متي حدثت مباحثات اليهود مع المسيح في اليوم الثاني ام الثالث ؟ مرقس 11: 27 ومتي 21: 23



الشبهة



ورد في مرقس 11 أن مباحثة اليهود والمسيح كانت في اليوم الثالث من وصوله إلى أورشليم، ولكن متى 21 يقول إنها كانت في اليوم الثاني



الرد



الحقيقه متي البشير لم يقل ان المباحثات تمت لا في اليوم الثاني ولا في اليوم الثالث ولكن يقول لما جاء الهيكل وهذا غير محدد اليوم

وايضا مرقس البشير لم يحدد ايضا ولم يقل لافي اليوم الثاني ولا في اليوم الثالث ولكن يقول فيما هو يمشي في الهيكل اقبل اليه وهذا ايضا غير محدد اليوم

والرب يسوع المسيح بعد يوم احد الشعنين كان يذهب كل يوم الي اورشليم ثم يعود ويقضي المساء في بيت عنيا حتي يوم خميس العهد الذي قبض عليه بعد انتهاؤه والحوار الذي حدث مع اليهود تم في هذه الفتره في صباح كان فيه في الهيكل

لكن متي البشير ومرقس البشير اتفقا علي ان نقاش اليهود له تم بعد ان يبست التينة ولهذا يجب ان ندرس هذا الامر باختصار معا لنعرف ترتيب الاحداث

يوم احد الشعانين ودخول المسيح اورشليم علي جحش ابن اتان كان قبل العيد بخمسة ايام

وخيانة المسيح تمت في يوم الاربعاء

وندرس الاعداد معا

انجيل متي 21

21: 10 و لما دخل اورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا

ونبدا نتابع معا ترتيب الاحداث

هنا في يوم احد الشعانين بعد استقباله ودخوله اورشليم علي جحش ابن اتان وارتجت مدينة اورشليم

21: 11 فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل

21: 12 و دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام

وبعد دخوله المتوج الي اورشليم كملك ثم دخل الي الهيكل وبدا الخطوه الاولي من تطهير الهيكل بطرد باعة الحمام والصيارفة وهذا قبل نهاية اليوم فلم يخسر الباعه كثيرا لان اليوم كان قارب علي الانتهاء

21: 13 و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص

21: 14 و تقدم اليه عمي و عرج في الهيكل فشفاهم

واثبت سلطانه بمعجزات الشفاء والاعمال المؤيدة

21: 15 فلما راى رؤساء الكهنة و الكتبة العجائب التي صنع و الاولاد يصرخون في الهيكل و يقولون اوصنا لابن داود غضبوا

21: 16 و قالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم اما قراتم قط من افواه الاطفال و الرضع هيات تسبيحا

حوار اليهود معه في يوم الاحد عن صراخ الاطفال اوصنا لابن داوود

21: 17 ثم تركهم و خرج خارج المدينة الى بيت عنيا و بات هناك

انتهاء يوم الاحد وخروجه من اورشليم ورجوعه الي بيت عنيا التي قضي فيها الليالي من يوم السبت

21: 18 و في الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع

الاثنين صباحا وفي طريقه من بيت عنيا الي اورشليم تاكيد حدوث واقعة شجرة التين وبدا الموقف بذكر موضوع الجوع وهذا فقط ليلفت نظر تلاميذه لالادعاء الكاذب لشجرة التين مثل اليهود المرائين

21: 19 فنظر شجرة تين على الطريق و جاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال

شجرة التين ليست في ملك احد ولكنها علي الطريق متاح لكل البشر العابرين والسيد المسيح يعلم ان ليس بها ثمر ولكن ورق كاذب فلعنها ونص اللعن هو فقط ام لها بان لا يكن منها ثمر ولكنه لم يقل انتي ملعونه. فيبست ومعني يبست ان مظهرها الخارجي بدا يجف والورق بدا في الاصفرار

21: 20 فلما راى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال

وهذا ما تعجب له التلاميذ ان الورق بدا يجف ويتغير لونها في الحال خارجيا

21: 21 فاجاب يسوع و قال لهم الحق اقول لكم ان كان لكم ايمان و لا تشكون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل انتقل و انطرح في البحر فيكون

21: 22 و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه

21: 23 و لما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب و هو يعلم قائلين باي سلطان تفعل هذا و من اعطاك هذا السلطان

مجيؤه يوم الاثنين ودخل وبدا يفعل شيأ يستلزم سلطان ويقول امر وتعليم واضح او انتهار واضح فما هو ؟ ( يوضح في مرقس 11: 17 ) وهو تكميل تطهر الهيكل للصيارفة والباعه الذين اتوا مره اخري لان تجارتهم تستمر عدة ايام

وفي اليوم التالي اي يوم الثلاثاء جاء الي الهيكل ثالث مره وهنا بدا رؤساء الكهنة يسالونه عن باي سلطان يفعل ذلك لان يوم الاحد الشعب كان ملتف حواليه والاثنين ايضا بعد طرد الكهنه كانوا ملتفين حواليه ايضا ولكن يبدو ان يوم الثلاثاء بدا الشعب يستعد للعيد لانه اليوم الحادي عشر فاستغلوا هذه الفرصه واتوا يسالوه اخيرا لانهم كانوا يخافوا الشعب في اليومين السابقين ( احد والاثنين )

اذا من متي البشير حوار اليهود كان يوم الثلاثاء

انجيل مرقس 11

11: 11 فدخل يسوع اورشليم و الهيكل و لما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر

بعد الاستقبال في دخوله اورشليم علي جحش ابن اتان يوم احد الشعانين دخل الهيكل وطهره للمره الاولي في هذا العيد ونظر الي كل شئ. وعند المساء غادر اورشليم راجعا الي بيت عنيا

11: 12 و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع

بداية يوم الاثنين وهو خرج صباحا من بيت عنيا في طريقه الي اورشليم وكما ذكر متي البشير ليلفت نظر تلاميذه جاع

11: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين

شجرة التين ليست في ملك احد ولكنها علي الطريق متاح لكل البشر العابرين والسيد المسيح يعلم ان ليس بها ثمر بدليل انه مكتوب انه معروف انه ليس وقت الثمار والثمر يظهر مع الورق او قبله فكان يجب ان لا يكون بها ورق ولكن في هذه الشجره بها ورق كاذب فلعنها فيبست ومعني يبست ان مظهرها الخارجي بدا يجف والورق بدا في الاصفرار

11: 14 فاجاب يسوع و قال لها لا ياكل احد منك ثمرا بعد الى الابد و كان تلاميذه يسمعون

وهنا شئ مهم هو نص اللعن فمهوم اللعن هو بالحقيقه امر بان لا ياكل منها احد ولم يقل لها انتي شجره ملعونه . وتلاميذه تابعوا حدوث بدا التغيير في الشجره ملحوظ ولكنه غير كامل

11: 15 و جاءوا الى اورشليم و لما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام

ولازلنا في صباح يوم الاثنين اليوم العاشر بعد ان بدا بطردهم يوم الاحد ابتدا يخرج الذين عادوا وكان شيئا لم يحدث يوم الاحد وقلب موائدهم وكراسيهم مره اخري ولكن هذا اليوم هو المهم وايضا هو فعل ذلك في الصباح في بداية وقت التجاره بالنسبه لهم

11: 16 و لم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع

وفي يوم الاثنين فعل السيد المسيح شيئا لم يفعل في طردهم يوم الاحد ( لانهم يوم الاحد خرجوا ولم يرجعوا مره اخري لان اليوم كان قارب علي الانتهاء ) هو بعد طردهم وقف يحرس الهيكل مانعا اي احد منهم من العوده مره اخري وهو يتضح منه انهم حاولوا كثيرا ان يعودوا لكنه منعهم

11: 17 و كان يعلم قائلا لهم اليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم و انتم جعلتموه مغارة لصوص

وكان يعلم ( وهو نوع التعاليم التي تكلم عنها متي البشير ) ان بيته هو بيت صلاه وان ما فعله الصيارفه وباعة الحمام بموافقه الكهنة انهم جعلوه مغارة لصوص ( كما قال ارمياء 7: 11 ) (ويشبه ايضا موقف عالي الكاهن 1 صم 2 : 27- 36 )

11: 18 و سمع الكتبة و رؤساء الكهنة فطلبوا كيف يهلكونه لانهم خافوه اذ بهت الجمع كله من تعليمه

وهنا كلام الكهنه وغضبهم عليه بعد ان حنقوا يوم الاحد بسبب صياح الجماهير والاطفال اوصنا يا ابن داوود غضبوا جدا بسبب خسارتهم الماديه في هذا اليوم المهم جدا في التجاره

11: 19 و لما صار المساء خرج الى خارج المدينة

في نهاية يوم الاثنين رجع الي بيت عنيا

11: 20 و في الصباح اذ كانوا مجتازين راوا التينة قد يبست من الاصول

صباح يوم الثلاثاء السيد المسيح وتلاميذه راجعين الي اورشليم مروا في طريقهم من بيت عنيا الي اورشليم بشجرة التين التي امرها المسيح بان لا ياكل منها احد ثمر فيما بعد

منظر شجرة التين قد تغير تماما ويبست من الاصول اي ظهرت بعض جزورها يابسه تماما وايضا الساق جافه وتغير لونها بعد ان جف ورقها في اليوم السابق ( يوم الاثنين ) وهذا ما وضحه مرقس البشير بكلمة الاصول التي اضافها لما ذكره متي البشير عن يوم الاثنين

11: 21 فتذكر بطرس و قال له يا سيدي انظر التينة التي لعنتها قد يبست

ماذا تذكر بطرس ؟ تذكر شيئين الاول هو كلام رب المجد يوم الاثنين ثانيا تذكر انها الامس بدا ورقها يجف ولكنه وباقي التلاميذ لم يتخيلوا ان اصولها تجف بهذه السرعه الغريبه في يوم واحد فقط لان قد يجف الورق بسرعه ولكن اصل شجره كبيره مثل هذه يستغرق اسابيع بل شهور لكي يجف بهذا المنظر

11: 22 فاجاب يسوع و قال لهم ليكن لكم ايمان بالله

11: 23 لاني الحق اقول لكم ان من قال لهذا الجبل انتقل و انطرح في البحر و لا يشك في قلبه بل يؤمن ان ما يقوله يكون فمهما قال يكون له

11: 24 لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم

11: 25 و متى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم

11: 26 و ان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السماوات ايضا زلاتكم

تعاليم رب المجد الرائعه عن قوة الايمان المقتدره في فعلها

11: 27 و جاءوا ايضا الى اورشليم و فيما هو يمشي في الهيكل اقبل اليه رؤساء الكهنة و الكتبة و الشيوخ

كما اوضحت سابقا فاليوم هو يوم الثلاثاء وهو دخل اورشليم للمره الثالثه هذا الاسبوع ويتضح من كلمة يمشي ان الشعب لم يكن ملتف حوليه بشده مثل اليومين السابقين لذلك استغل الكهنة الفرصه واتوا اليه لانهم في اليومين السابقين كانوا يخافوا الشعب

11: 28 و قالوا له باي سلطان تفعل هذا و من اعطاك هذا السلطان حتى تفعل هذا

وسالوه عن الذي فعله اليومين السابقين من طرد الصيارفه وباعة الحمام باي سلطان ؟ وهذا يتفق تماما مع متي البشير بدون اختلاف واحد

وايضا مرقس البشير يؤكد ان حواره مع اليهود كان يوم الثلاثاء وبعد حوارهم معه اصروا علي التخلص منه وكان هذا قرارهم النهائي ولهذا اتفقوا مع يهوذا يوم الاربعاء

اذا ما قاله المشكك خطأ وحتي لو تغاضينا عن خطأه وادعاؤه الغير صحيح فحتي ترتيب الاحداث عندما نفهمها من البشيرين متي ومرقس نجدها متطابقة



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

اضطرب رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ إذ رأوه بمفرده استطاع أن يطهر من كل الصيارفة وباعة الحمام والمفسدين، عاملاً بسلطان ومهابة، فجاءوا إليه يسألونه: "بأي سلطان تفعل هذا؟ ومن أعطاك هذا السلطان حتى تفعل هذا؟" [28].بمعنى آخر من أقامك معلمًا أو من سامك رئيس كهنة؟ وضعوا هذا السؤال ليصطادوه بكلمة، فإن قال أنه سلطانه الذاتي يمسكوه كمجدفٍ، وإن قال أنه من آخر يتشكك الناس فيه، إذ رأوه يعمل أعمالاً إلهية! لذلك أجابهم السيد المسيح على سؤالهم بسؤال بخصوص معمودية يوحنا، هل من السماء أم من البشر، وإذ وجدوا أنفسهم قد سقطوا كما في فخ لم يجيبوا بما في قلوبهم.

يقول القديس كيرلس الكبير: [اقتربوا إليه بشرٍ يسألونه: "من أعطاك هذا السلطان؟.ماذا يعني هذا؟ يقولون: أنك تعلم في الهيكل وأنت من سبط يهوذا لا تُحسب بين الخدام كالكهنة الذين يخدمون الهيكل، فماذا تعلم بما هو كريه لوصايا موسى ولا تتفق مع الشريعة التي أُعطيت لنا قديمًا؟ لنقل للناطقين بهذا: هل هذا العمل لدغ ذهنكم، وأثار فيكم الحسد البغيض؟ اخبروني: أتتهمون معطي الناموس أنه مفسد؟...أخبروني أيخضع الله لناموسه؟ هل وضع وصاياه التي نطق بها خلال أنبيائه القديسين لأجلنا أم لأجل نفسه؟...لقد قال الله بوضوح (خلال أنبيائه) أن شرائع موسى (الطقسية) تنتهي وتقوم شريعة جديدة يقدمها المسيح: "ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب" (إر 31: 31-32). لقد وعد بعهد جديد، وكما قال الحكيم بولس: "فإذ قال جديدًا عتق الأول، وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال" (عب 8: 13). فإذ شاخ القديم كان بالضرورة أن يحتل الجديد موضعه، وقد تحقق هذا لا بواسطة أحد الأنبياء القديسين بل بالحري بواسطة رب الأنبياء[286].]

يرى أيضًا القديس كيرلس الكبير أن السيد المسيح قدم لهم سؤالاً بخصوص معمودية يوحنا، إذ اعتاد اليهود أن يتهموا الأنبياء الحقيقيين أنهم كذبة.فإذ ارتبك الفريسيون وخافوا من اتهام يوحنا أنه نبي كاذب توقفوا عن الإجابة، فأعلنوا أنهم لا يطلبون الحق، ولا يستحقون أن يتعرفوا عليه، لهذا لم يجيبهم السيد على سؤالهم أيضًا.ويقدم لنا القديس أغسطينوس تعليلاً لعدم إجابة السيد سؤالهم بقوله: [أغلقوا الباب على أنفسهم بادعائهم الجهل لما يعرفون، لهذا لم يفتح لهم لأنهم لم يقرعوا، إذ قيل "اقرعوا يفتح لكم" (مت 7: 7). أما هم فليس فقط لم يقرعوا، إنما أنكروا ما يعرفونه، فأحكموا غلق الباب في وجوههم.]



والمجد لله دائما