هل مراثي ارميا هي اصلا مرثاه ليوشيا ؟ 2 اخبار 35: 25



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في سفر أخبار الأيام الثاني: ورثى إرميا يوشيا، وكان جميع المُغنين والمغنيات يندبون يوشيا في مراثيهم إلى اليوم... وها هي مكتوبة في المراثي" (2 أي 35: 25). أصر بعض النقاد المتطرفين أن الحديث هنا يُشير إلى سفر المراثي القانوني، وأن كاتب سفر الأخبار أساء فهم ما ورد في مراثٍ (2: 7؛ 4: 20)، إن هذا السفر هو لحن جنائزي قدمه إرميا على يوشيا.



الرد



اولا السفر لاعلاقه له بوفاة يوشيا لا من قريب ولا من بعيد بل لم يذكر السفر اسم يوشيا ولا اي عمل من اعماله ولا اي شيئ ينطبق علي اعمال او مقتل يوشيا فيوشيا قتل تقريبا سنة 609 ق م اي قبل معركة كركميش بثلاث سنين وقبل بداية غزو بابل باربع سنين وقبل حصار اورشليم بسبب تمرد يهوياقيم بعشر سنين علي الاقل اي ان الكلام الذي يتكلم عن الحصار والمجاعه والذل وغيره ليس له اي علاقه بموت يوشيا



وندرس بسرعه سفر المراثي مع ملاحظة اني لن اكرر ما ذكرته في قانونية سفر المراثي وما ذكرته في شرح الاصحاح الثالث من السفر

السفر هو خمسة اسفار اسلوب شعري يتكلم عن شعب اسرائيل وباسلوب نبوي عن الام المسيح

والاصحاح الاول وهو المرثاه الاولي نجد الكلام بوضوح عن اورشاليم المتالمه بسبب هدم الهيكل

1: 1 كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب كيف صارت كارملة العظيمة في الامم السيدة في البلدان صارت تحت الجزية

فلا تكف عن البكاء وتتوسل طلب للرحمه وحملت بالجزيه

وفي ايام يوشيا او بعد قتله لم تدفع اورشليم جزيه لاحد ولكن ملكوا يهواحاز عوض عنه

1: 6 و قد خرج من بنت صهيون كل بهائها صارت رؤساؤها كايائل لا تجد مرعى فيسيرون بلا قوة امام الطارد

وهذا عن سبي نبوخذنصر وليس عن يوشيا

1: 8 قد اخطات اورشليم خطية من اجل ذلك صارت رجسة كل مكرميها يحتقرونها لانهم راوا عورتها و هي ايضا تتنهد و ترجع الى الوراء

بل ويصف ارميا ان ذلك عقابا لها علي خطاياها ولكن يوشيا كان انسان صالح وفي يامه رجع شعب اسرائيل عن شرورهم



1: 10 بسط العدو يده على كل مشتهياتها فانها رات الامم دخلوا مقدسها الذين امرت ان لا يدخلوا في جماعتك

وفي ايام يوشيا لم يدنس احد مقدسات الرب او حتي بعده ولكن هذا حدث في ايام نبوخذنصر



والنشيد الثاني في الاصحاح الثاني عن العقاب

فيصور الاتعاب بسبب حصار نبوخذنصر من جوع وذل وهذا لم يحدث اثناء ولا بموت يوشيا

2: 2 ابتلع السيد و لم يشفق كل مساكن يعقوب نقض بسخطه حصون بنت يهوذا اوصلها الى الارض نجس المملكة و رؤساءها

وفي ايام موت يوشيا لم يهد حصن صهيون ولكن في ايام نبوخذنصر



2: 5 صار السيد كعدو ابتلع اسرائيل ابتلع كل قصوره اهلك حصونه و اكثر في بنت يهوذا النوح و الحزن

وايضا هذا لم يحدث في ايام وفاة يوشيا ولكن في ايام نبوخذنصر



بل والعدد القادم يؤكد انها ليست بمرثاه لملك

2: 6 و نزع كما من جنة مظلته اهلك مجتمعه انسى الرب في صهيون الموسم و السبت و رذل بسخط غضبه الملك و الكاهن

فهو يقول رذل الملك بسخطه فهل يرثي يوشيا بهذا الكلام ؟



2: 11 كلت من الدموع عيناي غلت احشائي انسكبت على الارض كبدي على سحق بنت شعبي لاجل غشيان الاطفال و الرضع في ساحات القرية

2: 12 يقولون لامهاتهم اين الحنطة و الخمر اذ يغشى عليهم كجريح في ساحات المدينة اذ تسكب نفسهم في احضان امهاتهم

ولم يحدث في اثناء موت يوشيا او بسبب وفاته اي مجاعه او حصار ولكن هذا حدث في ايام حصار نبوخذنصر



وبالطبع المرثاه الثالثه قد شرحتها تفصيلا في ملف كيف يصف سفر مراثي ارميا الرب بهذه القسوه ووضحت انها نبوة عن الام المسيح

وهو ليس له علاقه بيوشيا ولا وفاته



المرثاه الرابعه هي عن الخطيه وعقابها وهي بالطبع ليس لها اي علاقه بوفاة يوشيا الملك

4: 4 لصق لسان الراضع بحنكه من العطش الاطفال يسالون خبزا و ليس من يكسره لهم

4: 5 الذين كانوا ياكلون الماكل الفاخرة قد هلكوا في الشوارع الذين كانوا يتربون على القرمز احتضنوا المزابل

4: 6 و قد صار عقاب بنت شعبي اعظم من قصاص خطية سدوم التي انقلبت كانه في لحظة و لم تلق عليها اياد

4: 7 كان نذرها انقى من الثلج و اكثر بياضا من اللبن و اجسامهم اشد حمرة من المرجان جرزهم كالياقوت الازرق

4: 8 صارت صورتهم اشد ظلاما من السواد لم يعرفوا في الشوارع لصق جلدهم بعظمهم صار يابسا كالخشب

4: 9 كانت قتلى السيف خيرا من قتلى الجوع لان هؤلاء يذوبون مطعونين لعدم اثمار الحقل

4: 10 ايادي النساء الحنائن طبخت اولادهن صاروا طعاما لهن في سحق بنت شعبي

وهو كلام واضح عن وصف اهوال الحصار وقسوة جيش نبوخذنصر وليس له علاقه بيوشيا الملك



المرثاه الخامسه هو رجاء في الرب ان يخلص شعبه من السبي ومن تسلط الكلدانيون

5: 2 قد صار ميراثنا للغرباء بيوتنا للاجانب

وهذا عن السبي

ويكمل في وصف السبي ويقول

5: 7 اباؤنا اخطاوا و ليسوا بموجودين و نحن نحمل اثامهم

5: 8 عبيد حكموا علينا ليس من يخلص من ايديهم

5: 9 بانفسنا ناتي بخبزنا من جرى سيف البرية

5: 10 جلودنا اسودت كتنور من جرى نيران الجوع

5: 11 اذلوا النساء في صهيون العذارى في مدن يهوذا

5: 12 الرؤساء بايديهم يعلقون و لم تعتبر وجوه الشيوخ

5: 13 اخذوا الشبان للطحن و الصبيان عثروا تحت الحطب

واعتقد الكلام واضح ولا علاقه له بوفاة يوشيا الملك



اما العدد الذي في

سفر اخبار الايام الثاني 35

35: 23 و اصاب الرماة الملك يوشيا فقال الملك لعبيده انقلوني لاني جرحت جدا

35: 24 فنقله عبيده من المركبة و اركبوه على المركبة الثانية التي له و ساروا به الى اورشليم فمات و دفن في قبور ابائه و كان كل يهوذا و اورشليم ينوحون على يوشيا

35: 25 و رثى ارميا يوشيا و كان جميع المغنين و المغنيات يندبون يوشيا في مراثيهم الى اليوم و جعلوها فريضة على اسرائيل و ها هي مكتوبة في المراثي

35: 26 و بقية امور يوشيا و مراحمه حسبما هو مكتوب في ناموس الرب

35: 27 و اموره الاولى و الاخيرة ها هي مكتوبة في سفر ملوك اسرائيل و يهوذا



وهنا لا يتكلم عزرا عن مراثي ارميا السفر القانوني ولكن يذكر اسماء سفرين من الكتب القوميه وهي المراثي للملوك وسفر ملوك اسرائيل ويهوذا وهي اسفار غير موحي بها فقط مثل مذكرات الملوك او المؤرخين او الشعراء في هذا الزمان يكتبونها والمراثي للملوك هي مثل الشعر الذي يكتب في مراسم موت الملك وهي ليست موحي بها

وهي غير موجوده الان

هذا بالاضافه الي ان اسم مراثي ارميا في العبري ليس هو مراثي ارميا ولكن ايكاه

אֵיכָה

ệķāh

وهي تعني كيف وهي اول كلمه في السفر

فعزرا يتكلم عن قصيده كتبها ارميا مرثاه ليوشيا ولكن ليس له علاقه بسفر ايكاه العبري وهو المعروف حديثا بمراثي ارميا واول مره يطلق عليه مراثي هو في السبعينية التي كتبت

"حدث أنه بعد أن اُقتيد إسرائيل إلى السبي، ودُمرت أورشليم، جلس إرميا يبكي وينتحب بهذه المرثاة على أورشليم وقال:"

ومنها بعد ذلك انتشر اسم المراثي



وقد اشار يوسيفوس ان بعض من هذه المراثي للملوك وبخاصه ما كتبها ارميا ليوشيا كانت موجوده في زمانه



ومن تفسير ابونا تادرس يعقوب

إن مجرد قراءة السفر في شيء من الدقة يظهر أنه ليس بلحن جنائزي خاص بيوشيا. المراثي التي يذكرها كاتب أخبار الأيام الثاني، لا تمت بصلة بهذا السفر، وربما أشار إليه يوسيفوس المؤرخ اليهودي بقوله: "وضع إرميا ترنيمة جنائزية "لجنازة يوشيا لا تزال باقية إلى اليوم[9]".

لا يُعقل أن يوسيفوس لم تكن له دراية بهذا السفر، فلو أنه هو الترنيمة التي يقصدها هنا لذكر ذلك. فما ورد في سفر أخبار الأيام الثاني وفي يوسيفوس إنما يؤكد أن إرميا وضع ترانيم جنائزية أو مراثٍ.(لا تخص يوشيا الملك)



ومن تفسير جيل

and, behold, they are written in the lamentations; not of Jeremiah; though the Targum is,


"lo, they are written in the book which Baruch wrote from the mouth of Jeremiah, concerning the lamentations,''but respect a collection of lamentations on various subjects then in being, but since lost.



كلارك

Behold, they are written in the lamentations - The Hebrews had poetical compositions for all great and important events, military songs, songs of triumph, epithalamia or marriage odes, funeral elegies, etc. Several of these are preserved in different parts of the historical books of Scripture, and these were generally made by prophets or inspired men. That composed on the tragical end of this good king by Jeremiah is now lost.



اذا تاكدنا من سياق الكلام في مراثي ارميا ومن معني الكلام في سفر اخبار الايام وايضا من اسم سفر المراثي القديم وهو ايكا بالاضافه الي كلام يوسيفوس وكلام المفسرين ان ما يتكلم عنه سفر الاخبار لا علاقه له بسفر المراثي



والمجد لله دائما