«  الرجوع   طباعة  »

قانونية سفر زكريا وكاتب السفر



Holy_bible_1



كاتب السفر هو زكريا النبي وهو كتب ذلك في اول سفره

سفر زكريا 1

1: 1 في الشهر الثامن في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلا

وهو يذكر اسمه ثلاثي ويحدد في اي سنه وفي اي شهر يكتب نبوته

وكرر اسمه اربع مرات في السفر

2) سفر زكريا 1: 7


فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ، هُوَ شَهْرُ شَبَاطَ. فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ قَائِلاً:


3)
سفر زكريا
7: 1


وَكَانَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ صَارَ إِلَى زَكَرِيَّا فِي الرَّابعِ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِعِ فِي كِسْلُو.


4)
سفر زكريا
7: 8


وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا قَائِلاً



واكد كثيرا ان هذا كلام الرب

سفر زكريا 1: 16


لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ فَبَيْتِي يُبْنَى فِيهَا، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، وَيُمَدُّ الْمِطْمَارُ عَلَى أُورُشَلِيمَ.



سفر زكريا 2: 5


وَأَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ، أَكُونُ لَهَا سُورَ نَارٍ مِنْ حَوْلِهَا، وَأَكُونُ مَجْدًا فِي وَسَطِهَا.



سفر زكريا 4: 8


وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلاً:



سفر زكريا 6: 9


وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً:



سفر زكريا 7: 8


وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا قَائِلاً:



سفر زكريا 11: 15


فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ بَعْدُ أَدَوَاتِ رَاعٍ أَحْمَقَ،



وغيرها الكثير

ومعني زكريا في العبري اي يهوه يتذكر واتي كثيرين في الكتاب المقدس بهذا الاسم . ولكن ترتيب اسم زكريا معزي جدا وهو بن براخيا اي يهوه يبارك و عدو اي الوقت المناسب فهو الرب يذكر ويبارك في الوقت المناسب ولهذا جائت نبوات كثيره جدا عن المسيح في هذا السفر الذي لا يعتبر كبير



ثانيا ايضا اسلوبه الذي يدل انه معاصر للاحداث فزكريا النبي غالبا ولد في السبي وجاء كطفل صغير مع جده عدة في الراجعين الي اورشليم مع زربابل سنة 536 ق م . وهو كاهن كما كان ابيه وجده

وان جده من العئدين من السبي

سفر نحميا 12

12: 1 و هؤلاء هم الكهنة و اللاويون الذين صعدوا مع زربابل بن شالتيئيل و يشوع سرايا و يرميا و عزرا

12: 2 و امريا و ملوخ و حطوش

12: 3 و شكنيا و رحوم و مريموث

12: 4 و عدو و جنتوي و ابيا

12: 5 و ميامين و معديا و بلجة

12: 6 و شمعيا و يوياريب و يدعيا

12: 7 و سلو و عاموق و حلقيا و يدعيا هؤلاء هم رؤوس الكهنة و اخوتهم في ايام يشوع

12: 16 و لعدو زكريا و لجنثون مشلام



( وهو ليس عدو الرائي ولكنه كاهن )

وهو بدأ نبوته كما ذكر في سنة 520 ق م وهي السنه الثانيه لداريوس هيستاسيس في نفس السنه التي تنبا فيها حجي النبي وكانوا زملاء في العمل والخدمة

وهو اكد انه في زمن هوشع الكاهن

3: 1 و اراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب و الشيطان قائم عن يمينه ليقاومه



6: 11 ثم خذ فضة و ذهبا و اعمل تيجانا و ضعها على راس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم



وزربابل القائد

4: 6 فاجاب و كلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود

أصدر كورش ملك فارس منشورًا عام 538 ق.م فيه سُمح للراغبين من اليهود أن يعودوا إلى مواطنهم لإعادة بناء الهيكل (2 أي 36: 22، 23؛ عز 1: 1-4). وإذ كانت الظروف المالية لغالبية اليهود المسببين حسنة استصعبوا العودة ليبدأوا حياتهم من جديد في بلدهم التي نهبها الأمم بالرغم من شعورهم بالمذلة كمسبيين وحرمانهم من هيكلهم وعبادتهم. وهكذا لم يرجع سوى خمسين ألفًا يُعتبرون النخبة الممتازة منهم نسبيًا، الذين إلتهبت حياتهم غيرة على إعادة بناء بيت الرب.

وفى الشهر الثاني من عام 536 ق.م وضعوا الأساسات (عز 3: 11-13) لكن السامريين قاوموا العمل (عز 4: 5) فتوقف حوالي 15 عامًا. وإذ إحتل داريوس المُلك عام 521 تشجع النبيان حجي وزكريا على حث الناس للبدء من جديد تحت قيادة زربابل الوالي ويهوشع الكاهن. حاول تتناى الحاكم الفارسي لغرب الفرات إعاقة العمل بإرسال استفسار للملك يحمل في طياته إيقاف العمل، لكن الملك أكد قيام المنشور السابق، إذ كان يعطف على قضية اليهود، لإعتقاده بعبادة الإله الواحد وغيرته على تقديم روائح سرور لله والصلاة من أجله هو وبنيه (عز 6: 6-12).

انتهت المقاومة الخارجية لتظهر مقاومة أمر وأقسى هي وجود اتجاه مضاد لدى الشعب وفتور شديد في العمل، إذ حسبوا توقف العمل هذه السنوات علامة عدم رضى الله عليه، وقد انهمك كل واحدٍ في العمل لحساب مصلحته الخاصة، الأمر الذي وبخهم الله عليه في حجي: "هذا الشعب قال أن الوقت لم يبلغ، وقت بناء بيت الرب... هل الوقت لكم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب؟!" (حجي 1: 4).

وهو كما شرحت سابقا في قانونية سفر حجي انه زميل حجي النبي يحمل ذات الرسالة، تربط بينهما علاقة وثيقة ومحبة عميقة، حتى جاء في التقليد اليهودي أن زكريا دُفن بجوار حجي الذي كان زميلاً ومحبًا له. وهذا ايضا ما جاء في الرسالة المنسوبه الي ابيفانوس

وكتب الجزء الاول من نبوته واستمر في الجزء الاول حتي السنه الرابعه لداريوس اي سنة 518 ق م

7: 1 و كان في السنة الرابعة لداريوس الملك ان كلام الرب صار الى زكريا في الرابع من الشهر التاسع في كسلو

ويكمل الجزء الثاني فيما بعد وهو من الاصحاح التاسع الي 14 ويقدر البعض بفرق زمني 30 – 40 سنه



ثالثا شهد له اسفار العهد القديم مثل

سفر عزرا 5

5: 1 فتنبا النبيان حجي النبي و زكريا ابن عدو لليهود الذين في يهوذا و اورشليم باسم اله اسرائيل عليهم



سفر عزرا 6

6: 14 و كان شيوخ اليهود يبنون و ينجحون حسب نبوة حجي النبي و زكريا ابن عدو فبنوا و اكملوا حسب امر اله اسرائيل و امر كورش و داريوس و ارتحششتا ملك فارس

وايضا شهادة يشوع ان سيراخ لوجود اثني عشر نبي صغار ووحيهم وقانونيتهم

سفر يشوع بن سيراخ 49: 12


لتزهر عظام الانبياء الاثني عشر من مكانها فانهم عزوا يعقوب وافتدوهم بايمان الرجاء

رابعا يشهد له اقتباسات العهد الجديد له

رسالة بولس الرسول الي اهل افسس 4: 25

4: 25 لذلك اطرحوا عنكم الكذب و تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لاننا بعضنا اعضاء البعض

وهذا من

سفر زكريا 8

8: 16 هذه هي الامور التي تفعلونها ليكلم كل انسان قريبه بالحق اقضوا بالحق و قضاء السلام في ابوابكم



انجيل متي 21

21: 5 قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان و جحش ابن اتان

وهذا من

سفر زكريا 9

9: 9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل و منصور وديع و راكب على حمار و على جحش ابن اتان



انجيل متي 27

27: 9 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل و اخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل

27: 10 و اعطوها عن حقل الفخاري كما امرني الرب

27: 11 فوقف يسوع امام الوالي فساله الوالي قائلا اانت ملك اليهود فقال له يسوع انت تقول

وهذا بالاضافه الي ما جاء في ارميا 18 ايضا من

سفر زكريا 11

11: 12 فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي و الا فامتنعوا فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة

11: 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به فاخذت الثلاثين من الفضة و القيتها الى الفخاري في بيت الرب



انجيل يوحنا 19

19: 37 و ايضا يقول كتاب اخر سينظرون الى الذي طعنوه

وهذا من

سفر زكريا 12

12: 10 و افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره



انجيل متي 26

26: 31 حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية

وهذا من

سفر زكريا 13

13: 7 استيقظ يا سيف على راعي و على رجل رفقتي يقول رب الجنود اضرب الراعي فتتشتت الغنم و ارد يدي على الصغار





خامسا ايضا يشهد له ايضا نبواته عن المسيح التي تحققت فهو ذكر نبوات واضحة عن شخص السيد المسيح مثل

تجسد يهوه

2: 10 ترنمي و افرحي يا بنت صهيون لاني هانذا اتي و اسكن في وسطك يقول الرب



وانه يدعي ناصريا ( الغصن )

6: 12 و كلمه قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه و من مكانه ينبت و يبني هيكل الرب



وانه حجر الزاوية

4: 7 من انت ايها الجبل العظيم امام زربابل تصير سهلا فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين كرامة كرامة له



ودخوله الملوكي إلى أورشليم

9: 9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل و منصور وديع و راكب على حمار و على جحش ابن اتان



وتسليمه بثلاثين من الفضة

11: 12 فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي و الا فامتنعوا فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة



ويشتري بها حقل

11: 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به فاخذت الثلاثين من الفضة و القيتها الى الفخاري في بيت الرب



وجراحاته

13: 6 فيقول له ما هذه الجروح في يديك فيقول هي التي جرحت بها في بيت احبائي



وطعنه

12: 10 و افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره



وكونه الراعي المتألم الذي وقت قبضه يهرب تلاميذه

13: 7 استيقظ يا سيف على راعي و على رجل رفقتي يقول رب الجنود اضرب الراعي فتتشتت الغنم و ارد يدي على الصغار



وفتح ملكوته للجميع

9: 10 و اقطع المركبة من افرايم و الفرس من اورشليم و تقطع قوس الحرب و يتكلم بالسلام للامم و سلطانه من البحر الى البحر و من النهر الى اقاصي الارض



و قيامته

13: 1 في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحا لبيت داود و لسكان اورشليم للخطية و للنجاسة



وارسال الروح القدس

2: 5 و انا يقول الرب اكون لها سور نار من حولها و اكون مجدا في وسطها



وانه سيكون كاهن

6: 13 فهو يبني هيكل الرب و هو يحمل الجلال و يجلس و يتسلط على كرسيه و يكون كاهنا على كرسيه و تكون مشورة السلام بينهما كليهما



بل يصف يوم الصلب وظلمته بدقة

14: 7 و يكون يوم واحد معروف للرب لا نهار و لا ليل بل يحدث انه في وقت المساء يكون نور



هذا بجانب ارتباط بعض الأفكار والعبارات التي للسفر بالعهد الجديد مثل الفرسان الأربعة (1: 7 الخ، رؤ 6: 18)، وقياس المدينة المقدسة (1: 16، رؤ 11: 1-2)، المنارة والزيتونتان (4: 1-3 ،11-14؛ رؤ 11: 4-10) وتشتيت الخراف (13: 7، مت 26: 31)

المسيانية هي النغمة السائدة في زكريا (ص 1-8)، إذ يعرض لنا كشفًا عن جماعة دينية قومية مسيانية جديدة تقوم في فلسطين ومركزها أورشليم. يرى النبي أن الوقت قد قرب لتحقيق الخلاص الذي يقدمه المسيا، وأن إعادة بناء الهيكل هو علامة بداية لمجيئه. في العصر الميسانى ينهزم الأمم (2: 1-4، 10: 13)، ويُعاد بناء الهيكل (1: 16)، وأورشليم (8: 3)، ويأتي يهوه ويسكن مع شعبه (2: 14، 8: 3)، ويجتمع المسبيون معًا، ويتعبد الأمم ليهوه (2: 15؛ 8: 20-23)، ويحل السلام والفرح (3: 10، 8: 12)، وتنتزع الخطية (3: 9، 5: 1، 11)... فالمسيانية حسب زكريا ليست مجرد قومية لكنها تضم تطهيرًا للجماعة المعينة باتحادها بيهوه[5]]. كما يقول: [والمسيانية أيضًا هي النغمة السائدة في زكريا (ص 9-14)، لكنها هنا تظهر رؤية بصورة أقوى، وأن الخلاص يتحقق مع نهاية الزمن... وأن أهم ملامح المسيانية هنا هو ظهور مسيا الفقراء (9: 9)



ويتناول زكريا في نبواته المجيء الأول للمسيا وكذلك مجيئة الثاني. فيتكلم عن مجيئة وديعاً متواضعاً، وعن خدمته كراعٍ لشعبه، ورفضهم له، وضرب الله الآب "لرجل رفقته"، أي المعادل له ، وما ترتب علي ذلك من تبدد الغنم. ثم عن عودته في مجد



سادسا يشهد له ايضا المخطوطات القديمه

وقانونيته فالسفر موجود في الترجمه السبعينية وهي التي تمت سنة 282 ق م وتؤكد ان السفر مكتوب ومتداول من قبل ذلك

وفي سفر المزامير في السبعينية مزمور 137 و 146 و 147 و 148 كتبوا في عنوانها اسم حجي وزكريا النبيين لان هذه المزامير استخدمت في خديمة الهيكل الثاني بعد بناؤه بناء علي توجيهات حجي وزكريا النبيين

وموجود في مخطوطات قمران

4Q562

4Q176-177

4Q80

وغيرها من المخطوطات الكثيره جدا سواء العبريه والترجمات القديمه باللغات المختلفة التي احتوي علي السفر متطابق مع الذي في ايدينا من بعد الميلاد وحتي الان من لاتينيه

وسريانيه وقبطيه وغيرها الكثير

وفي الفلجاتا يسميه نبوة زكريا وفي السريانية نبوة زكريا النبي



سابعا شهادة اليهود انفسهم للسفر مثل التلمود واقوال الراباوات والتقليد وغيره من الشهادات اليهودية

وهو وضع في بعض النسخ في درج الانبياء ولم يتغير ترتيبه في اي نسخة



ثامنا ايضا اباء الكنيسه اكدون قانونيته وان كاتبه هو زكريا واقتبسوا من السفر ولم يشكك فيهم احد في قانونية السفر وكمية الاقتباسات من السفر في اقوال الاباء كمية ضخمه



تاسعا كل المجامع التي تعرضت لقانونية اسفار العهد القديم اكدت قانونية السفر وان كاتبه هو زكريا النبي ولم يعترض منهم احد او يرفض قانونيته احد المجامع واجمعت عليه كل الكنائس سواء الارثوزكسيه والكاثوليكية والبروتستنتيه



وحدة السفر حاول البعض ان يقول السفر جزئين من 1-8 كاتبهم زكريا ومن 9-14 كاتبهم شخص اخر ولكن لا يوجد دليل علي ذلك واضح والادعائات هي

اختلاف اللهجة بين الإصحاحات الثمانية الأولي والإصحاحات الستة الأخيرة، فالإصحاحات تمتلئ بالرجاء والوعود، بينما الأخيرة تتحدث عن رعاة أشرار، وتنذر بهجوم العداء، كما إنه ليس بها أي إشارة إلي إعادة بناء الهيكل.

(2)     توجد إشارة في 9: 13 إلي اليونان كالقوة البارزة أمام زكريا وليست فارس.

(3)     الحط من قدر النبوة في الإصحاح الثالث عشر، والصور الرؤية في الإصحاح الرابع عشر مما يدل علي كتابتهما في تاريخ متأخر.

والحجيتان الأوليتان تفترضان أنه لو أن زكريا هو الذي كتب هذه الإصحاحات، فلابد أنه كتبها نحو الوقت الذي كتب فيه الإصحاحات الأولي. ولكن لا سبيل أمامنا لمعرفة المدة التي تنبأ فيها زكريا، ولكن هناك أدلة علي أنه كان صغيراً عندما بدأ يتنبأ (انظر زك 2: 4) في 520 ق.م. وقد ظل إرميا يتنبأ طيلة أربعين عاماً. ولو أن زكريا تنبأ بهذه الإصحاحات في شيخوخته، لكان معني ذلك أنه تنبأ بها في وقت معاصر لملاخي وعزرا ونحميا، عندما بدأت شعلة الحماسة الأولي تخبو ويحل محلها التقاعس والفتور والضعف والخوف من هجمات الأعداء.

أما الإشارة اليونان (ياوان- 9: 13)، فلا غرابة فيها، فإذا لم يكن المعترض يؤمن بالنبوة الإلهية وهي واضحة في السفر في التنبؤ عن الملك والراعي في نفس هذه الإصحاحات، فإن اليونان (أو ياوان) قد ذكرت أيضاً بالاسم في حزقيال (27: 13, 19)، وكذلك في إشعياء (66: 19) باعتبارها أحد المواضع التي سيذهب إليها رسل الرب لإعلان مجده.

والعجب الذي يستلفت النظر- في هذه الحجج- ان أولئك المعترضين يجعلون "إشعياء الثالث" (إش 56-66) معاصراً لزكريا الذي كتب الإصحاحات الثمانية الأولي. ومن المحتمل جداً أن زكريا رأي المركبات ذاهبة إلي الغرب (6: 6)، كما أنه رأي مسبقاً الأسري يعودون من المشرق ومن أرض مغرب الشمس (8: 7)، بل إن يوئيل يشير إلي الفينيقيين قد باعوا "بني يهوذا وبني أورشليم لبني الياوانيين" (يؤ 3: 6)، فمنذ نحو 520 ق.م. بدأ اليونانيون في أسيا الصغري يثيرون المتاعب لداريوس، وقاموا بثورة كبيرة في 500 ق.م. وفي 499 ق.م. أحرق الأثينيون الحصن الفارسي في ساردس. وفي 499، 480 ق.م. انهزم الفرس في حملتهم علي بلاد اليونان هزيمة منكرة في موقعة"ماراثون" الشهيرة، ومعركة سلاميس البحرية. ومن وجهة نظر بشرية محضة كان يمكن لزكريا أن يري في قوة اليونان المتصاعدة خطراً يهدد الشواطئ الغربية للإمبراطورية الفارسية، ولابد أنهم أغاروا كثيراً علي شواطئ فلسطين. كما يجب أن نلاحظ أن "ياوان" كانت واحدة من قوي كثيرة ذكرها النبي في الإصحاح التاسع.

أما القول بأن هناك حط من قدرة النبوة في الإصحاح الثالث عشر، فهو تطرف بل أنحرف في التفسير، فالكاتب لا يحط من قدرة النبوة، حيث أنه هو نفسه كان نبياً، والفكرة الأساسية هي الراعي المطعون الذي سيفتح موته الينبوع للتطهير من الخطية والنجاسة، كذروة كل النبوات، وهكذا تنتهي النبوات، وهكذا ستنتهي النبوات الحقيقة، وكل نبوة تصدر بعد ذلك لابد أنها نبوة كاذبة.

أما الحجة المتعلقة بالصورة الرؤوية الخيالية في الإصحاح الرابع عشر، فلا تقوم عيل أساس ثابت، بل هي مجرد رأي ذاتي، فالنبوات المتعلقة بالأخرويات عديدة في نبوات العهد القديم، ولم تكن قاصرة علي فترة ما بين العهدين، كما يزعمون.

ويُرد على أصحاب هذا الفكر بأن الاختلاف في الطابع لا يعنى اختلاف الكاتب، وإنما علته اختلاف هدف القسمين، الأول غايته تشجيع الشعب على بناء الهيكل، وأما الثاني فغايته تأكيد بركة الرب لهم خاصة في العصر الميسانى، مع التنبؤ عن عمل الله معهم عبر العصور بعد إعادة بناء الهيكل. هذا ويرجع اختلاف الأسلوب في نظر البعض إلى عامل أخر، فإن كاتب الجزء الأول هو زكريا الشاب، أما الجزء الثاني فكاتبه زكريا الشيخ.

أما كون هذه الأحداث التي سجلها السفر تصف عصور ما بعد زكريا فلا ينفي أن الكاتب هو زكريا إذ يكتب بروح النبوة عن المستقبل، وليس كمؤرخ لأحداث معاصرة. هذا ما يجعل الكثيرين يؤكدون وحدة السفر وقبول التقليد اليهودي والكنسي بأن السفر كاتبه زكريا وحده.

هناك وجوه ارتباط قوية بين الإصحاحات الأولي والإصحاحات الأخيرة. فمثلاً: الحاجة إلي التوبة والتطهر (1: 4، 3: 3, 4, 9،5: 1-11، 7: 5 -9، 9: 7، 12: 10، 13: 1, 9)، وأورشليم هي الرأس (1: 16, 17، 2: 11, 12: 6، 14: 9, 10)، ورجوع الأمة (2: 6, 10، 8: 7, 8، 9: 12، 10: 6-12)، وإخضاع أعداء إسرائيل (1: 21، 12: 14)، وتجديدهم (2: 11، 8: 20-23 ،9: 7، 14: 16-19).

كما يوجد تشابه في الأسلوب، مثل استخدامه عد "2" بكثرة (4: 3، 5: 9، 6: 1، 11: 7،13: 8)، واستخدامه صيغة المنادي (2: 7, 10، 3: 2, 8،4: 7، 9: 9, 13، 11: 1,2، 13: 7)، وعبارة "ذاهب وآئب" (7: 14، 9: 8) وهي عبارة لا ترد في أي مكان آخر في العهد القديم.



والمجد لله دائما