«  الرجوع   طباعة  »

هل كان كلام المسيح غامض ؟ متي 16: 6-12 متي 9: 24 و مرقس 5: 39 و مرقس 8: 10-21 ولوقا 8: 52-53 و مرقس 9: 30-32 لوقا 9: 44-45 و لوقا 18: 31-34 يوحنا 2: 19-23 و يوحنا 3: 3-10 و يوحنا 6: 55 و يوحنا 11: 11



Holy_bible_1



الشبهة



كان كلام المسيح في كثير من الأحيان غامضاً حتى لم يفهمه معاصروه وتلاميذه، ما لم يفسره لهم بنفسه، كقوله في يوحنا 2 :19-23 »19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْانْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُفِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.«. وهي نبوَّة عن موته، وكذلك عدم فهم التلاميذ موت  المسيح (لوقا 9 :44 و45 و18 :31-34)، وكذا تعبيره عن موت الصبيَّة وموت لعازر بالنوم (لوقا 8 :52 و53 ويوحنا 11:11)، وكذا تحذيره لتلاميذه من خمير الفريسيين أي تعليمهم ونفاقهم (متى 16: 6-12)،  وكذا تشبيه تجديد القلب بولادة جديدة (يوحنا 3:3-10)، وكذا تشبيه نفسه بخبز الحياة (يوحنا 6 :55)«.



الرد



كلام المسيح واضح لمن له بصيرة روحية ويريد ان يفهم كلماته ولكن الذي يرفض ان تكون له بصيرة روحية ويريد ان يكون معاند فقط

انجيل متي 13

12 فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ.
13
مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ
.
14
فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلَةُ
: تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ.
15
لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا
. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ.
16
وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ
.



إنجيل لوقا 6: 42


أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ.



انجيل يوحنا 9

39 فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ».
40
فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ
: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟»
41
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ
: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.



فالفيصل هو ارادة الانسان هل يسمع كلام الرب في الانجيل من اجل المنفعة ام معاند ورافض في قلبه قبل ان يسمع

ولهذا المشككين الذين يقولوا ان كلام الرب يسوع المسيح غير مفهوم هم يشهدوا علي انفسهم بانهم من فئة العميان المعاندين الذين هو يرفضون قبل ان يسمعو او يقراءوا كلام الرب

ويوجد نوع اخر هو الانسان الذي لم يقبل الروح القدس بعد وهذا الانسان عندما يسأل الله يعطيه التفسير الواضح البسيط وهذا هو التدرج في الايمان

فالتلاميذ مثلا في البداية لم يكونوا قبلوا الروح القدس فكان يصعب عليهم فهم القليل من الامور او بمعني اصعب احيانا يفهموا الامور بطريقه حرفيه غير دقيقة ولكن لم تكن نيتهم العناد لهذا كان دائما المسيح يعطيهم التفسير الصحيح الي ان قبلوا الروح القدس الذي اصبح يرشده دائما

والاعداد كلها التي استشهد بها المشكك واضحة المعني لمن له بصيرة روحية



الشاهد الاول

انجيل متي 16

16: 5 و لما جاء تلاميذه الى العبر نسوا ان ياخذوا خبزا

16: 6 و قال لهم يسوع انظروا و تحرزوا من خمير الفريسيين و الصدوقيين

16: 7 ففكروا في انفسهم قائلين اننا لم ناخذ خبزا

16: 8 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون في انفسكم يا قليلي الايمان انكم لم تاخذوا خبزا

16: 9 احتى الان لا تفهمون و لا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف و كم قفة اخذتم

16: 10 و لا سبع خبزات الاربعة الالاف و كم سلا اخذتم

16: 11 كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا من خمير الفريسيين و الصدوقيين

16: 12 حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين و الصدوقيين



وهو تكرر في

انجيل مرقس 8

8: 13 ثم تركهم و دخل ايضا السفينة و مضى الى العبر

8: 14 و نسوا ان ياخذوا خبزا و لم يكن معهم في السفينة الا رغيف واحد

8: 15 و اوصاهم قائلا انظروا و تحرزوا من خمير الفريسيين و خمير هيرودس

8: 16 ففكروا قائلين بعضهم لبعض ليس عندنا خبز

8: 17 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز الا تشعرون بعد و لا تفهمون احتى الان قلوبكم غليظة

8: 18 الكم اعين و لا تبصرون و لكم اذان و لا تسمعون و لا تذكرون

8: 19 حين كسرت الارغفة الخمسة للخمسة الالاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم قالوا له اثنتي عشرة

8: 20 و حين السبعة للاربعة الالاف كم سل كسر مملوا رفعتم قالوا سبعة

8: 21 فقال لهم كيف لا تفهمون

المسيح هنا كلامه واضح وايضا الانجيل فسر اكثر فهو شبه تعاليم الفريسيين الفاسده بالخميره الفاسده التي تفسد العجين كله وهو تشبيه بلاغي حزف فيه المسيح المشبه وهذه طريقه معروفة في البلاعة

والسيد المسيح وضح سبب عدم فهمهم لكلامه مباشرة لانهم كانوا لا يزالوا قليلي الايمان

ايضا من يقول ان كلام المسيح صعب فالانجيل يوضح ان التلاميذ فهموا بانفسهم عندما لفت نظرهم انه لا يتكلم عن الخبز المادي وهذا لان المسيح يريد ان يعلمهم اشياء هامة لتكون بذور تعاليم لكل الكنيسة

حيث يجتمع الرعاة معًا في المسيح يسوع ربنا، يقوم السيّد نفسه بقيادتهم وتوجيههم، من الجانب السلبي والإيجابي، فيُحذّرهم من الرياء كما يكشف لهم أسرار الآب.

فمن الجانب السلبي سألهم أن يتحرّزوا من خمير الفرّيسيّين والصدّوقيّين، وللأسف انسحب فكرهم إلى "الخمير" أو الخبز بالمفهوم المادي، بل ويبدو أنهم ارتبكوا جدًا بسبب عدم وجود طعام، فوبّخهم السيد، مذكّرًا إيّاهم بمعجزتي إشباع الجموع. بهذا عالج السيّد ضعفًا جديدًا في حياتهم، ألا وهو الارتباك بالأمور الماديّة والاحتياجات الزمنيّة.

في اختصار نقول أن السيّد عالج الجانب السلبي من ناحيتين: الأولي هي الهروب من الرياء "خمير الفرّيسيّين"، والثانية هي عدم الارتباك في التدابير الماديّة خاصة متى اجتمع بزملائه الرعاة في شخص السيّد المسيح، هذان المرضان للأسف يصيبان الكثير من اجتماعات الرعاة الكنسيّين.

لقد حذّرهم من خطيّة الرياء بكونها أخطر عدوّ للملكوت، لأن الخطايا الظاهرة يُمكن تداركها والتوبة عنها، أمّا الرياء فيتسلّل إلى حياة القادة الروحيّين والخدّام والمتعبّدين، لا ليشغلهم عن الخدمة والعبادة، وإنما ليُشعل فيهم الشوق نحو الخدمة والعبادة دون الالتقاء مع السيّد المسيح نفسه، فيرتفع الإنسان بذاتيّته وأنانيّته تحت ستار الدين والخدمة ويظهر البناء شاهقًا بلا أساس ليسقط هاويًا.

هذا بخصوص الرياء، أمّا الجانب السلبي الآخر فهو تحذيرهم من الارتباك في التدابير الماديّة والتنظيمات أثناء اجتماع الرعاة، عِوض أن يكون "المسيح" نفسه غايتهم. فقد انشغل التلاميذ وارتبكوا بالخبز ولم يدركوا أن الحال في وسطهم هو المسيح "الخبز الحيّ" المشبع للكل



الشاهد الثاني

انجيل متي 9

9: 23 و لما جاء يسوع الى بيت الرئيس و نظر المزمرين و الجمع يضجون

9: 24 قال لهم تنحوا فان الصبية لم تمت لكنها نائمة فضحكوا عليه

9: 25 فلما اخرج الجمع دخل و امسك بيدها فقامت الصبية



انجيل مرقس 5

5: 38 فجاء الى بيت رئيس المجمع و راى ضجيجا يبكون و يولولون كثيرا

5: 39 فدخل و قال لهم لماذا تضجون و تبكون لم تمت الصبية لكنها نائمة

5: 40 فضحكوا عليه اما هو فاخرج الجميع و اخذ ابا الصبية و امها و الذين معه و دخل حيث كانت الصبية مضطجعة

5: 41 و امسك بيد الصبية و قال لها طليثا قومي الذي تفسيره يا صبية لك اقول قومي

5: 42 و للوقت قامت الصبية و مشت لانها كانت ابنة اثنتي عشر سنة فبهتوا بهتا عظيما



انجيل لوقا 8

8: 52 و كان الجميع يبكون عليها و يلطمون فقال لا تبكوا لم تمت لكنها نائمة

8: 53 فضحكوا عليه عارفين انها ماتت

8: 54 فاخرج الجمع خارجا و امسك بيدها و نادى قائلا يا صبية قومي

8: 55 فرجعت روحها و قامت في الحال فامر ان تعطى لتاكل

الحقيقه تعبير نائمة هذا ليس كلام غامض ولكن الرب يعلن بوضوح ان الموت للنسان المؤمن اسمه رقاد وليس موت لان الموت في معناه الحقيقي انفصال عن الله اما الذي يموت علي رجاء القيامة فهو يرقد قليلا حتي يقوم مع رب المجد ثانية فتعبير المسيح صحيح ودقيق

سفر أعمال الرسل 7: 60


ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 6


وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4:

13 ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ.
14
لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ
.
15
فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ
: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ.

التعبير ليس بغامض ولكن استخدمه العهد القديم ايضا

سفر التثنية 31: 16


وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنْتَ تَرْقُدُ مَعَ آبَائِكَ، فَيَقُومُ هذَا الشَّعْبُ وَيَفْجُرُ وَرَاءَ آلِهَةِ الأَجْنَبِيِّينَ فِي الأَرْضِ الَّتِي هُوَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا فِي مَا بَيْنَهُمْ، وَيَتْرُكُنِي وَيَنْكُثُ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَهُ.



سفر دانيال 12: 2


وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ.



سفر يشوع بن سيراخ 24: 45


انفذ الى جميع اعماق الارض وانظر الى جميع الراقدين وانير لجميع الذين يرجون الرب



سفر المكابيين الثاني 12: 45


ولاعتباره ان الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل



فتعبير النوم او الرقاد هو الذي يفضله الرب منذ العهد القديم والمسيح يعتبر أن الموت هو حالة نوم كما قال في حالة لعازر، وهذا يعطينا أن لا ننزعج من الموت فهو حالة مؤقتة يعقبها قيامة بالتأكيد. وكأنه كان يشجّع تلاميذه على قبول الموت بلا انزعاج كمن يدخل إلى النوم ليستريح. فهو ليس تعبير غامض ولكن معروف لمن يعرف كلمة الرب

واستخدام الرب لكلمة نائمة كان دقيق ليوضح سلطانه علي الرقاد لان اقامت الموتي بالنسبه له كمن يوقظ النائم

ومن كل هذا نتاكد ان كلام المسيح لم يكن غامض ولكن هم الذين لم يسالوا او يتقبلوا



والشاهد الثالث يشبه الشاهد الثاني

انجيل يوحنا 11

11: 11 قال هذا و بعد ذلك قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لاوقظه

11: 12 فقال تلاميذه يا سيد ان كان قد نام فهو يشفى

11: 13 و كان يسوع يقول عن موته و هم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم

11: 14 فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات

11: 15 و انا افرح لاجلكم اني لم اكن هناك لتؤمنوا و لكن لنذهب اليه

والمسيح يؤكد ان مفهوم الموت المسيحي هو رقاد وطالما هو في الرب فسيكون هناك قيامة. "ليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال" (أوشية الراقدين). ولكن من هو الذي له نصيب في هذه القيامة؟ الإجابة هو من قام من رقاد الخطيئة فالموت الحقيقي ناتج عن الخطية (رؤ6:20 + أف14:5+ لو24:15+رؤ1:3) وراجع (مت24:9) "الصبية نائمة" وكلمة نام التي إستخدمها المسيح تعني [1] إمّا رقاد الراحة أو [2] فقدان الوعي أو الشعور. لذلك إلتبس الأمر على التلاميذ. ورقاد الراحة قد يفيد أنه رقد نتيجة حمى وقد تفيد معنى الموت وقد فهمها التلاميذ على أنها مرض.

ولكن المسيح وضح لهم ايضا فكلامه واعلن انه يقصد رقاد الموت فلم يكن غامض

فمن حق اي انسان ان لا يفهم احيانا في البداية ولكن يجب عليه ان يسال اما من يرفض ان يسال او لو قيل له المعني الصحيح يرفض ويعاند لانه ضد الفكر المسيحي المستقيم فهذا ليس بحجة علي كلمات السيد المسيح الدقيقه الواضحه لمن يريد



الشاهد الرابع

انجيل مرقس 9

9: 31 لانه كان يعلم تلاميذه و يقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه و بعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث

9: 32 و اما هم فلم يفهموا القول و خافوا ان يسالوه



انجيل لوقا 9

9: 44 ضعوا انتم هذا الكلام في اذانكم ان ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس

9: 45 و اما هم فلم يفهموا هذا القول و كان مخفى عنهم لكي لا يفهموه و خافوا ان يسالوه عن هذا القول

اذا عدم فهمهم لعدة اسباب

اولا ان الكلام كان لهم في هذا الوقت عن المستقبل رغم اننا الان نفهم معني تسليم المسيح وصلبه وموته وقيامته في اليوم الثالث جيدا ولا يوجد اي غموض

ثانيا هذا الامر كان بعد التجلي فهم فى ذهنهم الأمجاد العالمية، فما علاقة هذا بالصليب. ولم يفهموا أن الصليب هو طريق المجد. هم لم يفهموا لأنهم لم يريدوا أن يفهموا لأن لهم رأي مخالف

ثالثا لانهم لم يسالوا ما المعني المقصود ولو كانوا سالوا لكان اجابهم وشرح لهم المقصود

وبالفعل المسيح شرح لهم بعد قليل لان متي البشير يقول

انجيل متي 17

17: 22 و فيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس

17: 23 فيقتلونه و في اليوم الثالث يقوم فحزنوا جدا

فهم لم يسالوا وخافوا ولكن غالبا المسيح لم يتركهم بدون فهم فوضح لهم ولهذا حزنوا جدا



الشاهد الخامس وهو يتشابه مع الشاهد الرابع

انجيل لوقا 18

18: 31 و اخذ الاثني عشر و قال لهم ها نحن صاعدون الى اورشليم و سيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان

18: 32 لانه يسلم الى الامم و يستهزا به و يشتم و يتفل عليه

18: 33 و يجلدونه و يقتلونه و في اليوم الثالث يقوم

18: 34 و اما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا و كان هذا الامر مخفى عنهم و لم يعلموا ما قيل

كلام المسيح واضح وبتفصيل الي حد ما عن احداث تسليمه ومحاكماته اليهودية والرومانية والاستهذاء به في طريق الصليب وجلده وموته وقيامته في اليوم الثالث

وكما قلت سابقا هذا الامر مخفي عنهم لانه احداث مستقبليةفهم يعرفون عداوة الفريسيين والسنهدريم لمعلمهم، وطالما تنبأ لهم المعلم بأنه سوف يتألم منهم، وها هم ذاهبون إلى أورشليم وكانوا شاعرين بان أموراً خطيرة ستحدث ولكنهم كانوا متحيرون ماذا سيحدث بالضبط. وها هو السيد يتكلم بوضوح عما سيتم حتى إذا ما كان يؤمنون (يو29:14) وإذا ما حدث ما قاله فحينئذ سيعرفون أن ما حدث كان بإرادته وسيؤمنون بالأكثر. ومع ان كلام المسيح كان واضحاً إلاّ أن التلاميذ لم يفهموا، فهم لم يتصوروا أن هذا المعلم العجيب الذي يقيم الموتى يستسلم بهدوء للكهنة ولم يعلموا ما قيل وربما تصوروا أن ما قاله المعلم سيكون مجرد مناوشات يتسلم بعدها مُلك إسرائيل. لذلك يأتى بعد هذا مباشرة طلب إبنا زبدى أن يجلسا عن يمينه ويساره في ملكه. فهم ما تصوروا أبداً موت المخلص الذي أتى ليخلص إسرائيل، فكيف يخلصها إن هو مات ولم يفهموا ان موته هو طريق الخلاص .

وهذا الشاهد تكرر في متي ومرقس

انجيل متي 20

20: 17 و فيما كان يسوع صاعدا الى اورشليم اخذ الاثني عشر تلميذا على انفراد في الطريق و قال لهم

20: 18 ها نحن صاعدون الى اورشليم و ابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة و الكتبة فيحكمون عليه بالموت

20: 19 و يسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به و يجلدوه و يصلبوه و في اليوم الثالث يقوم



انجيل مرقس 10

10: 32 و كانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم و يتقدمهم يسوع و كانوا يتحيرون و فيما هم يتبعون كانوا يخافون فاخذ الاثنى عشر ايضا و ابتدا يقول لهم عما سيحدث له

10: 33 ها نحن صاعدون الى اورشليم و ابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة و الكتبة و يحكمون عليه بالموت و يسلمونه الى الامم

10: 34 فيهزاون به و يجلدونه و يتفلون عليه و يقتلونه و في اليوم الثالث يقوم

ولكن معلمنا لوقا هو الذي شرح مشاعرهم وافكارهم بتفصيل الي حد ما



الشاهد السادس

انجيل يوحنا 2

2: 18 فاجاب اليهود و قالوا له اية اية ترينا حتى تفعل هذا

2: 19 اجاب يسوع و قال لهم انقضوا هذا الهيكل و في ثلاثة ايام اقيمه

2: 20 فقال اليهود في ست و اربعين سنة بني هذا الهيكل افانت في ثلاثة ايام تقيمه

2: 21 و اما هو فكان يقول عن هيكل جسده

2: 22 فلما قام من الاموات تذكر تلاميذه انه قال هذا فامنوا بالكتاب و الكلام الذي قاله يسوع

كلام المسيح واضح فتعبير اقيمه

G1453

ἐγείρω

egeirō

eg-i'-ro

Probably akin to the base of G58 (through the idea of collecting one’s faculties); to waken (transitively or intransitively), that is, rouse (literally from sleep, from sitting or lying, from disease, from death; or figuratively from obscurity, inactivity, ruins, nonexistence): - awake, lift (up), raise (again, up), rear up, (a-) rise (again, up), stand, take up.

لا يصلح عن المباني وكان يجب ان يقول ابنيه لو كان يتكلم عن الهيكل الحجري

G3618

οἰκοδομέω

oikodomeō

oy-kod-om-eh'-o

From the same as G3619; to be a house builder, that is, construct or (figuratively) confirm: - (be in) build (-er, -ing, up), edify, embolden.

ولكن اقيمه اي جسم يرقيد ويقيمه من رقاده

وايضا تعبير انقضوا في اليوناني هو ياتي بمعني يحل او يطلق

G3089

λύω

luō

loo'-o

A primary verb; to “loosen” (literally or figuratively): - break (up), destroy, dissolve, (un-) loose, melt, put off. Compare G4486.

فهو اقرب الي انحلال الروح وليس الي هدم مبني

اما كلمة هدم فهي مختلفة في اليوناني

G2507

καθαιρέω

kathaireō

kath-ahee-reh'-o

From G2596 and G138 (including its alternate); to lower (or with violence) demolish (literally or figuratively): - cast (pull, put, take) down, destroy.



فالمسيح كان كلامه واضح لغويا انه يتكلم عن الجسد وليس مبني حجري

ولكن لان اليهود رافضين للمسيح وبخاصه بعد حادثة تطهير الهيكل فهم معاندين له ويصروا ان يفهموا كلامه بالمعني الخاطئة

والسبب الثاني لعدم فهمهم ايضا هو ان الكلام عن المستقبل وهم لا يعرفون المستقبل

وهم لم يسالوا المسيح ليفسر لهم لقساوة قلوبهم . اذا كلام الرب يسوع المسيح واضح في هذا الامر



الشاهد السابع

انجيل يوحنا 3

3: 1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود

3: 2 هذا جاء الى يسوع ليلا و قال له يا معلم نعلم انك قد اتيت من الله معلما لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه

3: 3 اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله

3: 4 قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان ان يولد و هو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية و يولد

3: 5 اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله

3: 6 المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح

3: 7 لا تتعجب اني قلت لك ينبغي ان تولدوا من فوق

3: 8 الريح تهب حيث تشاء و تسمع صوتها لكنك لا تعلم من اين تاتي و لا الى اين تذهب هكذا كل من ولد من الروح

3: 9 اجاب نيقوديموس و قال له كيف يمكن ان يكون هذا

3: 10 اجاب يسوع و قال له انت معلم اسرائيل و لست تعلم هذا

3: 11 الحق الحق اقول لك اننا انما نتكلم بما نعلم و نشهد بما راينا و لستم تقبلون شهادتنا

3: 12 ان كنت قلت لكم الارضيات و لستم تؤمنون فكيف تؤمنون ان قلت لكم السماويات

3: 13 و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء

3: 14 و كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان

3: 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية

3: 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية

3: 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم

هنا المسيح يشرح الي نيقوديموس بالتدريج والتفصيل عن الميلاد الثاني ومعمودية الماء والروح . واستغراب نيقوديموس في البداية هذا امر مقبول لان الرب يكلمه عن شيئ لم يسمعه بوضوح من قبل

ونيقوديموس هو من رجال إسرائيل الكبار، عضو في السنهدريم ودارس كبير للناموس وهو آمن بالمسيح إذ رأى الآيات التي صنعها يسوع في أورشليم (2:3). وبحسب العقلية اليهودية، فهذا الفريسي الكبير الذي يؤمن بالبر الذاتي، كان ينتظر أن يسمع من المسيح عن ممارسات جديدة يزداد بها بره الشخصي (مر17:10). ولكن المسيح لم يكلمه عن تعديل في سلوك بل عن تغيير الطبيعة البشرية كلها. فما فائدة الأعمال والخليقة قد فسدت وصارت غير مقبولة. [المسيح كان يتكلم عن عمل الروح ونيقوديموس مُصِرّ على عمل الجسد (الولادة من بطن)] وبعد هذا الحديث نجد نيقوديموس يدافع عن المسيح أمام المجمع (50:7-51) ثم جاهر بإيمانه بعد موت المسيح (39:19).

هنا المسيح لا يرد على كلام نيقوديموس بل على أفكاره (يو24:2) فنيقوديموس كان يسعى وراء معرفة يزدادها من المسيح. والمسيح كلمه عن إيمان يحتاجه، نيقوديموس يريد أن يبني على معلوماته القديمة معلومات جديدة يتباهى بها، والمسيح يقول بل هناك شيء جديد ينبغي أن يولد، هناك ولادة جديدة وليس مجرد إضافة. حتى ولا يكفي إعجابك بالمعجزات التي رأيتها.

وكما أنه من الصعب أن يدخل الشيخ العجوز لبطن أمه، كان صعباً على نيقوديموس أن يتقبل فكرة الميلاد الثاني بعد أن قضي عمره لا يفهم سوى البر الذاتي. [المسيح يتكلم عن ملكوت الله كخليقة جديدة ونيقوديموس يصر على تكرار القديم (الولادة الجسدية)] المسيح لا يغير الظروف الخارجية بل هو يعيد تغيير الداخل ويخلقه جديداً.

فعدم فهم نيقوديموس في البداية ليس لان كلام المسيح غامض يل علي العكس لان معمودية الماء نادي بها يوحنا المعمدان وكانت معروفة ومعمودية الروح ايضا بشر بها يوحنا المعمدان ولهذا فان ذاتية نيقوديموس هي سبب عدم الفهم وليس لان كلام المسيح هو الغامض

ولهذا لما بدأ المسيح يفسر له تحول من مرحلة الرفض والاستنكار الي مرحلة التساؤل ( كيف يكون هذا ) فهو بدأ يتقبل ويفهم ولكن يريد ان يعرف كيف

فعاتبه المسيح لان نيقوديموس كان يجب ان يفهم ذلك جيدا من دراسته للعهد القديم فقال له أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا." وهذا عتاب لكل معلمي اليهود في شخص نيقوديموس، الذين سمعوا بالتأكيد عن عمل الروح القدس وكيف أنه يجعل الشخص جديداً. وهذا حدث حتى مع شاول الملك. وكذلك نجد هذا في عدة أماكن (راجع 1صم1:10+6+9-10+ 1صم13:6.. وهذا ألا يعتبر كميلاد ثان للإنسان. وراجع (مز10:51).. وألا يعتبر هذا خلقاً جديداً. وراجع (حز19:11+ 31:18) بل أن حزقيال جمع عمل الماء والروح في الخلق الجديد (حز25:36+26-28+ 9:37-14) وراجع أيضاً (أش18:65-19+ 8:66-9). وعن عمل الروح القدس راجع (يؤ28:2-29)



الشاهد الثامن

انجيل يوحنا 6

6: 53 فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم

6: 54 من ياكل جسدي و يشرب دمي فله حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير

6: 55 لان جسدي ماكل حق و دمي مشرب حق

6: 56 من ياكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و انا فيه

6: 57 كما ارسلني الاب الحي و انا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي

6: 58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما اكل اباؤكم المن و ماتوا من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد

6: 59 قال هذا في المجمع و هو يعلم في كفرناحوم

6: 60 فقال كثيرون من تلاميذه اذ سمعوا ان هذا الكلام صعب من يقدر ان يسمعه

6: 61 فعلم يسوع في نفسه ان تلاميذه يتذمرون على هذا فقال لهم اهذا يعثركم

6: 62 فان رايتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا

6: 63 الروح هو الذي يحيي اما الجسد فلا يفيد شيئا الكلام الذي اكلمكم به هو روح و حياة

6: 64 و لكن منكم قوم لا يؤمنون لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون و من هو الذي يسلمه

6: 65 فقال لهذا قلت لكم انه لا يقدر احد ان ياتي الي ان لم يعط من ابي

6: 66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء و لم يعودوا يمشون معه

6: 67 فقال يسوع للاثني عشر العلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا

6: 68 فاجابه سمعان بطرس يا رب الى من نذهب كلام الحياة الابدية عندك

6: 69 و نحن قد امنا و عرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي

ايضا كلام المسيح هنا يكشف امور مستقبلية بالنسبه للتلاميذ فهو يكلمهم بعد موته وقيامته وتاسيس سر الافخارستيا الذي هو امتداد لذبيحة الصليب وكل قداس هو نفس الذبيحة. هو نفس المسيح في كل مكان وكل زمان.

اما الكثيرون الذين قالوا هذا كلام صعب من تلاميذه ليس الاثني عشرولا الـ70 رسول ولا الـ500 أخ الذين رأوه بعد قيامته. فالمسيح كان له تلاميذه وأتباع كثيرون. وهؤلاء اتبعوه ليس ايمانا به ولكن لانهم اكلوا الخبز فطلب منهم أن يؤمنوا أولاً حتى يدركوا سر جسده المذبوح فلما عثروا في الفهم أكّد أن كلامه على مستوى الروح أي لا يمكن ملاحقته عقلياً تماماً كما أنه لا يمكننا أن نلاحق كيف صار الكلمة جسداً. وهكذا وبنفس السرية يصير الإنسان بالأكل والشرب من الجسد والدم إنساناً روحياً يتغذى بالروح وبالمسيح كلمة الله كسر خلاص. أمّا من يؤمن بأن التناول هو مجرد رمز أو عمل إيماني وأن الخلاص هو بالكلمة المنطوقة التي تؤخذ بالفهم يجب أن يفهم أن الله لم يخلص العالم بالكلمة المنطوقة بل بالكلمة المتجسد المذبوح. الجسد هنا في كلام المسيح يشير للفهم الجسداني والروح يشير للإستنارة التي يعطيها الروح القدس فندرك الحق.

والمسيح وضح ان هؤلاء الذين لا يفهمون السبب انهم غير مؤمنون بتعبيرمنكم قوم لا يؤمنون هنا نرى قوة إحتمال عجيبة للرب يسوع فهو كان يعلم قلب كل واحد ومن منهم لن يؤمن لكنه إحتمل الجميع.

وهؤلاء هم الذين تركوه لانهم لم يؤمنوا به ولكن كانت لهم اسباب خاصه في اتباعهوللآن فهناك كثيرون يرجعون بسبب مصالحهم الشخصية أو لذاتهم الدنيوية أو لأنهم يجدون أن وصايا المسيح صعبة. والسيد لم يقل لهؤلاء شيئاً فهو لا يرغم أحد على البقاء معه. هؤلاء تركوه إذ لم يكن لهم إيمان حقيقي. فمن له الإيمان الحقيقي يظل تابعاً للمسيح حتى لو لم يفهم تماماً ما يقوله مباشره لانهم يثقوا انه سيشرح لهم في الوقت المناسب.

ثقتي في المسيح تجعلني أتبعه حتى لو لم أفهم الآن ما يقول أو ما يصنع.

والتلاميذ وضحوا انهم مؤمنين بتعبيركلام الحياة الأبدية عندك اي كل كلمة تقولها وقلتها تعطي حياة. فالرب يعطي حياة أبدية. المسيح يضع الإثنى عشر أمام حريتهم ليختاروا. وكان رد بطرس هو الرد على موقف التلاميذ الذين إنسحبوا ورد بطرس متفق مع قول المسيح "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة.



وايضا اضع رد القس الدكتور منيس عبد النور



قال المعترض: »كان كلام المسيح في كثير من الأحيان غامضاً حتى لم يفهمه معاصروه وتلاميذه، ما لم يفسره لهم بنفسه، كقوله في يوحنا 2:19-23 »انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه«. وهي نبوَّة عن موته، وكذلك عدم فهم التلاميذ موت  المسيح (لوقا 9:44 و45 و18:31-34)، وكذا تعبيره عن موت الصبيَّة وموت لعازر بالنوم (لوقا 8:52 و53 ويوحنا 11:11)، وكذا تحذيره لتلاميذه من خمير الفريسيين أي تعليمهم ونفاقهم (متى 16:6-12)،  وكذا تشبيه تجديد القلب بولادة جديدة (يوحنا 3:3-10)، وكذا تشبيه نفسه بخبز الحياة (يوحنا 6:55)«.

وللرد نقول: أقوال المسيح واضحة لمن يريد أن يفهم المعاني الروحية، فقد ورد في مرقس 4:33 و34 »وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلّمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا، وبدون مثلٍ لم يكن يكلمهم«. فسبب عدم فهمهم ليس لصعوبة الكلام، بل لعَمَى الأفهام.

(1)  من أسباب عدم فهم اليهود قول المسيح عن نقض الهيكل وإقامته في ثلاثة أيام (يوحنا 2:19-23) وعجزهم أن يفهموه عندما تحدَّث عن موته (لوقا 9:44 و45 و18:31-34)، أنهم كانوا يتوقعونه ملكاً أرضياً يحررهم من الاستعمار الروماني. فلما أتى متواضعاً رفضوه، ولم يدروا أن مملكته روحية فإنه يملك على القلوب بالمحبة. ولما رأوا معجزاته وكيف كان يفتح أعين العميان ويقيم الموتى، وكانوا متأكدين أنه قادر على ملاشاة العالم في طرفة عين، رفضوا أن يفهموا الحديث عن موته، ولم يدروا أنه كان ينبغي أن يتألم.

(2) النوم بمعنى الموت ورد في »لسان العرب«، فالمسيح (في لوقا 8:52 و53 ويوحنا 11:11) خاطبهم بالمتعارف عليه، ويقولون إن النوم موت قصير والموت نوم طويل. ووصف المسيح الموت بالنوم ليوضح لنا أن الموت ليس فناءً بل مجرد رقاد تعقبه القيامة. والذي ينام يستريح، ويقوم، كما قيل: »طوبى للأموات الذين يموتون في الرب، نعم يقول الروح، لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم« (رؤيا 14:13).

(3) أما إشارة المسيح إلى نفاق الفريسيين وتعليمهم ووصفه بالخمير (متى 16:6-12) فمفهوم عند اليهود، الذين حرَّمت شريعتهم الخمير في معظم التقدمات (خروج 34:25 ولاويين 2:11).

(4) وكان حديث المسيح لليهود عن الولادة الثانية مفهوماً عندهم (يوحنا 3:3-10)، لأنه لما كان وثنيٌّ يتحوَّل إلى اليهودية كانوا يعمِّدونه معمودية المهتدين، ويعتبرون كل روابطه السابقة مقطوعة، ويحسبونه طفلاً حديث الولادة. وهذا استعارة مفهومة على مستوى قانوني.. وقد انصبَّ اهتمام اليهود على الطقوس الخارجية من الغسلات وخلافها، فنبّههم المسيح إلى هذا الخطأ وقال: »ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان.. وأما الأكل بأيدٍ غير مغسولة فلا ينجس الإنسان« (متى 15:11 و20). وكان يمكن لسامعي المسيح أن يفهموا ما قاله، فقد ورد في مزمور 51:10 و11 »قلباً نقياً اخلُقْ فيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدِّدْ في داخلي. لا تطرَحْني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزِعْه مني«. وكذلك في حزقيال 36:26.

(5) أما تشبيه المسيح نفسه بخبز الحياة فلأنه يعطي المؤمن حياةً أبدية، كما أن الخبز المادي يعطي حياة للجسد (انظر تعليقنا على يوحنا 6:55).



والمجد لله دائما