«  الرجوع   طباعة  »

هل معرفة سمعان وحنة بان يسوع هو المسيح في انجيل لوقا 2 يخالف عدم معرفة هيرودس وسكان اورشليم من انجيل متي 2



Holy_bible_1



الشبهة



يُعلم من كلام متى أن سكان أورشليم وهيرودس لم يعرفوا بولادة المسيح قبل مجيء المجوس، ويُعلم من كلام لوقا أنه لما ذهب والدا المسيح إلى أورشليم بعد التطهير لتقديم الذبيحة، أُوحي إلى الرجل التقي سمعان أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب، فأتى مقوداً بالروح القدس إلى الهيكل وحمل الصبي وقال كما في لوقا 1/22:» 25وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. 26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. 27فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، 28أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: 29«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، 30لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، 31الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 32نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». 33وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. 34وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِهَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. 35وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ». «.

وحنة النبية التقية وقفت تسبِّح الرب وتكلمت مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم. » 36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطَلِبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَارًا. 38فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ. «.

فلو كان هيرودس وسكان أورشليم معاندين للمسيح لما أخبر سمعان وحنة النبية بهذا الخبر.



الرد



المشكك يتكلم عن موقفين مختلفين وايضا رد فعل مختلف لنوعين من البشر

ويجب ان نفرق بين هيرودس المؤابي واعوانه وبين سمعان البار وحنه النبية والمتعبدين في الهيكل

اولا سمعان الشيخ او البار هو رجل يقول عنه الكتاب

انجيل لوقا 2

2: 25 و كان رجل في اورشليم اسمه سمعان و هذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل و الروح القدس كان عليه

والعباره الهامة هي متوقع تعزية اسرائيل وهي تعني انه بمعرفته بنبوات العهد القديم وبخاصه نبوة دانيال النبي عن السبعين اسبوع في دانيال 9: 24 ولهذا هذا الرجل القديس يتوقع قرب تحقيق نبوة دانيال ولثقته في الكتاب المقدس ودقة مواعيده فهو مترقب ميلاد المسيح

وليس هذا فقط ولكن يقول الانجيل

2: 26 و كان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب

2: 27 فاتى بالروح الى الهيكل و عندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس

فهو لم يصرح بهذا الامر ولكن منتصر بهدوء

2: 28 اخذه على ذراعيه و بارك الله و قال

2: 29 الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام

2: 30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك

2: 31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب

2: 32 نور اعلان للامم و مجدا لشعبك اسرائيل

2: 33 و كان يوسف و امه يتعجبان مما قيل فيه

2: 34 و باركهما سمعان و قال لمريم امه ها ان هذا قد وضع لسقوط و قيام كثيرين في اسرائيل و لعلامة تقاوم

2: 35 و انت ايضا يجوز في نفسك سيف لتعلن افكار من قلوب كثيرة

ولم يقل الانجيل ان سمعان البار اخبر احد بهذا الا مريم ويوسف ومريم كانت تحتفظ بهذا كله في قلبها

اذا سمعان البار لن يخبر هيرودس بالطبع بما حدث

وعن حنة النبية

انجيل لوقا 2

2: 36 و كانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير و هي متقدمة في ايام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها

2: 37 و هي ارملة نحو اربع و ثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام و طلبات ليلا و نهارا

2: 38 فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب و تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم

اولا حنه تهللت وتكلمت عنه مع البعض لقبهم لوقا البشير منتظرين الفداء وهي كما قلت سابقا الذي قراؤا النبوات

وملحوظه ان هذا الحدث تم في يوم واحد وانتهي الموقف مثل ما نسمع احدهم يقول ان ابن الهلاك ولد ولا نهتم بهذا الامر رغم ان وسائل الاتصال من افضل ما يكون ولكن في زمان ميلاد المسيح لايوجد انترنت ولا نشرات اخبار لنشر الحدث فهو سمع به المتعبدين في الهيكل وانتهي الامر

والسؤال هل هؤلاء سيخبرون هيرودس ؟

بالطبع لا والسبب ان هيرودس ليس يهودي ولكن هو اممي شرير وقاسي جدا

واقدم خلفيه عنه من قاموس الكتاب المقدس

وهو الابن الثاني لانتيباس، الادومي الأصل. وكانت أمه ادومية أيضاً لذلك لم يكن يهودياً من ناحية الجنس مع أن الادوميين كانوا قد رضخوا للمذهب اليهودي بالقوة منذ سنة 125 ق. م. وكان قيصر قد عين انتيباتر حاكماً على اليهودية سنة 47 ق.م. وقسم انتيباتر فلسطين بين أبنائه الخمسة وكان نصيب هيرودس في الجليل. وبعد أربع سنوات قتل انتيبار . فجاء مار كوس انطونيوس الى فلسطين وعين الأبنين الأكبرين للعاهل المقتول على فلسطين. ثم قتل اكبرهما نفسه بعد ما اسره الفوتيون الذين هاجموا فلسطين. وهكذا خلا العرش ليهيرودس وفي سنة 37 ق.م. دخل القدس فاتحا، بمعونة الرومان. وقد تزوج هيرودس عشر نساء وكان له أبناء كثيرون. واشتد التنافس فيما بينهم على وراثة العرش وكان القصر مسرح عشرات المؤامرات والفتن. واشتركت زوجات الملك وأقاربهن في تلك المؤامرات والفتن. هذا إلى جانب المؤامرات التي حاكها هيرودس ضد أعدائه من يهود البلاط، وضد خصومه من حكام الرومان. فقد كان الملك المذكور قاسي القلب عديم الشفقة يسعى وراء مصلحته ولا يتراجع مهما كانت الخسائر. ولم يكن يهتم للحقيقة ولا ينتبه إلى صراخ المظلومين واشتهر بكثرة الحيل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). وقتل عدة زوجات وأبناء وأقارب خوفاً من مؤامراتهم. غير أنه بنى أماكن كثيرة في فلسطين، مدناً وشوارع وأبنية، لتخليد اسمه وانفق على ذلك أموالاً طائلة وأشهرها مدينة قيصرية التي بناها على شاطئ البحر المتوسط وسماها كذلك تكريماً لاوغسطس قيصر ثم رمّم مدينة السامرة بعد أن تهدمت وسماها سباسطيا، أي مدينة اوغسطس وحصن القدس وزينها بالملاعب والقصور. وبدأ في ترميم الهيكل في القدس، وفي تزينيه.

ولد يسوع في أواخر أيامه، بعد أن كانت نقمة الشعب عليه، وخوفه من منافسة أعدائه، قد بلغت أشدها. ولذلك أسرع الأمر بقتل جميع الأطفال في بيت لحم، حتى لا ينجو ابن داود، ولا يملك على اليهود ويتربع على عرشه (مت ص 2). ولكن الوقت لم يمهله كثيراً. إذ مرض مرضاً خطيراً، وسافر إلى شرقي الأردن للاستشفاء بحمامتها، ثم عاد إلى أريحا أسوأ مما كان عليه قبلاً. وهناك مات، وهو في السبعين من عمره، بعد ملك أربعاً وثلاثين سنة، وكأنه لم يشأ أن يودع الحياة على عكس ما كان في حياته. فأمر بقتل وجهاء القدس ساعة موته، حتى يعم الحزن المدينة ولا يجد أحد السكان فراغاً ليبتهج بموت ملكه المكروه.

فهل انسان غير يهودي بهذه الصفات الشريره هل سيسرع سمعان البار او حنة النبية باخباره عن ميلاد يسوع ؟

لا اعتقد طبعا هذا بالاضافه الي ان سمعان البار يسير بارشاد الروح القدس وحنه النبية ايضا لانها نبية فهم بارشاد الروح القدس اخفوا الامر طبعا لحماية يسوع من هيرودس الشرير

ثانيا رؤساء الكهنه في هذا الزمان ايضا اشرار يطمعون في الربح القبيح ووبخهم بشده الرب يسوع المسيح ويوحنا المعمدان علي شرورهم ولهذا لاسمعان الشيخ ولا حنه النبيه ولا بالطبع الروح القدس اخبرهم عن ميلاد المسيح

ولهذا ما قدمه لوقا البشير لا يناقض ما قاله متي البشير بل يكمله

انجيل متي 2

2: 1 و لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم

2: 2 قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق و اتينا لنسجد له

2: 3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب و جميع اورشليم معه

كل تفكير هيرودس في ملكه الارضي فخاف ان ميلاد هذا الطفل الذي اعلن انه ظهر له نجم لامع بان ياخذ ملكه منه ومن اسرته ويعود الملك من الاسره الادوميه الي اليهود مره اخري

2: 4 فجمع كل رؤساء الكهنة و كتبة الشعب و سالهم اين يولد المسيح

2: 5 فقالوا له في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي

2: 6 و انت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل

وشيئ عجيب فعله رؤساء الكهنة الاشرار انهم ارشدوا المجوس الامميين الي مكان ميلاد المسيح حسب النبوات ولكن هؤلاء الكهنه لم يتعبوا انفسهم بالذهاب الي يسوع او حتي مرافقة المجوس الذي يسعوا لرؤية هذا الملك العظيم الذي ولد

وهذا دليل علي عدم ايمان هؤلاء رؤساء الكهنة فهم يعلموا النبوات ويتكلموا بها ولا يؤمنون بها ولا ينفذوها

وهذا يوضح لمذا لم يرشدهم الروح القدس لانهم ليسوا رجال الله

2: 7 حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا و تحقق منهم زمان النجم الذي ظهر

أخفى هيرودس اضطرابه بمظاهر الخداع، وادعي كذبا انه يريد ان يسجد لهذا الصبي وهو في الحقيقه يريد قتله

2: 8 ثم ارسلهم الى بيت لحم و قال اذهبوا و افحصوا بالتدقيق عن الصبي و متى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا و اسجد له

اذا تاكدنا انه لا يوجد تناقض بين ما ذكره متي البشير ولوقا البشير ولكن كالعاده الاثنين يكملون بعضهما بشرح الموقف بطريقه رائعه من اكثر من زاويه



وايضا رد القس الدكتور منيس عبد النور



وللرد نقول:  قال متى إنه لما أتى المجوس إلى أورشليم استفهموا عن ملك اليهود الذي وُلد حديثاً، فلما سمع هيرودس اضطرب  وجميع أورشليم معه، وهو أمر طبيعي لأنه خاف على ضياع ملكه. فقول المعترض إنه لا يصح أن يكون هو ورجال دولته وأعيان مملكته معاندين هو خلاف المعهود في طباع البشر. فلا عجب إذا فزع لأنه ظن أن المسيح أتى ليأخذ مملكته. وأما النبي التقي سمعان فقد أوحى إليه الله عن ميلاد المسيح، وكذلك أوحى لحنَّة النبية. ولم يذكر الإنجيل أن حنة أشاعت هذا الخبر، بل قال إنها وقفت تسبِّح الله، وتكلَّمت مع الأتقياء المنتظرين فداءً في أورشليم. وهو لا يستلزم أن الملك سمع بهذا الخبر.

فإذا قصد المعترض أن الله أوحى إلى الملك وجميع أورشليم كذلك، لزم أن يكون جميع الناس أنبياء، وهو غير معقول. ولو سلّمنا له بأن خبر افتقاد الله لشعبه شاع في الهيكل، فلا يلزم من هذا أن الملك ورجال دولته كانوا عارفين به. ولو عرفوا به لما التفتوا إليه، لأنه كان أمراً دينياً لا يهم أرباب السياسة. ولكن لما أتى المجوس وقالوا إنه وُلد ملك، اضطرب هيرودس وجزع.



والمجد لله دائما