كيف يصف ناحوم الرب بانه منتقم وحافظ غضبه ؟ ناحوم 1: 2



Holy_bible_1



الشبهة



يصف ناحوم النبي الرب بانه غيور ومنتقم وذو سخط وحافظ غضبه في 1: 2 " الرب اله غيور و منتقم الرب منتقم و ذو سخط الرب منتقم من مبغضيه و حافظ غضبه على اعدائه "

فهل هذا يقبل كوصف للرب ؟



الرد



الرد باختصار هو ان الرب هو الذي يعاقب الاعداء ويعطيهم الجزاء العادل علي قدر افعالهم وشرورهم

ومن يقراء العدد التالي يجد شرح لهذا العدد وتوضيح المقصود

ولكن في البداية ندرس بعد المعاني اللغوية

سفر ناحوم 1

1: 2 الرب اله غيور و منتقم الرب منتقم و ذو سخط الرب منتقم من مبغضيه و حافظ غضبه على اعدائه

اولا معني الغيره

في العبري

قاموس سترونج



H7065

קנא

qânâ'

kaw-naw'

A primitive root; to be (causatively make) zealous, that is, (in a bad sense) jealous or envious: - (be) envy (-ious), be (move to, provoke to) jealous (-y), X very, (be) zeal (-ous).

من جذر بمعني متحمس وحماسه وهو قد ياتي بمعني سيئ اي حسود او يحسد ويستفز

منتقم

H5358

נקם

nâqam

naw-kam'

A primitive root; to grudge, that is, avenge or punish: - avenge (-r, self), punish, revenge (self), X surely, take vengeance.

مصدر بمعني نقم ينتقم او يعاقب او يثار ويعاقب



ذو سخط

في العبري هي كلمتين

H1167

בּעל

ba‛al

bah'-al

From H1166; a master; hence a husband, or (figuratively) owner (often used with another noun in modifications of this latter sense: - + archer, + babbler, + bird, captain, chief man, + confederate, + have to do, + dreamer, those to whom it is due, + furious, those that are given to it, great, + hairy, he that hath it, have, + horseman, husband, lord, man, + married, master, person, + sworn, they of.

السيد , الزوج, المالك, القائد ( للرماه او المنادين او للطيور ) قائد, رئيس, زوج, سيد, رجل ( لزوجته او سيد لشخص )..



الكلمة الثانية هي

H2534

חמא חמה

chêmâh chêmâ'

khay-maw', khay-maw'

From H3179; heat; figuratively anger, poison (from its fever): - anger, bottles, hot displeasure, furious (-ly, -ry), heat, indignation, poison, rage, wrath (-ful). See H2529.

الحراره ومجازيا غاضب وحمي السم وغضب, زجاجات سخنة , سخونة الاستياء, غضب, حراره سخط , غضب

فبضم الكلمتين معا المقصود حراة الزوج ( دفاعا عن زوجته ) او سخونة الرئيس في حماية رعيته او غضب الملك دفاعا عن شعبه

ولهذا العدد الانجليزي

(KJV) God is jealous, and the LORD revengeth; the LORD revengeth, and is furious; the LORD will take vengeance on his adversaries, and he reserveth wrath for his enemies.



والمقصود من العدد

سفر ناحوم 1

1: 2 الرب اله غيور و منتقم الرب منتقم و ذو سخط الرب منتقم من مبغضيه و حافظ غضبه على اعدائه

الرب غيور و كلمة غيور هي وصف جيد ولكن حسب ما تقود اليه الغيره

فغيور للحفاظ وعدم الاهمال ولكن لا يخطئ , ومنتقم كما وضحت لغويا تعني انه معاقب وهذا وصف صحيح للرب فهو الذي يعاقب الاشرار ولو كان الرب لا يوصف بانه معاقب لاصبح لايوجد عدل ولفعل الاشرار لما يحلوا لهم

فهو المعاقب وليس غيره , وهو له غيره علي ابناؤه وشعبه وتعبير ذو سخط كما شرحت هو لغويا تعني غيرة وغضب الزوج لو ضايق احد زوجته او الملك لو ضايق احد شعبه وبناء عليه يعاقب من اعتدي علي شعبه وهذا هو الرب

فالمراجع اكدت ان لها معني رائع جميل يعبر عن مشاعر دافئه نابعه كمن محبه تدفع الشخص ان يصل من حبه ان يبذل ذاته لاجل المحبه وللاخرين

وايضا تحمل معني شرير لو كانت غضب وحسد وحقد



ومشاعر الغيره ليس فقط شيئ شرير ولكن يوجد نوعين من الغيره نوع هو شرير لما اغار علي خير حدث لاحد وهذا يعتبر حسد ونوع اخر حسن وهو نابع من المحبه

فالذي يحب انسان يغار عليه ويحافظ عليه والكن الشر نابع من الغيره التي تنتج عنها تصرفات خاطئه مثل الحماقه وغيره فغيرة الزوج علي زوجته والزوجه علي زوجها وغيرة الاب علي ابناؤه والابناء علي ابيهم هي غيره صالحه ولكن لو تعدت الحدود واصبحت بطريقه مرضيه تكون شريره

فالرب لانه يحب شعبه له غيره علي شبعه وايضا الانسان الذي يحب الهه يكون غيور علي اسم الهه

والذي لا يغار غيره صالحه فهو لا يحب والاله الذي لا يكون غيور علي شعبه ويحافظ عليهم فهو ليس اله ولا يعرف المحبة

فالغيره في ذاتها هي قوه فعاله تستخدم للخير او للشر لفعل الصالح او لفعل خطيه

والغيره لها شروط لكي تكون حسنه



ان تكون

حسب المعرفه

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 2

لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً للهِ، وَلكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ.



فهو يتكلم عن اليهود ان لهم غيره وهذا جيد ولكن ليست حسب المعرفه فتقود للخطا



حسنه في ذاتها

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 18

حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ، وَلَيْسَ حِينَ حُضُورِي عِنْدَكُمْ فَقَطْ.



تقود للتوبه

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 19

إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ.



والتقديس

سفر المزامير 69: 9

لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي، وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ.



إنجيل يوحنا 2: 17

فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».



مثمره اعمال حسنة

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2: 14

الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.



والاعداد التي تتكلم عن جدوا للمواهب الحسنه الكلمه اليوناني زيلو هي نفس كلمة غيره حسني



ولتاكيد وجود نوع من الغيره الصالحه

سفر العدد 25: 11

«فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ قَدْ رَدَّ سَخَطِي عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِكَوْنِهِ غَارَ غَيْرَتِي فِي وَسَطِهِمْ حَتَّى لَمْ أُفْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِغَيْرَتِي.



فاعتبرة غيرة فينحاس صالحه



سفر العدد 11: 29

فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ».



موسي يتكلم عن الغيره بمحبه



رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 18

حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ، وَلَيْسَ حِينَ حُضُورِي عِنْدَكُمْ فَقَطْ.



وهنا يوضح معلمنا بولس ان هناك غيره صالحه



وبالطبع الرب يغار غيره صالحه لاجل حماية شعبه وابناؤه ولتاكيد ذلك نري انم الشروط السابقه تنطبق بالطبع علي غيرة الرب رغم انه لا يخضع لمقايسنا

فغيرته حسب المعرفه لانه كلي المعرفه وواهب المعرفه

سفر الأمثال 2: 6

لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ.



وبالطبع حسنه لانه كلي الصلاح

سفر أخبار الأيام الأول 16: 34

احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.



وغيرته ليجعل البشر يتوبوا ويقدسهم ويطهرهم

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2: 14

الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 19

إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ.



وبهذا نتاكد ان وصف الرب بانه اله غيور هذا مدح لوصف محبته وحمايته وتقديسه لشعبه

وانتقم كما وضحت التي تعني عقاب بشروط واستخدامات ولهذا قال الكتاب المقدس

سفر الخروج 21: 20

وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ



ويؤكد ان المعني هو العقاب العادل وتنفيذ حكم القضاء

سفر صموئيل الأول 24: 12

يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ، وَلكِنْ يَدِي لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ.



فالرب يطلب ان يجازي الخاطئ

سفر التثنية 32: 35

لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ. فِي وَقْتٍ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ. إِنَّ يَوْمَ هَلاَكِهِمْ قَرِيبٌ وَالْمُهَيَّآتُ لَهُمْ مُسْرِعَةٌ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19

لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ.



سفر التثنية 32: 43

«تَهَلَّلُوا أَيُّهَا الأُمَمُ، شَعْبُهُ، لأَنَّهُ يَنْتَقِمُ بِدَمِ عَبِيدِهِ، وَيَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِهِ، وَيَصْفَحُ عَنْ أَرْضِهِ عَنْ شَعْبِهِ».



فالنقمة بمعني الجزاء هو عمل الرب الديان

وهو منتقم ليس من أجل ذاته وإنما لحماية أولاده، حاسبًا كل من يأخذ موقف العداوة منهم، إنما يأخذها ضده شخصيًا. لذلك يقول: "حافظ غضبه على أولاده".

سمح الله لمملكة أشور أن تسبي شعبه لأجل تأديبهم، لكن أشور ظنت أن أصنامها أعظم من الله، فصارت تسخر منه؛ كما تمادت في إذلال شعب الله.

فاعلن الرب انه هو رئيس الشعب الحقيقي وانه عادل فسيعاقب الاشوريين علي خطأهم وتعديهم علي شعبه وايضا اهانتهم لاسمه .

ولكن الوحي يوضح ان الرب في غيرته وفي غضبه ايضا بطيئ بحكمة وبقدرة فيقول

1: 3 الرب بطيء الغضب و عظيم القدرة و لكنه لا يبرئ البتة الرب في الزوبعة و في العاصف طريقه و السحاب غبار رجليه

الرب بطيئ الغضب لانه ليس كالإنسان ، فالإنسان لا يستطيع كبح غيظه في بعض الاحيان، إنما الله كلي القدره يطيل أناته لعل طول أناته تقتادنا للتوبة.

ولكنه لا يبرئ البتة أي لا يبرئ الأشرار الذين يصرون على خطاياهم، وهذه فيها رد على من يتصور أن بطء غضب الله معناه أنه يتسامح في الخطأ فيتمادي فيه. أما الشرير لو رجع عن شره سيجد الله رحيماً به. وهو عظيم القدرة. وهنا يعطي تصوير من واقع الطبيعة التي يعرفونها ليتصوروا قدرات الله

والفرق بين الغضب الجيد و الغضب المرفوض

بسبب الخطيه لانه اخطئ الي

ضد فعل الخطيه يسبب خطيه

يعبر عنه بطريقه جيده يعبر عنه بطريقه خطأ

يكون بطئي وحكيم يكون سريع بدون حكمة

يتم بعدل وحق يتم بانفعال بدون حق



اذا اعتقد ان المشكك فقط فهم العدد خطأ بسبب المعني العربي الذي يعطي مفاهيم غير دقيقه الي حد ما ( لا اعترض علي الترجمه ولكن وضحت خلفية الالفاظ العبرية ) فالعدد رائع يوضح انه مع الرحماء يكون رحيم ومع الاشرار يحامهم ويعاقبهم حسب شرورهم بعد ان يستهلكوا زمان التوبه بدون توبه



واخيرا اقوال الاباء من تفسير ابونا تادرس يعقوب

*   الله غيور، وهو لا يسخر باستهزاء بأحدٍ. إنه لا يسخر كمن يفتخر بصلاحه هو، بل هو طويل الأناة، لكنه يهدد[3].

العلامة ترتليان

*   يا إخوتي، مخيف هو الوقوع في يدي الرب. ومخيف هو وجه الرب ضد فاعلي الشر (مز 34: 16)... مخيفة هي أُذن الرب، وهي تسمع لصوت هابيل يتكلم خلال دمه الصامت. مخيفتان هما قدماه اللتان تتخطَّان صنع الشر. مخيف أيضًا ملؤه للمسكونة، حيث يستحيل أن يهرب موضع ما من عمل الله (إر 23: 24)، حتى بالطيران إلى السماء، أو الدخول في الجحيم، أو الهروب إلى الشرق الأقصى، أو باختفائنا في الأعماق، في نهاية البحار (مز 139: 7-8). ناحوم القوشي أمامي مرتعب عندما أعلن عن ثقل نينوى، فإن الله غيور، والرب منتقم في سخطه على مقاوميه[4].

القديس غريغوريوس النزينزي

*   لاحظوا يا أبنائي المحبوبين كيف أن الرب إلهنا رحوم وبار، كم هو رءوف ولطيف مع الناس، لكنه بتأكيدٍ عظيمٍ "لا يبرِّئ المخطئ" (راجع نا 1: 2). مع أنه يرحب بعودة الخاطئ ويهبه الحياة، ولا يترك مجالاً لأي شكْ هكذا كمن يدين بقسوة ويرفض الآثمة تمامًا، ويرفض أن يقدم لهم نصائح ليردهم إلى التوبة. وإنما على العكس، يقول الله بإشعياء إلى الأساقفة: "عزُّوا، عزُّوا شعبي، أيها الكهنة، تكلموا بحنوٍ مع أورشليم" (راجع إش 40: 1). لذلك يليق بكم عند سماعكم كلماته هذه أن تشجعوا الذين أذنبوا، وتقودوهم إلى التوبة، وتقدموا لهم الرجاء. وليس باطلاً تحسبون أنكم ستشاركونهم معاصيهم على حساب حبكم لهم. اقبلوا التائبين ببهجة، وافرحوا بهم، واحكموا على الخطاة بالرحمة وأحشاء الحنو. فإن كان شخص ما سائرًا على شاطئ النهر، وصار متعثِّرًا، وأنتم دفعتموه وألقيتموه في النهر، عوض أن تقدموا له يد المساعدة، تكونوا قد ارتكبتم جريمة قتل أخيكم[5].

قوانين الرسل

*   "الرب رحيم ورءوف، طويل الروح، وكثير الرحمة" (مز 103: 8). لماذا هو طويل الأناة هكذا؟ لماذا كثير الرحمة؟ الناس يخطئون ويعيشون، الخطايا مستمرة والحياة مستمرة. الناس يجدفون كل يوم، وهو يشرق شمسه على الصالحين والأشرار (مت 5: 45). على كل الأحوال، إنه يدعو إلى الإصلاح، يدعو إلى التوبة، يدعو بمباركته للخليقة؛ يدعو بأن يعطي زمنًا للحياة (فرصًا للتوبة)، يدعو خلال القارئ (للكلمة في الكنيسة)، وخلال الكارز، ويدعو خلال الفكر الداخلي بعصا الإصلاح، ويدعو بمراحم التعزيات. إنه طويل الأناة ورحوم. ولكن لتحذر لئلا بإساءة استخدام عظم مراحم الله تخزن لنفسك غضبًا في يوم الغضب، كقول الرسول (رو 2: 7)[6].

القديس أغسطينوس

*   مرة أخرى: "أنا أُقيم عهدي معكِ، فتعلمين أني أنا الرب؛ لكي تتذكري فتخزي، ولا تفتحي فاكِ بعد بسبب خِزيك، حين أغفر لك كل ما فعلتِ يقول الرب الله" (حز 16: 62-63). هكذا يشير بوضوح بهذه الكلمات الإلهيَّة إلى ما قيل في موضع آخر بالعبارة: "وإن كان يطهرك لا يجعلك بارًا". فإنه حتى الأبرار إذ يرجعون عن حالهم السابق بعد ارتكابهم خطيَّة، لا يتجاسرون ليفتحوا أفواههم، بل يقولون مع الرسول: "لست مستحقًا أن أُدعى رسولاً، لأني اضطهدت كنيسة الله" (1 كو 15: 9)[7].

القدِّيس جيروم

*   "الرب طويل الأناة، وعظيم القدرة، وبالتأكيد لا يبرئ البتَّة" (مي 1: 3). إنه لا يوقع العقوبة (التأديب) للحال فجأة، وإنما بعد طول أناة عظيمة. أنتم يا أهل نينوي شهود لذلك، فإنكم إذ مارستم التوبة وجدتم الخلاص، بعد ارتكابكم شرورًا كثيرة ولمدة طويلة لم تنالوا عقوبة عنها. ولكن إذ يمارس الشعب الشرور مدة طويلة، فإنه يوقع العقوبة على غير التائبين. (معنى "لا يبرئ البتَّة" أنه لا يعفي من العقوبة من يستحق ذلك من الخطاة)[8].

ثيؤدورت أسقف قورش



والمجد لله دائما