هل من يفعل الناموس يحي به ام ان الناموس هو موت ؟ رومية 8: 2 و رومية 10: 5 و رومية 7: 10 لاويين 18: 5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

يقول بولس في رومية 10: 5 لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها 

ولكن في رومية 8: 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت  

فهل الناموس يحي ام الناموس هو خطية وموت ؟

 

الرد

 

معلمنا بولس الرسول باختصار يقول ان الناموس هو غايته ان يشير الي المسيح فالناموس بار ولكن من تمسك بالناموس وترك المسيح فهو لا يفوز بالبر بل يحكم عليه لان الناموس لا يبرر 

مع ملاحظة ان الناموس انواع 

(1) الناموس الطبيعي:

يطلق على مبادئ في قلوب البشر متى لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف (رو 2: 14).  أي الناموس الطبيعي المكتوب على الضمير، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإرادة الله المعلنة " لكل خلائقه ". لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس (ناموس موسى) متي فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس، هم ناموس لأنفسهم، الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 14 و 15).

 

(2) الناموس الخطية | ناموس الذهن:

ناموس الخطية، أى الطبيعة العتيقة الساقطة في الإنسان (رو 7: 14 - 34)، أي ناموس الذهن الذي يسبي الانسان الى الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف (رو 7: 23).

 

(3) ناموس موسى:

وهو الشريعة التي وضعها موسى، بوحي من الله، في الحقول المدنية والاجتماعية والادبية والطقسية (مت 5: 17 و يو 1: 17 و رو 10: 1-18 و اف 2: 15). وليس الوصايا العشر 

وسميت شريعة موسى ناموساً لان فيها صفات الناموس، أي انها تكون مجموعة قوانين للسلوك تضعها سلطة عليا منفذة وتشرف على تطبيقها ومعاقبة من يخرج عنها. ولما كان من الطبيعي أن تنشأ بعض العادات والتقاليد ضمن المجتمع الواحد وتقوى مع الايام حتى تصبح من تراث ذلك المجتمع المقدس ويصبح تطبيقها امراً ضرورياً والخروج عنها امراً مخالفاً لمصالح المجتمع. وضمن ناموس موسى الكثير من العادات التي كانت معروفة من قبل موسى، والتي اعطاها موسى الصيغة الرسمية، وجعلها من ضمن القانون، ومن ضمن الشريعة والناموس، مثل قصاص القاتل (تك 9: 6) والزانية (تك 38: 24) وزواج الاخ من ارملة اخيه (تك 38: 8) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة (تك 8: 20) وحفظ السبت يوماً للرب (تك 2: 3).

وقد جاء الناموس من الله على يد موسى. ومع ان لفظة الناموس، لوحدها، تعني في بعض الأحيان العهد القديم كله (يو 12: 34 و 1 كو 14: 21) فانها ترمز الى ناموس موسى في معظم الأحيان (يش 1: 8 و نح 8: 2 و 3 و 14). وهي ليست شريعة موسى الا بالاسم، لأنها من عند الله، ومن وضع الله. انما سلمت الى البشر عن طريق موسى في سيناء (خر 20: 19-22 و يش 24: 26 ومت 15: 4 و يو 1: 17 و 2 كو 3: 3). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد كتبت في كتاب (يش 1: 7 و 8). وحوت الشريعة الموجودة في الخروج واللاويين والعدد والتثنية (قابل مر 12: 26 مع خر 3: 6 و مر 7: 22 و 23 مع لا 12: 2 و 3 ومت 8: 4 مع لا 14: 3 ومت 19: 8 و 22: 24: 1 و 25: 5).

وفي الحقل الادبي تختصر شريعة موسى في الوصايا العشر، وهي الوصايا التي انزلها الله على موسى في جبل سيناء في لوحين من حجر (خر ص 20 و 24: 12 و 31: 18 و 32: 15 و 16). وقد كسر موسى اللوحين لما غضب على الشعب لانه خالف الوصايا ثم اعاد نحتها من جديد (خر 32: 19 و 34: 4 و 28). وقد حافظ اليهود على اللوحين ووضعوهما في تابوت العهد في قد س الأقداس (خر 40: 20 و عب 9: 4). وفي هذه الوصايا استمر تلخيص الخلق المثالي الذي يجب ان يتمثل به البشر على مختلف العصور وفي مختلف الاماكن. وهذه لم يتكلم عنها احد والكل يقبلها بدون نقاش 

اما الناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى الى اتباعها في التقرب الى الله في علاقات البشر مع الله وكرموز لمجيئ المخلص وفداؤه. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء ايضاً. وتليت على اسماع الشعب كله ، لانها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والاعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. ومموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عاماً من وضعها، امام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق اساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الادبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لانها صالحة لكل زمان ومكان. اما الطقوس فمعرضة للظروف الى حد بعد. ذلك ان مجيء المسيح الغى العشائر لانه اكملها و لان العشائر لم توضع الا اشارة لمجيئه (رو 6: 14 و 15 و 7: 4 و 6 و غل 3: 13 و 24 و 25 و 5: 18). لقد وضع يسوع عهداً جديداً بدل الناموس الموسوي غير الحالي من العيب (عب 8: 7 و 8). ولذلك اوقف الرسل فرض الناموس على المؤمنين من الامم (اع 15: 23-29).

وفي ميدان المدني او الاجتماعي للناموس فقد افرز بنو إسرائيل عن جميع الشعوب المجاورة لهم. وكان يقوم على ان الله هو الملك، والشعب هو شعبه المختار والرعية له. وعلى هذا الاساس حسبت الاراضي ملكاً ليهوه (لا 25: 23) واعتبر الشعب نزيلاً عنده، وعليه ان يدفع العشور ثمن اقامته (لا 27: 30 و تث 26: 1-10). بل ان الشعب نفسه حسب ملكاً ليهوه. لذلك اعتبرت ابكارهم وبهائمهم للرب، وعليهم ان يعدوها (خر 30: 11و 16) وان يعتقلوا عبيدهم، اذ كان عبيدهم من اليهود، لانهم يكونون بذلك ملك الله ايضاً. وكان العتق يتم في سنة اليوبيل (لا 25: 39-46). 

 

(4) ناموس العهد القديم:

تستخدم أحياناً كلمة ناموس - في العهد الجديد - للدلالة على كل أسفار العهد القديم (يو 1: 24، يو 12: 34، 15: 25، 1 كو 14: 34).

 

(5) ناموس النعمة:

أو ناموس المسيح (1 كو 9:21)، أو ناموس البر (رو 9: 31)، أو " الناموس الكامل ناموس الحرية" (يع 1: 25، 2: 12) وهو يشمل تعاليم ووصايا النعمة الموجهة الآن لأولاد الله المفديين. ويجب أن نعي تماماً أن المؤمن الآن ليس تحت الناموس بل تحت النعمة (رو 6: 15)، فقد منحته النعمة كل ما يلزم لخلاصه (يو 1: 16 و17، 19: 30، رو 5: 1 و 2، 8: 1 و2، كو 2: 9 - 15). وليس معنى هذا أن المؤمن أصبح بلا ناموس (1 كو 9: 2 و21)، بل معناه أن المؤمن المفدي بالنعمة، عليه واجب، بل بالحري امتياز عدم إتيان أي شيء لا يرضي الرب، بل أصبح من امتيازه ومسرته أن يعمل كل ما يرضيه على أساس إبداء اعترافه التلقائي بفضل الله عليه، بمنحه الحياة الأبدية في نعمته الغنية (أف 1: 6 و7 ، 2: 4 و5).

بالفعل بالناموس لو الانسان اعتمد علي الناموس بدون فداء المسيح لن يتبرر

واعمال الناموس تختلف عن اسفار موسي من حيث المعني لان اعمال الناموس مثل التطهير والذبائح والاشياء النجسه والطاهره لا يمكنها ان تبرر الانسان فهي ظل الامور العتيدة  

فحتي داود الذي كان يطبق الناموس قال 

سفر المزامير 143: 2

 

وَلاَ تَدْخُلْ فِي الْمُحَاكَمَةِ مَعَ عَبْدِكَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ.

 

فالناموس او القانون بالفعل يظهر الخطيه ويوضحها ويعرفها ولكنه لا يبرر الانسان 

الناموس مستقيم لانه يجعل المعوجات مدانه بالقانون المستقيم  

وشرح معلمنا بولس الرسول في 

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 3

20 لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.
21 وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ،

22 بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ.

23 إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،

24 مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،

25 الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.

 

ويوجد شرح مهم لمعلمنا بولس الرسول 

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 7

7: 7 فماذا نقول هل الناموس خطية حاشا بل لم اعرف الخطية الا بالناموس فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته 

7: 8 و لكن الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية انشات في كل شهوة لان بدون الناموس الخطية ميتة 

7: 9 اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا و لكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا 

7: 10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت 

7: 11 لان الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها و قتلتني 

7: 12 اذا الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحة 

7: 13 فهل صار لي الصالح موتا حاشا بل الخطية لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية 

7: 14 فاننا نعلم ان الناموس روحي و اما انا فجسدي مبيع تحت الخطية 

7: 15 لاني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فاياه افعل 

7: 16 فان كنت افعل ما لست اريده فاني اصادق الناموس انه حسن 

7: 17 فالان لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة في 

7: 18 فاني اعلم انه ليس ساكن في اي في جسدي شيء صالح لان الارادة حاضرة عندي و اما ان افعل الحسنى فلست اجد 

7: 19 لاني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فاياه افعل 

7: 20 فان كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة في 

7: 21 اذا اجد الناموس لي حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي 

7: 22 فاني اسر بناموس الله بحسب الانسان الباطن 

7: 23 و لكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي 

7: 24 و يحي انا الانسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت 

7: 25 اشكر الله بيسوع المسيح ربنا اذا انا نفسي بذهني اخدم ناموس الله و لكن بالجسد ناموس الخطية 

 

اذا الناموس ( ناموس موسي ) هو مقدس وصالح ولكن بسبب ان الناموس كشف الخطية وجرمها صار الناموس للبشر موت لانه بسببه يحكم عليهم بالموت ولهذا صار الناموس الذي للحياه هو في ذات الوقت للموت ليس لانه شرير ولكنه لانه صالح ولكنه يدين كل شر ولكن الطبيعة التي بداخلنا التي تشتهي الشر هو ناموس الخطية وهو الذي يجعلنا نشتهي الشر وكان يجعل الشعب يخالف ناموس موسي في العهد القديم وايضا يقاوم ناموس النعمه في العهد الجديد ولكن الفرق بين ناموس موسي وناموس النعمه ان ناموس موسي يظهر الخطية ولا يبرر اما ناموس النعمه فهو يطهرنا من الخطية ويبرر 

 

والشاهد الذي استشهد به المشكك 

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 8

8: 1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح 

8: 2 لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت

ناموس روح الحياه هو النوع الخامس الذي قدمته وهو ناموس النعمة فهو يعطينا حياة للنفس والجسد والروح. حياة بر عوضاً عن موت الخطية، حياة بنوة عوضاً عن حياة العبودية للخطية، فنحن بالمسيح حصلنا علي غفران للخطايا + خليقة جديدة وطبيعة جديدة. الروح القدس محيي ويعطي حياة للنفس والجسد معاً للمتحدين مع المسيح، هذه القوة قد حررتنا من ناموس الخطية، ومن قوة الخطية وجذبها ومن الموت. فناموس الروح هو تمتع بعطية الروح، لأنه يحطم فينا عنف الخطية ويسندنا في صراعنا ضدها.

اعتقني من ناموس الخطية هو الثاني وهو ليس ناموس موسي ولا علاقه له بناموس موسي ولكن هو ناموس الخطية الساكن في كل انسان ويشتهي الشر الذي شرحه معلمنا بولس الرسول بتفصيل في رومية 7 

فالمشكك الذي فهم ان ناموس الخطية والموت هو ناموس موسي فهو اخطأ جدا وهذا لعدم درايته بمعني انواع الناموس 

8: 3 لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية و لاجل الخطية دان الخطية في الجسد 

ناموس موسي هو له عدة اهداف من اهمها انه يرمز للمسيح ويشير الي المسيح وايضا منها ان ان يحكم علي الخطية ويظهرها لكي لا يفعلها الانسان ولكنه لا يستطيع ان يبرر الانسان لان الذي يفعل خطية الناموس لا يبرره ولكن يحكم عليه بالموت وهذا ليس خطأ من الناموس ولكن من ضعف الجسد 

فلم يستطع أحد أن يلتزم بالناموس ويتممه إلاّ الرب يسوع وحده. أمّا سبب ضعف الإنسان كان أن الخطية سكنت فيه وإستعبدت أعضاءه أمّا ناموس روح الحياة فقد حررني فيما عجز عنه ناموس موسى، لأن ناموس موسى لم يعطى الروح القدس لأحد. والروح القدس هو الذي يستطيع أن يتغلب وينتصر علي اهتمامات الجسد، فهو يعين ضعفاتنا (آية26) فالله إذ أرسل ابنه= لما عجز الناموس عن أن يبرر الناس، أرسل الله ابنه ليعمل عمل الفداء، ثم يرسل الروح القدس، يعطي نعمة نتبرر بها.

في شبه جسد الخطية أي جسد كامل مثل جسدنا، و المسيح حمل كل خطايا البشرية في جسده، ومات بجسده ليحكم علي الخطية ويميتها ويدينها. وبقدر جهاد الإنسان في أن يميتها تساعده النعمة في ذلك، لذلك يطلب الرسول قائلاً "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية" (رو11:6) وبهذا يبرأ الإنسان وكلما كانت الخطية ميتة فيَّ فهذا علامة علي أنني مملوء نعمة وجهادى مقبول وكلما كانت الخطية متفجرة فيَّ فهذا علامة علي أنني محتاج لجهاد كثير لأمتلئ من النعمة. وإذا كانت الخطية ميتة داخلي فلا دينونة عليَّ (آية1) 

 

الشاهد الثاني 

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 10

10: 1 ايها الاخوة ان مسرة قلبي و طلبتي الى الله لاجل اسرائيل هي للخلاص 

10: 2 لاني اشهد لهم ان لهم غيرة الله و لكن ليس حسب المعرفة 

10: 3 لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله و يطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله

هنا يوضح معلمنا بولس الرسول خطأ اليهود الذين رفضو ا المسيح وهذا طبعا ليس كل اليهود لان كثيرين من اليهود قبلوا المسيح ولكن هو يتكلم عن الذين رفضوه مهذا لانهم كانوا يجهلون الهدم الاساسي للناموس انه المسيح للبر 

فهو طالبوا بر ذاتي بر شخصي بتقليد الشيوخ ورفضوا بر الله الحقيقي وهذا بسبب كبريائهم أي فسادهم الداخلي، فحينما تتضخم الأنا وتملأ القلب، لا تطيق آخر في داخله، وحتى إذ تدينت تعمل لحساب ذاتها المغلقة تطلب تثبيت بر نفسها، عوض إتساعها بالحب لتقبل نعمة الله واهبة البر بالإيمان. هؤلاء ظنوا أن الصلاح والبر من عندياتهم وليس هو عطية إلهية، لهذا لم يخضعوا لبر الله إذ أنهم متكبرون. وفي إعتدادهم بذواتهم إحتقروا النعمة، فلما أتي المسيح لم يؤمنوا به. هم طلبوا بر ذواتهم والمجد لذواتهم (يو42:5،44). وفقدوا محبتهم لله لذلك تخلي عنهم (رو28:1 + 2أي1:15،2). 

10: 4 لان غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن

بمعني ان النامور تنبأ عن المسيح ورمز للمسيح واشار اليه . ووضح ايضا ان الانسان في ذاته ضعيف ولن يستطيع ان يطبق الناموس بالكامل فلن يتبرر الا بالمسيح فالناموس لم يوضع ليبقي بل ليعمل لحساب المسيح. فإن شهادة يسوع هي روح النبوة (رؤ10:19). حتى إذا جاء المسيح يكون الناموس قد بلغ غايته ونهايته واكتملت كل رموزه بمجيئ المرموز اليه وتحققت نبواته. الناموس وُضِع لكيما إذا استخدمه اليهود بالإيمان، أي بالعلاقة الصحيحة مع الله، فإنه سينتهي بهم حتماً إلي الإستنارة الروحية وإعداد الفكر لقبول المسيح الذي يبرر من يؤمن به= لأن غاية الناموس هي المسيح للبر= أي يكتشف الإنسان إحتياجه للمسيح فيذهب إليه، ومن يفعل بإيمان سيبرره المسيح. لكنهم استخدموا الناموس بطريقة خطأ وأرادوا إثبات بر أنفسهم أي لحسابهم وليس لحساب مجد الله. لذلك رفضوا المسيح وصلبوه. فالناموس لا يبرر بل يقود للمسيح الذي يبرر من يؤمن. 

10: 5 لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها 

وهنا يقتبس معلمنا بولس الرسول من 

سفر اللاويين 18

18: 5 فتحفظون فرائضي و احكامي التي اذا فعلها الانسان يحيا بها انا الرب 

وهنا يوضح معلمنا بولس ان التبرير هو فقط بواسطة الإيمان بالمسيح. لأن موسى يكتب عن التبرير الذي يجئ بواسطة الناموس وأعمال الناموس الموسوي قائلاً: "إن الإنسان الذي سيتمم كل وصايا الناموس سوف يحيا وهو وحده الذي يمكن ان يتبرر (لا5:18). علي أن المحافظة علي الناموس بصورة تامة أمر مستحيل وغير ممكن بسبب فساد الطبيعة البشرية، فمن يستطيع أن لا يشتهي ما عند قريبه (الوصية العاشرة). هذه لا يطبقها إلاّ الذي مات عن العالم مع المسيح فزهد في العالم كله. فالذي نفز الناموس بالكامل هو المسيح 

وكما ذكرت في موضوع الموعظه علي الجبل ان المسيح اكمل الناموس 

1- أولاً : المسيح يعلن أنه ليس ضد الناموس كما أشاعوا عنه. وكيف ينقضه وهو واضعه فهو الله الذى تجسد ليكمله.

2- هو يكمل عجز وصايا الناموس، هو يرفع المستوى لمستوى النعمة التى للعهد الجديد، ومع زيادة الإمكانيات أى مع وجود النعمة زاد المطلوب (فطالب سنة أولى إبتدائى إذا حفظ جدول الضرب صار هذا معجزة ولكنه إذا أتم دراسته الجامعية سيطالب بأكثر من هذا كثيراً ) ففى العهد القديم لم يطلب الله سوى الإمتناع عن الزنا، أما فى العهد الجديد صارت النظرة والشهوة ممنوعة. وبهذا فالسيد المسيح لم ينقض الناموس، إذ أن نقض الناموس يعنى مثلاً السماح بالزنا. فى العهد القديم منع الناموس القتل، أما فى العهد الجديد يمنع الغضب باطلاً. إذاً التكميل يعنى هنا الوصول لأعماق الخطية داخل النفس ونزع جذورها

3- تكميل الناموس أيضاً يعنى أن فى المسيح تحققت كل النبوات، وظهر معنى الطقوس والفرائض، ففرائض الذبائح والختان كانت رمزاً لشئ سيحدث وبحدوثه إنتهت هذه الفرائض.

4- السيد المسيح أكمل الناموس بخضوعه لوصاياه دون أن يكسر وصية واحدة " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر ( مت 15:3+ غل4:4) ولذلك قال السيد " من منكم يبكتنى على خطية ( يو 46:8 + يو 3:14).

5- السيد المسيح لم يكمل الناموس فى نفسه فحسب وإنما هو يكمله أيضاً فينا ( رو 4:10+ رو 3:8،4). فالناموس كان مساعداً للإنسان لكى يسلك فى البر، لكن الناموس عجز عن هذا. فأتى المسيح ليدخل بالإنسان لطريق البر مثبتاً غاية الناموس.

6- أكمل المسيح الناموس بموته، إذ بموته إستنفذ عقوبة الناموس على البشر.

7- أكمل المسيح الناموس أنه كشف روح الحب فى الوصية " من يحبنى يحفظ وصاياى، فهو أعطانا أن نتجاوب مع وصايا الناموس ونتممها عن حب، وهذا كان بسكب روح المحبة فى قلوبنا بالروح القدس (رو5:5)، أى جعلنا نطيع الناموس ليس خوفاً من عقاب بل حباً فيه= اكتبها فى قلوبهم (عب 10:8).

 

ولهذا فهذا العدد لا يناقض الاعداد الماضية ولكن يؤكد نفس المعني ان الناموس بار ومقدس ولكنه لا يبرر احد لانه لا يوجد احد يقدر ان ينفز الناموس بالكامل  

رسالة بولس الرسول الي أهل غلاطية 3

3: 20 و اما الوسيط فلا يكون لواحد و لكن الله واحد 

3: 21 فهل الناموس ضد مواعيد الله حاشا لانه لو اعطي ناموس قادر ان يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس 

3: 22 لكن الكتاب اغلق على الكل تحت الخطية ليعطي الموعد من ايمان يسوع المسيح للذين يؤمنون 

3: 23 و لكن قبلما جاء الايمان كنا محروسين تحت الناموس مغلقا علينا الى الايمان العتيد ان يعلن 

3: 24 اذا قد كان الناموس مؤدبنا الى المسيح لكي نتبرر بالايمان 

3: 25 و لكن بعدما جاء الايمان لسنا بعد تحت مؤدب 

3: 26 لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع 

3: 27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح 

 

والمجد لله دائما