«  الرجوع   طباعة  »

هل كل من يبحث عن الله سيجده ام كثيرين سيبحثون ولن يجدون ؟ متي 7: 7 و لوقا 11: 9 ولوقا 13: 24 و يوحنا 7: 34 و اعمال 10: 35 و 1اخبار 28: 9 و اشعياء 55: 6



Holy_bible_1



الشبهة



يقول المسيح في متي 7: 7 و لوقا 11: 9 اطلبوا ( اي ابحثوا ) تجدوا وهذا كلام عام وهو تكرر في اعمال 10: 35 و 1اخبار 28: 9 ( فاذا طلبته يوجد ) و اشعياء 55: 6

ولكن في لوقا 13: 24 يقول المسيح ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا ولا يقدرون وكرر هذا المعني في يوحنا 7: 34 وفي هذا تناقض لان هل الذي يطلب يجد ام كثيرين يطلبون ولا يقدرون



الرد



الحقيقه لايوجد تناقض بين الاعداد ولفهمها يجب ان نفهم كيفية طلب الرب فالذي يطلب الرب من كل قلبه بالتاكيد سيجد الرب ولكن الذي يطلب الرب بوسائله الخاصه ولاغراض ارضية وليست روحيه او يكمل بالجسد بعد ان يبدأ بالروح لا يجد الرب

وايضا يوجد من يطلب بمعني يبحث ويبذل مجهود فهذا يجد والرب يعوضه تعبه النابع عن محبه حقيقية واخر يطلب بتمني لولاكن لا يريد ان يبذل مجهود فيبخل بمجهوده عن البحث فهذا لا يقدر ان يصل



وندرس الاعداد معا التي تشرح اكثر

الشاهد الاول

انجيل متي 7

7: 7 اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم

7: 8 لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له



والشاهد الثاني

انجيل لوقا 11

11: 9 و انا اقول لكم اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم

11: 10 لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له



في البداية تصاريف الافعال في هذا العدد في العربي غير واضحه ولكنها تتضح اكثر في الانجليزي واليوناني

(KJV) Ask, and it shall be given you; seek, and ye shall find; knock, and it shall be opened unto you:

(G-NT-TR (Steph)+) αιτειτε Ask 154 V-PAM-2P και and 2532 CONJ δοθησεται it shall be given 1325 V-FPI-3S υμιν you 5213 P-2DP ζητειτε seek 2212 V-PAM-2P και and 2532 CONJ ευρησετε ye shall find 2147 V-FAI-2P κρουετε knock 2925 V-PAM-2P και 2532 CONJ ανοιγησεται it shall be opened 455 V-2FPI-3S υμιν unto you, 5213 P-2DP

بمعني

اسال وسوف يعطي لك = اي تقف امام الله وتساله شيئ فهو يجيبك ويعطيه لك في الوقت المناسب الذي يراه هو فيعطيك اشياء لا تستطيع ان تنالها بنفسك مثل الشفاء من امراض او الخروج من الضيقات والمصائب والكوارث وغيرها الذي ليس في قدرة الانسان ان يخلص نفسه

ابحث وسوف تجد انت بنفسك ولن يعطي لك = اي عليك ان تعمل بجد في بحثك لكي تنال ما تطلبه وليس تتواكل بكسل منتظر ان تنال بدون مجهود وهذا الذي يقول عنه المثل من جد وجد ومن زرع حصد وهذا ينطبق علي الامور التي يستطيع الانسان ان يفعلها لنفسه فلكي تنجح في امتحان لا بد ان تبحث عن النجاح بالاجتهاد والمذاكره والبحث

اقرع وسوف يفتح لك الباب لانك لا تستطيع ان تفتحه بنفسك = اي تقرع باب الابديه وباب ملكوت الله وهذا لا تستطيع ان تفتحه بنفسك ولكن عندما تقرع يفتح له الله لو كان قلبك امينا في طلبه ولهذا قال

إنجيل متى 6: 33


لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.

اذا فهمنا من هذا العدد ان هناك اشياء ننالها بالصلاه من القلب وايمان وايضا هناك اشياء ننالها بان نسعي اليها ونجتهد في طلبها ففي قصة اقامة اليعازر الرب جعل البشر يقوموا بمجهود يقدرون عليه وهو زحزحة الحجر ولكن هو اكمل ما لا يقدروا عليه وهو اقامة اليعازر من الاموات فالرب الذي اقام اليعازر من الموت قادر ان يزحزح الحجر ولكنه لا يريد ان البشير يتكاسلوا بل يريدهم ان يجتهدوا وهو يكمل كل نقصاتهم

والبحث الذي يقود الي ان نجد هذا يتطلب شروط

1 ابحث بطريقه مرضيه الي الله وليست بطرقي الشخصيه المخالفه لله فان كنت ابحث عن النجاح اعمل بامانه لاكون مرضيا لله وبدون غش الذي يرفضه الله

2 ابحث في الوقت المناسب وليس بعد ضياع الفرصه بمعني اذاكر جيدا قبل الامتحان لان بعد الامتحان انتهت الفرصه فلو زاكرت جيدا بعد انتهاء الامتحان هذا لافائده له ولا يقودني الي النجاح

3 ان ابحث وانا مؤمن من كل القلب بان الرب سيكمل العمل وهو القادر ان يقودني ولكن ان كنت اعمل شيئ وانا شاكك في قلبي ومتردد هذا لا يقود الي ان اجد

مع ملاحظة شيئ اخر ان كلام المسيح جاء في انجيل لوقا بعد حديث السيد المسيح عن أهمية اللجاجة في الصلاة. ومن هنا نفهم أن الصلاة المقبولة عند الله،أحد شروطها هو اللجاجة. فاللجاجة لها أهميتها، فهى تخلق دالة بيننا وبين الله، فنشعر بأبوته، خصوصاً أن لنا هنا وعداً أن كل من يسأل يأخذ. فمع الطلبة بلجاجة نمتلىء رجاء. وقد يبطىء الله بعض الأحيان في الإستجابة حتى نشعر بأهمية ما سنحصل عليه، أو لأن الله يرى أن الوقت غير مناسب للإستجابة، أو لأن ما نطلبه ليس في مصلحتنا، لكن عموماً من يصلى بلجاجة حتى ولو لم يستجيب الله طلبته ستنشأ علاقة حب ودالة وثقة بينه وبين الله فيتقبل ما يسمح به الله. وهذا نراه في صلاة المسيح في جثيسمانى فهو يطلب رفع الكأس عنه، ولكن سرعان ما يقول لتكن لا كإرادتى ولكن كإرادتك. وهذا يفعله معنا الروح القدس لكن قد تحدث الإستجابة إستجابتنا لصوت الروح القدس بعد فترة فنحن قد نبدأ الصلاة طالبين شيئاً بعينه، ونصلى بلجاجة، لمدة من الزمن، وبعد وقت نستجيب لصوت الروح القدس فينا، ونقول أنا يا رب لا أعرف أين هو الصالح. إذاً لتكن مشيئتك.

إسألوا. اطلبوا. إقرعوا= هى درجات الإصرار واللجاجة في الصلاة فدرجة اسألوا هي فقط طلبه ودرجه اولي واطلبوا هي اعلي لانه طلب بمجهود ودرجة إقرعوا هي أعلى درجة، هي درجة الصراخ لله ليفتح

وايضا متي البشير في نفس الاصحاح يكمل

13 «اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ!
14
مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ
!

اذا فكثيرون من الذين يبحثون لن يجدوا الله لانهم فضلوا الراحه علي تعب الخدمه والجهاد في الحياة الروحية لان الباب الضيق هو باب الجهاد والطريق الصعب هو طريق الالام مع المسيح اما الباب الواسع هو باب الشهوات والطريق الرحب هو ملاهي العالم واساليب العالم

اذا ليس كل من يقف ويقول كلمه او يبحث باهمال يجد

فمتي البشير يؤكد ذلك في نفس الاصحاح

انجيل متي 7

21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
22
كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ
: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
23
فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ
: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!

المسيح هنا يعلن للإنسان الذي يريد التوبة، أنه لا يريد شكليات العبادة، أو مجرد ترديد ألفاظ، الله لا يريد من يكرمونه بالشفاه فقط والقلب مبتعداً بعيداً، لكن الله يطلب القلب الخاضع لإرادته.

بإسمك أخرجنا شياطين= هذه تفهم بطريقتين:-

1-    كثيرون وصلوا لعمل معجزات وأفسدهم الغرور لأنهم نسبوا هذه النعمة لأنفسهم ففقدوا هذه النعمة.

2-    الشيطان خداع، إذ يعطى للبعض أن يخرجوا الأرواح الشريرة للخداع. ولكن هؤلاء يسهل جداً تمييزهم، من أسلوبهم الخالى من التواضع والمحبة. سمعت أحدهم يقول " أنا أسلوبى في إخراج الشياطين كذا وكذا " ولنلاحظ أن يهوذا الخائن أخرج شياطين حينما كان مع التلاميذ (مت 8:10) لا أعرفكم= كخاصتى الذين يدخلون ملكوتى لأنكم لم تعرفونى حقيقة.

أليس بإسمك تنبأنا= كثيرون يعلمون بالحق ولكنهم لا يعملون به. لم أعرفكم = كبنين له.

هناك فرق بين مواهب الروح القدس وثمار الروح، فالمواهب تعطى لبناء الكنيسة وتسمى الوزنات (1بط10:4) والهدف منها بناء الكنيسة ووجودها ليس شرطاً للخلاص كما راينا سابقاً. أما الثمار فوجودها علامة على الامتلاء من الروح القدس (غلا22:5-23) وبالتالى وجودها دليل على خلاص الانسان.

فكثيرون سيبحثون عن الله بواسائلهم ويصلون له ويصنعون قوات باسمه ولكنهم لن يتخلصوا من اثامهم ولا يتوبوا عنها فهؤلاء لن يجدوا الله

ومن هذا فهمنا ان شبهة المشكك خطأ ولو كان اكمل كلام متي البشير او كلام لوقا البشير الذي استشهد بهم في البداية بانهم يقولوا كل من يطلب يجد كقاعده عامه لكان ادرك ان هناك شروط وليس الكل سيجد ولكن قليلون سيجدون

وهذا المعني تكرر ايضا في بقية الشواهد



الشاهد الثالث

سفر اعمال الرسل 10

10: 34 ففتح بطرس فاه و قال بالحق انا اجد ان الله لا يقبل الوجوه

10: 35 بل في كل امة الذي يتقيه و يصنع البر مقبول عنده

وهذا الشاهد بوضوح يؤكد ما قاله متي البشير ولوقا البشير في ان الله لا يقبل الوجوه اي ليس كل من يذكر اسم الرب يصبح مقبول ولكن قليلون هم الذين يتقون بالفعل ويؤكد ان ايمانه حي باعمال البر هذا يصبح مقبول امام الله

وهو نفس المقياس ولا يقول ( كما اوحي الينا المشكك ) بان الكل مقبول بطريقه مطلقه بل هناك شروط لكي تنال طلبك وبحثك هو الايمان والتقوي واعمال البر

فبالفعل الله يريد خلاص الجميع

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4


الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.

ولكن من عدله لا يخلص الا الذي يسعي في طريق الرب بايمان واعمال البر وجهاد ومحاربة للشهوة والخطية فالذي يريد ان يخلص ولا يعمل ولكن منغمس في الشهوات هذا حتي بطلبه ووبحثه لا ينال شيئ



الشاهد الرابع

سفر اخبار الايام الاول 28

28: 9 و انت يا سليمان ابني اعرف اله ابيك و اعبده بقلب كامل و نفس راغبة لان الرب يفحص جميع القلوب و يفهم كل تصورات الافكار فاذا طلبته يوجد منك و اذا تركته يرفضك الى الابد

وهذا الشاهد ايضا يؤكد نفس الفكر ان شرط القبول هو ان يطلب الرب ويعبد بقلب كامل ونفس راغبه ويعمل مرضاة الرب

وسليمان سقط وابتعد عن الرب والرب تركه ولكنه عاد وارضي الرب بتوبه صادقه فقبله الرب مره ثانية



والشاهد الخامس

سفر اشعياء 55

55: 6 اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه و هو قريب

وهذا حقيقي من يطلب الرب يجده وهو لا يرد من ياتي اليه ولكن هناك شروط ايضا يكملها اشعياء

55: 7 ليترك الشرير طريقه و رجل الاثم افكاره و ليتب الى الرب فيرحمه و الى الهنا لانه يكثر الغفران

فالشرط هو ترك طرق الشر والافكار الاثمة والتوبه الحقيقية وطلب الرحمه من الرب فيغفر له

55: 8 لان افكاري ليست افكاركم و لا طرقكم طرقي يقول الرب

55: 9 لانه كما علت السماوات عن الارض هكذا علت طرقي عن طرقكم و افكاري عن افكاركم

طرق الله عجيبة، فهو يحول إنسان خاطئ للتوبة عن طريق إصابته بمرض أو تجربة. وهكذا عن طريق السبي امتنع اليهود نهائياً عن الوثنية. وقد استخدم بولس الرسول هذه الآيات حينما تأمل في أن الله قَبِل اليهود أولاً ثم رفضهم وقَبِل الأمم، ثم يعود في نهآية الأزمنة ويقبل اليهود (رو 11: 23، 24)

ولكن الذي يطلب الرب بشفتيه فقط فهو لا ينال الرب

سفر إشعياء 29: 13


فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً.



فليس كل من يطلب يجد ولكن من يعمل ما يستحق بايمان هذا يجد الرب

وطلب وبحث بدون ايمان لا نجده

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 11

11: 6 و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه



اما عن الشاهدين السادس والسابع الذي اعتبرهم المشكك يناقضوا حكم من طلب يجد بصوره مطلقه فاعتقد انه بعد توضيح انه ليس كل من طلب بصوره مطلقه يجد ولكن كثيرون يطلبون بطرق غير سليمه وبدون توبه فهؤلاء لا يخلصون والشاهد السادس يؤكد هذا المعني ولا يناقضه اما الشاهد السابع فهو موقف مختلف



الشاهد السادس

انجيل لوقا 13

13: 24 اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق فاني اقول لكم ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا و لا يقدرون

13: 25 من بعدما يكون رب البيت قد قام و اغلق الباب و ابتداتم تقفون خارجا و تقرعون الباب قائلين يا رب يا رب افتح لنا يجيب و يقول لكم لا اعرفكم من اين انتم

وهذا ما ذكره متي البشير في الاصحاح 7 في شرحه لموضوع اطلبوا تجدوا لان الذي يطلب ويبحث لكي يجد الرب يجب ان يعبر من الباب الضيق لكي يجد العريس

وايضا لوقا يوضح شرط اخر لكي يجد من يطلب وهو كما شرحته سابقا هو ان يطلب في الموقت المناسب وقبل ضياع الفرصه فبعد الموت لا توجد فرصه للتوبة وهذا ما يعبر عنه بتعبير اغلق الباب



الشاهد السابع

انجيل يوحنا 7

7: 32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فارسل الفريسيون و رؤساء الكهنة خداما ليمسكوه

7: 33 فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني

7: 34 ستطلبونني و لا تجدونني و حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا

7: 35 فقال اليهود فيما بينهم الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن العله مزمع ان يذهب الى شتات اليونانيين و يعلم اليونانيين

7: 36 ما هذا القول الذي قال ستطلبونني و لا تجدونني و حيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا

الموقف هنا مختلف فالرب يسوع يتكلم عن محاولتهم للقبض عليه ليقتلوه وليس طلبه بمعني الايمان به ونوال الخلاص ومغفرة الخطايا لان بلغ رؤساء الكهنة (وعملهم سياسي أكثر من ديني) أن بعض الشعب بدأ يؤمن به فأرسلوا له بعض الخدام و هم ضباط تابعين للكهنة، ضباط لهم سلطة إلقاء القبض. والرؤساء يشملون أيضاً السنهدريم وله سلطة المحاكمات وتصريف الأمور دون أن يصدر حكم بالموت وكان ذلك أثناء حكم الرومان. والسنهدريم كان يتكون من رؤساء الكهنة الحاليين والسابقين والصدوقيين وكانوا يسمونهم الكهنة أو الشيوخ ولهم مركز قضائي وليس ديني ويتكون أيضاً من الفريسيين والكتبة أوالناموسيون ولهم دراية واسعة بالناموس وعملهم الحفاظ على التقاليد

أنا معكم زماناً يسيراً= المسيح يقول هذا ليعلن أنه عالم بخططهم لقتله. فهو يعلم أنه سيصلب بعد ستة شهور وبعد هذا يصعد للسماء. فالفصح يأتي بعد المظال بستة شهور. ولكن هؤلاء الضباط فوجئوا بهيبته وكلامه المؤثر فشلَّت أيديهم. كان كلامه فيه روح وحياة أنعش نفوسهم المجدبة، فلم يمسكوا يسوع وفضلوا أن يفقدوا وظائفهم. أمضى إلى الذي أرسلني= أنتم مرسلون لإلقاء القبض علىًّ بعنف وأنا مرسل برسالة محبة.. هذا ما بكت ضمير الضباط. لا تقدرون أنتم أن تأتوا= فلا أحد يأتي للآب إلاّ بي وأنتم لا تؤمنون بي.

أمضى هنا تعني مجرد أنسحب

أمّا حين قال أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. فالفعل يمضي يشير لأنه ذاهب ليكمل عمل

وحين قال إنه خيرٌ لكم أن أنطلق فالفعل أنطلق يشير لذهاب فُرقة أي سيفترق عنهم

ولا تجدونني لأنه في مجد أبيه حيث لا يُرى بالعين بل بالإيمان. تطلبونني ولا تجدونني إن أصر الإنسان على خطاياه يطلب الله ولا يجده. وأيضاً لو كانت كل طلباته مادية ولا يهتم بأن يعرف الله. وهم لقساوة قلوبهم ظنوا انه يذهب لليونانيين هذه سخرية من المسيح فاليهود يعتقدون أن المسيح سيأتي لهم أي لليهود فقط، وذهابه لليونانيين في نظرهم يعني أنه ليس هو المسيح أو هو مسيح للأمم وهذه سخرية منه أو يعني هذا أنه سيذهب للشتات اليهودي في اليونان حيث لا يستطيعوا أن يمسكوه

ولهذا هذا العدد لا يناقض الاعداد السابقه بل يتكلم عن موقف مختلف

واكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما