«  الرجوع   طباعة  »

هل يدخل ملكوت السموات الجياد والاردياء ؟ متي 13: 47- 50



Holy_bible_1



السؤال



جاء فى على لسان المسيح بأنه يشبه ملكوت السموات بشبكه مطروحه فى البحر وجامعه من كل نوع فهل يعقل ان ملكوت السماء تضم الجياد والاردياء



الرد



الحقيقه لن يدخل الي الملكوت الجياد والاردياء ولا يقصد المثل هذا المعني ولكن من يكمل المثل يفهم المعني المقصود فهو يتكلم عن البشاره للكل ومن يبدأ ومن يستمر ومن يخلص في النهاية في يوم الدينونة

انجيل متي 13

13: 47 ايضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر و جامعة من كل نوع

13: 48 فلما امتلات اصعدوها على الشاطئ و جلسوا و جمعوا الجياد الى اوعية و اما الاردياء فطرحوها خارجا

13: 49 هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة و يفرزون الاشرار من بين الابرار

13: 50 و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان



الشبكة المطروحه هي البشاره ودعوة كل الناس ومحاولة اصتيادهم الي ان يقبلوا الايمان

إنجيل متى 4: 19


فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ».



وكثيرون يقبلون اولا ويتم اصتيادهم ويدعوا مسيحيين ولكن هناك من يبدا حياة الجهاد في المسيح ويحارب شهوات العالم وينموا فيه الايمان ويثبت باعماله امام الله ان ايمانه حي فيه

رسالة يعقوب 2: 26


لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ.



رسالة يعقوب 2: 22


فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ،

وهؤلاء هم السمك الجيد

واخرون يدعوا اسما فقط مسيحيين ولكنهم يحبوا العالم اكثر من الله ويحبون المال او السلطه او المكانة اكثر

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 10


لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ.



رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 15


لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.



وهؤلاء هم الاردياء ممن اصتادهم شبكة البشارة

وعندما امتلات وهو وصلة البشاره للعالم كله وانتهاء تجارب العالم

اصعدوها الي الشاطئ بمعني انتهاء العالم لان البحر يشير الي العالم المتقلب بامواجه والوصول الي الشاطئ هو نهاية العالم

جلسوا وجمعوا يقصد بها جلوس المسيح علي كرسي الدينونة وملائكته تبدا تجمع جميع البشر الي يوم الدينونة

إنجيل متى 25: 31


«وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.



إنجيل متى 13: 41


يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ،



وجمعوا الجياد الي اوعية وهو الذين عن يمين المسيح الذين جاهدوا الجهاد الحسن واثبتوا امام الله باعمالهم ان ايمانهم حي

إنجيل متى 25: 34


ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 12


جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.



اما الاردياء الذين هم اسميين فقط او رفضوا الايمان فيطرحون خارج الملكوت حيث البكاء وصرير الاسنان والندم

وهذا المثل هو يشبه في المعني الامثال التي جمعها متي البشير في هذا الاصحاح مثل مثل الزارع ومثل ومثل الزوان ومثل حبة الخردل ومثل الخميرة ومثل الكنز المخفي ومثل اللؤلؤة

كلهم يوضحون فكره عامة عن البشاره والجهاد والدينونة في النهاية ولكن كلهم يكملون بعضهم بعضا من زوايا مختلفه فمثل الزارع يوضح انواع محاربات العالم للبشارة ومثل الزوان يوضح بعد نمو البشاره استمرار محاربات عدو الخير ومثل حبة الخردل يوضح قوة الايمان لو نمي بطريقه حقيقية وهكذا

وغاية هذا المثل تحديدا يوضح ان الحياة المسيحية ليست فقط ان يطلق علي اسم مسيحي ولكن اعمل كانسان مسيحي بايمان باستمرار فالمسيحية ليسة كلمة او شهادة ولكن حياه مع المسيح



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يقول العلاّمة أوريجينوس: [ملكوت السماوات يُشبه شبكة من نسيج متنوِّع، إشارة إلى الكتاب المقدّس: العهد القديم والعهد الجديد. إنه منسوج من أفكار من كل نوع، فهو متنوِّع تمامًا. أمّا بخصوص السمك الذي سقط في الشبكة، فبعضه في جانب، والآخر في جانب آخر، لكن الكل مجتمع في الموضع الذي فيه تمّ الاِصطياد (أي في الشبكة الواحدة). دخل البعض شبكة الكتاب المقدّس خلال الجانب النبوي، مثل إشعياء أو إرميا أو دانيال. والبعض الآخر دخل خلال شبكة الإنجيل. والبعض خلال شبكة الكتابات الرسوليّة. فعندما يؤسَر إنسان بواسطة الكلمة يبدو كمن هو أسير يأخذ موضعًا معينًا في الشبكة الكلّيّة[594].]

يشرح الأب غريغوريوس (الكبير) هذا المثل قائلاً: [تُقارن الكنيسة المقدّسة بشبكة، إذ هي أيضًا سُلِّمت إلى صيّادين، وبواسطتها نحن سُحبنا من أمواج هذا العالم وأُحضرنا إلى المملكة السماويّة، لكي لا تبتلعنا أعماق الموت الأبدي. لقد ضمَّت كل أنواع السمك، إذ تقدّم مغفرة الخطيّة للحكماء والجهلاء، للأحرار والعبيد، للأغنياء والفقراء، للأقوياء والضعفاء. لهذا يقول المرتّل لله: "إليك يأتي كل جسد" (مز 65: 3). ستمتلئ هذه الشبكة تمامًا عندما تحتضن كل الجنس البشري، ويجلس الصيادون بجوارها على الشاطئ. إن كان الزمن يُشار إليه بالبحر، فإن الشاطئ يُشير إلى نهاية الزمن، حيث يُفصل السمك الجيد ويحفظ، بينما يُطرح الرديء خارجًا، إذ يسلَّم الجيِّد للراحة الأبديّة. أمّا الأشرار، فإنهم إذ فقدوا نور الملكوت الداخلي يُطردون إلى الظلمة الخارجيّة. حاليًا نحن هنا نختلط معًا، يختلط الصالحون مع الأشرار، كالسمك في الشبكة، لكن الشاطئ سيُخبرنا عمّا كان في الشبكة، أي في الكنيسة المقدّسة. إذ يُحضَر السمك إلى الشاطئ، لا تصير له فرصة التغيّر، أمّا الآن ونحن في الشبكة، فيمكننا إن كنّا أشرّارًا أن نتغيّر ونصير صالحين. إذن لنفكِّر حسنًا يا إخوة، إذ لا يزال الصيد قائمًا، لئلاّ يحتقرنا الشاطئ فيما بعد[595].]



والمجد لله دائما