث، أي باطلة. ولا نرى أن سليمان يمنع التمتع بملذات الحياة بدليل

سفر الجامعة 2

2: 24 ليس للانسان خير من ان ياكل و يشرب و يري نفسه خيرا في تعبه رايت هذا ايضا انه من يد الله



وايضا

سفر الجامعة 3

3: 22 فرايت انه لا شيء خير من ان يفرح الانسان باعماله لان ذلك نصيبه لانه من ياتي به ليرى ما سيكون بعده

وايضا



سفر الجامعة 8

8: 15 فمدحت الفرح لانه ليس للانسان خير تحت الشمس الا ان ياكل و يشرب و يفرح و هذا يبقى له في تعبه مدة ايام حياته التي يعطيه الله اياها تحت الشمس



في الواقع يمثل هذا السفر عظة غايتها الزهد في أهواء العالم وملذاته خاصة في العبادة لله، إذ لا يليق بنا أن نتعبد له بغية نوال عطايا زمنية أو ملذات أرضية. فالعالم في ذاته حسن، وحياتنا فيه هي هبة إلهية. لكننا نُسيء استخدامه عندما نجعل منه هدفًا في ذاته، أو نظن حياتنا الوقتية كأنها أبدية. وكأن المشكلة ليست في طبيعة العالم وإنما في مفاهيمنا المنحرفة وإرادتنا الشريرة. بهذا يمنح هذا السفر راحة عظيمة للذين يريدون مواجهة حقيقة الحياة في إخلاص وبأمانة.



ولكن سليمان يرى أن يكون كل شيء بتعقل وفي مخافة الله، فالعالم وسيلة يظهر الله بها صلاحه ومحبته للإنسان، ولكن حينما يصير العالم هدفاً للإنسان ينشغل به عن الله يصير العالم باطلاً.

والمال ايضا وسيله لشكر الله وخدمة اولاد الله ولكن لو اصبح هدفا كان باطل وشرير



وهكذا بقية السفر

وملاحظة مهمه وهي ان قراءة السفر بدون قراءة اخر اصحاح مشكله لان سيقراء الانسان ان كل شيئ باطل تحت الشمس ولكن لن يعرف ان الوحيد الباطل هو ما فوق الشمس وهو النور الحقيقه وهو الله وهذا ما يكشفه اخر اصحاح

بل وقراءة سفر الجامعه بدون سفر نشيد الانشاد ايضا يعتبر ناقص أما الذي نراه في ورود سفر النشيد وراء سفر الجامعة، نرى تكاملاً حقيقياً، نرى النمو في حياة التائب وكيف تتحول التوبة إلى فرح حقيقي فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج و نرى الطريق الملوكي، طريق الحب الإلهي دون الارتباك بأمور العالم المفرحة أو المحزنة.



ولهذا في النهاية اضع اخر اصحاح الذي يؤكد ان السفر لايتكلم عن الياس بل عن الثقه في الله فقط وهذا هو حياة الانسان المسيحي

سفر الجامعه 12

12: 1 فاذكر خالقك في ايام شبابك قبل ان تاتي ايام الشر او تجيء السنون اذ تقول ليس لي فيها سرور

12: 2 قبلما تظلم الشمس و النور و القمر و النجوم و ترجع السحب بعد المطر

12: 3 في يوم يتزعزع فيه حفظة البيت و تتلوى رجال القوة و تبطل الطواحن لانها قلت و تظلم النواظر من الشبابيك

12: 4 و تغلق الابواب في السوق حين ينخفض صوت المطحنة و يقوم لصوت العصفور و تحط كل بنات الغناء

12: 5 و ايضا يخافون من العالي و في الطريق اهوال و اللوز يزهر و الجندب يستثقل و الشهوة تبطل لان الانسان ذاهب الى بيته الابدي و النادبون يطوفون في السوق

12: 6 قبلما ينفصم حبل الفضة او ينسحق كوز الذهب او تنكسر الجرة على العين او تنقصف البكرة عند البئر

12: 7 فيرجع التراب الى الارض كما كان و ترجع الروح الى الله الذي اعطاها

12: 8 باطل الاباطيل قال الجامعة الكل باطل

12: 9 بقي ان الجامعة كان حكيما و ايضا علم الشعب علما و وزن و بحث و اتقن امثالا كثيرة

12: 10 الجامعة طلب ان يجد كلمات مسرة مكتوبة بالاستقامة كلمات حق

12: 11 كلام الحكماء كالمناسيس و كاوتاد منغرزة ارباب الجماعات قد اعطيت من راع واحد

12: 12 و بقي فمن هذا يا ابني تحذر لعمل كتب كثيرة لا نهاية و الدرس الكثير تعب للجسد

12: 13 فلنسمع ختام الامر كله اتق الله و احفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله

12: 14 لان الله يحضر كل عمل الى الدينونة على كل خفي ان كان خيرا او شرا



والمجد لله دائما