توضيح لماذا يختلف ترتيب المزامير بين الاجبية والانجيل العربي



Holy_bible_1



السؤال



عندما نفتح الأجبية علي مزمور معين مثلا مزمور 46 وهو اخر مزمور صلاة الساعة الثالثة نجد ان هذا المزمور رقمه في الكتاب المقدس سفر المزامير برقم 47

فلماذا تختلف المزامير في الترتيب بين الأجبية والترجمه العربية لسفر المزامير وما هو خلفيته



الرد



الرد باختصار هو ان الفرق بينهم هو الفرق بين تقسيم النص العبري وتقسيم الترجمه السبعينية اليونانية

نص الأجبية العربي هو نقلا عن الترجمه القبطيه للعهد القديم التي تمت في القرون الوسطي علي عدة مراحل بعد دخول الاسلام مصر

ونص الأجبية القبطي هو تم ترجمته من الترجمه السبعينية اليوناني في القرن الثالث الميلادي

وكلمة أجبية من الكلمه القبطي أجب ( تي أجب ) اي معناها ساعة فالاجبية هي السواعي لان الأجبيه هي كتاب صلوات السواعي

وهي تعتبر استمرار لصلاوات السواعي اليهودية

سفر المزامير 119: 164

سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ.



وكانت الكنيسه الاولي ايضا تصليها

سفر أعمال الرسل 10: 9

ثُمَّ فِي الْغَدِ فِيمَا هُمْ يُسَافِرُونَ وَيَقْتَرِبُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ، صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ.



وهي كما قلت هي بالقبطي من السبعينية

والان اصبح الامر المهم هو تاريخ تقسيم المزامير في العبري والسبعينية

العبري وهو ماخوذ عن النص العبري التقليدي الذي يسمي بالماسوي وفي البدايه لم تكن الاسفار منقسمه ولكن السفر بكامله متصل من اوله الي اخره

ثم تم تقسيمه الي مقاطع قبل ان ينقسم اصحاحات واعداد

تاريخ هذه المقاطع

جرى أول تقسيم قبل السبي البابلي الذي بدأ عام 586 ق.م، إذ قسمت الأسفار الخمسة الأولى إلى 154 مجموعة تسمي سيداريم

Sedarim

وكانت تهدف إلى تقسيم هذه الأسفار إلى أجزاء تقرأ دورياً على مدى ثلاث سنوات

وفي أثناء السبي البابلي وقبل عام 536 ق.م، قسمت الأسفار الخمسة الأولى إلي أربعة وخمسين قسماً تسمي باراشيوث

Parashiyyoth

وهذه بدورها قسمت فيما بعد إلى 669 قسماً لتسهيل الرجوع إليها. وقد كانت تلك الأقسام تستخدم في القراءة على مدى عام واحد.

وحوالي عام 165 ق.م. قسمت أسفار العهد القديم التي تسمى الأنبياء .

وبين التقسيم الاول والثاني تمت الترجمة السبعينية تقريبا 282 ق م بواسطة السبعين شيخ واصبح هناك نصين للعهد القديم احدهما عبري والثاني ترجمه يوناني ولم تكن مقسمه في البدايه ثم بدا تقسيم اليوناني الي اقسام

وهنا اشير الي نقطه مهم وهي الي هذا التقسيم هو مصدر الاختلاف ولكن قبل ان اشرح ذلك اكمل في تاريخ تقسيم الكتاب المقدس

استمر العهد القديم العبري مقسم الي اقسام او مقاطع حتي القرن التاسع للميلاد ثم في القرن التاسع بدأ الماسوريون لتقسيم اسفار العهد القديم الي اعداد اولا

وفي سنة 1330 قرر اليهود ان يتبعوا تقسيم اليوناني لاسفار العهد القديم العبري فقسموا العهد القديم الي اصحاحات ودونوها اولا في الهامش كتقسيم هامشي ثم قسموا الاسفار الي اصحاحات وهي كانت مقسمه من قبل ذلك الي اعداد وبهذا انتهي تقسيم الاسفار العبريه ولهذا يوجد اختلاف في تقسيم الاعداد العبريه مع اليونانية للعهد القديم لان اليهود قسموا العبري والمسيحيين قسموا اليوناني ( السبعينية ) ولكن العبري يتفق تقريبا مع السبعينية في تقسيم الاصحاحات ماعدا اختلافات قليله جدا منها سفر المزامير



وباختصار العهد الجديد

بدات اول محاوله لتقسيم العهد الحديد الي مقاطع تقريبا سنة 220 م بواسطة امونيوس من الاسكندرية وهو قسم الاناجيل بدل من انجيل كامل من اول الي اخره بدون فواصل ليقسم الي مقاطع قصيره ( ملحوظه احدهم يقول تم اختيار الاناجيل القانونية بعد مجمع نيقيه رغم ان الاربع اناجيل القانونيه قسمت مقاطع للقراءات الكنسيه قبل مجمع نيقيه باكثر من 100 سنة )

ثم بدا تقسيم اسفار بقية اسفار العهد الجديد بنفس الطريقه الي ان انتهوا من ذلك تقريبا 500 م واخر سفر قسم مقاطع كان سفر الرؤيا

أما أقدم نظام لتقسيم الأسفار إلى أصحاحات فيرجع إلى عام 350م تقريباً، ويظهر على هامش المخطوطة الفاتيكانية. إلا أن هذه التقسيمات أقل حجماً بكثير من التقسيم الحالي للأصحاحات. فعلى سبيل المثال في التقسيم الحالي للكتاب المقدس يقسم إنجيل متّى إلى ثمانية وعشرين أصحاحاً ولكن في المخطوطة الفاتيكانية يقسم إنجيل متّى إلى 170 قسماً.

لم يتغير هذا التقسيم حتى القرن الثالث عشر حيث تغير التقسيم تدريجياً. قام ستيفن لانجتون، الذي كان أستاذاً بجامعة باريس ولاحقاً رئيساً لأساقفة كانتربرى، بتقسيم الكتاب المقدس إلى أصحاحات كما نعرفه الآن (حوالي عام 1227). وكان ذلك قبل استحداث الطباعة المتحركة. ومنذ استحداث هذه الطريقة في الطباعة في مؤسسة وايكليف للكتاب المقدس (عام 1382) أصبح هذا التقسيم هو التقسيم المتبع عند طباعة الكتاب المقدس إلى هذا اليوم.

أما التقسيم إلى أعداد المعروف الآن في العهد الجديد فقد قام به روبرت ستفانس الذي أدخله أولاً على نص العهد الجديد اليوناني- اللاتيني المطبوع في جنيف عام 1551 وقد استعملت بعد ذلك في الترجمة الإنجليزية المطبوعة في جنيف عام 1557 وقد أدخل روبرت ستفانس نفس التقسيم (إلى إصحاحات وأعداد) على الكتاب المقدس بأسره لأول مرة، وذلك في طبعة الفلجاتا التي نشرها عام 1555. وقد استعملت نفس الطريقة في الكتاب المقدس الإنجليزي الذي طبع في جنيف عام 1560 وقد انتشرت منها باقي اللغات.



واعود الان الي اختلاف السبعينية عن العبري في تقسيم المزامير فالسبعينية بدات اولا تقسم الي اصحاحات قبل القرن الرابع الميلادي والعبري تم تقسيمه الي اصحاحات بداية من سنة 1330 م

والعبري تشابه كثيرا مع السبعينية فيما عدا اختلافات قليله

فجاء التقسيم في سفر المزامير في السبعينية بان جعلت مزمور الذي هو معروف برقم تسعه متصل بالمزمور الذي هو رقم 10 وهذا بسبب ان له بداية لامام المغنيين علي موت الابن

ونهاية المزمور التاسع يقول

9: 20 يا رب اجعل عليهم رعبا ليعلم الامم انهم بشر سلاه

وبداية المزمور العاشر بدون عنوان ويقول

10: 1 يا رب لماذا تقف بعيدا لماذا تختفي في ازمنة الضيق

اما المزمور الحادي عشر فيبدا بمقدمة لامام المغنيين لداود

فالذين قسموا السبعينية اعتبروه ان المزمورين مزمور واحد

اما الذين قسموا النص العبري فيما بعد فاعتبروا ان هذه مزمورين

فمن هذا اصبح المزمور التاسع والعاشر مزمور واحد في السبعينية برقم 9 وفي العبري مزمورين برقم 9 و 10 واصبح المزمور 11 في العبري هو رقم 11 في السبعينية ورقم 12 في العبري هو 11 في السبعينية وهكذا

حتي المزمور 147 في العبري الذي هو 146 في السبعينية

فالسبعينية قسمته الي مزمورين ولكن العبري جعله مزمور واحد

والسبعينية قسمته بعد العدد 11

147: 11 يرضى الرب باتقيائه بالراجين رحمته

147: 12 سبحي يا اورشليم الرب سبحي الهك يا صهيون

فاعتبرت بداية من سبحي يا اورشليم هو مزمور اخر

ومن هنا عاد الترتيب وتوافق مره اخري

ولهذا لان الاجبية لانها من القبطي المترجمه من السبعينية فارقامها تتبع السبعينية

ولان الترجمه العربي فانديك تعتمد علي العبري الماسوريتك فهي تتبع التقسيم العبري

والمجد لله دائما