هل تحقق قول المسيح من القيام هاهنا قوما لا يذوقون الموت حتي يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته ؟ متي 16: 27-28 و مرقس 9: 1 و لوقا 9: 27



Holy_bible_1



الشبهة



ورد في متى 16 :27 و28 »26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. 28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».«. ولكن كل القائمين هناك وقتها ذاقوا الموت، ومضى على ذلك ما يزيد عن ألفي سنة دون أن يرى أحدٌ منهم ابن الله آتياً في ملكوته في مجد أبيه مع الملائكة.



الرد



أخطأ المشكك في فهم معني الاعداد لان هناك فرق بين عدد 27 و 28 فالعدد الاول يتكلم عن الدينونة وكرسي المسيح لذلك قال مع ملائكته والعدد الثاني يتكلم عن بداية ملكوت الله علي الارض بالقيامة بل وقبلها وهي حادثة التجلي فتكلم بتعبير اتيا في ملكوته وليس مع ملائكته

وللتفصيل اكثر

انجيل متي 16

16: 27 فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله

الكلام في هذا العدد باختصار هو عن مجيئ المسيح الثاني ودينونة المسيح للعالم ولكن كما شرحت تفصيلا في ملف

الدينونة

وان الدينونة العامة هي دينونة كرسي المسيح التي يجازي فيا كل واحد حسب عمله ولكن ايضا هذه ليست الدينونة الوحيده التي يتكلم عنها الكتاب المقدس

فيوجد دينونه ثانية وهي دينونة الصليب فدينونة المسيح بقيامته وجائت الملائكة تبشر بقيامته وبدات دينونة كل من لا يؤمن به



ودينونة الخطيه التي يهرب منها كل من يوجد في المسيح يسوع

ودينونة المؤمن في حياته بنيران التجارب

ودينونة اسرائيل علي الارض سنة سبعين ميلادية

ودينونة العالم في الضيقة العظيمة

ودينونة الملائكة الاشرار



والحقيقه الكلام هو علي دينونة المسيح العامة الاخيره ولكن ايضا يحمل بقية المعاني وبخاصة دينونة الصليب ودينونة اسرائيل سنة 70 ميلادية

والحقيقة مجد المسيح بدأ علي الارض وبعد قيامته بدأ كل انسان مسيحي يتمسك بالرب ان يستمتع بهذا المجد وينال عربون الملكوت فالايمان هو بداية ملكوت الله في قبل الانسان ويكمله في الابدية مع المسيح ولكن التلاميذ الذين يسمعون هذا الكلام من المسيح في ذلك الوقت لا يفهمون بدقه ما يتكلم عنه لانهم اولا لا يعرفون المستقبل وثانيا لأن الروح القدس لم يحل عليهم بعد لكي يفهموا الامور المختصه بملكوت السموات ولهذا المسيح اعطاهم علامه مختصه بالامور الزمنية متي تحققت يؤمنوا من خلالها بالامور المستقبلية والاخروية

فيكمل المسيح بنقطه اخري وهي تؤكد ما قاله المسيح عن الامور المستقبله بتاريخ قصير قبل ان ينتهي جيل التلاميذ وهي

16: 28 الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته

بعد الآية السابقة والتي تحدث فيها السيد المسيح عن المجد، أصبح إشتياق التلاميذ شديداً أن يروه أو حتى يعرفوا ما هو. والسيد في هذه الآية يطمئنهم بأن بعضاً منهم لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت إبن الإنسان. فما هو ملكوت إبن الإنسان؟

ملكوت إبن الإنسان هو حين يجلس عن يمين أبيه، ويكون في صورة مجد الآب. وهو قيامته من الاموات وصعوده الي السموات فهو مجد وملكوت بدأ بالقيامة وهذا ما شرحته بتفصيل قليل في ملف

معني تعبير ملكوت السموات وملكوت الله

وهذا ما تنبأ عنه دانيال

سفر دانيال 7

13 «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.
14
فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ
. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.



وبالفعل استفانوس شهد ان هذا تحقق

سفر أعمال الرسل 7: 56

فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ».

فبقيامة المسيح راى تلاميذه ابن الانسان اتيا في ملكوته

وهو اكد ذلك

انجيل يوحنا 14

14: 18 لا اترككم يتامى اني اتي اليكم

14: 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا و اما انتم فترونني اني انا حي فانتم ستحيون

14: 20 في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي و انتم في و انا فيكم

14: 21 الذي عنده وصاياي و يحفظها فهو الذي يحبني و الذي يحبني يحبه ابي و انا احبه و اظهر له ذاتي

14: 22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي يا سيد ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا و ليس للعالم

14: 23 اجاب يسوع و قال له ان احبني احد يحفظ كلامي و يحبه ابي و اليه ناتي و عنده نصنع منزلا

14: 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي و الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني

14: 25 بهذا كلمتكم و انا عندكم

14: 26 و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم

14: 27 سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب

14: 28 سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم اتي اليكم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب لان ابي اعظم مني

فبقيامت المسيح رأوه اتيا في ملكوته بعيونهم وبقلوبهم

بل الثلاثة اناجيل الذين ذكروا قول المسيح اكدوا ان هذا بدا يتحقق وقت صلب المسيح والمسيح اعلن ذلك بنفسه

فمتي الذي ذكر ان القيام ههنا قوم سيروا ابن الانسان قال كلام المسيح عن هذه الرؤية في

إنجيل متى 26: 64

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ».

اذا فهو وضح ايضا من المعاني المقصوده اتيا في ملكوته هو القيامة والصعود



انجيل مرقس 9

1 وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ».

وتعبير مرقس البشير يوضح اكثر لانه يتكل عن رؤية ملكوت الله اتي بقوه وهذا ما حدث في قوة انتشار الكرازه في بداية الكنيسة

وهو يقول ايضا

إنجيل مرقس 14: 62

فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ».



انجيل لوقا 9

26 لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي، فَبِهذَا يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ.
27
حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ
: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ».



إنجيل لوقا 22: 69

مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ».



شيئ اخر هام جدا وهو ان المبشرين الثلاثه ذكروا مباشرة بعد قول المسيح عن (الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته ) تكلموا عن حادثة التجلي بقول وبعد هذا بايام وفي حادثة التجلي تغيرت هيئة المسيح وايضا سمعوا صوتا من السحابة يشهد لمجده وانه الابن الحبيب

فمتي البشير قال

انجيل متي 17

17: 1 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا اخاه و صعد بهم الى جبل عال منفردين

17: 2 و تغيرت هيئته قدامهم و اضاء وجهه كالشمس و صارت ثيابه بيضاء كالنور



انجيل مرقس 9

9: 1 و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة

9: 2 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا و صعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم و تغيرت هيئته قدامهم

9: 3 و صارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصار على الارض ان يبيض مثل ذلك



انجيل لوقا 9

9: 27 حقا اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله

9: 28 و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد الى جبل ليصلي

9: 29 و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا



وفي التجلي رأى بعض التلاميذ بعضاً من مجد السيد المسيح بقدر ما كشفه لهم، وعلى قدر ما إحتملوا، وهم تمتعوا بمجده، وكان هذا إعلاناً عن بهائه الإلهي، وهؤلاء لم يموتوا حتى رأوا هذا المجد وآخرون ممن سمعوا كلمات المسيح هذه رأوا قيامته وصعوده وحلول الروح القدس على الكنيسة وبدء ملكوت الله داخل قلوب المؤمنين، رأوا آلاف تترك آلهتها الوثنية (بل وتبيع ممتلكاتها كما رأينا في سفر أعمال الرسل) ويحرقوا كتب السحر ويتبعوا المسيح ويملكوه على قلوبهم، ورأوا آلاف الشهداء يبيعون حياتهم حباً في المسيح، كل هؤلاء كان ملكوت الله في داخلهم (لو 21:17). لقد رأوا ملكوت الله معلناً في حياة الناس ضد مجد العالم الزائل فلم يذوقوا الموت حتى رأوا اتساع مملكة المسيح الروحية وراي الكثير منهم ابن الانسان ومجيئ ملكوته واتساعة .

كل هؤلاء الشهداء والذين باعوا العالم لأجل المسيح تذوقوا حلاوة ملك المسيح على قلوبهم، وكان هذا عربون المجد الأبدي إلى أن يحصلوا على كمال مجد الملكوت المعد لهم. وهناك ممن سمعوا قول المسيح هذا لم يموتوا حتى رأوا خراب أورشليم وحريقها الهائل سنة 70م، لقد رأوا صورة للمسيح الديان، ورأوا عقوبة رافضى المسيح. ولاحظ أن الله دبر هروب المسيحيين كلهم من أورشليم قبل حصارها النهائي.

لا يذوقون الموت وهذه لا تقال إلاّ على الأبرار فهم لا يموتون بل ينتقلون، وكما قال المسيح عن الموت أنه نوم ( عن إبنة يايرس وعن لعازر). أماّ الأشرار فهم يموتون وهم مازالوا على الأرض "إبنى هذا كان ميتاً فعاش + لك إسم أنك حى وأنت ميت ( لو 24:15+رؤ 1:3). وذاق الموت قيلت عن المسيح (9:2) فتذوق الموت هو موت بالجسد أما الروح فتذهب إلى الله في انتظار القيامة. ومن يتذوق عربون المجد الأبدى هنا على الأرض لا يموت بل يتذوق الموت فقط. ويكون معنى كلام السيد أن من الموجودين، من لن ينتقل قبل أن يتذوق حلاوة ملكوت الله في داخله، وهذا ما حدث بعد يوم الخمسين حينما حل الروح القدس فملأهم سلاماً وفرحاً، وكان المسيح يحيا فيهم (غل 20:2).

فما قاله المسيح حدث في حادثة التجلي و يوم قيامة المسيح ويوم صعوده، ويوم آمن من عظة بطرس 3000 نفس وإعتمدوا, وإنتشار الكنيسة التي ملكت المسيح على قلبها، وإندحار أعداؤه الذين صلبوه وهذا حدث في حريق أورشليم.



والمجد لله دائما