هل المسيح مات لاجل احباؤه ام اعداؤه ؟ يوحنا 10: 15 و يوحنا 15: 13 و رموية 5: 8-10



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في يوحنا 10: 15 أن المسيح مات لأجل أحبائه وخرافه، وتكررت الفكرة نفسها في يوحنا 15: 13. ولكن في رومية 5: 8 و10 يقول إنه مات لأجل أعدائه



الرد



باختصار اولا المسيح مات لاجل العالم كلهم بما فيه من احباؤه واعداؤه ومن يقبل فداؤه هو الذي ينال الخلاص . ومن يفعل الخطيه هو عدو للرب ومن يتوب هو يحب الرب وايضا من لا يؤمن هو عدو للرب ومن امن به وقبله هو اصبح محب للرب . وقد يتوب انسان في نهاية حياته ويقبل الرب فيكون قضي حياته عدو وفي نهايتها اصبح محب للرب وتائب

فالمسيح قدم دمه الطاهر كفارة عن العالم كله ومن يقبله يصبح من احباؤه ومن يرفض حتي النهاية يستمر من اعداؤه . ووقت النهاية من قبل فداؤه واثبت باعمال التوبه ان ايمانه حي ينال الخلاص . ومجموعة المخلصين يوم الدينونه هم الذين مات من اجلهم اما الذين رفضوا فهم يدانوا بالعذاب الابدي ولا يستحقوا فداؤه, وفداؤه يكون فقط في هذا الوقت لمن قبله



وابدا بقليل من التفصيل اثناء دراسة الشواهد

انجيل يوحنا 10

10: 14 اما انا فاني الراعي الصالح و اعرف خاصتي و خاصتي تعرفني

وهنا الرب يسوع المسيح لا يقول انه يبذل نفسه فقط عن خاصته ولكن يتكلم عن العلاقه بينه وبين خاصته بمعني ان الانسان الذي عاش مع الرب فتره واختبر حلاوة العشره مع الرب يكون بينه وبين الرب داله مثل الراعي الذي عاش مع خرافه فتره فيكون بينهم علاقه موده وهذا لان الراعي في فلسطين غير الرعاة في مصر وأوروبا. فهم في فلسطين يربون الأغنام لا ليأكلوها، بل من أجل صوفها والبانها، ولذلك كانوا يربونها لفترات طويلة، فيكون هناك عشرة طويلة بين الراعي وخرافه. فينشأ نوع من المودة والألفة والحب بين الراعي والرعية.

وقصده بخاصتي تعرفني هو تشبيه لحالة الانسان المسيحي الذي يختلط مع العالم قليلا فينده عليه الرب ليقف امامه ليلا وينقي قلبه من مشاغل اليوم وهذا يشبه الرعي ايضا لان كل راعي له قطيعه وفي الصباح يترك الرعاة كل قطعانهم في مكان واحد فتختلط كل الخراف مع بعضها البعض، وفي المساء يقف كل راعي في مكان ويصدر صوتاً مميزاً فتجتمع خرافه حوله، لأن الخراف تعرف صوت راعيها وتميزه من طول مدة العشرة معه، هي ألفت صوته وتدربت على سماعه. وهكذا الرب ينده علي خاصته لتقف امامه لالا تجرفها مشاغل العالم بعيدا عنه وهم يسمعوا صوته باليقظه الروحيه ويجروا لياتوا اليه بسبب العشره بينهم .ونحن لكي نميز صوت المسيح علينا أن نعاشره فترات طويلة. وأما من لا يعاشر الله لن يستطيع أن يميز صوته فسيقع في حيرة.

ولكن المهم هذا العدد لا يتكلم عن فداء المسيح لخاصته فقط ولكن يتكلم عن العشرة

10: 15 كما ان الاب يعرفني و انا اعرف الاب و انا اضع نفسي عن الخراف

وهذا العدد يكمله العدد التالي لانه يوضح ان الرب يسوع المسيح لم يضع نفسه عن خرافه فقط ولكن عن خراف الحظيره الاخري

والذي يقصده في هذا العدد هو ان علاقة المسيح بالاب هي علاقة معرفة عن طريق اتحادهم في جوهر واحد ويوضح المسيح الفرق بينها وبين علاقته بخرافه عن طريق التبني وليس الطبيعه فهو يقول أنا أضع نفسي عن الخراف. أي هو يضع نفسه للموت عن خرافه. ومن أحبه كالشهداء وضعوا أنفسهم لأجله. والمسيح وضع نفسه لمحبته لخرافه ولطاعته للآب. والطاعة ناشئة عن المحبة. فلا معرفة حقيقية لله بدون محبة وبذل.

والمهم ان هذا ليس لعدد محدد بل لكل من يقبل حتي من اعداؤه ولهذا يقول

10: 16 و لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي و تكون رعية واحدة و راع واحد

المسيح بموته جذب إليه الجميع (يو32:12). وإتسعت دائرة الرعية. فلم تعد مقصورة على اليهود بل صارت الحظيرة تضم العالم كله (يو51:11-52). لاحظ أنه لم يقل من "حظائر أخرى" فالأمم كانوا مشتتين وسط الأوثان وبلا حظائر فلا حظيرة سوى حظيرة واحدة لله.

وكثيرون كانوا اعداء وقبلوا المسيح وصاروا له ابناء فانيانوس والي انصنا علي سبيل المثال هذا استشهد علي يديه عدد كبير من المسيحيين وهو كان عدو للمسيح وكنيسته ولكنه في النهاية قبل المسيح ربا ومخلصا واستشهد علي اسم المسيح

فالمسيح مات عن العالم كله ابرار واشرار ولكن من يقبل يصبح من خاصته الذي يفوز برعايته ومن يرفض يطرح خارجا. ولكن المهم ان هذا الشاهد يؤكد ان المسيح وضع نفسه عن الكل من هم في حظيرته ومن هم من الخارج والباب مفتوح للجميع لمن يقبل

وهذا شرحه الرب بقوله

انجيل متي 5

44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،
45
لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ
.
46
لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟

47
وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟

48
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ
.

والرب لا يسر بموت الشرير

سفر حزقيال 18: 23

هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟



سفر حزقيال 33: 11

قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟



والرب مات حتي عن الاشرار ولكن لن يجبرهم ان يقبلوا فداؤه لهم فهم يجب ان يقبلوه بارادتهم لكين لا يكون الامر اجبار . والرب يعطي الشرير فرص كثيره لكي يتوب حتي نهاية حياته ولكن بعد ذلك هو المدان. اما ارادة الرب الذي مات عن الجميع ان يخلص الجميع

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4

الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.



رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 9

لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.

فهو يريد الخلاص للجميع ومات لاجل الجميع

إنجيل يوحنا 3: 17

لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 1: 15

صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا.



الشاهد الثاني

انجيل يوحنا 15

15: 13 ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه

هنا نرى غاية المحبة أن يضع الإنسان نفسه عن الآخرين. هي محبة مضحية، وهذا ما عمله المسيح هذه الليلة (1يو16:3). لأجل أحبائه لم يقل لأجل من يحبونه فهو لا يقصد القديسين ولكن لاجل من يحبهم هو. فالمسيح وضع نفسه لأجل كل الناس لأنه هو الذي يحبهم. فهو أتى لأجل الخطاة الذين كانوا أعدائه فالمسيح مات عن شاول الطرسوسي الذي كان عدواً له وحوَّله إلى إنسان يحبه حقاً. وهكذا ينبغي أن نفعل مع كل إنسان حتى لو لم نكن نحبه أو لم يكن يحبنا.

وابدا بسؤال ساله الرب وهو من هو قريبي ( حبيبي ) لنفهم من هو الذي يحبه الرب

وشرحه في مثال السامري الصالح

انجيل لوقا 10

29 وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَاَلَ لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟»
30
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ
: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ.
31
فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ
.
32
وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضًا، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ
.
33
وَلكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ،

34
فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ
.
35
وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ
: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ.
36
فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟
»
37
فَقَالَ
: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا».

فمن هم احباء الرب ؟ هم العالم كله

إنجيل يوحنا 3: 16

لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.



فالرب يحب العالم كله ويعتبر العالم كله احباؤه وقال ان لذاته مع بني ادم

سفر الأمثال 8: 31

فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.



ولكن لا يجبر احد ان يحبه بالمقابل ويترك حرية الاختيار لمن يقبل ومن يقبل يصبح من خاصته

ولهذا الشاهد الثالث يؤكد نفس المعني ان الرب بذل نفسه للعالم كله

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 5

5: 8 و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا

وهنا الكلام عن الكل فالكل كانوا خطاه حتي من احب الرب والكل اعوزهم مجد الله

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 12

الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.

حتي من كان بار فهو ايضا يحتاج الي كفارة المسيح ليحسب خاصة

5: 9 فبالاولى كثيرا و نحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب

5: 10 لانه ان كنا و نحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا و نحن مصالحون نخلص بحياته

فكلنا قبل فداء المسيح كنا اعداء بخطايانا التي لم يدفع ثمنها ولهذا قديسون العهد القديم ايضا كانوا في المحبس في الهاوية في انتظار اشراق نور الخلاص . وبمجيئ المسيح وتتميم الفداء تمت المصالحه بين السمائيين والارضيين

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 11

وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.



رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 19

أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.



فالمسيح مات عن العالم ومن يقبل يتحول من عدو الي محب ومن يرفض يبقي في مرتبة الاعداء ولا ينال الخلاص لانه اختار بارادته الرفض

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1

20 وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.
21
وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ

22
فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ،

فبدون المسيح مهما فعلنا من صالحات فنحن اعداء بدون كفارته وبالمسيح ينال من يقبل الكفاره والخلاص



والمجد لله دائما