«  الرجوع   طباعة  »

هل أخطأ المسيح في قوله لامه مريم العذراء يا امرأة؟ يوحنا 2: 4

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

لماذا قال المسيح للعذراء مريم مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ «أما كان يمكنه أن يقول: »مالي ولك يا أماه« احتراماً للأمومة؟.

 

الرد 

 

المشكك يحكم على العدد من الترجمة العربي وبفكره ولكن في الحقيقة بدراسة العدد يوناني والتراجم الأخرى نجد ان الشبه لا أصل لها ولهذا لم يتكلم عنها أحد الا المشككين العرب فقط لأنه لا يوجد شبهة بدراسته باليوناني وبقية اللغات ولكن من قال إن لقب امرأة هو في العربي إهانة؟

في اللغة العربية امرأة ورجل هو لقب تمييز ولا يوجد به إهانة الا لمن ذهنهم ملوث.

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 15

 

كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِرًا، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ.

 

 بل هو لقب تكريمي للسيدة العذراء والمسيح يقصد منه ايضا معني جميل وعميق 

وسندرس العدد لغويا وايضا سياق الكلام والمعني الروحي 

لغويا 

انجيل يوحنا 2

2: 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد 

والكلمة العربي لا يحمل معناها اي خطأ لان امرأة هي مؤنس امرئ اي انسان.

والعدد يوناني

(GNT-TR)  λεγει αυτη ο ιησους τι εμοι και σοι γυναι ουπω ηκει η ωρα μου

والكلمة جوناي في اليوناني التي تعني امرأة 

ويشرحها بتفصيل قاموس 

The complete word study dictionary : New Testament

1135. γυνή gun; genitive gunaikós, feminine . noun. Woman, wife (Matt. 14:21; 15:38; Acts 22:4; 1 Cor. 11:12; Septuagint .: Gen. 2:22, 23).

مؤنث امرأة زوجة 

(I) Spoken of a young woman, maiden, damsel (Luke 22:57; Gal. 4:4; Sept.: Esth. 2:4); of an adult woman (Matt. 5:28; 9:20, 22; 11:11; Rev. 12:1, 4).

يطلق على امراه صغيره او شابه او بالغة 

(II) In Rom. 7:2, húpandros (5220), under a man, implies relation to a particular man. One betrothed or engaged but not necessarily yet married and engaging in sexual relations (Matt. 1:20, 24 [cf. Matt. 1:18]; Luke 2:5; Sept.: Lev. 19:20; Deut. 22:24 [see Deut. 22:23]). See anr (435, IV), husband, man.

تحت قيادة رجل او مخطوبة ولكن لا تعني الضرورة متزوجة 

(III) Used of the Church as the Bride of Christ (Rev. 19:7; 21:9).

استخدمت كوصف للكنيسة عروس المسيح 

(IV) Of a married woman, wife (Matt. 5:31, 32; 14:3; 18:25; Mark 6:18; Luke 1:18, 24; 8:3; Rom. 7:2; 1 Cor. 7:2; Sept.: Gen. 24:3f.); as stepmother (1 Cor. 5:1; Sept.: Lev. 18:8); a widow (Matt. 22:24; Mark 12:19; Luke 20:29), with chra (5503), widow (Luke 4:26).

(V) In the vocativeō (5599) gúnai as an address expressive of kindness or respect (Matt. 15:28 [cf. Matt. 9:22 where thugátēr {2364}, daughter, is used]; Luke 13:12; John 2:4; 4:21; 20:13, 15; 1 Cor. 7:16).

(VI) Whether a female or a wife is meant depends on context.

وتستخدم الكلمة لتعبير مبالغ في اللطف والاحترام

ومن امثلتها يوحنا 2: 4 و4: 21 و20: 13 و15: 1

 (A) Additionally a woman or women in Matt. 13:33; 15:22, 39; 19:10; 26:7, 10; 27:55; 28:5; Mark 5:25, 33; 7:25, 26; 14:3; 15:40; Luke 1:28, 42; 4:26; 7:28, 37, 39, 44, 50; 8:2, 43, 47; 10:38; 11:27; 13:11, 12, 21; 14:20; 15:8; 23:27, 49, 55; 24:22, 24; John 2:4; 5:7, 9; 4:11, 15, 17, 19, 21, 25, 27, 28, 39, 42; 8:3, 4, 9, 10; 16:21; 19:26; 20:13, 15; Acts 1:14; 5:14; 8:3, 12; 9:2; 13:50; 16:1, 13, 14; 17:4, 12, 34; 21:5; 1 Cor. 7:1, 34; 9:5; 11:5, 6, 8, 9, 13, 15 (see X, B); Rev. 2:20; 9:8; 12:6, 13–17; 14:4; 17:3, 4, 6, 7, 9, 18.

(B) Additionally wife or wives (Matt. 19:3, 5, 8, 9, 29; 22:25, 27, 28; 27:19; Mark 6:17; 10:2, 7, 11; 12:20, 22, 23; Luke 1:5, 13; 3:19; 14:26; 16:18; 17:32; 18:29; 20:28, 32, 33; Acts 5:1, 2, 7; 24:24; 1 Cor. 7:3, 4, 10–14, 16, 27, 29, 33, 39; 11:3, 7, 10, 11; 14:34, 35 (see X, B); Eph. 5:22–25, 28, 31, 33; Col. 3:18, 19; 1 Tim. 2:9–12, 14; 3:2, 11, 12; 5:9; Titus 1:6; Heb. 11:35; 1 Pet. 3:1, 5.)

(VII) In the sight of God there is no essential difference between a male (ársen [730]) and a female (thlu [2338]) in regard to their ontological spiritual status (Gal. 3:28). Women do not form any inferior part of Christ’s body; they are entitled to God’s promises as much as men. Therefore, a wife should be treated as an equal recipient of God’s grace (1 Pet. 3:7) with her husband. She should not be treated as inferior, but as only physically weaker, which weakness is to be complemented in the husband’s strength. A woman and a man, whether or not they are husband or wife, must acknowledge their common source which is the Lord; and if they are husband and wife, their mutual interdependence one on the other (1 Cor. 11:11, 12) and both under God, with the husband as head since in their marital status they are one body.

لا تعني وجود فرق بينها وبين رجل امام نظر الله حسب حالتهم الروحية وهي ليست اقل في المكانة في جسد المسيح ولهم كل الحقوق لوعود الله مثل الرجال وتعامل المرأة والزوجة كمساوي للرجل ولها نعمة الله ولا يجب ان تعامل على انها اقل ولكن جسديا أضعف وضعفها يكتمل بقوة الرجل ...... 

The complete word study dictionary : New Testament

فهو تعبير في اليوناني في الكتاب المقدس يدل على المساواة وتعبير احترام وعطف مبالغ.  

وفي الادب اليوناني لقب امرأة جوناي هو لقب احترامي في هذا الزمان وبعده فيخاطب "اوديسيوس" زوجته المحبوبة "بنلوببلقب "امرأة" واغسطس قيصر خاطب كليوباترا ملكة مصر بنفس اللقب "امرأة" مما يدل على ما كان لهذا اللقب من تكريم واحترام.

والتعبير الارامي 

John 2:4 - ܐܳܡܰܪ ܠܳܗ ܝܶܫܽܘܥ ܡܳܐ ܠܺܝ ܘܠܶܟ݂ܝ ܐܰܢ݈ܬ݁ܬ݂ܳܐ ܠܳܐ ܥܕ݂ܰܟ݁ܺܝܠ ܐܶܬ݂ܳܬ݂ ܫܳܥܰܬ݂ܝ ܀ 

John 2:4 - اَمَر لَاه يِشُوع مَا لِي ولِكي اَنتتَا لَا عدَكِيل اِتَات شَاعَتي .

وفي قاموس ويليام 

امراه ومشتقه من جنس بشري او الانسانية  

ولاتيني mulier وهو لقب احترامي لأمراة وزوجة وأم woman, wife, mother

Babylon English Dictionary

وفي الانجليزي 

Woman, lady, mam 

فكانت تلقب الاميرات وسيدات المجتمع بهذا اللقب وحتى الملكة تلقب

My lady 

وهو تعبير احترام ويساوي لقب ماي لورد My lord للرجل  

والاماكن الحكومية والشرطة حاليا تلقب النساء في الغرب بلقب 

 Mam

وهو لقب غاية في الاحترام يساوي لقب سير للرجل 

لهذا لقب امراه في اليوناني والارامي والانجليزي هو لقب احترام للمرأة مثل لقب سير او سيد للرجل. ولكن المعنى هو فقط في اللغة العربية الذي يفهمه غير المسيحيين خطأ. 

 

والعهد الجديد ذكر هذا اللقب مرات كثيره تقريبا 224 مره ولا مره واحدة منهم يحمل معني اهانة على الاطلاق بل احترام وعلى سبيل المثال

المسيح كرر هذا اللقب للسيد العذراء وقت الصلب 

إنجيل يوحنا 19: 26

 

فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».

وهي لحظه صعبه يظهر فيها اهتمامه بها وعطفه الشديد عليها واحترام كبير لها ولمكانتها ولمشاعرها فهي امه التي تتألم لأجله وهي تراه يموت وهو سيفارقها ولا يقصد اهانة بالطبع 

وايضا الكنعانية وقت مدحها  

إنجيل متى 15: 28

 

حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.

فهو يمدح المرأة الكنعانية على قوة ايمانها وقال لها يا امرأة. فهو يلقبها لقب احترامي وليس اهانة بالطبع. 

وايضا المرأة التي شفاها  

 إنجيل لوقا 13: 12

 

فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!».

والسامرية 

إنجيل يوحنا 4: 21

 

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.

 

وهو عندما نادي المجدلية بهذا اللقب ظنت انه البستاني لأنه يعاملها باحترام بالغ 

إنجيل يوحنا 20: 15

 

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ».

 

والملائكة استخدمت نفس التعبير 

إنجيل يوحنا 20: 13

 

فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!».

 

فهو تعبير شائع لقب احترامي تنادي به السيدات مثلما ينادى الاب بلقب يا سيدي Sir تنادي المرأة والام بلقب Lady or My Lady 

بل المسيح شبه ملكوت السماوات بامرأة 

إنجيل متى 13: 33

 

 

قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ».


إنجيل لوقا 13: 21

 

يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ».

فهل المسيح يستخدم تعبير خطأ وغير لائق؟

وأيضا شبه الكنيسة بامراة 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 9

 

ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ».

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 1

 

وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِامْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا،

 

وقبل ان اترك الجزء اللغوي اوضح تعبير اخر مهم وهو 

ما لي ولكي

لان البعض لا يفهمه ويتخيل انه اسلوب زجر وهذا خطا لأنه اسلوب اعتذار باحترام عن طريق السؤال فهو يقول

τιG5101 WHAT   εμοιG1698 TO ME   καιG2532 AND   σοιG4671 TO THEE, 

(KJV)  Jesus saith unto her, Woman, what have I to do with thee? mine hour is not yet come.

ما هو لي أقدر ان افعله لحضرتك؟ وهو تعبير احترامي بمعنى أنى سأفعل رغم أني غير راغب او بمعني إني سأفعل هذا الشيء احتراما لك رغم أنى لا أفضل. 

 

ونفس التعبير الذي قاله المسيح وبصيغته اليوناني (تي ايموي كاي سوي) استخدم عدة مرات فمثلا في  

انجيل مرقس 5 : 7

وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي. استحلفك بالله ان لا تعذبني.

والشيطان يترجى المسيح ويستعطفه ان يرحمه وان لا يعزبه فهو اسلوب من شخص متواضع هو اقل مكانه الي من هو اعلي مكانه واسلوب احترام 

وهذا يؤكد انه تعبير احترام وليس زجر 

سفر القضاة 11: 12

فأرسل يفتاح رسلا الى ملك بني عمون يقول ما لي ولك إنك اتيت اليّ للمحاربة في ارضي.

ويفتاح يطلب باحترام من ملك بني عمون 

وايضا الأرملة الي إيليا النبي التي صنع في بيتها معجزات قوية 

سفر الملوك الاول 17: 18 

فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله. هل جئت اليّ لتذكير اثمي واماتة ابني

فهي تكلم باحترام نبي الله 

واليشع الي الملك 

سفر الملوك الثاني 3: 13

فقال اليشع لملك اسرائيل. ما لي ولك. اذهب الى انبياء ابيك والى انبياء امّك. فقال له ملك اسرائيل كلا. لان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد موآب.
وفي كل هذا لاحظنا انه تعبير احترامي بإظهار عدم الرغبة في فعل شيء الا لو أصر الاخر على تنفيزه ويأتي في صيغة سؤال 

فاستخدمه المسيح احترام للسيدة العذراء ومكانتها ولكنه اظهر لها انه لا يفضل فعل ذلك لان وقت اظهار مجده لم يأتي بعد فهو لا يرغب ولكنه استجابة الي طلبها سيفعل هذه المعجزة 

 

ثانيا سياق الكلام 

انجيل يوحنا 2

2: 1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك 

2: 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس 

2: 3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر

كانت كمية الخمر قليلة فانتهت في ثالث يوم وتبقي على العرس ثلاث ايام وهي مشكلة كبيرة لأصحاب الفرح قطعاً لان انتهاء الخمر معناه انتهاء الفرح (والخمر رمز للفرح وكأن العذراء تشكو للمسيح حال البشرية الحزين) هنا لم تحدد العذراء للمسيح كيف يتصرف، هي وضعت أمامه المشكلة وتركته يتصرف كما يريد فهي تؤمن بأن عنده حل لكل مشكلة فنلاحظ ان القديسة العذراء مريم لم تقل له اصنع لهم معجزة وكون خمر ولكن فقط نقلت خبر له وهو " ليس لهم خمر 

والكاتب هو يوحنا وهذا اسلوبه وهو قال ام يسوع لان يوحنا لا يذكر اسمه ولا اسم أمه ولا العذراء فهي قريبة امه. ويبدو أنه كانت هناك قرابة بين العذراء وأهل العريس ايضا فهي تعرف ما يدور في البيت وانتهاء الخمر، والمسيح أخذ تلاميذه فهو كان يعرف أنه سيظهر مجده هناك فيؤمنوا به ولكن يترك فرصة لإظهار شفاعة السيدة العذراء ومكانتها عنده. 

2: 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد

تعبير يا امراه كما وضحت هو لقب احترامي كما شرحت في الجزء اللغوي وتعبير ما لي ولك لم تأتي ساعتي بعد اي ان المسيح رغبته الشخصية لا يفضل ان يعمل المعجزة ولكن احتراما لوالدته ومكانتها الشفاعية ورغبتها لو اصرت سيفعل، لان المسيح لا يريد ان يظهر مجده الان الذي يبدا به العد التنازلي للصليب ولكنه لم يرد للقديسة مريم طلبها وشفاعتها وصنع المعجزة 

والمسيح اوصي باحترام الوالدين. والمسيح هو ليس الناموس الحرفي كوصايا قولية فقط بال الناموس الحي الفعال المحيي اي ينفذ ما يقول وهو لم ولن يكسر الناموس ولا يستطيع أحد ان يمسك عليه خطيه لا بالفعل ولا حتى بالقول 

إنجيل يوحنا 8: 46

 

مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟

فهو كامل في تصرفاته واقواله

 لهذا فالمسيح لم يخطئ ولم يزجر السيدة العذراء كما يدعوا ولم يوجه لها تعبير يحمل في طياته اي اهانه مباشره او غير مباشره ولكنه تكلم معها بكل احترام ولياقه واظهر انه لا يرغب في فعل هذا ولكن احتراما لها ولمكانتها خضع لرغبتها وصنع المعجزة 

2: 5 قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه

الخدام هنا هو ليس عبد او اجير ولكن تعبير دياكون بمعني خادم وهو جعلته الكنيسة من رتب الشموسية فهم قد يكونوا من افراد البيت او خدام بالفعل او متطوعين للخدمة 

هذه وصية العذراء لنا دائماً. وهذه هي العظة الوحيدة التي قالتها العذراء هنا. فتنفيذ وصية المسيح هو سر الفرح مهما كانت الوصية صعبة وتحتاج ايمان وليس عيان.

 

 وايضا يجب ان نلاحظ ايضا فرق المكانة التي تعلمها العذراء جيدا وايضا المسيح فهو بالجسد ابنها ولكنه باللاهوت ربها والهها وهو احيانا بكل احترام يوجهها فهو في حادثة الهيكل قال لها 

إنجيل لوقا 2: 49

 

فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».

فالمسيح يوضح لها انه له خطة الهية خاصه لا يجب ان يخالفها أحد ولكن رغم هذا يخضع لها لأنها امه بالجسد 

انجيل لوقا 2

51 ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا.

فالمسيح ايضا في معجزة قانا وضح لها ان له خطة يعمل من خلالها بأوقات وترتيب ولكنه سينفذ ما طلبت منه احتراما وتقديرا لها ولمكانتها عنده 

ولكن هناك ايضا شيء اخر مهم وهو يوجد أكثر من تعبير احترامي ولكن لماذا استخدم منهم هذا التعبير الذي فهمنا انه أيضا تعبير احترامي؟

حواء امراه ام كل انسان واول اسم لقبت به في الكتاب هو امرأة ايشا من امرء ايش فهو لقب رائع لأم البشرية بالجسد. 

سفر التكوين 2

20 فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ.
21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا.

22 وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ 
امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.
23 فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى 
امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ».

فمريم العذراء تمثل حوّاء الجديدة والمسيح هو نسلها الذي سيسحق رأس الحيةفاسم المعين النظير النصف الثاني للبشرية هو امرأة والنصف الذكوري هو ادم لان ادم عبريا يعني انسان ولكن ادم أخطأ والمرأة اخطأت والمرأة هي التي جلبت الخطية الي ادم  

فهو يوضح أن هذا تحقيق للنبوة

سفر التكوين 3: 15

 

وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَاهُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».

 

فالعذراء حواء الجديدة الطاهرة التي جلبت الخلاص (المسيح) الي ادم والبشرية كلها. وكما كانت المرأة ام كل حي سبب سقوط اصبحت العذراء المرأة ام للكنيسة كلها ام المسيح سبب الخلاص ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 4

 

وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ،

ولهذا من القاب العذراء مريم التي تلقبها لها الكنيسة هي حواء الثانية 

فمن هذا نفهم ان اللقب الذي قاله لها المسيح هو تكريم لها عن قصد أن منها اتى المخلص وإعادة المكانة الرائعة لكل امرأة. 

 

وأيضا قبل المعنى الروحي لماذا قال المسيح لمريم العذراء لم تأتي ساعتي بعد قبل ان يصنع معجزة تحويل الماء الي خمر؟

المسيح لا يريد ان يظهر مجده لكيلا يبدأ العد التنازلي للصلب قبل موعده هذا لان تحويل الماء الي خمر له معنى عميق عند اليهود 

الدم له معنيين عند اليهود الأول وهو دم طبيعي وهو العقاب والثاني هو دم العنب أي النبيز والخمر للفرح.

اول معجزة علنية للشعب وليس فقط لفرعون قام بها موسى هي تحويل الماء الي دم وهي الضربة الاولي. واليهود ينتظروا المسايا الذي سيكون فيه بعض الصفات تشبه موسى 

سفر التثنية 18: 18

 

أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.

ولكن موسى حول الماء الي دم للعقاب فكان ينتظر اليهود المسايا الذي سيحول الماء الي دم فرح أي الي خمر لأنه سياتي لسنة مقبولة للخلاص والفرح. وهذه كانت أحد العلامات المهمة عند اليهود قبل الميلاد لمجيء المسيا السماوي. ولهذا المسيح يعرف أن هذا الطلب الذي سيقبل فيه شفاعة امه العذراء مريم هو اعلان واضح انه المسيا ولهذا يقول الكتاب المقدس 

انجيل يوحنا 2

2: 11 هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده فامن به تلاميذه

 فالتلاميذ فهموا هذا جيدا لأنهم سمعوا شهادة يوحنا ولم يقل الكتاب انهم امنوا وشهادة فيلبس عنه ولم يقل هذا أيضا وأيضا صنع المسيح كثير من المعجزات بعد هذا ولم يقل انهم امنوا ولكن وضح الكتاب انهم امنوا بهذه المعجزة الأولى لأنها ليست فقط المعجزة في حد ذاتها ولكن فيما تحمله من اعلان انه المسايا لأنه حول الماء الي دم فرح. وهذ يوضح لنا لماذا يقول لم تأتي ساعة الإعلان بعد ولهذا فهو تمم المعجزة في هدوء امام تلاميذه وأمه وبعض الخدام فقط ولكن لم يعلن لرئيس المتكأ والمدعوين.

 

واخيرا المعني الروحي 

 

من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء 

حقا لقد رافقته القديسة مريم في أول معجزة وهي لا تدري إنها بدء ساعة الصليب، وبقيت معه حتى لحظات الصليب بكونها ممثلة للكنيسة، حواء الجديدة المرافقة لآدم الثاني في طريق آلامه، حتى يسكب بهاء مجده عليها. لقد قيل لها بعد الحبل بالسيد المسيح: "يجوز في قلبك سيف"، وقد بدأ يخترق قلبها في عرس قانا الجليل ليحمل جراحات الحب!

لم يقل "يا أماه" بل "يا امرأة"، لأن ما يمارسه بخصوص تحويل الماء خمرًا لا يصدر بكونه إنسانًا أخذ جسدًا منها، وإنما بعمل لاهوته. حقًا ليس انفصال بين لاهوته وناسوته، وما يمارسه السيد المسيح هو بكونه كلمة الله المتجسد، لكن بعض الأعمال هي خاصة به كابن الله الوحيد، والبعض بكونه ابن الإنسان.

لماذا قال "لم تأتِ ساعتي بعد" وقد قام في نفس الساعة بعمل المعجزة؟ لقد أوضح لها أن ساعته للقيام بآيات علنية ومعجزات عامة أمام الجميع لم تأتِ بعد، لكنه يعمل دومًا. وقد تمم الآية في هدوء بعد أن قدم الخدام الأجران حتى أن رئيس المتكأ والعريس لم يعرفا ذلك وإنما الخدام وحدهم [٩].

v    لكي تتأكد من احترامه العظيم لأمه استمع إلى لوقا كيف يروي أنه كان "خاضعًا لوالديه" (لو 2: 51)، ويعلن إنجيلينا (يوحنا) كيف كان يدبر أمرها في لحظات الصلب عينها. فإنه حيث لا يسبب الوالدان أية إعاقة في الأمور الخاصة بالله فإننا ملتزمون أن نمهد لهما الطريق، ويكون الخطر عظيمًا إن لم نفعل ذلك. أما إذا طلبا شيئا غير معقول، وسببا عائقًا في أي أمر روحي فمن الخطر أن نطيع! ولهذا فقد أجاب هكذا في هذا الموضع، وأيضًا في موضع آخر يقول: "من هي أمي؟ ومن هم اخوتي؟" (مت 12: 48)، إذ لم يفكروا بعد فيه كما يجب. وهي إذ ولدته أرادت كعادة بقية الأمهات أن توجهه في كل شيء، بينما كان يلزمها أن تكرمه وتسجد له، هذا هو السبب الذي لأجله أجاب هكذا في مثل هذه المناسبة[340].

v    لقد اهتم بالغير واستخدم كل وسيلة ليغرس فيهم الرأي السديد الخاص به، فكم بالأكثر كان يليق به أن يفعل ذلك مع أمه[341].

القديس يوحنا الذهبي الفم

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد المسيح كان يود أن يأتي الطلب من الذين كانوا في حاجة إلى ذلك وليس من أمه. لأنه إن كان ما يفعله يقوم علي طلب صديق له فمع كونه أمرًا عظيمًا لكن قد يتشكك البعض في الأمر، أما إذا سأل المحتاجون ذلك فلا يحوم الشك حول المعجزة، ويكون النفع أعظم. يشبه القديس الذهبي الفم السيد المسيح بطبيبٍ ماهرٍ متى دخل منزلاً به مرضى كثيرون فإنه إن تحدث مع أمه ولم يتحدث مع أحد المرضى أو مع أقربائهم يتشككون فيه ويتضايق المرضى.

v    أراد أن يظهر أنه يعمل كل الأشياء في وقتها المناسب، ولا يفعل كل شيء في الحال... إنه ليس ملتزمًا بالضرورة للأزمنة، لكنه هو الذي وضع نظام الفصول، إذ هو خالقها. لذلك يقول: "ساعتي لم تأتِ بعد". وهو يعني بهذا أنه لم يكن قد أعلن بعد لكثيرين، ولم يعد بعد له خورس تلاميذه...

علاوة على هذا فإنني يجب أن أُخبر بذلك ليس منكِ، أنتِ أمي، فسيُشك في المعجزة. يليق بالذين يريدون الخمر أن يأتوا ويطلبوا مني ليس لأني محتاج إلى ذلك، ولكن لكي بإجماعهم الكامل يقبلون المعجزة.

فإن الذي يعرف أنه في عوز يصير شاكرًا عندما ينال عونًا، أما الذي ليس لديه الإحساس بالاحتياج لن يكون لديه إحساس واضح بالمنفعة التي نالها"[342].

v    فمع كونه حريصًا علي تكريم أمه، إلا أنه كان بالأكثر مهتمًا بخلاص نفسها، ويصنع ما هو صالح للكثيرين، الأمر الذي لأجله أخذ لنفسه جسدًا. كلماته إذن لم تكن صادرة عن من يتكلم بجفاءٍ مع أمه، بل بمن هو حكيم في تدبيره، فيدخل بها إلي الفكر السليم، ولكي يجعل معجزاته تُقبل بالكرامة اللائقة بها[343].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    لا يريد أن يتسرع في القيام بشيءٍ، لأنه لا يريد أن يظهر كصانع المعجزات للذي لا يطلبه، بل ينتظر حتى يدعوه المحتاجون لا الفضوليون، فهو يعطي النعمة لمن يحتاج، وليس لمن يريد أن يتمتع بالمشاهدة.

القديس كيرلس الكبير

v    لم يكن رب الملائكة خاضعًا للساعة، إذ هو الذي خلق فيما خلق الساعات والأزمنة. لكن لأن العذراء الأم رغبت في أن يصنع معجزة عندما فرغت الخمر، لذلك للحال أجابها بوضوح كما لو قال: "إني أستطيع أن أفعل معجزة تأتي من عند أبي لا من عند أمي". فإن ذاك الذي في ذات طبيعة أبيه صنع عجائب جاءت من أمه، وهو أنه يستطيع أن يموت. وذلك عندما كان على الصليب يموت. لقد عرف أمه التي عهد بها لتلميذه قائلاً: "هذه أمك " (يو19: 27). إذن بقوله: "ما ليّ ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" تعني "المعجزة التي ليست من طبيعتك لست أعرفك فيها. عندما تأتي ساعة الموت سأعرف أنكِ أمي إذ قبلت ذلك فيك أنني أستطيع أن أموت[344].

البابا غريغوريوس (الكبير)

وقد تبنىBede ذات التفسير بقوله إن ما قاله السيد هو ليس شيئًا مشتركًا بين لاهوتي الذي ليّ دومًا من الآب وبين جسدك الذي أخذت منه جسدًا. لم تأتِ بعد ساعتي حيث بالموت أثبت الضعف البشري الذي أخذته منكِ. أولاً يليق بيّ أن أبرز قوة لاهوتي السرمدي بممارسة قوتي. لكن تأتي الساعة التي فيها يظهر ما هو عام بينه وبين أمه عندما يموت على الصليب ويهتم بأنه يوصي التلميذ البتول بالعذراء. عندما يتحمل الضعف البشري يتعرف على أمه الذي تسلم ذلك منها، ولكن حين يمارس الإلهيات يبدو كمن لا يعرفها، إذ يعرف إنها ليست مصدر ميلاده اللاهوتي.

 

والمجد لله دائما